رد: أدب الرحـــــــلة ...
http://img141.imageshack.us/img141/8740/15lv.gif
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/bo...orders-150.gif
أوضح المسالك
إلى معرفة البلدان والممالك
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/bo...orders-150.gif
تأليف
محمد بن علي البروسي
الشهير
بابن سباهي زاده
(المتوفى سنة 997 هـجرية الموافق لسنة 1589 ميلادية)
تحقيق
المهدي عيد الرّوَاضيَة
دار الغرب الإسلامي
جميع الحقوق محفوظة
الطبعة الأولى
1427 هـجرية - 2006 ميلادية
تقديم
هذا الكتاب هو جزء من مشروع كبير لرابطة الشرق والغرب (بروتا)؛ هو مشروع "عالم القرون الوسطى في أعين المسلمين"، ويدور أولاً حول رؤيا العرب والمسلمين في القرون الوسطى للآخر، كما يتناول أيضاً مناحي مختلفة من تاريخ ثقافات إنسانية متعددة تعرّف عليها رحالة العرب والمسلمين وجغرافيوهم ووصفوا أوضاعها العمرانية وعادات أهلها وتقاليدهم، وثقافة شعوبها المختلفة.
بدأت فكرة المشروع في مخيلتي بعد انتهائي من تحرير كتاب "الحضارة العربية في الأندلس"(1)؛ إذ أنه مرَّ في نفسي، نتيجة للتعرّف الحميم على تفاصيل تاريخنا في الأندلس الذي استمر حوالي ثمانمئة سنة، أن الحضارة العربية الإسلامية في مجملها تتميز برؤيا عميقة الانفتاح والتسامح للآخر، راجحة التصوّر له، قادرة على أن تراه موضوعيّاً وإنسانيّاً دون أن تضمر له سلفاً، عندما يكون مختلفاً، عداوةً ناجزة أو رؤيا عنصرية لا تنبع من واقع هذا الآخر بل من محض اختلافه. وكان هذا حافزاً كبيراً لي على الاستمرار في دراسة تاريخنا الثقافي والأدبي في القرون الوسطى ضمن مشروعنا الحضاري، والسعي للتعريف به للآخر بالإنجليزية وإعادة تأكيده للقارئ العربي باللغة العربية في الوقت نفسه، ما أمكنني ذلك.
كنتُ في نشأتي الأبية استمع باستغراب كبير إلى ما كان يدور في بعض المنتديات الأدبية العربية حول التراث العربي فأعجب لقسوة الأحكام عليه التي أولاها - وما زال يوليها - عدد من المثقفين العرب لهذا التراث دون تمحيص ودراسة ومعرفة، وفي غياب شبه كامل عن الموضوعية واحترام الذات الحضارية، والحقّ أن ما خفي، وما زال خافياً على هؤلاء من إنجازات هذا التراث الغنيّ، شيءٌ كبير.
كان مشروع "عالم القرون الوسطى في أعين المسلمين" واحداً من عدد من المشاريع التي أنجزت في هذا الموقف(2)، وجميعها يسعى إلى إعادة رسم إنجازاتنا في القرون الوسطى. وبدأنا عملنا عليه عندما تسنى له من يسانده بقناعة.
وهنا لا بد من التوجه بالشكر إلى الشيخ عبد المقصود خوجة صاحب الاثنينية المعروفة في جدة، ملتقى الأدباء وأهل العلم من سعوديين وزائرين عرباً ومسلمين، الذي أثار هذا المشروع اهتمامه فسانده وقدم له جزءاً من كلفته، وأفسح لنا المجال للعمل عليه، جزاه الله خيراً.
وهو مشروع متعدد الجوانب والمقاربات، ومن جملتها كان باب تحقيق المخطوطات التي تركها الرحالة والجغرافيون المسلمون بالعربية ولم يتسنّ لها الظهور إلى النور بعد.
وقد أقدمتُ على هذا الفرع من فروع المشروع بعد أن تعرفت على الباحث المتميز المهدي الرواضية الذي لفت نظري بسعة اطلاعه على الكتب التراثية ودقة ملاحظاته حولها، فطلبت منه تحقيق رحلة بدر الدين الغزي المسماة "المطالع البدرية في المنازل الرومية" على ثلاث نسخ مخطوطة.
ثم حال انتهائه منه بكفاءة، جاء فحدثني عن وجود نسخة في مكتبة الجامعة الأردنية من مخطوطة الجغرافي العثماني ابن سباهي زاده، وعنوانها "أوضح المسالك إلى معرفة البلدان والممالك"، وأخبرني بوجود ثلاث نسخ أخرى من المخطوط في مكتبات إستانبول. وعند إطلاعي على مخطوطة الجامعة الأردنية قررت أن تتبنى رابطة الشرق والغرب تحقيق هذا الكتاب، وتمكنت من الحصول على نسخة المخطوطة الأخرى من ثلاث مكتبات في إستانبول.
وهنا لا بد لي من شكر الأستاذ الدكتور أكمل الدين إحسان أوغلو لاهتمامه بمشروعنا هذا وإسدائه المساعدة، وللأستاذة الدكتورة كلير براندابور، أستاذة الأدب الإنجليزي في جامعة دوغاس في إستانبول، للحصول على المخطوطات الثلاث، ونحن جميعاً نشكرهما شكراً جزيلاً.
ولا شكّ أن هذا الكتاب يشكّل إضافة طيبة إلى المكتبة الجغرافية العربية وإعادة تواصل مع أبناء الحضارة الإسلامية الواسعة التي أكّدت وحدتها وحسن تلاحمها بوجود علماء ورحالة وجغرافيين ونقاد وموسوعيين ومؤرخين من أبناء البلدان الإسلامية غير العربية يكتبون بالعربية متّبعين نفس الأعراف والمقاربات دون تفرقة إقليمية أو عنصرية، متضافرين جميعهم على خدمة تراث واحد وحضارة واسعة ضمّتهم جميعهم باعتزاز وخلّدت أسماءهم.
د. سلمى الخضراء الجيوسي
مدير عام رابطة الشرق والغرب (بروتا)
---------------
(1)- صدر بالإنجليزية عام 1992 وذلك عن دار أبريل في هولندة، ثم صدر عام 1998 عن مركز دراسات الوحدة العربية في بيروت.
(2)- من هذه المشاريع كتاب جامع عن "المدينة في العالم الإسلامي"، تاريخها، عمرانها وإنجازاتها. وهو قيد العمل الآن، وكتاب "السرديات العربية الكلاسيكية"، ويرافقه أيضاً مجموعة مترجمة لمنتخبات من القصص العربية الكلاسيكية.
المصدر
حياكم الله
http://www.palintefada.com/upload/pic/beesssss.gif
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/bo...orders-150.gif
د. أبو شامة المغربي
http://aklaam.net/aqlam/images/e_mail.gif
kalimates@maktoob.com
رد: أدب الرحـــــــلة ...
رد: أدب الرحـــــــلة ...
http://img141.imageshack.us/img141/8740/15lv.gif
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/bo...orders-150.gif
من رحلات العلماء المغاربة إلى الحرمين الشريفين
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/bo...orders-150.gif
1- ماء الموائد
لأبي سالم عبد الله بن محمد العياشي المتوفى عام 1090 هـجرية/1679ميلادية، يتحدث ضمنها عن رحلته إلى الحرمين الشريفين المرة الثالثة عام 1072هـجرية، وكان حج المرة الأولى عام 1059هـجرية، والمرة الثانية عام 1064هـجرية، ونشرت الرحلة في المطبعة الحجرية في فاس سنة 1316هجرية في سفرين من حجم وسط، وأعيد نشر الرحلة بالأوفسيط عن هذه الطبعة في الرباط سنة 1397هجرية-1977ميلادية.
2- الرحلة الصغرى
وهي عبارة عن رسالة مطولة كتبها أبو سالم العياشي لتلميذه أحمد بن سعيد المجليدي وهو بدء طريقه للحج سنة 1068هـجرية/1658ميلادية، وتوجد مخطوطة في الخزانة العامة في الرباط تحت رقم: د 2839.
3- الرحلة المقدسة
لمحمد بن محمد المرابط الصنهاجي المتوفى سنة 1099هجرية/1688ميلادية، وتوجد مخطوطة في الخزانة العامة في الرباط رقم: د 3644.
4- المعارج المرقية في الرحلة المشرقية
لمحمد بن علي الرافعي الأندلسي التطواني الذي حج عام 1096هـجرية، وكان بقيد الحياة سنة 1110هجرية/1698ميلادية، وتوجد مخطوطة في خزانة مؤرخ تطوان العلامة داوود الذي حلل محتواها في تاريخ تطوان ج1/ص(391-396).
5- رحلة أبي علي اليوسي الحسن بن مسعود
تحدث فيها عن حجته سنة 1011هـجرية، وجمعها مرافقه ولده محمد العياشي الذي كان بقيد الحياة عام 1119هجرية/1708ميلادية، وتوجد مخطوطة بالخزانة الملكية في الرباط تحت رقم: 2343.
6- هداية الملك العلام إلى بين الله الحرام والوقوف بالمشاعر العظام وزيارة النبي عليه الصلاة والسلام
لأحمد بن محمد أحزي الجزولي التملي المتوفى عام 1127هجرية/1715ميلادية، وتوجد مخطوطة في الخزانة العامة بالرباط، تحت رقم ق 190، ونجد لنفس المؤلف رحلة ثانية قام بها سنة 1119هـ، وتوجد مخطوطة في الخزانة العامة بالرباط تحت رقم: ق 147.
7- الرحلة الناصرية
لأحمد بن محمد بن ناصر الدرعي المتوفى سنة 1128هجرية/1716ميلادية، وقد دون فيها انطباعاته عن رحلته الحجازية، الثالثة سنة 1121هـجرية، ونشرت هذه الرحلة في المطبعة الحجرية بفاس في سفر يشتمل على جزءين.
8- نسمة الآس من حجة سيدنا أبي العباس
لأحمد بن عبد القادر القادري الحسني المتوفى سنة 1133هـجرية/1721ميلادية، ولقد حج للمرة الثانية، سنة 1100 هـجرية، رفقة شيخه أبي العباس أحمد بن محمد معن، وتوجد الرحلة مخطوطة في الخزانة الملكية تحت رقم 8787.
9- رحلة القاصدين ورغبة الزائرين
لعبد الرحمان بن أبي القاسم الشاوي المزمري المجهول تاريخ الوفاة، وتمت حجته سنة 1141/1729ميلادية، توجد مخطوطة بالخزانة الملكية تحت رقم 5656.
10- رحلة الإسحاقي محمد الشرقي بن محمد
وتاريخ وفاته مجهول، وحج سنة 1143هـجرية، رفقة السيدة خناتة أم السلطان المولى عبد الله بن إسماعيل العلوي، كانت توجد مخطوطة تحت رقم: 258 في خزانة القرويين، التي نقلت مخطوطاتها إلى دار الثقافة في مدينة فاس.
11- رحلة أبي مدين الدرعي محمد بن أبي أحمد السوسي الروداني المتوفى سنة 1157هجرية/1744ميلادية، ولقد سافر إلى الحج مرتين: أولاهما كانت سنة 1152هـجرية، وعنها ألف هذه الرحلة، وتوجد مخطوطة في الخزانة العامة بالرباط، تحت رقم ق 297 في ثاني مجموع ص(20-
280).
12- بلوغ المرام بالرحلة إلى بيت الله الحرام
لعبد المجيد الزبادي الحسني الفاسي المتوفى سنة 1163هـجرية/1750ميلادية، توجد مخطوطة في الخزانة الملكية في الرباط تحت رقم: 10989.
13- رحلة محمد بن الطيب الشركي الصميلي الفاسي
وهو نزيل المدينة المنورة، والمتوفى فيها حوالي سنة 1170هجرية/1756ميلادية، ولقد أدى حجته التي ألف عنها سنة 1139هـجرية، توجد مخطوطة في خزانة جامعة لايبسك بألمانيا تحت رقم: 746، وقد تحدث عنها الأستاذ محمد الفاسي في مجلة "المناهل" (المغربية) في العدد 6/ص (89-ثمانية وتسعون).
14- رحلة الجودي محمد بن محمد التميمي القيرواني التونسي
وهو المتوفى سنة 1362هـجرية/1943ميلادية، وتحدث ضمنها عن حجته سنة 1331هجرية/1913ميلادية، وهي السنة التي حج فيها السلطان العلوي المولى عبد الحفيظ والعالمين محمد بن جعفر الكتاني وعبد الرحمان بن زيدان [6].
15- رحلة عبد الرحمان بن زيدان العلوي الإسماعيلي المكناسي
المتوفى سنة 1365هـجرية/1946ميلادية، وقد تحدث في قسم من هذه الرحلة عن بعض وقائع حجته الثانية سنة 1356هجرية/1938ميلادية، مع ذكر ارتساماته عن زيارته للشام ومصر، وتوجد مخطوطة في الخزانة الحسنية تحت رقم: 12381.
16- الرحلة العامرية
لمحمد بن الحاج منصور العامري المراكشي النشأة التازي الدار المتوفى بالمرق حوالي 1170هـجرية/1757ميلادية.
وهي عبارة عن منظومة تتكون من 335 بيتا من بحر الخفيف على روي الهمزة، وتوجد مخطوطة في الخزانة العامة تحت رقم: د3490 ضمن مجموع.
17- رحلة حجازية
لمحمد بن علي السنوسي المتوفى عام 1276هجرية/1859ميلادية، ويوجد الجزء الأول منها منشورا على الميكرو فيلم في الخزانة العامة تحت رقم 1258.
