رد: أدب الرحـــــــلة ...
http://img141.imageshack.us/img141/8740/15lv.gif
http://www.25q8.com/vb/uploaded/wrdaa.gif
"رحلة في المشرق والمغرب"
http://asofilotetuani.jeeran.com/files/115685.JPG
صدر مؤخرا لعضو جمعيتنا الأستاذ الباحث الحسن الغشتول كتاب جديد بعنوان:
"رحلة في آفاق المشرق والمغرب"
وهو عبارة عن رحلة ذهنية خارقة لعوالم متعددة، ما بين الخيالي المحض والواقعي القح بناء على معطيات تاريخية صحيحة السند، قائمة الرواية، وعلى هدي من الخيال البديع المتسامق في الممكن والمستحيل.
و"الجمعية الفلسفية التطوانية" إذ تهنئ أحد أعضائها الفاعلين بهذا الإصدار الجديد عن دار "الحضارة للنشر" بالقاهرة، لتتمنى له مزيدا من العطاء والإبداع في مجالات البحث العلمي، وفنون الأدب وأبوابه، وهاكم مقطعا من هذه الرحلة الذهنية، التي تجوب أفقا عزيزا على قلوب كل أعضاء ومحبي "الجمعية الفلسفية التطوانية"، بما له من رمزية ومعنى …"
يترصد الرجع لخطاك، فيذكرك بما لدمشق من أخوات وأتراب. فدع عنك تدمر وعجائبها الخلية .. دع عروس الصحراء وما توشت به في أزمنة زنوبيا وأورليانوس وابن الوليد، عندها تختال وتتملكك دهشة الإعجاب ولا شك.
أما أنا، فعند كل باب المدن السبعة في تطوان تفتح أمامي دفات الأمل والرجاء، إني أرنو إلى نبض الشام فأناجيك في صمت، وأحس أن أبوابي السبعة جميعها مشرعة على عالمك البهي، أبوابنا يا صفي الدينأيضا كانت محكمة في إغلاقها وهي مثل أبواب مدينتك التي يلجأ إليها عند الويلات والخطوب، أتراني ممن نسي عند عتبات انسياقه إلى فسحات الحياة خارج الأسوار، ظلا ظليلا وحلما مورقا في أعماق لا يراها أحد من الناس غير الذين أسرتهم بجمالها الخفي رساتيق متلونة عشنا في كنفها راضين آمنين، وما يزال الصوت يسري في مسمعك، يستثيرك فتجيبه، يحدثك فترد عليه بذكرى تنبعث من أفقك الغابر، يقول لك:
"وعند حوران مدينة عظيمة يقال لها اللجاة، فيها من البنيان ما تعجز عن صفته ألسن العقلاء، كل دار مبنية من الصخر المنحوت، وليس في الدار خشبة واحدة، أبوابها وسقوفها وغرفها وبيوتها من الصخر المنحوت الذي لا يستطاع أن يعمل من الخشب على إحكامها".
يتسرب إليك شعور الحنين إلى هواء البلد ونسمته، إلى بسائط الفدان الساحرة .. تعرفه وهاجا إلى الأبد، منذ التحمت فيه ذائقة الشعر بمهرجان الفكر ووصال البسطاء منا .. إلى بلد الأكرمين عبورا ألقا في احتفال الذاكرة الندية المعتقة برائحة الأصالة والحب الدفين، فدان يختزل في ذاكرة شيوخ المدينة أسرار هذا المكان كله.
هو عندنا دم مخضب بعشق ونور .. هو عندنا ملاذ، وكلما هجست في خواطرنا ظنون، أوعصفت بنا حالكات ألفينا عقد حياة .. أوجدنا سببا من أجل التغلغل في الجذور ..
تنزلت بنا يا صفو الصفاء مثلكم محن أشد وأدهى، بلاء يشيب له الولدان، ثم كان عندنا مثلكم حجاز الأمن والأمان .. أسوار كانت تتعالى من داخلها أصوات التكبير فرحا بالنصر وعشقا للتراب، بجانبها قلاع ..
