رد: أطاريح ورسائــــــل جامعيــــــة ...
رد: أطاريح ورسائــــــل جامعيــــــة ...
رد: أطاريح ورسائــــــل جامعيــــــة ...
http://img141.imageshack.us/img141/8740/15lv.gif
http://img176.imageshack.us/img176/4...noos9ktsx4.gif
http://www.uaelove.net/romantic/images/backbghearts.gif
الشـيخ مـحمـود شاكر في الرسائل الجامعية سُجلت عن الشيخ محمود محمد شاكر ثلاث رسائل جامعية، نُوقشت منها اثنتان وهما رسالتا ماجستير، أولاهما في كلية دار العلوم ـ جامعة القاهرة، وقد صدرت الرسالة عن مكتبة الخانجي بمصر تحت عنوان: «شيخ العروبة وحامل لوائها أبو فهر محمود محمد شاكر بين الدرس الأدبي والتحقيق» وصاحب هذه الرسالة هو الأستاذ محمود إبراهيم الرضواني.
وكانت الثانية في قسم اللغة العربية بجامعة اليرموك بالأردن وقد طبعت أيضاَ، في سلسلة أعلام المسلمين في العصر الحديث التي تصدرها دار البشير بالأردن ومؤسسة الرسالة ببيروت، تحت عنوان: «محمود محمد شاكر..الرجل والمنهج» وصاحب هذه الرسالة هو الأستاذ عمر حسن القيام.
أما الرسالة الثالثة فهي رسالة دكتوراه مسجلة في الجامعة الأردنية للأستاذ إبراهيم الكوفحي، ولم ينته من إعدادها بعد.
في الرسالة الأولى يقول صاحبها الأستاذ محمود إبراهيم الرضواني: هذا البحث يتناول قمة شامخة من قمم الأدب والفكر في عصرنا هو الأستاذ محمود محمد شاكر.. وقد دفعني إلى هذا البحث ماشعرت به من التعتيم حول نتاج هذا العلم الشامخ، فقد تناولت أيدي الباحثين بالدرس والتحليل نتاج من هم أقل في المكانة الأدبية منه وكان غريبا أن يبقى ما أبدعه بعيدا عن حقل الدراسة العلمية الجادة، فاستخرت الله تعالى وكان اختياري لهذا الموضوع.
الأمر الثاني: ما وصلت إليه حياتنا الأدبية من اضطراب يشعر به الدارس المستقرئ لما على الساحة من اتجاهات وإبداعات، بحيث يمكن القول إن الساحة الأدبية تحتاج إلى تصور كلي جديد ينبع عنه إنتاج أفرادها، وهذه الحاجة إلى المنهج ماسة وملحة، وهو منهج يجب ألا يكون غريبا عنها، فقد جربنا العديد من المناهج البراقة والحديثة وكان من الطبيعي أن يقابلها الجسد العربي بالرفض ولو بعد حين، فمن طبيعة الأشياء أن يرفض الجسم الدم الغريب عن فصيلته.
ومن هنا كان اتجاهي لدراسة منهج محمود محمد شاكر، الذي يمكنني القول إن اسمه يرتبط بالعودة إلى الأصل العربي في الدرس الأدبي، أو قل إنه اتجاه نحو منهج عربي في درس الأدب ونقده في العصر الحديث، وأبو فهر لم يصدر في رفضه لهذه المناهج الحديثة عن عصبية وجهل بها كما هو حال الكثير من الدعاة إلى الأصالة بل كان في رفضه لها على علم بها وخبرة بمسالكها، ومعرفة بأصحابها وروادها، واطلاع على أحدث ما أنتجوه. ومن هنا تأتي قيمة الوجهة التي انتهجها، ورفضه للكثير من هذه المناهج والتيارات، ووصفه لحياتنا الأدبية بالفساد، ومن هنا تأتي أهمية دراسة هذا المنهج عند أديبنا فهو ـ في رأيي ـ طوق نجاة وسط هذا الخضم المتلاطم من الآراء والاتجاهات المتباينة التي يشعر معها الواحد بالتشتت وفقدان الهوية، وما أخطر أن يصل الباحث إلى هذا.
إن «محمود محمد شاكر» في كلمات قليلة ـ دعوة إلى بث الأمل في صدور المتشائمين من صلاحية التراث العربي لهذا الزمن وبرهان على تواصل الأجيال في هذه اللغة الشريفة على مر العصور، فأن يوجد واحد مثله في فهم نتاج السابقين وتمثله وانتهاجه طريقا لاحباً، ونهجا واضحا بارز المعالم، لدليل على الثراء والغناء في هذا التراث العظيم.
إن دعوة محمود محمد شاكر للعودة إلى الأصالة في درس الأدب، عودة بالأمة إلى هويتها، تلك الهوية التي طمس منها الكثير أعداؤها من المستعمرين وبني جلدتهم من المستشرقين والمبشرين وتلاميذهم من المستغربين، وإنه لمن العجيب أن يوجد باحث في أصول المنهج في الدرس الأدبي في لغتنا العربية، وهو غير متمكن من أصول البحث في هذه اللغة، وإن أول أصل هو المعرفة والاستيعاب لدلالات هذا اللسان وما أبدعته قريحة أصحابه. كيف يمكن لدارس أن يتكلم في المناهج والأصول النقدية ويحاول تطبيق ذلك على الإبداع العربي وهو صفر اليدين من ذلك، إن هذا لشيء عجاب!! ويقول الباحث في خاتمة الرسالة: وبعد فإننا نريد أن ننظر في أهم ما كشف عنه البحث، والنتائج التي توصل إلىها على سبيل الإيجاز: حاول الباحث أن يوضح ثقافة أبي فهر ومصادر هذه الثقافة التي ظهر أثرها في نتاجه الأدبي سواء في الدرس الأدبي أو التحقيق للتراث، فكشف عن روافد ثقافته الأولى وأهم المؤثرات التي أثرت في حياته، وأظهر البحث في خلال ذلك دور شيخه المرصفي، ورأينا أن للشيخ المرصفي يدا لا تنسى عند صاحبنا بل كان هو المؤثر الأكبر والأول في حياته وهو الذي وجهه إلى الغاية التي انتهى إلىها بعد ذلك، من قراءة كاملة وواعية للشعر العربي، وجل تراث العربية ثم أيضا وجهته هذه القراءة إلى إعادة النظر في القضية المحيرة وهي قضية «إعجاز القرآن»، وربط هذه القضية بقضية التذوق والشعر الجاهلي، فكانت هذه الثلاثة هي مدار حياة أبي فهر الأدبية، وشغله الشاغل.
ومن ثم فإن الباحث حاول أن يرصد هذه القضية رصداً دقيقا ويتتبع أثرها في منهجه وكتابته، فألقى الضوء على منهجه في التعامل مع الشعر العربي خاصة الجاهلي منه، وأظهر أهم النقاط التي يرتكز عليها هذا المنهج سواء في مجال تحقيق النص الشعري أو في مجال التعامل مع النص نفسه، واتضح من خلال ذلك اهتمام أبي فهر بقضية نسبة الشعر إلى صاحبه، فوضع بعض الأصول التي يمكن أن يتبعها الباحث في تحقيق مثل هذه النسبة والفصل في أمرها وطبق لنا هذه الأصول من خلال مدارسته لنص ابن أخت تأبط شرا ثم أراد أن يثبت لنا صحة هذا الشعر من وجه آخر غير التحقيق التاريخي، أعني بذلك مطالبته لدارسي الشعر أن يعايشوه معايشة كاملة ويدارسوا ألفاظه وصوره ومعانيه مدارسة تامة مع الاعتماد على المقارنة بين أساليب الشعراء حتى يتم العثور على الفرق بين الشعر الجاهلي وغيره. والذي أثار هذه القضية لدى شاكر هو ما حدث لهذا الشعر في أوائل هذا القرن من الشك في صحته على يد الدكتور طه حسين.
ومن ثم فقد وضح البحث صلة أبي فهر بأستاذه الدكتور طه حسين. أيضا كشف عن تصور أبي فهر النظري لقضية التذوق، وكيفية تحليله لهذا المصطلح وتاريخه عنده، ومن خلال ذلك وضح البحث صلة التذوق عند أبي فهر بقضية الشعر الجاهلي وإعجاز القرآن، وبين أنهما متلازمان عنده لا ينفك أحدهما عن الآخر، فمعرفة إعجاز القرآن معرفة صحيحة يجب أن يقوم على تذوق هذا الشعر تذوقا دقيقا سليما. وعمود عملية التذوق عنده هو التدبر والتأمل وإدمان القراءة للبيان الإنساني قراءة تتوقف عند أحرفه وألفاظه وتراكيبه واكتشاف الفروق الدقيقة بين الدلالات المختلفة، حتى يصل التذوق بهذه القراءة إلى مرحلة فن تمييز الأساليب.
ووسع أبو فهر مجال التذوق فلم يقصره على الأدب والشعر بل تجاوزه إلى جميع أنواع البيان الإنساني، وعامل كل بيان معاملة الشعر في التذوق وهذا مفهوم خصب للتذوق كشف عنه البحث. أيضا كشف البحث عن معالم السيرة الفنية في كتاب «المتنبي» وأشار البحث إلى إهمال النقاد لهذا الكتاب في دراستهم للسيرة الفنية، مع أنه توافرت فيه شروط كتابة السيرة الفنية بطريقة جيدة وفي وقت مبكر من حياتنا الأدبية، مما يؤهله لأن يحتل مكانة مهمة بين كتب السيرة.
أيضا حاول البحث أن يوضح منهج أبي فهر في بعض قضايا اللغة والأدب فكانت وقفة البحث مع كتاب «المتنبي» ودراسته من وجه آخر غير وجه السيرة الفنية، فكشف عن أهم القضايا التي دار حولها الكتاب والمنهج الذي سلكه أديبنا لإثبات قضايا تتصل بالمتنبي أو تزييفها، وظهر لنا اهتمام أبي فهر بمجال التحقيق التاريخي للأخبار وعدم ثقته في الرواية دون تمحيص لها من كل وجه وظهر توظيفه لمنهج المحدثين في مجال الدراسة الأدبية. أيضا ظهر تطبيق التذوق على شعر المتنبي تطبيقا جيداً، حيث حاول محاولة فريدة في مجال الدراسة الأدبية وهي ترتيب القسم الأول من «ديوان أبي الطيب» ترتيبا تاريخيا بالاعتماد على وجدان الشاعر وحركته الداخلية، وهذا العمل أظهر براعة أبي فهر في مجال التذوق.
ونظرا لأهمية التذوق عند أديبنا حاول البحث أن يتتبع بعض آثار التذوق في كتاباته الأدبية فتعرض لبعض القضايا التي ظهر فيها التذوق في كتاب أباطيل وأسمار، ومن خلال النظر في قضايا هذا الكتاب تتضح لنا أهميته، وأهمية القضايا التي تناولها أبو فهر في فهم نتاجه الأدبي حيث كان أهم ما ظـهر للبحث بالمدارسة أهمية التحقيق التاريخي في المنهج عنده، أيضا قيمة ضبط دلالة الكلمة ومعرفة درجتها من الحقيقة والمجاز وعدم قبول ألفاظ أو مصطلحات دونما تمحيص أو مراجعة وكان أساس أبي فهر النقدي مبنياً على فهمه لعربية النص، ومدى قرب الكلمة أو بعدها عن الحقيقة والمجاز وانطلاقا من هذا الأساس رفض بعض الألفاظ الشائعة في الشعر الحديث مثل الخطيئة، والصلب، والفداء، وغيرها من الألفاظ التي تناولها في هذا الكتاب.
وأخيرا كانت وقفة البحث الطويلة مع منهج أبي فهر في تحقيق التراث، ومن خلال فصل خاص رصد البحث هذا المنهج في كتبه المحققة رصدا تاريخيا ملاحظا تطور المنهج ونموه، وظهر بالمدارسة استكمال أبي فهر لعدة المنهج في التحقيق بل تجاوز ذلك المنهج إلى قضايا تزيد علىه، ومن ثم رصد البحث جزءا من الفصل لمعرفة الروافد الثقافية لهذا المنهج وتوضيح أثر هذه الروافد على منهجه في التحقيق.
واتضح من خلال هذا وذاك أن منهجه يكاد يشكل لنا مدرسة مستقلة في التحقيق يسير على نهجها أفراد قلائل ممن يهتم بالتحقيق. وأخيرا فهذا البحث ما هو إلا مدخل لدراسة نتاج أبي فهر، ولفت نظر الباحثين إلى أهمية هذا النتاج الذي غفل عنه الكثير من الدارسين، وأنه مايزال هناك في نتاجه مجالات كثيرة تحتاج إلى دراسة وإعادة نظر بما يمكن أن يفيد في حقل الدراسة الأدبية.
وفي الرسالة الثانية يقول الأستاذ: عمر حسن القيام: حين صحت عزيمتي على دراسة شخصية شاكر والكشف عن منهجه في القراءة والتفسير والنقد كان الإطار الذي وضعته لذلك هو: «محمود محمد شاكر الناقد» الأمر الذي يقتضي التوقف عند أغلب إنجازاته، في النقد وقراءة التراث ونشره، وصراعه الفكري مع التيارات المعاصرة.
حين توغلت في ارتياد الآفاق المعرفية لشاكر، وحاولت نقدها والإبانة عنها، وجدت نفسي أمام ناقد بعيد الغور، واسع الآفاق، تتسم كتابته بالجدل والاعتراض، والإشارات الكثيرة إلى الظواهر، والدفاع المستبسل عن كيان ثقافي متكامل هو الثقافة العربية الإسلامية، فكان أن عدلت عن الخطة السابقة، وأجمعت أمري على الكشف عن منهج شاكر من خلال موقفه من قضية الشعر الجاهلي بغية توفير أكبر قدر ممكن من التركيز والتحليل في الدراسة، محاولا التيقظ لحق العلم والدرس الأدبي المنصف الذي يحاول أن يقول ما لـ «شاكر» وما عليه.
