رد: أطروحــــات ورسائــــــل جامعيــــــة
http://www.zmzm.net/images/bsmlah.gif
http://home.att.net/~scorh3/Flower04a4.gif
إضاءات في أدب السيرة والسيرة الذاتية
الدكتور
عبد الله الحيدري
http://www.alriyadh.com/2006/08/29/img/298074.jpg
أستاذ الأدب المساعد بكلية اللغة العربية في مدينة الرياض
المملكة العرية السعودية
http://www.alriyadh.com/2006/08/29/img/298075.jpg
http://www.25q8.com/vb/uploaded/wrdaa.gif
السيرة الذاتية في الأدب السعودي
تعد السيرة الذاتية فناً متميزاً يقع بين التاريخ والأدب، ذلك أنه رواية لأحداث الذات، أو ما يريد الكاتب رصده من تلك الأحداث، ومن هنا جاءت صلته بالتاريخ، أو فن السيرة منه.
وكاتب السيرة الذاتية يلونها بألوان أدبية تدنيها من القصة تارة، وتارة تقربها أو بعضها من المقالة الوصفية ومن هذا جاءت صلتها بالأدب.
وإتيان السيرة الذاتية على هذا النحو جعلها فناً جميلاً يرتاح القارىء إلى مواصلة قراءته لكونه يجد فيه حكاية حاله حيناً، وحيناً آخر يجد فيه الأسوة والقدوة والموعظة والعبرة، إلى ما يظفر به من متعة.
ولقد كنا نظن أدبنا السعودي ضئيل الحظ من هذا الفن حتى خرج علينا عبدالله الحيدري، بهذه الدراسة الشاملة لكل ما أمكن الوصول إليه من مدونات هذا الفن «السيرة الذاتية» ولذا فإن هذه الدراسة تعد أول دراسة للسيرة الذاتية في الأدب السعودي.
صحيح أن دراسة أخرى كتبت بعدها، أوزامنت في أول أيامها دراسة الحيدري، ولكنها لم تكن كمثلها، أعني أن دراسة الحيدري أكثر شمولاً وأدق منهجاً وأسلوباً وليس هذا مقام الموازنة بين البحثين.
وقد نشر الحيدري هذه الأطروحة العلمية عن طريق دار المعراج بالرياض سنة 1418ه، في )752( صفحة من القطع المتوسط، وكانت قد نوقشت في 12/1/1417ه وكان ذلك في قسم الأدب بكلية اللغة العربية بالرياض التابعة لجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.
وقد بنى المؤلف بحثه هذا على مقدمة وتمهيد وأربعة فصول قال عنها المؤلف: «الفصل الأول )النشأة والتطور( تاريخياً/ مسحياً يتتبع ظاهرة الكتابة عن النفس ويرصد تطويرها بحسب ظهورها: من سطور يكتبها المترجم لنفسه، إلى كتاب يخصص لهذا الغرض، وهذا ما يناسب عرض مادتها، أما الفصل الثاني )موضوعات السيرة الذاتية( فاتخذت منهجاً وصفياً يكشف عن هذه الجوانب تبعاً لفقرات الفصل: التاريخية، فالسياسية، فالاجتماعية، فالفكرية.
وأما الفصل الثالث )الشكل الفني( فلم يكن يناسبه سوى المنهج التحليلي/ التفسيري للنصوص دون عناية بالناحية التاريخية، ولا الموضوعية، فاهتممت بالكشف عن الخصائص الفنية في السير الذاتية، بعيداً عن المنهج التاريخي وصرامته، أو الدرس الموضوعي ونمطيته.
وفي الفصل الرابع والأخير )الموازنة( اتخذت منهجاً نقدياً وصفياً يكشف نقاط الالتقاء والاختلاف بين سيرنا وبعض السير الذاتية العربية، لكون الموازنة بحد ذاتها عملية نقدية».
وعن هذاالبحث البكر في ميدانه في الأدب السعودي قال المؤلف: «ولكون البحث يدرس أحد فنون الأدب الحديث في النثر السعودي ليس له قدم الأجناس الأدبية الأخرى، فإن من المهم جداً أن نتعامل مع مصطلح )السيرة الذاتية( بتسامح كبير، وألا يتبادر إلى الأذهان أن الأعمال المدروسة جميعها تتحقق فيها شروط السيرة الذاتية مع ما تتطلبه من أمور صعبة المنال ليس من المتوقع تحققها في بواكير الاصدارات في هذا الجنس الأدبي.
ولكن الأعمال المدروسة على أي حال أشكال من السيرة الذاتية، أو ألوان متفرعة عنها، فقد يكون بعضها ينحو نحو الذكريات، أو المذكرات، أو اليوميات... إلخ.
ومن هنا، فإن استخدام مصطلح «السيرة الذاتية» وإطلاقه على بعض الأعمال إنما هو من باب التغليب، ومن قبيل التوسع في الاستخدام والتجوز، لصعوبة تحديد المصطلح الأدق الذي تنتمي إليه الكتابات المبكرة في هذا اللون.
والهدف من الدراسة وصف هذه الأعمال، وتصنيفها، والتأريخ لصدورها وتطورها، ومدى وضوح المصطلح في أذهان كتابها من عدمه».
