رد: أطروحــــات ورسائــــــل جامعيــــــة
رد: أطروحــــات ورسائــــــل جامعيــــــة
رد: أطروحــــات ورسائــــــل جامعيــــــة
رد: أطروحــــات ورسائــــــل جامعيــــــة
رد: أطروحــــات ورسائــــــل جامعيــــــة
تكونت لجنة المناقشة من عضوية الدكاترة يونس لوليدي رئيسا، وعبد الإله قيدي عضوا، والدكتور عبد الرحمن طنكول مشرفا ومقررا، وبعد مناقشة دامت زهاء أربع ساعات حصلت الطالبة الباحثة على شهادة الدكتوراه بميزة مشرف جدا، وفيما يلي نص التقرير الذي تقدمت به أمام اللجنة العلمية.
إذا كانت حركة النقد تمثل العبور نحو النص الموازي، فإن القراءة تطرح مشكلة التأويل وتجربة الذات، لأن ما يحددها هي قدرتها على زلزلة المكونات الأثرية، وعدم الانصياع للذوق السائد، والثورة على الأنماط الإجناسية، لأن النقد كتابة جديدة مضاعفة، تضع نفسها وراء المألوف، تصبح انزياحا عن العادي، وخلخلة للذات، وتسرب داخل المحتمل قصد تجسيد داله، وانبثاق يتجسد من خلال المخالفة ومن الصراع، حيث يمنح للنصوص تفسيرات جديدة وتقاطعات تؤسس نقدا حواريا بمفهوم "تزفيتان تودوروف"، يتوالد باستمرار فلا يتوقف بموت كاتبه أو ناقده كما يرى "جاك دريدا". فالنقد إذن لا ينتهي بنقده ولا بتأويله، يتداخل مع الأجناس المعرفية لتمتد داخل العالم بأسره، لهذا فهو يهدف إلى تحطيم المركز والمضمون والوحدة الموضوعية لبناء رؤى متعددة ولا نهائية، هذه المواصفات المعروفة تفقد درجة تناغمها وتآلفها أمام التحولات المتواصلة، فأعطى لهذا النقد متغيرا متعددا لتقديم التفسيرات المطلوبة والمتداخلة في علاقات متشابكة من المحاورة والتعارض والتنافس.
فالنقد إذن، مفهوم مفتوح على كل المحتملات سواء برؤيته، أو بالتداخل والتفاعل مع المقروء، حيث يطرح تساؤلات بلا بداية ولا نهاية، يحاول أن يقدم المنجب كمفهوم جديد يتصف بصفات غير محددة، قد يكون أثرا يستحق التحديد والتسمية.
وإذا كان السؤال النقدي انقبابا، فالمقاربة النقدية تسعى إلى جعل متون الناقد "عبد الرحمن بن زيدان" عبارة عن غواية متجددة، تقود الدكتور "بن زيدان" نحو التعدد الدلالي والتركيبي والتمسرحي، حيث يعجز الخطاب الكلاسيكي على تأسيس رؤية جديدة داخل الشكل الجديد، متماهيا مع صورته المثالية، مُلغيا كينونة الاختلاف والتأويل، الأمر الذي يجعل هذه الأطروحة تحاور المناهج والتيارات الفكرية، كما لو كانت تؤرخ للعصور وللحقول المعرفية، لأن قراءة النقد المسرحي المغربي ليس رد فعل ارتكاسي، وليس قراءة متناهية، لكنها التعبير الفعال عن نمط وجود فعل المغايرة والمساءلة كما يقول "جيل دولوز". هذه المقاربة ليست بسيطة ولا برانية، بل ترتبط بالوعي في الزمكان، وتنخرط في التاريخ المسرحي العربي، لتعرف المرجعيات المهيمنة في هذا الوعي الكلياني بمفهوم "هيجل"، وعي يكون ذاتا ضدية ؛ أي أنه يتخذ صيغة تفكيكية، رافضا كل ما هو آن، وكل ما هو متصالح مع الواقع العربي. رفض يلتحم مع المضمر والمختفي والمغاير، ليتعلق بسقف عقلاني وليحيل على ما أسماه "تزفيتان تودوروف" بالعقلانية النصية.
من هذا الطرح تنطلق الأطروحة من التساؤل المعرفي، وهو ما يجعل الواقع الفني والدرامي ينتج ما يسميه "غاستون باشلار" بالغزو كفعل أولي، وما يستتبع خطوة مماثلة هو أن يظهر التساؤل بتعدده المنهجي والرؤيوي والحدسي المفاجئ الغير المُشكَّل لعائلة متجانسة وموحدة، لكن الأسئلة تنقسم على ذاتها وتتقاطع، فيجد الباحث نفسه أمام أسئلة يمكن الوصول إلى أجوبتها الحالية والمستعصية والممكنة.
ومن بين هذه الأسئلة: ما هي المرجعية؟ كيف تبلورت في الحقول المعرفية والأدبية؟ وكيف اتخذت صفة الذاكرة الدرامية؟ وكيف تقوم بإنتاج دلالتها؟ وما هي الوصفة الإبستيمولوجية لها؟ ما علاقة الناقد "عبد الرحمن بن زيدان" بالمرجعية ؟ كيف يفكر؟ ما هي شروط المعرفة الموضوعية؟ وهل هناك نقد مسرحي عربي ومغربي؟ كيف يكون النقد ضد نفسه؟ كيف حضرت المرجعيات في كتاباته ؛ وكيف وظفها؟ ما هي الوظيفة المهيمنة في كتاباته؟
من هذه الأسئلة تتخذ المرجعية ـ في النقد المسرحي العربي ـ سلطة أكثر تأكيدا، حيث يطرح الدكتور عبد الرحمن بن زيدان مكونه الثقافي والنقدي في شكل أسئلة استعارية ورمزية تسعى إلى توفير البنيات التركيبية والدلالة النصية والفرجوية القابلة للمساءلة، ذلك أنه لا يترجم الحقيقة الواقعية كحقيقة مطلقة وجاهزة، مادامت كيمياء الكتابة النقدية والموضوعاتية تعيد بناء الواقع وفق تصور غير مؤدلج، بل يخضع الفعل الدرامي للتأويل وللنقد ليؤسس حضور الفعل المرجعي في مقابل غياب قراءات نقدية كوجود مرهل، في حين يتحدد هذا الحضور كوجود محتمل هو هذا الإنسان العربي المتخن بالمأساة، ويتحدد أيضا كعلاقة في فعل الغياب، وينكتب كآخر تُحدِّد له الثقافة الهامشية أدوارا ودلالات، لأنه لا يملك الظل بالمقارنة بالغرب الذي يملك ظله.
وعبر فعل الغياب لهذا الأصل تترهن قيمة الذات المبدعة ـ عند الناقد "عبد الرحمن بن زيدان" ـ لتخترق يقين السائد من أجل الإطاحة بالمنظور الإبستيمي التقليدي لتأسيس قراءة حوارية. حيث يراهن "د. عبد الرحمن بن زيدان" على إعادة الاعتبار للحوار النقدي وللقراءة الموضوعية، وذلك من خلال فهم خصوصيات النص المحاور والذات المحاورَة.
واستبيان مقوماته على ضوء استحضار وجود الاختلاف والإقناع، لأن إظهار المعايير النقدية الموظفة في بعض الكتابات المغربية التي من خلالها تحاكم التراكمات المعرفية التي ترتكز على المرجعية المهيمنة، والتي ينبغي أن نعترف لها بجرأتها في اقتحام العديد من المجالات الفكرية والدرامية لم تكن مألوفة لدى الناقد المسرحي العربي.
إن استحضار الآلي لمعادلة الأنا/الآخر ـ في كتابات هذا الناقد ـ ستسهم في تحقيق الكشف المروي، وكذا يقينيات المجتمع الدرامي. مما يتطلب الانفلات من المركز لتتحول إلى هذا الأصل المفقود حسب تعبير "نيتشه"، والذي يُعْرَف بذاته عبر القول الدرامي، ليبني إشكاليته الوجودية في العبارة المسرحية، لأن هذه المقاربة تبحث دوما عن محطات موسومة بالقلق المعرفي في كل الترسبات الماضية من أجل معرفة من يتحدث؟ ولمن يتحدث؟ وما هدف هذا الحديث؟ وهل هو قادر على صنع قارته المعرفية في غياب الآخر؟
ضمن هذه الإشكاليات انخرط الناقد "عبد الرحمن بن زيدان" في أسئلة المجتمع العربي وفي تناقضاته، بواسطة فكر فلسفي ومعرفي، وبمنهج مفتوح على المحتمل ومتعدد بتعدد مرجعياته يرسو على هامش الواقع بلغة متعددة تحفر في طبقاته المرتبطة بالقانون النقدي والرغبة في القراءة، لتسكن هذه الكتابة الممكنة أمكنة تتيح لنا إمكانية القبول والرفض، وتكسير اليقين المطلق الدرامي فوق الركح. إن البحث عن قراءة واعية، جعلتنا ندرك أن هذه الأطروحة قد رسمت في تحولاتها وفي فصولها وأبوابها تساؤلات معرفية وفكرية ودرامية، هندست القضايا، وشكلت أنساقا متعددة ومتنوعة. حيث عبر هذه الأنساق تولدت الحركة النقدية، وتآلفت فيها النظرية والمعرفة والفكر والتاريخ والسياسة والدين، وتفاعلت عبرها الأسئلة لتأخذ هويتها في شكل تأريخ نقدي عند "عبد الرحمن بن زيدان" الذي جرب بهذه الأسئلة توظيف مرجعياته في قراءة المسرح العربي، ورام هذا التاريخ المحكي لتحقيق التطابق الوجودي المنشود بين مستوى القراءة العاشقة وموضوع القراءة.
إن الأطروحة مشروع قراءة لخصوصية النقد المسرحي ـ العربي بعامة والمغربي بخاصة ـ ليستردف أسُسها من مجموع الأنساق الفلسفية والأدبية، حديثة أو معاصرة سعيا إلى ربطها بمفاهيم أدبية وفنية ونظريات درامية ومسرحية تعمل على بناء الإنجاز والتأسيس في الخطاب النقدي عند "بن زيدان"، وكما يبدو من خلال هذا العنوان المركزي للأطروحة (المرجعيات الغربية في النقد المسرحي المغربي الدكتور عبد الرحمن بن زيدان نموذجا)، فإن مدار المساءلة ينحصر في تمظهرات العمل المسرحي وعلاقته بالنقد، وهو عنوان عام أردنا منه أن يلائم مختلف القضايا المطروحة للتحليل والنقد، على أساس أن هذه الأطروحة تنطلق من المنظومة المرجعية لمفهوم المسرح كمكون معرفي وثقافي، لترصد تبعات هذه المفاهيم في العملية النقدية، وخصوصا الكتابة المسرحية كفعل أول للإبداع المسرحي، ثم القراءة كفعل مواكب لهذا الفعل. فكان من اللازم، شأن كل دراسة أكاديمية، أن تكشف عن جهازها المعرفي والمفاهيمي في تنازل المواضيع المختارة، ولعل موضوع الأطروحة أتى ليطرح عدة قضايا تهم الوعي الفكري العربي والإنساني، ولتعرف خصوصيته ضمن الخصوصيات العامة. وعليه فإن هذا الإجراء النقدي يسعى إلى إبراز القوانين الناظمة والمؤطرة لهذه العملية النقدية والقرائية التي أوجدت مشروعية الحديث عن هذا الوجود النقدي.
من ثم كان اهتمامنا منصبا على أطراف هذه العلاقة الفكرية مسرحية كانت أو نقدية، وبمساءلة مسلكيات الحكي التراثي في تفاعلها الخفي بالمحكيات المعاصرة، وكذا تتبع ظلال هذا التقاطع بين الأبعاد المرجعية والنقدية والدرامية.
ولقد قادنا هذا التأمل إلى جملة من المصادر التي اعتمدنا عليها كدعامة أساسية للأطروحة من أجل الوصـول إلى وجود نسقين:
1- نسق عربـي تراثي.
2- ونسق غربي حداثي.
فالنسق العربي يتمثل في اختيار النصوص المدروسة من طرف الناقد "عبد الرحمن بن زيدان"، أما النسق الثاني، فيتمثل في المنهج المتبع وكذا بعض أدواته الإجرائية الموظفة.
- هنا نتساءل ما منهج الأطروحة؟
عند الناقد "عبد الرحمن بن زيدان" يصير مشروع قراءة المتون الإبداعية المسرحية، في علاقتها بالنقد، بكل ما يحتويه من محكيات وسرديات يتولد داخل منطق التوالد النصي، وداخل الترسبات الدلالية والتركيبية، مما يطرح مشكلة المنهج على أساس أن موضوع الدراسة حوى مباحث عدة، أهمها: المرجعية الغربية النقدية بين التأسيس والإنجاز ـ علاقة النقد المسرحي العربي والمغربي بالمرجعيات الثقافية الغربية، ثم كيفية حضور النقد المسرحي الغربي في المسرح المغربي ـ وما يبلوره من مستويات تقدم صورتها أهم المفاهيم المهيمنة في النصوص النقدية المغربية ـ إشكالية النقد عند "عبد الرحمن بن زيدان" ـ النقد الزيداني بين الإبداع والاتباع.
والملاحظ أن مجال هذه الأطروحة موزع على المباحث الأساسية، حيث انطلق مشروع هذه القراءة النقدية من قناعات أساسية، وهي أن النقد في تمظهراته متنوع ومختلف، الأمر الذي كان يستدعي عند هذا الناقد امتلاك جهاز مفاهيمي ينسجم وخصوصية القضايا المعروضة، فكان أن احتكمنا إلى مبدأ الإنصات النصي، لكشف خصوصية الكتابة النقدية المسرحية وكذا الوقوف على نظامها المهيمن.
من ثم كانت قراءتنا لهذا الجهاز النقدي يتلاءم ودلالة القراءة الحوارية، فكان اعتمادنا على الجهاز المفاهيمي الخاص باللسانيات، والسيميولوجيا، والسوسيولوجيا، وجمالية التلقي، وعلم النفس ... كمناهج أثبتت قدرتها على تفكيك مستويات اللغة والنص والدلالة والتركيب، لمعرفة ضوابط التفاعل والترسبات الماضية، فنيا ودراميا، وبالاستناد إلى مفهوم القراءة العاشقة كما قدمها كل من "تزفيتان تودوروف" و"رولان بارت" و"فليب سوليرز" وغيرهم من الباحثين الذين اعتمدوا المقاربة كعتبة عليا، نستطيع من خلال هذه القراءة الوصول إلى بواطن النص قصد استخلاص ما يمكن تسميته بقراءة فوق قراءة، وهو ما جعلنا نضع التصميم التالي استجابة للضرورات المنهجية والمعرفية التي تمليها أسئلة الأطروحة؛ وإشكاليات الناقد "عبد الرحمن بن زيدان".
تتكون الأطروحة من بابين وخاتمة، بالنسبة للباب الأول تم تقسيمه إلى مدخل وفصلين.
فالمدخل عنوناه بـ: تحديد مفهوم المرجعية، وذلك لإبراز المفهوم وأبعاده المعرفية، ولإظهار كيفية بناء المرجعيات الغربية والعربية التي قاربناها، ولم يكن هذا بالأمر الهين نتيجة صعوبة المصطلح، وكذا صعوبة الخلفية المعرفية التي يحملها هذا المفهوم.
تناولنا في الفصل الأول: المرجعية الغربية بين التأسيس والإنجاز، وكذا هوية العصور التي جعلتنا نحدد خلفيتها المرجعية في تداخلها، وفي تفاعلها مع تعريف كل عصر بما يحمله من معرفة وما يحتله داخل النسق المسرحي.
أما الفصل الثاني فعنوناه بـ: علاقة النقد المسرحي العربي والمغربي بالغرب ؛ بدأنا بمعرفة علاقة المسرح بالنقد وعلاقة الناقد بالقراءة ثم خصوصية الناقد وكيفية بناء تصور موضوعي باعتباره واسطة بين المؤلف والمخرج، متسائلين عن النقد المسرحي المغربي: هل هو موجود بالقوة أم بالفعل؟ وهل النقد معياري أم وظيفي ؟ كما تطرقنا إلى مسؤولية الناقد بين النص والعرض وبين الكتابة المسرحية، ثم انتقلنا إلى طرح السؤال: ما الفرق بين الحوار والإرشادات المسرحية؟ ومن يتكلم داخلهما؟
أما الباب الثاني فتم تقسيمه إلى ثلاثة فصول؛ خصصنا الفصل الأول للحديث عن مفهوم الحضور الغربي في المسرح العربي والمغربي كقضية وكرؤية وجودية، جاعلين من هذا الغرب سؤالا يفرض نفسه كقوة موضوعية، وكفلسفة جديدة في التأثير على العرب، ثم انتقلنا إلى النقد المسرحي باعتباره نقدا للذات المتعالية، يقربنا من قضية التجديد والتأصيل والتغريب، وكبعد إبستيمي جديد.
أما الفصل الثاني فخصصناه للحديث عن أهم المفاهيم المهيمنة على النصوص النقدية المسرحية المغربية؛ فبدأنا بمفهوم القراءة الذي اعتبرناه أرضية تكشف عن حيوية الدور المفترض أن يقوم به علم النفس والبنيوية التكوينية والسيميولوجيا وجمالية التلقي، جاعلين منهم أسسا منهجية تثور العمل المسرحي بواسطة مفاهيم جديدة تجعل الناقد المسرحي يشتغل من داخلها لكي يستخرج ما لم يقله المؤلف ولا النص.
أما الفصل الثالث فينقلنا من مرحلة الكمون إلى مرحلة الفعل، أي من مرحلة البناء النظري إلى البناء التطبيقي، جاعلين منه مقاربة نقدية تشكل مركز الثقل في الأطروحة، لأننا نسعى إلى إبراز شخصية "ابن زيدان" النقدية التي تكسر أفق الحلم بالتغيير، وتوضح النصوص المسرحية بقراءة متعددة المشارب لتشيد وورشات جديدة، وهذا التكسير هو اختزال للمغايرة وتأكيد لسؤال المنهج الذي يوجد بين الاتباع والإبداع.
لذا كان لزاما علينا أن نهتم بالمرجعيات المتحكمة في نقده وفي فكره والوقوف عند أهم المفاهيم الموظفة عنده، سواء تعلق الأمر بالمفاهيم الفلسفية أو بالمفاهيم التراثية أو النفسية أو السوسيونصية، وكلها مفاهيم لا تتأسس خارج شروط إنتاجها وممارستها.
بعد التحليل لقضايا المرجعيـات الغربية وتأثيراتها في النقد المسرحي العربي ـ بعامة ـ والمغربي لدى الناقد "عبد الرحمن بن زيدان" وصلنا إلى مجموعة من الخلاصات نوجزها فيما يلي:
× اشتغال المرجعية كبعد ثقافي وفكري، حيث تتمظهر في شكل إيديولوجية وفي شكل وسيط معرفي مرتبط بالذات وبالواقع.
× ضرورة صياغة مفاهيم حداثية ترتبط بخصوصية الكتابة الإبداعية والكتابة التراثية بمختلف أنساقها.
× إلزامية صياغة نظرية نقدية مسرحية تمنح النصوص المعالجة رؤية جمالية تجمع بين البعد الإيحائي الرمزي وبين البعد الإيديولوجي والتاريخي.
× تطوير مفاهيم نقدية غربية لتتساوق مع شروط الفعل المسرحي العربي والمغربي.
× إن أي مقاربة نقدية لا تكون بريئة، بل محملة بوحل من الأسئلة التي من خلالها نستطيع أن ندرك الخلفية الإبستيمولوجية التي تحكم القراءة النقدية.
× إن قراءة "ابن زيدان" في تنوعها ومسايرتها للمناهج وللعصور، لم تستطع أن تخلق منهجا خاصا بها، ضمن المناهج المعاصرة.
× إن قراءتنا المتبعة (نقد النقد) أعطتنا تصورا جديدا للإبداعات النقدية المسرحية من خلال اللجوء إلى مناهج عديدة ضمن علوم إنسانية ومعرفية ولغوية منها اللساني والسيميائي والسوسيولوجي.
