رد: أطروحــــات ورسائــــــل جامعيــــــة
رد: رد : أطروحــــات ورسائــــــل جامعيــــــة
Quote:
Originally Posted by
أبو شامة المغربي
رسائل جامعية في المملكة المغربية
*****
-9-
الدلالة الإجتماعية لروايات صنع الله إبراهيم:
دراسة سوسيونصية
**********
الباحث: أبو دهاج اعبيدة
البلد: المملكة المغربية
المشرف: د/ محمد الدغمومي
المرحلة: دبلوم الدراسات العليا
التقدير: حسن جدا
تاريخ المناقشة: ----------
ارجو تزويدي بهذا البحث - إن امكن ذلك - مع الشكر مسبقا.
رد: أطروحــــات ورسائــــــل جامعيــــــة
سيدي الكريم أرجو تزويدي بالبحث الموسوم ب: الدلالة الاجتماعية لروايات صنع الله إبراهيم "دراسة سوسيونصية "ل:أبو دهاج اعبيدة.المملكة المغربية.بريدي الألكتروني: salimuniv@hotmail.com
رد: أطروحــــات ورسائــــــل جامعيــــــة
http://www.zmzm.net/images/bsmlah.gif
http://home.att.net/~scorh3/Flower04a4.gif
رسالة جامعية
http://home.att.net/~scorh3/Flower04a4.gif
شعرية القصة القصيرة جدا
د. محمد جواد حبيب البدراني
عن القصة القصيرة جدا, واشتراطاتها المغايرة, وإشكالية تجنيسها, وعناصرها الفنية, وتقاناتها, وبتاريخ 29/آذار/2007 تمت مناقشة رسالة ماجستير بعنوان (شعرية القصة القصيرة جدا ) تقدم بها الباحث جاسم خلف الياس إلى مجلس كلية التربية في جامعة الموصل وهي جزء من متطلبات نيل شهادة الماجستير في الأدب العربي.
تكونت لجنة المناقشة من
- الدكتور عمر الطالب رئيسا.
- الدكتور صالح الجميلي عضوا.
- الدكتور هشام محمد عبد الله عضوا.
- الدكتور إبراهيم جنداري عضوا ومشرفا.
حظيت المناقشة باهتمام بالغ ولافت للانتباه في الوسط الثقافي في مدينة الموصل حضرها فضلا عن الأكاديميين, رئيس وأعضاء الهيئة الإدارية للاتحاد العام للأدباء والكتاب في الموصل, وجمع غفير من النخبة المثقفة.
وقد اتضحت جهود الباحث المضنية في إعداد هذه الرسالة في عمل منظم ومتابعة دقيقة لهذا النوع الأدبي إبداعا ونقدا، وقد حظيت الرسالة بإشادة المناقشين بوصفها واحدة من الرسائل القليلة التي أضافت إلى المكتبة الأكاديمية في هذا الظرف الصعب الذي يعيشه العراق كتابا جديدا, ومن حق قسم اللغة العربية في كلية التربية/ جامعة الموصل أن يفخر بها.
تضمنت الرسالة مقدمة وتمهيد وثلاثة فصول, من أهم ما جاء في المقدمة تأكيده على جملة من المسوغات التي أسس عليها إختياره لهذه الدراسة , إذ اشتبك فيها الذاتي بالموضوعي, أما الذاتي فهو متابعته الشخصية لهذه الكتابات القصيرة جدا، وما لحقتها من هواجس قرائية أخذت تحمل معها أسئلة ما، وبقيت هذه الأسئلة ثاوية في الأعماق تنتظر فاعليتها المشروعة، إلى أن أتت هذه الدراسة لتسعى إلى تفعيلها والسماح لها بالنهوض.
وأما الموضوعي فتمثل في محورين رئيسين:
الأول: إقبال كتاب كثر على كتابتها, وفي أعمار واختصاصات أدبية مختلفة، إذ تراوحت هذه الكتابات بين الجيد والرديء, وأخذت تكبر تلك الأسئلة تجاهها بوصفها نوعا قصصيا يتشكل وفق محددات معينة، ويخضع في تبلوره لحاجات ملحة تمليها مرحلة تخضع لوعي اجتماعي وسياسي وثقافي معين, وما رافق ذلك من عوامل التغيير التي ترفض السكونية والنمطية, فوجّهتها نحو الإختلاف لا على طريقة الترميم الذي يمس ظاهر النص الأدبي, وإنما على طريقة المغايرة والمغادرة.
ولأنها نوع أدبي جديد حاول كتابها التعاقد مع القراء بمصطلحات عدة, على سبيل المثال لا الحصر مصطلح (قصص في دقائق) أو(قصص قصيرة جدا) أو (قصص السطور الثلاثة) وغيرها. أما النقاد فألصقوا بها مصطلحات اتجهت نحو التهكم أو الرفض المطلق لحيويتها وقدرتها على التأثير في الواقع الأدبي أكثر من أي اتجاه آخر, على سبيل المثال لا الحصر مصطلح (تقليعة) أو (موضة) أو (عملية قيصرية) وغيرها, تبناها هذا الناقد أو ذاك, في هذه الصحيفة أو تلك. وإذا كانت بعض نصوصها متواضعة حقا بسبب تعجل كتَابها في إصدارها على شكل مجموعات قصصية قصيرة جدا, أو نشرها في صفحات الجرائد غير المتخصصة وبعض مواقع الانترنيت, فليس معنى هذا أن نطلق عليها الأحكام الاعتباطية والارتجالية، فكل الأنواع الأدبية لا تخلو من هذه النماذج في مرحلة النشأة. إذ هنالك نصوص لا حصر لها إنتزعت في بنائها الجمالي الاعتراف بها انتزاعا، وأخلص لها كتابها بوعي أدبي وجرأة ومسؤولية تستحق التحاور والمساءلة.
والثاني: إكتناف خطاباتها النقدية كثيرا من الالتباس والضبابية, فبدلا من أن يدرسها النقاد بعلمية وموضوعية, أخذ بعضهم يتحمس لها كثيرا ويعدها جنسا أدبيا قائما بذاته, في حين أنكر بعضهم الآخر انتماءها إلى دائرة القص, ولم تجن من هذين الموقفين سوى المساجلات الكلامية التي خلت من علمية الوعي النقدي الجاد, الذي يستجلي مكامنها لإنصافها وهي تساير الاستجابة لحراك الواقع المعيش بتشعباته المتعددة.
