الطغرائي
العميدُ فَخْرُ الكتّابِ ، مؤيدُ الدّينِ ، أبو إسماعيل الحسين بن علي بن محمد بن عبد الصمد الأصبهاني . الشّاعِرُ الأديبُ ذو باعٍ مَديدٍ في الصِّناعتين .
وجاءَ في وفياتِ الأعيان وأنباء أبناءَ الزَّمانِ : وُلِدَ في مقاطعة أصبهان وكان والدهُ عَربيُّ الأَصْلِ ، من أحفادِ أبي الأسود الدُّؤَلي . وكانَ من المتحمسين لفكرةِ تَحويلِ المعادن الرخيصة إلى معادِنَ ثَمينةٍ ، بطريقةٍ نظريةٍ بَحْتَةٍ ، فما أفلح . أَعْدَمَهُ السُّلطان محمودعام سنة أربع عشرة وخمس مئة .
عِنْدَما كان السُّلطان محمود يَنوي إِقامة إمبراطورية السَّلاجِقة . انْتَهى كلامُ ابنِ خَلكان .
ولَهُ لاميةُ العَجَمِ بَديعَةٌ مِنْها :
أَصالَةُ الرّأيِ صانَتني منَ الخَطَلِ وحيلـة الــفـضلِ زانـتـني لــدى العـطــلِ
مَجدي أخيراً وَمَجْـدي أولاً شَرْعٌ وَالشَّمْسُ رَأْدَ الضُّحى كالشَّمْسِ في الطّفلِ
فـيـمَ الإقـامَـةُ بِالـزَّوْراءِ لا سَكَني بـِهـــا وَلا نــاقَــتــي فـيــهـا وَلا جَـمَــلــي
فـلا صَديــقٌ إِلَيْهِ مُشْتَكى حَـزَني ولا أنـيـسٌ إِلَــيْــــهِ مُــنْـــتــهــى جَــذَلـــي
وَمِنْها :
حُبُّ السَّلامَةِ يَثْني هَـمَّ صاحِـبِـهِ عـن الـمَعـالـي وّيغـري الْـمَـرْءَ بِـالـكَسَـلِ
فـإنْ جَـنَحتَ إليهِ فـاتَّـخِذْ نَفَقاً في الأرضِ أوسِـلّـمـاً فـي الْـجَــوِّ وَاعْــتَــزَل
أُعَـلِـلُ الـنَّـفْسَ بِالآمـالِ أَرْقُـبـهـا مـا أَضيـقَ الـعـيشَ لـولا فُـسْحَــةُ الأَمَـــلِ
ومنها :
تَـرْجـو البقـاءَ بـدارٍ لاثـَباتَ لَهــا فَـهَــلْ سَمِـعْــتَ بِــظِــلٍّ غَــيْـرَ مُـنْـتَـقِـلِ
ويا خَبيرًا عـلى الأسرارِ مُطَّـلِعـاً اصْمُتْ فَـفي الصَّمْتِ مَنْجاةٌ مـن الـزّلـَلِ
فَاصْبِر لها غَيرَ محتالٍ ولا ضَجِر فـي حـادثِ الـدَّهـر ما يُغـني عـنِ الْحِـيَلِ
والقصيدةُ كما يَقولُ الذَّهبي : منَ الرّوائعِ اخْترتَ مِنها الأبيات السّابقة
حدثت الأخطاء التالية عند الإرسال