• قوة الردع لمن الآن... لإسرائيل أم لسوريا وإيران؟ .....أمين محمد حطيط

    قوة الردع لمن الآن... لإسرائيل أم لسوريا وإيران؟ .....أمين محمد حطيط

    بلغت المواجهة بين ايران والغرب حداً بات السؤال الرئيسي المطروح فيه: متى تندلع الحرب بينهما؟ أو متى تُطبق على ايران اميركا ومعها اسرائيل وبعض اوروبا علانية وغير اسرائيل من دول الشرق الأوسط سراً: اطباقاً لانهاء اسطورة تلك " الدولة المارقة"على الارادة الاميركية والمشكلة اليوم "رأس محور الشر" على المصالح الاميركية في الشرق والعالم؟ متى يكون الاطباق وتكون الحرب المدمرة التي ترتاح اميركا واسرائيل بعدها من خطر يتهدد المشروع الاميركي في المنطقة الذي لم يستطع رغم الاعوام السبعة عشر الماضية من العمل المباشر وقبلها فترة اطول من العمل غير المباشر، لم يستطع النجاح بل بدأ يترنح وهو اليوم اقرب الى الخسارة منه الى الربح. وفي خضم الملاحقة لاستعدادات الاطراف، يطرح سؤال في هذا المجال: هل ان حرباً تقررها اميركا أو اسرائيل ضد ايران هي الحرب الممكنة والمنفذة من غير اذى يمس من هاجم بشكل يجعله يتردد في اتخاذ قرارها؟ أو ان في الامر ما يردع عن الدخول فيها؟ في المفاهيم العسكرية نقول ان الدفاع هو المواجهة التي يبديها الخصم في وجه المهاجم، وينهك فيها قواته ويستمر فيها الى الحد الذي يقنع الخصم-المهاجم بان هجومه بات باهظ التكاليف الى الحد الذي يفوق قدراته على التحمل، أو يتعدى امكاناته المخصصة للعملية، فيتوقف عن الهجوم قبل تحقيق الاهداف. وفي المفاهيم ذاتها ما هو اهم، وهو ما من شأنه ان يمنع المهاجم اصلاً من اطلاق هجومه، أو يمنع المستهدف بهجوم من استعمال قدراته في المواجهة بسبب عدم الجدوى منها. وهو ما يسمى "قوة الردع " التي تحدث بعد امتلاك الخصم القدرات التي تمكنه من الرد الموجع على هجوم قد يستهدفه، رداً يكون بالحجم الذي لا يستطيع من يخطط لهجوم ما تحمل اعبائه. اي امتلاك القوة التي تزرع في ذهن الخصم الخشية والرعب من الرد فيمتنع عن فتح باب المواجهة. ولذلك تعتبر قوة الردع في معرض الدفاع دفاعاً من غير قتال، وفي الهجوم طريقاً للنصر من غير ثمن يذكر. و"قوة الردع " بذاتها تكون كلية مطلقة أو جزئية محدودة، وفي الأولى تكون بالحجم الذي من شأنه ان يمنع التعرض لمصالح الجهة الممكن استهدافها خشية الرد العنيف الذي يجعل المتعرض يخسر اضعاف اضعاف ما يحلم أو يقصد الحاقه من ضرر. هنا تكون "قوة الردع" هي الحارس المعنوي الذي يظلل المصالح ومفردات مالك القوة تلك من غير ان يكون هناك وجود عسكري مباشر لصيق بهذه المصالح وهذه العناصر، كما هي الحال مثلاً بالنسبة لاميركا التي لم تضطر الى زرع جندي في كل مكان في العالم لها فيه مصلحة لينفذ قرارها ويحفظ مصالحها تلك. فكم من سفير اميركي يحكم دولاً من غير ان يكون فيها لاميركا وجود عسكري. اما قوة الردع الجزئية فقد تكون في باب أو اكثر من ابواب المواجهة العسكرية، كما كانت حال اسرائيل حيال الدول العربية، حيث ان وجوه الردع تمثلت في عدم تجرؤ جيش عربي على استهداف المناطق الاسرائيلية خشية رد الفعل الاسرائيلي على الاعماق العربية. وايضاً كما كان رد فعل بعض القوى العسكرية التي امتنعت عن المواجهة الفعلية لهجوم اسرائيلي