قرات لك:5
by
, 23/01/2013 at 03:03 PM (5166 Views)
قرأت لك:
داود سلمان الشويلي
د. علي الوردي
د.علي حسين الوردي، عالم أجتماع ،ومؤرخ، ومفكر عراقي ،ولد عام 1913 وتوفي عام1995 وعرف باعتداله وموضوعيته وهو من رواد العلمانية في العراق ،وارسل في بعثة أخرى إلى جامعة تكساس حيث نال الماجستير عام 1948 ونال الدكتوراه عام 1950.
كتب وألف العديد من البحوث المهمة والكتب والمقالات ، وكان الوردي متأثرا بمنهج ابن خلدون في علم الأجتماع. فقد تسببت موضوعيته في البحث بمشاكل كبيرة له .
يميل الدكتور الوردي للواقعية في تحليلاته الاجتماعية على طريقة ابن خلدون وميكافيللي ، ويعتبر مجدد علمهم في العصر الحديث .
حلل علي الوردي الشخصية العراقية على اعتبارها شخصية ازدواجية تحمل قيم متناقضة هي قيم البداوة وقيم الحضارة ولجغرافيا العراق أثر في تكوين الشخصية العراقية فهو بلد يسمح ببناء حضارة بسبب النهرين ولكن قربه من الصحراء العربية جعل منه عرضة لهجرات كبيرة وكثيرة عبر التاريخ آخرها قبل 250 سنة تقريبا.
وقد شن حملة شعواء ضد بعض رجال الدين خصوصا في كتابه وعاظ السلاطين ومهزلة العقل البشري وأتهمهم بالوقوف إلى جانب الحكام وتجاهل مصالح الأمة على حساب مصالحهم الضيقة متخاذلين عن واجبهم الديني.
ودعا إلى نبذ الخلاف الطائفي بين الشيعة والسنة وطالب بالنظر إلى موضوع الخلاف بين الإمام علي ومعاوية على إنه خلاف تاريخي تجاوزه الزمن ويجب على المسلمين عوضا عن ذلك استلهام المواقف والآراء من هؤلاء القادة التاريخيين.
***
مؤلفاته:
مهزلة العقل البشري،وعاظ السلاطين،خوارق اللاشعور (أو أسرار الشخصية الناجحة)،هكذا قتلوا قرة العين ،لمحات اجتماعية من تاريخ العراق الحديث (8 أجزاء). الأحلام بين العلم والعقيدة، منطق ابن خلدون،قصة الأشراف وابن سعود،أسطورة الأدب الرفيع،دراسة في طبيعة المجتمع العراقي،شخصية الفرد العراقي.
***
تعود قراءتي لمؤلفات الدكتور على الوردي الى بداية سبعينات القرن الماضي والجزء الثالث من كتابه "لمحات اجتماعية من تاريخ العراق الحديث" ثم بعد ذلك قرأت الاجزاء الصادرة من الكتاب والتي صدرت فيما بعد واغلب مؤلفاته الاخرى.
وفي هذا الكتاب يدرس المؤلف المجتمع العراقي ومنذ الدولة العثمانية وحتى قيام الملكية فيه.
ويدرس المؤلف في كتاب " وعاظ السلاطين" طبيعة الإنسان، ويطرح من خلاله أموراً كثيرة منها: أن المنطق الأفلاطوني الوعظي هو منطق المترفين والظلمة ، وإن التاريخ لا يسير على أساس التفكير المنطقي، إنه بالأحرى يسير على أساس ما في طبيعة الإنسان من نزعات أصيلة لا تقبل التبديل، إن الأخلاق ما هي إلا نتيجة من نتائج الظروف الاجتماعية.
وقد تناول الكاتب في هذا الكتاب موضوعات تاريخية مثل : الوعاظ ودورهم وتزدواج شخصيتهم ، وعبد الله بن سبأ ، وقريش والشعر ، والشهيد ،وعمار بن ياسر ، وعلي بن ابي طالب ،وقضية الشيعة والسنة .
