رد: أدب الرحـــــــلة ...
http://img141.imageshack.us/img141/8740/15lv.gif
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/bo...orders-150.gif
دمشق الإسلامية في اهتمامات الرحالة والأعلام
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/bo...orders-150.gif
تجمع الآراء على قول: إن دمشق هي أقدم عاصمة مأهولة في العالم، وثمة آراء كثيرة تجزم بأنها بين أقدم مدن العالم، التي ما زالت الحياة تتابع مسيرتها في جنباتها، وقد أورث هذا العمر الطويل لمدينة مثل دمشق ارثاً ضخماً من الانطباعات والمشاهدات والوصف، الذي كتبه عشرات من رجال الفكر والأدب والرحالة والجغرافيين، الذين زاروا دمشق، أو مروا بها.
غير أن أهم ما ورثناه عن انطباعات ومشاهدات ووصف عن دمشق، ما تركه لنا الرحالة والجغرافيون المسلمون، والسبب في هذا يتصل بأمرين أولهما ان دمشق صارت عاصمة الدولة العربية الاسلامية مع بدء الخلافة الاموية، والثاني انه مع صيرورة دمشق عاصمة للدولة الاسلامية، تأسس علم الادب الجغرافي العربي وأدب الرحلات عند العرب، وكان من الطبيعي ان تكون دمشق بين الاهم في آثار وكتابات الرحالة والجغرافيين المسلمين الاوائل، وهو أمر ترك أثره اللاحق في كتابات رحالة وجغرافيي الاجيال التالية.
وأقدم النصوص المعروفة، التي تحدثت عن دمشق الاسلامية، يعود الى القرن الثالث الهجري، وبعده تكاثرت النصوص، وتعدد كتابها وبينهم شخصيات أعلام منهم الخوارزمي، والجاحظ، وابن قتيبة، وابن حوقل والمقدسي والبيروني، واسامة بن منقذ، وياقوت الحموي، وابن خلدون، وابن بطوطة المغربي، وابن اياس، والقرماني، والنابلسي، والصايغ ورفاعة الطهطاوي وغيرهم ممن تناولوا جوانب مختلفة من حياة وطبيعة ومعالم المدينة، موزعين كتاباتهم بين النثر والشعر، وبعضها اتخذ طابعاً وصفياً، فيما اتخذ بعضها الآخر طابعاً انشائياً.
فتح دمشق وموقعها
وكان بين اول من كتب عن دمشق ابن خرداذبه ابو القاسم بن عبد في كتابه «المسالك والممالك» حيث قدم لنا وصفاً للطرق التي تقود الى دمشق والتي تخرج منها وتصلها بالمدن المحيطة او ذات الصلة ومنها طبرية وحمص، والكوفة وبعلبك، فيما قدم البلاذري أبو العباس أحمد بن يحيى بن جابر (المتوفى 79 للهجرة) في كتابه «فتوح البلدان» سيرة فتح مدينة دمشق على ايدي العرب المسلمين واصفاً حصار المدينة الذي شارك فيه بعض من الصحابة بينهم خالد بن الوليد، وأبو عبيدة الجراح، وعمرو بن العاص بحيث أمسك كل واحد من القادة الأمر على أحد بوابات دمشق إلى حين فتحها، وتوقف البلاذري عند كتاب خالد بن الوليد لأهالي دمشق بمنحهم الأمان على انفسهم وأموالهم وكنائسهم، وهو الاساس الذي اعتمد لاحقاً في علاقات المسلمين والمسيحيين من اهالي دمشق وسكانها، وفي المقتبسات كثير من الاحداث والحوادث التي حصلت لشخصيات اسلامية في الشام.
ملامح المدينة الاسلامية
ويأخذنا الاصطخري إبراهيم بن محمد الفارسي إلى أجواء دمشق في كتابه «الأقاليم» ليقدم لنا وصفاً عاماً لدمشق أواسط القرن الرابع الهجري، مبيناً لنا المعالم الرئيسة للمدينة: الارض والاشجار والمياه، وهو يصف مسجدها الكبير الذي «ليس في الإسلام أعمر ولا أكبر بقعة منه...»، ويضيف الهروي علي بن أبي بكر الموصلي، وهو سائح مشهور من القرن السادس الهجري في كتابه «الإشارات في معرفة الزيارات» المزيد من الوصف للمدينة، مقدماً الملامح الخارجية لمدينة دمشق وما يحيط بها من جبل قاسيون، وجبل بردة (برزة)، اضافة الى قرى وسهول المزة، وبرزة وعذراء، وراوية... وهو في كل ذلك يقدم ملامح تلك المعالم على ما فيها وبخاصة ما اتصل بروايات وفيات الصحابة والتابعين، بأخبار الانبياء وهي كثيرة، تتجاوز ظاهر المدينة الى أحيائها ومن مر بها او دفن فيها من كبار المسلمين.
مدينة التآخي والعلم
ويدخل ابن جبير الأندلسي في بعض من تفاصيل دمشق التي شاهدها وعاينها خلال رحلته الشهيرة في القرن الخامس الهجري والتي ضمنها كتابه «رحلة ابن جبير» وفي ذلك وصف المدينة وعاداتها وسكانها وعلاقاتهم.
وفي جملة ما قدم وصفه للجامع الاموي، وللكنيسة المريمية التي «لها عند الروم شأن عظيم» وهي «حفيلة البناء، تتضمن من التصاوير امراً عجيباً تبهت الافكار، وتستوقف الابصار، وهي بأيدي الروم، ولا اعتراض عليهم فيها». ويضيف ابن جبير في الحديث عن تفاصيل دمشق الشام قوله: «وبهذه البلدة نحو عشرين مدرسة، وبها مارستانان قديم وحديث، والحديث أحفلهما وأكبرهما...».
وحازت دمشق اهتمام ياقوت الحموي المتوفى عام 626 للهجرة، وذلك في كتابه المهم «معجم البلدان» فقدم المدينة في وصفها وتاريخها وأخبارها وخصائصها، ومقالة من مر بها من الشعراء ومنهم ابو المطاع بن حمدان، والصنوبري، والبحتري، ويزيد الحموي الى ما تقدم الحديث عن رجالات دمشق وعلمائها.
ويقدم ابن فضل الله العامري الدمشقي المتوفى عام 749 للهجرة في كتابه «مسالك الابصار» لوحة بانورامية عن دمشق، وهو يخص نباتات وعطور دمشق بحيز من اهتمامه، حيث «انواع الرياحين، الآس، والورد، والبنفسج، والنيلوفر، والخلاف، والنرجس والمنثور، والياسمين والترجان، والمرزنجوس، والنمام، والنسرين والى وردها وبنفسجها... ما يستخرج من مائه، ما كان يذكر من جوري نصيبين وماء الورد ينقل الى غالب البلاد».
ولقلعة دمشق مكانتها في اهتمام الذين كتبوا عن دمشق، وكان بينهم أبو البقاء البدري الأديب والشاعر المتوفى عام 894 للهجرة ومؤلف كتاب «نزهة الأنام» حيث يصف قلعة دمشق الموصوفة بـ «حسن بنائها واتساعها... وبها ضريح الصحابي السيد الجليل ابي الدرداء... وبها جامع وخطبة المدينة... وبها حمام وطاحون وبعض حوانيت لبيع البضائع، وبها دار الضرب التي تضرب فيها النقود، وبها الدور والحواصل... وبالقلعة آبار ومجار للماء ومصارف، بحيث اذا وقع الحصار، وقطع عنهم الماء تقوم الآبار مقامه».
لقد استوقفت دمشق الرحالة والأعلام بما هي عليه من موقع وتاريخ ومعالم، ادهشت زوارها والمارين بها، فآثر الكثير منهم ان يكتب شيئاً عن هذه المدينة، التي لا تكاد تشبهها مدينة اخرى في العالم.
"دمشق الشام في نصوص الرحالة والجغرافيين العرب والمسلمين"
أحمد أيبش وقتيبة الشهابي - دمشق - وزارة الثقافة.