معين لاقتناعها بقدرة المهاجم على حسم المعركة، وان مواجهته لن تكون ذات جدوى. ولذلك كنا نقول ان الجيش الاسرائيلي كان ينتصر بتاريخه وهيبته التي مكنته من امتلاك "قوة ردع" عالية وجعلته في ذهن الناس "الجيش الذي لا يقهر" والتعبير الحقيقي هو الجيش الذي لا يواجه حتى يقهر. لقد امتلكت اسرائيل حتى العام 1982 قوة ردع شبه تامة، ولولا ما حصل في حرب العام 1973 لقلنا تامة. ولكن بعد صلح السادات الرئيس المصري في العام 1977، باتت قوة الردع تلك تامة ما جعل اسرائيل تنفذ حروبها بشكل سياحي كما حدث في لبنان مرتين في العام 1978 والعام 1982 (باستثناء المواجهات البطولية للجيش السوري في السلطان يعقوب في البقاع)... لكن بعد ذلك انطلقت المقاومة في لبنان وارغمت اسرائيل على اعادة الانتشار فيه مرات متلاحقة، ثم الانسحاب منه في العام 2000 من غير تحقيق اهداف سياسية ونعلم ان الحرب لا تكون الا من اجل الاهداف السياسية والاقتصادية والاستراتيجية فليس هناك حرب من اجل الحرب. وبغياب ذلك نستطيع القول ان اسرائيل خسرت في لبنان في مواجهة المقاومة، اي ان ما كانت تملكه من قوة رادعة تمنع الخصم من المواجهة تآكل الى الحد الذي افسح في المجال امام "تجرؤ المقاومة" على مواجهتها ثم هزيمتها. ولما حاولت اسرائيل معاقبة من هزمها لترميم قدرتها الردعية في العام 2006، تفاقم الوضع وتضاعفت الخسارة. واقفلت الاعمال العسكرية على واقع يقال فيه: "فقدت اسرائيل قوة الردع التي امتلكتها منذ انشائها"، وبات الهم الأول امامها اليوم هو استعادة ذلك قبل اي شيء آخر اذ بدونه تكون عرضة لحرب قد تشن عليها في اي لحظة يأنس عدو لها من نفسه قوة تمكنه من الهجوم، وهذا ما يفسر اليوم الاضطراب الاسرائيلي في مواكبة ما يجري من تحضير واعداد للطاقة العسكرية السورية والايرانية. حيث تعتقد اسرائيل ان الهيبة التي كانت لها وتمنع أياً منهما من مهاجمتها زالت بعد هزيمتها امام المقاومة في لبنان. وبات الايرانيون والسوريون يرون في تجربة لبنان 2006 مصدر غنى كبير في اي مواجهة مرتقبة، تجربة يؤخذ بها وتعزز ما لديهم من قدرات ردع خلافاً لما حدث في اسرائيل بعد تلك الحرب. فعندما خشيت اسرائيل قبل اكثر من عشرين عاماً من احتمال امتلاك العراق السلاح النووي اغارت على المفاعيل النووي العراقي ولم تتردد لحظة في تدميره لانها كانت مطمئنة الى ان صدام حسين لن يجرؤ على الرد عليها لانها تمتلك القدرة التي تردعه عن ذلك. اما اليوم ورغم كل ما قيل ويقال عن الملف النووي الايراني الذي بات يشغل الغرب وعلى رأسه اميركا، فانها تمتنع حتى الآن عن التعرض بالقوة للمنشآت الايرانية النووية لانها باتت على يقين ان ايران تمتلك من قدرات الرد على العدوان ما يجعل اسرائيل في وضع يصعب عليها تحمله. وهنا يطرح السؤال الثاني لمن قدرة الردع اليوم في الشرق الأوسط: لايران أم لاسرائيل؟ في هذا الجو من علامات الاستفهام قام الطيران الاسرائيلي ليوجه في 6 ايلول الماضي رسالة جوية عبر سوريا تقول ها قد استعدت قدرتي الردعية. وتجيب ايران مباشرة بعرض عسكري تقدم فيه الكثير من الاسلحة ولكن الاهم في ما قدم وفي ما يعني الاجابة هنا مباشرة امران الأول الطائرة "القدر" التي اعلن ان لها من الخصائص ما يوازي الطائرة في "فـ18" أو "اف 16" الاميركية، اي الطائرة ذاتها التي تمتلكها اسرائيل والتي تفاخر بها والتي استعملتها في طلعتها الجوية فوق تركيا وصولا الى قرب دير الزور في سوريا. ثم كانت المفاجأة الاهم عرض صاروخ ارض- ارض مداه 1800 كلم. يمكّن ايران من الوصول بالنار الى آبار النفط وطرقه عبر باب المندب عند البحر الاحمر، والى قناة السويس، والى كل فلسطين المحتلة طبعا، والى كل القواعد العسكرية الاميركية من غرب تركيا الى شرق افغانستان وباكستان. واذا تذكرنا الحلف الاستراتيجي القائم بين سوريا وايران، وما يروّج ايضاً عن امتلاك سوريا منظومة حديثة من الدفاع الجوي الروسي، اضافة الى امكان نشر الاسلحة الايرانية الحديثة على اراضيها، لتوسع فوراً ميدان القدرة على الرد والقدرة على الحاق الاذى الموجع فعلاً باميركا واسرائيل. دون ان ننسى ما بات مألوفاً قوله من استعداد سوري وقبله ايراني لحرب النمطين أو الحرب غير المتكافئة. ان هذا الواقع تعلمه اميركا واسرائيل والاعلم منهما به والاشد خوفاً منه هو الاتحاد الأوروبي. عِلم قاد الرئيس الفرنسي ساركوزي اخيراً الى ابداء حساسية شديدة لمجرد استعمال كلمة حرب لانه لا يريدها ولا يرى جدوى منها في التعامل مع ايران على اساسها. لذلك نعتقد ان حرية العمل العسكري الغربي والاميركي - الاسرائيلي في الشرق الأوسط وضد ايران وسوريا تحديدا لم تعد قائمة كما كانت قبل سنين، اذ طرأ على الامر ما غير وجهه لا بل جوهره، حيث ان اسرائيل فقدت ما كانت تمتلك من قوة رادعة، ولن تكون غارة جوية أو طلعة استطلاع جوي كافية للايهام باستعادتها. ولم تعد اميركا اليوم اميركا أوائل التسعينات التي تنطلق لاقامة امبراطوريتها الكونية بعد سقوط الاتحاد السوفياتي، خاصة انها تنهك في العراق وافغانستان الى الحد الذي اقام الجدل في الداخل الاميركي حول جدوى البقاء هناك، والقدرة على تحمل الخسائر من بشرية أو مادية. وهذا يُفسّر لدى الاستراتيجيين بطريق غير مباشر مضمونه الرفض الاميركي الضمني لاستراتيجية الحرب الاستباقية والاحتلال المباشر التي اتبعت حتى الان من قبل اميركا. ان هذا العلم الغربي والاسرائيلي، بواقع حال "محور الشر على المصالح الاميركية"، يجعل الجميع يمتنعون عن توجيه الضربة العسكرية الى ايران وسوريا ويؤدي الى القول باختصار لقد نجحت ايران في امتلاك قدرة الردع التي تحميها وحلفاءها الاستراتيجيين من حرب جديدة. قدرة لم تكن قائمة في 1980 ما اغرى صدام حسين بمهاجمتها وخوض حرب معها لمدة 8 سنوات دمرت فيها معظم القدرات. ان قوة ردعية دفاعية مكنت احمدي نجاد ان يقول في الامم المتحدة اننا لا نريد الحرب مع اميركا ولن يكون لنا حرب معها، في الوقت الذي يعتلي منبراً في جامعة اميركية ويقول اننا سنستمر في برنامجنا النووي السلمي ولن نذهب الى قنبلة نووية لسنا بحاجة اليها لاننا امتلكنا من القوة الرادعة ما يحمي ايران ومصالحها وهذا هو المطلوب. في المقابل نجد اسرائيل تستغل اي حدث أو سلوك وتحاول تضخيمه لايهام مجتمعها باستعادة قوة الردع المفقودة ولكن سرعان ما يأتي الجواب من الداخل الاسرائيلي بعكس ذلك. واقع يقود الى القول من امتلك قوة الردع حمى نفسه من غير استعمال النار ويصادق على القول من اراد السلم استعد للحرب.