و كتاب "دراسة في طبيعة المجتمع العراقي" صدرت الطبعة الأولى له في سنة 1965 م . و الكتاب وضع لفهم طبيعة المجتمع العراقي بشكل عام وخاصة في المنطقتين الوسطى والجنوبية بإستثناء المنطقة الكردية الواقعة إلى الشمال من العراق في إقليم كردستان .
وقد ضم الكتاب فصول الكتاب: صراع البداوة و ألحضارة، ماهي ألبداوة، ألبداوة و نزعة ألحرب، أعماق ألثقافة البدوية، العراق في ألعهد ألعثماني، ألصراع ألثقافي في العراق، ألحرب الدائمة في العراق، تكوين ألشخصية في الريف،مظاهر ألتدين في العراق الوضع ألإجتماعي في المدن،إزدواج الشخصية في المدن،
ألتفسخ الخلقي في المدن، طبيعة المرحلة ألراهنة،
خاتمة الكتاب.
وقد توصل الكاتب الى ان المجتمع العراقي قد انشق على نفسه وفيه من الصراع القبلي والطائفي والقومي اكثر مما يجب ولعلاج ذلك هو تطبيق النظام الديمقراطي.
وقد شغل المجتمع العراقي في السنوات الأخيرة من ولاية نجيب باشا بحديث امرأة عجيبة تدعى "قرة العين" إذ هي أسفرت عن وجهها، وارتقت المنبر وخطبت وجادلت، فكان ذلك أول حدث من نوعه في تاريخ العراق، وربما في تاريخ الشرق كله، طيلة قرون عديدة.
في كتابه "هكذا قتلوا قرة العين " يلقي الدكتور الضوء على هذه الشخصية " قرة العين " ويكشف عن كل ما أحاط بمراحل حياتها في أحداث كان لها صداها في الأوساط الدينية في العراق. ليصل في النهاية إلى كيفية القبض عليها وقتلها.
يناقش الدكتور علي الوردي على صفحات هذا الكتاب " الاحلام بين العلم والعقيدة "بشكل علمي وتاريخي جميل الأحلام. ويبحث الكاتب الأحلام من الناحية الاجتماعية وأثرها على المجتمع. ويستعرض بعد آراء القدماء في الأحلام وكذلك آراء المسلمين وأثر الأحلام في المجتمع الإسلامي تأثيره في بعض العقائد الإسلامية إلى درجة يصبح الحلم مسلماً به لا اعتراض عليه. ثم يتناول الكاتب الآراء الحديثة في الأحلام وأهم النظريات التي تعالج الموضوع في ضوء علم التحليل النفسي، وعلم الباراسكيولوجي، وكذلك النظريات البارائية "الغيبية".
في كتابه " الطبيعة البشرية " ثمة قيم يقاومها علي الوردي في المدينة العراقية... هذه القيم كما يراها... كانت امتداداً لعصبيات شاملة تحدرت إلى المدن من بعض حافات العراق وأريافه... واستنهضت المتخلف في أخلاقيات المدن لتشكل في روافدها المختلفة عصبيات قبلية وطائفية ومهنية. والمعضلة الكبرى التي يتناولها علي الوردي بالدراسة فهي تلك التي تهدد البنية الاجتماعية التي تتمثل في تآكل دور المدينة في مواجهة زحف الريف، وهي حالة يرى الوردي أنها تجاوزت آثارها المشكلات الاجتماعية واتساع العصبيات وتغلغل قيم مختلفة في بنية المدن، إلى ما هو أخطر من ذلك، عندما استحوذ المتعصبون للمتخلف من قيم الريف والمتمسكون بالبدائي من دوافعهم الغريزية، بالحياة السياسية للبلاد. تناول الوردي هذه المسألة بالدراسة والتحليل والتفسير في حين منع الحرج الكثيرين من التعامل مع هذه الظاهرة ومحاولة تحليلها وتفسيرها لما تثيره من حساسيات كثيرة وما تلقاه من قصور في التفهم والقبول.
ويضم كتابه " منطق ابن خلدون" بحثاً حول ابن خلدون، ويدور هذا البحث حول ناحيتين من نظرية ابن خلدون. الأولى دراسة المنطق الذي جرى عليه تفكير ابن خلدون عند إنشاء نظريته، والثانية دراسة العوامل الفكرية واللافكرية التي ساعدته على إنشائها. وقد جاء الكتاب ضمن قسمين خصص المؤلف كل قسم لأحدى تلك الناحيتين.
كتب الدكتور علي الوردي فصولاً متفرقة في أوقات شتى من كتابه " مهزلة العقل البشري " وذلك بعد صدور كتابه "وعّاظ السلاطين" وهذه الفصول ليست في موضوع واحد، وقد أؤلف بينها أنها كتبت تحت تأثير الضجة التي قامت حول كتابه المذكور، وقد ترضي قوماً، وتغضب آخرين. ينطلق الدكتور الوردي في مقالاته من مبدأ يقول بأن المفاهيم الجديدة التي يؤمن بها المنطق الحديث هو مفهوم الحركة والتطور، فكل شيء في هذا الكون يتطور من حال إلى حال، ولا رادّ لتطوره، وهو يقول بأنه أصبح من الواجب على الواعظين أن يدرسوا نواميس هذا التطور قبل أن يمطروا الناس بوابل مواعظهم الرنانة. وهو بالتالي لا يري بكتابه هذا تمجيد الحضارة الغربية أو أن يدعو إليها، إنما قصده القول: أنه لا بد مما ليس منه بد، فالمفاهيم الحديثة التي تأتي بها الحضارة الغربية آتية لا ريب فيها، ويقول بأنه آن الأوان فهم الحقيقة قبل فوات الأوان، إذ أن العالم الإسلامي يمد القوم بمرحلة انتقال قاسية، يعاني منها آلاماً تشبه آلام المخاض، فمنذ نصف قرن تقريباً كان العالم يعيش في القرون الوسطى، ثم جاءت الحضارة الجديدة فجأة فأخذت تجرف أمامها معظم المألوف، لذا ففي كل بيت من بيوت المسلمين عراكاً وجدالاً بين الجيل القديم والجيل الجديد، ذلك ينظر في الحياة بمنظار القرن العاشر، وهذا يريد أن ينظر إليها بمنظار القرن العشرين ويضيف قائلاً بأنه كان ينتظر من المفكرين من رجال الدين وغيرهم، أن يساعدوا قومهم من أزمة المخاض هذه، لكنهم كانوا على العكس من ذلك يحاولون أن يقفوا في طريق الإصلاح، على ضوء ذلك يمكن القول بأن الكتابة هو محاولة لسن قراءة جديدة في مجتمع إسلامي يعيش، كما يرى الباحث، بعقلية الماضين عصر التطور الذي يتطلب رؤيا ومفاهيم دينية تتماشى وذلك الواقع المُعاش.
اما كتابه "اسطورة الأدب الرفيع " فهو عبارة عن مجموعة من المقالات التي كتبت إثر ضجة كبيرة حدثت في الجرائد العراقية في الخمسينات، بدأها د. علي الوردي بمقالاتٍ دعى فيها إلى تيسير لغة الكتابة والابتعاد عن الزخرفة والإلغاز اللغوي، وإلى نبذ تقديس الشعر العربي القديم لما في الكثير منه من مدح الظالمين والتملق للسلاطين والشذوذ الجنسي. ويورد الوردي في هذا الكتاب خمس مقالات للدكتور عبدالرزاق محيي الدين احتوت على نقدٍ لأفكار الوردي، ومن بعدها نجد مقالات كثيرة استطرد فيها الوردي لإيضاح دعوته وأفكاره.