النتائج 1 إلى 10 من 10

الموضوع: الحرب على أنابيب الغاز

  1. #1 الحرب على أنابيب الغاز 
    المدير العام الصورة الرمزية طارق شفيق حقي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2003
    الدولة
    سورية
    المشاركات
    13,619
    مقالات المدونة
    174
    معدل تقييم المستوى
    10
    سأنقل هنا مجموعو مقالات ستكون مصدراً لخلاصة حول هذه القضة

    خط أنابيب غاز روسي يهدد مشروع نابوكو

    Tue May 28, 2013
    رويترز


    فيينا/بروكسل (رويترز) - يتراجع بشدة مشروع أوروبا الطموح لمد خط أنابيب لنقل الغاز من بحر قزوين للحد من اعتماد بلدانها الشرقية على روسيا أمام مشروع روسي أكبر.
    وفي الوقت الذي توشك فيه اذربيجان على اتخاذ قرار بشأن اختيار احد الخطين لتنقل عبره صادراتها المستقبلية فإن مشروع نابوكو الذي لطالما كان الاختيار المفضل لاوروبا قد يتراجع أمام مشروع خط انابيب الادرياتيكي (تاب) الاكثر تواضعا الذي يمر عبر اليونان إلى جنوب ايطاليا.
    وفي معادلة معقدة تعتمد على السياسة بقدر اعتمادها على الاقتصاد يتقدم مشروع تاب على نابوكو الذي يمتد إلى النمسا في منافسة مشروع ساوث ستريم الروسي الذي يتكلف 39 مليار دولار.
    وقال اندرو نيف المحلل في شؤون الطاقة بمؤسسة آي.إتش.إس للابحاث في موسكو "السؤال هو: هل سيظل نابوكو مجديا اذا ما تم مد خط ساوث ستريم."
    ويتوقع أن يصدر القرار بشأن الاختيار بين مشروعي تاب ونابوكو في يونيو حزيران من شركاء في كونسورتيوم شاه دينيز الذي تقوده شركة بي.بي النفطية وشركة سوكار الحكومة للطاقة في اذربيجان.
    ولن يخرج الاتحاد الاوروبي بقرار مباشر بشأن الاختيار بين المشروعين ولكن تحوله في الفترة الأخيرة الى "الحيادية" بعد دعم نابوكو قد يتسبب في تغير كبير. وتقول اوروبا حاليا انها ستكون مسرورة بأي من المشروعين أو بكلاهما معا.
    وقال مايكل هوفمان مدير الشؤون الخارجية في مشروع تاب في تصريح لرويترز "حدث تحول كبير."
    وقال كريستيان دولزال المتحدث باسم مشروع نابوكو ان مشروعه يحظى بدعم سياسي قوي.
    واعتمدت الخطة الاوروبية الاصلية على خط انابيب واحد بطول 3900 كيلومتر من اذربيجان وعبر تركيا إلى البلقان
    رد مع اقتباس  
     

  2. #2  
    المدير العام الصورة الرمزية طارق شفيق حقي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2003
    الدولة
    سورية
    المشاركات
    13,619
    مقالات المدونة
    174
    معدل تقييم المستوى
    10
    “نابوكو” : أوبرا في انتظار الالحان

    الاحد , 6 تشرين اول / اكتوبر 2013 ، آخر تحديت 15:58 - بانوراما الشرق الاوسط

    يوسف حسيني

    تسمية «نابوكو»، تم استلهامها من مقطوعة موسيقية اوروبية ،تدعى “اوبرا نابوكو” من تأليف المؤلف الرومانسي الإيطالي جيوسيبي فيردي في القرن التاسع عشر، وتستند أوبرا «نابوكو” على قيمة التمسك بالتعالم الدينية والاستعداد للموت من اجلها انطلاقا من احدى القصص الواردة في العهد القديم والتي تحكي عن جزء من تاريخ اليهود خلال حكم الملك نابوكو الثانى (605 – 562 قبل الميلاد) الذي دمر معبد سليمان وطرد اليهود الى بابل واجبرهم على عبادة آلهة بابل،فهذه المقطوعة ترمز الى التحرر من العبودية والخنوع،واعتماد هذه التسمية من طرف و,م,أ وحلفائها هو اشارة الى الرغبة في الخروج من الوصاية الروسية في مجال الغاز.
    في الحادي عشر من دجنبر 1997،ومن داخل أعرق مدن الارخبيل الياباني،وافقت الدول الصناعية الكبرى على الحد من تركيزات غازات الاحتباس الحراري في الغلاف الجوي عند مستوى يحول دون إلحاق ضرر بالنظام المناخي.وبناءا عليه ستتجه الدول الكبرى الى الاعتماد بقوة على الطاقة المنبعثة من الغاز بدل النفط.
    على عكس أوروبا التي اتجهت نحو الزيادة في حجم وارداتها من الغاز،فان الولايات المتحدة الامريكية رفضت ان توقع على الاتفاقية،بل رمت بكامل ثقلها من أجل منع أوروبا من أن تقيم وارداتها الغازية بالاورو وليس بالدولار،حتى لا يتحول هذا الاخير الى مجرد عملة بئيسة عادية.
    هكذا ستنطلق الحرب المقدسة من اجل الغاز،بدأت بالثورات الملونة في 2004،واجتياح ابخازيا من طرف روسيا ،هذه الاخيرة تقول احصائيات عام 2011 أنها المسؤولة عن إضاءة أوروبا،حيث تصدر 30 في المئة من استهلاك اوروبا الغازي،وتسعى الى الحفاظ على هذا الموقع واحتكاره عبر خط انابيب أوكرانيا وبيلاروسيا،وفي الجانب الاخر تسعى الولايات المتحدة الى جلب الغاز من تركمنستان وآسيا الوسطى وذلك عبر مشروع خط أنابيب “نابوكو”.
    سنة 2009 ستوقع شركة غاز بروم الروسية اتفاقا مع الدولة النيجيرية صاحبة سابع أكبر احتياطي غازي في العالم،بقيمة 2,5 مليار دولار لبناء مصافي غاز وأنابيب نقل غاز ومحطات توليد طاقة فيها،وذلك بهدف تصدير الغاز نحو اوروبا عبر خط انابيب يمر من ليبيا وصولا الى اوروبا عبر ايطاليا التي لم يمانع برلسكوني بيع 50 في المئة من شركة “إيني” البرتولية الايطالية لروسيا،لياتي الرد من راعي الحرية الاول في العالم ،بعزل برلسكوني عن السلطة،وللصدفة الغريبة فان جماعة بوكو حرام في نيجيريا الشمالية ستدشن اولى عملياتها الارهابية في نفس السنة التي وقعت فيها “غازبروم” عقدها مع الحكومة النيجيرية،الشئ الذي جعل أمر إنشاء خط الانابيب هذا مستحيلا.
    طرد بن علي وقتل القذافي وعزل برلسكوني و أغلق خط “أفريكان ستريم”على روسيا،واحدة بواحدة،روسيا اغلقت جورجيا في وجه امريكا،وهذه الاخيرة اغلقت نيجيريا في وجه الروس،الامريكي يعزف مقطوعة نابوكو، هذا المشروع الطموح الذي يروم إستخراج الغاز من رابع أكبر إحتياطي في العالم وهو تركمنستان،وتصديره مباشرة نحو أوروبا عبر حوض بحر قزوين دون المرور عبر روسيا،وهي استراتيجية حيوية لحلف شمال الاطلسي الذي يروم تحرير الجمهوريات السوفياتية السابقة من النفوذ الروسي.
    هنا ستتبع روسيا استرتيجية ذات مسارات متعددة من اجل محاولة ايقاف تنفيذ هذا المشروع،بدأت باثارة نقاش قانوني حول مسار الانبوب وتحديدا حول ” الصفة القانونية لبحر قزوين”،فالقانون الدولي يفرق بين الحوض او البحيرة والبحر فيما يخص الحقوق والالتزامات الناشئة للدول المطلة عليه،فاذا كان المسطح المائي بحرا،فان الدول المحيطة به تتقاسم ثرواته حسب طول شاطئ كل دولة،أما إذا كان حوضا أو بحيرة فان الدول المحيطة به تتقاسمه بالتساوي.
    على هذا الاساس تبنت روسيا تعريف حوض قزوين على انه بحيرة تتجدد مياهها بواسطة نهر “الفولجا”،وعلى هذا الاساس فالقانون يمنحها حق الاستفادة بالتساوي مع باقي الدول المحيطة بالحوض،وهكذا وإلى ان يتم الاعتراف بقزوين “كبحر”،فلا يحق لتركمنستان او اذربيجان انشاء حقول نفط على الساحل القزويني،فما بالك بدول اخرى.
    ستتجه روسيا ايضا نحو احتكار عقود بيع وشراء الغاز في آسيا الوسطى،وتحديدا مع جميع الدول التي ستمد خط نابوكو بالغاز، كتركمانستان التي تنتج حالياً نحو 80 مليار متر مكعب سنوياً، وقامت روسيا بشراء أكثر من 50 مليار متر مكعب في عقود طويلة الأجل.
    كما قامت روسيا بشراء كامل إنتاج أوزبكستان من الغاز في عقد طويل الأجل ينتهي عام 2018،وعلى هذا الاساس انسحبت هذه الدول من خط نابوكو لانها لن تقدر على الايفاء بالتزاماتها،كما ان حتى اذربيجان اعلنت انه اذا بقي لها فائض من الغاز فانها ستقوم بضخه في “نابوكو” وذلك بعد أن وقعت عقدا ضخما مع روسيا.
    وبالاضافة لسيطرتها على جميع انابيب نقل الغاز البرية الى اوروبا،فان روسيا تقوم ببناء خطوط اضافية اخرى،مثل خط السيل الجنوبي الذي سيكلق اكثر من عشرة مليارات اورو بشراكة مع إيطاليا،اذن ما هو الهدف من نابوكو،ما الجدوى من انشاء خط انابيب لنقل غاز،جففت روسيا كل مصادره،بل لا يوجد له حتى جغرافية يمر منها مرورا بريئا،ومع ذلك سيتم التوقيع على اتفاقية نابوكو امام ذهول العالم اجمع.؟؟؟؟
    حيث يجب ان توجد المادة المفترض نقلها اولا ،ثم انشاء الوسيلة التي عبرها سيتم نقل هذه المادة.
    ستعتمد امريكا وحلفاءها استراتيجية هجومية،للرد على كل العراقيل الهادفة لاقبار مشروع نابوكو،هكذا سيتم المضي قدما في المشروع ببناء خط انابيب الغاز اولا ثم البحث عن الغاز ثانيا،وذلك عملا بالقول المأثور “لقد اتخذت قراري فلا تشوش علي بالحقائق والوقائع”،وفي الواقع فان انتهاج هذه الاستراتيجية كان الهدف منه استقطاب اكبر عدد من الدول وجلب اهتمامها لهذا المشروع كما قال رجب طيب اردوغان في حفل التوقيع على هذه الاتفاقية المجنونة.
    كما ان ذلك يشكل ضغطا استراتيجيا دائما على روسيا،فخصومها لم يخلوا الساحة ولازالو مصرين على مشروعهم،وهو ما يعني دفع روسيا الى التعامل مع الامدادات الغازية نحو اوروبا بشكل يلبي حاجيات القارة العجوز،وعدم قطع هذه الامدادات في كل مرة.
    من جهة اخرى،طفت الى السطح مطامح السلطان العثماني الجديد،رجب طيب اردوغان الذي ستستفيد بلاده من ان تتحول الى عقدة خط انابيب الغاز،ناهيك عن ان نابوكو سيعود على تركيا ب 360 مليون دولار سنويا،وسيساعدها كثيرا في المفاوضات الجارية مع اوروبا بهدف الانضمام الى الاتحاد الاوروبي،ومن هنا سنفهم ماهية الموقف التركي من الاحداث الجارية في المنطقة،من تونس الى ليبيا ومصر ثم سوريا،خاصة اذا علمنا ان نابوكو عبارة عن اتحاد بين شركات : ألمانية ونمساوية وبلغارية وتركية ورومانية.
    اذن لا غاز في اسيا الوسطى؟؟؟ على ماذا تعول اوروبا وامريكا؟؟
    انه الغاز المتوسطي،حيث ان المعلومات المتوافرة حتى الآن تفيد بان الحوض المتوسطي هو الأثرى في العالم بالغاز وهو الامر الذي أكده معهد واشنطن،فسورية ستكون الدولة الأغنى و ستتنامى وثيرة الصراعات في الشرق الاوسط (تركيا وقبرص نظراً لعدم قدرة أنقرة على تحمل خسارتها لغاز نابوكو)،فانبوب نابوكو من المفترض ان يعتمد على الغاز الايراني وكذا الغاز الموجود في سواحل اسرائيل ولبنان وسورية،وذلك بعد أن أغلقت روسيا منابعه في آسيا الوسطى.
    فمنذ 2009 بدأت اسرائيل باستخراج الغاز والنفط من حوض المتوسط وبات واضحا ان هذا الحوض سيشكل لسنوات قادمة موقعا للصراع والتجاذب الجيوسياسي،وأن دول المنطقة سائرة نحو مرحلة عنيفة من الاهتزازات والانقلابات،خاصة تلكم الدول التي تتوفر على امكانات هائلة من الغاز،وهنا ربما نفهم لماذا التركيز على سوريا،بموقعها الجيواستراتيجي المهم جدا،فهي مفتاح أسيا ،وكذا يمكن ان نستوعب السر وراء اسقاط حسني مبارك،فمصر من الدول المرشحة لاستخراج الغاز من اراضيها.



    "نابوكو" : أوبرا في انتظار الالحان
    بانوراما الشرق الأوسط


    رد مع اقتباس  
     

  3. #3  
    المدير العام الصورة الرمزية طارق شفيق حقي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2003
    الدولة
    سورية
    المشاركات
    13,619
    مقالات المدونة
    174
    معدل تقييم المستوى
    10
    مشروع خط انابيب نابوكو للغاز والخطوة الأمريكية-التركية-الأسرائيلية لتقسيم العراق واشعال الحروب الداخلية

    October 11, 2010 — iraqibeacon
    أنابيب الطاقة تتحكم بشكل كبير في القرارات السياسية، ولمعرفة التحرك التالي على مسرح العالم إتبع خط أنابيب مصادر الطاقة

    هي حرب ليست بين الفرقاء على الساحة أبدا وانما هي حرب دول، وهي حرب لابد منها لتقسيم العراق، ومن هنا نرى جوزف بايدن نبي التقسيم رايح جاي على العراق، لأن خطته أوشكت على التحقق

    المطلوب أمريكيا وصهيونيا تقسيم العراق. ولا تقسيم بدون حرب أهلية



    إعداد عشتار، 6/10/2010قال آشتي هورامي، في مؤتمرعن الطاقة في اسطنبول، ان الغاز الطبيعي في شمال العراق والذي يقدر بمائة الى مائتي ترليون قدم مكعب كاف لملء انبوب نبوخذنصر وقال “هذا اكثر من كاف للاستخدام الداخلي (يقصد في كردستانه) والاستخدام الداخلي في تركيا وايضا لاحتياجات الانبوب”. والانبوب يهدف الى تقليل اعتماد اوربا على الغاز الروسي وسوف ينقل نابوكو 1.1 ترليون قدم مكعب من الغاز الطبيعي كل عام من بحر قزوين ومن الشرق الاوسط الى اوربا. ويعتقد الكونسرتيوم ان الانبوب سوف يغذى من غاز اذربيجان والعراق حتى يمكن بدء الخط في 2015.ه
    ونابوكو الذي تدعمه 6 دول لديه مشكلة تأمين الغاز المطلوب. في حين ان للعراق امكانية ان يكون مصدر كبير للغاز، ولكن الاحوال الامنية المضطربة والاختلافات بين الحكومة الكردية وبغداد قد احبطت من التقدم. وقالت بغداد انها لن تعترف بأي صفقات طاقة تعقدها حكومة الشمال. وقد دعي الشهرستاني وزير النفط العراقي الى المؤتمر ولكنه لم يحضر.