    النهار

    تعليقات 5 تعليقات
    1. الصورة الرمزية عبده رشيد
      عبده رشيد -
      لن تكون هناك حرب مدمرة بين ايران وامريكا في المنطقة لسبب بسيط هو لوكان في منظور امريكا القيام بحرب ضد ايران لما سلمتها دولة العراق على طست من ذهب كما أنه ليس من الغباء الامريكي القيام بهذه الحرب المدمرة التي في حالة قيامها قد تأتي بقوة صاعدة أخرى متربصة بالمنطقة.
      إن مشكل سوريا اليوم يتمثل في سلاح حزب الله ودعمها له وعلاقتها الوطيدة بايران ولما لهذا التقارب من مخاوف وهواجس في دول الجوار.
      إن النظام السوري في وضع حرج وفي أزمة حقيقية تداخلت فيها عوامل داخلية وخارجية قد تسرع بسقوطه ما لم يقو جبهته الداخلية ويتصالح مع شعبه ويعود الى وضعه الطبيعي بين اخوته العرب وفي حالة ما لم يحدد موقفه بوضوح من عدة قضايا المطروحة امامه قد يكون ضحية مقايضة بين امريكا وايران يتم بموجبها اعادة توزيع النفوذ في المنطقة يكون فيها العرب السنة الحلقةالاضعف
      يجب عدم الثقة في امريكا وايران أوصى بها شهيد الامة الرئيس صدام حسين قبل ان يعدمه المجوس في يوم عيد الكبير تاع المسلمين .

      تحياتي أخ طارق
    1. الصورة الرمزية ماجدة2
      ماجدة2 -
      اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبده رشيد مشاهدة المشاركة
      لن تكون هناك حرب مدمرة بين ايران وامريكا في المنطقة لسبب بسيط هو لوكان في منظور امريكا القيام بحرب ضد ايران لما سلمتها دولة العراق على طست من ذهب كما أنه ليس من الغباء الامريكي القيام بهذه الحرب المدمرة التي في حالة قيامها قد تأتي بقوة صاعدة أخرى متربصة بالمنطقة.
      إن مشكل سوريا اليوم يتمثل في سلاح حزب الله ودعمها له وعلاقتها الوطيدة بايران ولما لهذا التقارب من مخاوف وهواجس في دول الجوار.
      إن النظام السوري في وضع حرج وفي أزمة حقيقية تداخلت فيها عوامل داخلية وخارجية قد تسرع بسقوطه ما لم يقو جبهته الداخلية ويتصالح مع شعبه ويعود الى وضعه الطبيعي بين اخوته العرب وفي حالة ما لم يحدد موقفه بوضوح من عدة قضايا المطروحة امامه قد يكون ضحية مقايضة بين امريكا وايران يتم بموجبها اعادة توزيع النفوذ في المنطقة يكون فيها العرب السنة الحلقةالاضعف
      يجب عدم الثقة في امريكا وايران أوصى بها شهيد الامة الرئيس صدام حسين قبل ان يعدمه المجوس في يوم عيد الكبير تاع المسلمين .

