رد: أدب الرحـــــــلة ...
أدب الرحلات
ابن جبير والحج
نال أدب الرحلات مكانة كبيرة في التراث التاريخي والجغرافي العربي والإسلامي، وساهم الرحالة المسلمون منذ القرون الأولى للهجرة في التعريف بالأقاليم الجغرافية وشعوبها،علاوة على إبحارهم فى عاداتهم وتقاليدهم.
كما جاب العديد من الرحالة المسلمين البلدان غير الإسلامية البعيدة، وساهمت كتاباتهم في صياغة المسلمين لتصوراتهم عن تلك الشعوب، أفكارها، وعاداتها من أمثال ذلك ابن جبير أشهر رحالة المسلمين الذين اهتموا بالكتابة عن رحلاتهم.
ورغم ذلك، ظل قضاء شهر رمضان وأداء فريضة الحج في الأراضي المقدسة هو الهدف الحقيقي من رحلات معظم الرحالة العرب والمسلمين، تلك الرحلات التي استمرت عدة أعوام، بسبب بعد المسافة بين الحاج ووطنه الأم، علاوة على بدائية طرق المواصلات، فضلا عن اهتمام الحاج بقضاء أكبر وقت في جوار الأماكن والبقاع المقدسة.
ويعد الرحالة الأندلسي ابن جبير الذي ولد عام 539هـ، 1145م من أشهر الرحالة المسلمين الذين اهتموا بالكتابة عن رحلاتهم، وتلقى منذ صغره تعليما دينيا فدرس القرآن وعلومه حتى إذا بلغ الأربعين من عمره قرر الرحلة إلى الأراضي المباركة في رحلة بحرية من الأندلس إلى شمال أفريقيا ومنها إلى الإسكندرية، ثم تحرك ركبه إلى القاهرة، ومنها استقل سفينته في نهر النيل حتى مدينة قوص في صعيد مصر، ومنها برا إلى ميناء عيذاب على البحر الأحمر ليستقل سفينته حتى ميناء جدة، التي هاجم في كتابه استغلال سكانها للحجاج وفرضهم الإتاوة عليهم، ثم وصف عملية تسجيل أسماء الحجاج لدى صاحب جدة قبل انتقالهم إلى مكة المكرمة ليلة الثالث عشر من ربيع الآخر 578هـ.
ولدى الدخول إلى المدينة المقدسة أخذت "الألسنة تضج بالدعاء وتبتهل إلى الله بالثناء؛ فتارة تشتد بالتلبية وآونة تتضرع بالأدعية" قبل أن يطوف ركب ابن جبير طواف القدوم ثم الصلاة والتعلق بأستار الكعبة والسعي بين الصفا والمروة.
وصف ابن جبير المسجد الحرام، والأماكن المقدسة والمباركة في مكة، وقد قرر أن يبقى بالمدينة حتى أداء الحج، وقام أثناء ذلك بأداء عمرة شهر رجب واصفا زحام المعتمرين أو "مرأى الحشر يوم القيامة لكثرة الخلائق فيه"، وكان قد حضر ليلة النصف من شعبان في مكة المكرمة ووصف قراءة القرآن والصلاة بالمسجد الحرام.
وسجل لنا ابن جبير في رحلته بداية شهر رمضان في الأراضي المباركة؛ إذ ذكر أنه قد وافق يوم أحد، ولم يفته أن يلاحظ أن أهل مكة صاموا ولم يكونوا قد تمكنوا تماما من رؤية الهلال، ولكن أمير مكة أمر بضرب "الدبادب" وهي آلات ذات أصوات عالية من أجل إعلان بدء الصوم؛ لأنه رأى وجوب صيام يوم الشك.
ولاحظ ابن جبير أنه بمجرد بدء شهر رمضان تم تجديد الحصر الموجودة بالمسجد الحرام والإكثار من إشعال الشموع والقناديل حتى تلألأ الحرم نورا وسطع ضياء.
كما وصف صلاة التراويح بالحرم المكي فذكر اصطفاف العديد من المصلين خلف الأئمة من المذاهب الأربعة، ولأن ابن جبير كان مالكي المذهب فقد احتفى بذكر الأئمة والقراء المالكية وما قدمه التجار المالكية من شموع عالية أمام المحراب.