المصدر
حياكم الله
http://www.palintefada.com/upload/pic/beesssss.gif
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/bo...orders-150.gif
د. أبو شامة المغرب
http://aklaam.net/aqlam/images/e_mail.gif
kalimates@maktoob.com
رد: أدب الرحـــــــلة ...
http://img141.imageshack.us/img141/8740/15lv.gif
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/bo...orders-150.gif
أربع دراسات جديدة في أدب الرحلة عن سلسلة ارتياد الآفاق
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/bo...orders-150.gif
صدر مؤخرا عن دار السويدي الإماراتية ضمن سلسلتها "ارتياد الآفاق" أربع دراسات جديدة عن رحلات قام بها أدباء ورحالة عرب في عدد من الدول العربية والأجنبية ما بين القرنين السادس عشر والعشرين.
وأوضحت دار السويدي المسؤولة عن هذه السلسلة أنها سعت من خلال هذه الخطوة إلى إعادة نشر الكتب الخاصة بأدب الرحلات، التي قام بها العرب إلى دول العالم خلال العشرة قرون الأخيرة، إحياء للتراث العربي، وتأكيدا على أن العرب أهل حوار واعتدال وتسامح.
وأكد الشاعر الإماراتي محمد أحمد السويدي، صاحب دار النشر التي تتخذ من أبو ظبي مقرا لها، أن المشروع يهدف إلى "ردم الفجوة بين الثقافة الجغرافية العربية والمعرفة بها وانتشال هذا الإرث من عتمة الإهمال، التي دفن فيها على مدار أجيال"، وأضاف الشاعر نوري الجراح، الذي يشرف على هذه السلسلة، أنه بإصدار هذه الكتب يصل عدد الرحلات، التي نشرت الدار دراسات حديثة عنها إلى 30 رحلة من أصل 100 رحلة تم سابقا الإعلان عن إصدارها بالتعاون مع المؤسسة العربية للدراسات والنشر في بيروت.
وتتعلق الإصدارات الأربعة بـ"رحلة أفوقاي أحمد بن قاسم الحجري الأندلسي إلى القاهرة والمغرب وباريس عام 1611" من تحقيق وتقديم الكاتب المغربي محمد رزوق، و"رحلة فرانسيس فتح الله المراش لباريس عام 1867" من قديم الأديب السوري قاسم وهب، ورحلة "الارتسامات اللطاف في خاطر الحاج إلى أقدس مطاف 1929" للأمير شكيب أرسلان من تقديم الأديب أيمن ياسين حجازي، و"رحلة الشتاء والصيف إلى المدينة المنورة واستانبول 1629" لمحمد بن عبد الله الحسيني الموسوي المشهور بكبريت، التي قدم لها الأديب سامر الشنواني.
وتتناول الرحلة الأولى تنقلات أفوقاي في نهاية القرن السادس عشر انطلاقا من الأندلس باتجاه المغرب ثم تونس فالقاهرة في محاولة منه لطلب النصرة لشعبه الأندلسي.
وتبين الرحلة فشل أفوقاي في إيجاد نصير في المشرق، فتوجه إلى المغرب عبر تونس، حيث أرسله سلطان المغرب إلى فرنسا مندوبا إلى أمرائها وملوكها، قبل أن ينتقل إلى شمال أوروبا ليكون أول عربي يصل إلى هولندا.
واعتبر نوري الجراح أن "رحلة باريس لفرانسيس فتح الله المراش" بمثابة رسالة موجهة إلى بني قومه غايتها التنوير والتبصير، ومؤداها "أن السبيل الوحيد للخروج من ظلمات العصور الوسطى هو العلم، لأنه الأساس الذي تبنى عليه الحضارات، والنور الذي يبدد عالم الخرافات والأوهام".
أما الرحلة الثالثة "الارتسامات اللطاف في خاطر الحاج إلى أقدس مطاف"، فتمثل برأي الجراح وثيقة غنية بالمعلومات تلقي الضوء على تاريخ وجغرافية وخيرات الحجاز/ مضيفا أنها تحتوي على "يوميات أدبية حافلة بالجمال والروعة وصورا ومشاهد وانطباعات"، فيما اعتبر "رحلة الشتاء والصيف" نمطا فريدا في أدب الرحلة، لم يبخل صاحبها ب"تدوين كل خلجات نفسه، وخطرات قلبه، ونبضات عواطفه، ولم يخف حسراته وآهاته وشطحات فكره".
المصدر
حياكم الله
http://www.palintefada.com/upload/pic/beesssss.gif
رد: أدب الرحـــــــلة ...
http://img141.imageshack.us/img141/8740/15lv.gif
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/bo...orders-150.gif
جائزة ابن بطوطة للأدب الجغرافي
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/bo...orders-150.gif
نال الباحث المغربي الدكتور عبد النبي ذاكر أستاذ التعليم العالي بكلية الآداب والعلوم الانسانية التابعة لجامعة ابن زهر بأكادير جائزة ابن بطوطة للأدب الجغرافي عن دراسته التي تحمل عنوان:
"الرحلة العربية إلى أوروبا وأمريكا والبلاد الروسية خلال القرنين التاسع عشر والعشرين دراسة في المحتمل"
وهي الدراسة الأولى التي افتتح بها مشروع ارتياد الآفاق بدولة الإمارات سلسلة "دراسات في الأدب الجغرافي"، مانحة إياه جائزة خاصة بالدراسات النقدية الرحلية، ويأتي هذا الاستحقاق بعد سلسلة من الدراسات في هذا الحقل، نخص منها بالذكر كتاب "الواقعي والمتخيل في رحلات الأوروبيين إلى المغرب"، و"صورة أمريكا في متخيل الرحالين العرب"، و"عتبات الكتاب مقاربة لميثاق المحكي الرحلي العربي"، و"العين الساخرة أقنعتها وقناعاتها في الرحلة العربية" .
أما الإصدار الجديد الذي جاءت طبعته الأولى سنة 2005 عن دار السويدي للنشر والتوزيع بأبو ظبي، فيقع في ست وستين وست مائة صفحة من القطع الكبير.
والكتاب دراسة تستنطق نصوص الرحلة العربية إلى أوروبا وأمريكا وروسيا، وتستحضر النص الغائب، فتتملى ما وراء السطور، للوقوف على الكتابة الهاربة، وهي تعمل على إثارة أهم ما يمكن من تساؤلات حول صيغ وأشكال اشتغال ووظائف هذا النمط من أنماط الكتابة السردية المتوسلة بتقنية بسيطة تتأسس على الوصف والإخبار والحكي، دون الجنوح المبالغ فيه نحو الإنشاء.
لا تتوقف هذه الدراسة للرحلة العربية عندما تعكسه من صراعات ومواقف وحالات اختلافية فقط، وإنما تعمد أيضا إلى متابعة ما تم احتماله من تأثير تلك الصراعات والمواقف والحالات.
وتكمن أهمية الحديث عن الاحتمال في كونه يذلل صعوبات تسييج الخصوصية النصية لهذا الخطاب الذي يشكل بوتقة تنصهر فيها أنماط من النصوص الوصفية والسردية، وتتجاور أشكال التعبير من كتابة ورسوم وصور.
وإذا كانت الرحلة العربية تفصح عن تشابك وتنوع مذهلين، فإننا بإزاء المتن المدروس سنكون أمام السائح والصحفي والسياسي والعالم والطالب والمدرس، وحتى ناشد المتعة، فكل من هؤلاء باحث عن المعرفة من طرف خاص.
وبين رحالة من المشرق وآخر من المغرب، ينعقد لهؤلاء المسافرين لواء المغامرة في أرض الآخر، في أحوال حياته، وتقاليده وطقوسه ومعتقداته، وصروح عمرانه، وإنجازاته الحضارية.
إن تركيز هذه الدراسة على آثار رحالة القرنين التاسع عشر والعشرين، يأتي من اعتبار هذه الحقبة مرحلة حاسمة في تاريخ العلاقات العربية المعقدة بالغرب.
المصدر
حياكم الله
http://www.palintefada.com/upload/pic/beesssss.gif
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/bo...orders-150.gif
د. أبو شامة المغرب
http://aklaam.net/aqlam/images/e_mail.gif
kalimates@maktoob.com
رد: أدب الرحـــــــلة ...
http://img141.imageshack.us/img141/8740/15lv.gif
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/bo...orders-150.gif
ابن بطوطة لم يكن مجرد رحالة ولكنه كان بمثابة سفير متنقل لبلاده
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/bo...orders-150.gif
اعتبر الأستاذ عبد الهادي التازي يوم الخميس في الرباط أن الرحالة المغربي ابن بطوطة لم يكن مجرد رحالة يجوب الأرض، ولكنه كان بمثابة سفير متنقل لبلاده، يعرف بها ويحمل إليها ما جد من تطورات في الجهات الأخرى، وخاصة في دولة المماليك بمصر، التي كانت حليفا قويا للمملكة المغربية، مشيرا إلى التشابه القوي بين التاريخ القديم لمصر وبلاد المغرب.
وقال التازي، في مداخلة بعنوان "المركز الدولي لمصر من خلال رحلة ابن بطوطة"، التي نظمها المركز الثقافي المصري بمناسبة مرور 700 سنة على ميلاد الرحالة المغربي، إن ابن بطوطة استعرض مظاهر الدولة الكبرى في مصر، والتي كانت تتجلى في مؤسساتها الحضارية والعمرانية، وفي تنظيماتها السياسية المحكمة، وفي توفيرها الأمن الوطني والغذائي والثقافي أيضا على مدى مساحة واسعة عريضة.
وأضاف أن هذه المظاهر كانت تتجلى أيضا في الجانب السياسي، الذي كان يظهر بصفة واضحة في البعثات الديبلوماسية، التي كانت ترسلها مصر إلى الجهات الأخرى، أو تتقبلها من الجهات النائية حيث ازدهر ما أسماه بـ"الأدب الإداري للدولة".
وفي هذا الصدد، ذكر المحاضر بأمر الرسائل، التي كانت مصر تتبادلها مع الأمم الأخرى، خاصة مع المغرب، مما توجد نصوصه في المصادر الأساسية، وأشار إليه ابن بطوطة في معرض حديثه عن مقاومة الدولة المصرية للتحديات التي تهددها من قبل التتر، على نحو ما كان المغرب يقوم به من كفاح ضد حركات التوسع التي ظهرت ضده من لدن مملكة قشتالة.
وتحدث الباحث عن وسائل الاتصال السريع، التي كانت متوفرة في مصر، انطلاقا من الحمام الزاجل، الذي كان يحتاج إليه في بعض الظروف الصعبة، وانتهاء بالبريد، الذي يعتمد على السير، مذكرا بأهمية سرعة النبإ في بناء الدول عبر التاريخ، باعتبار أن "الدولة هي الاتصال والاتصال هو الدولة"، مشيرا إلى رواق المغاربة بالأزهر الشريف، الذي اعتبره مركزا ثقافيا للمغرب في مصر.
وأشار التازي إلى أن ابن بطوطة لم يقتصر في حديثه حول مصر، على ما كان يراه هو بهذا البلد، ولكن على أصداء مصر في الجهات التي كان يزورها، مقدما ملك مصر على أنه أحد الأقطاب السبعة، الذين كانوا يحكمون عالم الأمس إلى جانب ملوك المغرب والعراق والهند والصين وخوارزم وتركستان.
ودعا المحاضر إلى وجوب الاستفادة من رحلة ابن بطوطة لكتابة تاريخ العرب مبرزا حاجة الرحلة الماسة إلى فيلم من مستوى رفيع، يليق بعظمة الرحلة وصاحبها، الذي أصبح تراثا عالميا يحظى بالتقدير والإكبار من الجميع، مشيرا إلى مصداقية ابن بطوطة فيما كان يرويه، إذ أن الحقيقة تكشف يوما عن يوم أنه كان قمة فيما يسجله من أحداث، وخاصة ما يتعلق بالتاريخ الدولي لدار الإسلام في العصر الوسيط.
وفي مداخلة بعنوان "مصر القاهرة في عيون الرحالين المغاربة"، أكد الأستاذ محمد بنشريفة، من جانبه، أن عددا كبيرا من الرحالين المغاربة من أمثال ابن رشيد السبتي والقاسم السبتي، والبلوي، والناصري، والعياشي اهتموا أساسا لدى حلولم بأرض مصر بلقاء العلماء، وانبهروا بفخامة القاهرة، وكثرة ساكنتها، وتعدد عجائبها.
وأضاف بنشريفة أن هوءلاء الرحالين توقفوا أيضا عند المارستانات، والقرافات "مدينة الموتى كما أسماها المستشرق ماسينيون"، والتي اعتبرها الرحالة ابن جبير "إحدى عجائب الدنيا"، كما توقفوا عند الزوايا "الخوانق"، التي يأوي إليها الحجيج، وأبناء السبيل وطلاب العلم، والتي يهتم بها الأمراء والأعيان بالحرص على إطعام وكسوة وراحة مريدي كل طائفة من الطوائف التي تشكلها.
وأشار إلى حديث الرحالة المغاربة عن أماكن التنزه في الأعياد لدى المصريين، ومضغ قصب السكر، والحليوات وغيرها، مما لم يكن مألوفا في بلادهم، منتقدين على الخصوص نظام الجمارك، الذي كان متبعا بالإسكندرية الذي كان يعرضهم للتفتيش "حالة ابن جبير مثلا".
وتحدث الباحث عن وصف الرحالة المغربي القديم أبو حامد لمسلات عين شمس، التي تعود للحقبة الفرعونية من تاريخ مصر، والتي تحظى حاليا إلى جانب أهرام الجيزة، وسقارة ومنارة الإسكندرية باهتمام أوفر مما عداها. كما تحدث عن وصف الحسن الوزان الفاسي الدقيق في كتابه "وصف مصر" للمكارين الذين يعيشون من كراء الحمير، "المدربة على أن تمشي هونا"، والمخصصة لركوب الأعيان، مشيرا إلى أن وصف الرحالة ابن سعيد المغربي في "القرن السابع الهجري" لمشاهداته بمصر تراوح بين الإعجاب والنقد.
واعتبر الأستاذ حسين نصار، من جهته، أن الرحلة كانت أمرا طبيعيا عند العرب، الذين عرفوا الرحلات البرية "الجزيرة العربية" والبحرية "البحرين وعمان .."، وكذا الرحلات الدينية والاقتصادية والعلمية والإدارية، ولعوامل شخصية أو حتى خيالية، مما جعل الأدب العربي من أغنى الآداب بفن الرحلة.
كما اعتبر الباحث أن من أهم أسباب تيسير الرحلات الشعور بالأخوة، وحث الإسلام على السفر للحج وطلب الرزق، وتخفيفه الأعباء الدينية على المسافر، ويسر الزواج خلال السفر، وانتشار اللغة العربية.
وأكد على ضبط ابن بطوطة لأسماء الأماكن والأعلام من أمراء وأعيان وعمائر المدن ومساحتها وموقعها وإنتاجها وطيورها وحيواناتها ومقابرها ومآثرها، مشيرا إلى شك الباحثين والمحققين حاليا في ثناء "رحلة ابن بطوطة" على كل مدينة كبيرة يصفها، إذ اعتبروا أنها قد تكون من وضع ابن الجزي، الذي كتب ما أملاه عليه الرحالة المغربي، كما أشار إلى أن ابن بطوطة ربما لم يشاهد الأهرام بتاتا وأن وصفها في "الرحلة" قد يكون من وضع ابن الجزي لأنه وصف "غير دقيق".
وبالمناسبة قدم أشرف زعزاع سفير جمهورية مصر العربية بالرباط درع المركز المصري للأستاذ حسين نصار، الذي حاز في الآونة الأخيرة على جائزة الملك فيصل العالمية، كما سلمت ثلاث ميداليات فضية للأساتذة التازي، وبنشريفة، ونصار.
وتم أيضا تقديم عرض مصور لرحلة ابن بطوطة إلى مصر من إعداد الأستاذ حامد عبد الرحيم عيد المستشار الثقافي رئيس المركز الثقافي المصري.
حياكم الله
http://www.palintefada.com/upload/pic/beesssss.gif
رد: أدب الرحـــــــلة ...