في الأعالي قصبة درسة الحاضنة النابضة، لا تمر عين بها إلا على وشاح عمران خالد .. تمر إلى سقايات وأبراج وساحات رابضة، كانت الأبواب السبعة دائما طريقنا لاختراق ذاك الجدار، كان التماثل مدهشا بين ربوع مراكش وبلاد الشام، وهو مما حدث مرة في التاريخ، ولم يزرنا إلا في الكرى والأحلام .. تماثل بين دورنا القديمة التي ائتلفنا الآن في ظلها النقي.
كل دار منفردة عندكم لا تلتصق بها دار أخرى، لا مهرب لأهل الرساتيق من بطش يد إلا إليها، في القلعة الحصينة دار تضج بكل العمال والخيل والغنم والأبقار، ولما تغلق بابها يجعل خلفها صخر أقوى من الرخام .. مغلق بإحكام.
هذا الاتساق العجيب في الملمح والصفات والعمران هو ما يحذو فتاي إلى مرابع الخلد والاعتلاء، هو ما يحذو بطلا رشحنا له كينونة أندلسية موشوجة بأصولها المشرقية، فهو لك الصميم .. بأنفاسك يسري سريان الماء في العشب .. وهو لي المديد ملء جناني يخفق مثل أفئدة الصبايا عند رعب الحكايا وهول العوادي ولذات الخلاص.
ـ فها أنت قد أصررت على أن تغوص في لجة الفتى الذي تخط مياسيمه يا أحمد بملامح فجرك الندي وألقك الأزلي:
يختلف الفتى الموريسكي عن الفتية في كثير .. يحن إلى فردوسه المفقود، ثم يفيض جنانه شجنا وتحنانا، فيهفو بشوق إلى سادة النجوم.
يطير به الأثير بالذكرى من نجم أندلس، إلى نجم الشام، في المربد وفي موطن الخليل، تشهد الذكرى أن النجم ما أفرد أبدا عن أخيه، حيثما حلت به، في بغداد، أو مصر، كحلت جفن السماء ...
رد: أدب الرحـــــــلة ...
http://img141.imageshack.us/img141/8740/15lv.gif
http://www.25q8.com/vb/uploaded/wrdaa.gif
عبد الرحيم مؤدن وأدبية النص الرحلي
بوشعيب الساوري
بعد لقائها الأول الذي استضافت فيه العلامة عبد الهادي التازي، حول كتابه مكة في مائة رحلة ورحلة والذي قدم خلاله الأستاذ عبد الرحيم مؤدن ورقة أبانت عن أهم مرتكزات الكتاب وخصوصياته وجدته وأهميته بالنسبة للدرس الرحلي.
استأنفت الجمعية المغربية للبحث في الرحلة موعدها الشهري(لقاء الشهر) مع الباحثين والمهتمين بالنص الرحلي، وكان الضيف هذه المرة الأستاذ الباحث عبد الرحيم مؤدن وكتابه الجديد الرحلة في الأدب المغربي (2006) وذلك يوم السبت 5 ماي بقاعة محمد حجي بكلية الآداب بالرباط. وقد ترأست هذا اللقاء الأستاذة مليكة نجيب(باحثة وقاصة /الرباط)، وذلك بحضور عبد الرحيم مؤدن و عبد الهادي التازي.
وقد ذكرت مليكة نجيب بأن هذا اللقاء يأتي من أجل الوقوف عند التآليف الرحلية ومدى إسهام النقد والدرس الأدبيين بالمغرب في تطويرهذا الشكل التعبيري ...
ويشكل مؤلف الرحلة في الأدب، وأيضا المغربي مساهمة نوعية في النقاش الثقافي ، وأيضا للمكانة الاعتبارية التي يحظى بها عبد الرحيم مؤدن كباحث أكاديمي وجامعي ومبدع في مجال البحث الرحلي وذلك من خلال إسهاماته العلمية في هذا المجال دراسة وتحقيقا وإبداعا، إذ أنتج مجموعة من المؤلفات وهي: في مجال الدراسة: أدبية الرحلة (1997)،مستويات السرد في الرحلة المغربية(2006)، الرحلة في الأدب المغربي(2006)، وعلى مستوى التحقيق، قام بتحقيق رحلة الغسال إلى انجلترا(2003) والذي حاز على جائزة ابن بطوطة عن مركز ارتياد الآفاق، وفي مجال الإبداع الموجه للفتيان نذكر: سلسلة رحالة عرب، مغامرة ابن بطوطة للفتيان، رحلة ابن بطوطة الجديدة، بالإضافة إلى مشاركته في الكثير من الندوات الوطنية والدولية التي خصصت لموضوع الرحلة.