المصدر
http://www.palintefada.com/upload/pic/beesssss.gif
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/bo...orders-150.gif
د. أبو شامة المغربي
http://aklaam.net/aqlam/images/e_mail.gif
kalimates@maktoob.com
رد: أدب الرحـــــــلة ...
http://www.balligho.com/images/besmellah2.gif
الرحلة والنسق
بوشعيب الساوري
صدر عن دار الثقافة للنشر بالمغرب (2007) كتاب جديد للباحث المغربي بوشعيب الساوري بعنوان:
"الرحلة والنسق دراسة في إنتاج النص الرحلي
رحلة ابن فضلان نموذجا"
تناول من خلاله رحلة ابن فضلان من منظرين متكاملين: الأول نسقي يبحث في آليات إنتاج وتشكل النص الرحلي، والثاني يعني بأشكال تلقي هذا النص في ضوء تعدد أنساقه.
وقد تناول الباحث بحثه، في ثلاثة أبواب كبري، كل باب تفرع إلى فصول، وهذه الفصول بدورها تفرعت إلى محاور صغرى.
هكذا، استطاع الباحث أن يسائل النص الرحلي من زاوية النسق الثقافي، وزاوية أنواع المتلقين، وزاوية التاريخ والجغرافيا، وزاوية الخطاب السردي.
وهذا التعدد في مقاربة النص قد فسح المجال أمام القارئ لتلمس جدية البحث وخصوصيته، ولن يتأتي هذا إلا بفضل تصور نظري جاد، واطلاع واسع واشتغال بالمغامرة.
ومما جاء في مقدمة الكتاب:” ننطلق من فكرة مبدئية اعتبرناها الخلفية الحاضنة لكل العمل، وهي فكرة عامة تنسحب على كل الأشياء، وهي أن كل عمل أدبي، كيفما كان، هو نتيجة لثلاثة عناصر: المادة، الوسائل والإنتاج.
فهو ليس نتاجًا عشوائيًا، بل له قوانينه ومحدداته، فهو منتوج لعمل مُنْتَج، يُنْتَج وفق شروط معينة، ليظهر في الأخير ككل متطابق ومنسجم.
ولتحقيق هذه الفرضية توجهنا إلى الأبحاث التي عنيت بنظرية الأنساق، وكذلك بنظرية التلقي دون أن نتجاوز الدراسات البنيوية التي حاولنا ربطها بفرضيتنا، تعدد الأنساق
(Polysystem)، محاولين استبدال مفهوم الكتابة بمفهوم الإنتاج، لأنه سيسعفنا كثيرًا في تناول الأدب القديم وتاريخه، مما يجعل دراستنا تنفتح على تاريخ الأدب عبر ربط النصوص بسياقها التاريخي العام، وكيف تتداخل الأنساق المختلفة لتحقيق ذلك، لأن النصوص لا يمكن عزلها عن السياق العام الذي ظهرت فيه، فهي نتاج لعوامل داخلية وأخرى خارجية، تتداخل فيها التجربة الشخصية للكاتب (الرحالة) والذوق العام والمتلقي والسياق الثقافي برمته.”
مصدر الخبر
http://www.palintefada.com/upload/pic/beesssss.gif
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/bo...orders-150.gif
د. أبو شامة المغربي
http://aklaam.net/aqlam/images/e_mail.gif
kalimates@maktoob.com
رد: أدب الرحـــــــلة ...
http://www.balligho.com/images/besmellah2.gif
الرحلة الأندلسية إلى الجزيرة العربية
http://www.bab.com/admin/articles/51...s/nimg8011.jpg
الدكتور
خالد عبد الكريم حمود البكر
صدر حديثا كتاب "الرحلة الاندلسية إلى الجزيرة العربية من القرن الثاني حتى نهاية القرن السادس الهجري" تأليف الدكتور خالد عبد الكريم حمود البكر، وقد جاء الكتاب في 488 صفحة من القطع المتوسط حصل بموجبه الباحث على درجة الدكتوراه من قسم التاريخ كلية الآداب، جامعة الملك سعود، وقد قدم للكتاب الدكتور عبد الله بن ابراهيم العسكر بمقدمة علمية جاء فيها..