ويستفاد من قوله هذا أنه لا يعد الذكريات والمذكرات واليوميات من باب السيرة الذاتية، ولست أرى صحة مثل هذا القول لأن التسمية لا تعني نقل المضمون من ميدان إلى ميدان آخر.
قد يرى ذلك بعض الباحثين من عرب وغير عرب، ولست أرى مثل هذا صواباً، لكون المذكرات والذكريات وكذلك اليوميات حديثاً عن الذات وما يتصل بها، وما اتصلت به من شؤون الحياة والأحياء، وهذا يعني أنها في الصميم من السيرة الذاتية.
على أن المؤلف قد عقد عنواناً في التمهيد هو: «السيرة الذاتية» وأشكالها المتفرعة عنها وذكر منها الاعترافات، والذكريات والمذكرات واليوميات وهذا لون من ألوان الاعتراف الصريح بكونها من المذكرات وفي صدره قال: «تفرعت السيرة الذاتية» إلى )صيغ كثيرة وأشكال متعددة لا تقتصر على سرد حياة الإنسان سرداً تسجيلياً ميكانيكيا، بل تهدف إلى الاختيار والتركيز والتصنيف ومتابعة خط ذي دلالة معينة في حياة الإنسان ولعل أبرز الأشكال والألوان التي تتبع السيرة الذاتية الاعترافات والذكريات، والمذكرات، واليوميات، وغير ذلك من الصيغ التي تنضوي تحت بند أدب البحث عن الذات وكشفها للنفس وللآخرين.
ولأن كثيراً من الناس يخلطون بين هذه الأشكال خلطاً بيناً، ولا يكادون يدركون الفروق بينها، فإن من المستحسن أن نتحدث عن مدلول هذه الأشكال كل على حدة(.
ثم تحدث عما عده فروقاً بينها وهي فروق إن صحت فإنها فروق بين أنواع الفن الواحد.
أما القسم الثاني من التمهيد فعرض سريع للسير الذاتية المطبوع منها والمخطوط.
ولما كان فيما عرضه في هذا كتاب «من حياتي» الذي أطلعته في حينه على ما كان في يدي منه فأحسب أنه من حقي الإشارة إلى أن ما اطلع عليه الباحث لم يكن سوى خُمس الكتاب، ولم أستر بقيته عنه عامداً ولكني كنت أظن أنه هو ما دونت ولكني عثرت بعد ذلك على ما يزيد على أربعة أضعاف ما اطلع عليه ابننا المؤلف.
فكتاب «من حياتي» تبلغ صفحاته )1500( صفحة، وأحسبه سوف ينمو أكثر.
وفي الفصل الأول: )النشأة والتطور( تحدث عن بدايات السيرة الذاتية، ثم عن مراحل كتابتها، ثم عن السيرة الفنية، وعن هذه أعني السيرة الفنية قال: «إن الفارق بين هؤلاء وكاتب السيرة الفنية يماثل الفرق بين الناظم الذي يحسن علم العروض ويجهل الصياغة الفنية، والشاعر المطبوع الذي يكتب القصيدة مستخدماً أفضل ما يملك من أدوات فنية ولذلك يمكن القول: إن كثيراً من الكتابات الذاتية تأخذ شكل السيرة فقط، وعند التأمل يتضح أنها ليست سيرة ذاتية فنية مع ما يتطلبه ذلك من أسس وقواعد.
فهناك فارق بين أن يسجل المرء ما مر به في حياته عبر مراحلها المتعددة تسجيلاً تاريخياً/ تقريرياً يميل فيه إلى السرد وتقرير الحقائق، وأن يغمس قلمه في حبر الفن، ليروي لنا قصة حياته بأسلوب مشرق، مترابط الأحداث، مصوراً الصراع الداخلي بدقة، وقائماً على التفسير والتحليل للحوادث، متضمناً الاعتراف ببعض الأخطاء، أو القرارات المتسرعة التي اتخذها في حياته.
ومن هنا فإن مطلب السيرة الذاتية الفنية مطلب عسير،ولا يتيسر إلا للموهوبين من الأدباء و الكتاب. ومن يكتب سيرته بصدق لابد أن ينظر إلى نفسه نظرة عميقة متأنية ليعرفها حق المعرفة».
ووصف السيرة الذاتية الأدبية بالفنية قول لا غبار عليه لكن لو وصفوها بالأدبية لكان ذلك أدق.
على أنه ربما لحظ أن كاتب السيرة الذاتية قد لا يكون أديبا ولكنه يملك من إحسان القول ما يدخل أسلوبه في إطار الفن الأدبي الجيد، وإن كنت أرى ذلك غير مسوغ لأن كاتباً من هذا الطراز لابد من أن يلحق في أسلوبه بالأدباء.
وفي الفصل الثاني: «موضوعات السيرة الذاتية» عمد المؤلف إلى انتزاع هذه الموضوعات من السيرة الذاتية دون أن يعمد إلى عرض كل سيرة على حدة، وهذا المذهب الذي ذهب إليه حسن، بل هو ما أراه الصواب في مثل هذه الدراسة.
أما الفصل الثالث: «الخصائص الفنية» ففيه تحدث عن الباعث الفني، وشخصية الكاتب، والنزعة القصصية، والاعتدال والتكلف، والمستويات الزمنية، وصورة المكان واللغة والأسلوب، وكأن مذهبه في حسن انتزاع الملامح الفنية كإحسانه في قبس الموضوعات في الفصل الثاني.
أما الفصل الرابع ف«موازنة بين كُتَّاب السيرة الذاتية في المملكة العربية السعودية وغيرهم في الأقطار العربية، ولم يكن إحسانه في هذا الفصل بأقل من احسانه فيما مضى فهو لم يعمد إلى تخير سير معينة يوازن بينها وإنما نهج في ذلك منهجاً يتخير فيه مواقف أو حالات أو لوحات فنية كلامية أو نحو ذلك فيوازن بين كاتبين أو أكثر فيها.
ومما أحسن واحسانه وافر أنه أشاد «باعتداد الأدب السعودي واحتشامه».
ثم أنهى بحثه بخاتمة أوجز فيها ما انتهى إليه في هذا البحث الفريد فيما أرى، اتبع ذلك بفهارس جيدة تخدم الناظر في كتابه.
وأحسب أن ما مضى من حديث يعطي القارىء والسامع صورة لإحسان المؤلف في هذا الكتاب الذي ما أظنه في حاجة إلى التنويه بما اشتمل عليه من جدة ودقة واستيعاب للمادة مع فهم ذكي وإدراك حصيف لكل ما في مادته من منطوق ومفهوم.
الدكتور
محمد بن سعد بن حسين
http://home.att.net/~scorh3/Flower04a4.gif
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/bo...orders-150.gif
د. أبو شامة المغربي
http://aklaam.net/aqlam/images/e_mail.gif
kalimates@maktoob.com
رد: أطروحــــات ورسائــــــل جامعيــــــة
http://www.zmzm.net/images/bsmlah.gif
http://home.att.net/~scorh3/Flower04a4.gif
إضاءات في أدب السيرة والسيرة الذاتية
الدكتور
عبد الله الحيدري
http://www.alriyadh.com/2006/08/29/img/298074.jpg
أستاذ الأدب المساعد بكلية اللغة العربية في مدينة الرياض
المملكة العرية السعودية
http://www.alriyadh.com/2006/08/29/img/298075.jpg
http://www.25q8.com/vb/uploaded/wrdaa.gif
الدكتور الحيدري يقدم
السيرة الذاتية في الأدب السعودي
تمثل السيرة الذاتية جنساً إشكالياً في الكتابة الأدبية التوثيقية .. تتراجع إشكاليته حالما يفصح عن خيط لجنس ما ينتظمه .. كأن تكون سيرة روائية مثلاً، وقد مثّلت السيرة الذاتية منجزاً أدبياً لدى مختلف الثقافات واللغات .. وحضرت في الأدب العربي .. حضوراً متفاوتاً ومتعدداً تشرح ذلك العديد من المؤلفات والكتابات التي رصدت حركة هذا الفن عربياً، لقد مثّلت السيرة الذاتية حضوراً ملحوظاً في الأدب السعودي وهو حضور متفاوت تاريخياً واقليمياً .. وتجنيساً .. وقد صاحب هذا الحضور غياب واضح لمؤلف يرصد ويوثق مسيرة هذا الفن وأربابه وتوجهاته.
ولعل كتاب د. عبد الله الحيدري "السيرة الذاتية في الأدب السعودي" الذي صدر مؤخراً في طبعته الثانية يسعى إلى سد تلك الثغرة التوثيقية والرصدية والبحثية للسيرة الذاتية في الأدب السعودي..
الكتاب في أصله أطروحة تقدم بها د. الحيدري إبان دراسته العليا للحصول على درجة الماجستير في الأدب العربي من كلية اللغة العربية بجامعة الإمام بالرياض وقد صدر الكتاب بتقديم للشيخ حمد الجاسر رحمه الله.
استهل الكتاب بتمهيد عن مفهوم السيرة الذاتية والفرق بينها وبين السيرة الغيرية ذلك الفرق الذي استوعبه النقد الحديث انطلاقاً من استيعابه التفرقة بين المصطلحين الغربيين المركبين مزجياً فحاكاهما لفظاً وقال: السيرة الغيرية Biography، والسيرة الذاتية Autobiography وفي التمهيد تناول مفصّل لمصطلح السيرة الذاتية وتطوره والموازنة بين السيرة أو الترجمة الذاتية وما إذا كان هناك سيرة ذاتية شعرية والسيرة الذاتية بين الرواية والمقالة .. والأشكال المتفرعة عن السيرة الذاتية كالاعترافات والذكريات والمذكرات واليوميات واللامذكرات أو الفوجا الذاتية، وعرض الباحث في تعريفه للسيرة الذاتية لتعريفات سابقة كما لدى إبراهيم السامرائي وعبد الله الحقيل وشوقي المعاملي ويحيى عبد الدايم .. وقد خلص د. الحيدري إلى أننا يجب أن ننظر إلى أنواع وأشكال السيرة الذاتية: الاعترافات والذكريات والمذكرات واليوميات .. من فن السيرة الذاتية على أن موقعها: "هو موقع عناصر المادة الخام من المنتج النهائي الذي يحويها، بوصفها من مكونات بنيته ولكنه يختلف عنها بل يسمو عنها والدليل أن الدارس - أياً كانت لغته - يمكن أن يقول: فن السيرة الذاتية .. ولكنه لا يمكن أن يقول: فن المذكرات أو فن اليوميات - على سبيل المثال - دون أن تنقصه الدقة في الاصطلاح، وإذن فهناك تلازم وتبعية بين الشجرة الأم: (السيرة الذاتية) وأغصانها: الاعترافات والذكريات والمذكرات واليوميات.
درس الكتاب مجموعة من الأعمال السيرية هي: أبو زامل/ أيامي لأحمد السباعي، 46 يوماً في المستشفى، أيام في المستشفى لمحمد عمر توفيق، هذه حياتي/ أشخاص في حياتي لحسن حمد كتبي، مذكرات طالب سابق/ مذكرات طالب لحسن نصيف، ذكريات طفل وديع لعبد العزيز الربيع، سيرة شعرية لغازي القصيبي، رحلة الثلاثين عاماً لزاهر الألمعي، ذكريات العهود الثلاثة لمحمد حسن زيدان، تباريح التباريح لأبي عبدالرحمن بن عقيل الظاهري، رحلة العمر لمحمد عبد الحميد مرداد، حياتي مع الجوع والحب والحرب لعزيز ضياء، مذكراتي خلال قرن من الأحداث لخليل الروّاف، مذكرات وذكريات من حياتي لعبد الكريم الجهيمان، عبد الله بلخير يتذكر، من سوانح الذكريات لحمد الجاسر، من حياتي لمحمد بن سعد بن حسين بالإضافة إلى كتب أخرى، وقد توفر للباحث من بعض هذه الكتب نسخاً منسية وأجزاء جديدة لم يتوافر عليها الباحثون ولا الدارسون فيما قبل.
- الفصل الأول من الكتاب: النشأة والتطور، وفيه بحث للبدايات التي يرى بأنها تعود إلى 1433 هجرية وتحدد بخمسة عشر سطراً لمحمد سرور الصبان يترجم بها لنفسه، وهي الفترة التي اسماها المؤلف بالبدايات في حين حدد نهايتها بالعام 1373 هجرية.
وتكاد تنحصر بواكير السيرة الذاتية في الأدب السعودي في الترجمات الذاتية الموجزة التي يكتبها الأديب عن نفسه والمقالات الذاتية والشخصية ومحاولات تدوين لذكريات مطولة ومما يشار إليه في مرحلة البدايات كتاب أحمد عبد الغفور عطار "بين السجن والمنفى" الذي بدأ تأليفه 1356 هجرية، ومقالة احمد جمال التي كتبها 1362 هجرية.
ومما تناوله المؤلف في هذا القسم: أدباؤنا بين ظهور مصطلح السيرة ودقة الاستخدام وأبرز دوافع تلك الكتابات، ولماذا لم تواكب السيرة الأجناس الأخرى في النشوء واهتمام صحافة المؤسسات بفن المقابلات واثر ذلك.
وفي حديثه عن: مراحل كتابة السيرة الذاتية، أثبت المؤلف عنوانا لطيفاً: لماذا نتعوذ من الأنا .. بحث فيه هذه الظاهرة لدى العديد من الكتاب المؤلفين.. متناولاً ظاهرة تجاهل النقاد للسيرة الذاتية، وقد حصر المؤلف اتجاهات السيرة الذاتية في الأدب السعودي بالاستفادة من شكل القصة وحبكتها التقليدية والاتجاه المقالي من مقدمة وعرض وخاتمة والاتجاه الروائي والاستفادة من النهج الأكاديمي في البحث والتحام السيرة الذاتية بالغيرية ورواية السيرة أو الترجمة الذاتية، وواصل المؤلف هذا الجزء متناولاً ريادة عبد القدوس الأنصاري في قصة حياتي وابن دريس، وترجمته الموجزة لنفسه والمقالة الذاتية لدى كتاب الرسائل الأدبية، ومصطلحات السيرة في مراحل ما بعد البدايات، وأهم مراحل كتابة السيرة الذاتية، والمرأة وفن معالجة السيرة الذاتية.
في الجزء الثالث من هذا الفصل: السيرة الفنية.. نقرأ حصراً لقوالب السيرة الذاتية يشمل في القالب الروائي والتفسيري التحليلي والقالب الذي يجمع بين التحليل والتصوير بالإضافة إلى بحث التداخل بين السيرة الذاتية مع الرواية من خلال أعمال مثل أبو زامل للسباعي وذكريات طفل وديع لعبد العزيز الربيع وسيرة شعرية للقصيبي، وحياتي مع الجوع والحب والحرب لعزيز ضياء.
* الفصل الثاني: موضوعات السيرة الذاتية .. وأول ما طالعنا منها: الموضوعات التاريخية كما لدى أحمد السباعي وخليل الرواف ومحمد حسين زيدان وعزيز ضياء وعبد الله بلخير وحمد الجاسر.
