View RSS Feed

طارق شفيق حقي

قهقهة أخر الليل

Rate this Entry
قهقهة أخر الليل


في أخر الليل عربدة للفكر ترسو ويرتفع إثرها هامد المجهول يقبض أنفاسك فتحس أن جدران الغرفة تكاد تعصر أضلاعك تهرب إلى فلاة الله ... وفي الأرض متسع لأنفاس الناس .... تحس أن الله قريب منك بل أنت اليوم , تناجيه تنسيك لذة المناجاة سبب المناجاة , أطرفا عواطفك التي كانت تميل وتهيج مع أدنى فكرة أو شك أو خوف

أمست مألوفة لديك بل بت تشعر وتحس بتحركها وما عاد تحركها يزعجك لآنك ما كنت تألف منظرها...شراع العقل باتت تضربه الأفكار ويهتز بقوة وأنت تخاف تمزقا يصيبه لكنك لما وثقت به وألفت انصباب هذه الأفكار... ما عادت تخيفك مهما اشتدت وبدأت تتأمل هذا الشراع وهو يقاوم بتوتره كل الهوجاء...ما ضره حتى لو انقطع...ما الذي سيجري.. أتغرق السفينة لا تخف فأن السفن لا تغرق إلا إذا جاء أجلها .


أنت العامل الصغير على هذه السفينة .. مهمتك الآن ليست مواجهة الإعصار .. بل مناجاة الربان... وحيث وثقت بربك وحين علمت أنه أحب مناجاتك .. بدأت تبتسم إذ تمسح من جبينك يد رؤوف لا تخف يا صديقي أصبح كل شيء الآن مألوفا
في الطريق أمشي تتلألأ السماء أمامي وتبيض وأخاف إذا ما ابيضت كليا أن تبيض عيناني فأغمضها وأخجل من نظري إلى ملكوت الله يعين جريئة دائما تنسى آداب الدخول إلى ملكوت الله


عطش يصيبك تتمنى الشرب عطش يسري في عروقك هل من مشرب يرويك قريب تنظر إلى المشرب العام تقترب تشرب وإذ بالماء بارد ..في النهار كل الناس تشرب الماء الساخن.. وأنت في الليل تشرب ماءً باردا
في الليل فقط يكون الماء بارداً و أحد يشرب في الليل مع أن العطش في الليل أقوى منه في النهار... انه عطش القلوب

تنظر تبصر شجيراتك تموج مع الرياح .. شجرة الكينا ذات الأوراق الطويلة.. تحرك كيانها يمينا شمالاً وتموج بشكل عجيب يحرك كيانك كنت تخاف عليها من الرياح أن تكسر أغصانها الخضراء الآن أبصرت بها تستمتع وتناهت لأذنيك صوت الأشجار إنها إنها تضحك اشتدت الرياح إنها إنها تقهقه

الأشجار تقهقه أسمعت شجرة تقهقه في الليل...
إن الرياح تدغدغ عضلات جسدها ما سكن منها وما لم يتحرك منذ زمن ما رقد فيها من عاطفة ومن خيال ومن فكر بات ينسكب الآن وهي تقهقه وانأ أقهقه قهقهة أخر الليل


كنت سابقا تسمتع للشجرة صوت متململ خائف من شدة الرياح أن تكسر أغصانها في كل تمايلة كانت الشجرة تخاف كسرا يصيب أغصانها بعد كل مرة ما كان يصيبها شيء لكنه الشك كان يضعفها ويوهنها هو الخوف يتسلل إلى عروقها ...

وحين وثقت بخالقها ما عاد يهمها الريح وباتت ترقص مع الرياح التي ملت تخويف الأشجار ,هي الأشجار إذا طارت الأوراق أو كسرت الأغصان فان لها ساق ومن قبله جذر إنها القهقهة تنبع من صميم الجذور تهزأ بالرياح .

اسمع يا صديقي قهقهة الأشجار فإنها تتعلم كيف تقهقه أخر الليل .

21/6/2002
Tags: None Add / Edit Tags
Categories
قصة

Comments

Leave Comment Leave Comment

Trackbacks

Total Trackbacks 0
Trackback URL: