رد : أدب الرحـــــــلة ...
الناشر: المكتبة العصرية للطباعة والنشر
تاريخ النشر: 01/09/2003
686 صفحة الطبعة: 1 مجلدات: 1
ابن بطوطة: هو محمد بن عبد الله بن إبراهيم اللواتي الطنجي، أبو عبد الله، رحالة مؤرخ. ولد في طنجة سنة 703هـ 1304م بالمغرب الأقصى، وخرج منها سنة 725هـ، فطاف بلاد المغرب ومصر والشام والحجاز والعراق وفارس واليمن والبحرين وتركستان وما وراء النهر وبعض الهند والصين والجاوة وبلاد التتر وأواسط إفريقية واتصل بكثير من الملوك والمراء، فمدحهم- وكان ينظم الشعر - واستهام بهباتهم على أسفاره.
وعاد إلى المغرب الأقصى فانقطع إلى السلطان أبي يعنان (من ملوك بني مرين) فأقام في بلاده، وأملى أخبار رحلته على "محمد بن جزي" الكلبي بمدينة فاس سنة 756هـ وسمّاها "تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار"ويمكن اعتبار رحلة ابن بطوطة هذه سجلاً حافلاً غنياً لرحلاته ومغامراته العجيبة التي شملت العالم القديم، أو ما يسمى بعالم العصور الوسطى. ويمكن اعتبار ابن بطوطة نفسه راوٍ من الدرجة الأولى، وذلك يظهر من خلال وصفه الدقيق لأحداث رحلته وللأماكن التي زارها، ولعادات أهل البلاد ولتقليدهم ودياناتهم.
كما ويتجلى أسلوبه الطريف والممهر بالقصص المسلية في وصفه للألبسة وألوانها وأشكالها وحيويتها ودلالتها، وهو لم ينس الأطعمة وأنواعها وطريقة مناعتها، وهذا ما يثير لعاب القراء لتذوق تلك المأكولات.
وهو يصف المدن في أواخر القرون الوسطى بعين مصور بارع صادق الريشة والكلمة، أينما يتوجه وحيثما حلّ بأسلوب سلس وافق بالألوان والأشكال والزخارف.
ولا ينس أن يرفدنا بمعلومات قيمة عن الديانات وأماكن العبادة فيها، ويبدو لنا اهتمامه الشديد بالتصوف والمتصوفة، فتلك الظاهرة كانت تعيش عصرها الذهبي في القرن الثامن الهجري من النامية العملية، ولا ريب أن ذلك كان يتوافق مع طبيعته الإيمانية وأخيراً فتحفة النظار في غرائب الأمصار وكبائر الأسفار سفر قيم لا يستغني عنه أديب أو عالم في مجال اختصاصه في مكتبة لأهمية العلمية والتاريخية والجغرافية والانتروبولوجية.
يضم هذا الكتاب أخبار رحلات ابن بطوطة المسمّاة "تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار"، وهذه الرحلات التي تبين أن ابن بطوطة برحلاته هذه إنما يمثل المواطن الإسلامي الذي طاف أرجاء العالم الإسلامي في القرن الثامن الهجري بدافع المغامرة والتجارة أو حب الرحلة المجرد، سيبقى دليلاً على وحدة الشعر الإسلامي أيامها في أمصار الإسلام المتعددة، حيث قدم من خلال رحلته هذه كثيراً من المعلومات التاريخية عن مناطق معروفة، ومناطق أخرى في الشرق الأقصى وفي بعض مجاهل أفريقيا، لم تكن معرفتها واسعة الانتشار إن لم تكن معدومة أحياناً.
قصة الكتاب
أشهر كتب الرحلات على الإطلاق، وبسبب شهرتها العالية في أوروبا أطلقت عليه جمعية كبمردج لقب أمير الرحالة المسلمين. طبعت كاملة لأول مرة في باريس1853م في أربعة مجلدات مع ترجمة فرنسية بعناية ديفر يمري وسانجنتي.
بدأ ابن بطوطة رحلته من طنجة، فخرج منها سنة 725هـ فطاف بلاد المغرب ومصر والشام والحجاز والعراق وفارس واليمن والبحرين وعاد لأداء الحج مرة ثانية أثناء حج الناصر ابن قلاوون، وعاد إلى مصر، ومنها إلى الشام، فبلاد الأناضول وتركستان وما وراء النهر وبعض الهند والصين والجاوة وبلاد التتر وأواسط أفريقة.
واستغرقت رحلته 27 سنة، ألقى عصا التسيار منها في مدينة فاس، عند صاحبها أبي عنان المريني، الذي أعجب بما كان ابن بطوطة يقصه عليه من أخبار رحلته، فأمر كاتبه محمد بن جزي الكلبي أن يدون ما يمليه عليه ابن بطوطة، فتولى ابن جزي ترتيبها وتهذيبها، وإضافة ما يناسب أبوابها من الأخبار والأشعار، معولاً في كثير من تحقيقاته على رحلة ابن جبير، وبعدما فرغ ابن جزي من عمله في الرحلة سماها: (تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار) وقال في خاتمتها: (انتهى ما لخصته من تقييد الشيخ أبي عبد الله محمد ابن بطوطة، أكرمه الله، ولا يخفى أن هذا الشيخ هو رحال العصر، ومن قال: رحال هذه الملة لم يبعد). ومن نوادره فيها ما حكاه عن جوازات السفر في دمياط وقطيا، ووصية برهان الدين ابن الأعرج: الذي أوصاه بزيارة أصحابه في الصين، ووصفه مواكب الناصر ابن قلاوون في مصر، ومواكب السلطان أبي سعيد ببغداد، وجامع دمشق وأوقافها، وما استوقفه في مكة من عناية نسائها بالطيب، وجمال نساء زبيد في اليمن، وبلاط صاحب صنعاء، ودار الطلبة في مقديشو، ومرابطي منبسى، وصيد اللؤلؤ في البحرين، والعملة الورقية في الصين وصناعة التصوير فيها، ونظام الفتوة في الأناضول. وأسواق الرقيق في ثغر (كافا)، وتراجم العلماء على قبورهم في بخارى، والعربات التي تجرها الكلاب على الجليد في البلغار، ولقاؤه بيهودي أندلسي في مدينة الماجر بالقوقاز، ويهودي شامي كان ترجمان قيصر القسطنطينية، وكانت بنت القيصر زوجة السلطان محمد أوزبك خان ملك الترك.
وقد صحبها ابن بطوطة لزيارة أبيها. ولا تتسع هذه الصفحة لذكر تفاصيل رحلته، ووصف جهود الباحثين في خدمتها، وتأتي في مقدمتها نشرة عبد الهادي التازي، الرباط 1997م في خمسة مجلدات، قدم لها ب(146) صفحة.
لمعرفة المزيد من كتب أدب الرحلة على الرابط التالي:
د. أبو شامة المغربي