حياكم الله
http://www.palintefada.com/upload/pic/beesssss.gif
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/bo...orders-150.gif
د. أبو شامة المغربي
http://aklaam.net/aqlam/images/e_mail.gif
kalimates@maktoob.com
رد: أدب الرحـــــــلة ...
http://img141.imageshack.us/img141/8740/15lv.gif
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/bo...orders-150.gif
رحلات الشيخ عثمان الشمعة والرحلة
الكبرى
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/bo...orders-150.gif
كان الشيخ عبد الغني النابلسي من المغرمين بالرحلات، وقد أحصينا له خمس رحلات، وكان الهدف من هذه الرحلات زيارة الأولياء الصالحين والتبرك بقبورهم ليرضي الجانب الصوفي في نفسه، والهدف الثاني من رحلاته الاجتماع بأهل الصلاح والدين، ليرضي الجانب الديني في نفسه، أما الهدف الثالث فهو التباحث مع علماء الأمصار، ليرضي الجانب العلمي في نفسه، أما الهدف الأخير فهو الاستمتاع بالمنتزهات والبساتين، وذلك ليرضي ميله الفطري للتمتع بجمال الطبيعة.
أول رحلة قام بها النابلسي كانت إلى دار الخلافة في الآستانة عام 1075هـ/1665م، وهي الرحلة الوحيدة التي لم يسجل عنها ملاحظاته وانطباعاته وخط سيره.
أما الرحلة الثانية كانت إلى لبنان عام 1100هـ/1689م، والثالثة إلي فلسطين 1101هـ/1690م، والرابعة هي الرحلة الكبرى إلى مصر والحجاز والشام عام 1105هـ/1693م وهي الرحلة التي شارك فيها الشيخ عثمان الشمعة، أما الرحلة الخامسة فكانت إلى طرابلس عام 1112هـ/1700م، وجميع الرحل باستثناء الرحلة الأولى كتبت تفاصيلها من قبل الشيخ النابلسي .
عثمان بن محمد الشمعة والرحلة الكبرى
بدأت رحلة النابلسي الكبرى يوم الخميس 1/1/1105هـ الموافق 1/10/1693م مؤلفة من ثمانية أشخاص، وهم الشيخ النابلسي وأخوه وابن النابلسي وخمسة من تلاميذ النابلسي بما فيهم الشيخ عثمان الشمعة، وكان عمره آنذاك أربعة وعشرين عاماً، وقد استخدموا لذلك ست نوق وحصانين.
خرجت المجموعة من منزل الشيخ النابلسي بجانب الجامع الأموي بدمشق صباح يوم الخميس 1/10/1693م فزاروا قبر النبي يحيى عليه السلام داخل الجامع ثم انطلقوا إلى مقبرة الباب الصغير زائرين ومودعين قبور الصالحين والصحابة والأولياء، ثم اتجهوا إلى قرية برزة، فمعربة ثم منين، معرة صيدنايا، الموهبية، معلولا، يبرود، النبك، قارة، حسية، سمسين، فحمص التي وصلوها في اليوم الثامن.
في اليوم الحادي عشر اتجهوا إلى الرستن ثم قرية السويدا، فحماة التي وصلوها في اليوم ذاته، وفي اليوم الثالث عشر وصلوا إلى قلعة مصياف وزاروا بلاد القدموس، فقلعة المرقب، فجبلة، ثم وصلوا إلى اللاذقية في الثامن عشر.
في اليوم الثاني والعشرين وصلوا إلى قرية المرقب، وفي اليوم التالي زاروا طرطوس وبعد ذلك بيومين وصلوا إلى طرابلس وأقاموا فيها أسبوعاً، ثم ساروا منها إلى البترون فوصلوها في اليوم الثالث والثلاثين من بدء الرحلة، ثم انطلقوا منه باتجاه قلعة جبيل في طريقهم إلى بيروت التي وصلوها بعد يومين وأقاموا فيها أسبوعاً كاملاً.
بعدئذ اتجهوا إلى صيدا فوصلوها في اليوم الثالث والأربعين من بدء الرحلة وأقاموا فيها أربعة أيام، وفي اليوم السابع والأربعين وصلوا إلى صور ثم منها إلى عكا فالناصرة فنابلس حيث أقاموا بها خمسة أيام.
ثم ساروا باتجاه القدس فوصلوها في اليوم الستين وأقاموا فيها سبعة عشر يوماً حيث زاروا خلاله مسجدها الأقصى مرات عدة وصلّوا فيه.
بعدها انطلقوا تجاه الرملة، فاللد، فيافا، فعسقلان، فغزة التي بقوا فيها حتى اليوم التاسع والتسعين .
ثم ساروا باتجاه البلاد المصرية وبدؤوها بخان يونس ثم العريش في اليوم المائة، ثم اتجهوا إلى القاهرة فوصلوها في اليوم 112 وأقاموا في القاهرة فترة طويلة تجاوزت الشهرين زاروا خلالها الأزهر الشريف وإمامه وكذلك زيارة الوزير علي باشا بالقلعة.
خلال الإقامة بالقاهرة دارت في ذهن الشيخ النابلسي فكرة السفر باتجاه الحجاز بقصد الحج وعزم على ذلك، ولما كان الشيخ الشاب عثمان الشمعة قد سبق له الحج في الموسم السابق للرحلة عام 1692م ونظراً لاشتياقه لوالديه في دمشق، فقد اعتذر من الشيخ النابلسي عن إكمال الرحلة، وقام بتوديع المجموعة صباح يوم الجمعة، وهو اليوم السبعون بعد المائة من الرحلة بتاريخ 24/جمادى الثاني/1105هـ الموافق 19/2/1694م وغادر باتجاه دمياط ثم إلى البحر باتجاه دمشق.
وهكذا تابعت المجموعة رحلتها إلى الحجاز بغياب الشيخ الشمعة وعادوا إلى دمشق يوم 5/2/1106هـ الموافق أواخر أيلول 1694م.
خلال الرحلة كتب النابلسي التفاصيل اليومية بخط يده، وبعد عودته إلى دمشق قام بتنظيم الكتاب وأعاد كتابته بشكل أكثر تنظيماً نقلاً عن مسودته الأصلية وقام بالنسخ بحضور النابلسي كاتبه الخاص محمد بن إبراهيم الدكدكجي عام 1127هـ/1715م قبل وفاة النابلسي بخمسة عشر عاماً، وبعد وفاة ابن الشمعة بأشهر وسمّي الكتاب (الحقيقة والمجاز في رحلة بلاد الشام ومصر والحجاز)، وبه تفصيل الرحلة اليومية، وزيارات المجموعة لأعيان ومشايخ كل بلدة نزلوا بها.
هذه النسخة وقعت بعد فترة من الزمن في يد الشيخ محمد بن عثمان الشمعة الذي قرأها ووضع بضعة تعليقات بخط يده على حواشيها، ثم أصبحت وقفاً في مدرسة سليمان باشا العظم عام 1181هـ/1767م، وبعدها إلى المكتبة الظاهرية حتى افتتاح مكتبة الأسد الوطنية بدمشق فتقلت لتحفظ هناك، كما يوجد نسخ أخرى نقلت عن النسخة الأصلية في قرون لاحقة.
http://www.alchamaa.com/images/ch092.gif
خريطة تبين مخطط الرحلة الكبرى
المصدر
حياكم الله
http://www.palintefada.com/upload/pic/beesssss.gif
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/bo...orders-150.gif
د. أبو شامة المغربي
http://aklaam.net/aqlam/images/e_mail.gif
kalimates@maktoob.com
رد: أدب الرحـــــــلة ...
http://img141.imageshack.us/img141/8740/15lv.gif
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/bo...orders-150.gif
http://www.boswtol.com/aldiwan/images/139/donia_02.jpg
رواية
"رحلة ابن فطومة"
نجيب محفوظ
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/bo...orders-150.gif
في روايته التالية لـ"ليالي ألف ليلة" اتخذ "نجيب محفوظ" لها شكلاً آخر من أشكال استلهام التراث والموروث السردي، وهو شكل (أدب الرحلة) أحد أشكال القص العربي الإسلامي في العصور الوسطى.
و(الرحلة) هي انتقال الإنسان من مكان إلى آخر، وقد تضيق المسافة فتسمى الرحلة "داخلية"، وقد تتسع، فتسمى "خارجية".
أما (الرحلة) من حيث هي مؤلف نثري، فهي: "وصف السفر من موضع إلى آخر، وما تقع عليه أبصار المسافر من مشاهدات، وما يستطرفه من أخبار"، وهي شكل نثري يتسع لموضوعات كثيرة، سياسية، وعلمية، ودينية...إلخ.
وانتشرت الرحلة في التراث العربي انتشاراً واسعاً، بفضل ما
يسَّره المجتمع من ميسّرات كان لها أثر كبير في قيام الرحَّالة برحلات كثيرة، شكلت ما يعرف باسم (أدب الرحلة).