× إعادة النظر في المفاهيم المستوردة والمستخلصة، وجعلها تتساوق مع المعطيات الثقافية والإبداعية والنقدية والحساسية الجديدة.
× لا يجوز بناء رؤية نقدية مسرحية بعيدة عن المركز/الغرب.
× لا يمكن الحديث عن كتابات "ابن زيدان" في غياب المرجعية الغربية والمرجعية العربية التراثية المهيمنة.
في خضم هاته الخلاصات التي استدعتها هذه المرحلة راح "ابن زيدان" يبحث داخل النصوص عن العلل والمشاكل التي جعلت الإنسان العربي لا يتغير ولا يتطور. هذه العلل هي عبارة عن أنوية تمثيلية مرتبطة بالرؤى وبالمواقف وبالأحداث، لأن الخطاب النقدي عنده خطاب لا يتأسس إلا من خلال فعل المغايرة والمساءلة والتثاقف.
فإبراز إشكالية الثقافة المسرحية المرتبطة بالعالم والإنسان جعلتنا ندرك أن المرجعية الغربية أصبحت هي القيمة المهيمنة في كل معالجة إبداعية وتاريخية.
من هنا نتساءل: هل نستطيع أن نفكر خارج المركزية الغربية؟ وهل "ابن زيدان" قادر على أن يفكك واقعه في غياب عنصر التثاقف؟ وهل نستطيع أن نحيا قبل أن نستقبل؟ وهل نحن حداثيون؟ لماذا نعيش ثنائية الأصالة والمعاصرة ؟ لماذا لا نملك منهجا ينضاف إلى المناهج المعاصرة؟ وهل نحن قادرون على خلق قارة إبستيمية تنضاف إلى القارات الإبستيميات المعاصرة بمفهوم "باشلار"؟ وهل "ابن زيدان" مثقف عضوي أم أنتليجينسي ؟ وهل نقد النقد قادر على تأسيس أنطولوجية كونية؟ وهل هناك منهج نقد النقد أم أنه عبارة عن مقاربة قرائية تعمل على الربط بين مفهوم النص والميتانص.
هذه الأسئلة المطروحة ستكون عبارة عن أرضية مستقبلية واستمرارية للبحث والمعرفة، لأن المقاربة المتبعة سمحت لنا بأن نعيد قراءة القراءة كأفق مفتوح يربط بين ما هو معطى خارجي وبين ما هو معطى منهجي.
فرغم النتائج التي توصلنا إليها وكأي أطروحة أكاديمية فإن عملنا هذا لا يخلو بدوره من مجموعة من المزالق والهفوات التي تظل مرتبطة بالصعوبات المنهجية، وكذا الصعوبات المرجعية المرتبطة بالأبعاد الفلسفية والنفسية والاجتماعية، وكيفية بلورتها في نسق درامي معاصر.
وأخيرا لا آخرا، أتقدم بجزيل الشكر لأستاذي المشرف الدكتور "عبد الرحمن طنكول" الذي ساعدني على تجاوز الكثير من الصعوبات والمحن التي واجهتني أثناء البحث، فهو القدوة لكل طالب باحث، حيث منحني الثقة التي ما كان لي من دونها أن أتمكن من إتمام هذا العمل، فهو المساهم في إنجاز هذه الأطروحة ونجاحها.
كما أتقدم بجزيل الشكر والامتنان لكل أعضاء اللجنة الموقرة التي كلفت نفسها عناء قراءة هذا العمل والموافقة على مناقشته: فشكري للدكتور "عبد الرحمن بن زيدان" الذي أمدني بمجموعة مهمة من الكتب، فهو الأستاذ والموجه السديد، وأشكر الدكتور "يونس الوليدي" الذي حبب لنا المسرح منذ ولوجنا الدرس الجامعي، وعلمنا مغامرة البحث عن المجهول واستنطاق اللامفكر فيه، فهو الإنسان الذي يحول الصعب سهلا بتوجيهاته وبنصائحه العلمية، وأشكر الدكتور "رشيد بنحدو" أستاذي الجليل الذي عرفته باسم ياوس فاس لمدى ارتباطه واشتغاله على جمالية التلقي وارتباطها بالأدب القديم والحديث. فقد عرف ومازال باجتهاداته وأبحاثه العلمية التي تصب في هذا المجال، وأشكر أيضا الدكتور "عبد الإله قيدي" على تحفيزي أكثر فأكثر على مواصلة البحث والإسراع على إنجازه حتى أتمكن ولو بالقسط القليل من الراحة، إنه عرف بأخوته وطيبوبته مع جميع الطلبة وكذا باشتغاله في صمت.
لا تفوتني فرصة تقديم الشكر والاحترام لكل من الدكتور "لحسن السعيدي" الذي تحمل عناء تقويم بعض اعوجاجات هذه الأطروحة، وأشكر كذلك الدكتور "سمير بوزويتة" الذي شجعني على إنجاز هذا العمل الأكاديمي، وعلى تجاوز الصعاب، خاصة في فترة حساسة عايشتها في المراحل الأخيرة من البحث، كما أتقدم بشكري الجزيل لزوجي الدكتور "بوعلي الغزيوي" الذي ساعدني ماديا ومعنويا في إكمال هذا العمل المعرفي لينتهي إلى الوجود، وأكرر تشكراتي وتقديراتي لوالدي العزيزين اللذين كانا سندا لي بعطفهما وحنانهما وعطاءاتهما اللامحدودة وأقدم لهما هذه الأطروحة عربون وثمرة الجهد الجهيد الذي بذلاه من أجل تعليمي وتحقيق أهدافي المستقبلية، كما أهديها لإخواني وأخواتي ولروح أختي الطاهرة "كريمة"، وروح أستاذي وأبي الروحي الدكتور "محمد الكغاط"، والكمال لله، وهو المعين.
المصدر
حياكـــــــــــــــــم الله
http://www.palintefada.com/upload/pic/beesssss.gif
http://img260.imageshack.us/img260/3722/do3abo6.gif
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/bo...orders-150.gif
د. أبو شامة المغربي
http://aklaam.net/aqlam/images/e_mail.gif
kalimates@maktoob.com
رد: أطروحــــات ورسائــــــل جامعيــــــة
رد: أطروحــــات ورسائــــــل جامعيــــــة
رد: أطروحــــات ورسائــــــل جامعيــــــة
رد: أطروحــــات ورسائــــــل جامعيــــــة
رد: أطروحــــات ورسائــــــل جامعيــــــة
- فقه الخليفة الراشد عثمان بن عفان في العبادات مقارنا بفقه الائمة الأربعة رحمهم الله
- احكام تلف الاموال في الفقه الاسلامي
- الحرب في الشريعة الاسلامية والقانون الدولي العام
- القواعد والضوابط الفقهية عند شيخ الاسلام ابن تيمية في الايمان والنذور
- النكت في المسائل المختلف فيها بين الشافعي وابي حنيفة للشيخ ابي اسحاق ابراهيم بن علي الشيرازي ( ت 476 هـ )تحقيق ودراسة قسم المعاملات
- تحقيق كتاب الاموال " لحميد بن زنجويه "
- تحقيق ودراسة القسم التاسع من كتاب فتح العزيز في شرح الوجيز للامام ابي القاسم عبدالكريم الرافعي ( 555 - 623هـ ) ويبدأ من النوع الخامس في الكلام من كتاب الايمان وكتاب النذور وادب القضاء والشهادات والدعاوي والبينات والعتق والتديبر ، والكتابة وعتق امهات الاولاد
- شرح مختصر ابن الحاجب المسمى (( حل العقد والعقل في شرح مختصر منتهى السؤل والامل ))/ تاليف الامام الشريف ركن الدين الحسن بن محمد بن شرفشاه الحسيني العلوي الاستراباذي الموصلي ( ت 715 هـ ) " من مبحث العام الى اخر الكتاب " دراسة وتحقيق
- ضوابط العدالة وتطبيقاتها في العبادات
- فقه ابي بكر الصديق في الحدود والجنايات والتعزير " دراسة مقارنة "
- فقه ابي بكر الصديق في الطهارة والصلاة مقارناً بفقه المذاهب الاربعة
- فقه ابي بكر الصديق رضي الله عنه في سياسة الحكم والجهاد والقضاء والايمان والنذور والاطعمة واداب اللباس والزينة وما يتصل بها
- فقه ابوبكر الصديق في المعاملات والانكحة : دراسة مقارنة