ثم الموضوعات السياسية والتي تتمحور في القضية الفلسطينية وقضايا الوحدة العربية وتظهر الموضوعات السياسية في السير الذاتية المحلية كما لدى محمد حسين زيدان وأبوعبد الرحمن والقصيبي وزاهر الألمعي ومحمد عمر توفيق وخليل الرواف وبلخير.أما الموضوعات الاجتماعية فقد تكثف الاهتمام بها لعدة اسباب من أبرزها ان الفترة الزمنية التي يتحدث عنها الكتاب تكاد تقترب من قرن من الزمان وهي مدة ليست بالقصيرة وتشكل مرحلة حساسة وحاسمة في تاريخ الجزيرة العربية، وكذلك وجود اختلاف ملحوظ في العادات والتقاليد المتبعة في مناطق المملكة واختفاء المجتمع التقليدي والفارق بين مجتمع الأمس البعيد وغير البعيد واليوم وكان تناول هؤلاء الكتّاب يأخذ بعدين: بعد الحنين إلى الماضي وبعد بيان الأوضاع الأمنية والاقتصادية الصحية التي كان يعاني منها إنسان هذه الأرض في فترات سابقة، ويمكن ملاحظة الموضوعات الاجتماعية في السيرة الذاتية المحلية في كتابات أحمد السباعي ومحمد حسين زيدان وعبدالعزيز الربيع وعبد الحميد مرداد وعزيز ضياء وحمد الجاسر وزاهر الألمعي ومحمد عمر توفيق وعبد الكريم الجهيمان ومحمد بن سعد بن حسين والقصيبي، أما الموضوعات الفكرية فإن ما عني به السيريون في هذا الجانب متقارب جداً .. إذ يشمل حديثاً عن الكتاتيب وندرة المكتبات وبعض مظاهر الحوار الفكري الذي كان سائداً آنذاك .. ويمكن ملاحظة الموضوعات الفكرية في أعمال سيرية لدى أدباء مثل حمد الجاسر وحسن كتبي وزيدان والسباعي والقصيبي وابن عقيل.
الفصل الثالث: الخصائص الفنية .. وفيه حديث الباعث الفني خلف الكتابة والذي قد يكون بهدف الدفاع عن النفس أو بدافع فني محض أو لخدمة الباحثين والدارسين بالإضافة إلى بواعث أخرى.
وفي حديث عن "شخصية الكاتب" عرّف المؤلف بالشخصية وتناولها من خلال نماذج كأحمد السباعي وحمد الجاسر وابن عقيل ومحمد عمر توفيق وزيدان والربيع وكتبي والجهيمان والمرداد وابن حسين والقصيبي وتأتي كثير من السير ذات البعد القصصي في طريقتين .. السرد القصصي والعرض والتحليل .. أما السرد القصصي فيمكن ملاحظتها في كتابات السباعي وضياء وأما العرض فنلحظه لدى الربيع ومرداد وابن عقيل ..
ومن النقاط الفنية التي تخضع للملاحظة في السيرة الذاتية ظاهرة التكلف والاعتدال والصدق وتجهز الذاكرة والمستويات الزمنية وصورة المكان.ومن الظواهر الفنية التي يمكن بحثها في السير الذاتية الظاهرة اللغوية والأسلوبية وقد ناقش المؤلف في هذا المبحث العامية عند عزيز ضياء والضمائر الأكثر شيوعاً في لغة السيرة وفي الظواهر الأسلوبية بحث استخدام الفعل المضارع وافعال الكينونة والتصغير واثارة الأسئلة والازدواج والتكرار.. كل ذلك من خلال نماذج كتاب كابن عقيل والجهيمان وغيرهما.
الفصل الرابع والأخير حوى موازنة بين كتاب السيرة الذاتية في المملكة وغيرهم في الأقطار العربية، وسارت الموازنة في مضمارين هما: المضمون.. وفيه ضمت الموازنة أعمالاً عربية لطه حسين وخليل الهنداوي وغيرهم، وقد وازن المؤلف هنا بين ابن حسين وطه حسين وضياء والهنداوي.
وفي الشكل .. وتناول فيه فلسفة الكتاب السعوديين في اختيار العناوين واستخدام الضمائر والألفاظ والتراكيب والأسلوب وبحث ظاهرة التصغير وبعض الأخطاء الشائعة والجوانب الجمالية.
الكتاب يمثل أبرز وأهم وأول توثيق مر به هذا الفن .. فن السيرة الذاتية في الأدب السعودي .. وقد جاء الكتاب في 808 صفحات من القطع الكبير.
http://www.alriyadh.com/images/Subte...ThkafaLogo.jpg
الخميس 19 ربيع الثاني 1424 هجرية العدد 12781 السنة 39
http://home.att.net/~scorh3/Flower04a4.gif
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/bo...orders-150.gif
د. أبو شامة المغربي
http://aklaam.net/aqlam/images/e_mail.gif
kalimates@maktoob.com
رد: أطروحــــات ورسائــــــل جامعيــــــة
الأصول الفكرية لجماعات العنف الإسلامية المعاصرة
أطروحة دكتوراه
مقدمة من : العقيد علي بن صالح رشيد الوهيبي
المشرف : د.بله الحسن عمرد الأستاذ المساعد بقسم الثقافة الإسلامية بكلية التربية بجامعة الملك سعود
رد: أطروحــــات ورسائــــــل جامعيــــــة
الحرب على الإرهاب في ضوء أحكام القانون الدولية المعاصرة
أطروحة دكتوراه مقدمة لكلية الاقتصاد والعلوم السباسية بجامعة القاهرة
من العميد الركن عبدالرحمن بن عطية الله الظاهري
تكونت لجنة المناقشة من : الأستاذ الدكتور إبراهيم العناني عضو مجلس الشورى المصري وعميد كلية الحقوق بجامعة عين شمس
والأستاذ الدكتور أحمد الونيس أستاذ القانون الدولي بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة
الأستاذ الدكتور أحمد الرشيدي وكيل كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة والمشرف على الرسالة
أوصت اللجنة بطباعة الرسالة على نفقة جامعة القاهرة وتبادل الرسالة بين الجامعات للفائدة العلمية
رد: أطروحــــات ورسائــــــل جامعيــــــة
رد: أطروحــــات ورسائــــــل جامعيــــــة
http://www.zmzm.net/images/bsmlah.gif
http://home.att.net/~scorh3/Flower04a4.gif
جرت يوم الأربعاء (5/6/1428هـ ـ الموافق 20/6/2007م) ابتداء من الساعة الثامنة صباحا مناقشة رسالة جامعية في كلية اللغة العربية بالرياض ـ جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، وهي رسالة دكتوراه تقدم بها الطالب الباحث
مبارك بن سعيد بن مبارك آل زعير
وعنوانها:
"صورة الغرب في الرواية السعودية"
وتكونت لجنة المناقشة من:
1- الدكتور حسين علي محمد ـ الأستاذ بكلية اللغة العربية بالرياض المشرف على الرسالة - مقرراً.