المداخلة الأولى كانت للباحث أحمد بوغلا(باحث/كلية الاداب الرباط) وركزت على تقديم رؤية مشهدية، عن طريق العرض الإلكتروني بنظام power-point، لإنتاج عبد الرحيم مؤذن الأدبي والذي عرف مسارات متعددة وممتدة زمنيا، تجلت عبر مستويات تعبيرية وهي:
المستوى النقدي وينقسم بدوره إلى إسهامين؛ أول يخص بحوثه في القصة، إذ أصدر الشكل في القصة المغربية (في جزءين)، كما ألف دليلا لهذا النوع السردي نفسه سماه معجم القصة المغربية، وثان له تعلق بحفرياته في أدب الرحلة؛ إذ كتب تباعا: أدبية الرحلة(1997) مستويات السرد في الرحلة المغربية في القرن التاسع عشر(2006) والرحلة في الأدب المغربي(2006) وهو الكتاب المحتفى به، وقد حاول الإجابة، في كل هذه الكتب، على سؤال التشييد في الرحلة، ملاحقا الأدبي المنتشر في مسارها وصفحاتها.
المستوى الإبداعي وهو يجلي بشكل كبير رغبته في تجاوز تلقي النص الأدبي ونقده إلى معاناته ونظمه؛ فأصدر بذلك مجاميع قصصية أبانت عن روح إبداعية قابعة في دواخل الناقد الفاحص، ومن بين هذه النصوص نذكر "أزهار الصمت" و"حذاء بثلاث أرجل"...
مستوى آخر من الكتابة يتقاطع مع المستويين السابقين، ويسترفد منهما، هو أدب الطفل، حيث أنه استفاد من المستوى الأول باستلهام روح النص الرحلي في الكتابة، ومكنه المستوى الثاني من التعبير عن ذلك بصورة جمالية موحية تقترب من النص الرحلي وتبسطه للناشئة دون أن تخرق ثوابته. هكذا كتب "رحلة ابن بطوطة الجديدة" وكذا "سلسلة الرحلات المغربية والعربية للفتيان" إضافة إلى "السمكة والأميرال" وغيرها كثير ...
ومن خلال هذه اللمحة الموجزة، ألمح المتدخل إلى الملاحظات التالية:
1- أن هذه المستويات تعكس تنوعا في الرؤية إلى الكتابة .. وإلى العالم.
2- أنها تمتد زمنيا من سبعينيات القرن الماضي إلى الآن مع آخر إصدار سنة 2006.
3-أن هذه الكتابات لها تعلق بالفضاء المغربي، وهو ما يعني هم تجذير الهوية المغربية الذي يضطلع به عبد الرحيم مودن. وقد تجلى ذلك عموديا على كل المستويات.
بعد ذلك تدخل الباحث إدريس الخضراوي (باحث وناقد) بعنوان "الرحلة في الأدب المغربي من أجل نمذجة جديدة"، وقد انطلقت من الأهمية الكبيرة التي ينطوي عليها المتن الرحلي المتحقق عبر العصور، كما أشار إلى ان هذا التعدد فرض تعددا في المقاربات(تاريخية، جغرافية، ثقافية، أدبية...)، وفي هذا السياق يندرج كتاب الرحلة في الأدب المغربي، وهو عبارة عن دراسة ترمي إلى توسيع مفهوم الأدب، عبر استكشاف المكونات السردية والتخييلية التي تعطي المشروعية للتعامل مع الرحلة بوصفها كتابة أدبية. لذلك نجد عبد الرحيم مؤدن يلح من خلال التحليل النصي، على العناصر التي تقوي انتساب الرحلة إلى الأدب باعتباره خطابا جماليا وثقافيا منغرسا في البنية السوسيوثقافية لمجتمع الرحالة.