في التمهيد قدم الباحث عرضا وافيا لمفاهيم الشعرية التي مازالت تثير جدلا واسعا في الدراسات الأدبية الحديثة الغربية والعربية بسبب اشتباك معانيها وتنوع تعريفاتها واكتنافها كثيرا من الالتباس. إذ تعد من مرتكزات المناهج النقدية الحديثة التي تسعى إلى كشف مكونات النص الأدبي وكيفية تحقيق وظائفه الاتصالية والجمالية, فهي تعني بشكل عام( قوانين الخطاب الأدبي), وقد تبنى الباحث ذلك في تقصي الوعي اللغوي الذي تحكم في عناصر وتقانات القصة القصيرة جدا, وتحليل ذلك الوعي بفاعلية قرائية تتناسب ومراوغة هذا النوع من القص. ومن ثم تابع المسار التاريخي للقصة القصيرة جدا بهدف توضيح ما التبس على بعض من نقادها وكتابها من أمور تخص الريادة بسبب الضبابية المتعلقة بكتاباتها الأولى, وتصحيح وجهة النظر التي تلخص نتاجها في (مجموعات) تعدّ على أصابع اليد.
اشتمل الفصل الأول على مدخل وثلاثة مباحث تناول فيها إشكالية تجنيس القصة القصيرة جدا, إذ اختص المبحث الأول بمفهوم النوع الأدبي ضمن التصورات القديمة والتحولات الحديثة لنظرية الأنواع الأدبية في مرحلتين:
1. مرحلة قديمة بلغت ذروتها بالكلاسيكية الجديدة التي دعت إلى فصل الأنواع بعضها عن بعض والبحث فيها بوصفها قارات منفصلة حيث ينكفئ كل نوع ضمن أسوار مغلقة لا يتراسل فنيا مع غيره.
2. مرحلة وصفية ظهرت حديثا لا تعنى بحكم القيمة النوعية ولا تحدد عدد الأنواع الأدبية تحديدا فاصلا ولا تقول بقواعد نهائية صارمة وتفترض إمكانية المزج بين الأنواع لتوليد نوع جديد وتهدف إلى البحث عن القاسم المشترك العام للنوع بغية الوقوف على خصائصه الأدبية.
وقارب الباحث في المبحث الثاني جذور القصة القصيرة جدا ليتجه بهذا النوع إلى الموروث السردي الحكائي, فالأسطورة ,والحكاية الشعبية, والطرفة, والخرافة, والخبر ,والمثل وغيرها, أصول اتكأت عليها القصة القصيرة جدا وجذور ارتوت منها. أما المبحث الثالث فقد تركز في دراسة القصة القصيرة جدا بوصفها نوعا أدبيا؛ إذ قارب فيه الباحث المصطلح والمفهوم, وعلاقتها مع بقية الأنواع الأدبية لا سيما قصيدة النثر أو قصيدة الومضة أو القصة القصيرة أو الخاطرة, وتوصل إلى أن تسمية (القصة القصيرة جدا) هي التسمية المطابقة لنوع قصصي قصير يستقي أسسه الجمالية من بيئته الداخلية التي منحت الـ(جدا) وجودا شرعيا لا بفرضه من الخارج عليه بل بتفاعلها مع تجليات وتمظهرات قصصية جعلتها تغاير المواصفات المتحققة في أنواع قصصية أخر، بتعاقد طبيعي بين المؤلف والقارئ فرضته التغيرات الشمولية وبتأثير متبادل بينه وبين الأنواع الأدبية المجاورة له في سياقاته التاريخية والجمالية.
واشتمل الفصل الثاني على مدخل وثلاثة مباحث أيضا, تناول فيها عناصر القصة القصيرة جدا, ففي المبحث الأول (الحكائية) تمت دراسة الحدث والشخصية والزمان والمكان بما يناسب مكوناتها الأخرى, فلم تعد هذه العناصر ذات قدرة تناسب القصة القصيرة جدا إلا بتحولاتها الحادة في أقصى تكثيف لغوي وموضوعاتي . إذ فصل الباحث في أنساق بناء الحدث, وأنماط رويه, والشخصية وأنماطها, والزمن وآليتي الترتيب والسرعة وتفرعاتهما, والمكان بأنواعه وأوصافه وأبعاده. وشكل المبحث الثاني (التكثيف) عنصرا مهما في القصة القصيرة جدا لا بوصفه تكثيفا لغويا فحسب؛ وإنما تكثيف يشتمل على الحدث والموضوع والفكرة، فهو الذي يمنح القصة القصيرة جدا خاصية الاتساق والانسجام والقصر في آن واحد. وجاء المبحث الثالث (اللغة) بوصفها وعاء ماديا يكتسب فيه البناء القصصي وجودا واقعيا، فالبعد اللغوي هو البؤرة التي تنطلق منها الأبعاد الأخرى، وترتكز عليها.
واشتمل الفصل الثالث (تقانات القصة القصيرة جدا) على ثلاثة مباحث، توفرت في المبحث الأول الذي جاء بعنوان (المفارقة) ثلاثة أنماط من المفارقة هي (المفارقة اللفظية، والمفارقة الدرامية، والمفارقة الملحوظة). وبعدما وضح الباحث مفهوم كل مفارقة حاول تطبيق جهده التنظيري على نماذج مختارة من القصة القصيرة جدا. أما المبحث الثاني (التناص) فقد اشتمل بدوره على نمطين (تناص العنوان، وتناص المتن), وقسم كل تناص الى تقسيمات فرعية منها: التناص الأسطوري, والأدبي, والنوعي وغيرها. واشتمل لمبحث الثالث على تقانة (الاستهلال والخاتمة) بوصفها استراتيجية تمتلك حساسية عالية تساير البنية الداخلية للنص. وبعد تحديد الوظائف الأساسية للاستهلال والخاتمة في القصة القصيرة جدا وتطبيقاته على عدد من القصص قسم الباحث هذه التقانة إلى ثلاثة أقسام سترد في النتائج التي توصل الباحث إليها.
إن هذه الرسالة محاولة للوقوف على المكونات الفنية للقصة القصيرة جدا، إذ تم البحث في وحدتها الداخلية والكيفية التي انبنت عليها وفحص التماثلات والتغايرات التي تتعلق بها للوصول إلى تأسيس نظري يمنحها هويتها النوعية وقد توصل الباحث إلى جملة نتائج، يمكن إجمالها بما يلي:
1. إن الشعرية بوصفها قوانين الخطاب الأدبي تبناها الباحث فكانت لديه تقصي الوعي اللغوي الذي يتحكم في محددات القصة القصيرة جدا (مكوناتها الفنية) وتحليلها بفاعلية قرائية هدفها معاينة النصوص التي تنتمي إلى ذلك النوع لاستنباط قوانينها الداخلية التي تحدد كيفيتها على وفق اشتراطات قصصية معينة.