2-الدكتور محمد بن سعد بن حسين ـ الأستاذ بكلية اللغة العربية بالرياض عضواً.
3ـ الدكتور محمد مريسي الحارثي ـ الأستاذ بكلية اللغة العربية بمكة المكرمة ـ جامعة أم القرى عضواً.
واستمرت المناقشة حتى الثانية عشرة ظهراً، ونال الطالب تقدير (ممتاز ـ مع مرتبة الشرف الثانية)
وهذه هي خاتمة الرسالة:
الخاتمة
الحمد لله رب العالمين على تيسيره وعونه وجزيل مننه، وبعد
فلقد كان هدف هذا البحث مقاصد أربعة هي:
1- استكشاف صورة الغرب والموقف منه في فن الرواية السعودية.
2- بيان الصور المتنوّعة والمواقف المتعدّدة بتباين ثقافات الروائيين، واتجاهاتهم الفكرية.
3- ترسيخ المخزون المعرفي، والخبرة الفنية تجاه هذا الجنس الأدبي ( الرواية).
4- خدمة الأدب السعودي لاعتبارات الواجب الوطني، والدافع الفني.
وبفضل الله تعالى أرى أن الأهداف قد تحقّقت، فله الحمد سبحانه .
ففي الجانب الأول استعرض البحث صورة الغرب في محورها الاجتماعي، فرصد عدداً من العادات الاجتماعية، وتوقّف عند مشكلات يعاني منها المجتمع الغربي، ثم تتبّع مدى وجود الدين في الفكر والسلوك الاجتماعي.
كما قدّم البحث صورة التفاعل الاجتماعي بين البيئتين الشرقية والغربية، مستظهراً التأثير الغربي في المجتمع المسلم في الفكر والسلوك، وقدرة المعطيات الغربية على إحداث التحوّلات والإعجاب. وذلك من خلال أشكال عدة، كالارتباط مع البيئة الغربية بالعلاقات الزوجية، وكذلك بدا أثر البرامج الإعلامية -المتفوّقة فنيّا- واضحاً، وكذلك ظهر الأثر السلوكي الناشئ عن السفر للغرب للدراسة، أو السياحة. وكذلك التأثير الناتج عن حضور الغربيين في البيئة العربية وشدّة انتمائهم لثقافاتهم الاجتماعية، مما يصنع الإعجاب بشخصياتهم وأفكارهم.
وفي مقابل ذلك قدّمت الرواية السعودية صورةً مضيئة لتأثير أبناء المسلمين في البيئة الغربية حينما انتقلوا إليها للدراسة، فكانوا مثالاً للشخصية المسلمة التي تعتزّ بثقافتها، وتدرك مسؤولياتها في الالتزام بالإطار الثقافي العام شرعياً وسلوكياً ونفعاً عاماً.
وقد رصد البحث صورة الأسرة الغربية، فشهِدنا علاقات أسرية يغلب عليها الجفاء، في تأكيدٍ على عمق التأثير الرأسمالي في المجتمع الغربي، إذ كرّس قيم السوق وفكر المصلحة .
كما عرضت الرواية السعودية مشاهد تُظهر طبيعة العلاقة بين الجنسين، فبدت العلاقة كاشفة عن جوّ فسيح من التحرّر استطاع جذب بعض شباب المسلمين وفتياتها للانسياق والتفاعل مع تلك السلوكيات.
وفي المحور الثقافي والحضاري قدّم البحث صورةً للتقدّم الحضاري في الغرب على مستوى الفرد ومستوى المؤسسة، حيث قيمة النظام وقيمة العمل والإنتاج، كما عرض وسائل الغرب في التحكّم بالإعلام وتوجيه الرأي العام، فيما قدّم صورةً لروح الهيمنة والتسلّط وسيادة المصلحة .
وفي مجال التفاعل الحضاري بين البيئتين الشرقية والغربية عرض البحث سياقاً تاريخيّاً للعلاقة بين الشرق والغرب، وأسباب نشوء الصراع، مستعرضاً الصور الذهنية التي يحملها كلّ طرفٍ عن الآخر. ثم قدّم رصداً للعلاقات القائمة على التسلّط والاستعمار.
وفي الجانب الآخر قدّم البحث صوراً لعلاقات التواصل في الثقافة، والعلاج، ونحوها.