- فقه آل الدرداء رضي الله عنهم جمعا ودراسة مقارنة
- فقه الامام ابن جرير الطبري في العبادات
- فقه الإمام البخاري في الإمارة و القضاء من جامعه الصحيح
- فقه الامام البخاري في البيوع والسلم من جامعه الصحيح
- فقه الامام البخاري في الجنائز من جامعة صحيح
- فقه الامام البخاري في الحج والصيام من جامعه الصحيح
- فقه الامام البخاري في الحدود من كتابه
- فقه الامام البخاري في الزكاة: دراسة مقارنة
- فقه الامام البخاري في النكاح من الجامع الصحيح مقارناً بالمذاهب الاربعة
- فقه الامام البخاري في الوضوء والغسل مقارنا بفقه اشهر المحدثين
- فقه الامام البخاري في كتاب الجمعة ، الخوف ، العيدين ، الوتر من جامعة الصحيح
- فقه الإمام البخاري في كتاب الآذان من أول الكتاب إلى باب صلاة الليل من جامعه الصحيح
- فقه الامام البخاري في كتاب الصلاة من جامعة الصحيح دراسة مقارنة
- فقه الامام البخاري محمد بن اسماعيل بن ابراهيم المتوفي سنة 256هـ من جامعه الصحيح (الصيام)
- فقه الامام البخاري من جامعه الصحيح من باب ابجاب التكبير وافتتاح الصلاة إلى نهاية كتاب الأذان
- فقه الامام الترمذي في سننه ودراسة نقوله للمذاهب : من اول كتاب النكاح : باب ماجاء في فضل التزويج والحث عليه الى اخر كتاب الطلاق واللعان : باب ماجاء اين تعتد المتوفي عنها زوجها
- فقه الامام الترمذي في سننه ودراسة نقوله للمذاهب من اول ابواب الحج حتى نهايتها : دراسة فقهية مقارنة
- فقه الامام الترمذي في كتب (السير وفضائل الجهاد والجهاد ) من جامعه ومقارنته بالمذاهب الاربعة
- فقه الامام الترمذي من جامعة في كتاب الجنائز : دراسة فقهة مقارنة
- فقه الامام محمد بن سيرين في المعاملات
- فقه الخليفة الراشد عثمان بن عفان ( رضي الله عنه ) في المعاملات مقارنا بفقه الائمة الأربعة رحمهم الله
- فقه الشيخ محمد بن عبدالوهاب
- فقه ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها في بابي الطهارة والصلاة : دراسة مقارنة بين المذاهب الفقهية الاربعة
- فقه حذيفة بن اليمان : جمعا ودراسة
- فقه خصال الفطرة
- فقه عبد الله بن عباس رضي الله عنهما في أحكام النكاح ومايلحق بة والفرقة بين الزوجين والآثر المترتب عليها :دراسة وتوثيقا ومقارنة
- فقه عبدالله بن عباس- رضي الله عنهما في العقوبات -الحدود والجنايات والديات والكفارات والتعزبرات جمعا ودراسة مقارنة
- فقه عبدالله بن عباس رضي الله عنهما في احكام الحج والعمرة : دراسة وتوثيقا ومقارنة بآراء اشهر المجتهدين
- فقه عبدالله بن عباس رضي الله عنهما في المعاملات المالية والمواريث : دراسة وتوثيقاً ومقارنة
- فقه عثمان بن عفان رضي الله عنه (( في الحدود ، والجنايات ، والديات ، والتعازير ))
- فقه عثمان بن عفان رضي الله عنه في احكام الاسرة دراسة مقارنة
- مسائل الامام احمد في العبادات الخمس عدا الحج برواية ابي بكر المروذي مع دراسة عشر مسائل منها.
- نهاية الوصول الى علم الاصول: دراسة وتحقيق.