    وقال المسؤولون الامريكان انهم يأملون ان يمهد العراق الطريق بأسرع وقت لتصدير الطاقة الى اوربا. وقال ريتشارد مورننجستار المبعوث الامريكي للطاقة الاوراسية لصحيفة زمن التركية “نعتقد انه من المهم وتعتقد تركيا كذلك انهم من المهم ان يكون في امكان الغاز (الكردي) في النهاية من الرحيل الى الشمال”. وقالت شركة نابوكو الشهر الماضي انها دخلت في محادثات مع البنك الدولي والبنك الاوربي للتعمير والتنمية و بنك الاستثمار الاوربي للحصول على مبلغ 6 بلايين دولار بشكل قروض هي في حاجة اليها في حين تدفع روسيا بشدة لتنفيذ انبوبها المنافس (التيار الجنوبي) south stream
    تهدف روسيا الى نقل 2.2 ترليون قدم مكعب كل عام من روسيا تحت البحر الاسود الى بلغاريا ثم الى اوربا الغربية وقد حصلت شركة ساوث ستريم فعلا على غاز وسط آسيا ويمكنها ايضا استخدام الغاز الروسي.


    تريد روسيا الى الالتفاف على اوكرانيا التي تنقل 80% من الغاز الطبيعي الروسي الذاهب الى اوربا ولكنها في الماضي اوقفت التموين مؤقتا الى اوربا بسبب خلافات حول السعر مع موسكو.

    وكان المراقبون قد حذروا من ان هناك عرض وطلب لانبوب واحد من هذين الانبوبين. وانظروا كيف يشير المعنيون الى الغاز باعتبارها (الغاز الكردي) وليس (العراقي) ، وكيف أن الوزير الحرامي يتحدث عن تصدير الغاز بعد الاكتفاء منه في كردستانه وبعد توفير حصة تركيا الداخلية (وهذه رشوة لعدم اعتراض تركيا على الانفصال الكردي عن العراق) ثم تصديره عبر الانبوب، وكذلك عرفنا سابقا أن (اسرائيل) داخلة على الخط بقوة.
    لكن أهم مافي الموضوع أعلاه هو السطر الأخير الذي يتحدث عن ان العرض والطلب لن يكفي سوى انبوبا واحدا. ياترى الحرب القادمة سوف تكرس أي انبوب؟!


    سريالية مايحدث في العراق الآن جعلتني في حيص بيص. لا أدري من أين أبدأ وماذا أقول. لقد توالت في الأيام القليلة الماضية الكثير من الخطب والتحليلات والحوارات، ولكن بعد أن يستمع اليها المرء يزداد حيرة وارتباكا.
    كل هذه الحرب الإنتخابية تدور بمسميات خاطئة وواجهات مزيفة، ومن هنا التخبط. فهي حرب ليس بين الفرقاء على الساحة أبدا وانما هي حرب دول، وهي حرب لابد منها لتقسيم العراق، ومن هنا نرى جوزف بايدن نبي التقسيم رايح جاي على العراق، لأن خطته أوشكت على التحقق.هأولا – ليست تقسيمات الشعب العراقي الطبيعية هي: كرد – شيعة – سنة فأي مؤسسة قائمة على هذا التقسيم باطلة.ه


    ثانيا – لا أحد من هذه (الكيانات) تمثل الطوائف التي تزعمها، لا الأحزاب الشيعية تمثل الشيعة ولا الأحزاب السنية تمثل السنة، ولا الأحزاب الكردية تمثل الأكراد. و لايعني خروج ملايين الشيعة لشعائرهم أنهم يؤيدون بالضرورة الأحزاب التي تحكم باسمهم، فالمسلمون حين يذهبون الى الحج باعتباره شعيرة دينية لا يؤيدون بالضرورة حكام السعودية.ه
    ثالثا – لايمثل (المجتثون) البعث بأي شكل من الأشكال. وقد انخرطوا في العملية السياسية منذ نشأتها، والبعثيون يعتبرون العملية برمتها باطلة، فهذا الصراخ الهستيري حول عودة او عدم عودة البعث يخفي وراءه شيئا آخر.ه


    رابعا – كل هؤلاء الفرقاء يتظاهرون أن للعراق سيادة، وأن تدخل الدول الأخرى وخاصة الولايات المتحدة مرفوض مرفوض!! سيادة على أي أساس؟ من يحميكم في مقراتكم في المنطقة الخضراء؟ من ينقلكم بمروحياته العسكرية من بيت الى بيت؟ من له “سفارة” أكبر من كل مؤسساتكم “الديمقراطية ” مجتمعة. من يقود جيوشكم وشرطتكم بصفة “مستشارين”؟ من لديه حوالي ربع مليون جندي ومرتزق على أرضكم؟ من لديه حصانة في بيتكم؟ من يقتلكم دون أن تستطيعوا ان تشيروا اليه بإصبع؟باختصار كل هؤلاء يمثلون دولا متناحرة متحاربة على أرض العراق، وهكذا هم لايمثلون الشعب العراقي بأي شكل من الأشكال. حين نفهم هذا، يبدو تفسير الإشكاليات واضحا.هالآن دعونا نسمي الأشياء بأسمائها:هجماعة إيران وجماعة أمريكا. هذه هي الحرب الحقيقية الدائرة.هيدخل في ائتلاف جماعة ايران “ايران – الأحزاب الشيعية الحاكمة “يدخل في ائتلاف أمريكا:” أمريكا – تركيا – الأحزاب السنية – الأحزاب (العلمانية اللبرالية) – بعض الدول العربية “أين الكرد من هؤلاء؟ الكرد حالة خاصة ولهذا يبدو موقفهم غامضا. ولكنه الموقف الأفضل حاليا لأن علاقتهم جيدة مع (أمريكا – ايران – تركيا- الكيان الصهيوني) وهي علاقات تحالف بعضها تكتيكي وبعضها ستراتيجي، وهكذا هم قد يتحالفون مع جماعة ايران مرة ومع جماعة امريكا مرة اخرى.هالمطلوب أمريكيا وصهيونيا تقسيم العراق. ولا تقسيم بدون حرب أهليةأولا- قسم العراق على الورق (الدستور) هذا التقسيم غير الطبيعي (كرد – شيعة – سنة) وحدثت الفتنة المتعمدة (سنة وشيعة) لم تحدث الحرب الطائفية المرجوة التي تؤدي الى التقسيم. كانت حرب قامت بها فرق موت مرة تزعم شيعيتها ومرة تزعم سنيتها ولكن لم تحدث حرب شاملة، وإنما ازداد التدخل الإيراني وبقيت الحال (مجمدة) تراوح في مكانها، وهي ليست الحالة التي تريد امريكا ان (تنهي) بها على العراق. بالتأكيد لن تسلمه لإيران.هبسبب هذا التقسيم (الدستوري) قدمت بعض الأحزاب الدينية على أساس طائفيتها (حزب شيعي – حزب سني) وهكذا كان حتى العلمانيين أمثال ممثل الحزب الشيوعي او اياد علاوي وغيرهما محسوبين على جانب الشيعة، وكان امثال المطلك والعاني وغيرهما محسوبين على جانب السنة.هثانيا- المطلوب الآن تقسيم العراق على اساس كردي – عربي. ولهذا لابد من حرب او نزاع كردي – عربي. وهذا يتطلب : إبعاد الأحزاب الشيعية الطائفية من الحكم (ولهذا بادرت جميعا باتخاذ ستار الوطنية) ، أو إبعاد حكاية (سني – شيعي) وتقريب ممثلي (العرب)، ومن هنا قُدّم المطلك والعاني ومن لفّ لفهما باعتبارهم (عربا) يدعون الى عروبة العراق. ومن هنا هذه الصرخة (كلا كلا بعثيين) على أساس أن (العروبة ) محورية في فكر البعث. الأحزاب الشيعية الطائفية (جماعة إيران) لا تريد طبعا ان تستبعد هؤلاء على اساس (عروبتهم) ولكن بإسباغ وصف (البعثية) عليهم وتخويف الناس منهم وكيل كل اشكال الجرائم عليهم وما نراه الآن من استعراض تاريخ البعث ظلما او حقا. وفي نفس الوقت نرى أن من دفاع جماعة ايران عن موقفها من اجتثاث المطلك وجماعته أن تمويلهم من دول عربية.هالأكراد موقفهم حاليا ممتاز وجاهزون لإعلان الإستقلال وسوف يحدث قبل أن تترك أمريكا العراق. هذا هو السيناريو الأمريكي القادم:هدولة كردية في الشمال وفي الجنوب دولة (عربية) قوية لصد أطماع إيران من تهديد (المصالح الأمريكية) في العراق.هلايمكن أن اقرأ التحركات التي تجري بدون ان أصل الى هذا الاستنتاج:هزيارة رئيس وزراء تركيا الى ايران والعراق
    زيارة طالباني الى تركيا


    زيارات مكوكية لمسؤولين عراقيين وايرانيين بين بعضهم البعض
    زيارة الجنرال راي اوديرنو تركيا للمرة الثانية وتعهده بالقضاء على حزب العمال الكردستاني
    تعهد أمريكا من ناحية اخرى القضاء على حزب الأكراد الإيرانيين المتواجدين في شمال العراق
    موافقة الحزبين الكرديين الحاكمين في شمال العراق على إخلاء مخيم مخمور من الأكراد الأتراك
    توحيد البيشمركة تحت قيادة واحدة
    تدريب البيشمركة من قبل الجيش الأمريكي


    اشراك الجيش الأمركي للبيشمركة مع دوريات مشتركة (عراقية امريكية كردية) لحماية (المناطق المتنازع عليها)
    إعلان الأمريكان اكثر من مرة أنهم حتى لو انسحبوا من العراق فسوف يبقون في شمالههناك طمأنة خاصة لتركيا من الأمريكان والأكراد ان (كردستان) لن تشكل تهديدا لتركيا. وكذلك طمأنة مماثلة لإيران ايضاكذلك في نفس الوقت هناك (تحذيرات) أمريكية على ألسنة قادة في الجيش الأمريكي من احتمال (نزاع عربي كردي) حول (المناطق المتنازع عليها)هكانت تركيا هي (بعبع) كردستان. الكل يقول أن تركيا لن ترضى بإقامة دولة كردية الى جوارها، ولكن ماذا إذا وجدت تركيا أن (كردستان) هي في الواقع مصلحة اقتصادية وسياسية لها ؟ وماذا إذا وجدت ايران ايضا ان قيام كردستان سيكون لصالحها؟كيف يمكن هذا؟ هنا يدخل على المسرح خط أنابيب غاز نابوكو


    ولكن حاليا الوضع هكذا: كان دور جماعة ايران حتى الانتخابات القادمة هو تخليص ثاراتهم من كل رموز (البعث) سواء بشكل أشخاص او تماثيل او تاريخ. وكان آخر صفقة ثار هو تنفيذ حكم الإعدام بعلي حسن المجيد. لاحظوا انهم لم يستطيعوا تنفيذ بقية الأحكام في رجال الجيش العراقي.هلأن المرحلة القادمة حين تأتي جماعة امريكا للحكم، ستعفي عن هؤلاء الرجال، وسوف تقود الحرب (ربما بهم) أو ستجعل منهم (نقطة توتر) ضد الأكراد وقد تم تعبئة الشعب العراقي (العربي) مقدما ضد الأكراد، مما يدفع بالمجتمع الدولي تقوده أمريكا الى منح الإستقلال لهم لأنهم يتعرضون مرة اخرى الى (الإبادة).هليس من الضروري ان يحصلوا على كركوك في هذه المرحلة لأن خط أنابيب نابوكو يعتمد على الغاز الموجود في جمجمال وخور مور وكلاهما في السليمانية. وملاحظة مهمة عن الخط: انه مهم لكل من أمريكا- الكيان الصهيوني – تركيا – ايران- اوربا. والأكراد هم الرابط بين كل هؤلاء.هالخطوة القادمة للعراق انفصال كردستان: وهذه خطوة سوف تدعمها الولايات المتحدة – الكيان الصهيوني – الاتحاد الأوربي – تركيا – إيران. وربما سوريا ومصر أيضا. وللأخوة الأكراد صلات تكتيكية وستراتيجية مع كل هذه البلاد. ربما يكون السبب هو خط نابوكو،أنابيب الطاقة تتحكم بشكل كبير في القرارات السياسية، وفي أعلان الحرب او السلام. شعاري دائما في قراءة التحرك التالي على مسرح العالم، هو: إتبع خط الأنابيب. وفي النهاية فإن الاقتصاد هو الذي يتحكم في السياسة. وما هدف الغزوات والإحتلالات على مر التاريخ سوى الاستيلاء على مايملكه الآخرون.خط الأنابيب نابوكو مشروع تشترك فيه أربع شركات اوربية وواحدة تركية وشركتان من الإمارات، بقيمه 10 مليار دولار تقريبا، لنقل الغاز من تركيا الى النمسا عبر بلغاريا ورومانيا والمجر. من المقرر البدء في مد الخط الذي يبلغ طوله تقريبا 3300 كيلومتر عام 2011 ومن المتوقع أن تبدأ أول عمليات التسليم في 2014 بطاقة سنوية أولية تدور بين ثمانية وعشرة مليارات متر مكعب من الغاز.هماهي فائدة المشروع للدول التي ستدعم انفصال الأكراد؟ ه1- الولايات المتحدة: المشروع تدعمه أمريكا بقوة لأنه يقلل من اعتماد اوربا على غاز روسيا، ولأنه سيوصل الغاز العراقي والعربي الى الكيان الصهيوني. ولأنها سوف تتحكم بحكم وجودها في المنطقة، في امدادات الطاقة الى اوربا. خاصة ان الطلب على الغاز في اوربا في ازدياد مع التحول من تشغيل الطاقة الكهربائية بالفحم الى الغاز.ه


    ه2- أوربا – سيتيح لأوربا إمدادات من الغاز بدون توقف كما حدث حين اندلع النزاع بين روسيا واوكرانيا، كما ان انشاء الانبوب سيكلف نصف تكلفة انبوب روسيا مما سيخفض من سعر الغاز.ه
    ه3- تركيا – سوف تكتسب أهمية بسبب كونها معبرا ومحطة لإنبوب الغاز المقترح، ربما يساعدها في دخول الإتحاد الأوربي. يضمن لها حماية امريكية واوربية دائمة ، وبطبيعة الحال فائدة اقتصادية وزيادة في الموارد.ه
    ه4- إيران – سوف تضمن حماية أوربية ضد اي اعتداءات امريكية محتملة، او حصار اقتصادي. وايران تحوي اكبر احتياطي من الغاز الطبيعي في العالم.ه


    ه5- الكيان الصهيوني- سيكون لاعبا مهما في مجال الطاقة العالمية بإعادة تصدير الغاز الواصل الى مينائي ايلات واشكلون الى آسيا.ه
    ه6- الأكراد – تحقيق حلم الإنفصال، بمباركة دولية ، وضمان حماية دائمة من كل الأطراف المجاورة وكذلك امريكا واوربا والكيان الصهيوني، وربط اقتصادها بالإقتصاد العالمي. ههكذا بسهولة نستطيع الآن تصور ما سوف يأتي:هفصل شمال العراق يضمن نهب الغاز العراقي بدون مشاكل وإعاقات ومطالبات من بقية اجزاء العراق بالشراكة، وقبل كل هذا يضمن توصيل الغاز الى الكيان الصهيوني بدون معارضة حيث أن للقيادات الكردية علاقات تاريخية مع الصهاينة لا تخفى على أحد.هالخطوات المطلوبة لإعلان الإنفصال: افتعال حرب بين العرب والأكراد، وصيحات “ابادة وتطهير عرقي” في المناطق “المتنازع عليها” وهكذا، متسلحين بجريمة “الابادة ” التي يحاولون الآن عن طريق وزير عدل كردستانهم الحصول عليها من محكمة الاحتلال وقد ذكرت في مقالة سابقة أنهم يحاولون تغيير طبيعة جريمة تم الحكم فيها وتنفيذه من جريمة (ضد الانسانية) الى (ابادة) لأنه للحصول على “وطن قومي” معترف به دوليا، لابد من هولوكوست. هتركيا سوف توافق على الإنفصال، حيث انه بوساطة كردية (عراقية) ومن الجانب الأمريكي، يمكن القول ان اكرادها المقاتلين على وشك نبذ العنف، وكان آخر ماحدث أمام أنظار العالم وبطلب من رئيسهم اوجلان، استسلم القادة الموجودون في العراق للحكومة التركية التي عاملتهم بلطف ولم تضعهم في السجون.همن الأخبار التي ستقرأونها في أدناه والتي أدرجت فيها تسلسل الوقائع الخاصة بإنشاء الانبوب، سترون أن أمريكا كانت رافضة لإشراك ايران في المشروع، ولكن الإتحاد الاوربي وتركيا يرون غير ذلك، حيث أن روسيا باتفاقها مع تركمستان قد سحبت ينبوعا مهما للغاز، ولهذا فإن غاز ايران والعراق مهمان لمشروع نابوكو. مما يعني ان ضربة امريكية أو (اسرائيلية) لإيران لم تعد محتملة.

