• من آذي ذميا فقد آذاني": علماء الأزهر: حماية دور العبادة.. فريضة إسلامية

    من آذي ذميا فقد آذاني": علماء الأزهر: حماية دور العبادة.. فريضة إسلاميةالمصدر: الأهرام اليومىبقلم: محمد عبدالخالق



    أكد علماء الأزهر ان الدين الإسلامي أوجب حماية ورعاية دور العبادة في الدول الإسلامية وان أمن ورعاية الآخر في المجتمع الإسلامي يعد من ثوابت الشريعة الإسلامية، مطالبين الشعب المصري بجميع طوائفه مسلمين، ومسيحيين بضرورة التكاتف وعدم التفرق أمام التهديدات التي وجهتها العناصر المتطرفة للكنائس المصرية.
    وحول حقوق غير المسلمين في المجتمع الإسلامي ووجوب حماية دور العبادة يقول الدكتور أحمد عبدالرحيم السائح أستاذ العقيدة والفلسفة الإسلامية بكلية أصول الدين بجامعة الأزهر: الذين يعيشون مع المسلمين في المجتمع الإسلامي من غير المسلمين أظهر لهم الدين من التسامح المفضي إلي التعايش، ليس فقط مايكفل لهم حرية ممارسة عقائدهم، ولكن كذلك مايجعلهم مواطنين في هذا المجتمع مندمجين فيه موفوري الحرية والكرامة، غير منعزلين ولامهمشين، كما نهي الله تبارك وتعالي عن مجادلة المسلمين لغيرهم لاسيما أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن " ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن إلا الذين ظلموا منهم وقولوا آمنا بالذي أنزل إلينا وأنزل إليكم وإلهنا وإلهكم واحد ونحن له مسلمون "سورة العنكبوت الآية 46" فالإسلام دين يعني بالفرد والجماعة معا، ويسعي إلي قيام مجتمع متأخ ومتكافل تسوده الحرية والتسامح، ويشعر فيه كل واحد بمسئولية بنائه، والحفاظ عليه.
    كما كفل الدين الإسلامي الحنيف حرية ممارسة غير المسلمين لعقيدتهم، في طقوسها وشعائرها ومختلف مراسمها ومظاهرها الاحتفالية، مع الإقرار لهم بأيام العطل والأعياد، والسماح بإقامة أماكن العبادة، والسهر عليها بالمحافظة والصيانة والتنظيم، واحترام عاداتهم وتقاليدهم واعرافهم، إلي حد أنه إذا طلب أحد المشركين من مسلم أن يؤمنه ويحميه فعليه أن يستجيب له حتي لايصيبه سوء، إلي أن يصل إلي مكان أمنه، وهو منزله أو مقر قومه يقول تعالي: "وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتي يسمع كلام الله ثم أبلغه مأمنه "سورة التوبة الآية 6" ويبلغ هذا التسامح مداه عند الممارسة والتطبيق علي صعيد المجتمع كله انطلاقا من توجيهات الرسول صلوات الله وسلامه عليه حين قال:"من آذي ذميا فأنا خصمه ومن كنت خصمه خاصمته يوم القيامة" وهي توجيهات نفذها الخلفاء الراشدون، وقادة الفتح الإسلامي في جميع ماعقدوا من عهود ومواثيق.
    كما أن أحكام الإسلام المنزلة من الله، والمبينة بسنة رسوله تدل علي أن أمن غير المسلمين الذين يعيشون في المجتمع الإسلامي، علي أنفسهم ومالهم وعرضهم مضمون ماداموا ملتزمين بما تقضي به الأحكام وهي أحكام واضحة أوجبها الإسلام، ولم توجبها المصالح المتبادلة بين المسلمين وغير المسلمين ولم تلزم بها المسلمين قواعد القانون الدولي. أو المعاهدات بين الدول الإسلامية وغيرها، لأن هذه الأحكام جانب مهم من شريعة الإسلام الكاملة، يجب علي الدولة الإسلامية تطبيقها والعمل بها، فهي واجب ديني قبل أن تكون مصلحة سياسية أو التزاما دوليا.
    فالإسلام يقيم مجتمعا إنسانيا راقيا وهو لذلك يقيم العلاقة بين الناس جميعا علي أسس وطيدة من العدل والبر والرحمة، ولم يترك الإسلام العلاقة مع غير المسلمين لتقلبات المصالح والأهواء، أو لنزعات التعصب العرقي أو اللوني أو الديني وتتميز القواعد التي وضعها الإسلام لتنظيم العلاقة بين المسلمين وغيرهم في المجتمع الإسلامي، بالسماحة واليسر وحفظ الحقوق وتجنب الظلم كما قال تعالي: "ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم علي كثير ممن خلقنا تفضيلا "سورة الإسراء الآية 70"
    وتكفل أحكام الشريعة أن يتمتع غير المسلمين ممن يعيشون في المجتمع الإسلامي بالأمن علي حياتهم ومالهم وعرضهم وهذه الحماية مستمرة سواء أكانوا من المعاهدين والمستأمنين أم من أهل الوطن، وما داموا ملتزمين بالعهد، فأمن الذميين علي أنفسهم وبدنهم مضمون بالشريعة، لأن الأنفس والأبدان معصومة باتفاق المسلمين. يقول الرسول صلي الله عليه وسلم: "من قتل معاهدا لم يرح رائحة الجنة. وإن ريحها ليوجد من مسيرة أربعين عاما"، وقال الإمام مالك والليث: "إذا قتل المسلم الذمي غيره يقتل به" وذهب الشعبي وأبوحنيفة. إلي قتل المسلم بالذمي لعموم النصوص الموجبة للقصاص ولاستوائهما في عصمة الدم المؤبدة .
    ويقول الدكتور أحمد محمود كريمة أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر: أوضح رسول الله صلي الله عليه وسلم حرمة التعرض لرجال الدين اليهودي والمسيحي حين قال:"ستجدون قوما زعموا انهم حبسوا أنفسهم لله فدعوهم وماحبسوا أنفسهم له "والقاعدة الذهبية لائمة الفقه تنص علي ان "الراهب والراهبة حران لايقتلان ولا يؤسران ويترك لهما قدر الكفاية من الوسائل المعيشية، كما حرمت الشريعة الإسلامية هدم معابد غير المسلمين في دار الإسلام فإنها إن كانت في أمصار قديمة، فلاشك أن الصحابة والتابعين رضي الله عنهم حين فتحوا علموا بها وأبقوها في حالات الحرب والسلم، وفي ذلك يقول تعالي: "ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيرا".
    تعليقات كتابة تعليق

    اضغط هنا للدخول

    رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.