النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: هل كان (دارون) كافراً ؟؟؟؟؟؟

  1. #1 هل كان (دارون) كافراً ؟؟؟؟؟؟ 
    كاتب مسجل
    تاريخ التسجيل
    Jan 2009
    المشاركات
    16
    معدل تقييم المستوى
    0
    هل كان دارون كافراً ؟؟

    البعض يقتنص بدايات العبارات ويبني عليها مواقفه من الآخرين ، كأن يكتفي بسماع جملة (لا إله) ويتجاوز (إلاّ الله) ليتهم قائلها بالكفر ، دون أن يمنحه فرصة إكمال بقية العبارة التي يمكن أن تغير معنى النص المنقوص تغييراً واضحاً حين تنتقل من نفي الإلوهية بـ (لا إله) إلى توكيدها بـ (لا إله إلا الله) ، وهذا دأب المتسرعين والمصابين بعقدة إلغاء وتغييب ومصادرة الآخر ، وهي من أشد أعراض الإصابة بمرض الرغبة (بتسقيط الآخر) .
    للموضوع علاقة بنظرية داروين ، هذا العالم الرائع الذي لا يقل أهمية عن العلماء المتخصصين بحقول العلوم التجريبية والعلوم الإنسانية الأخرى ، ولكنه خضع لسطوة البعض من علماء ورجال الدين ، فقد اقتنصوا منه عبارة خاطئة وموضوعة تفيد بأن (أصل الإنسان هو القرد) ، وراحوا يشتمون هذا الرجل ، ويلعنونه ، ويحذرون من قراءة كتابه (أصل الأنواع) كما يحذرون البعض أبنائهم من قراءة قصائد (نزار القباني) ، ولم يكلفوا أنفسهم مسؤولية أو جهد مناقشة الرجل ، أو على الأقل لم يكلفوا أنفسهم أن يراجعوا حقيقة متبنياتهم الأصلية التي فارقوها ونبذوها وتشبثوا بما ينفعهم منها ، أو يطابقوها مع أطروحة هذا الرجل .
    لن أحاكم داروين ، ولن أحاكم هؤلاء ، ولكني سأحاول أن أذكّر أعداء هذه النظرية من الإسلاميين والمتدينين بما لديهم ، سعياً نحو قراءة جديدة لهذه النظرية ، وعرضها على الأدلة والنصوص التي تحتاج إلى إعادة تقييم والتي وردت في أدبيات الإسلام .
    1-حين يقول الله سبحانه وتعالى في القرآن (وجعلنا من الماء كلَّ شي حي) ، فهو يعني به كل الكائنات الحية ، بما فيها الإنسان ، وأعتقد أن هذا النص يشيرنا إلى أن مصدر الحياة هو الماء ؟ وأجد أنه ينبهنا إلى أن رحلة وجود الكائنات الحية على الأرض كانت قد بدأت من الكائنات الوحيدة الخلية كـ (الأميبا) التي بدأت خطواتها الأولى في (ضحاضح الماء) بعد (برودة الأرض) التي حدثت بعد (الانفجار الأول) ، وهو يقودنا إلى أن كل الكائنات الحية متأتية من مصدر واحد ، أو من مصنع واحد ، أو من منشأ واحد ، ويدفعنا إلى أن نحتمل أن الله سبحانه قد بث (سر الحياة والتطور) في الخلية الأولى ومنحها القدرة على التطور ، حتى توصلت إلى نتائج عليا على مر ملايين السنين ، حتى وصلت الخلية الواحدة إلى الكائنات المتطورة والمعقدة الحالية ، بما فيها إنسان ما قبل آدم . وغريب هذا الإصرار الذي نجده عند المفسرين (الإعتباطيين) الذي يصرون أن أن يفهمونا بأن تفسير الآية يكمن في إثبات أهمية الماء للحياة ، وهل هناك من لا يقر بأهمية الماء للكائنات ؟ وهل نزل الوحي على الرسول ، وأقام الدنيا ولم يقعدها لكي يخبرنا بأن الماء ضروري للحياة ؟؟ وحتى الماء (الدافق) الذي (يخرج من بين الصلب والترائب) والذي أشار إليه القرآن ، فهو يشير عنايتنا إلى الأصل ، وأن الإنسان لم يكن ليتخلى عن بداياته الأولى في الخلق .
    2-حين يقوم أحد الصحابة بتوجيه سؤال للرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) قائلاً (كم بيننا وبين أبينا آدم عليه السلام ؟) ، فيبادره الرسول (ص) بسؤال لسؤال قائلاً (أي آدم منهم) ؟ ثم يستدرك قائلاً ، (إن الله خلق ألف آدم قبل آدمكم) ، وحين يقول الرسول بأن (كل من على الأرض هم من آدم ...إلاّ يأجوج ومأجوج) أ فليس هذا مدعاة لفتح شهيتنا للبحث عن أصول الكائنات ، ثم ، أ ليس من الحري بنا أن نفهم بأن (آدمنا) وذريته هم ليسوا كل ما شغل – أو يشغل - الأرض من الكائنات ، ألا نجد أنفسنا أمام تساؤلات تبحث عن إجابة ؟ أين هم ؟ أين آثارهم ؟ ماذا حل بهم ؟ هل تزوجنا منهم وتزوجوا منا ؟؟ أم أن الله عجز عن تزويج ابني آدم بمخلوقات أخرى فألغى قانون الترابط الأسري ، وألغى – مؤقتاً – قانون الأحليـّة والحرمة ، وسمح لقابيل وشيت أن يتزوجا من اختيهما ؟ وهل تلاشى هؤلاء في وجودنا ؟ أم انقرضوا ؟ أليس من الممتع والرائع أن نكلف أنفسنا مهمة البحث وإعادة قراءة النصوص ، وعرضها على العقل والعلم والمختبر ؟
    3-وحين يلفت الرسول الأعظم عناية أصحابه إلى أن المسافة الزمنية بيننا وبين آدم هي (سبعة آلاف عام) ، ولكن حين يثبت لنا المنقبون وعلماء الآثار بأن هناك حضارات على الأرض تمتد إلى عمق عشرات الآلاف من السنين ..وأن هناك حلقات من إعادة تفاصيل الحضارة ، وأن هناك آثار لأناس كانوا يعيشون قبلنا على الأرض ، عفى عليهم الزمن وحولهم إلى هياكل من عظام قبل ملايين السنين ، أليس هذا مدعاة لنا لكي نفهم بأن آدم لم يكن أول المخلوقات الإنسانية على الأرض ؟؟ وأن آدم الذي أشار إليه الرسول هو الحلقة الأخيرة من حلقات عالم (الأوادم) المتكررة ؟
    4-كيف استطاع الملائكة أن يبنوا معلوماتهم على أن الإنسان (سيفسد في الأرض ويسفك الدماء) كما هو مذكور في مواضع من القرآن ، ما لم تكن رؤيتهم متأتية من الواقع ؟ وهل يحق لهم أن ينازعوا الله رداء علم الغيب ؟ وهل كانوا يتحدثون عن توقعاتهم لجرائم الإنسان المستقبلية ؟ وهل كانوا يشيرون لجرائم المتدينين الفاسدين أو الشيوعيين أو الرأسماليين أو النازيين أو الفاشيين أو جرائم الخلفاء والملوك ؟ ولماذا يفتح الله سبحانه معهم باب الحوار ما لم تكن هناك مبانيٍ واقعية تحتاج معها إلى تفنيد رؤيتهم لمستقبل وجود الإنسان على الأرض ، متنبهين إلى إشارة مهمة ، وهي ، إن الله سبحانه يؤمن بالحوار ويشجع عليه رغم أنه هو الله الذي ليس كمئله شئ ، ولكن الإنسان يرفض الحوار ولا يؤمن به.