وفي المحور الشخصي والمواقف الذاتية عرض البحث تجارب لروائيين عاشوا في البيئات الغربية، كما رصد عدداً من المواقف التي وقعت في أسر الانبهار بالغرب، وأخرى متماسكة تعتزّ بدينها وثقافتها.
وفي باب الدراسة الفنيّة استعرض البحث عناصر البناء الروائي في عيّنة الدراسة، متناولاً عنصر الشخصية، والمكان، والزمن، واللغة في وجوه عدّة ، وقد أظهرت الروايات التي صوّرت الغرب أن الرواية السعودية تحظى بعددٍ من الكتّاب المتميّزين الذين استوعبوا عناصر البناء الروائي، وامتلكوا موهبة الرؤية والملاحظة، ودقة التصوير، والوعي بتوظيف اللغة لتقديم صياغة سردية تحمل الفكر والرؤى المختلفة، وهي هنا استطاعت تقديم صورة مقطعيّة وافية لرؤية الغرب في مجتمعه وثقافته وحضارته وعلاقاته بالشعوب الأخرى، وبالعرب والمسلمين خاصة. فقدّمت شخصيات غربية متحضّرة، وأخرى همجية مستعلية، كما قدّمت المكان الغربي الحضاري، والمكان الآخر المليء بالجريمة والعنصرية. كل ذلك في صياغةٍ وتقنيات سرديّة متنوّعة، وتوظيف جيّد للحوار الذي يسهم في تصوير الغرب.
ودونما شكّ ففي الروايات السعودية كتّابٌ دخلوا إلى هذا الجنس الأدبي بحصيلة ضئيلة من عوامل النجاح، فلم يحالفوه.
لقد رصد هذا البحثُ التنوّع والتباين في صورة الغرب في الرواية السعودية عبر عددٍ من الروايات التي ظهرت فيها البيئة الغربية والشخصية الغربية والمواقف الغربية تجاه القضايا العربية والنظرة إلى العرب بوجهيه: التفاعل الحضاري، والتفاعل في إطار الهيمنة والتسلّط.
ولقد استلّ البحثُ تلك الصور الروائية عن الغرب من خلال عددٍ من الروايات الرئيسة، وهي الروايات التي عرضت تلك الصور في مساحات واسعة من الرؤى والمعايشة، مما مكّنها من نقل عميق وشامل لجوانب عديدة وزوايا كثيرة من صورة الغرب، والروايات التي مثّلت هذا الاتّساع في الرؤية هي:
التوأمان. عبد القدّوس الأنصاري. 1349 هـ
البعث. محمد علي مغربي. 1367 هـ
لا ظلّ تحت الجبل. فؤاد عنقاوي. 1979
لحظة ضعف. فؤاد مفتي. 1401 هـ
زوجتي وأنا. عصام خوقير. 1403 هـ
سقيفة الصفا.حمزة محمد بوقري. 1404 هـ
وجوه بلا مكياج. غالب حمزة أبو الفرج. 1405 هـ
غيوم الخريف. إبراهيم الحميدان. 1408 هـ
سوف يأتي الحب. عصام خوقير. 1411 هـ
الجنون العاقل. حمد المرزوقي. 1415 هـ
شرق الوادي. تركي الحمد. 1999
دفء الليالي الشاتية. عبدالله العريني. 1420 هـ
أبو شلاخ البرمائي. غازي القصيبي. 2001
مدائن الرماد. بدرية العبدالرحمن. 1424 هـ
سقف الكفاية. محمد حسن علوان. 2002
سعادة السفير.غازي القصيبي. 2003
عودة إلى الأيام الأولى. إبراهيم الخضير. 2004
بنات الرياض. رجاء الصانع. 2005
ريح الجنة. تركي الحمد.2005
نقطة تفتيش. محمد الحضيف.1426هـ
هند والعسكر.بدريّة البشر. 2006
اختلاس. هاني نقشبندي. 2007
ولقد تتبّعتُ صورة الغرب في هذه الروايات التي أتاحت المجال لرؤية واسعة، ثم تتبّعتُ اللمحات والتعليقات والآراء والصور الأقلّ اتساعاً والتي وردت في روايات أخرى، حيث وجدت فيها ما يعزّز رأياً، وما يؤكد صورةً، وما يقدّم نظرة أخرى، فكان لا بدّ من عرضها لتقديم صورٍ أكثر اكتمالاً عن الغرب، وستجد تلك الروايات مع الروايات السالفة في ثبت المصادر بعد الخاتمة.