لقد كانت قضية الشعر الجاهلي إحدى القضايا الكبرى المؤثرة في بنية الثقافة العربية المعاصرة وقد أثارت جدلاً واسعاً بعد طروحات د. طه حسين في كتابه «في الشعر الجاهلي» عام 1926م. وكانت سبباً في وجود غير قليل من الدراسات التي تصدت مباشرة لنقد مظاهر الخلل والزيف في تلك الطروحات. ويبدو أن شاكرا أدرك مبلغ التهافت الذي ركب آراء طه حسين، وأدرك أن وراء الأكمة ما وراءها، فقابل ذلك بالإهمال وربما بالازدراء حين رأى هذا النزق الفكري الذي أطبق على قضية الشعر الجاهلي، وانحرف بها عن كونها قضية أدبية تعالج بالدراسة والتحليل والنقد، لتصبح دلالة على رؤية تزدري إنجازات الأسلاف ولا تصبر على سبر أغوارها، واستخراج ما فيها من ركاز العلم والإبداع.
كان كتاب ابن سلام الجمحي «طبقات فحول الشعراء» التربة التي بذر فيها شاكر البذور الأولى لآرائه المتعلقة بالشعر الجاهلي، ثم اتسع إطار البحث النظري فيما كتبه في «فصل في إعجاز القرآن» الذي قدم به لكتاب «الظاهرة القرآنية» لصديقه مالك بن نبي سنة 1958م، ثم كانت دراسته «نمط صعب ونمط مخيف» سنة 1969م، واحدة من أدق إنجازاته النظرية والتطبيقية حول قضية الشعر الجاهلي، وعليها كان الاعتماد في المقام الأول في هذا البحث، وفي سنة 1975م ألقى شاكر مجموعة من المحاضرات في الشعر الجاهلي وغامر المغامرة الجريئة حين طلب أن يكون أصل الأصول في دراسة الأدب والتاريخ معا هو النظر في كتاب الله تعالى باعتباره حادثة أدبية فريدة في تاريخ البشرية، وتجليا مذهلا للغة بحسب مفهوم الإعجاز. ويهدف هذا البحث إلى دراسة مجمل الموقف النقدي لمحمود محمد شاكر من الشعر الجاهلي، وذلك بفحص أصوله النظرية ودراسة جهوده التطبيقية في هذا المجال، والكشف عن مفهوم المنهج وضوابطه ومحدداته، ومدى سيطرة شاكر على مقولاته النظرية في المعالجة التطبيقية، وذلك ضمن إطار تاريخي يحاول تحليل الظاهرة في سياقها، ويطمح إلى وصف قراءة شاكر ونقدها من خلال علاقاتها مع القراءات الأخرى التي يكاد يجمعها الخروج على الطرائق النقدية الموروثة ولا سيما بعد انعطافها نحو البلاغة وقواعدها.
وكان لقلة الدراسات النقدية حول شاكر أثر حقيقي في مبلغ الصعوبة التي واجهتني في كتابة هذا البحث الذي شرعت فيه مجردا من العون النقدي. وكان لدراسة د. إحسان عباس «القوس العذراء» التي كرم بها أستاذه شاكراً بمناسبة بلوغه السبعين فضل سابغ على هذا البحث، وذلك بما حفلت به من القيم النقدية الرصينة التي ثبتت قلبي ومنحتني قدراً من التوازن تخلصت به من نشوة الإعجاب العاطفي بشاكر، وأعانتني على تنظيم أفكاري حول دقة إنجازات شاكر وكبير محله في العلم، ولقد كانت خسارة البحث كبيرة حين لم أفد إلا في الذماء الأخير مما كتبه العلامة إحسان عباس في سيرته الذاتية «غربة الراعي» حين قال: «لقد تعلمت من محمود، وغرفت من علمه الغزير أضعاف ما قرأته وسمعته قبل لقائه.. وكان لقائي به فاتحة عهد جديد في حياتي العلمية، والميزة الكبرى فيه أنه ذو رأي عميق واطلاع واسع، وليس هنالك من هو أقدر منه على فضح التفسيرات التي تزيف التاريخ والحقائق.. وكان محمود ولا يزال يعتمد فهم الأسباب ويحسن ربط النتائج بها على نحو دقيق متفرد لم أجده عند غيره».
أما ما كتبه د. زكي نجيب محمود في مقالته «القوس العذراء» فهو تبجيل خالص يخلو من روح النقد، وأجود منه ما كتبه د. محمد مصطفى هدَّارة، في «القوس العذراء: رؤية في الإبداع الفني»، وأما دراسة د. عبد العزيز الدسوقي «المتنبي بين محمود شاكر وطه حسين» فهي دراسة مضطربة ابتدأها الدسوقي مسبحا بحمد شاكر وختمها بما لفت إليه نظر القراء الذين لحظ أحدهم أن الدراسة لا تجري على سنن النقد وضوابطه، ولم أطلع إلا في مرحلة متأخرة جداً على دراسة الأستاذ محمود الرضواني: «أبو فهر محمود محمد شاكر بين الدرس الأدبي والتحقيق».
وقفت في الفصل الأول عند المعالم الأساسية التي أسهمت في تشكيل شخصية شاكر وموقفه النقدي، مع محاولة تتبع لأهم إنجازاته العلمية، وقد ظهر استبداد الثقافة العربية الإسلامية بالتكوين الثقافي لشاكر، ورغبته عن غيرها من الثقافات في بناء رؤيته النقدية وأداتها، على الرغم من اطلاعه على الثقافة الغربية إحدى أعظم الثقافات إنجازا في الفكر الحديث.
وظهر أيضا ضخامة الجهد الذي بذله شاكر في سبيل ردم الهوة بين الأجيال المتأخرة واللحظات الزاهرة في الثقافة العربية بما تجلى في إنجازاته العلمية من روح إبداعية في جميع الميادين التي تحرك فيها: من نشر للآثار العلمية النفيسة وقراءتها قراءة دقيقة، إلى قراءة نقدية بارعة لبعض ظواهر هذه الثقافة كما في كتابه «المتنبي»، إلى إبداع فريد ينير طريق التعامل مع التراث كالذي رأيناه في «القوس العذراء» وأهم من هذا كله تلك العزة الأدبية التي تجلت في شخصية هذا الناقد وهو يقف شامخا مجلجلا في وجه هجوم كاسح على الثقافة العربية الإسلامية. وناقشت في الفصل الثاني الأصول النظرية للمنهج عند شاكر، وأن مفهومه للثقافة وانبثاقها عن أصل أخلاقي هو الدين أو ما في معناه هو أدق ضابط لمفهوم المنهج عنده. وأن التجديد لا يكون صحيحا ذا معنى إلا إذا كان تجديدا ناميا من داخل الثقافة متحاورا مع روحها.
وظهر واضحا الأثر العميق الذي أفاده شاكر من كتاب الله تعالى، ومن الجهود العلمية الدقيقة لعلماء الرواية «المحدثين»، وأن «فقه اللغة» هو المدخل الأساسي لمفهوم المنهج عند شاكر، والذي ينقسم إلى شطرين: شطر في معالجة المادة، وشطر في معالجة التطبيق. وأن الأول منهما يقتضي جمع المادة من مظانها على وجه الاستيعاب المتيسر، ثم تصنيف هذا المجموع، ثم تمحيص مفرداته تمحيصا دقيقا بتحليل أجزائها بدقة وحذق حتى يتيسر للدارس أن يميز بين صحيحها وزائفها، وأن الآخر منهما يقتضي ترتيب المادة مع التيقظ لوضع كل حقيقة من الحقائق في موضعها الذي هو حق موضعها، ثم بينت معالجة شاكر لقضية رواية الشعر الجاهلي من خلال هذا المنظور، وصحة انتساب الأثر الأدبي إلى صاحبه. أما الفصل الثالث، دراسة النص، فقد بينت فيه نقطة الانطلاق الأولى في مواجهة النص الشعري الجاهلي وهي العلاقة بين إعجاز القرآن والشعر الجاهلي، وأن القرآن الكريم حادثة أدبية فريدة ينبغي اتخاذها أصلا للدراسة الأدبية، يقتضي استيعابا لمفهوم «البيان»، وأن مدخل شاكر لتفسير العلاقة بين الشعر الجاهلي وإعجاز القرآن مدخل صحيح يتجاوز الخطأ الذي وقع فيه القاضي الباقلاني في «إعجاز القرآن» حين جعل انتقاص الشعر الجاهلي والطعن في جودته الفنية مدخله الأساسي لبحث طبيعة هذه العلاقة، فتجاوز شاكر ذلك وأجاد في صياغة علاقة قائمة على أساس السمو الأدبي في كلا النموذجين، وأن ذلك يعني بالضرورة ضخامة التجربة الشعرية الجاهلية وطول عمرها حتى تصل إلى هذه المرتبة في الإبداع الفني.
وكشف هذا الفصل عن وعي شاكر بإمكانات النقد العربي القديم في دراسة النص، وأن هذا النقد لم يواصل طريقه في دراسة الشعر ونقده، بل انعطف إلى صياغة مفاهيم البلاغة، وأن شاكرا كان يعلم أن هذه المفاهيم لم تكن قادرة على الدخول في قلب التجربة الفنية والكشف عن أسرارها.
وفي الفصل الرابع أمكن التمييز بين مدخلين أساسيين في ممارسة شاكر النقدية هما: المدخل الشكلي الجمالي، والمدخل الأخلاقي، وأن الأول منهما هو تلخيص لكيفية تشكيل المعنى، وأن الآخر هو تركيز على ماهية المعنى. وقد وقفت عند ثلاثة تجليات أساسية في المدخل الشكلي هي: لغة النص، وموسيقى النص، والصورة الشعرية، فوضحت أن شاكرا قد فرق بين اللغة الأدبية واللغة العادية بما عمد إليه الفنان في الأولى من تحريف مقصود في اللغة هو ما سماه شاكر بالإسباغ والتعرية، وأن الشاعر الجاهلي، ابن أخت تأبط شرا موضوع هذه الدراسة قد بنى قصيده على الإيجاز المبدع في اللغة، وأن شاكرا قد استدرك على الشراح القدماء غير قليل من فهومهم للغة الشعر، ثم جعل يزيد على نص اللغة حين وجد اللغة لا تفي بالمعنى الشعري. أما موسيقى النص، فهي إحدى تجليات وحدة القصيدة، وفيها كشف شاكر عن العلاقة المُسْتَسِرَّة بين اللغة والموسيقى والمعنى، وأماط اللثام عن طبيعة «بحر المديد» الذي بنيت علىه قصيدة «إن بالشعب الذي دون سلع» وما تقتضيه من لغة موجزة خاطفة الدلالة مدافعاً في خلال ذلك عن عظمة الإنجاز الموسيقي الذي تم على يد الخليل بن أحمد الفراهيدي. أما الصورة الشعرية، فقد أوضح شاكر أن الطبيعة الموسيقية للنص قد فرضت على الشاعر أن يطرح التشبيه المسترسل، وأن يعمد إلى الصورة الدقيقة المحددة، وأن الصورة هنا هي تعبير عن انفعال عميق تجاه الأشياء، وأنها دالة على روح المبدع وطبيعة إحساسه الغزير بالأشياء. وفي إطار المدخل الأخلاقي بما هو تركيز على ما هية المعنى، بينت أن شاكرا لم يتجاوز حدود مغزى هذه التجربة الفردية، تجربة الشاعر في هذه القصيدة «إن بالشعب» وأن دراسته لم تتصل أسبابها بأسباب الموقف الوجودي للإنسان الجاهلي وتوقه الروحي العنيف للخلود وتأكيد الذات.
لقد ثار شاكر على التهمة المندلقة على الشعر الجاهلي، وأنه شعر مضطرب مفكك الأجزاء مفتقر إلى الوحدة، فكانت دراسته رداً علميا متينا على هذه القالة، وأثبت أن هذه القصيدة بناء فني متكامل، آخذ بحظ وافر من مقومات الفن الأصيل، وكان مدخله الرائع «أزمنة النص» من أنبل الوسائل التي يسلكها الناقد للكشف عن تكامل النص ووحدته، واستغل شاكر الطبيعة الموسيقية للنص للدلالة على هذه الوحدة، واستطاع أن يجلو هذه القصيدة في أبهة التكامل والانسجام.
لقد تنبه شاكر إلى سر قضية الشعر الجاهلي، وأدرك أنها «لم تكن قضية أدبية خالصة، لأن القضية الأدبية لا تقوم على ألفاظ من الهجاء، بل تقوم على دراسة مؤيدة بالبرهان والشواهد، وبالنفاذ إلى أعماق البيان الإنساني في عصوره المختلفة، أي بالنقد الذي يكشف أسرار الجمال، كما يكشف بعض ما أحاط به من العيوب، أما أن تفضي «قضية ما» إلى احتقار شامل وازدراء واستهانة واستخفاف، ثم إلى إعراض ناشئة الأجيال، لا عن الشعر الجاهلي وحده، بل عن الشعر العربي كله، بل عن اللغة نفسها، إعراضا لا مثيل له في تاريخ الأمم، فهذا شيء لا تنتجه قضية أدبية وأيضا، أدرك شاكر خطورة «المحنة» التي ابتلي بها الشعر الجاهلي، فكتب هذه الدراسة «إكراما لناشئة الشعراء المحدثين والنقاد، فإن مآل هذا الأمر كله إليهم، فهم ورثة هذه اللغة بمجدها، وشرفها، وجمالها وفنها، لا ينبغي أن يضللهم عنها، أو يبعثر خطاهم إليها، من عمد إلى إرث آبائهم من لدن إبراهيم وإسماعيل علىهما السلام إلى يوم الناس هذا، فسماه لهم «تراثا قديما»، ليجعله عندهم أثرا من الآثار البالية، محفوظا في متاحف القرون البائدة، ينظر إليه أحدهم نظرة من وراء زجاج ثم ينصرف، فإذا أتاح الله لهم، أو لبعضهم، أن يطأ هذا الضلال بكبرياء الفن وعظمته وصراحته وحريته، فقد ذلل لمن بعده وعورة الطريق إلى الذرى الشامخة، وأزاح من مجرى النهر المتدفق من منابعه الخالدة كل ما يعترضه من صعاب، أشدها وأعتاها: التوهم والخوف، واستطالة الطريق، والعجلة إلى شيء إن صبر على امتناعه اليوم، فهو بالغه غدا وحائزه. لقد كانت مهمة شاكر هي استنقاذ القديم: شعرا ونقدا وما من شك في جلالة التجربة التي حمل أعباءها، ولكن الحاجة ستبقى ماسة إلى من يستأنف هذه التجربة ويفيد من إبداعاتها، ويدفع قراءة النص القديم إلى آفاق جديدة تكشف عن بهجته الفنية ومعاناة المبدع الروحية. وبحق، كانت قراءة شاكر للشعر الجاهلي قراءة اجتهادية باذخة أعادت لهذا الشعر عظمته، وجعلتنا نشعر بقيمة الشعر الجاهلي وروعته، وبقدر ما أهين الشعر الجاهلي على يد بعضهم بقدر ما أعيد له الاعتبار على يد شاكر. إنها «قراءة أذكى امرئ في جيله».
"محمود محمد شاكر.. قصة قلم"
بالإضافة إلى الكتابين الماضيين [اللذين هما في الأصل رسالتا ماجستير] صدر في سلسلة كتاب الهلال بمصر [نوفمبر 1997] كتاب بعنوان «محمود محمد شاكر.. قصة قلم» للأديبة عايدة الشريف التي أنجزت هذا الكتاب قبل وفاتها بقليل ولم يقدر لها أن تراه مطبوعا، فقد لقيت ربها قبل وفاة الشيخ محمود شاكر بأربعة أشهر، رحمهما الله رحمة واسعة.
وقد جاء الكتاب في نحو «347» صفحة من القطع الصغير وقدم له العلامة المحقق الدكتور محمود الطناحي بمقدمة ضافية، تحدث فيها عن المؤلفة وعن صلتها بالأستاذ محمود محمد شاكر وبأسرته حتى إنها رافقتهم في أداء فريضة الحج عام 1972م. وقد جاء الكتاب في بابين أولهما بعنوان: قبل التعارف: محمود شاكر كما قرأته، وهو يتضمن أربعة فصول تتوالى كما يلي: 1 ـ شخصية متفردة فذة 2 ـ حجر الزاوية في شخصية شاكر 3 ـ أسلوب شاكر ومعاركه 4 ـ تفنيد شاكر للدعوة إلى العامية وأما الباب الثاني فقد جاء أيضا في أربعة فصول كما يلي: 1 ـ بداية اللقاء 2 ـ معركة مع البحر المتلاطم 3 ـ سرد تاريخي 4 ـ التذوق منهج محمود شاكر وقد جاء الكتاب حافلا بالحديث عن حياة الأستاذ محمود محمد شاكر وعلمه، ومتضمنا كثيرا من الذكريات والخواطر التي تعطي صورة عن ذلك الرجل العظيم، وكل ذلك في أسلوب عفوي قريب إلى الذهن والقلب. نشر في مجلة (الأدب الإسلامي)عدد(16)بتاريخ (1418هـ).
المصدر
http://img267.imageshack.us/img267/8083/mod4uf8fb5.gif
http://www.emanway.com/multimedia/si...1154150910.gif
حياكم الله
http://www.w6w.net/album/35/w6w20050...21b61726a0.gif
د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
aghanime@hotmail.com
رد: أطاريح ورسائــــــل جامعيــــــة ...
http://img141.imageshack.us/img141/8740/15lv.gif
http://img176.imageshack.us/img176/4...noos9ktsx4.gif
http://www.uaelove.net/romantic/images/backbghearts.gif
رسائل جامعية مسجلة عن العقيدة النصرانية
في جامعة الإمام بن سعود الإسلامية
*
1-التوحيد في النصرانية وما أصابه من تحريف.
محمد الشيخ أحمد الحاج (ماجستير)
2-كتاب الانتصارات الإسلامية في كشف شبه النصرانية لسليمان بن عبد القوي الطوفي.