    5-ألا يجد البعض اختلافاً بين تسميتي (الإنسان) و (البشر) في النصوص الكتابية السماوية ؟ ولماذا لا يلتفت البعض إلى أسبقية أحدهما على الآخر في جدول التسلسل الزمني للخليقة ؟ فالبشر ، هم آخر أطوار الخليقة ، وهم أعلى أشكال التطور والتكامل ، أما الإنسان فقد سبق البشر في الزمن والخلق ، وعليه فما الذي يمنع أن يكون (الإنسان) هو نتاج طفرة ورائية عن كائن آخر أخذ بالتطور شيئاً فشيئاً وعلى مدى الملايين من السنين ؟ وهل هناك نص ديني (أصلي) ينقض هذا الاحتمال ؟ مع علمنا أن الاحتمال يُبطل الاستدلال .
    6-الإمام جعفر الصادق (وهو من أئمة المسلمين الشيعة) لفت انتباهي في جواب له بثه لأحد أصحابه قائلاً :- (إن الله خلق قبل عالمكم هذا ألف عالم ، كل منهم يرى أن لا أكبر منه في الدنيا) وهذا يدفعنا إلى التفكير بوجود الإنسان السابق والحالي في الأرض أو الكواكب والمجرات الأخرى ، ويخلصنا من محدودية الزمان والمكان ، وينطلق بنا إلى أفق أرحب وفهم أكثر اتساعاً للخليقة ، ويرسخ لدينا مفهوم قبول فكرة التزاور والتجاور بين حضارات الأرض وحضارات ما بعد المجموعة الشمسية ، ويهيئ وعينا لقبول فكرة وجود تلاقح حضاري – وحتى ثقافي - بين أسلافنا وبين سكان الكواكب الأخرى
    7-ذوو البشرة السوداء ، والصفراء ، والبيضاء ، والسمراء ، واختلاف اللغات ، والأشكال ، والقابليات ، والطباع ، والقدرات ، لا يمكن أن تكون متأتية من إنسان واحد ، وليس بوسع العلم أن يبررها ، ولو ادعى العلم أنها أتت من طفرات أو تغيرات ورائية ، فليس بوسعه أن يحتكر إمكانية الطفرة على هذا النحو ، ويلغي بقية الطفرات التي يقول بها الآخرون ، وليس بوسعه أن يقول لنا بأن حرف (الباء) يمكن أن تجر الكلمة هنا ، ولا تجرها هناك .
    8-لو أننا أخضعنا (قصة سجود الملائكة لآدم) الواردة في القرآن إلى عملية التحليل والتفكيك وإعادة القراءة ، لوجدناها تشير إلى ثلاثة مواقف ، وثلاثة أمكنة ، وثلاثة أزمنة مختلفة ، ولم يكن (أبونا آدم) بطلها كلها ، بل كان هناك آدم آخر ، علينا أن نكلف أنفسنا مهمة البحث والتقصي عنهم ، تاركين ورائنا التعبد بما يقوله الآباء ، فالقرآن يدعم العقل والتفكير والعلم ، رغم محاولات البعض في جعله كتاباً (اعتباطياً) يخص الأمن الغذائي والثرائي لعلماء الدين فقط ، وواضح أن القرآن ليس كتاباً مدرسياً لتعليم فن الخضوع والخنوع لسلطة الكهنوت ، بل هو كتاب (فيه تبيان كل شئ) .
    ورغم محاولات البعض في إخضاع نظرية داروين للنص الديني الاعتباطي ، ولكنها ستبقى علامة مهمة في تأريخ وجود الإنسان ، وحري بنا أن نمنع داروين من أن يدعي بأن هذه النظرية هي من عصارة فكره المحض ، وعلينا أن نقدم دعوى قضائية لكل من يدعي بأن هذه النظرية ليست إسلامية ، فالمسلمون سبقوا داروين إلى هذا المعنى ، واستطاعوا أن يحلوا لغز الإنسان (الحالي) بشكل لم يستطعه دارون في نظريته ، وعند علمائنا حل إشكالية (الحلقة المفقودة) لو كانوا ينطقون ، وغالباً ما نجد أننا نسبق الآخرين بالتلميح ، ونمنحهم حق التصريح ، كما سبق العلماء المسلمين الكثير من علماء الغرب في نظرياتهم .