إن الاستعراض لتاريخ صدور هذه الروايات يقدّم للباحث وللمتابع دلالات معنويّة تشير إلى التغير والتفاوت في الصور الذهنية والموقف من الغرب؛ ففي الرواية الافتتاحية في التاريخ الأدبي السعودي قدّمت رواية «التوأمان» صورة الغرب الشرس، والمستكبر، والمتهجّم على الثقافة العربية الإسلامية، وعلى النمط ذاته ظهر الغرب في رواية «البعث» حيث الغربي الذي يتعامل مع العرب باستعلاءٍ وبُغض. وبدلالات مشابهة ظهرت صور الغرب في «سقيفة الصفا»، و«سوف يأتي الحبّ»، بل لم تخلُ الروايات الحديثة من هذه المضامين التي تقدّم عرضاً للصور الذهنية لدى شرائح المجتمع المتنوّعة كرواية «شرق الوادي»، و«عودةٌ إلى الأيام الأولى»، بل حتى الروايات التي قدّمت تصويراً للتواصل، والانبهار بالغرب؛ لم تخلُ من تقديم تلك الصور الذهنية التي لم تفارق المخيلة العربية تجاه الغرب، وظلتّ الرعاية الغربية للعدوان الإسرائيلي حاضرةً في الذهن، مما كرّس صورة الكراهية للغرب لدى الكثيرين، والتوجّس لدى آخرين، حيث نطالع أشخاصاً يتذكّرون عدوان اليهود والتحيّز الغربي لهم دون مناسبة سوى مشاهدة المكان والبيئة الغربية، كما بدا ذلك في رواية «باسمة بين الدموع»، و«سقف الكفاية»، التي ما إن تشاهَد لندن إلا وتستدعي الذاكرة تحيّز بريطانيا لليهود، و «رعشة الظلّ» التي تعرض شخصاً يكره نيويورك لأنها معقل اليهود، وكذلك طالعنا الشعور نفسه في رواية «شرق الوادي»، فضلاً عن رواية «مدائن الرماد» التي تدور أحداثها في محور العدوان اليهودي على العالم بأكمله. كما ظلّ حاضراً مشهد الهيمنة والتسلّط الغربي على بلدان العالم مما أبقى مشاعر الكراهية، وألغى إمكانية الثقة كما بدا ذلك في روايات متقدّمة، وكذلك في روايات معاصرة كـ«عودة إلى الأيام الأولى»، و«أبو شلاّخ البرمائي»، و«شرق الوادي»، و«ريح الجنة».
ومما يلفت النظر أن تصوير الغرب يظهر في غالب الأعمال الروائية السعودية بأسلوبٍ متّزن، بحيث بدا الروائيون وهم يمارسون كتابتهم، ويقدّمون رؤاهم في موضوعيّة ظاهرةٍ، تذكر ما لدى الغرب من تقدّم حضاري، وتشير إلى التميّز في التنمية، لكنها في المقابل لا تجد حاجزاً من طرح الرأي وعرض الصور الشائنة حضارياً وسلوكيّاً على المستوى الفردي والمؤسسي .
وفي جانب مهمّ في المضمون طالعنا عدداً من الروايات التي مثّلت صورة الانبهار بالغرب، والهيام بصورته، ومن الملحوظ تاريخيّاً أن هذه المضامين لم تجد مضماراً يحتويها سوى في السنوات الأخيرة كروايات «بنات الرياض»، و«القِران المقدّس»، و« هند والعسكر»، و«اختلاس»، فكلّ هذه الروايات صدرت خلال السنتين الماضيتين، وبالرغم من اتساع مضمار الطرح الجريء في النتاج الروائي مؤخراً؛ إلا أن صورة الهيام والانبهار بالغرب ظلتّ منحسرةً في ظلّ مدّ الرؤى المتّزنة في النظر إلى الغرب بمختلف جوانب صورِه، ولعلّ هذا الملحظ يجد دراسةً ترصد أسباب وجوده.
توصيات:
وإذ قدّمتُ أبرز نتائج البحث، فمن الجدير التذكير بأن الروايات السعودية نصوصٌ أدبية مليئة بالأفكار والتصوّرات التي تحتاج إلى تناولها بالدراسة والتحليل؛ خدمةً لأدب بلادنا التي تستحقّ من أبنائها كلّ عطاء، ولذا أهيب بالدارسين أن يتوجّهوا لدراسة قضايا الصراع الحضاري في الرواية السعودية، وقضايا التغيّر الاجتماعي، وقضايا الانتماء الوطني الرشيد.
وفي الجانب الفني أرى واجباً دراسة الأساليب وتقنيات السرد في الرواية السعودية، ففي عددٍ من الروايات وعيٌ فنيّ ظاهر، واستعمالات متعدّدة تستحق أن تكون موضوعات لدراسات بحثيّة جادّة.
والله أسأل أن يوفقنا لهداه، وأن يلهمنا الرشاد، وأن يستعملنا في ما يرضيه، والحمد لله أولاً وآخراً كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه، وصلى الله وسلّم على نبيّنا محمد وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.
مبارك بن سعيد بن مبارك آل زعير
المصدر
http://home.att.net/~scorh3/Flower04a4.gif
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/bo...orders-150.gif
د. أبو شامة المغربي
http://aklaam.net/aqlam/images/e_mail.gif
kalimates@maktoob.com
رد: أطروحــــات ورسائــــــل جامعيــــــة
حصل الأستاذ عبد المجيد بن عبدالرحمن الربدي الموظف بديوان رئاسة مجلس الوزراء على درجة الماجستير في العلوم السياسية من جامعة الملك سعود .
وكان موضوع الرسالة " أثر العولمة الاقتصادية على السياسة الخارجية السعودية " ، بإشراف : د.صالح الخثلان . وتوصلت الدراسة إلى أن القضايا الاقتصادية أصبحت تحتل مكانة متقدمة في اهتمامات تلك السياسة ، حتى إن هذه القضايا صارت هي الأكثر حضورا في أغلب الزيارات الخارجية لخادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد حفظهما الله .
جريدة الرياض/الأربعاء 2شعبان 1428هـ-15 أغسطس 2007م - العدد 14296-السنة الرابعة والأربعون