    روسيا، لأن الإنبوب منافس لإنبوبها، ستكون الى جانب إيران في محاولة لاستمالتها وربما سحب غازها الى إنبوبها هي، انها معركة انابيب !!ه من الآتي ايضا أن أمريكا التي تريد أن ترتب كل شيء قبل انسحابها المزعوم في 2011 (لاحظوا ان البدء في العمل بإنشاء نابوكو سيكون في 2011 شلون مصادفة) أن أمريكا ستسلم الحكم في بغداد للعرب، وهي لفظة اصبحت تعني (السنة والشيعة العلمانيين)! وهذا طبعا سيغضب شيعة إيران مما سيجعلهم يحذون حذو الشمال ويعلنون الإنفصال في اقليم البصرة!! وهم يهددون منذ الآن بذلك. هثم سوف يدخلون في تحالفات مع دولة ايران و “كردستان” ضد بقية العراق (العربي) وهكذا لن يستطيع هؤلاء التحرش بالأكراد أو بالجنوب. الأكراد من جهتهم ستتم لهم السيطرة على جريان نهري دجلة والفرات الى بقية العراق، سواء وسطه أو جنوبه، وسيحتاج الأمر الى كثير من الصفقات والمساومات. أمريكا ستظل حارسة الشمال وستظل بريطانيا حارسة الجنوب. سوف تقسم كركوك الى قسمين مثل (القدس) كركوك الشرقية وكركوك الغربية. وهكذا تتحقق نبوءة المتصهين جو بايدن ومن قبله الصهيوني عوديد ينون، في تقسيم العراق.هأترككم الآن مع التسلسل الزمني لمشروع نابوكو، ارجو قراءة الأخبار بتمهل فربما تصلون الى نتائج مغايرة لما وصلت اليه، ربما أكون قد شطحت كثيرا في خيالي هذه المرة.ه
    شباط 2002
    بداية الاعداد للمشروع ،محادثات بين شركة او إم في النمساوية وبوطاش التركية.

    حزيران 2002

    وقعت خمس شركات: (أو ام في) من النمسا، (أم أو ال) من المجر، بلغارگاز من بلغاريا، ترانس گاز من رومانيا وبوطاش من تركيا (وقعت پروتوكول نية إنشاء خط أنابيب نابوكو)تشرين اول 2002 – اتفاقية تعاون بين هذه الدولمارس/نيسان 2003 غزو واحتلال العراقكانون اول 2003 - منحت المفوضية الأوروبية مبلغاً يساوي 50% من التكاليف الإجمالية المتوقعة لدراسة الجدوى بما فيها تحليل السوق، والدراسات التقنية والاقتصادية والماليةه2004 – اكتملت دراسة الجدوى واشارت النتائج الى جدوى المشروع من الناحيتين الفنية والإقتصاديةحزيران 2005 – تم توقيع اتفاقية الشراكة بين خمس شركاء في نابوكوحزيران 2006 – تم توقيع بيان وزاري عن خط أنابيب نابوكو في فيينا. ظهرت بعد ذلك مقترحات لربط مصر بالخط لتزويده بالغاز. (المعلومات أعلاه من مقالة للكاتب أحمد الهرمزي نشرت من قبل مركز الاعلام التركماني العراقي).هنيسان 2007
    ه* أبرمت شركة “نفط الهلال” وشريكتها دانة غاز سلسلة من الاتفاقيات مع حكومة إقليم كردستان العراق في أبريل 2007، تقضي بتطوير موارد الغاز الغنية في الإقليم وإطلاق “مدينة كردستان للغاز” وهي عبارة عن منشآة صناعية تضم الصناعات التي تدار بالغاز، وترويج استثمارات القطاع الخاص في العديد من الصناعات المتعلقة بالغاز الطبيعي.ه
    ه* وتتضمن الاتفاقيات تطوير ومعالجة ونقل الغاز الطبيعي من حقل غاز خور مور، وتقييم موارد حقل غاز جمجمال، بهدف توفير إمدادات الغاز الطبيعي لاستعمالها كوقود لتوليد الكهرباء في المحطات المحلية لتوليد الطاقة قيد الإنشاء في أربيل والسليمانية في عام 2008.ه
    ه* تبلغ ميزانية الاستثمار في مشروع تطوير حقل خور مور وبرنامج تقييم موارد حقل جمجمال نحو 370 مليون دولار و45 مليون دولار على التوالي، وستقوم “نفط الهلال” ودانة غاز بتمويل المشروعين مناصفة.ه


    24 تشرين اول 2007يونايتد بريس انقرة – الغاز والنفط العراقي او من بحر قزوين قد يتجه الى اسرائيل خلال خط أنابيب متشعب من تركيا حسب تصريحات مسؤولي الطاقة الاسرائيليين والاتراك قال حلمي غولر وزير الطاقة التركي بعد لقائه مع وزير البنى التحتية الاسرائيلي بنيامين بن اليعازر “هذا مشروع سوف يساهم مساهمة عظيمة في سلام وامن المنطقة ” وكان الجانبان في مباحثات طويلة حول النفط والغاز والماء من تركيا الى اسرائيل. وقال غولر أن هناك خيارين هو مد خط انابيب موجود حاليا ويحمل النفط من كركوك في العراق الى جيهان في تركيا او مد خط سامسون جيهان. وقطاع الغاز الطبيعي العراقي حالما يطور يمكن مده عبر انبوب الى اسرائيل. كذلك هناك خيار الغاز الأذربيجاني اضافة الى الغاز الروسي.ه23 شباط 2008 ألقت الولايات المتحدة أمس بثقلها الدبلوماسي كاملا خلف مشروع خط أنابيب نابوكو المتعثر الذي يهدف الى نقل الغاز من حوض بحر قزوين الى وسط أوروبا. وقال مسؤول أميركي رفيع، ان نابوكو لا يقل أهمية بالنسبة للولايات المتحدة من أجل مساعدة حلفائها الاوروبيين على تنويع مصادر الامدادات والحد من الاعتماد على روسيا، عن خط أنابيب باكو ـ تفليس ـ جيهان لنقل النفط في التسعينات.هوأبلغ ماثيو بريزا نائب مساعد وزيرة الخارجية الاميركية الصحافيين إثر محادثات مع أندريس بيبالجس مفوض الاتحاد الاوروبي لشؤون الطاقة: «خط أنابيب نابوكو سوف يبنى.. أنا واثق.. لانه ذو جدوى من الناحية التجارية». وأضاف «احاول البناء على النجاح الذي تحقق في العقد الاخير وتوسعة البنية التحتية القائمة بنفس الالتزام والعزيمة».هوقال بريزا ان خط الانابيب المزمع الذي يمتد بطول 3300 كيلومتر ويبدأ من دول القوقاز ويقطع تركيا ثم يمر عبر رومانيا وبلغاريا الى النمسا في وسط أوروبا هو مسار أقل تكلفة بكثير لنقل الغاز من أذربيجان الى أوروبا عن مشروع خط الانابيب المنافس ساوث ستريم الذي تدعو اليه غازبروم الروسية. وتقود شركة (او ام في) النمساوية تحالفا من عدة شركات اوروبية لبناء المشروع. ومن المتوقع ان ينقل خط أنابيب نابوكو المزمع إنشاؤه 31 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي الى اوروبا من اجل تقليل الاعتماد على مصدر وحيد للغاز وهو روسيا. ومن المحتمل ان يتم تزويد الخط بامدادات الغاز من ايران واذربيجان وتركمانستان وقزاخستان وربما مصر وسورية. يشار هنا الى أن روسيا تزود نحو 27 دولة اوروبية بربع امدادتها من الغاز و80 في المائة من الغاز الروسي يمر عبر اوكرانيا. وبحسب البيانات التي نشرها موقع نابوكو على الانترنت فان الدول الاوروبية استهلكت 502 مليار متر مكعب من الغاز خلال عام 2005، كان منها 290 مليار متر مكعب مستوردة من عدة جهات خصوصا من روسيا والنرويج وروسيا والجزائر.هوطبقا لبيانات الاتحاد الاوروبي فان الصورة ستتغير في المستقبل حيث ستهتلك اوروبا نحو 816 مليار متر مكعب من الغاز ستستورد منها نحو 80 في المائة بحلول عام 2030. وبين بريزا هنا ان اذربيجان لوحدها من الممكن ان تزود الخط بكافة امدادات الغاز والتي ستقلل اعتماد اوروبا على الغاز الروسي بنحو 25 في المائة، مبينا ان بناء المشروع في العام المقبل وقد يرى النور بغضون 7 سنوات من الان. وقال «نابوكو أكثر جدوى من الناحية التجارية عن أي من المشروعات الاخرى»، مقارنا بين الجهد الدبلوماسي الاميركي لدعم المشروع والحملة المكثفة التي قادتها واشنطن في أواخر التسعينات للنهوض بخط أنابيب باكو ـ تبليس ـ جيهان.هوأوضح بريزا أنه كما كان الامر مع مشروع باكو ـ جيهان فان الولايات المتحدة مهتمة لاسباب سياسية واقتصادية على السواء وسوف تقدم المساعدة للشركاء المنخرطين في المشروع للتنسيق بين قراراتهم. وأضاف، إن نابوكو، الذي يبدأ اتحاد من ست شركات بناءه العام القادم بتكلفة تقدر بستة مليارات دولار يمكنه نقل الغاز من شمال وغرب العراق بالاضافة الى أذربيجان وحقول بحر قزوين. في المقابل قد تبلغ تكلفة «ساوث ستريم» الذي سيمر تحت البحر الاسود من روسيا الى بلغاريا ثم الى وسط أوروبا مع وصلة عبر البلقان الى ايطاليا من 20 الى 30 مليار دولار حسبما ذكر المسؤول الاميركي. وسيكون نقل الغاز من أذربيجان عبر نابوكو أرخص بنسبة 40 الى 50 في المائة عنه عبر «ساوث ستريم».هوأبدى اعتقاده أن نابوكو سيقام حتى في حالة المضي قدما في مشروع ساوث ستريم نظرا لان هناك الكثير من الطلب المتوقع على الغاز في أوروبا مع تحول بلدان من استخدام محطات كهرباء تعمل بالفحم الى أخرى تعمل بالغاز بهدف تقليل انبعاثات الغاز المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري.(صحيفة الشرق الاوسط)ه16 كانون اول 2008 – اسوشيتد برسقال الرئيس التركي ان العراق وايران يمكن ان توفرا الغاز الطبيعي لخط انابيب نابوكو17 آيار 2009الشارجة – رويترز . كونت شركتان اوربيتان وشركتان اماراتيتان كونسرتيوم من اجل ضخ الغاز من كردستان العراق لاطلاق مشروع انبوب نابوكو لنقل الغاز الى اوربا.هنابوكو الذي يدعمه الغرب وتعارضه روسيا، وجد حتى الان الكثير من المشترين في اوربا ولكن القليل من الغاز للبيع، والمشروع يكلف 10 بلايين دولار.هوهكذا فإن الغاز العراقي من المنطقة الكردية قد يساهم في حل المشكلة. وتعتقد الشركتان الاماراتيتان ان الغاز العراقي في حقلي خور مور وجمجمال يكفي للتصدير بعد تلبية الطلبات في شمال العراق وفي تركيا. (والعراق؟؟)ه 14 تموز 2009القدس العربى- وقع قادة اربع دول اوروبية

    وتركيا يوم الاثنين في انقرة اتفاقا لتحقيق مشروع مد خط انابيب الغاز نابوكو الذي من شأنه ان يقلص تبعية اوروبا تجاه روسيا في مجال الطاقة، لكن ثمة مسائل لا تزال عالقة بشأن التمويل والامداد.هوقد وقع رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان الاتفاق مع رؤساء وزراء النمسا وبلغاريا والمجر ورومانيا. وكان حاضرا ايضا رئيس المفوضية الاوروبية جوزيه مانويل باروزو ما يدل على اهمية هذا المشروع. كما حضر لهذه المناسبة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي والرئيس الجورجي ميخائيل ساكاشفيلي، فضلا عن ممثل عن اذربيجان والمبعوث الامريكي الخاص لشؤون الطاقة في اوراسيا ريتشارد مورنينغستار.هويقضي مشروع نابوكو المدعوم من الولايات المتحدة ببناء خط انابيب لنقل كمية ستصل تدريجيا الى 31 مليار متر مكعب من الغاز سنويا من آسيا الوسطى الى الاتحاد الاوروبي خصوصا، مرورا بتركيا وجنوب شرق اوروبا. وتشكل جورجيا احدى نقاط الوصل الممكنة لخط انابيب الغاز مع العراق وسورية. وستؤمن اذربيجان قسما كبيرا من الغاز.هويأتي ربع الغاز الطبيعي المستخدم في اوروبا حاليا من روسيا. وقد سبق وتأثرت الامدادات الى اوروبا سلبا بشكل خطير اثر خلاف نشب بين روسيا واوكرانيا.هومن المتوقع ان يبدأ تشغيل خط نابوكو في 2014. وتقدر كلفة المشروع الذي اطلق في 2002 بـ7.9 مليار يورو. واكد اردوغان قبل حفل التوقيع ان ‘العمل لم ينته مع التوقيع بل على العكس قد بدأ’. وقال المبعوث الامريكي مورنينغستار ان هذا الاتفاق هو ‘نتيجة مهمة جدا… (لكن) لا بد من الاعتراف بانه لا يزال هناك الكثير من العمل الواجب القيام به’.هوقدمت تركمانستان التي تملك حقولا ضخمة من الغاز دعما ثمينا لنابوكو يوم الجمعة الماضي باعلان استعدادها للمشاركة فيه. وما زال الاوروبيون ينتظرون موافقة دول اساسية مثل كازاخستان واوزبكستان. وستكون اذربيجان من المزودين الرئيسيين لكنها لا تملك ما يكفي من الغاز لملء الانبوب لوحدها.


    وقد وقعت باكو وموسكو لتوهما اتفاقا لشراء الغاز الاذربيجاني، وفي الواقع يتنافس مشروع نابوكو ايضا مع مشروع خط انابيب غاز اخر هو ساوث ستريم (التيار الجنوبي) الذي اعدته المجموعتان الروسية العملاقة غازبروم والايطالية ايني والذي سيربط بين روسيا وبلغاريا عبر البحر الاسود.هواعلن رئيس الوزراء العراقي ان بلاده قد تزود على الارجح بـ15 مليار متر مكعب. لكن المسؤول الامريكي ماتيو بريزا شكك في هذا التصريح وذكر بالخلاف بين بغداد والاكراد العراقيين الذين يسيطرون على حقول النفط والغاز في شمال العراق. وتأتي تصريحات رئيس الوزراء عقب يوم من تصريح علي الدباغ المتحدث باسم الحكومةالعراقية بان العراق لا يمتلك أي فائض من الغاز في الوقت الراهن لبيعه عبر خط أنابيب نابوكو. وصرح اردوغان الذي تسعى بلاده للانضمام الى الاتحاد الاوروبي ان خط انابيب الغاز ‘سيضع تركيا في موقع هام’ في ما يتعلق بامن الطاقة في اوروبا كما سيساعد بلاده في جهودها للانضمام الى الاتحاد الاوروبي.ه21 ايلول 2009تركيا تسحب الغاز العراقي إلى نابوكو
    أعلن وزير الطاقة التركي تانر يلدز أن تركيا والعراق بحثا إمكانية توقيع مذكرة تفاهم لشحن الغاز العراقي إلى أوروبا عبر الأراضي التركية من خلال خط أنابيب نابوكو المزمع. وتشكل جورجيا إحدى نقاط الوصل الممكنة لخط أنابيب الغاز مع العراق وسورية، وستؤمن أذربيجان قسما كبيرا من الغاز. ويأتي ربع الغاز الطبيعي المستخدم في أوروبا حاليا من روسيا. وسبق أن تأثرت الإمدادات إلى أوروبا سلبا بشكل خطير إثر خلاف نشب بين روسيا وأوكرانيا.هموقع نابوكو 4 كانون ثاني 2010باعتبارها قائدة المشروع تبذل تركيا جهودا من اجل استخراج الغاز الطبيعي في العراق وتحث الاتحاد الاوربي على شراء الغاز. ولكن الوضع اللامستقر بسبب غزو العراق يعتبر اكبر عائق امام المستثمرين كما ان البرلمان العراقي لم يمرر قانون النفط