2. إن القصة القصيرة جدا ليست مجرد تحقيق رغبات فردية في كتابةٍ قصصية تغاير النوع القصصي القصير المتعارف عليه، وإنما ضرورة ترتبط بالواقع الأدبي المعبر عن المتغيرات الحادة التي عصفت بالإنسان العربي منذ ستينيات القرن الماضي وما دونته من قيم ومفاهيم جديدة تحت وطأة اليأس والاغتراب وانحراف نسقية الواقع.
3. إن المتغيرات الاجتماعية والثقافية تسهم في الاستجابة لابتكار نوع أدبي جديد يتجاوز الصرامة الاجناسية ويخلق معاييره وخصائصه تبعا لتلك المتغيرات بتقانات جديدة وعناصر مغايرة.
4. إن تعدد آراء النقاد وتضارب مفاهيم جعل إمكانية ضبط النوع الأدبي ضرب من المحال.
5. إن المعايير والخصائص البنائية التي تميز نصا من نص آخر تعتمد على الثبات الاجتماعي الذي يعمل بدوره على ثبات التقاليد الخاصة بالنوع.
6. النوع الأدبي مهما اكتنف مفهومه من تعقيد أو تشابك فهو لا يخرج عن كونه محاولة لتصنيف الإبداعات الأدبية التي تنطوي على تحولات الأنواع وتداخلها مع بعضها.
7. ليست القصة القصيرة جدا جنسا أدبيا قائما بذاته يؤسس نفسه بنفسه وإنما هو نوع أدبي فرعي له أصول يتكئ عليها ويستمد وجوده منها كالنادرة والطرفة والخبر والأسطورة والخرافة والحكمة والمثل والحكاية الشعبية والمقامة وغيرها بتأثيث سردي يقترب أو يبتعد بحسب قدرة القاص على ذلك.
8. إن مصطلح قصة قصيرة جدا هو المصطلح المناسب لهذا النتاج القصصي الجديد بعيدا عن الاضطرابات الاصطلاحية وضبابيتها، إذ إن بنيتها الداخلية هي التي منحت الـ(جدا) وجودا شرعيا لا بفرضه من الخارج عليها، بل بتفاعله مع تجليات وتمظهرات بنائية جعلتها تغاير المواصفات المتحققة في أنواع قصصية أخر.
9. لا يمكننا أن نعد كل نص يمتلك خاصية الإيجاز والتكثيف قصة قصيرة جدا فما يحدد هوية النص وانتماءه إلى نوع أدبي بعينه هي المهيمنات البارزة وتتلخص في القصة القصيرة جدا بالحكائية والتكثيف واللغة القصصية/ الشعرية.
10. إن القصة القصيرة جدا لاقت النفور كغيرها من الأنواع الأدبية التي شاكست الذوق السائد لأن قدر التجديد دائما الرفض في بداية ظهوره والتهكم والسخرية منه إلى أن يثبت جذوره بشكل يستطيع امتصاص هذا الزخم والعبور إلى الضفة الآمنة.
11. تعد الحكائية أحد العناصر المهيمنة في القصة القصيرة جدا، إذ من دونها تتخلخل البنية القصصية وتنحاز إلى أنواع أخر وتتحدد في أربعة عناصر متداخلة هي (الحدث، والشخصية، والزمان، والمكان).
12. إن حدث القصة القصيرة جدا يختلف في طريقة سرده وتركيبه وأنساق بنائه فهو يتجه أكثر نحو البساطة ويغادر التعقيد وعادة ما تبدأ القصة فيه دون تطويل أو زيادات.
13. إن الشخصية في القصة القصيرة جدا لا تحتمل رصد عوالمها الخارجية ووصف أفعالها وأحوالها وعواطفها على حساب تنامي الفعلية فيها وغالبا ما يظهر في حدثها شخصية واحدة ونادرا ما تظهر معها شخصية مساعدة إن لم تنعدم.
14. تلتزم القصة القصيرة جدا بالإيجاز وتبتعد عن التشتيت والتسطح لذلك فإن زمنها غالبا ما يحدد بساعة أو يوم ونادرا ما يبلغ الأسبوع إذ تؤدي تقانتا الحذف والخلاصة (المجمل) دورا فاعلا في تكثيف الحدث وسرعة زمنه إلى حد كبير.
15. يمنح التكثيف القصة القصيرة جدا خاصية القصر الشديد ويحافظ على وحدتها وتماسكها، إذ إن العلاقة الوشيجة بين التكثيف اللغوي وتكثيف الحدث والفكرة والموضوع تمثل المصفاة الدقيقة بهدف تحويل العالم الواسع إلى وحدة كتابية قصيرة جدا بعيدا عن الإنهاك الشديد لبنية القصة الذي يغير مسارها النوعي ويقودها باتجاه السطر الشعري بحجة التجريب أو خرق القوانين الأدبية، فالتكثيف عنصر أسلوبي يرتبط بالنص كليا فيتسع المفهوم على الملفوظ باشتراطات تحافظ على القصصية.
16. إن التقانات التي تساعد القاص في التكثيف هي الرمز والتناص والانزياح اللغوي والفكري والموضوعاتي والاستعارة والمفارقة.
17. تتحدد في القصة القصيرة جدا ثلاثة أنموذجات لغوية هي:
أ. أنموذج يعلو فيه الخطاب وتصرخ اللغة من منبر الوعظ والإرشاد والإخبار وغالبا ما تكون القصة التي تستخدمه مباشرة وتقريرية.
ب. أنموذج يتشكل في لغة بسيطة تحمل واقعية الكلمة وصورها الشعرية الشفافة وأحيانا رومانسيتها الصارخة.
ت. أنموذج تعلو فيه اللغة الشعرية وتمتلك خطورتها بذاتها فإما أن تجر القاص إلى آليات الشعر وتقضي على القصصية، وإما تسمو بالقصة القصيرة جدا وتمنحها ألقها الإبداعي.
18. إن التقانات المفارقة التي توفرت في القصة القصيرة جدا يمكن حصرها في ثلاثة أنماط هي:
أ. المفارقة الدرامية.
ب. المفارقة اللفظية.
ت. المفارقة الملحوظة.
وجميعها تؤدي دورا فاعلا في كشف زيف الواقع ووطأته على الإنسان وخلق حالة من التوازن فضلا عن أنها تخلص الحدث من رتابته في تعبير لغوي يولد توترا حادا لقول شيء دون أن يقال بسخرية حادة.
19. إن العنوان المفرد هو العنوان المهيمن في القصة القصيرة جدا فهو يتناسب مع طبيعتها من حيث التنكير والتكثيف.
20. الاستهلال والخاتمة في القصة القصيرة جدا ينقسمان على ثلاثة أنواع:
أ. الاستهلال المثير والخاتمة المخترقة التي تحدث (الضربة) المفاجئة.
ب. الاستهلال والخاتمة العاديين.
ت. الاستهلال والخاتمة الحواريين.
21. تتوزع قراءة الاستهلال في القصة القصيرة جدا على اتجاهين:
أ. نفسي يستقبل العلامة ويحولها في تتابع قرائي الى معنى.
ب. توليدي بوصفه نواة لأفعال سردية أخرى.
22. إن الوظيفة الأساسية للاستهلال والخاتمة في القصة القصيرة جدا تتركز في:
أ. زج القارئ في أتون الحدث مباشرة (استهلال).
ب. خلق حالة إدهاش (خاتمة).
ت. خلق علاقة ترابيطة مع العنوان (استهلال/ خاتمة).
وقبل أن نختتم عرض هذه الرسالة لا بد من التذكير بإشارة الباحث إلى التواضع في العمل الأكاديمي حينما قال في المقدمة: ( لا نزعم أننا أحطنا بكل ما يجب أن يقال عن هذا النوع الأدبي الجديد، إذ تبقى هذه المحاولة متواضعة أمام مغاليقها التي تستحق جهدا أوسع في تمظهراتها وتمفصلاتها المتشعبة).
المصدر
http://www.lesgifsa-bijou.com/divers...lles/vela2.gif
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/bo...orders-150.gif
http://home.att.net/~scorh3/Flower04a4.gif
د. أبو شامة المغربي
http://aklaam.net/aqlam/images/e_mail.gif
kalimates@maktoob.com
رد: أطروحــــات ورسائــــــل جامعيــــــة
http://www.zmzm.net/images/bsmlah.gif
http://home.att.net/~scorh3/Flower04a4.gif
أطروحة جامعية
http://home.att.net/~scorh3/Flower04a4.gif
ناقشت الباحثة
لطيفة لبصير
أطروحة دكتوراه الدولة في الآداب، تحت عنوان:
”السيرة الذاتية النسائية، تحليل نماذج”
وقد كانت اللجنة العلمية على الشكل التالي:
- الدكتور عبد المجيد نوسي، مشرفا .
- الدكتور عبد الفتاح الحجمري، رئيسا.
- الدكتور المختار بنعبدلاوي، عضوا.
- الدكتور أحمد توبة، عضوا.
- الدكتور سعيد جبار، عضوا.
بعد المناقشة، حصلت الباحثة على دكتوراه الدولة بميزة حسن جدا.
وهذا نص التقرير الذي تقدمت به الباحثة أثناء المناقشة:
التقرير:
ينطلق هذا البحث من إشكالات عديدة، تنبع من اختيارنا لدراسة هذا الموضوع، فلماذا السيرة الذاتية النسائية؟ ولماذا هذا التخصيص في حد ذاته؟ هل يعود الأمر إلى افتراضات مسبقة ترى أن المرأة تكتب بشكل مختلف، فعمدنا إلى إفرادها في هذه الدراسة، أم أن الأمر يتعلق بشكل تنظيمي فقط؟
لا يمكن أن نتجاهل الإشكالات الكثيرة، التي أصبحت تثيرها الدراسات العربية والغربية فيما يتعلق بالأدب النسائي، واختلاف مكتوب النساء عن مكتوب الرجال، وذلك لما أثاره هذا الضجيج الاصطلاحي من تعددية في الآراء وفي الانتاج أيضا.
وقد أدت هذه الاختلافات إلى محاولة النساء وضع برنامج نقدي خاص يدرس المنتوج النسائي بصورة مختلفة، ولذا، أصبح البحث عن نظريات منعزلة تدرج ما تكتبه المرأة تحت منظور النقد النسائي(أعطي مثالا بما تنتجه النساء تحت اسم المرأة والذاكرة، أمثال “قالت الراوية لهالة كمال، عاطفة الاختلاف لشيرين أبو النجا، مائة عام من الرواية العربية لبثينة شعبان إلى غير ذلك من المؤلفات)، ويتم عزل هذه النظرية عن النظريات العامة(أعطي مثالا بكتاب رامان سلدن: النظرية الأدبية المعاصرة)، وكأن أدب المرأة يتطور لوحده بمعزل عن السياقات الثقافية الأخرى التي أنتجته، وبمعزل أيضا عن التطورات الحاصلة في النظريات.ولعل محاولة العديد من الناقدات الغربيات والعربيات إعادة قراءة الموروث العربي بشكل مختلف، مرده إلى غيبة سير النساء من حقل الدراسات النظرية وأيضا من حقل التصنيف، (أعطي مثالا بزمن الرواية لجابر عصفور الذي لم يشر إلى سيرة نسائية واحدة ضمن عمله، إضافة إلى العديد من الدراسات التي تقرأ السير الذاتية النسائية بشكل عابر جدا، دون الوقوف على خصائصها).
وهناك إشكالات أخرى تنطلق من أن أدب الاعترافات حرام لدى النساء بحكم الوضع الاجتماعي للمرأة، ولعل ذلك ما خلق التباسا لدى المرأة في حد ذاتها، فهناك تذبذب بين السيرة الذاتية والرواية.
ويمكن أن نعطي مثالا بأوراق شخصية للطيفة الزيات وذاكرة الجسد لأحلام مستغانمي والسيقان الرفيعة للكذب لعفاف السيد، إلى غير ذلك من النصوص، وتهيمن إشكالية التذبذب بين السيرة والرواية في أعمال رجالية أيضا، غير أن حدتها تتضاعف في النص النسائي، ويمكن القول إن السيرة الذاتية بالأساس جنس يعاني من إشكالات خاصة به، ذلك أن الدارس الآن للسيرة الذاتية يجد نفسه أمام كم من المصطلحات الكثيرة التي أصبحت تصنف العمل، فهناك السيرة الروائية والسيرة الذاتية النسوية، والسيرة الذاتية الروائية، وروائية السيرة الذاتية، إلى غير ذلك من المصطلحات، وهذا يثبت أن هذا الجنس الأدبي، بقدر ما أثار فوضى في نهاية القرن الثامن عشر، ليحقق القطيعة مع السيرة، وليستقل كجنس أدبي باعترافات جان جاك روسو وكازانوفا فرانكلين، وغيرهما، يعمد الآن إلى إثارة نفس الفوضى، لكن لطمس معالم الجنس. إن كل هذه الاشكالات تضيف إلى السيرة الذاتية النسائية إشكالا آخر، إذ إننا نفترض من خلال النصوص السير ذاتية النسائية أن هناك بناء خاصا ترومه هذه الكتابة، ذلك أنها نتاج اجتماعي، وحديثة نسبيا مقارنة بالأجناس الأدبية الأخرى.
وعليه، فإن المرأة تكتب سيرتها الذاتية وهي تنتج خطابا آخر، غير خطاب البوح الذي تبوح به، ونحن نحاول أن نقرأ هذا الخطاب الذي تنتجه لأن وراءه خطابا آخر هو حقيقة الذات الأنثوية، ذلك أننا نجد أن الكاتبة في السيرة الذاتية النسائية ليست هي الساردة.
وعليه، فسنقوم بقراءة هذه الساردة وهي على مسافة من الكاتبة، مع العلم أن السيرة الذاتية بشكل عام، تبدأ من الكاتب واضع العمل، فالكذب والمرواغة والنسيان وأساليب الانزلاق والدوران اللغوي، كل ذلك يدخل في حقيقة النصوص السير ذاتية النسائية.
إن الخطاب الذي تنتجه المرأة غالبا ما يتم توثيقه بالتخييل، ولذا، فان هناك دوما خوف من التجنيس، ومن الميثاق أيضا الذي يوقع التعاقد بين الكاتب والقارىء على حقيقة العمل الأدبي. ووفق هذا المنظور، هناك إشكالات تخص تطور السيرة الذاتية نفسها.
وضع فيليب لوجون، في كتابه ” الميثاق الأوتوبيوغرافي” 1975، التعاقد بين الكاتب والقارىء على أساس الصدق في العمل الأدبي، وقد عمل النقد من خلال هذا الميثاق على قراءة العديد من الأعمال الأدبية.
إن اسم المؤلف ينبغي أن يطابق اسم الشخصية، وتبعا لذلك فان التطابق ينفي عالم التخييل ويتم التعامل مع العمل على أساس أنه حقيقة الكاتب، غير أن معيار المطابقة بدأ في التحول أيضا، ذلك أن الأعمال الأدبية ذاتها بدأت تبتعد عن حكي الحيوات الخطية، لتدخل في التجديد وفي التخييل.
وأمام هذا التحول، لم يكن بد للنقاد أن يعتبروا التخييل حقيقة أخرى للسيرة الذاتية، ولذا جاء كتاب سيرج دوبروفسكي ”السير الذاتية من كورناي إلى سارتر”، ومقال فيليب لوجون الهام” كيف لي أن أجدد في السيرة الذاتية”، فقد لاحظ فيليب لوجون أن العديد من الحيوات تتشابه، وقد سبقت إلى النشر. والنتيجة أن هذا المحكي يتشابه بالرغم من التفرد الذي يطبع كل حياة، معتمدا في ذلك على كتاب مارسيل بنابو” لماذا لم أكتب أيا من كتبي؟” الذي يفترض أن كل العوالم التي قرأها سابقا وتماهى معها، تبعث من جديد في أعمال أدبية ذاتية، لا يمكن القول عنها سوى أنها منتحلة، مستنتجا أن كل السير الذاتية قد كتبت مسبقا.
ولكي يكتب شخص ما سيرته الذاتية، عليه أن يجمع الجمل والشذرات المأخوذة من نصوص سابقة. من ثم كانت ضرورة النظر إلى السيرة الذاتية نظرة أخرى ترى أن التجديد يكون على مستوى نظام التركيب، ذلك أن الشكل ينبغي أن تضاف إليه عناصر تقترب من الخلق أكثر مما تقترب من سرد الأحداث الواقعية، ولذا فان المنظور الذي وضعه فيليب لوجون، وهو بنسبة من التعقيد، هو أن تكتب حياتك وأن تتخيل أيضا، وأن لا تكذب، وهو أمر ليس سهلا، فالمتخيل يحكي عن الذكريات، وهذا ليس بالأمر الهين، فكيف لي أن أكذب بصدق؟ فكل شيء حقيقي، وكل شيء أعيد بناؤه.
استنادا لما سبق، فان الأمر لا يعدو مجرد تكرار لنصوص سابقة، والصعوبة تتجلى أن هناك فكرة أساسية كما يرى فيليب لوجون، ترى أن السيرة الذاتية تتعارض مع الجمال، ولعل هذه الثنائية التي تتراوح بين خطاب الحقيقة وخطاب الجمال هي ما جعل العديد من المبدعين يعملون على نزع السيرة الذاتية من الأشكال التقليدية للسرد والتوثيق، وأن يمروا إلى إملاء أشكال جديدة تمنح أهمية كبرى للغة.
ويشكل هذا الخطاب في السيرة الذاتية النسائية درجة كبرى، ذلك أن تحديد المتكلم النسائي في السيرة الذاتية يعتريه نوع من اللبس، فهل يحيل هذا الضمير على الكاتبة، أم أنه بناء آخر يمرر عبر الميثاق السير ذاتي إشكالا آخر؟
إننا نفترض من خلال السير الذاتية النسائية ذلك التباعد بين الكاتبة والضمير الذي تتحدث عنه، ولأجل دراسة هذه السيرالذاتية، عمدنا إلى اختيار تصور منهجي يلائم طبيعة النصوص التي تكتبها المرأة، وهو منهج التحليل النصي كما اشتغل عليه جان بلمين نويل، بالاضافة إلى العديد من أدوات الاشتغال التي استقيناها من المهتمين بهذا الجانب ويتعلق الأمر بفيليب لوجون وسيرج دوبروفسكي، وجورج كاسدورف، إضافة إلى الدراسات الهامة التي تربط بين حقل السيرة الذاتية والجانب النفسي، والتي انصبت عليها أبحاث الحقل الفرنسي في محاضرات عديدة نذكر منها، “من السيرة الذاتية إلى التخييل الذاتي“، ندوة السيرة الذاتية والتحليل النفسي، ندوة: الكتابة عن الذات والنرجسية، ندوة: السيرة الذاتية، ندوة الكتابة النسائية والسيرة الذاتية، ندوة: الكتابة عن الذات والتحليل النفسي، إلى غيرها من الندوات الهامة.
يفترض جان بلمين نويل أن النص يصوغ بناء آخر، يختلف عن الكاتب، تكون الكتابة هي المسؤولة عنه وليس الكاتب، من أجل ذلك أقترح مفهوم لاوعي النص الذي يحدث تعالقا بين الآخر داخل الكتابة والآخر داخل القراءة.
وقد كان اختيارنا لجان بلمين نويل نابعا من كونه يعمل على قراءة النص من خلال قراءة المستويات التي تضغط على ترتيب الكلمات والجمل والحوافز والصور المستنسخة داخل المحكي، إضافة إلى أنه يساعدنا على قراءة النصوص أيضا من الداخل.
وبالرغم من أن السيرة الذاتية تهتم بالكاتب بدرجة كبرى، فإننا ارتأينا الاهتمام بالكتابة بشكل أكبر، وذلك لتصورنا أن النقد الذي يتناول السير الذاتية يظل حبيس علاقة الكاتب بنصه وتجليات هذا الكاتب وعلاقته بالحقيقة، ولأن النصوص السير ذاتية النسائية تفترض حقيقة أخرى غير حقيقة علاقة النص بكاتبه، فقد ارتأينا دراستها بكيفية مختلفة، وعليه فقد عملنا على تحليل نماذج من السيرة الذاتية النسائية:
- أوراقي … حياتي ( ثلاثية نوال السعداوي)
- رحلة جبلية … رحلة صعبة لفدوى طوقان
- الرحلة الأصعب لفدوى طوقان .
- الجلادون لربيعة السالمي.
- المحاكمة لليلى العثمان.
- حديث العتمة لفاطنة البيه.
إن اختيارنا لهذه النماذج المختلفة والمتباينة أيضا كان الهدف منه، فضلا عن دراستها، هو رصد الاختلافات التي يمكن أن تكون بينها، فالانطلاق من فكرة أن المرأة تنجز سيرة ذاتية مختلفة ينبغي تبريره من خلال نصوص مختلفة أيضا، حتى نصل إلى خلاصات مقنعة، لذا عملنا على تحليل نماذج متباعدة نوعا ما، تجمع بين الأديبة التي أنجزت أعمالا متعددة، مثل ليلى العثمان ونوال السعداوي والشاعرة فدوى طوقان التي تكتب سيرتها الذاتية و ربيعة السالمي التي أنجزت هذه السيرة لتكتب عن نضالها، إلى فاطنة البيه التي كتبت هذا العمل للحديث عن اعتقالها، فالنصوص تنطلق من عوالم مختلفة.
وبالرغم من هذا الاختلاف، وجدنا أنفسنا، ونحن نقرأ هذه السير الذاتية أمام طرح إشكالي أول: هو عودة كل هذه السيرالذاتية إلى الطفولة كعالم أول تنطلق منه الكتابة عن الذات. فكيف تكتب المرأة هذا العالم وكيف تقدمه إلى القارىء؟
من خلال السير الذاتية النسائية، تبين لنا أن العودة للطفولة ليست عودة من أجل السعادة، كما يقر أغلب الباحثين، بل هي عودة يبنينها الشقاء والخلل، ولذا فان محكي الطفولة الذي يتأسس في النص، يقدم خطابا آخر.
وقد تم توظيف بعض المفاهيم مثل مفهوم الرواية الأسرية الذي كان أول من كتب عنه هو فرويد(1909)، إلا أننا رأيناه من منظور آخر وهو علاقته بالسيرة الذاتية، فالساردة تصنع هذه الرواية الأسرية، إذ إنها لا تستطيع أن تسرد ما تم حدوثه في الواقع، ولذا، فهي تعمل على الحديث عن مراحل عمرية قديمة جدا من خلال أقوال وسرد الآخرين، ولأن الساردة التي تبني هذه السير الذاتية منشغلة بتأسيس خطاب آخر داخل هذه الكتابة، فان عنصر الإضافة يعمل على نسج نوع من الاستعارات والتخييلات، لذا فنحن نتحدث عن صنع رواية أسرية، وهذا الصنع يلتقي مع المفاهيم التي طرحناها سابقا، وهي الكذب بصدق، وعنصر الجمال والخلق الذي تبنيه الكتابة السير ذاتية النسائية، ولكن لماذا هذا الصنع؟ ولماذا يهيمن عنصر الاضافة في النص؟
إننا نجد أنفسنا، ونحن نقرأ هذه السير الذاتية، أمام خطاب مزدوج يتكرر، فالسرد لا يبلغ فقط، وليس في نيته التبليغ، بل يضيف الخلق والتخييل، إذ يتم تخييل لحظة الولادة مثلا في سيرة نوال السعداوي.
من هنا يمكن القول إن الأحداث الحقيقية تم حكيها من خلال حكي الجدة، في حين أن المجازات مستحدثة من خلال حكي الساردة، وهي تعمل هنا كنوع من الإضافة التي تأتي من عالم الحاضر، أي الزمن الحالي.
إن البحث عن الاضافة هي ما جعلنا نعمل على قراءة المحكيات الذاتية، معتمدين على دوريت كوهن في هذا التمييز بين المحكيات الذاتية المتنافرة مع الماضي والمحكيات الذاتية المتناغمة، وقد وجدنا أن المحكي الذاتي التنافري يخلق بعدا مهيمنا، فالساردة تستحضر من خلال هذا المحكي علاقتها الرافضة لكل السياق الغيري الذي أوجد سيرتها، ولذا، تعمد إلى استحضار السير الغيرية كإضاءة للدور المحدد للسلالة التي طبعت المنطق الخاص للسلوك، ونجد هذا مهيمنا بحدة في ثلاثية نوال السعداوي، وسيرتي فدوى طوقان، والجلادون لربيعة السالمي، وهو أخف حدة في المحاكمة لليلى العثمان، وحديث العتمة لفاطنة البيه، غير أنه حاضر باستمرار في هذه السير الذاتية.
إن صنع هذه الرواية الأسرية وعلاقتها بالسيرة الذاتية له ما يبرره لدى الساردة، ولذا فان الساردة تجدد التواصل مع هذا العالم، أو تصنعه، كي تخلق نوعا من المذنبين، وهؤلاء المذنبون هم الأسلاف، لذا فهي تصوغ نوعا من السير البيوغرافية للأشخاص الذين هيؤوا الحاضر الذي تحياه الساردة(أتحدث هنا عن الأب، عن الأسرة، عن المجتمع كنظام أبوي)، وتعمد وفق هذا المنظور إلى نوع من التخييل التأويلي الذي يبني جملا تذهب إلى تأسيس بناء للتداعيات الخاصة داخل الكتابة، مما يتيح إمكانية استعمال بنيات التذكر المونولوجي الذي يبني عالما آخر، ذلك أن هذا البناء يأتي من عدم مصالحة الذات مع الواقع، وعليه فالساردة تنوع محكياتها بين ساردة تتذكر وساردة تبني تداعيات مسهبة تبتعد في كثير من الأحيان عن الواقع.
إن التذكر، هنا، ينبني من خلال الأشياء التي تركت صدى في خلق هذه الذات الفردية، فالكاتبة التي تتذكر تفسح المجال للساردة التي تثرثر وتمضي في تفسير الأحداث حتى توجه القراءة، إننا لا يمكن أن نغفل أن الساردة تأخذ أهمية كبرى في النص، لأن الكاتبة التي تستعيد الأحداث، تترك المجال للساردة التي تتحدث طويلا، إذ أنها تنزاح عن هذه الأحداث التي ترويها، كي تحلل وتصدر أحكاما وتقدم أفكارا واستنتاجات، ذلك أن البناء الأساسي الذي تراهن عليه الكتابة هو إحداث تحول لدى القارىء في بسط كل الأحداث التي تميز الطفولة الأنثوية، فخلق الساردة في السيرة الذاتية النسائية يعود إلى إبعاد منظور الكاتبة وحضورها كسلطة داخل النص، فهي تحدث نوعا من المسافة بينها وبين المسرود، عبر حضور بنية السارد المتخيل.
ولعل خاصية هذا الأخير، كما تقول دوريت كوهن، هي أنه سارد غير جدير بالثقة، لذا فقد ارتأينا أن المراتب التي تحدد الميثاق الأوتوبيوغرافي في السيرة الذاتية عموما، تختلف حين يتعلق الأمر بالسيرة الذاتية النسائية، ذلك أن المتكلم في السيرة الذاتية متكلم تقتحمه العديد من الضمائر المتعددة، فبداخل الأنا هناك أنوات غيرية تهيمن على هذا الضمير، ولعلها ما يسمح بتعدد هويته، فضمير المتكلم النسائي يصوغ أكثر مما يقول، لذا فانه لا يبوح، بل يختلق وينسج ذاتا أخرى تعمد الكتابة إلى تأجيلها أو نسيانها أو دورانها، من هنا، كانت أهمية قراءات بيلمين نويل لهذا النوع من الدوران داخل النص الابداعي.
إن وراء ثرثرة الساردة تختفي الأشياء التي تصمت عنها الكتابة. ولذا، فان البعد الزمني يخضع هو الآخر لهذه البنية. فهناك أزمنة استعادية تعود إلى الماضي، فالنصوص السير ذاتية تخلق محكيات نفسية تعمد إلى التكثيف والتمطيط الزمني الذي نجده مهيمنا في كل النصوص المذكورة، إضافة إلى تقنيات الحاضر الذي يكبر والذي نجده مهيمنا بحدة في ثلاثية نوال السعداوي والمحاكمة لليلى العثمان، وكلاهما كتب تحت ضغط الخوف من الموت ومواجهة السلطة، غير أن هناك زمنا آخر تخلقه هذه الكتابة السير ذاتية النسائية، وهو الزمن المستقبلي، الذي يبدو أنه الزمن القادم الذي من أجله تبني الساردة عالمها الخاص.
إن كلا الزمنين أي الماضي والمستقبل، كما يقر جورج كاسدورف زمن لاواقعي، لذا، فالكتابة عنهما هي خلق فقط، ذلك أن الأزمنة المؤسسة للآتي، كما تحاول الكاتبة أن تعبر عن ذلك، تكمن في الطفولة الأولى، فهي من صاغت الزمن القادم، ولعل ذلك ما يجعل الكتابة تذهب إلى خلق أزمنة متعددة تتجلى في التخييل والحلم وحلم اليقظة، والكتابة أيضا كبديل للموت، إلى غير ذلك من شاشات التخييل.
إن الأزمنة التي تكتب عنها الكاتبة هي أزمنة تحويلية. فليس الغرض منها السرد فقط، ولكن تأسيس زمن آخر. لذا فهي تصنع أيضا هذا الزمن، ويتم هذا الصنع من خلال بناء مزدوج، فهناك دوما صوت ظاهر، وآخر كامن يعمل في الخفاء.
ولذا وجدنا أنفسنا أمام خصوصيات سردية نسائية تهيمن في الخطاب النسائي، ولها أهميتها في هذه السير الذاتية، وهي أن الساردة، التي تصوغ هنا من خلال ضمائر متعددة تتراوح بين ضمير المتكلم والمخاطب والغائب، تخفي وراء هذه التعددية خطابا آخر يتمثل في الأنا النرجسية التي تبرزها الذات المتكلمة في كثير من الأحيان للحديث عن الأنا المثالية وتعاليها، وهو ما أطلقنا عليه البعد النرجسي، وذلك لان الأنا دوما في صراع مع الآخر الذي يتمثل لدى الساردة في المضطهد، إنها تصنع نوعا من الأنا- الجلد على حد تعبير ديديي أنزيو، والذي يأتي كنوع من الحماية من الآخرين، وهو معطى متخيل يمنح الجهاز النفسي نوعا من الاستقرار والهدوء.
إن الأنا النرجسية تخلق ثنائية في التصور والرؤية، ولذا، فان المنظور السردي الذي توجهه كاتبة السيرة الذاتية يمضي إلى اتساع الهوة بين المضطهد والنرجسي، فكلما امتدت أشكال المضطهد، تم إعلاء البناء النرجسي، وبالرغم من أن الذات تسعى إلى بناء فردي، أحادي الرؤية والتصور، إلا أنها تبني خطابا مزدوج الصوت تبنيه لغة المضطهد والنرجسي.
وتبدو هذه الثنائية ملازمة للسيرة الذاتية النسائية، وهي تتجلى في ثنائية أخرى مهيمنة في خطابها، ويتعلق الأمر بثنائية الأنوثة والذكورة، وقد اعتبرنا هذه الثنائية مهيمنة في خطاب الساردة التي تتراوح بين عالمين مختلفين، مستعيرين في ذلك أحد المفاهيم النفسية لفرويد، ويتعلق الأمر بالخنثوية، وتحضر، هنا، بالمعنى السيكولوجي للذات المتكلمة، ذلك أن الساردة تخلق صيغة لامرأة غير محددة الملامح، ولذا، فالنص يتغير حسب الضمير الذي تنتقل إليه الساردة، فهي تتحول من الذكورة إلى الأنوثة، ولو أن البعد الخنثوي لديها يجعلها تتجه إلى أولوية القضيب على الأنوثة، إلا أنها تظل تتراوح بين جنسين مختلفين. ولذا فان التراوح الجنسي يتبعه بالضرورة التراوح النصي أيضا، فالنص يتخذ شكل الجنس الذي تتحول إليه الكتابة، ويصوغ كتابة ملتبسة، فالأنثى الكاتبة تسعى إلى تحطيم الخطاب الذكوري، ولكن من خلال الاعتماد على وسائله، الشيء الذي يصوغ لنا أنوثة ملتبسة لا هي بالذكورة ولا بالأنوثة. ولذا، كان اشتغالنا على هذا الجانب ضروريا، وذلك لأن التحول الجنسي في النص يؤثر على البناء النصي أيضا ويغيره. فالشكل يتبع المحتوى، وهي خاصية سردية مهيمنة في السيرة الذاتية النسائية وتتكرر بحدة، الشيء الذي دفعنا إلى الوقوف عندها وتحليلها وتحليل تحولاتها على مستوى النص، وتبعا لذلك، فعلاقة كاتبة السيرة الذاتية باللغة علاقة مختلفة، ولذا ارتأينا الاشتغال على الجانب اللغوي، إذ أن إبراز خصوصية السرد النسائي تتجلى على المستوى الشكلي والدلالي أيضا. ولأن الشكل يتبع المحتوى، فإننا انطلقنا من دراسات سابقة كانت ترى في المعجم اللغوي الذي تستعمله الأنثى معجما مختلفا، وعمدنا، وفق ذلك، على قراءة هذا المعجم ومحاولة حصره لدى كاتبة السيرة الذاتية، وتبين لنا أن اللاوعي النصي يتجلى على مستوى اللغة والأساليب التي تستعملها الكاتبة وتصوغها الساردة، لذا، فإن الثنائية تتكرر على المستوى اللغوي أيضا، فهناك جدلية تحكم خصوصية هذه الكتابة وهي أنها تتأرجح بين ثنائيتين توجهان المكتوب السير ذاتي النسائي، ويتعلق الأمر بجدلية الأنا والأنا الأعلى.
فالأنا المتكلمة تداهمها أنوات أخرى غيرية، هي التي تعمل على تغيير نمط الكتابة، وتبعا لذلك، تنشأ أساليب متعددة تهيمن على هذه السير، ذلك أن علاقة المرأة بالمحرم علاقة مختلفة، ولذلك لا يمكن قراءتها إلا من خلال سيميائية التهوين، فعلاقة الأنا الأنثوي بميكانزمات الدفاع تختلف أيضا، فالأنا تبحث عن توازنها من خلال إلغاء أي تمظهر يجعلها تبدو واضحة، ولذا، نجد التحوير والقلب والاستعارات والكثافة اللغوية التي تتكرر في النص، والتي تصنع المسافة بين الأنا والرغبة، بل إنها تذهب إلى إنجاز محكي الحلم الذي يهيمن على هذه النصوص، والذي يأتي كبديل للواقع كي يتحدث من خلال التخييل عن الأنا. إننا أمام نوع من الأساليب التي تتلون وتتغير في النص، ولم نجد بدا من قراءة هذه الأساليب، فداخل الأسلوب، تكمن رمزية اللاوعي. غير أن هذه الجدلية التي تحدث بين الرغبة والقانون تصوغ أسلوبا يتجه، في كثير من الأحيان، إلى الغموض، الشيء الذي يجعل الدال يؤجل مدلوله على الدوام، فالرقابة اللاواعية تداهم الدوال، وهذه الأخيرة تعوض بواسطة حلقات مفقودة وموزعة داخل النص، وعلى القراءة أن تكتشفها.
إن قراءة هذه المستويات النصية لا يخلو من متاعب، ذلك أننا نقرأ أيضا نصا معدلا من الدرجة الثانية، ونحن نتابع مستوياته، كي نصل إلى لاوعيه النصي، كنا ندرك مثلا، أن محكي الحلم هو نص معدل وتمت صياغته، وبالرغم من ذلك قمنا بقراءته، ذلك أننا نتعامل مع هذه المستويات كما تصوغها الساردة التي لها أهمية كبرى في النص السيرذاتي النسائي، ولذا كان لزاما علينا قراءة عنصر هام في هذه السير الذاتية، وهو عنصر التحويل، كما قدمه فرويد وطوره فيما بعد جان بلمين نويل وأندريه غرين إلى غيرهم من الباحثين، وذلك لأهمية هذا العنصر في السير الذاتية. وإن كان قد لازمنا طيلة البحث، فلأن ذلك له ضرورته. فجميع العناصر الداخلية لهذه السير مبنية على إجراء نوع من التحويل للذات المتكلمة أولا، وللذات القارئة ثانيا، ذلك أن الرغبة اللاواعية للكتابة تخفي وراءها بناء نوع من التأثير التحويلي الذي يبني نوعا من الغواية للآخر المغيب في النص، والذي من أجله يوجد هذا العمل.
فالسيرة الذاتية النسائية لم تكتب في هذه النصوص من أجل نوع من التلاشي أو استخلاص الحكمة والعبرة من تجربة مضت، بل من أجل تأسيس زمن مستقبلي. فهي تصوغ زمنا وعالما آخر من خلال السرد، وعليه فإن اختفاء الكاتبة في كثير من الأحيان لتحل محلها الساردة مرده إلى تأسيس نوع من السلطة غير المباشرة التي تحدث نوعا من التخييل القرائي الذي يبني نصا آخر، ويتأثر بالرواية الأسرية التي تبنيها الساردة في الكتابة.
يتضح، مما سبق، أن التعامل مع السير الذاتية النسائية لا يخلو من صعوبات، ولا ندعي أننا قمنا بتجاوزها، بل ستظل مفتوحة لإمكانات قادمة، فقد كان مشروعنا منصبا بالأساس على قراءة هذه السير، متتبعين في كثير من الأحيان التطورات النصية، وقد تبين لنا أن العديد من القراءات تظل حبيسة الكاتبة وحياتها الشخصية مثل نوال السعداوي كشخصية معروفة، إلا أننا حاولنا معرفة المكتوب وكيف تصوغه هذه الكاتبة من خلال بنية الساردة.
وعليه، فإن كل الحقائق التي تقدمها الكتابة هي ما نقوم بقراءته، ذلك أنه يصعب تحديد أين ينتهي التخييل ليبدأ الواقع. فهناك حقائق ذاتية، غير أنها مندمجة داخل السياق الكلي للسير، فهي تدخل في بناء آخر يطعمه التخييل والأحلام والدوران اللغوي واللاوعي النصي، ولأن الأنثى الكاتبة منشغلة بهم أساسي هو بناء هوية أنثوية، فقد كان لزاما علينا أن نقرأ هذه النصوص وهي تبحث عن إثارة القراءة، معتبرين كل أساليب المراوغة والهفوات والكذب من حقائق الكتابة، فالكتابة لا تقدم الصدق، ولكنها تصوغ الشخصية التي نصل إليها من خلال آلية التأويل والتخييل التأويلي، إلى غير ذلك من الوسائل. يبقى أن نحدد أن الساردة في السيرة الذاتية تصنع روايتها الأسرية وتصنع زمنها أيضا، وتخلق أنواعا متعددة من الثنائيات داخل الكتابة، إضافة إلى بناءات لغوية متعددة، يمكن القول عنها إنها أغنت هذه النصوص وساهمت في بنائها الحديث، وإن كان مرد ذلك إلى خوف الكاتبة من الحديث عن ذاتها، ولعلها أغنت البناء التركيبي وساهمت في تقنيات جديدة تضيف إلى السيرة الذاتية.
لطيفة لبصير
http://www.lesgifsa-bijou.com/divers...lles/vela2.gif
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/bo...orders-150.gif
http://home.att.net/~scorh3/Flower04a4.gif
د. أبو شامة المغربي
http://aklaam.net/aqlam/images/e_mail.gif
kalimates@maktoob.com
رد: أطروحــــات ورسائــــــل جامعيــــــة
ارغب في اطروحات عن الماجستير في اللغة العربية دراسات ادبية عن السرد في القصة القصيرة
رد: أطروحــــات ورسائــــــل جامعيــــــة