      تحياتي أخ طارق

      السلام عليكم

      و معذرة على التطفل سيدي الكريم رشيد عبده
      قبل الإشارة إلى إيران بأصابع الاتهام لماذا لا نبدأ منذ البداية
      خلال أو بعد توقف الحرب بين إيران و العراق ، و مع كل احترامي للشهيد صدام حسين رحمه الله ، لكنه أخطأ في محاولته ضم الكويت للعراق .
      لو أنه تمالك أعصابه و كف عن التفكير بأن توقف الحرب بينه و بين إيران يعني أن أمريكا خذلته ، يعني أنها وقفت إلى جانب إيران
      لو توقف عن النظر بهذه الرؤية التي قد تكون خاطئة ما كان ليصب غضبه على الكويت
      و ما كان ليورط العراق في حرب ثانية غير متكافئة القوى دمرت العراق
      ما سبب الحرب بين إيران و العراق ؟ لماذا أمريكا كانت طيلة الحرب تحرض صدام ضد إيران ؟ و توهمه بأنها سوف تعوض له خسائر الحرب ؟
      لماذا أمريكا قررت في الأخير أن تتوقف الحرب ؟ و هل هذا معناه أنها صارت تدعم إيران؟ قد لا يكون هذا المعنى
      قد يكون السبب أن أمريكا غيرت رأيها و لم تعد ترغب أن تعوض له خسائر الحرب
      بأي حال ، لا إيران ربحت الحرب و لا العراق ، ما حدث أنها توقفت و أن صدام حسين رحمه الله صار ينظر أنه دخل في حرب لم يربحها و فوق ذلك الخسائر التي تكبدها من الحرب ، فصار يطالب أمريكا بالتعويضات
      لكن هذه الأخيرة انسحبت مثل الشعرة من العجين
      هناك من قال ، أن تحركه لضم الكويت كان أيضا من وراءه أمريكا غررت به لتسكته بشكل ما عن التعويضات مقابل الحصول على الكويت
      و هناك من قال أن محاولته لضم الكويت هي ردة فعل غضب و حنق لأنه أحس أن أمريكا لعبت به
      و هناك من قال أنه انتقام من دول الخليج
      لكن مهما اختلفت الأقوال فالنتيجة واحدة ،
      الحرب بين إيران و العراق بوجود طرف ثالث (الغرب) أدى إلى نشوب توتر بين العراق و دول الخليج ، ثم الحرب الغربية على العراق
      ثم تدمير العراق ،
      من التالي بعد العراق ؟
      ربما يتكرر مشهد مشابه ، نشوب توتر بين دولتين متجاورتين أو دول، بعضها يستعين بالغرب ، يتحاملون على الثانية ، تدمر الثانية
      من التالي ؟
      هناك مشهد آخر مشابه اليوم لكنه حدث كله في دولة واحدة ، ليبيا التي تدمر على آخرها اليوم ، ليبيا التي يحل عليها شهر رمضان المبارك و هي تعيش موسم الموت ، فأي إنسانية لنيتو الموت الذي يدعي حماية المدنيين في الحين الذي يواصل قصف المدنيين و البنى التحتية لليبيا و مكتسباتها ، أي إنسانية لنيتو الموت الذي يصر و يعلن أنه سوف يواصل قصف ليبيا في شهر رمضان ؟
      ربما سنعيش المشهدين ، و النتيجة واحدة ، دولنا تٌدمر الواحدة تلو الأخرى
      من المستفيد ؟ كلنا خسرانين، متفرقون ، نقاتل بعضنا البعض، ما بين الدول ، داخل الدول ، نموت مثل الحشرات تحت القصف الغربي، سنة و شيعة،
      من المستفيد؟ طبعا كلنا نعرف من المستفيد ، الذي سيقف على قبورنا ملوحا متفاخرا بفرص انتقامه التي نمنحها له بكل كرم و دون أدنى تفكير
      فأين المعجزة التي تقلب هذا المشهد البائس ، هذه الحياة التعيسة رأسا على عقب ؟