وبالإضافة إلى وجود عوامل خارجية ساعدت في انتشار أدب الرحلة في التراث العربي، ثمة عوامل أخرى ترجع إلى قدرة الرحلة، من حيث كونها شكلاً نثرياً، قادراً على استيعاب الموضوعات المتعددة، والمختلفة.
ويرى الدكتور "حسين نصار" أن الرواية جنس أدبي له قوانينه التي تميزه عن الرحلة، كالحبكة، والشخصيات المتطورة والمتنامية بتنامي الأحداث، ويرى أيضاً أن الرحلة الواقعية أبعد ما تكون عن الرواية، بمفهومها الحديث، في حين أن الرحلة الخيالية تقترب كثيراً من فن الرواية، لذا يجب إخراجها من أدب الرحلات، وإدخالها في فن القصة.
وتلتقي الرواية والرحلة في أمور، وتفترقان في أمور، فكلتاهما تعتمدان النثر، وتعرضان لحياة الناس، وتصوران المجتمع والواقع، كما أنهما تشتركان في أهمية الوصف في كل منهما.
إن توافر التراث على الرحلة التي تشترك والرواية في بعض الخصائص شكّل حافزاً للروائيين العرب، وهم يسعون إلى تأصيل الرواية العربية، إلى توظيف هذا النوع النثري، ومحاورته، والبناء عليه.
ومن هنا جاءت تجربة محفوظ الروائية التي استلهم في بعضٍ منها الأشكال السردية العربية التراثية القديمة، كما رأينا في روايته "ليالي ألف ليلة" التي استلهم فيها القصص الشعبي ممثلةً في حكايات (ألف ليلة وليلة)، وكما في روايتيه الملحميتين "أولاد حارتنا"، و"ملحمة الحرافيش" اللتين استلهم فيهما شكل (السيرة الشعبية).
يذكرنا عنوان رواية "رحلة ابن فطومة" بـ"رحلة ابن بطوطة"، ولعل السبب الذي يكمن وراء اختيار "نجيب محفوظ" لرحلة ابن بطوطة، ليقيم علاقة استلهامية معها، ويبني عليها نصاً جديداً، هو الشهرة والذيوع الواسعان اللذان حظيت بهما "رحلة ابن بطوطة" في القديم والحديث، ويحمل التشابه بين "ابن بطوطة" و"ابن فطومة" دلالتين، هما:
1- أن "نجيب محفوظ" قد قرأ رحلة ابن بطوطة جيداً وتمثلها لتكون المرجع أو الإطار لروايته.
2- أن "نجيب محفوظ" تعمد كتابة رحلته في ضوء رحلة ابن بطوطة، كخطوة على طريق تأصيل شكل عربي للرواية.
وتشير الدلالتان السابقتان إلى أن محاكاة النص اللاحق للنص السابق تتميز بأنها محاكاة واعية، أي أن الكاتب يختار نصاً بعينه ليقيم عليه النص الجديد.
ومن هنا استلهم "محفوظ" رحلة ابن بطوطة الشهيرة، للرحالة الأشهر في التاريخ العربي، "ابن بطوطة الطنجي" رحالة القرن الرابع عشر الميلادي، الذي غادر طنجة سنة 1326م قاصدا الحج وقضى خمسة وعشرين عاماً من الترحال قبل أن يعود إلى وطنه بأخبار الممالك والمسالك وأخبار البشر والعباد في كل البلاد التي قام بزيارتها والتجول فيها.
وتقتضي الرحلة وجود رحَّالة، يقوم بالانتقال من مكان إلى آخر، ويصف أثناء ذلك مشاهداته، والرحَّالة "ابن بطوطة" زار في رحلته بلداناً متعددة، وشملت جولاته:"بلدان المغرب العربي، ومصر، وبلاد الشام "سوريا الكبرى"، وشبه جزيرة العرب، والعراق، وجزءاً من الساحل الشرقي لأفريقيا، وإيران، وتركيا، وحوض الفولجا الأدنى، وتركستان، وأفغانستان، والهند، وجزر المالديف، وساحل كرومانديل وسيلان وجزر الهند الشرقية، وجنوبي الصين، كما شملت أيضاً الأندلس، وأقطار غربي أفريقيا".
ووصف "ابن بطوطة" ما رأته عيناه أثناء تنقله من مكان إلى آخر، فوصف من دمشق – على سبيل المثال- الجامع الأموي، وذكر الأئمة والمعلمين والمدرسين فيه، ثم ذكر قضاة دمشق، وحكايات عن بعض الشيوخ والقضاة والفقهاء، وذكر جبل قاسيون...