    سأترك للقارئ الحريص مسؤولية البحث والتقصي وإعادة القراءة ، ولن أسلب منه حق التحري ، ولن أمارس معه دور الموجه ، لأنني أثق بقدرة الإنسان على الوصول للحقيقة حين يريد الوصول . البحث والتقصي وإعادة القراءة ، ولن أسلب منه حق التحري ، ولن أمارس معه دور الموجه ، لأنني أثق بقدرة الإنسان على الوصول للحقيقة حين يريد الوصول ، معللاً نفسي بأن أسمع - يوماً - بوجود لجنة (علمية - دينية) تبحث نظرية داروين وتشبعها نقاشاً وتحليلاً بعيداً عن التشنج والأحكام المسبقة .

    معللاً نفسي بأن أسمع يوماً بوجود لجنة (علمية – دينية) لإشباع هذه النظرية بالبحث والتقصي ، على الأقل ليعرف الناس أن الله قادر على أن يخلق البدايات ، وأن يتجاوز البدايات ليخلق خلقاً جديداً ، وبأحسن تقويم .

    راسم المرواني
    marwanyauthor@yahoo.com
    رد مع اقتباس  
     

  2. #2 رد: هل كان (دارون) كافراً ؟؟؟؟؟؟ 
    مشرف الصورة الرمزية عماد ابو رياض
    تاريخ التسجيل
    Mar 2008
    المشاركات
    1,366
    معدل تقييم المستوى
    19
    الأستاذ الفاضل والفيلسوف الرائع راسم المرواني .. لك خالص تحياتي وامنياتي على هذا الموضوع الرائع والذي حاول الكثير الوصول لمعرفة هذه الحلقة المفقودة .. وإنه من الخطأ الفادح أن يقول الأنسان ماترك الأوائل قول لقائل .. البركة في عقول العلماء الفطاحل ولكل زمان دولة ورجال .. لك خالص تحياتي اخي الفاضل .
    حياة المرء ثوب مستعار
    رد مع اقتباس  
     

  3. #3 رد: هل كان (دارون) كافراً ؟؟؟؟؟؟ 
    كاتب الصورة الرمزية عبد المنعم جبر عيسي
    تاريخ التسجيل
    Aug 2008
    الدولة
    مصر
    المشاركات
    833
    معدل تقييم المستوى
    17
    الأديب / راسم المروانى ..
    أرحب بعودتك مجددا ، وأعتذر لك وللقارىء الكريم لتأخر ردى لظروف خارجة عن ارادتى ..
    وأسعد بدعوتكم للحوار البناء وأرجو أن ينفعنا الله به فيؤلف بين القلوب.. وإن كنت تجهدنى ـ حقيقة ـ والقارىء الكريم بخلطك بين الأمور ، ومحاولتك الربط بينها رغم تباينها الواضح وتناقضها .
    ولعلك لاتختلف معى لو تناولت نظرية ( دارون ) فى النشوء والإرتقاء من منطلق عقلى ومنطقى بعيد عن مسائل الإيمان والكفر ، ما لم يقل ـ مثلا ـ إن المسيح هو الله أو ابنه ، أو أن الله ثالث ثلاثة .. لثبوت النص القرآنى بقوله تعالى ؛ ما لا يدع مجالا لمتقول بعدها .. فقد أثبتت هذه النظرية التى يحلو للبعض صبغها بالصبغة العلمية فشلها فى التعامل مع الواقع الحى المعاش قبل اصطدامها بالعقائد الدينية .. ولعل أعظم دليل على ذلك هو عجزه ـ دارون نفسه ـ عن اثبات حلقته المفقودة الشهيرة التى تفضلت وأشرت إليها !