"في نفوس المشتغلين بالدراسات التاريخية، وفي نفوس من سواهم من القراء صورة مخالفة لما كان في نفوسهم منذ سنين، وهي صورة أقل ما يقال عنها: إنها صورة غامضة، فالناس لا يطمئنون الى ما كانوا يطمئنون إليه من قبل، وهم يطلبون من المؤرخ المعاصر أن يكون أمينا وحصيفا، وأكثر تدقيقا وتمحيصا، وهم يطلبون منه أن يلم بعلوم عديدة يتقنها بدرجات مختلفة، ويوظفها أو يستعين بها على درس التاريخ، وهم يطلبون من المؤرخ فوق ذلك أن يأتيهم بنتائج تقبلها عقولهم قبل قلوبهم، لذا فهم لا يرضون منه بالسردية أو النقل الصامت أو السلبي من المصادر أو المراجع.
على هذ النحو من الاستعداد قبل الصديق "خالد بن عبد الكريم البكر" خوض تجربة جديدة، وهو مدرك أبعاد تلك التجربة، لا يحفل بما سيواجه من مشقة أو منغصات، مثل التعامل مع مصادر متعددة، تعود إلى علوم متنوعة، لهذا جاءت دراسته عن (الرحلة الأندلسية إلى الجزيرة العربية من القرن الثاني إلى نهاية القرن السادس الهجري) على أحسن ما تكون الدراسة، من حيث التناول والفحص والتحليل، ومن ثم الوصول إلى نتائج غير مسبوقة.
هذه الدراسة التي أقدمها متميزة، وهي حديث شيق عن رحلات الأندلسيين إلى جزيرة العرب، وكان الناس يظنون أن الرحلات في العصور الوسطى الإسلامية إنما تكون من الجزيرة إلا إليها، وكان الناس يزعمون أن الأندلس قبلة الهجرات لا مبتدؤها، وهما ظن وزعم فنده صاحب هذه الدراسة أقوى ما يكون التفنيد...
المصدر
http://www.palintefada.com/upload/pic/beesssss.gif
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/bo...orders-150.gif
د. أبو شامة المغربي
http://aklaam.net/aqlam/images/e_mail.gif
kalimates@maktoob.com
رد: أدب الرحـــــــلة ...
رد: أدب الرحـــــــلة ...
رد: أدب الرحـــــــلة ...
http://www.balligho.com/images/besmellah2.gif
http://fofo557.jeeran.com/blue_bfly_cc_ani.gif
قراءة في كتاب
"مفاكهة الخلان في رحلة اليابان"
يوسف القعيد
صدر كتاب
"مفاكهة الخلان في رحلة اليابان"
للكاتب والروائي يوسف القعيد عن دار الشروق بالقاهرة للمرة الأولى عام 2001، ويقع في 317 صفحة من القطع الكبير.
يحكي فيه الكاتب عن رحلته في بلاد الشمس المشرقة مدعواً من قِبَل الحكومة اليابانية ممثلة في مؤسسة تدعى "مؤسسة اليابان" هي الذراع الثقافي لوزارة الخارجية كما يقول الكاتب في الصفحة الثامنة من الكتاب في المقدمة التي أراد لها إسم "المصافحة الأولى"، فترة الزيارة هي إسبوعان إثنان فقط لا غير.
أقول ذلك لأن أول إنطباع أخذته من الكتاب هو قدرة الكاتب على كتابة إثنين وثلاثين فصلاً إضافةً إلى المقدمة والخاتمة في ما إجماله 317 صفحة من القطع الكبير كما ذكرنا، عن بلد لم يقم فيها إلا 14 يوماً بالتمام والكمال بعد خصم يومي السفر ذهاباً وإياباً.
لكن لن نندهش إذا علمنا أنه وصل إلى طوكيو وبدأ الكلام عنها في الفصل الرابع، الذي يبدأ من الصفحة رقم 60 من الكتاب، أي أن الأستاذ يوسف القعيد إستهلك 60 صفحة كاملة لكي يحكي لنا عن الظروف والملابسات التي أدت إلى السفر إلى اليابان ثم عن الطريق من القاهرة إلى طوكيو.
ما علينا نعود إلى الكتاب الذي في يصنف ضمن كتب الرحلات، وكتب الرحلات من الكتب ذات الأهيمة الكبرى في أصناف الكتابة الأدبية، وأرى أن أي منها له أهداف عديدة يريد الكاتب أن يحققها من تسجيل تجربته في كتاب.
لعل أهم هذه الأهداف هي أولاً تعريف جانب عريض من القراء بمكان لم تتح لهم فرصة زيارته، وذلك بإعطاءهم كمية كبيرة من المعلومات والإنطباعات عن البلد محور الزيارة أو الرحلة، وتكون هذه المعلومات في شكل شيق وجذاب لكي يسهل استيعابها من القارئ.
أمّا القارئ الذي يقتني كتاباً يحكي عن رحلة لبلدٍ ما فله أيضاً أهدافه التي يبغي تحقيقها من قراءة الكتاب، مثل الحصول على معلومات وحكايات أو إنطباعات عن بلدٍ لم تتح له الفرصة لزيارتها وربما لن يستطيع زيارته مستقبلاً.
وهناك من يقرأ الكتاب لأنه على موعد لزيارة هذا البلد في المستقبل القريب ويريد معرفة معلومات أكيدة عنه، ومعرفة تجارب من سبقوه إلى الزيارة، وهناك من زار هذا البلد من قبل بالفعل ويريد من قراءة الكتاب استرجاع ذكريات سعيدة قضاها فيه، هذا غير المتخصص الذي يحاول قراءة كل ما يستطيع في مجال تخصصه، هذه بالطبع بعض الأهداف وهناك الكثير والكثير الذي يقال في هذا المجال.
الكاتب يوسف القعيد لخص هدفه من هذا الكاتب في مقدمته قائلاً:
" ... وهكذا كان هذا الكتاب الخارج من رحم الصدمة، وأملي الوحيد أن يُحدث للقارئ نفس هذه الصدمة، وفي هذه الحالة فقط، أكون قد حققت بعض ما أهدف إليه."
المصدر
حياكـــــــــــــــــــــــــــــــم الله
http://www.kaanz.com/vb/up/uploads/48f8023902.gif
د. أبو شامة المغربي
http://aklaam.net/aqlam/images/e_mail.gif
kalimates@maktoob.com
رد: أدب الرحـــــــلة ...
ولد الرحالة العبودي في مدينة بريدة عام 1345هـجرية (1926/1927ميلادية) في بيت لا يخلو فرد فيه من حب المعرفة؛ فكما تحكي ابنته الدكتورة فاطمة في حديث لها لجريدة عكاظ: كان جدي ناصر العبودي قاصا من الدرجة الأولى يحفظ الكثير من القصص والروايات ويرويها بطريقة مبهرة، وقد تكون طريقة والدي المشوقة واسترساله في رواية مشاهداته وانطباعاته ورثها عن والده. أما جد والدي عبد الرحمن العبودي فقد كان شاعرا عاميا أورد له والدي أبياتا عديدة كشواهد في كتابه "كلمات قضت" وفي كتب أخرى.
كما أن خال أبي وهو جدي لوالدتي عبد الله بن موسى العضيب من بيت علم وأدب، فقد كان يشرع بابه يوميا بعد صلاة المغرب لمن شاء أن يستمع إلى شيخ يستضيفه في منزله، وبعد صلاة العشاء يجمع أهل بيته حتى الأطفال ويقص عليهم خلاصة ما حدَّث الشيخ به، كان ذلك قبل أكثر من نصف قرن من الزمان.
وفي هذه العائلة نشأت جدتي لأبي وهي قارئة نهمة حتى بعد أن أصبحت عجوزا وقد انطبعت صورتها في مخيلتي وهي تجلس القرفصاء في سطح المنزل أو في فنائه تقرأ كتابا وقد قربته من عينيها لتستطيع القراءة، وهو أمر نادر الحدوث لامرأة في نجد وفي مثل سنها.
ومن المؤكد أن حب الاطلاع والشغف بالمعرفة منذ الصغر كان له دور أساسي في إثراء ثقافة والدي وتنوع اطلاعه، إلى جانب ما حباه الله به من قوة في الذاكرة وقدرة عالية على الاستيعاب ساعد عليها جلده على التدوين؛ فقد كان يدون كل ما يمر به في مذكراته اليومية من قبل أن نولد.
المصدر
حياكـــــــــــــــــــم الله
http://www.kaanz.com/vb/up/uploads/48f8023902.gif
د. أبو شامة المغربي
http://aklaam.net/aqlam/images/e_mail.gif
kalimates@maktoob.com