وركز "ابن بطوطة" اهتمامه على وصف الحياة الاجتماعية والدينية للبلدان التي زارها، فتحدث عن عادات الناس وتقاليدهم، وعباداتهم، ومقدساتهم.
أما "نجيب محفوظ" فقد تجاوز ذلك كله، وهو يكتب روايته على شكل رحلة، فجاءت "رحلة ابن فطومة" مؤلفة من بداية يمثلها "الوطن"، ونهاية تمثلها "دار الجبل"، وخمسة بلاد بينهما، هي:
(بلاد المشرق)، (بلاد الحيرة)، (بلاد الحلبة)، (بلاد الأمان)، (بلاد الغروب).
وقد رتب نجيب محفوظ البلدان التي زارها بطل الرواية "ابن فطومة" ترتيباً يستند إلى تعدد الأنظمة السياسية والاجتماعية والدينية، ويراعي مستوى التطور والتقدم، فالوطن، وهو مسقط رأس الرحالة يمثل (دار الإسلام) التي تشيع فيها مظاهر التخلف، والانحطاط، والظلم، والاستبداد، و(دار المشرق) وثنية، وبدائية، كبلدان القارة الإفريقية، و(دار الحلبة) تمثل البلدان الرأسمالية، و(دار الأمان) تمثل البلدان الاشتراكية، أما (دار الغروب) فهي "المطهر" الذي لا بد من عبوره للوصول إلى (دار الجبل) التي تمثل حلم الإنسان في تجاوز النقص الذي يعتور البلاد الأخرى؛ الواقع والحياة، والوصول إلى الهدف النهائي، وهو السعادة المطلقة أو الكمال.
إذن فرواية "رحلة ابن فطومة" هي رحلة البحث عن دار مبتغاة (ربما نظام أمثل للحكم، والحياة الاجتماعية، وطرق العيش!) يتحقق فيها نظام الحكم الكامل الذي يوفر العدل، والعدالة، والحرية، والأمان لكل المحكومين.
وهي بحث الإنسان عن الخلاص، وتحقيق السعادة المطلقة في ظل حياة محدودة، لا تسمح للقيم بأن تتحقق فيها.
وتدور أحداث الرواية في جو مشابه لما كان في رواية (ليالي ألف ليلة)، مدينة تجارية إسلامية مزدهرة، قد تكون القاهرة أو بغداد أو دمشق أو أي حاضرة من حواضر العالم الإسلامي في تلك الفترة الوسيطة من تاريخ الإسلام.
وحذا "نجيب محفوظ" حذو ابن بطوطة في رحلته؛ فبطل الرواية "قنديل بن محمد العنابي" الشهير بـ"ابن فطومة"، نسبة إلى أمه، يقوم برحلة يزور خلالها بلداناً كثيرة هي: (بلاد المشرق)، و(بلاد الحيرة)، و(بلاد الحلبة)، و(بلاد الأمان)، و(بلاد الغروب)، ويصف أثناء ذلك مشاهداته.
وقد اهتم قنديل – كما فعل ابن بطوطة- بوصف الحياة الدينية والاجتماعية والسياسية للبلدان التي زارها في رحلته.
يتحدث "ابن فطومة" – على سبيل المثال- عن بلاد (المشرق) موضحاً أنها بلاد وثنية، يعبد أهلها القمر، وفيها النساء والرجال "عرايا تماماً كما ولدتهم أمهاتهم، والعري عادة مألوفة لا تلفت نظراً، ولا تثير اهتماماً، والأجساد نحاسية اللون، نحيلة لا من رشاقة، ولكن من قلة الغذاء".
ثم يتحدث عن عادات الزواج، حيث يقدم الأب ابنته للشاب الذي يعجب بها، فيقضيان فترة تطول أو تقصر، ثم يفترقان، فتستحوذ الفتاة على الطفل الذي ينسب إليها.
ثم يتحدث عن النظام السياسي قائلاً: "ودار المشرق عبارة عن عاصمة وأربع مدن لكل مدينة سيد، هو مالكها، يملك المراعي والماشية والرعاة، الناس عبيده، يخضعون لمشيئته نظير الكفاف من الرزق والأمن".