سالم بن محمد القرني (دكتوراه)
3-المجامع النصرانية وأثرها على اعتقاد النصارى.
الجيلي الكباشي (ماجستير)
4-الآثار الواردة عن السلف في النصارى في تفسير الطبري -جمعا وترتيبا ودراسة.
عقل بن عبد الكريم العقل (دكتوراه)
5-الاختلافات العقدية عند النصارى .. عرض و نقد في ضوء العقيدة الإسلامية.
حسن بن محمد البارقي (دكتوراه)
6-جهود علماء السلف في الرد على النصارى من الفتح الإسلامي سنة 92هـ حتى سقوط غرناطة سنة 892هـ.
خالد بن ناصر الغامدي (دكتوراه)
7-القرافي ومنهجه في الرد على اليهود والنصارى.
محمد بن عبد الله السحيمي (ماجستير)
8-كتاب هداية الحيارى في أجوبة اليهود والنصارى لابن القيم. محمد الشيخ أحمد محمود الحاج (دكتوراه)
9-ميلاد عيسى عليه السلام عند اليهود والنصارى والمسلمين. مسعود بن سعد الغامدي (ماجستير)
10-كتاب الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح لابن تيمية. حمدان بن محمد الحمدان (دكتوراه)
كتاب الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح لابن تيمية.
عبد العزيز بن إبراهيم العسكر (دكتوراه)
كتاب الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح لابن تيمية علي بن حسن ناصر (دكتوراه)
*
رسائل جامعية مسجلة عن العقيدة النصرانية في جامعة الملك سعود
1-أدلة الوحدانية في الرد على النصرانية، للقرافي (626ـ684).. دراسة وتحقيق.
فاطمة بنت حيدر آل معافا
2-عقيدة التثليث النصرانية وموقف الإسلام منها.
عباس صالح كانه -أحمد محمد جلي
3- موسى عليه السلام في التوراة ـ دراسة عقدية في ضوء القرآن الكريم.
صلاح بن محمد السميح
1426
4- إنجيل متى ـ دراسة السند والمتن.
عبد الله محمد المطرود
1415
5- أبرز المواقع التنصيرية عبر شبكة المعلومات العالمية (الأنترنت)– دراسة تحليلية.
أنعام بنت محمد محسن عقيل
6- القنوات الفضائية العربية التنصيرية: دراسة في ضوء العقيدة الإسلامية.
تركي بن خالد الظفيري
7- الإعلام التنصيري الموجه للطفل من خلال قناة (سات 7) الفضائية ـ دراسة تحليلية.
فضة بنت سالم العنزي
*
رسائل جامعية مسجلة عن العقيدة النصرانية في الجامعة الإسلامية
1-أهم عوامل انحراف النصرانية.
إبراهيم بن خلف بن يعقوب التركي
2-المسيح - عليه الصلاة والسلام- والنصرانية في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة.
إسماعيل بن عبد العزيز العبد اللطيف
3-النصيحة الإيمانية في فضيحة الملة النصرانية، للشيخ نصر بن يحيى بن عيسى المطبب المهتدي .. دراسة وتحقيق.
محمود بن عبد الرحمن بن محمد زين قدح
4-جهود من أسلم من النصارى في كشف فضائح الديانة النصرانية.
مامادوكارامبيري بوركينابي
5-مصادر النصرانية - دراسة ونقداً
عبد الرزاق بن عبدالمجيد ألارو
6-قواعد في الرد على النصارى - جمعا ودراسة.
محمد نور عبد الله
*
ابن حزم والجدل الإسلامي المسيحي في تاريخ الإسلام(رسالة دكتوراه بالفرنسية، وطبعتها دار بريل في هولندا سنة 2001-2002).
عبد الإله الجامعي
*
أطروحتان نوقشتا في جامعة محمد الخامس بالمملكة المغربية في الرباط وهما:
أولاً: "منهج القرآن في الرد على المخالفين من اليهود والنصارى".
نادية الشرقاوي
بتاريخ: 11-07-2006
ثانياً: "تاريخ وعقائد الكتاب المقدس بين إشكالية التقنين والتقديس: دراسة في التاريخ النقدي للكتاب المقدس في الغرب المسيحي".
يوسف الكلام
بتاريخ: 05-07-2006
http://img267.imageshack.us/img267/8083/mod4uf8fb5.gif
http://www.emanway.com/multimedia/si...1154150910.gif
حياكم الله
http://www.w6w.net/album/35/w6w20050...21b61726a0.gif
د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
aghanime@hotmail.com
رد: أطاريح ورسائــــــل جامعيــــــة ...