• مصادر إسرائيلية تعتبر ما جرى تهديداً لمستقبل إسرائيل...هل يتحول الحراك الشعبي في يوم النكبة إلى انتفاضة ثالثة؟

    إذا كانت واشنطن والأطلسي وتل أبيب ترغب بإعادة اقتسام الوطن العربي وتجزئة المجزء منه رداً على ثورة تونس ومصر الشعبيتين مثلما فعلت في ليبيا ومازالت تحاول في مصر فإن جوهر صراع هذه الأمة العربية وهو الصراع مع الاحتلال الصهيوني هو الذي ينبغي أن يوحد القرار السياسي العربي بعد أن توحد القرار الشعبي حول هذا الصراع.
    فمن الملاحظ أن ذكرى النكبة للعام الثالث والستين أعادت إلى الشعور العربي صورة حراك شعبي ضم لبنان وسورية والأردن ومصر وهي الدول التي تحيط بفلسطين والتي دفعت شعوبها ثمناً باهظاً من أجل فلسطين.. وهذه العبارة اعترف بها أحد المسؤولين الإسرائيليين بطريقته الخاصة حين تساءل: هل هذا يعني أن الجبهة الشرقية، والجبهة الجنوبية ستعودان للظهور مرة أخرى والمقصود هنا هو تضافر جهود سورية ولبنان والأردن ومصر بعد رحيل مبارك من أجل استعادة الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.
    وفي هذه المظاهر الجديدة للحراك الشعبي الفلسطيني والعربي في ذكرى النكبة يعترف المحلل السياسي في صحيفة هآريتس (أنشيل بفيغر) إن قيادة الجيش الإسرائيلي فوجئت في 15 أيار بما جرى في الضفة الغربية بشكل عام وفي الجولان وزحف اللاجئين الفلسطينيين مع إخوانهم السوريين إلى سياج الاحتلال بشكل خاص ويضيف (بفيغر) أن قيادة الجيش الإسرائيلي لم تتوقع أن تتحول تظاهرة السوريين في الجولان واللاجئين الفلسطينيين قرب السياج إلى ساحة حرب يسقط فيها عدد من المتظاهرين برصاص أفراد الجيش بعد تدمير عدد من المتظاهرين من الجانب السوري على حدود الجولان السياج الحدودي.
    وفي داخل الأراضي المحتلة لاحظ المراقبون أن إسرائيل لم تشهد مثل هذه الأحداث في أي ذكرى سابقة ليوم النكبة لأن حراكها الشعبي امتد من داخل فلسطين المحتلة عام 1948 إلى الضفة الغربية وقطاع غزة إلى حدود الجوار العربي من لبنان إلى سورية إلى حدود مصر مع قطاع غزة، ووصف المراقبون ما جرى أمس بأنه استنهاض جديد لنشاط عربي في ظروف يقوم فيها الأطلسي والقوات الأميركية بحروب سرية وعلنية في المنطقة العربية.
    وفي قلب هذا الحراك الشعبي تكثفت المواجهات بين المدنيين الفلسطينيين في قلنديا والقدس دون أن تتمكن قوات الأمن الإسرائيلي من استعادة الأمن بل إن مراسل قناة الإسرائيلية الثانية اعترف أن رجال أمن السلطة الفلسطينية لم يلتزموا بأوامر المنسقين الإسرائيليين لشؤون الأمن لإبعاد الفلسطينيين عن تدمير حواجز الاحتلال.
    كما لوحظ أن قنوات التلفزيون الإسرائيلية تجنبت تسمية زحف اللاجئين في المخيمات من لبنان وسورية باتجاه حدود فلسطين المحتلة بالفلسطينيين بل وصفتهم باللبنانيين وبالسوريين رغم وجود مؤيدين وأنصار سوريين ولبنانيين في ذكرى يوم النكبة.
    ويرى أحد المحللين الأميركيين أن القيادة الفلسطينية أصبحت قادرة الآن أكثر من أي وقت مضى على الانتقال بهذا الحراك الشعبي في ذكرى النكبة التي توحد الفلسطينيين داخل إسرائيل وفي الضفة الغربية وقطاع غزة واللاجئين في الخارج إلى مستوى انتفاضة تشمل القدس أيضاً.
    وذكر (أودي سيغال) مراسل القناة (2) الإسرائيلية أن نتنياهو حمل على الفلسطينيين ومن يدعمهم في سورية واعتبر أن ما يجري يشكل خطراً على مستقبل إسرائيل وزعم أن إسرائيل لا علاقة لها بحق العودة أو بيوم النكبة.. وطالب عدد من أعضاء البرلمان الإسرائيلي بمحاكمة كل من شارك في إحياء (يوم النكبة) داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ عام 1948 لأن البرلمان صدق على قانون عقوبات ضد كل من يحيي ذكرى النكبة.
    وطالب العميد (احتياط) (آفي ايتام) الحكومة الإسرائيلية في مقابلة مع القناة الرسمية الأولى الإسرائيلية بتوجيه تهديد رسمي لسورية التي سمحت بإحياء ذكرى النكبة قرب الجولان السوري.


    تل أبيب تحمل السلطة الفلسطينية ما يجري في ذكرى النكبة

    قبل اندلاع الانتفاضة الفلسطينية في شهر أيلول عام 2000 أحيا الجمهور الفلسطيني في الأراضي المحتلة والشتات ذكرى النكبة في 15 أيار واستشهد أثناء نشاطات الفلسطينيين ثمانية وجرح العشرات وشارك في الانتفاضة عدد من رجال السلطة الفلسطينية وساد احتقان وغليان فلسطيني تحول في شهر أيلول من نفس العام أي بعد أربعة أشهر إلى انتفاضة الأقصى التي استمرت سنوات كثيرة وتمكنت في قطاع غزة من إجبار شارون على الانسحاب من قطاع غزة ونزع المستوطنات منها دون قيد أو شرط. ويخشى الإسرائيليون الآن من تكرار هذا السيناريو ولذلك سارع مسؤولون منهم إلى تهديد عدد من المسؤولين في السلطة الفلسطينية ومطالبتهم بإيقاف تدهور الوضع.
    الوطن السورية
    تعليقات كتابة تعليق

    اضغط هنا للدخول

    رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.