• أوباما .... والعقدة السورية







    في وقت وصلت فيه شعبية الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى مستوى متدن جداً، وبات بقاؤه في البيت الأبيض شبه مستحيل، خرج بتصريحات أشبه بالفقاعات الإعلامية داعياً فيه الرئيس بشار الأسد "للتنحي"، بعد أن وصلت شعبية الرئيس الأسد وقدرته على مواجهة السياسات الأميركية حدا صدم أوباما وأمثاله من قادة العالم الذين أنتجتهم شركات النفط والسلاح.
    يمكن تفهم أن التصريح الأميركي ربما جاء نتيجة اعتياد الإدارات الأميركية على تعيين القادة وإقالتهم في بعض الدول وتحديد سياسات تلك الدول، لكن أوباما تناسى تجربة بلاده التاريخية مع سوريا، حيث باتت سوريا هي "عقدة" السياسات الأميركية.
    والأهم من ذلك، هو أن دعوة أوباما تتجاهل حقيقة تاريخية هي أن القيادة السورية لم تستمد شرعيتها يوما من الرضى الأميركي، وشرعية الرئيس الأسد ليست مستمدة من رضى أوباما وغيره، وإنما استمدها ويستمدها من الشعب السوري الذي انتخبه بغالبية ساحقة وأيده ولايزال بغالبية ساحقة عبر السنين الـ11 من الضغوطات التي مرت بها سوريا جراء المخططات الأميركية.
    في المقابل، فإن الشعب السوري ينصح أوباما بالتنبه قليلا إلى أزمات شعبه ومحاولة حلها، إذ أن دعوته ولو لحقتها عشرات الدعوات من الدمى الأميركية، لن تغير موقف سوريا ولن تمس شرعية قيادتها.
    ولا يخفى على سوري عاقل أن أوباما يسعى بهذا التصريح إلى تصدير أزمات بلاده، وتشتيت أنظار الأميركيين عن فشله كرئيس، حيث أن بلاد أوباما غارقة في أزمة ديون عاصفة، وعجز اقتصادي، وبات أوباما نفسه رئيس غير شرعي لكونه غير قادر على اتخاذ قرارات بصفته رئيسا جراء فقدانه القدرة على حل المشكلات، وفشله في حل أزمات بلاده.

    شوكوماكو -
    تعليقات كتابة تعليق

    اضغط هنا للدخول

    رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.