ويصف "ابن فطومة" في رحلته ما شاهده في (بلاد المشرق)، في ليلة عبادة القمر:
" وما إن غابت الشمس في ناحية حتى تهادى البدر صاعداً من الناحية المقابلة عظيماً جليلاً عذباً واعداً، فهلل الناس حتى ذعرت الطيور في الجو. مضى يصعد مرسلاً ضوءه الذهبي على الأجساد العارية الباسطة أذرعها كأنما لتقبض على الضوء السابح، ومر وقت غير قصير في صمت خاشع حتى استقر القمر في كبد السماء، عند ذلك ند صوت منذر طويل عن بوق في مكان ما، فانشق طريق في شمال الدائرة موسعاً لقادم وقور، وازداد الصمت صمتاً، ولبث الرجل فترة جامداً، ثم ترك عصاه تسقط عند قدميه، ورفع رأسه، وذراعيه نحو القمر، فتبعته الآلاف المؤلفة من الأذرع. وصفق بيديه فانطلق بقوة وشمول، فكأن الأرض والسماء، وما بينهما قد شاركت فيه منتشية بسكر الغناء ووجد العاشقين. وانسربت إلى أعماقي نغمة مفعمة بالحرارة، مميزة الوحشية والخشونة، مجللة بدوي وأصداء، فجاش صدري بانفعالات ترتعش باللذة والرهبة، وتصاعدت لذروة الانفجار، ثم أخذت في الهبوط الوئيد، خطوة في أثر خطوة، حتى استنامت للهدوء وغاصت في الصمت، وأنزل الكاهن ذراعيه ونظر فيما أمامه فتبعته الأذرع، إليه الأعين. والتقط بوقار عصاه فقبض عليها بيسراه، وأنشأ يقول: - هاهو الإله يتجلى بجماله وجلاله، يحضر في ميعاده، لا يتخلى عن عباده، فنعم الإله وهنيئاً للعباد.
ندت عن البحر المحيط همهمة شكر، فواصل الكاهن حديثه: - إنه يقول لنا في دورته أن الحياة لا تعرف الدوام، وأنها نحو المحاق تسير، ولكنها طيبة للطيب، وبسمة للباسم، فلا تبددوا ثروتها في الحماقة. انطلقت من الحناجر زغاريد كالشهب، وصفقت الأيدي على إيقاع راقص.
واستمر الكاهن يقول: حذار من الخصام، حذار من الشر، الحقد يفري الكبد، النهم يتخم البطن ويجلب الداء. الطمع هو وبال، امرحوا، والعبوا، وانتصروا على الوساوس بالرضى".
تتخذ العلاقة بين رواية "رحلة ابن فطومة" و"رحلة ابن بطوطة" أشكالاً متعددة، فعلى مستوى العنوان اختار "نجيب محفوظ" لروايته عنواناً يتناص مع مؤلف بعينه، هو (رحلة ابن بطوطة)، وإذا انطلقنا من أن نجيب محفوظ لا يكتب "رحلة"، وإنما يكتب نوعا جديدا هو الرواية، خلصنا إلى أنه يكتب (رواية على شكل رحلة).
وإذا كان هدف "ابن بطوطة" من رحلته هو أداء مناسك الحج، فإن الدافع إلى قيام "ابن فطومة" برحلته هو تحصيل المعارف والعلوم؛ لإنقاذ الوطن من الأمراض التي لحقت به. يقول للشيخ حمادة السبكي: "من أجل ذلك قمت برحلتي يا شيخ حمادة، أردت أن أرى وطني من بعيد، وأن أراه على ضوء بقية الديار، لعلي أستطيع أن أقول له كلمة نافعة".
ولما كان وطن ابن فطومة متخلفاً، وأهله جاهلين، فإن الرحالة ابن فطومة - وهو يسعى لتخليص وطنه مما هو فيه، بتقديم المعرفة له - إنما يسعى إلى الخلاص الجماعي، وهو بذلك، يقف على النقيض من "ابن بطوطة" الذي سعى في رحلته إلى الخلاص الفردي؛ بالحج إلى بيت الله.
إن "نجيب محفوظ" قدم من خلال روايته رؤيته ورأيه في العالم الإسلامى وأسباب تخلفه، كما أبدى ــ رغم تحفظه ــ رأيه في أهم الأنظمة والحضارات التي عاصرها، وتطور الحضارات الإنسانية.
ورغم كل هذه الرسالة الفكرية الجليلة، فقد دخل إلى عالم التراث والتجريب الروائي معا، باختياره شكل (أدب الرحلة)، ومزجه بالخيال بدلاً من الرحلة الواقعية، والاعتماد على تكنيك المماثلة وتقديم الحوار، وإقامة بناء روائي يتخلى بمحض إرادته عن فكرة الحدث الواحد التام. إننا أمام رواية فكرية تجريبية بالأساس.
المصدر
حياكم الله
http://www.palintefada.com/upload/pic/beesssss.gif
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/bo...orders-150.gif
د. أبو شامة المغربي
http://aklaam.net/aqlam/images/e_mail.gif
kalimates@maktoob.com