    الذي ينص على استخراج الغاز ايضا.هتقف تركيا بين الغرب والشرق الاوسط وهو موطن حوالي 40% من احتياطي العالم من النفط و 65% من احتياطي الغاز الطبيعي وتريد ان تضع هذا الموقع الاستراتيجي في مصلحتها. اضافة الى ان تركيا هي معبر انبوب النفط الخام المهم (باكو تبليسي جيهان) والان تركز على مشروع نابوكو الذي يعتبر الخط البديل لتوفير الغاز لاوربا. ومن اجل هذا تعمل تركيا على انشاء شبكة الانابيب وكذلك تعمل في نفس الوقت على توفير الغاز المطلوب. وقد وقعت مع ايران مذكرة تفاهم. ولكن الولايات المتحدة وهي تخشى من التقارب التركي الايراني، لذا حثت تركيا على التفاوض مع العراق لتوفير الغاز بدلا من ايران. وقد اوضح غولر هذه المسألة بقوله “لاتريد اوربا الاعتماد على مصدر واحد وتريد تنويع مصادر الغاز. لهذا السبب، تريد ان تشتري الغاز من ايران التي لديها احتياطي وفير ولهذا تركيا تدخلت في هذا المشروع لأنها رغبة اوربا.ه”وقال ان مسألة غاز العراق قضية اخرى تماما “مازلنا نتفاوض على استخراج الغاز الطبيعي العراقي ولكن على اية حال فإن اوربا ينبغي ان تطلب هذا الغاز وعلى العراق سن قانون النفط. أهم شيء هو خلق السوق”. وقال غولر انه يمكن ان يبنى للغاز العراقي انبوب مواز لانبوب النفط الحالي (كركوك – يومورتالك).ه3 شباط 2010
    تجري حكومة كردستان مفاوضات مع ثلاث شركات لتوفير الغاز لخط انابيب نابوكو كما قال وزير النفط في الاقليم اشتي اورامي (من حقنا التفاوض على استخدام الغاز من الاقليم والعائد سيكون للعراق). وكانت نابوكو التي سوف تتجاوز روسيا في نقل الغاز من منطقة بحر قزوين الى اوربا، تشعر بالقلق من الا تجد كميات الغاز المطلوبة لملء الانبوب.هموقع واتريليهابند اصبحت اسرائيل شريكا مهما في خط انابييب (باكو جيهان) الذي تحميه غوام وهو تحالف عسكري ناتو -امريكي بين جورجيا واذربيجان واوكرانيا وازوبكستان ومولدافا. والفكرة هي ربط خط انابيب باكو جيهان مع خط انابيب ايلات – اشكلون الاسرائيلي من خلال نظام شبكة انابيبب تحت الماء من جيهان الى ميناء اشكلون الاسرائيلي. وفي حين ان انبوب باكو جيهان يوصف بأنه بديل عن روسيا في نقل نفط وغاز اسيا الوسطى الى الاسواق الاوربية ، فإن جزءا من هذا النفط والغاز يقصد به ان يعاد تصديره الى الاسواق الاسيوية عبر ميناء ايلات على البحر الاحمر. بربط خط انابيب باكو جيهان مع نظام انابيب اسرائيل سوف تصبح اسرائيل لاعبا مهما في سوق الطاقة العالمي بالتحالف مع شركات النفط الانجلو امريكية العملاقة.ه
    للعلم شركة بوطاش التركية احدى شركات الكونسرتيوم، لديها علاقات وثيقة واتفاقات مع الكيان الصهيوني.


    أما دانة والهلال الإماراتيان؟ ابحثوا من وراءهما!هوفي النهاية يرن في الإذن قول برزاني في مقابلة مع قناة “ العربية “: “ لم نرفع شعار يجب أن نشكل دولة كردية، ولكن لا يجوز أن نُمنع من التحدث عن حقنا في تشكيل دولة كردية، وهو حق مشروع” فـ” ربما تأتي فرصة في مناسبات لكي نتقدم أكثر، وحتى ربما لكي نشكل دولتنا المستقلة.
    التعديل الأخير تم بواسطة طارق شفيق حقي ; 18/05/2014 الساعة 05:59 PM
    رد مع اقتباس  
     

  4. #4  
    المدير العام الصورة الرمزية طارق شفيق حقي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2003
    الدولة
    سورية
    المشاركات
    13,619
    مقالات المدونة
    174
    معدل تقييم المستوى
    10
    أسرار الدعم الروسي للنظام السوري
    الجانب الاقتصادي
    الحلقة الاولى ___________
    إن الغالبية الساحقة من التحليلات والنظريات لاسباب التمسك الروسي غير المسبوق بالنظام السوري و الذي دام منذ بداية الثورة السورية حتى الأن كانت فيه موسكو مستعدة و لو ظاهرياً على خوض الحرب من أجل سورية لم تبحث عملياً عن الدوافع غير السياسية القابعة وراء هذا الدعم المطلق ، بعد أن خاضت موسكو لاجل سورية حرباً أممية في مجلس الأمن وعطلت كل القرارات الصادرة من مجلس الأمن التي كان بامكانها إدانة النظام السوري، وخاضت أيضاً حرباً باردة إعلامية غير معهودة في تاريخ النظام الروسي الحديث، الذي لم يحارب من أجل صربيا ويوغسلافيا القديمة الحليفة التاريخية للنظام الروسي كما دافع عن النظام السوري في محافل الاعلام، بحملات مستمرة في كل وسائل الاعلام، حيث رد الروس على كل التصريحات الصادرة من المعارضة أو الدول العظمى التي كان من شأنها تهديد النظام السوري .فما هي أسرار هذا الدعم المطلق وهذا الحصن الروسي ذو الأسوار الشاهقة الذي احتمى به النظام السوري حتى الآن ؟بعد سقوط الأتحاد السوفيتي أيقن الروس أن سباق التسلح قد تركهم منهكين إقتصادياً وصرف أنظارهم عن تأمين مصادر الطاقة للمصانع الروسية في كل المجالات لتركيزهم على الحرب الباردة دون الالتفات إلى السند الأكبر لهذه الحرب وهو مصادر الطاقة، بينما كانت الولايات المتحدة قد ركزت جهودها ووجودها الدولي على السيطرة إقتصادياً على كل الدول المنتجة للطاقة في منطقة الخليج العربي وإفريقيا الوسطى و الدول المنفصلة عن الأتحاد السوفيتي .بعد خسارة الروس في الحرب الباردة ومعرفة الأسباب إتجه الروس إلى حرب الطاقة وهي حرب العصر الجديد. فخلافاً لحرب التسلح، إن الحرب على مصادر الطاقة و ممراتها الدولية ومناطق تسويقها هي حرب ذات مردود مالي كبير جداً مقارنة برأس المال المستثمر لتأسيس منابع ومحطات تجميع الطاقة إن روسيا الجديدة لم تدخل إعتباطاً ودون تحليل مسبق حرب الطاقة بل انها ايقنت أن حرب البترول لم تكن مجدية بسبب نضب هذا المنتوج في الأبار الرئيسية في العالم والسيطرة الأمريكية الحالية، ولهذا دخلت روسيا حرب الطاقة من باب الغاز الطبيعي .بدأت حرب الغاز الطبيعي في سنة 1995 عندما رسم فلادميير بوتن استراتيجية شركة غاز بروم برسم إستراتيجية تضم مناطق الغاز الروسية إلى أذربيجان و تركمانستان و إيران وسورية ومن هنا فجر فلاديميير بوتن بداية حرب الغاز الطبيعي العالمية بين روسيا وأمريكا باستناده إلى مشروع ذو قسمين هما نورث ستريم و ساوث ستريم سارع الأمريكان إلى تدشين مشروع إستراتيجي للغاز الطبيعي رداً على المشروع الروسي تحت اسم نابوكو .إن الجدوى الزمنية للمشروعين الروسي والأمريكي هي 100 عام بتكلفة تعادل 20 مليار دولار تقريباً لكل أربع سنوات عدا عن رأس المال المستثمر من قبل الشركات الخاصة التابعة للقوتين والذي يفوق هذه القيمة وفقاً لشركة معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى وينب ، العقل المفكر للإببك, إن حوض البحر الأبيض المتوسط يضم أكبر مخزون غاز في العالم و في سورية حصراً يوجد المخزون الأهم في عدة نقاط. إن هذه المؤسسة اصدرت نظريات سياسية بان المعركة بين تركية و قبرص ستكون على نطاق واسع لان تركية رفضت خسارة مشروع نابكو الأمريكي علماً أن تركية كانت قد وقعت مع موسكو في دسمبر 2011 لنقل جزء مهم من الغاز الروسي من المشروع ساوث ستريم عبر الأراضي التركية إن كشف سر الغاز السوري يعطي فكرة عن الأهمية العظمى للعبة المصالح في المنطقة. من يسيطر على سورية سيسيطر على طرق نقل ومصادر الطاقة الجديدة الغير الملوثة والمتمثلة بالغاز في الشرق الأوسط، إن مشاريع سورية الحالية والتي أنجز العديد منها هي أن تصبح ممراً للغاز المصري والعراقي والإيراني والأذربيجاني إن سورية كانت بالنسبة إلى روسيا وما تزال هي حجر العثره لقطع وافشال برنامج الخط الأمريكي للغاز نابوكو وفي المحصلة تقول هذه المؤسسة الأمركية إن سورية التي يمر منها إنبوب الغاز الإيراني الذي يمر عبر العراق ثاني منتج غاز في العالم هي مفتاح عصر الطاقة الجديد مخزون البترول السوري سورية هي من أهم دولة في شرق البحر الأبيض المتوسط كمصدر للنفط الخام في 2009 سورية أنتجت 024000 برميل يومياً من النفط الخام وسوائله في 2008 أنتجت سورية 213 بليون متر مكعب من الغاز الطبيعي وكان من المتوقع أن تضاعف سورية انتاجها في 2010 وهذا ما حصل وإن كانت هذه الكميات ليست بهذه الأهمية الاستراتجية العظمى بمفردها إلى أن مخزون سورية من الغاز قد قدر ب-8,5 ترليون قدم مكعب إن معظم مخزون الغاز في سورية موجود في شرق ووسط سورية إن الشركة الصينية cnbc تستخرج وتستثمر العديد من الحقول النفطية في منطقة الفرات والجبييسة التي تنتج من 100 و 200 ألف برميل من البترول بالاضافة إلى حقول أخرى جديدة بصدد الترميم وإعادة إستخراج النفط منها بعقود مع cnpc الشركة الوطنية الصينية للبترول التي ترمم وتنقب عن النفط في الحقول العودة والغبيبة وتشرين والتي ضاعفت منتجها تقريباً بعد أن استلمت العمل فيها هذه الشركاتإن الشركة الروسية تات نفط استكشفت حقول جديدة في سورية في 2010 للبترول و اضافت إلى قدرة الانتاج اليومية في هذه الحقول 50 ألف برميل يومياً الغاز الطبيعي السوري بعد النقص في إنتاج الغاز من سنة 2004 إلى 2008 في نهاية عام 2010 بلغت كميات الغاز المنتجة في سورية ضعف الكمية المنتجة في 2008 حيث وصل إنتاج الغاز إلى 412 بليون متر مكعب و هو ضعف ماتستهلكه سورية سنوياً من الغاز الطبيعي, إن هذا الإزدياد كان بفضل الشركة الروسية ستروي ترانس غاز الشركات النفطية الرئييسيه في سورية إن شركة غلف ساندس هي شركة مساهمة تملك شركات سنو شم الصينية 50 بالمئة من اسهمها والنصف الأخر مملوك من شركات أخرى في المكسيك وغيرها وشركة تات نفط الروسية لديها إتفاقية شراكة مع الشركة السورية المسماه شركة البوكمال للبترول وبدأت اعمالها في الشهر الثالث من عام 2003 في سورية في محافظة دير الزور قرب الحدود العراقية وشركة ستروي ترانس غاز الروسية ولديها مشاريع عديدة في سورية أهمها هو خط أنابيب الغاز العربي ومصفاة الرقة وعقود صيانة وإستثمار لمصفاة أبو رباح ...مشروع خط أنابيب الغاز الذي ينقل الغاز الطبيعي من مصر إلى تركية بالاضافة إلى شركات سيينوبك cnbc مشروع التخزين الجوفي للغاز الطبيعيي المستخرج في سورية في سنة 2005 ستروي ترانس غاز تدير حقول أبو رباح و شمال الفايد و قمقم وهناك حقول أخرى هي غرب توينان و توينان الجور و شرق الأكرم و الحارث مشروع أنابيب الغاز العربي هذا الخط يوصل مصر بالاردن وسورية ولبنان بالغاز الطبيعي وينتهي في تركية، في سنة 2011 اثر عقد موقع مع الأتراك في سنة 2009 في الخط الذي يمر من حلب إلى كييليس في تركية والذي إنتهى إنجازه في 2011 هذا الخط سيتم وصله بطرق أساسية يجلب الغاز العراقي من محافظة الأنبار إلى الأراضي السورية ومنها إلى الموانئ السورية وهذا الخط له رافد إيراني يمر عبر الأراضي العراقية لتصدير الغاز الطبيعي الايراني لاوروبا إن جميع هذه الخطوط تستعمل نفس مناطق التجميع وهي محطة الريان الحمصية ومحطة بانياس طول المشروع 320 كم من أنابيب قطرها 36 إنش يمر من الحدود السورية الاردنية محافظة درعا و يجمع الغاز في محطة غاز الريان في حمص وبانياس شركات cnbcالصينية تنشئ محطة تجميع للغاز ومصافي بترولية جديدة في دير الزور بمعدل إنتاج مئة ألف برميل يومي من النفط في منطقة أبو الخشب و مئة و أربعين ألف برميل يومياً في مشروع مصفاة حمص حيث يشارك في توسعته فنزويلا إيران وشركات ماليزيه الهدف الاستراتيجي الروسي الصيني في سورية إن موسكو عملت بالتعاون مع الصين على محاوله السيطرة على مصادر وطرق التوزيع و محطات التجميع للغاز الطبيعي في العالم فتم رسم إستراتيجية منبثقة عن عصبة شنجهاي الاقتصادية للسيطرة على مصادر الغاز الطبيعي وتأسست فيها قواعد المشروعين الضخمين ساوث ستريم ونورث ستريم ويشير إلى مكان منبع ومسلك ومستقر السوق للغاز الطبيعي لروسيا و الجمهوريات الحليفة لها مثل تركمانستان ويعتمد على تحالفات مع أذربيجان وإيران بشركات إستراتيجية في هذا المشروع انظرو الصورة المرفقة للايضاح النورث ستريم يوصل روسيا مع ألمانية عبر بحر البلطيق أما ساوث ستريم يبدأ في روسيا ويعبر البحر الأسود حتى بلغاريا و ينقسم ليمر من جنوب إيطاليا هنغاريا و النمسا هذا المشروع بقسميه بالتحالف مع الصين انشئ ليفشل مشروع نابوكو الأمريكيي للغاز الطبيعي الذي اشرفت عليه الولايات المتحدة والذي سينتهي العمل عليه في سنة 2017 والذي ينطلق من منطقة أذربيجان ويمر عبر الأراضي التركية في أنقرة ويستقر في سوق الاستهلاك العظمى في أوربا تضارب المصالح الأمريكية والروسية للسيطرة على الغاز العالمي هناك صراع شديد بين المشروعين الأمريكي و(الروسي -الصيني) على ضم دول منتجة للغاز ودول ممررة للغازليمر عبر اراضيها و محطات التجميع فيها مثل إيران وسورية في شهر 7 /2011 وقعت إيران عدة عقود لأنشاء خط أنابيب متكامل يخرج من اراضيها عبر العراق إلى سورية ومنها إلى أوربا إن الضغوط الأمريكية على إيران بسبب مفاعلاتها النووية جعل إيران تنظر بشغف إلى الانضمام للمشروع الصيني الروسي العالمي للغاز الطبيعي إن إيران هي ثاني منتج للغاز في العالم وإنضمام إيران ( مع سورية ولبنان ) إلى المشروع الصيني هو ضربة قاصمه لمشروع الغاز الامريكي الذي سيكلف أكثر من 20 مليار دولار على أقل معدل حتى يتم انتهائه مع الانتباه إلى أن المشروع الصيني الروسي أصبح متقدماً في كل خطواته على المشروع الأميركي لأن روسيا دأبت على توقيع عقود إستسثمار للغاز ومحطات التجميع في اسيا الوسطى حتى تقطع مصادر ومنابع خط نابكو الأمريكي. ذراع روسيا لانجاز هذه المهمة هو شركة غاز بروم الروسية الكبرى التي عرضت خدماتها في الاستثمار والترميم والتنقيب على كل الدول المتعاقدة مسبقاً مع مشروع نابوكو الأمريكي …………..


    اتحاد الاحرار السوريين فيسبوك
    رد مع اقتباس  
     

  5. #5  
    المدير العام الصورة الرمزية طارق شفيق حقي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2003
    الدولة
    سورية
    المشاركات
    13,619
    مقالات المدونة
    174
    معدل تقييم المستوى
    10
    الصراع على الغاز.. روسيا ومشروعا السيل الشمالي والجنوبي 1-2






    عُمان-سلطنة عُمان - 26 يناير , 2012
    الكاتب: عماد فوزي شعيبي


    تأسست شركة غازبروم بالتعاون مع صديق ألماني لموسكو يدعى (هانز جوشيم جوينج) الذي شغل منصب نائب رئيس سابق لشركة صناعة الغاز والنفط الألماني وهو الذي أشرف على بناء شبكة خطوط الأنابيب التابعة لشركة (GDR). وقد ترأس غاز بروم (حتى شهر اكتوبر عام 2011) فلاديمير كوتينيف (وهو سفير روسي سابق في ألمانيا).
    تلمّس الروس بعد سقوط الاتحاد السوفييتي أن الصراع على التسلح قد أنهكهم وسط غياب عن عوالم الطاقة الضرورية لأي دولة صناعية، فيما كان الأمريكيون يتحركون في مناطق النفط عبر عدة عقود مكنتهم من النمو ومن السيطرة على القرار السياسي الدولي بلا منازعات كبيرة. ولهذا تحرك الروس باتجاه مكامن الطاقة (النفط والغاز). وعلى اعتبار أن القسمة الدولية لا تحتمل المنافسة في قطاعات النفط كثيراً، عملت موسكو على السعي إلى ما يشبه (احتكار) الغاز في مناطق إنتاجها أو نقلها وتسويقها على نطاق واسع.
    كانت البداية عام 1995 حين رسمت موسكو إستراتيجية شركة غاز بروم لتتحرك في نطاق وجود الغاز من روسيا فأذربيجان فتركمانستان فإيران (للتسويق) وصولاً إلى منطقة الشرق الأوسط (مؤخراً)، وكان من المؤكد أن مشروعي السيل الشمالي والسيل الجنوبي سيكونان البادئة من أجل عودة روسيا إلى المسرح العالمي ومن أجل استعادة دور روسيا كدولة أولى أو ثانية في الترتيب الدولي ومن أجل إحكام السيطرة على الاقتصاد الأوروبي الذي سيعتمد لعقود على الغاز بديلاً من النفط أو بالتوازي معه ولكن بأولوية أكبر لصالح الأول. وهنا كان على واشنطن أن تسارع إلى تصميم مشروعها الموازي (نابكو) لينافس المشروع الروسي على قسمة دولية على أساسها سيتعين القرن المقبل سياسياً واستراتيجياً. يشكل الغاز فعلياً مادة الطاقة الرئيسية في القرن الحادي والعشرين سواء من حيث البديل الطاقي لتراجع احتياطي النفط عالمياً أو من حيث الطاقة النظيفة. ولهذا، فإن السيطرة على مناطق الاحتياطي (الغازي) في العالم يعتبر بالنسبة للقوى القديمة والحديثة أساس الصراع الدولي في تجلياته الإقليمية.
    بقراءة أولية لخارطة الغاز نراها تتموضع في المناطق التالية من حيث الكم والقدرة على الوصول إلى مناطق الاستهلاك: روسيا . ايران . قطر . تركمانستان. المحيط الروسي القريب والأبعد: أذربيجان. منطقة شرق المتوسط (سوريا، لبنان). مصر ... على هذا سارعت موسكو للعمل على خطين استراتيجيين الأول التأسيس لقرن روسي- صيني (شنغهاييّ) يقوم على أساس النمو الاقتصادي لكتلة شنغهاي من ناحية، والسيطرة على منابع الغاز من ناحية أخرى.
    وبناء عليه، فقد أسست لمشروعين أولهما هو مشروع السيل الجنوبي وثانيهما هو مشروع السيل الشمالي. وذلك في مواجهة مشروع أمريكي لاقتناص غاز البحر الأسود وغاز أذربيجان، وهو مشروع نابوكو (Nabucco).
    إنه سباق استراتيجي بين مشروعين للسيطرة على أوروبا من ناحية وعلى مصادر الغاز من ناحية أخرى. الأول مشروع السيلين الشمالي والجنوبي والثاني مشروع غاز نابوكو.
    •المشروع الروسي في شقيه الشمالي والجنوبي يقطع الطريق عبر التالي: أ‌.السيل الشمالي (Nord Steam) وينتقل من روسيا إلى ألمانيا مباشرة ومن فاينبرج إلى ساسنيتز عبر بحر البلطيق دون المرور ببيلاروسيا، وهو ما خفف الضغط الأمريكي عليها. ب‌.السيل الجنوبي (South Stream): ويمر من روسيا إلى البحر الأسود فبلغاريا ويتفرع إلى اليونان فجنوب إيطاليا وإلى هنغاريا فالنمسا.


    •تاريخ اللعبة:
    من أجل مشروع السيل الشمالي والسيل الجنوبي أسست موسكو شركة غاز بروم في أوائل النصف الأول من تسعينيات القرن العشرين. واللافت أن ألمانيا التي تريد أن تخلع عنها أسوار ما بعد الحرب العالمية الثانية قد هيأت نفسها لتكون طرفاً وشريكاً لهذا المشروع؛ إن من حيث التأسيس أو من حيث مآل الأنبوب الشمالي أو من حيث مخازن السيل الجنوبي التي تقع في المحيط الجرماني وتحديداً النمسا.


    غازبروم:


    وقد وقعت الشركة صفقات نوعية ومريحة جداً مع شركات ألمانية وعلى رأسها الشركات المتعاونة مع السيل الشمالي كشركة (E.ON) العملاقة للطاقة وشركة (BASF) العملاقة للكيميائيات، حيث تأخذ شركة (E.ON) تفضيلات لشراء كمية من الغاز على حساب شركة غازبروم، عندما ترتفع أسعار الغاز مما يعتبر بمثابة دعم (سياسي) لشركات الطاقة الألمانية. وقد استفادت موسكو من تحرر أسواق الغاز الأوروبية من الاحتكار لإرغام تلك الأسواق على فك الارتباط بين شبكات التوزيع ومنشآت الإنتاج.
    هذا الاشتباك بين روسيا وبرلين يطوي صفحة من العداء التاريخي ليرسم صفحة أخرى من التعاون على أساس الاقتصاد والتنصّل من ثقل تنوء به ألمانيا وهو ثقل أوروبا المتخمة بالديون والتابعة للولايات المتحدة، فيما ترى ألمانيا أن المجموعة الجرمانية (ألمانيا والنمسا والتشيك وسويسرا) هي الأولى بأن تشكل نواة أوروبا، لا أن تتحمل النتائج المترتبة على قارة عجوز وعملاق آخر يتهاوى.
    وتشمل مشاريع غازبروم المشتركة مع ألمانيا مشروع وينغاز المشترك مع وينترشال أحد فروع (BASF)، وهي أكبر منتج للنفط والغاز في ألمانيا وتسيطر على 18% من سوق الغاز، حيث نالت ألمانيا حصصاً غير مسبوقة في الأصول الروسية؛ إذ تسيطر شركتا (BASF) و(E.ON) على ربع حقول غاز يوزنو – روسكويا التي ستقدم معظم الإمدادات لمشروع السيل الشمالي في وقت ليس من قبيل الصدفة أو مجرد المحاكاة أن تكون نظيرة غازبروم الروسية في ألمانيا تدعى غازبروم الجيرمانية والتي توسع مجالها لتمتلك 40% من شركة (Centrics) النمساوية المخصصة لخزن الغاز والتي لها في قبرص امتداد نوعي، حيث لا يبدو أن تركيا ستكون راضية عنه. وهي تفتقد متحرقةً لدور متأخر في شركة غاز نابوكو حيث يفترض أن تبدأ بتخزين وتسويق وتمرير (31) مليار متر مكعب من الغاز وصولاً إلى (40) مليار متر مكعب – لاحقاً – في مشروع يرهن أنقرة أكثر فأكثر لقرارات واشنطن والناتو دون أن يكون لها الحق في أن تصر على الدخول إلى الاتحاد الأوروبي الذي لفظها مرات عدة!. وواقع الحال أن الصلات الاستراتيجية عبر الغاز تجعل الصلات أكثر إستراتيجية في قطاعات السياسة حيث يمتد تأثير موسكو على الحزب الاجتماعي الديمقراطي الألماني في ويستفاليا شمالي نهر الراين حيث توجد القاعدة الصناعية الرئيسية لفرعي شركتي (RWE) للكهرباء المرتبطة مع روسيا بوثاقة (E.ON).
    وهذا التأثير يعترف به الجميع في ألمانيا؛ إذ أن رئيس قسم سياسات الطاقة في حزب الخضر هانس جوزيف قد أكد أن أربع شركات ألمانية على صلة بروسيا تلعب دوراً في صياغة سياسة الطاقة الألمانية عبر شبكة معقدة جداً تقوم بالضغط على الوزراء وتحتكر الرأي العام وذلك عبر هيئة العلاقات الاقتصادية الشرق أوروبية التي تمثل الشركات الألمانية والتي على اتصال وثيق بأعمال تجارية في روسيا ودول كتلة الاتحاد السوفيياتي السابق.
    هنا، فإن ما يجعل ثمة صمت (لا بد منه) تتبعه ألمانيا إزاء ما يجري من نفوذ روسي متسارع، أساس هذا الصمت الاعتراف بأن ثمة ضرورةً لتحسين ما يسمى (أمن الطاقة) في أوروبا.
    اللافت أن ألمانيا باتت تعتبر أن سياسة (التمرير) المُقترحة من الاتحاد الأوروبي لتغطية أزمة اليورو ستعيق الاستثمارات (الألمانية-الروسية) بشكل طويل الأمد، وهذا السبب ما يقف -مع غيره من الذرائع- وراء التمهل الألماني في إنقاذ اليورو المثقل بديون الأوروبيين ... بخلاف ألمانيا وكتلتها الجرمانية التي تستطيع تحملها وحدها دون غيرها.
    وفي كل مرة يعاند فيها الأوروبيون ألمانيا وسياستها مع روسيا (الطاقية) تؤكد برلين على أن خطط أوروبا (يوتوبية) غير قابلة للتنفيذ وقد تدفع روسيا لبيع غازها في آسيا وهذا سيطيح بالأمن الطاقي في أوروبا.
    وواقع الحال أن هذا الاشتباك الروسي – الألماني لم يكن من النوع الساذج عندما استثمر (بوتين) تراث الحرب الباردة من وجود روسي للناطقين بالروسية في ألمانيا والبالغ عددهم ثلاثة ملايين، وهم يشكلون ثاني أكبر جماعة بعد الأتراك، إضافة إلى شبكة من المسؤولين الألمان الشرقيين الذين تم توظيفهم لرعاية الشركات الروسية في ألمانيا ومصالحها، فضلاً عن عدد من عملاء جهاز أمن الدولة الألماني الشرقي السابق ومنهم على سبيل المثال مدير جرمانيا غازبروم لشؤون الموظفين وشؤون التمويل، ومدير اتحاد (السيل) المالي هاينس وورينغ، وهو ضابط سابق في جهاز أمن الدولة الألماني الشرقي والذي نقلت صحيفة وول ستريت جورنال أنه قدم لبوتين حين كان في جهاز أمن الروسي (KGB) المساعدة لتوظيف جواسيس في مدينة دريسدن في ألمانيا الشرقية. ولكن وللإنصاف، فإن واقع الحال يقول: إن استثمار روسيا (للعلاقات) السابقة لم يكن فجأة بل كان لمصلحة ألمانيا ككل، الأمر الذي لم يجعل الصدام ممكناً باعتبار أن المصلحة بين الطرفين متحققة، دون هيمنة.
    * السيل الشمالي: يشكل مشروع السيل الشمالي عنصر الربط الرئيسي بين روسيا وألمانيا. وتبلغ تكلفة خط الأنابيب 4.7 مليار يورو وقد تم تدشينه مؤخراً. وعلى الرغم من أنه يصل روسيا بألمانيا إلا أن إدراك الأوروبيين أن هذا المشروع سيكون جزءاً من الأمن الطاقي، قد جعل هولندا وفرنسا تسارعان لإعلانه مشروعاً أوروبياً، حتى أن (ليندر) في لجنة العلاقات الاقتصادية لأوروبا الشرقية سرعان ما أعلن دون أي خجل أو تردد: "إن هذا مشروع أوروبي وليس ألمانياً، ولن نسمح لألمانيا أن تعتمد اعتماداً كبيراً على أوروبا". وهو تصريح يدلل على الخشية من النفوذ الروسي المتناهي في ألمانيا، إلا أنه ليس أكثر من هذا؛ إذ أن مشروع السيل الشمالي يعكس هيكلياً خطة موسكو وليس خطة الاتحاد الأوروبي.
    سيتمكن الروس من إيقاف إيصال الطاقة إلى بولندا ودول أخرى حسبما يشاؤون وسيتمكنون من بيع الغاز لمن يدفع أكثر. لكن أهمية ألمانيا بالنسبة لروسيا تكمن عملياً في أنها تشكل نقطة لانطلاق إستراتيجيتها عبر القارة حيث تمتلك جرمانيا غازبروم أسهماً في ما لا يقل عن خمسة وعشرين مشروعاً مشتركاً في بريطانيا وإيطاليا وتركيا وهنغاريا وغيرها. وهو ما يهيئ فعلياً للقول إن غازبروم ستصبح (بعد قليل) أكبر شركات العالم إن لم تصبح أكبرها إطلاقاً.
    لم يكتف قادة غازبروم ببناء مشروعهم هذا، إلا أنهم تداخلوا مع مشروع غاز نابوكو الذي سيتأخر – كما قلنا – حتى عام 2017 معتبرين أنه مشروع يشكل تحدياً كبيراً إذ قامت الشركة غازبروم التي تمتلك 30% من منشآت (باومغارتين) بشراء نسبة 20% من مشروع لبناء خط أنابيب رئيسي ثانٍ يصل إلى أوروبا على خط نابوكو (نفسه). وهو مشروع تعلن فيه غازبروم عن تشابك سياسي، أو لنقل بصراحة مزايدة سياسية بهدف إظهار عضلاتها من خلال إيقاف العمل بخط نابوكو أو تعطيله. والحقيقة ان موسكو لم تكتف بذلك، فقد سارعت لشراء غاز آسيا الوسطى وبحر قزوين عبر مناقصة لإبعاده عن العمل بخط أنابيب نابوكو مستخدمة كل أنواع السخرية السياسية – الاقتصادية – الاستراتيجية بآن من واشنطن!!!.
    * رسم خارطة أوروبا ... ومن ثم العالم:
    في سياق كل ما سبق، تشغّل غازبروم منشآت للغاز في النمسا وذلك في المحيط الاستراتيجي الجيرماني، كما أنها تؤجر منشآت في بريطانيا وفرنسا. إلا أن منشآت التخزين المتزايدة في النمسا ستكون محوراً لرسم الخارطة الطاقية لأوروبا في جزء هام إذا أنها ستزود الأسواق السلوفانية والسلوفاكية والكرواتية والهنغارية والإيطالية وبعضاً من الألمانية بالتضافر مع مخزن أُعِدَّ حديثاً يدعى (كاترينا) تقوم شركة غازبروم ببنائه بالشراكة مع ألمانيا لتوريد الغاز إلى مراكز أوروبا الغربية. وقد أقامت شركة غازبروم مشروع منشأة تخزين مشتركا مع صربيا لتصدير الغاز إلى البوسنة والهرسك وجزءٍ من النمسا فضلاً عن صربيا نفسها، وقد أجريت دراسات لجدوى اقتصادية لعدد من مشاريع التخزين المماثلة في جمهورية التشيك ورومانيا وبلجيكا وبريطانيا وسلوفاكيا وتركيا واليونان وحتى فرنسا. وبهذا ستحصن موسكو موقعها كمزود لـ 41% من احتياجات أوروبا للغاز، ما يعني تغييراً جوهرياً في علاقات الشرق بالغرب على المديين القريب والمتوسط أولاً ثم البعيد ثانياً




    الخليج في الإعلام
    رد مع اقتباس  
     

  6. #6  
    المدير العام الصورة الرمزية طارق شفيق حقي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2003
    الدولة
    سورية
    المشاركات
    13,619
    مقالات المدونة
    174
    معدل تقييم المستوى
    10
    الحياة-لندن - 15 ديسمبر , 2011


    في وقت بدا فيه أن ثمة تداعياً في دول اليورو وسط أزمة اقتصادية أميركية بالغة الدقة أوصلت أميركا إلى حجم دين عام مقداره 14.94 تريليون دولار، أي بنسبة 99.6 في المئة من الناتج الإجمالي (GDP) في وقت وصل فيه النفوذ الأميركي العالمي إلى حد ضعيف جداً في مواجهة قوى صاعدة كالصين والهند والبرازيل، بات واضحاً أن البحث عن مكمن القوة لم يعد في الترسانات العسكرية النووية وغير النووية، إنما هناك ... حيث توجد الطاقة. وهنا بدأ الصراع الروسي – الأميركي يتجلى في أبرز عناصره.


    لقد تلمس الروس بعد سقوط الاتحاد السوفياتي أن الصراع على التسلح قد أنهكهم وسط غياب عن عوالم الطاقة الضرورية لأي دولة صناعية، فيما كان الأميركيون يتحركون في مناطق النفط عبر عقود عدة مكنتهم من النمو ومن السيطرة على القرار السياسي الدولي بلا منازعات كبيرة. ولهذا تحرك الروس باتجاه مكامن الطاقة (النفط والغاز). وعلى اعتبار أن القسمة الدولية لا تحتمل المنافسة في قطاعات النفط كثيراً، عملت موسكو على السعي إلى ما يشبه (احتكار) الغاز في مناطق إنتاجها أو نقلها وتسويقها على نطاق واسع.


    كانت البداية عام 1995 حين رسم الرئيس فلاديمير بوتين إستراتيجية شركة «غاز بروم» لتتحرك في نطاق وجود الغاز من روسيا فأذربيجان فتركمانستان فإيران (للتسويق) وصولاً إل منطقة الشرق الأوسط (مؤخراً)، وكان من المؤكد أن مشروعي السـيـل الشمـالي والـسـيل الـجنوبي سيكونان وسـام الاسـتحقاق التاريخي على صدر بـوتـين من أجـل عـودة روسيا إلى المسرح العالمي ومن أجل اســتعـادة دورهـا كدولة أولى أو ثانية في الترتيب الدولي ومن أجل إحكام السيطرة على الاقتصاد الأوروبي الذي سيعتمد لعقود على الغاز بديلاً من النفط أو بالتوازي معه ولكن بأولوية أكبر لمصلحة الأول. وهنا كان على واشـنـطن أن تـسارع إلى تـصـميم مـشـروعها الموازي (نابكو) لينافس المشروع الروسي على قسمة دولية على أساسها سيتعين القرن المقبل سياسياً واستراتيجياً.


    يشكل الغاز فعلياً مادة الطاقة الرئيسة في القرن الواحد والعشرين سواء من حيث البديل الطاقي لتراجع احتياطي النفط عالمياً أو من حيث الطاقة النظيفة. ولهذا، فإن السيطرة على مناطق الاحتياطي (الغازي) في العالم يعتبر بالنسبة للقوى القديمة والحديثة أساس الصراع الدولي في تجلياته الإقليمية.


    واضح أن روسيا قد قرأت الخريطة وتعلمت الدرس جيداً. فسقوط الاتحاد السوفياتي حصل بسبب غياب موارد الطاقة العالمية عن سيطرته، لتضخ إلى البنى الصناعية المال والطاقة، وبالتالي البقاء، ولذلك تعلمت أن لغة الطاقة القادمة إلى القرن الواحد والعشرين على الأقل هي لغة الغاز.


    بقراءة أولية لخريطة الغاز نراها تتموضع في المناطق التالية من حيث الكم والقدرة على الوصول إلى مناطق الاستهلاك:


    1- روسيا انطلاقاً من فيبرغ (Vyborg) وبيري غوفيا )


    Beregovya)


    2- الملحق الروسي: تركمانستان.


    3- المحيط الروسي القريب والأبعد: أذربيجان وإيران.


    4- «المقنوص» من روسيا: جورجيا.


    5- منطقة شرق المتوسط (سورية، لبنان)


    6- قطر ومصر ...


    على هذا سارعت موسكو للعمل على خطين استراتيجيين، الأول التأسيس لقرن روسي-صيني (شنغهاييّ) يقوم على أساس النمو الاقتصادي لكتلة شنغهاي من ناحية، والسيطرة على منابع الغاز من ناحية أخرى.


    وبناء عليه، فقد أسست لمشروعين، أولهما، مشروع السيل الجنوبي، وثانيهما مشروع السيل الشمالي. وذلك في مواجهة مشروع أميركي لاقتناص غاز البحر الأسود وغاز أذربيجان، وهو مشروع نابوكو (Nabucco).


    سباق استراتيجي بين مشروعين للسيطرة على أوروبا من ناحية وعلى مصادر الغاز من ناحية أخرى.


    مشروع نابوكو مركزه آسيا الوسطى والبحر الأسود ومحيطه، وموقعه المُخزِّن هو (تركيا) ومساره منها إلى بلغاريا فرومانيا ثم هنغاريا فالتشيك وكرواتيا وسلوفينيا فإيطاليا. وكان من المقرر أن يمر باليونان، وهذا تم غض الطرف عنه كُرمى لتركيا.


    المشروع الروسي في شقيه الشمالي والجنوبي يقطع الطريق عبر الآتي:


    أ- السيل الشمالي (Nord Stream) وينتقل من روسيا إلى ألمانيا مباشرة ومن فاينبرغ إلى ساسنيتز عبر بحر البلطيق دون المرور ببيلاروسيا، وهو ما خفف الضغط الأميركي عليها.


    ب- السيل الجنوبي (South Stream): ويمر من روسيا إلى البحر الأسود فبلغاريا ويتفرع إلى اليونان فجنوب إيطاليا وإلى هنغاريا فالنمسا.


    المفروض أن يسابق مشروع (نابوكو) المشروعين الروسيين إلا أن الأوضاع التقنية أخرته إلى عام 2017 بعد أن كان مقرراً عام 2014، ما جعل السباق محسوماً لمصلحة روسيا، في هذه المرحلة بالذات، ما يستدعي البحث عن مناطق دعم رديفة لكل من المشروعين وتتمثل في:


    1- الغاز الإيراني الذي تصرّ الولايات المتحدة على أن يكون رديفاً لغاز نابوكو ليمر في خط مواز لغاز جورجيا (وإن أمكن أذربيجان) إلى نقطة التجمع في (Erzurum) ارضروم في تركيا.


    2- غاز منطقة شرق المتوسط (إسرائيل ولبنان وسورية).


    وبالقرار الذي اتخذته إيران ووقعت اتفاقياته لنقل الغاز عبر العراق إلى سورية في تموز(يوليو) 2011 تصبح سورية بؤرة منطقة التجميع والإنتاج بالتضافر مع الاحتياطي اللبناني، وهو فضاء جيوستراتيجي – طاقي يُفتح لأول مرة جغرافياً من إيران إلى العراق إلى سورية فلبنان، وهو ما كان من الممنوعات وغير المسموح بها لسنين طويلة خلت؛ الأمر الذي يفسر حجم الصراع على سورية ولبنان في هذه المرحلة وبروز دور لفرنسا التي تعتبر منطقة شرق المتوسط منطقة نفوذ تاريخية ومصالح (لا تموت!!)، وهو دور لا ينسجم مع طبيعة الغياب الفرنسي منذ الحرب العالمية الثانية. ما يعني أن فرنسا تريد أن يكون لها دور في عالم (الغاز) حيث اقتطعت لنفسها بوليصة تأمين بخصوصه في ليبيا، وتريد بوليصة تأمين على الحياة به في كل من سورية ولبنان.


    في هذا الوقت تشعر تركيا أنها ستضيع في بحر صراع الغاز طالما أن مشروع نابوكو متأخر ومشروعي السيل الشمالي والجنوبي يستبعدانها وفيما غاز شرق المتوسط بات بعيداً من نفوذ نابوكو وبالتالي تركيا.


    تاريخ اللعبة


    من أجل مشروع السيل الشمالي والسيل الجنوبي أسست موسكو شركة «غاز بروم» في أوائل النصف الأول من تسعينات القرن العشرين. واللافت أن ألمانيا التي تريد أن تخلع عنها أسوار ما بعد الحرب العالمية الثانية هيأت نفسها لتكون طرفاً وشريكاً في هذا المشروع؛ إن من حيث التأسيس أو من حيث مآل الأنبوب الشمالي أو من حيث مخازن السيل الجنوبي التي تقع في المحيط الجرماني وتحديداً النمسا.


    غازبروم


    تأسست شركة «غازبروم» بالتعاون مع صديق ألماني لموسكو يدعى (هانز جوشيم غوينغ) الذي شغل منصب نائب رئيس سابق لشركة صناعة الغاز والنفط الألماني وهو الذي أشرف على بناء شبكة خطوط الأنابيب التابعة لشركة (GDR). وقد ترأس غاز بروم (حتى تشرين الأول/أكتوبر عام 2011) فلاديمير كوتينيف (وهو سفير روسي سابق في ألمانيا).


    وقعت الشركة صفقات نوعية ومريحة جداً مع شركات ألمانية وعلى رأسها الشركات المتعاونة مع السيل الشمالي كشركة (E.ON) العملاقة للطاقة وشركة (BASF) العملاقة للكيماويات، حيث تأخذ شركة (E.ON) تفضيلات لشراء كمية من الغاز على حساب شركة غازبروم، عندما ترتفع أسعار الغاز ما يعتبر مثابة دعم (سياسي) لشركات الطاقة الألمانية.


    واستفادت موسكو من تحرر أسواق الغاز الأوروبية من الاحتكار لإرغام تلك الأسواق على فك الارتباط بين شبكات التوزيع ومنشآت الإنتاج.


    هذا الاشتباك بين روسيا وبرلين يطوي صفحة من العداء التاريخي ليرسم صفحة أخرى من التعاون على أساس الاقتصاد والتنصّل من ثقل تنوء به ألمانيا وهو ثقل أوروبا المتخمة بالديون والتابعة للولايات المتحدة، فيما ترى ألمانيا أن المجموعة الجرمانية (ألمانيا والنمسا والتشيك وسويسرا) هي الأولى بأن تشكل نواة أوروبا، لا أن تتحمل النتائج المترتبة على قارة عجوز وعملاق آخر يتهاوى.


    وواقع الحال أن الصلات الاستراتيجية عبر الغاز تجعل الصلات أكثر إستراتيجية في قطاعات السياسة حيث يمتد تأثير موسكو على الحزب الاجتماعي الديموقراطي الألماني في ويستفاليا شمالي نهر الراين حيث توجد القاعدة الصناعية الرئيسة لفرعي شركتي (RWE) للكهرباء المرتبطة مع روسيا بوثاقة (E.ON).


    في كل مرة يعاند فيها الأوروبيون ألمانيا وسياستها مع روسيا (الطاقية) تؤكد برلين أن خطط أوروبا (يوتوبية) غير قابلة للتنفيذ وقد تدفع روسيا لبيع غازها في آسيا وهذا سيطيح الأمن الطاقي في أوروبا.


    وواقع الحال أن هذا الاشتباك الروسي – الألماني لم يكن من النوع الساذج عندما استثمر (بوتين) تراث الحرب الباردة من وجود روسي للناطقين بالروسية في ألمانيا والبالغ عددهم ثلاثة ملايين، وهم يشكلون ثاني أكبر جماعة بعد الأتراك، إضافة إلى شبكة من المسؤولين الألمان الشرقيين الذين تم توظيفهم لرعاية الشركات الروسية في ألمانيا ومصالحها، فضلاً عن عدد من عملاء جهاز أمن الدولة الألماني الشرقي السابق ومنهم على سبيل المثال مدير جرمانيا غازبروم لشؤون الموظفين وشؤون التمويل، ومدير اتحاد (السيل) المالي هاينس وورينغ، وهو ضابط سابق في جهاز أمن الدولة الألماني الشرقي والذي نقلت «وول ستريت جورنال» أنه قدم لبوتين حين كان في جهاز الأمن الروسي (KGB) المساعدة لتوظيف جواسيس في مدينة دريسدن في ألمانيا الشرقية.


    ولكن وللإنصاف، فإن واقع الحال يقول: إن استثمار روسيا (للعلاقات) السابقة لم يكن فجاً بل كان لمصلحة ألمانيا ككل، الأمر الذي يمنع الصدام باعتبار أن المصلحة بين الطرفين متحققة، دون هيمنة.


    السيل الشمالي: يشكل مشروع السيل الشمالي عنصر الربط الرئيس بين روسيا وألمانيا. وتبلغ تكلفة خط الأنابيب 4.7 مليار يورو وقد تم تدشينه مؤخراً. وعلى الرغم من أنه يصل روسيا بألمانيا إلا أن إدراك الأوروبيين أن هذا المشروع سيكون جزءاً من الأمن الطاقي، جعل هولندا وفرنسا تسارعان لإعلانه مشروعاً أوروبياً.


    في سياق كل ما سبق، تشغّل غازبروم منشآت للغاز في النمسا في المحيط الاستراتيجي الجرماني، كما أنها تؤجر منشآت في بريطانيا وفرنسا. إلا أن منشآت التخزين المتزايدة في النمسا ستكون محوراً لرسم الخريطة الطاقية لأوروبا في جزء مهم إذ أنها ستزود الأسواق السلوفينية والسلوفاكية والكرواتية والهنغارية والإيطالية وبعضاً من الألمانية بالتضافر مع مخزن أُعِدَّ حديثاً يدعى (كاترينا) تقوم شركة غازبروم ببنائه بالشراكة مع ألمانيا لتوريد الغاز إلى مراكز أوروبا الغربية.


    وقد أقامت شركة غازبروم مشروع منشأة تخزين مشترك مع صربيا لتصدير الغاز إلى البوسنة والهرسك وجزءٍ من النمسا فضلاً عن صربيا نفسها، وقد أجريت دراسات لجدوى اقتصادية لعدد من مشاريع التخزين المماثلة في جمهورية التشيك ورومانيا وبلجيكا وبريطانيا وسلوفاكيا وتركيا واليونان وحتى فرنسا. وبهذا ستحصن موسكو موقعها كمزود لـ 41 في المئة من احتياجات أوروبا للغاز، ما يعني تغييراً جوهرانياً في علاقات الشرق بالغرب على المديين القريب والمتوسط أولاً ثم البعيد ثانياً، وهو ما يعني تراجعاً للنفوذ الأميركي أو صداماً يُهيَّأ له في أحد جوانبه بالتضافر مع اعتبارات الدرع الصاروخية لتأسيس نظام عالمي جديد سيكون (الغاز) في صلب عوامل تشكيله. وهذا ما يفسر حجم الصراع في منطقة شرق المتوسط على الغاز الجديد.


    نابوكو في مأزق


    صممت نابوكو لنقل الغاز من تركيا إلى النمسا عبر 3900 كم ولتمرير 31 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي سنوياً من منطقة (الشرق الأوسط) وقزوين إلى الأسواق في أوروبا. ولعل اللهاث الأميركي-الفرنسي (الناتوي) وراء حسم الأمور في منطقة شرق المتوسط وتحديداً (سورية ولبنان) يكمن في ضرورة تأمين أوضاع هادئة وموالية لاستثمار ونقل الغاز، وهو ما ردت عليه سورية بتوقيع عقد لتمرير الغاز من إيران إلى سورية عبر العراق، والغاز اللبناني والسوري هو محور الصراع من أجل إما إلحاق هذا الاحتياطي بغاز نابوكو أو بغازبروم وبالتالي السيل الجنوبي.


    ولعل أكثر ما يشكل خطراً على نابوكو هو أن تقوم روسيا بقتل ودفن الأخير من خلال التفاوض على عقود أكثر أفضلية وتنافسية لإمدادات الغاز لتصب في غازبروم بسيليها الشمالي والجنوبي، وقطع الطرق عن أي نفوذ (طاقي) وسياسي في كل من إيران وشرق المتوسط، فضلاً عن أن تكون غازبروم من أهم مستثمري أو مشغّلي حقول الغاز الحديثة العهد في كل من سورية ولبنان، إذ لم يكن اختيار التوقيت في 16/8/2011 عابراً كي تعلن وزارة النفط السورية عن اكتشاف بئر غاز في منطقة قارة وسط سورية وقرب حمص بما يحقق إنتاجية بقدرة 400 ألف متر مكعب يومياً أي ما يعادل 146 مليون متر مكعب سنوياً، دون أي حديث عن غاز البحر الأبيض المتوسط.


    لقد خفف مشروعا السيل الشمالي والجنوبي من أهمية السياسة الأميركية التي بدا أنها تتراجع إلى الخلف، فيما تراجعت آثار الكُره الكامنة بين دول أوروبا الوسطى وروسيا، إلا أن بولندا لا يبدو أنها ستخرج من اللعبة سريعاً.


    ولا يبدو أن الولايات المتحدة مستعدة للتراجع، إذ أعلنت في أواخر تشرين الأول(أكتوبر) 2011 عن التحول المتـمـثل في سياسات الطاقة بسبب اكتــشـاف مـناجـم الغاز الحجري في أوروبا لتـقـليل الاعـتمـاد على روسيا... والـشـرق الأوسط. ولـكن يبدو أن هذا أملاً بعيد المنال أو المدى، إذ ثمة العديد من الإجراءات قبل الوصول إلى الإنتاج التجاري من مصادر غير تقليـدية كـمناجم الغاز الحجري الموجود في الـصخور على عمق آلاف الأقدام تحت الأرض.


    الصين على الخط


    يُشكل التعاون الروسي – الصيني في مجال الطاقة القوة الموجهة للشراكة الاستراتيجية الصينية – الروسية، وهو ما يراه الخبراء رائزاً يقف وراء الفيتو المشترك لمصلحة سورية في مجلس الأمن.


    إن التعاون في مجال الطاقة هو (شحم) تسريع الشراكة بين العملاقين، والأمر يتعدى إمداد الغاز بأفضليات للصين إلى المشاركة في توزيعه عبر (بيع الأصول والمنشآت الجديدة) ومحاولات السيطرة المشتركة على الإدارات التنفيذية لشبكات توزيع الغاز، حيث تقدم موسكو حالياً عرضاً بالمرونة في أسعار إمدادات الغاز شريطة أن يسمح لها بالدخول إلى الأسواق الصينية المحلية لأن الأرباح تكمن في الداخل الصيني. ولهذا تم الاتفاق على أن الخبراء الروس والصينيين يستطيعون العمل معاً في الاتجاهات الآتية: «تنسيق استراتيجيات الطاقة في البلدين، والتنبؤ، ورسم السيناريوات المستقبلية، وتنمية البنية التحتية للسوق، وفعالية الطاقة، ومصادر الطاقة البديلة.


    وهنالك فضلاً عن التعاون في الطاقة مصالح إستراتيجية أخرى تتمثل في التصور المشترك الروسي – الصيني في مخاطر المشروع الأميركي المسمى بالدرع الصاروخية، ذلك أن واشنطن تشرك اليابان وكوريا الجنوبية في ذلك المشروع. ولا تكتفي بذلك، بل إنها وجهت دعوة إلى الهند في أوائل أيلول( سبتمبر) 2011 من أجل أن تصبح شريكاً في البرنامج نفسه. كما تتقاطع مخاوف موسكو وبكين من تحرك واشنطن لإعادة إحياء إستراتيجية آسيا الوسطى (طريق الحرير)، وهو نفس توجه مشروع آسيا الوسطى الكبير الذي طرحه جورج بوش الأب لدحر النفوذ الروسي والصيني بالتعاون مع تركيا لحسم الموقف في أفغانستان عام 2014 وترتيب النفوذ (الناتوي) هناك والإشارات المتزايدة لرغبة أوزبكستان للقيام بدور المضيف للناتو في هذا المشروع. وهنا يقدِّر بوتين بأن ما يمكن أن يحبط غزو الغرب في شكل أساسي للرواق الخلفي الروسي لأسيا الوسطى هو اتساع الفضاء الاقتصادي الروسي المشترك مع كازاخستان وبيلاروسيا بالتعاون مع بكين بالنسبة لكازاخستان، وهو مشروعه الرئيس في رئاسته المتوقعة ربيع عام 2012. هذه الصورة لآليات الصراع الدولي تفسح في المجال أمام رؤية جانب من عملية تشكيل النظام العالمي الجديد على أرضية الصراع على النفوذ العسكري وعلى أرضية (القبض) على روح العصر: الطاقة وعلى رأسها الغاز.
    رد مع اقتباس  
     

  7. #7  
    المدير العام الصورة الرمزية طارق شفيق حقي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2003
    الدولة
    سورية
    المشاركات
    13,619
    مقالات المدونة
    174
    معدل تقييم المستوى
    10
    نشرت هذه المقالة بتاريخ 14/2/2012
    الحرب على الغاز في سوريا - د غادة اليافي