    وقد قامت نظرية دارون على عدة أمور منها :
    أن الإنسان ما هو إلا حيوان من جملة الحيوانات ، حادث بطريق النشوء والارتقاء ، وأنه لمشابهته للقرد ، لا يمنع أن يكون قد اشتُق هو وإياه من أصل واحد .. ! وقد شرح دارون عملية التطور كما تصورها ، وكيف تمت ، في عدة نقاط أهمها : ( الانتخاب الطبيعي ) حيث تقوم عوامل الفناء بإهلاك الكائنات الضعيفة الهزيلة ، والإبقاء على الكائنات القوية ، وذلك يسمى بقانون ( البقاء للأصلح ) فيبقى الكائن القوي السليم الذي يورث صفاته القوية لذريته ، وتتجمع الصفات القوية مع مرور الزمن مكونة صفة جديدة في الكائن ، وذلك هو ( النشوء ) الذي يجعل الكائن يرتقي بتلك الصفات الناشئة إلى كائن أعلى ، وهكذا يستمر التطور وذلك هو ( الارتقاء ) .
    وقد رد كثير من العلماء هذه النظرية وفندوها : منهم الدكتور ( سوريال ) في كتابه " تصدع مذهب دارون " بقوله : إن الحلقات المفقودة ناقصة بين طبقات الأحياء ، وليست بالناقصة بين الإنسان وما دونه فحسب ، فلا توجد حلقات بين الحيوانات الأولية ذات الخلية الواحدة ، والحيوانات ذوات الخلايا المتعددة ، ولا بين الحيوانات الرخوة والمفصلية ، ولا بين الحيوانات اللافقارية ولا بين الأسماك والحيوانات البرمائية ، ولا بين الأخيرة والزحافات والطيور ، ولا بين الزواحف والحيوانات الآدمية ، وقد ذكرتها على ترتيب ظهورها في العصور الجيولوجية . ا . هـ .
    ومن علماء الطبيعة من رد النظرية أيضا ومنهم ( دلاس ) حيث قال ما خلاصته : ( إن الإرتقاء بالإنتخاب الطبيعي لا يصدُق على الإنسان ، ولابد من القول بخلقه رأسا ) ومنهم الأستاذ ( فرخو ) الذى قال : إنه يتبين لنا من الواقع أن بين الإنسان والقرد فرقاً بعيداً فلا يمكننا أن نحكم بأن الإنسان سلالة قرد أو غيره من البهائم ، ولا يحسن أن نتفوه بذلك ) ومنهم ( ميغرت ) الذى قال بعد أن نظر في حقائق كثيرة من الأحياء : إن مذهب ( دارون ) لا يمكن تأييده وإنه من آراء الصبيان . ومنهم ( هكسلي ) وهو صديق لـ ( دارون ) قال إنه بموجب مالنا من البينات لم يثبت قط أن نوعاً من النبات أو الحيوان نشأ بالانتخاب الطبيعي ، أو الانتخاب الصناعي . ا . هـ .
    وكلام ( دارون ) نظرية ، وليست حقيقة أو قانوناً أثبت العلم الحديث صحته ، لذلك فهي تحتمل التصديق والتكذيب والقبول والرفض ، ومع ذلك فلا يؤيدها الواقع المشاهد ، إذ لو كانت حقاً لشاهدنا كثيراً من الحيوانات والناس تأتي إلى الوجود عن طريق التطور لا عن طريق التناسل فقط ، كما هو معروف .
    أيضا القدرة على التكيف مع الظروف البيئية التي نشاهدها في المخلوقات الضعيفة ـ كالحرباء ـ مثلاً ، ( تتلون بحسب المكان ) هي مقدرة كائنة في تكوُّن المخلوقات وتولد معها ، وهي عند بعضها متوفرة ، وعند البعض الآخر معدومة أو تكاد ، وهي عند جميع المخلوقات محدودة لا تتجاوز حدودها ، فالقدرة على التكيّف صفة كامنة ، لا صفة متطورة تكوّنها البيئة كما يزعم أصحاب النظرية ، وإلا لفرضت البيئة التكيف على الأحجار والأتربة وغيرهما من الجمادات ، لو قيست الأمور بهذا المقياس الذى يفتقد النظرة العلمية .
