• النمر والغليون - إهداء لفخامة وجلالة الملك الأردني عبد الله الثاني

    ( إهداء لفخامة وجلالة الملك الأردني عبد الله الثاني)

    النمر والغليون
    قصة قصيرة

    ذهبت ونفسي لعالم السيرك فشاهدنا العرض التالي : يدخل النمر إلى الغابة وقد لبس معطفاً من جلد الأفعى ، فتهاجمه النمور منكرة : أيها الكافر يا زنديق ، يا مغضوب الوالدين .

    ثم تمزق معطفه الجميل ، ينظر النمر فيهم ، يمدّ يده في جيبه ويخرج بكل هدوء غليوناً وعلبة تبغ وقداحة جميلة مرصعة بالجواهر ، ثم يبدأ بوضع قليل من التبغ في الغليون وعيون النمور تحملق فيه

    يقترب أحدهم ويقول له بصوت هامس : ما هذا الشيء .

    ينظر فيه النمر الجديد ثم يبتسم ابتسامة ساخرة: ويشعل الغليون بالقداحة بحركة استعراضية، تصرخ النمور متعجبة.

    ثم يبدأ بالتدخين ونفث الدخان فوق رأسه.
    تقترب النمور أكثر فأكثر وهي تشتم الغليون وتحملق بالدخان الكثيف.
    هل تريدون مثلها.؟ يقول النمر الجديد. وكيف : تقول عيون النمور.
    كلكم يرى كيف أصبحت المعيشة غالية وصعبة، تركضون طوال الأسبوع ولا تجنون غير أرنب هزيل ، أو فأر حقول، أنا أنصحكم بالوظيفة.

    وظيــــفــــة..؟؟!! قالت النمور
    - نعم وظيفة تأخذون ألف دولار في الشهر وتأكلون كل يوم فخذا من اللحم ، وتلبسون أجمل الثياب وتنامون في أجمل الأقفاص ، ويصفق لكم كل الناس كأنكم ملوك في موكب مهيب، ما رأيكم ؟

    نظرت النمور باستغراب وتأمل. قال أحدهم : هل.. هل تعطيني أجرب هذا الغليون. ثم ودعت النمور الغابة وسارت نحو السيرك بعد أيام كان لكل نمر قفص جميل وبجانب أقفاص النمور كان هناك أقفاص للجواميس البرية وأقفاص للفيلة الهندية وأقفاص فيها ممثلات وفنانين ومصورين وراقصين وشعراء وأدباء ومذيعين وعازفين ومهرجين وقنوات إعلامية وملوكاً وحكام دول عربية. 21-12-2010

    طارق شفيق حقي
    تعليقات 2 تعليقات
    1. الصورة الرمزية ماجدة2
      ماجدة2 -
      قصة عميقة تصور الواقع المؤلم..
      شكرا للمبدع طارق شفيق حقي
    1. الصورة الرمزية ماجدة2
      ماجدة2 -


      رغم قسوتها تبقى البرية الوطن الذي تسطع فيه عيون الشمس
      أما الأقفاص فهي مقابر الموت البطيء..
    تعليقات كتابة تعليق

    اضغط هنا للدخول

    رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.