كما ركز إدريس الخضراوي على فعل نمذجة الرحلة في الكتاب، من خلال تأكيد عبد الرحيم مؤدن على وجود وجهتين للرحلة الأولى دينية وتندرج فيها عدة أنواع رحلية (الحجية، الزيارية، الصوفية..) الثانية دنيوية وتضم عدة أنواع رحلية(سفارية، علمية...) مثلما أشار إلى الفروق بين هذه الأنواع، كما ركز على حرص عبد الرحيم على تمييز الرحلة عن بعض الخطابات القريبة منها والتي قد تتداخل معها إذ حرص عبد الرحيم مؤدن على تمييز الرحلة عن الدليل والاستطلاع وذلك من خلال الهدف وأسلوب الكتابة ومدى حضور الخيال في النص الرحلي.
المداخلة الأخيرة كانت للباحث بوشعيب الساوري(ناقد وباحث/ الدار البيضاء)تحت عنوان: في ادبية النص الرحلي قراءة في الرحلة في الأدب المغربي، والتي انطلقت من كون النص الرحلي ملتقى لعدة مجالات معرفية يبقى الأدب واحدا منها، وعبد الرحيم مؤدن يدرج داخل الدراسات الأدبية التي تنظر إلى النص الأدبي باعتباره نصا أدبيا ويعنى بالبحث عن خصوصيات هذه الأدبية كما يصوغها المتن الرحلي المتنوع، وإسهاماته تعكس ذلك، سعيا منه إلى تأسيس أدبية للنص الرحلي.
وأكد أن قراءته لن تكون أفقية تتتبع مضامين فصول الكتاب، وإنما ستحاول رصد المشترك والمختلف، التقاطعات والتداخلات والتفاعلات بين مكونات الكتاب وذلك بهدف رصد آليات الاشتغال النقدي عند عبد الرحيم مؤدن، كما أشار إلى أن الكتاب يتراوح بين التناول العام، الهادف إلى التنظير ورصد تقاطعات المتن الرحلي بوضع اليد على نقط التلاقي بين متنه المتشعب التي تميزه عن غيره من الأجناس مثل بنية السفر، والتناول الخاص الذي ينشغل بقضية يثيرها نص محدد.
وبعد وصفه لمحتوى الكتاب ومكوناته، أشار إلى تعدد المتن الرحلي المدروس، ثم خلص إلى مرتكزات الاشتغال النقدي عند عبد الرحيم مؤدن في هذا الكتاب، وهي:
أ- التعريف بالمتون الرحلية.
ب- التأسيس النظري: يتجلى في حرص عبد الرحيم مؤدن على وضع أسس نظرية لمقاربة المتن الرحلي.
ج- تحديد الأنواع: يرتكز تحديد الأنواع والأنماط الرحلية، سواء الأنواع المتداخلة أو المتباعدة، على إوالية المقارنة التي تطلع برصد التباعدات والتقاربات بين النصوص الرحلية.
د- التحليل النصي: يرصد إما قضايا خاصة بالنص الرحلي أو يتقاطع فيها مع نصوص أخرى. وذلك انسجاما مع المنطلقات النظرية، مع اقتناع مضمر وهو أن التحليل النصي هو الذي يساعد على صياغة النظرية، ويقوم التحليل النصي على رصد خصوصيات المتن الرحلي والقضايا التي تثيرها قراءة بعضه.
وأنهى مداخلته بالخلاصة التالية:" إننا أمام كتاب ينحو إلى تأسيس خطاب نظري يسعى القبض على تقاطعات النص الرحلي الممتد عبر قرون من الارتحال والمختلف والمتعدد بحسب وجهات الرحلة وأهدافها، انطلاقا من استنطاق النصوص والتأمل فيها، بغية صياغة أسس أدبية النص الرحلي انطلاقا من إمكاناته الداخلية، بعيدا عن كل تعسف نظري."
وفي الختام ضربت الجمعية موعدا آخر في الشهر القادم (يونيه2007) مع شعيب حليفي حول كتابه الرحلة في الأدب العربي وسيقدمه إبراهيم الحجري ومليكة نجيب.
http://www.odabasham.net/images/adab18.gif
المصدر
رد: أدب الرحـــــــلة ...
رد: أدب الرحـــــــلة ...
رد: أدب الرحـــــــلة ...
رد: أدب الرحـــــــلة ...
رد: أدب الرحـــــــلة ...