    أما موقف الإسلام من هذه النظرية فقد وضحه العلماء في عدة نقاط ، ألخصها :
    1ـ قولهم إن الطبيعة هي التي تخلق عشوائياً وإن الإنسان ليس له خالق ، مناقض للقرآن الكريم لقوله تعالى : ( الله خالق كل شيء وهو على كل شيء وكيل ) [ الزمر : 62 ] .. ولقوله : ( إنا كل شيء خلقناه بقدر ) [القمر : 49] إلى غير ذلك من الآيات .
    2ـ الإدعاء بمعرفة كيفية نشأة الأحياء على الأرض يرده قوله تعالى : ( ما أشهدتهم خلق السموات والأرض ولا خلق أنفسهم ) [الكهف : 51] . ولقد أخبرنا الله سبحانه أنه خلق الإنسان خلقاً مستقلاً مكتملاً ، أخبر ملائكته بشأن خلقه قبل أن يوجده فقال تعالى : ( وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة) [البقرة : 30] .
    وحدثنا عن المادة التي خلقه منها ، فقد خلقه من ماء وتراب ( طين ) ( فإنا خلقناكم من تراب ) [الحج : 5].
    وفي الحديث عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " إن الله تبارك وتعالى : خلق آدم من قبضة قبضها من جميع الأرض ، فجاء بنو آدم على قدر الأرض ، منهم الأحمر ، والأبيض ، والأسود ، وبين ذلك ، والسهل والحزْنُ ، والخبيث والطيب " أخرجه الترمذي وأبو داود .
    والماء عنصر في خلق الإنسان ( والله خلق كل دابة من ماء ) [النور: 45]. وقد خلقه الله بيديه ( قال يا إبليس ما منعك أن تسجد لما خلقت بيديّ ) [ص: 75] .
    وهذا الطين تحول إلى صلصال كالفخار ( خلق الإنسان من صلصال كالفخار ) [الرحمن : 14] والإنسان الأول هو آدم عليه السلام ، ولم يكن خلق الإنسان ناقصاً ثم اكتمل كما يقول أصحاب نظرية التطور ! بل كان كاملاً ثم أخذ يتناقص الخلق ، ففي الحديث الذي يرويه البخاري ومسلم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " خلق الله آدم عليه السلام وطوله ستون ذراعاً " ، ولذلك فالمؤمنون يدخلون الجنة مكتملين على صورة أبيهم آدم ففي بقية الحديث السابق " فكل من يدخل الجنة على صورة آدم " ثم يقول صلى الله عليه وسلم : " فلم يزل ينقص الخلق حتى الآن " .
    3ـ قولهم بأن البقاء للقوي والكوارث هي سبب هلاك المخلوقات الضعيفة مردود بأن الموت بالكوارث أو غيرها يكون للأقوياء والضعفاء ، قال تعالى : ( الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملاً ) [الملك: 2].
    4ـ وأخيراً نذكر بالأصل العظيم الذي يبطل هذه النظرية وهو تكريم الله لبني آدم الذي لا يتناسب مع ردّ أصل الإنسان إلى قرد : قال تعالى : ( ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلاً ) [الإسراء : 70] . وقال : ( لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم ) [التين: 4].. بل جعل ( المسخ ) بهم عقابا لمن خرجوا على شريعته وخالفوا فطرته ، بأن جعل منهم القردة والخنازير وعبدة الطاغوت .
    ولا يجب أن ننسى أن نظرية دارون منقوضة في ذاتها ، إذ لا يوجد الجيل الوسيط بين القرد والإنسان ، فإن التطور يقتضي جيلا يمثل حلقة الوصل بين السابق واللاحق ، وهذا لم يوجد أبدا .. ثم لماذا لم يتحول القرد إلى إنسان ؟ بل بقي القرد يعيش إلى جواره ، كما بقيت باقى المخلوقات كالأسماك والطيور والزواحف وغيرها ..
    والله تعالى هو الهادى إلى سواء السبيل .
    خالص التحية .
    التعديل الأخير تم بواسطة عبد المنعم جبر عيسي ; 27/01/2010 الساعة 03:59 AM
    moneim
    رد مع اقتباس  
     

ضوابط المشاركة
  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •