في رسالة ماجستير بقسم التاريخ بجامعة الملك سعود
باحثة سعودية تتناول المرأة في مجتمع الحجاز خلال العصر الأموي
قدمت الباحثة السعودية غادة بنت عبدالرحمن المسعود بحثاً لنيل درجة الماجستير من قسم التاريخ بكلية الآداب بجامعة الملك سعود حول "المرأة الحجازية ابان العصر الأموي" ويدرس البحث جانباً حضارياً من تاريخ الحجاز لم يحظ بالاهتمام من قبل، ولعل السبب في ذلك يعود الى أن المادة التي تتناول هذا الجانب جاءت مشتقة في أمهات الكتب المتنوعة والمصادر المختلفة من التراث العربي يصعب جمعها إلا بعد جهد ومشقة وقد سلطت هذه الدراسة الضوء على وضع المرأة في مجتمع الحجاز في العصر الأموي لتكشف لنا العوامل المؤثرة في دور المرأة بشكل مباشر أو غير مباشر، وأصول نساء الحجاز، وأوصافهن، وأسمائهن، وما أطلق عليهن من ألفاظ في مختلف مراحل العمر، وأهم النشاطات التي مارستها المرأة، وإسهاماتها في الحركة العلمية والأدبية وابراز التغييرات التي طرأت على دور المرأة في مجتمع الحجاز، والمكانة الرفيعة التي تمتعت بها والعوامل المؤثرة في تلك المكانة.
وارتكز البحث على مدينتي مكة والمدينة، بالتحديد، ويعود ذلك لندرة المعلومات في المصادر عن المرأة في المناطق الأخرى.
أما الإطار الزمني للبحث فهو يمثل فترة مهمة في تاريخ الحجاز بعد اتخاذ بني أمية بلاد الشام مقراً لخلافتهم وبعد الحجاز عن الثقل السياسي للدولة، مما أفقده جزءا هاما من أهميته في الدولة الإسلامية، وتأثره اقتصادياً واجتماعياً، وبالتالي تأثيره على المرأة باعتبارها جزءا لا يتجزأ من المجتمع.
وعلى الرغم من أهمية موضوع البحث إلا أن الدراسات حوله جاءت مشتتة ومتفرقة ولم تتناول كافة الأدوار التي لعبتها المرأة في مجتمع الحجاز في العصر الأموي، ولا كافة المتغيرات التي تأثرت بها.
وقد تم تقسيم البحث الى تمهيد وأربعة فصول، حيث تناول التمهيد الأحوال العامة في الحجاز في العصر الأموي وآثارها على أوضاع المرأة، أما الفصل الأول فقد تناول أصول النساء والألفاظ التي تطلق عليهن في مراحل أعمارهن المختلفة، والأسماء والكوني التي اشتهرت بين نساء الحجاز في العصر الأموي.
وقد تناول الفصل الثاني الصفات الجمالية للمرأة في مجتمع الحجاز في العصر الأموي والتي تشمل على مقاييس الجمال في تلك الفترة.
والفصل الثالث يدور حول النشاطات الاجتماعية التي مارستها المرأة خلال تلك الفترة، وقد تناول النشاطات العامة والخاصة، كما تناول أنشطة المجالس النسوية سواء كانت علمية أو أدبية وترفيهية.
أما الفصل الرابع فيتحدث عن مكانة المرأة والعوامل التي أثرت فيها، وقد يلاحظ القارئ تفاوتا في الفصول من حيث الطول والقصر ومنشأ ذلك يعود الى طبيعة الموضوعات التي تم طرحها في كل فصل وكثرة المادة العلمية في بعضها وقلتها في البعض الآخر.
أما الخاتمة فتضمنت أهم النتائج التي تم التوصل لها في البحث وهي كالتالي:
1- أن أحوال المرأة في مجتمع الحجاز قد تأثرت بعوامل مختلفة تركت آثارها عليها بشكل مباشر أو غير مباشر، أهمها الأوضاع السياسية في الحجاز وما شهدته المنطقة في فترات متباينة ما بين الهدوء والاستقرار وبين الثورات والاضطرابات، ثم الأوضاع الاقتصادية حيث كان لهذا العامل تأثير على حياة المرأة المعيشية وكان هذا التأثير يتذبذب من فترة الى اخرى تبعاً لازدهار الأوضاع الاقتصادية أو تدهورها من خلال ارتباطها بالأوضاع السياسية العامة في الحجاز. كما تأثرت أحوال المرأة في الحجاز بعوامل أخرى أهمها الكوارث الطبيعية، والتركيبية السكانية، وموسم الحج.
2- تحديد اصول نساء بلاد الحجاز في العصر الأموي وانقسامهن الى فئتين رئيسيتين هما الحرائر وغير الحرائر. فالحرائر كن ثلاث فئات رئيسية حسب نسبهن رهن القرشيات والأنصاريات ونساء سائر القبائل. وقد اتضح من خلال هذه الدراسة أن القرشيات يمثلن النسبة الأكبر بين أعداد النساء الحرائر في الحجاز.
3- فاضت مفردات اللغة العربية بالكثير من الألفاظ التي أطلقت على المرأة في تلك الفترة وقد لاحظنا كثرتها سواء كانت تصف مراحل عمرها المختلفة أو الخطبة والزواج وغيرها.
4- تعددت أسماء النساء في الحجاز في العصر الأموي وتنوعت بشكل كبير وقد لاحظنا بوضوح من خلال تتبع أسماء النساء الوارد ذكرهن في ملحق نساء الحجاز في العصر الأموي.
5- أظهرت هذه الدراسة أن كثيرا من نساء الحجاز في العصر الأموي تميزن بالجمال من خلال مقاييس الجمال في ذلك العصر.
6- مارست المرأة في مجتمع الحجاز في العصر الأموي أنشطة متنوعة كان بعضها امتدادا لأنشطة مارستها النساء في العصر السابق وبعضها مستحدث نتيجة التغيرات التي طرأت على المجتمع الحجازي بعد انتشار الإسلام والاختلاط بأمم وحضارات مختلفة، كما كان للمرأة نشاطات خاصة وأخرى عامة شاركت فيها الرجل.
7- تنوعت المجالس النسوية في الحجاز في العصر الأموي فمنها المجالس العلمية والأدبية والمجالس الترفيهية والسمر.
المصدر