      أين المعجزة التي تنقذ وجودنا الذي لم يعرف إلا الفتن و الصراعات و الموت ؟
      هل النبش في التاريخ و في القبور يحرض فقط على مزيد من الصراعات و مزيد من الدمار و الموت و العودة من جديد الى دائرة البؤس
      أو لماذا لا يكون النبش موعظة نتعظ بها و نفهم أن الصراعات فيما بيننا تتوجها الاستعانات بالغرب لن تجلب لنا إلا مزيدا من الخراب لوجودنا
      نحترم دماء الشهداء ونجلهم و هم عند ربهم أحياء يرزقون في أرقى درجات النعيم
      أما الأحياء التعساء فإنهم بالتفرق و بالفتن و بالصراعات لن يصنعوا في هذه الدنيا إلا الجحيم
      ماذا لو تطوى الصفحات السوداء ؟
      ماذا لو تفتح الصفحات البيضاء تكريما للشهداء ، حقنا للدماء ، حفظا للأوطان و لسيادتها
      ماذا لو تتصالح دول الخليج مع إيران مع العراق ، ماذا سيحدث؟ هل هذا حرام ؟ هل هذا منكر ؟ هل هذا ظلم ؟
      هل ستقع السماء على الأرض؟ هل سيفنى العالم؟
      السماء هي أصلا واقعة علينا و نحن واقعون في الظلم و المنكر و الحرام ، وجودنا ذاهب الى الفناء الروحي و المادي طالما نحن متفرقون ، متطاحنون ، منشقون فيما بيننا ، نقتل بعضنا بعضا و بمباركة الغرب ،
      المصالحة بين الدول المتجاورة لن تجلب الخراب الى المنطقة ، بل سترفع عنها الخراب ،
      و ما أجمل الموت في سبيل رفع الخراب ، لأن الهدف نبيل هو السعي لإحلال الاستقرار و منح قوة لكل المنطقة ناتجة عن الاتحاد ،
      الاتحاد قوة ، التفرق ضعف ،
      إن التصالح بين دول الخليج و إيران و العراق و عموما كل الدول المتجاورة ، سوف يعزز من جهة سيادة كل دولة على حدا و يعزز قوتهم جميعا مع بعضهم البعض ،
      حرام التحالف مع الغرب ، لن يجلب لنا إلا سخط الله علينا و مزيدا من النحس و عدم البركة و البوار
      حرام أن نقتل بعضنا البعض ، دماء المسلمين (بجميع الطوائف) كلها حرام و علينا الانصات الى عقلاء الأئمة من الأزهر الشريف وعقلاء الأئمة من السعودية و عقلاء الأئمة من مذهب آل البيت ،
      إذا عقلاء الأئمة اتحدوا على الحلول المعقولة التي تحقن دماء المسلمين و تنبذ الفرقة و الفتن و تدعو الى الوحدة، بات واجب علينا الاستماع و اتباع عقلاء الأئمة ، و إهمال الانصات الى غيرهم (مهما كثر غيرهم – فالحق واحد طالع مثل الشمس يباركه العقلاء – و الاباطيل ما اكثر توزعها مثل الطفيليات الخبيثة ينبذها كل عاقل و عليه تجنبها و عدم الوقوع في فخاخها ) من باب مصلحة الاسلام و المسلمين
      إذا كان عقلاء أئمة مذهب آل البيت يتبرؤون من كل تلك الفظائع في حق زوجات النبي عليه الصلاة و السلام أو في حق الصحابة أو غيرها و يرمون كل تلك الفظائع كما قال سماحة الشيخ أسد محمد قصير في حاوية (الزبالة) (منكم السماح في اللفظ)
      فلماذا نحن ننصت لمن يريد نشر ما يوجد في حاوية (الزبالة)، علينا رميها من جديد في مكانها و حرق كل شيء
      و المضيء معا في سبيل الحق و الإتحاد الذي يعزز من قيمة وجودنا الإنساني .

