رد: أطاريح ورسائــــــل جامعيــــــة ...
رد: أطاريح ورسائــــــل جامعيــــــة ...
فلسفة التربية في القرآن الكريم ...
رسالة جامعية
فلسفة التربية في القرآن الكريم
عبد الله بدران
إن إعداد الأمة فرداً وجماعة والعمل على نقلتها السريعة من وضع متردٍّ إلى وضع أسمى وأفضل وأقوم ليس بالأمر الهين اليسير، بسبب إصرار الجهلة على ما ألفوه وورثوه، وألفة الشيء تصبح جزءاً من العادة وداخلة في مكونات الطباع البشرية، لكن هذا الاتجاه الغالب أو الشائع، لا يمنع بحكم تدرج الأمة من حال إلى حال، وضرورة تحسين أوضاعها والنظر لمستقبلها، أن تستيقظ فيها عوامل الخير، وبواعث العقل والمنطق، فتنتفض عن كواهلها غبار التخلف، وتستبعد ظواهر المرض·
ولهذا جاءت الرسالات الإلهية الإصلاحية بوسائل العلاج والتربية، وكان أهمها وخاتمها وأخلدها رسالة الإسلام المتمثلة في القرآن الكريم، الذي حول طاقات الأمة العربية وبدل أحوالها ووجهها توجيهاً عالياً وقويماً، فانتقلت من حال الضعف إلى القوة، ومن المرض إلى الصحة، ومن التخلف والتفرق والضياع إلى ذروة التقدم والوحدة والوئام والتعاون، حتى صارت خير أمة أخرجت للناس·
وبهدف توضيح هذه المعاني، أعد الباحث عمر أحمد عمر رسالة الماجستير في جامعة دمشق التي جاء عنوانها: <فلسفة التربية في القرآن الكريم> وأوضح فيها أصول التربية في القرآن الكريم، مع تحليل للأهداف والمجالات التربوية، ودقة الموازنة بين النظريات التربوية الفلسفية وبين مقاصد الشريعة الإسلامية·
والقرآن الكريم هو كتاب تربية وتوجيه كما هو كتاب عقيدة وعبادة وشريعة وأخلاق، وقد تعرضت للقضايا الأساسية التي تعرضت لها الفلسفة: المنشأ والمصير والغاية والسبيل، وحدد النظرة إلى الإنسان، والكون والحياة، وأشار إلى أساليب التربية وأهدافها ومقوماتها·
أهمية البحث وأهدافه
يستمد هذا البحث العلمي أهميته من القرآن الكريم الذي جعله الله- تبارك وتعالى - شفاء لما في الصدور من الزيغ والريب والنفاق والشرك، كما قال - تعالى -: (يأيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين) يونس: 75·
وكشف القرآن عن حقيقة الإنسان والغاية من وجوده والمصير الذي ينتهي إليه، وتكفل بتربيته على أسس قوية بما يجعله أعظم مصدر للتربية وفلسفتها، كما ترجع أهمية البحث إلى ما للقرآن الكريم من تأثير على الأمة التي تهتدي بهديه وتربي أبناءها وفق تعاليمه، فيه تجتمع كلمتها ويرتفع شأنها وتقضي على عوامل الفساد التي تعاني منها·
وهو يضع بين يدي المربين والمصلحين مبادئ تجعلهم يعملون على هدى وبصيرة ما يؤدي إلى تطوير النظرة للعملية التربوية، وتوجيه الجهود وتنسيقها، وتحسين طرائق التدريس والتقويم والتوجيه، ورفع مستوى معالجة المشكلات التربوية، والسير خطوة خطوة لتحقيق الأهداف التربوية·
وتهدف هذه الرسالة العلمية إلى بيان أن القرآن يحدد أهداف التربية وغايتها ويشمل مجالاتها المتعددة ويضع المبادئ والمقومات التي تعتمد عليها، ويشير إلى أساليبها وطرائقها المناسبة·
وهي محاولة لإثبات أن القرآن يحتوي على فلسفة تربوية قويمة تؤدي إلى الإصلاح الشامل للفرد والمجتمع، والتقدم المستمر لكل أمة تهتدي بهديه·
وتدور هذه الرسالة حول الآيات القرآنية التي تبين فضل العلم وأهمية التربية، وتحدد هدفها ومقوماتها، وتشير إلى مجالاتها وأساليبها، وتوضح أصل المعرفة ووسائلها، ونظرة القرآن إلى الكون والإنسان والحياة·
وتتطرق الرسالة إلى بعض الأحاديث الشريفة التي توضح معاني تلك الآيات وتحدد المراد منها وتذكر شرح الآيات من كتب التفسير المختلفة·
المعرفة ومقومات التربية
جاءت الرسالة في فصل تمهيدي وستة فصول أخرى، وملحق شمل الفصل التمهيدي مقدمة في نشأة الفلسفة وفلسفة التربية وازدهار البحث فيها خلال القرن الحالي، وضرورة النظر في القرآن الكريم للاهتداء به والأخذ بفلسفة للتربية مستمدة منه لحل المشكلات التي نعانيها·
وتطرق الفصل الأول إلى موضوع <المعرفة> بما في ذلك إمكان المعرفة وحقيقتها ومصادرها عند الفلاسفة وأصلها ومصادرها في القرآن الكريم، وبيَّن فيه أن المعرفة جائزة التحصيل، وحصولها يتوقف على المعارف السابقة، وأن العقل والحواس من وسائل المعرفة وأدواتها، والعقل هو الذي يقف وراء الحواس، ويجعل إحساساتها إدراكات أو معارف حقيقية، وأهم مصادر المعرفة هو الوحي، وهو المصدر الوحيد عن عالم الغيب، كما أن العقل مصدر المعرفة عن عالم الشهادة·
ويبحث الفصل الثاني في نظرة القرآن إلى الإنسان والكون والحياة، وتفرد الإنسان عن سائر المخلوقات، وضرورة أن يكون منهج التربية متناسباً مع خصائص الإنسان ليحيا كريم النفس ويمتنع عن الذل والظلم والطغيان·
ويتعلق الفصل الثالث بأهداف التربية ومجالاتها، وأهم الأهداف هي:
1 ـ النمو الفردي·
2 ـ تحقيق الذات·
3 ـ تنمية القدرة على التفكير والبحث·
4 ـ الأهداف الخلقية·
5 ـ الأهداف الاجتماعية·
6 ـ الأهداف الاقتصادية·
وتشمل هذه الأهداف إعداد المواطن الصالح الذي يقوم بعبادة الله وعمارة الأرض وبناء الخلافة الإنسانية، وتجعل سلوكه وعلاقاته بغيره وفق شريعة الله·
أساليب التربية
يتناول الفصل الرابع في هذه الرسالة العلمية أساليب التربية، وهي كثيرة متنوعة تخاطب العقل وتوجه الانفعالات، وتشحن العواطف وتكون العادات الحسنة، وتشمل:
ـ التربية بالوعظ والإرشاد·
ـ التربية بالقصة والحوار·
ـ التربية بالتشبيه وضرب الأمثال·
ـ التربية بالعمل والعادة والقدوة واللعب والترغيب والترهيب·
وبحث الفصل الخامس في مقومات التربية، وهي العقيدة والعبادة والأخلاق، وفيه أوضح الباحث الآثار التربوية للعقيدة في النواحي النفسية والخلقية والعقلية والروحية والاقتصادية والاجتماعية·
وأشار في هذا الفصل إلى معنى العبادة وصلتها بالعقيدة وآثارها التربوية على جميع النواحي، واستنتج أن العبادة وسيلة فاعلة لإصلاح النفوس والمحافظة على الصحة الجسمية والنفسية·
ثم تحدث عن الأخلاق في القرآن الكريم وعند الفلاسفة، وبيَّن أنها ثمرة للعقيدة والعبادة ومظهر للتربية وهدف لها·
وتناول الفصل السادس عدداً من مبادئ التربية التي أشار إليها القرآن الكريم، مثل القابلية والإعداد للتربية، والتدرج فيها، ومراعاة الفوارق الفردية، وإلزامية التعليم، ومجانيته، وسبق المسلمين إلى تطبيق هذه المبادئ، وأثر القرآن في النهضة العلمية·
اقتراحات وتوصيات
أوصى الباحث في خاتمة الرسالة باقتراحات عدة منها:
ـ إعداد بحث حول أثر القرآن الكريم في الصحة النفسية·
ـ إعداد بحث حول أثر القرآن في الشعور بالأمن والطمأنينة والسعادة·
ـ إعداد بحث حول دعوة القرآن إلى العمل والتنمية وأثره في الازدهار الاقتصادي والأمن الغذائي·
ـ وجوب دراسة القرآن وتدبر معانيه وفهمها·
ـ لا يجوز الاقتصار على دراسة القرآن كغيره من المواد الدراسية، وإنما يجب أن يعتبر توجيهاً للحياة يتم في جميع الدروس والأبحاث·
المصدر
رد: أطاريح ورسائــــــل جامعيــــــة ...
عقيدة الصوفية وحدة الوجود الخفية
أحمد بن عبد العزيز القصير
مكتبة الرشد
الطبعة الأولى
1424 - 2003
أصل هذا الكتاب رسالة من جامعة الإمام محمد بن سعود
736 صفحة
رد: أطاريح ورسائــــــل جامعيــــــة ...