      تحياتي لك سيدي الكريم عبده رشيد و للأخ الكريم طارق
      و أسأل الله القدير ان يعود الأمن و الأمان الى العراق العزيز و الى سورية العزيزة و الى كل المنطقة
      دمتم في أمان الله
    1. الصورة الرمزية طارق شفيق حقي
      طارق شفيق حقي -
      اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبده رشيد مشاهدة المشاركة
      لن تكون هناك حرب مدمرة بين ايران وامريكا في المنطقة لسبب بسيط هو لوكان في منظور امريكا القيام بحرب ضد ايران لما سلمتها دولة العراق على طست من ذهب كما أنه ليس من الغباء الامريكي القيام بهذه الحرب المدمرة التي في حالة قيامها قد تأتي بقوة صاعدة أخرى متربصة بالمنطقة.
      إن مشكل سوريا اليوم يتمثل في سلاح حزب الله ودعمها له وعلاقتها الوطيدة بايران ولما لهذا التقارب من مخاوف وهواجس في دول الجوار.
      إن النظام السوري في وضع حرج وفي أزمة حقيقية تداخلت فيها عوامل داخلية وخارجية قد تسرع بسقوطه ما لم يقو جبهته الداخلية ويتصالح مع شعبه ويعود الى وضعه الطبيعي بين اخوته العرب وفي حالة ما لم يحدد موقفه بوضوح من عدة قضايا المطروحة امامه قد يكون ضحية مقايضة بين امريكا وايران يتم بموجبها اعادة توزيع النفوذ في المنطقة يكون فيها العرب السنة الحلقةالاضعف
      يجب عدم الثقة في امريكا وايران أوصى بها شهيد الامة الرئيس صدام حسين قبل ان يعدمه المجوس في يوم عيد الكبير تاع المسلمين .

      تحياتي أخ طارق

      سلام الله عليك
      أخي الكريم
      الأخوة العرب اليوم كقطرائيل
      وأعتقد أن طائرات الاحتلال كانت تقصف العراق انطلاقا من السعودية وقطر والامارات ولم تنطلق من ايران وتركيا

      لماذا تتجه سوريا لغير العرب
      وماذا بقي من العرب

      يا صديقي الحملة الصليبية الخليجية على ليبيا لم تتم الا بمباركة العرب وبأموال قطرائيل

      نحن لا نعول كثيرا على من غط في أحضان أمريكا وجعله مولاه

      نحن نعول على الله عز وجل وعلى كل من يدعم المقاومة
      وتشكيل خارطة الأحلام العربية " الوطن العربي " تغير واقعياً فكما كنا نقول على تونس أيام بن علي ولاية فرنسية فالخليج لم يزل مقاطعة أمريكية

      نحن ننتظر أن تعود مصر لمحور المواجهة وهي تكفي سوريا كما كان هذا المحور
    1. الصورة الرمزية عبده رشيد
      عبده رشيد -
      الكريمة ماجدة2شكرا جزيلا لك.
      قرأت لك هذا الرد بإمعان والذي ينطوي على مقاربات لا تخلو من صحة وواقعية واستشراف.
      سيدتي الكريمة لقد بات من الواضح أننا نحن العرب سنة كنا أو شيعة مستهدفين من طرف باقي القوى العظمى في مقدراتنا وأمننا ولغتنا وديننا إلى درجة أن بلداننا العربية على اتساع رقعتها لم تعد في أعين الغرب غير كعكة عليها يتنافسون ويتنازعون اقتسامها.
      وسنظل كدلك ما لم تقم قائمة للعرب تتوجد على إثرها الصفوف وترص البنيان.لكن يبقى السؤال كيف السبيل إلى ذلك في ظل هذا التشردم والتخندقات التي تعرفه انظمتنا العربية؟
      إن أي استقراء للشأن العربي اليوم في ظل هذا الحراك الثوري الربيعي التي تعرفه المجتمعات العربية لا يمكن أن يقرأ إلا من زاوية واحدة.أن هناك أيادي خفية تعبث بالدول العربية من مغربها الى مشرقها ,أيادي عملت من قبل على تقوية جبهة معارضة الخارج لتقويض أو الاطاحة ببعض الانظمةكما الشأن في العراق, أما اليوم عملت ونعمل على المزاوجة بين معارضة الخارج والداخل علها تتجاوز أخطاءها السابقة في العراق.من هذا المنظور يمكن التشكيك في هذه الثورات المفتعلة وفي مصداقيتها ولعل الفشل الدريع لثورتي تونس ومصر وتباطؤها في اليمن وليبيا خير دليل على عدم نزاهة هذه الثورات وحتى لا نكون مجحفين في حق الثوار الحقيقيين والمنتفضين من الشعوب المقهورة وحتى لا تذهب أرواح الشهداء هدرا نقول أنه تم التفاف عليها من طرف قوى موالية للغرب ومصالحه.
      فهل النظام السوري قادر على تحقيق المصالحة والاستثناء واحتواء الوضع بأقل الخسائر البشرية والمادية؟
      سؤال سيظل معلقا ومرتبطا بنجاح ثورة 25يناير بمصر مثلما أشار الاخ العزيز طارق شفيق حقي.لكن كل التوقعات عكس ذلك ما دامت مصر العظمى بيد الجيش المصري وما ادراك الجيش المصري.
      تحياتي لك اختي الفاضلة والاخ عزيز طارق.
    1. الصورة الرمزية عبده رشيد
      عبده رشيد -
      الفاضل والاخ العزيز طارق حياك الله وسدد خطاك.لسنا هنا في هذا المقام في تجريم انظمة وتبرئة أخرى فالجميع تواطئ بشكل أو بآخر في اسقاط نظام الشهيد صدام حسين والذي بسقوطه تهاوت قلعة العروبة وفتح الباب على مصراعيه للقبلية والطائفية بكل تجلياتها الدينية والعرقية والجنسية ليس في العراق فحسب بل في الوطن العربي أجمع.ليس هذا من باب الحجر على الشعوب والاقليات المستضعفة ولا للنيل أو الدحض من الرغبة في التعددية الفكرية والثقافية والدينية لمكونات الشعب الواحد في البلد الواحد لكن تخوفا من الانزلاقات التي قد تنجم عن هذه المطالب المشروعة والتي مع الاسف تبنتها جهات داخلية بمعية جهات اخرى خارجية لا تخفي حقدها الدفين وعداوتها لكل ما عربي .
      لقد ورد في معرض ردك تورط دولتي قطر والامرات العربية المتحدة في النزاع حول السلطة في دولة ليبيا بشكل واضح ولقد عمل البلدان معا بثقلهما المالي في توريط الشعبي الليبي في هذه الحرب وكان لهما دورا حاسما في حث "النيتو"على التصدي لكتائب القذافي لما توجهت هذه الاخيرة قاصدة مدينة بنغازي معقل الثوار وحسم المعركة نهائيا ولكن السؤال الذي أود أم أطرحه لما لم يتم تدمير تلك الكتائب دفعة واحدة كما فعل جيش التحالف ضد فلول الرئيس صدام لم غادرت دولة الكويت وحسم المعركة لصالح الثوار بدل اطالة عمر النزاع وارهاق المزيد من الارواح وتدمير البنيات التحتية لليبيا.
      أخي طارق إن مباركة الغرب لهذا الحراك العربي في ربيعه الثوري يمكن عده ضربة استباقية في وجه أية قومة اسلامية حقيقية.وتلك واحدة من العقبات امام نجاح هذه الثورات مائة بالمائة نظرا لتعدد ألوان وأطياف القائمين عليها.وستظل الامور كذلك ما لم تنصهر الامة في بوثقة الشعب الواحد في الامة الواحدة.
      وأمام هذا المشهد القاتم وفي ظل هذه التجاذبات الاقليمية والدولية لا يسع كل غيور على هذه الامة وعلى كل مواطن إلا المزيد من الحذر من كل المؤامرات التي تحاك ببلده والتي قد تعصف بأمنها واستقرارها .
      حفظ الله سوريا وكل البلدان العربية من كل الشرور الداخلية والخارجية وهدى الله ولاة أمرنا إلى ما يحب ويرضاه.
      وشكرا
    تعليقات كتابة تعليق

    اضغط هنا للدخول

    رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.