    ونعيد نشرها لأهميتها
    [1]
    الحرب على سوريا
    يسأل مواطن قائلاً إن نسبة من تظاهر في لبنان الى عدد سكان لبنان (مليون من أصل أربع ملايين لبناني) أكبر من نسبة من تظاهر في مصر نسبة الى عدد سكان مصر (مليونيين من اصل ثمانين مليون) و في لبنان الجيش و المقاومة ليسوا تحت سلطة رئيس الحكومة الأسبق فؤاد السنيورة , فكيف يمكن لمظاهرة إسقاط نظام , ففي لبنان قام السينورة بحفل زفاف إبنه في السراي الحكومي نكاية بالمتظاهرين , بينما في مصر سقط النظام , فما هي أسرار الربيع العربي, و لماذا فقط تركيا و قطر هم رأس الحربة ضد سوريا.
    في هذا المقال سأثبت بالدليل القاطع و أقدم الإجابات عن كل الأسئلة المطروحة ما هي قصة الربيع العربي, و الثورات المزعومة, و لماذا تريد واشنطن تقسيم المقسم و هل مشروع الشرق الأوسط الجديد حقيقة.
    بدأت القصة منذ العام 1992 حيث تم إقرار إتفاقية كيوتو للحد من إنبعاث الغازات الى الجو و لمنع تفاقم الإحتباس الحراري, و في العام 1994 ألزم الإتحاد الآوروبي نفسه بهذه الإتفاقية و أصبح الغاز أهم من النفط, و الغاز موجود في إيران و روسيا فهل ستسمح واشنطن بزيادة النفوذ الروسي في آوروبا و خصوصا بعد زوال حلف وارسو و بالتالي زوال سبب وجود الناتو.
    في العام 1995 عقدت صفقة في قطر أدت الى إنقلاب الإبن على أبيه , و جرى ترسيم الحدود مع إيران و بدأ إستخراج الغاز لتلبية الطلب الآوروبي, فكان البدء بتسييل الغاز القطري كون لا يمكن مدد أنابيب من قطر الى آوروبا, و البحرين و سلطنة عمان يشترون غاز بعيد بينما الغاز القطري مخصص للسوق الآوروبية لمنافسة الغاز الروسي, و جاء هذا بعد أن قامت واشنطن بإشعال الشيشان و يوغسلافيا بوساطة الأفغان العرب.
    في العام 1996 كان بوتين قد بدأ الامساك بزمام الإمور جراء الوضع في الشيشان و تأسست شركة غازبروم التي ستصبح هي الحاكم الفعلي لروسيا على غرار الشركات الأمريكية التي تحكم الولايات المتحدة.
    مشروع الشرق الأوسط الجديد:- واشنطن تدرك خريطة الغاز في المنطقة و هي في تركمانستان و أذربيجان و إيران و مصر , و الغاز الذي كانت تعلم به واشنطن فقط في ساحل البحر الأبيض المتوسط ما بين فلسطين و لبنان و قبرص, و أدركت واشنطن إن السيطرة على هذه المنابع تعني بقاء واشنطن قطب أوحد يدير العالم, فهي قادرة على منافسة الغاز الروسي , و كون غاز أذربيجان و تركمانستان الوصول لهم صعب كونهم في منطقة نفوذ روسي , فإن الوصول لهم سهل في حال سيطرت واشنطن على غاز المتوسط و زودت آوروبا بالغاز و أصبحت موسكو عاجزة عن شراء الغاز من آسيا الوسطى, التي سترغم للدخول في النفق الأمريكي, و لكن الحصول على الغاز في المتوسط يحتاج الى سلام في المنطقة, و السلام في المنطقة وفق الشرعية الدولية سيكون بداية نهاية إسرائيل, و هنا قررت واشنطن تقسيم الشرق الأوسط الى دول طائفية تديرها إسرائيل, بحيث تتمكن من تصفية القضية الفلسطينية, و لكن قبل طرح مشروع الشرق الأوسط الجديد كان هناك طريقة أسهل في نظر واشنطن و هي القضاء على المقاومة في لبنان فيمكن الوصول الى الغاز دون حل القضية الفلسطينية, التي أصبحت عائقا أمام مستقبل واشنطن, فكيف بدأت واشنطن بالعمل للسيطرة على هذه المنطقة, علماً بأن المشكلة في وجه واشنطن هي إما تصفية القضية الفلسطينية أو القضاء على المقاومة في لبنان.
    - الحرب على لبنان في العام 1996 تحت إسم عناقيد الغضب للقضاء على حزب الله و المقاومة , لفرض سلام مع لبنان يؤمن إمدادات الغاز, و لكن فشل العدوان و بل أصبحت المقاومة مشروعة و ألزمت إسرائيل أول مرة بتاريخ حياتها للإلتزام بتفاهم نيسان, و ثم جاء العام 2000 و هو عام النكسة الأمريكية, حيث تحرر الجنوب اللبناني و بنفس العام وصل بوتين خصم الغرب الى السلطة في روسيا, على إثر وفاة يلتسن.
    البدء بتنفيذ مشروع الشرق الأوسط الجديد:- أدركت واشنطن أن الغاز القطري أصبح عاجز عن المنافسة في السوق الآوروبية و أن النفوذ الروسي يزيد في آوروبا مع إزدياد الطلب, و ليس ذلك فحسب بل بدأت موسكو بالإنتعاش الإقتصادي تستعيد عافيتها, فقررت التحرك و كان الهجوم بالطائرات على مبنى التجارة العالمي في أمريكيا هو مقدمة الهجوم الأمريكي كرد على هزيمة إسرائيل في لبنان و وصول بوتين الى السلطة و التقارب الصيني الروسي , بعد توتر دام عقود أبان الحرب الباردة , و سقوط بعض معاقل واشنطن في أمريكيا الجنوبية و كانت البداية من إحتلال أفغانستان, و طبعا الهدف هو قطع طرق الترانزيت عن الصين و محاصرتها و محاصرة روسيا من جهة ثانية و محاصرة إيران.
    في العام 2002 , عقدت واشنطن صفقة مع رجب طيب أردوغان و عبد الله غل الذين إنقلبا على معلمهم أربكان, و أسسا حزب العدالة و التنمية ليصبح عبد الله غل أول رئيس حكومة إسلامي في تركيا, و كما كان الإنقلاب في قطر سببه الغاز كان الإنقلاب في تركيا سببه الغاز فمع ظهور حزب العدالة و التنمية أعلنت واشنطن عن خط غاز نابوكو, و عند الأمريكيين حتى الإسم له معنى , فنابوكو إسم عمل موسيقي لفيردي يتكلم عن ما سمي سبي نبوخذ نصر لليهود في العراق, و بعدها بعام تم إحتلال العراق فعلاً.
    لماذا نابوكو؟ طبعا تدرك واشنطن أن الغاز في آسيا الوسطى محال أن يصلها , و في إيران الحرب شبه مستحيلة, و لكن روسيا لم تكن تدرك أن البحر المتوسط يحوي الغاز الذي تريده واشنطن, فواشنطن حين أعلنت عن خط نابوكو كانت تعتقد موسكو أن هذا الخط ولد ميتا , و لكن واشنطن كانت تخطط أولاً للحصول على الغاز من مصر و ساحل المتوسط فلسطين و لبنان و قبرص, و مع تقسيم و تدمير سوريا ستحصل حكما بلا حرب على الغاز الإيراني , و بالتالي حكما لن تستطيع بعدها موسكو شراء الغاز الأذري, فبذلك تفقد موسكو نفوذها في المتوسط و آوروبا و وسط آسيا دفعة واحدة, و تكون واشنطن سيطرت على العالم للأبد.
    نابوكو حلم أردوغان:- نابوكو يجمع غاز المنطقة في تركيا, ليصدر الى آوروبا دون المرور في اليونان, فتتحول تركيا الى دولة ثرية بالترانزيت الذي يفترض أن يبدأ بـ 31 مليار متر مكعب و يصل الى 40مليار متر مكعب, و لهذا أردوغان الذي يدرك أن الوصول في البداية الى غاز وسط آسيا مستحيل أشرف بنفسه على زيارة القاهرة لدعوتها للتوقيع على اتفاق نابوكو, و لم يدرك وقتها حسني مبارك أن يوقع على وثيقة إقالته من السلطة.الصفقة مع أردوغان عبد الله غل و أمريكيا:
    -يقوم اردوغان و غل بتأسيس حزب إسلامي و تساعده واشنطن على الإمساك بزمام السلطة……
    - يقبل هذا الحزب بتقسيم مصر الى ثلاث دول , و العراق الى ثلاث دول و سوريا الى أربع دول….
    -تتعهد واشنطن بجعل النفوذ على الدول السنية من الدويلات الجديدة لتركيا, و تقبل تركيا بأن يكون النفوذ على باقي الدول لإسرائيل…..
    - تتعهد واشنطن بأن لا يمر إنبوب الغاز في اليونان كي تضمن تركيا الحصول على كامل قبرص و الدخول في الإتحاد الآوروبي على حساب اليونان…..
    - مقابل أن تحول الولايات المتحدة تركيا الى عقدة غاز عالمية يقبل أردوغان أن يكون النفوذ على هذه العقدة لواشنطن……
    - تساعد تركيا الولايات المتحدة في أفغانستان خصوصا و العراق.
    الدول التي كانت واشنطن بصدد إنشائها:-
    مصر :- دولة قبطية و دولة سنية متشددة و دولة للنوبيين, و دليل ذلك أعقب الثورة عنف طائفي مدروس حيث كانت تضن واشنطن أن سقوط سوريا لن يستغرق أكثر من شهر, و لأول مرة بعد الثورة الإعلام يتناول النوبيين في مصر, و سر الفراغ السياسي في مصر هو إنتظار تطور الأحداث في سوريا, و ما تفجير خطوط الغاز في سيناء الا رسائل على أن المشروع حتى لو نجح لن يصل الغاز الى آوروبا, و ما توقف العنف الطائفي في مصر الا لأن سوريا لم تسقط….
    سوريا :- المفروض تقسيمها الى أربع دول و سبب بداية الأحداث من درعا لان المشروع كان يقضي بترحيل كل أهالي درعا من الجنوب السوري بشكل نهائي, و من يتابع تسلسل بداية الأحداث يمكنه وضع تصور عن التقسيمات التي كانت تخطط لها واشنطن.
    و طبعا التقسيم سيشمل باكستان و الخليج و العراق و حتى تركيا,نفسها و يعتقد أن أردوغان وافق على تقسيم تركيا بحيث دولة صغيرة غنية و لها نفوذ أفضل من دولة كبيرة بلا نفوذ.
    الولايات المتحدة تشن هجومها الثاني:- رغم وصول أردوغان الى السلطة, و لكن كان على الولايات المتحدة إقناع حلفائها في الدخول في خط الغاز, فكانت الجزء الثاني من الهجوم بدأ بالثورة البرتقالية في أوكرانيا حيث إمدادات الغاز الروسي , و بدء التحرش بروسيا البيضاء, كذلك حيث إمدادات الغاز الروسي , و ثم تم إغتيال رفيق الحريري لبدء الضغط على دمشق,فكانت الحرب على لبنان و لكن عوضا عن تهجير أهالي الجنوب بشكل عام و الشيعه بشكل خاص الى العراق خسرت إسرائيل الحرب خسارة زلزت واشنطن نفسها, و كسرت هيبتها.
    لجأت واشنطن الى حلفائها الجدد في أوكرانيا للضغط على الغاز الروسي لكي تضمن الولايات المتحدة الدعم الآوروبي لمشروعها القادم, حيث لازال بجعبتها خطط بديلة, و فعلا قطعت موسكو الغاز عن آوروبا إسبوعين , واشنطن أرسلت رسالة بضرورة عدم الإعتماد على الغاز الروسي, و روسيا أرسلت رسالة بأن دول عبور الغاز هامة و بالتالي حتى لو جاء الغاز من مكان ثاني ضربه سهل, و نتج من هذه الحرب خروج البرتقاليين من السلطة برضى آوروبا.
    الغضب الروسي:- سارعت موسكو بالرد, و كان رد موسكو عنيف, بعد الإعلان عن خط نابوكو, حيث أعلنت غاز بروم بأنها ستسثمر في مشاريع غاز من أمريكيا اللاتينية و إفريقيا و آسيا و حتى واشنطن ستجد نفسها تشتري الغاز من روسيا, و أعلنت روسيا عن أربع خطوط غاز و بدأت فعليا بالعمل و هي:
    1-السيل الشمالي يوصل الغاز من شمال روسيا الى ألمانيا عبر البحر دون المرور ببر بيلاروسيا و بدأ تنفيذ هذا المشروع فعلياً و بالتالي خف الضغط الأمريكي على روسيا البيضاء لان اسقاط بيلاروس لن يفيد بعد الآن بوقف إمداد الغاز…..
    2-السيل الجنوبي عبر البحر الأسود الى بلغاريا و منها يتوزع خط عبر رومانيا هنغاريا النمسا, و جنوبا عبر اليونان إيطاليا, و قد تم إنجاز معظم الإتفاقيات لمد هذا الخط……
    3-السيل الأزرق عبر تركيا فسوريا الأردن لمد الأردن و إسرائيل بالغاز, هذا يثبت أن موسكو لم تكن تعلم بوجود الغاز في المتوسط و قد تم إلغاء هذا الخط فعلياً, بعد أن علمت بإحتياطات الغاز في المتوسط……
    4-مد خط من نيجيريا الى النيجر فالجزائر لتسييل الغاز نقله الى آوروبا و لاحقا مد إنبوب الى آوروبا….
    5-قامت أيضا غاز بروم بالإستحواذ على نصف حصة شركة ايني الإيطالية في ليبيا , و بدأ بالإستثمار في السودان و زار بوتين مصر على أمل الإستثمار في مصر. و رداً على الخطوات الروسية سيبدأ الربيع العربي , تمهيدا لتقسيم المنطقة و عزل روسيا و الصين عن المتوسط, و الإستحواذ على غاز مصر و المتوسط , و ثم قطع الطريق في شمال آسيا على اية مشاريع روسية, من خلال إسقاط شمال إفريقيا, و هذا ما سنتكلم عنه في الجزء الثاني.
    [2] الربيع العربي
    رداً على التصعيد الروسي بدأت واشنطن بالتصعيد , و يمكن القول أن وثائق ويكي ليكس كانت مقدمة لبدء الهجوم الأمريكي الجديد على المنطقة, فهذه الوثائق قد تم تسريبها عن قصد و لسبب, و ما تسريبات ويكيليكس الا رسالة أمريكية الى من تبتزهم بالشرق الأوسط مفادها من لا يسير معنا ستسرب وثائقه, و من جهة ثانية بين كل الف وثيقة بالإمكان تسريب وثيقة كاذبة بقصد زرع البلبلة للحرب النفسية.
    طبعا الهجوم على سوريا يحتاج الى الخاصرة اللبنانية التي لم تستطيع إسرائيل إحتلالها , و المال السعودي و الإرهابيين السعوديين, رغم ان المشاريع في الشرق الأوسط كلها دون إستثناء على حساب السعودية, فظهور قطر كان على حساب السعودية, و ثم ظهور تركيا كان على حساب السعودية, و بدأ التسريب عن بعض السياسيين اللبنانيين الذين إحترقت أوراقهم أصلاً, و حتى أن البعض كان يعتقدهم أنهم خونة أكثر مما ذكرت ويكيليكس, و قليلا مما يحدث في المملكة العربية السعودية .
    و لكن من أهم الوثائق كانت التي تتحدث عن الفساد في تونس, لدرجة أن بن علي أيامها حجب موقع جريدة الأخبار عن التونسيين كي لا تصل الفضائح الى التونسيين و السبب هو التحضير للهجوم على ليبيا و لاحقاً الجزائر لقطع الطريق أما روسيا و بل أمام النفوذ الصيني المتنامي في إفريقيا, و كان يجب التخلص من مبارك كذلك لعدة أسباب منها لزوم تقسيم مصر.
    التخلص من مصر كنقطة ضعف مرعبة بأي وقت من الممكن أن تسقط, تسليم الإخوان المسلمين الحكم في كبداية لتقسيم مصر و تنفيذ للصفقة مع أردوغان, و قبل الحديث عن الربيع العربي سنمر على السودان لنفهم تطور الأحداث في اليمن و الصومال و السودان لتشكيل صورة كاملة عن الأحداث , فماذا حدث في السودان.
    السودان:- الى جانب الغاز زاد الطلب الآوروبي على الوقود الحيوي, الذي بدأ من 1% و ارتفع الى 7% و سيصل الى 10% و بالتالي 10% من الوقود الحيوي ستكون ضمن الوقود في الإتحاد الآوروبي, و بدأ صراع روسي أمريكي على الوقود الحيوي, فقامت وشنطن و دون سابق إنذار بقطع القمح عن مصر أكبر مستورد للقمح في العالم , كي تمنع موسكو من بيع المزيد من الوقود الحيوي في السوق الآوروبية و كلنا يتذكر أزمة القمح المصرية حين قامت سوريا بمساعدة مصر من مخزونها الإستراتيجي, و السودان الى جانب غناه بالنفط و الغاز مرشح لأن يكون أكبر مصدر للوقود الحيوي في العالم.
    و اشنطن وضمن الصفقة مع أمير قطر تم إنشاء شركة كافاك القطرية للاضافات البترولية و بدأت قطر بالإستثمار في السودان لحساب واشنطن, أي أن الولايات المتحدة وضعت قاعدة عسكرية في قطر لبدء إستخراج الغاز و الوقود الحيوي, و كان هناك في السودان صراع خفي أشعل السودان حيث جن جنون واشنطن من العقود بين السودان و الصين للتنقيب عن النفط و دخول غاز بروم للسودان لاستثمار الغاز, حتى وصل الأمر الى إستدعاء الرئيس السوداني الى محكمة الجنايات الدولية لمحاكمته على جرائم واشنطن في السودان, كما حوكم سابقا ميلوسوفيتش على جرائم الناتو و الأفغان العرب في يوغسلافيا, و لكن الصين التي غيرت إستراتيجيتها القتالية و أصبح بمقدورها شن ضربات إستباقية للحفاظ على الأمن القومي الصيني, و معها السودان شنوا هجوم مضاد من خلال دعم تمرد في تشاد التي تصدر الإرهاب للسودان.
    هنا حين وصل ثوار تشاد الى تخوم العاصمة التشادية أوقفت واشنطن مهزلتها و عدوانها في السودان عبر صفقة , و هدأ إقليم دارفور و نسي العالم أن الرئيس السوداني مطلوب للمحكمة الدولية, و لكن أمريكيا التي هزمت جزئيا , بدأت بإستراتيجية جديدة من خلال التضييق على إمدادات الصين من السودان فلم تنجح بضرب السودان فقررت ضرب خط الإمداد, فأصبحت بحاجة الى الصومال, و لكن قلبت الموازيين في وجهها مع ظهور المحاكم الإسلامية, فقامت قطر بالتدخل لحساب واشنطن و إشترت زعيم المحاكم الإسلامية, تحت وقع ضربات القوات الإثيوبية, و بدأ أعمال القرصنة في المضيق, و كانت تدار من دبي و يرسل للقراصنة السفن المستهدفة البعيدة عن القطع العسكرية عبر رصدها بالأقمار الصناعية, و كانت بداية لإشعال المنطقة فإشتعل اليمن في الشمال الحوثيين, و في الجنوب الإنفصاليين, و دخلت قوات روسية و صينية الى المياه لحماية المضيق من القراصنة و قبضوا على الكثير من القراصنة حتى أصبحت القرصنة تثقل كاهل من يديرها.
    و كما فجأة ظهرت القرصنة فجأة إختفت القرصنة بإشتعال اليمن في ثورات لقوى متصارعه, و لم تنجح واشنطن في شرب إمدادات النفط الصيني من السودان و لازال الصراع قائماً على منطقة أبيي الغنية بالنفط..
    عودة لبداية الربيع العربي:- إذا كان أسر حزب الله لجنود إسرائيليين قد قدم موعد الحرب فساعد حزب الله على النصر فإن إحراق أبو عزيزي نفسه سرع المشروع الأمريكي لينقذ سوريا لاحقاً, فتم إسقاط بن علي و لاحقا مبارك و بدء الهجوم على سوريا و ليبيا دفعه واحدة,ففي تونس حدث إنقلاب عسكري تحت غطاء الإحتجاجات الشعبية, و في مصر نفس الأمر, و من تونس دخل السلاح الى ليبيا و من مصر دخلت قوات شاركت في أحداث ليبيا, و ما المجلس العسكري الا حالة وقتية تنتظر القرار الأمريكي في حال سقوط سوريا, و لكن مع فشل إسقاط سوريا توقف العنف الطائفي في مصر و هذا يعني أن التقسيم مجمد الى آجل غير مسمى, و بعد أن كان مقرراً تسليم السلطة للإخوان المسلمين جاري حالياً تهميشهم كون الإستراتيجية تغيرت مع عدم قدرة واشنطن على إسقاط سوريا.
    في الهجوم على سوريا:- في البداية لنطرح السؤال التالي اذا كان عمر هيلاري كلينتون 70 عاما, و كان ساركوزي يهودي من آوروبا الشرقية, فما هو لون الثياب الداخلية لأردوغان؟
    طبعا السؤال غريب و الجواب يكون و ما دخل هذا بهذا؟ هنا نقول هكذا بدأت الأحداث في درعا مع فشل الدعوات عبر الإنترنيت كما حدث في مصر فبعد دعوتين لم يخرج اي متظاهر في سوريا بدأ تشغيل التظاهر قسراً. فتم الحديث عن إعتقال مجموعه أطفال , و لكن المظاهرات خرجت في 18 آذار ضد رجل أعمال سوريا, و ضد مشغل خليوي سوري و ليس مثلا ضد المشغل الثالث الذي كان من الممكن أن يكون سعودي أو قطري, و خرجت مظاهرات ضد إيران و ضد المقاومة اللبنانية, فأين هي المطالب الشعبية و أين هي الإحتجاجات…؟
    قد يكون من دفع للاطفال للكتابة على الجدران و من بلغ عنهم و من إعتقلهم يديرهم شخص واحد, فلم تتحدث السلطات السورية عن هذه القصة و لكن هذه القصة التي كان من المفترض أن تكون سبب الإحتجاجات, لم يتم التطرق لها بأي إحتجاجات, و حسب الأفلام التي رفعها المتظاهرون من درعا كان هناك مشفى ميداني في اليوم الأول للأحداث في الجامع العمري, حين يطلب إسعاف شخص الى الجامع, و من اليوم الأول كان هناك شخص واحد يرفع الأفلام على الأنترنيت و ليس تصوير أفلام من قبل محتجين و رفعها؟
    من اليوم الأول بدأت أعمال تمثيل لأفلام. في اليوم الأول للأحداث سقط مدني و ما يزيد عن 25 رجل أمن سقطوا شهداء و لكن في الإعلام كان يتم الكلام عن مئات القتلى, و بدأ تطور الأحداث في سوريا, في درعا كان يخطط لتهجير كل أهالي درعا الى غير رجعه لانها كانت تقف في وجه دولة طائفية تعتزم واشنطن إنشائها, و لهذا كان من المفترض أن يكون هناك حرب شوارع تستنزف الجيش و تهجر الأهالي و على حدود محافظة مجاورة كان من المفترض أن يشب نزاع طائفي معه تفقد الدولة السيطرة على الجنوب تماماً.
    و في الساحل يتم إثارة طائفه للهجوم على طائفة ثانية,و حين تثور هذه الطائفة يقطع السلاح عن الطائفة الأولى لتهجيرها و يقوم مسلحون بأعمال تفجيرات تستهدف طائفة ثالثة, فيكون هناك دولة بأمر الواقع, و في حمص نفس الأمر تقوم العصابات بترحيل طائفيتين من المدينة و بذلك تصبح العاصمة محاصرة و هي مشغولة بأحداث في دوما و ريف دمشق و تصبح مقطوعه عن باقي سوريا فتسقط الدولة المركزية, و لكن ما الذي حدث..؟
    في درعا:- ذهب وفد الى الرئيس السوري ضمنه بعض قادة العصابات المسلحة, بغض النظر عن المطالب الخدمية و لكن يبقى الطلب الأهم هو خروج قوات الأمن من درعا, بحجة حل المشكلة مع المتظاهرين الذين لا يزيد عددهم على خمسة آلاف من اصل ميلون و ربع المليون مواطن, و فعلا تم سحب كل قوات الأمن, فأعتقد زعماء العصابات أنهم غدروا بالرئيس و أنه وقع بفخهم فقاموا باحتلال درعا عبر العصابات المسلحة, و مثل هذا الأمر يحتاج تدخل الجيش و لكن الجيش لم يتدخل, فظنت واشنطن أن النظام ضعيف خصوصا بعد أن النظام أعلن عن إصلاحات أصلاً لم يطالب بها المتظاهرون, بل رفع قسم منها هيئة وحدة الشيوعيين(قدري جميل) الذين لا يزيد عددهم في درعا عن عشرة أشخاص, فالإصلاح في سوريا كان رداً على الأحداث و ليس مطلبا للمتظاهرين
    و لان الجيش لم يدخل درعا طلب الأمريكي من العصابات المسلحة إستدعاء الجيش قصراً, فقامت العصابات بقتل خمسة جنود سوريين بالقرب من بلدة نوى, و فعلا دخل الجيش و لكن حسب الصحافة الإسرائيلية يجب على الجيش الإسرائيلي إعادة حساباته بقدرات الجيش السوري, فتفاجأ الجميع بقدرة الجيش, حيث حسم المعركة بخسائر لا تذكر.
    في بانياس:-حسب موقع استخباراتي صهيوني عن رجل مخابرات أمريكية أن الجيش العربي السوري نفذ عملية أرعبت العالم في دقتها من خلال إبعاد سفينة ألمانية كانت تدير العصابات في بانياس, و بناء جدار إلكتروني سيطرت عبره أجهزة الأمن على الإتصالات ثم دفعت بالعصابات الى كمائن قبض فيها على كل المجرمين و قادتهم, و خصوصاً منهم الجنسيات العربية.
    في تل كلخ:- نفذ الجيش العربي السوري عملية جراحية قبض خلالها على عشرات المسحلين, و بدأ بتضييق الخناق على مهربي السلاح و الإرهابيين.
    في حمص:- كانت العملية الأمنية الأكبر حيث كان الناس في حي السباع مشغولون بالمظاهرات بينما المخابرات السورية تفكك أكبر شبكة إتصالات أمريكية معلنة بذلك سقوط العدوان على سوريا, و يقال انه بعد تفكيك هذه الشبكة أمر الحريري بتشغيل مشغل خلوي ثالث في لبنان تويض عن هذا الإخفاق,لإدارة العمليات العسكرية في الداخل السوري.
    قبل أن نذكر نتائج هذه المرحلة من العدوان على سوريا, لنتذكر أنه خلال كل هذه الأحداث لم يتحرك اي من الإخوان المسلمين نهائيا لا في حماه و لا في جسر الشغور.
    الأمريكي يطلب الدعم:-أدرك الأمريكي أن معركة الناتو في سوريا فشلت فشلاً ذريعا, فكان عليه الإنتقال الى خطط بديلة و لهذا عليه أن يستدعي حلفائه و بالذات تركيا و قطر و إسرائيل, فكان التالي بعد تفكيك شبكة الإتصال الأمريكية:-
    1-هيلاري كلنتون تقول إن الاسد قدم ما لم يقدمه رئيس آخر, و طبعا كون آخر هم كلنتون الشعب السوري هذا الكلام يعني أننا فشلنا اذا لم تتحركوا سنفتح اتصالات مع القيادة السورية….
    2-أوباما يطلب من إسرائيل العودة الى حدود العام 1967 كنوع من الضغط عليها……
    3-عبد الحليم خدام يظهر علانية على التلفزيون الصهيوني و يطلب تدخل عسكري تركي……
    4-يتم الإعلان عن تأجيل خط نابوكو الى العام 2017 بعد أن كان مقرراً في العام 2014……
    5-أردوغان يشعر بالقلق على مستقبل خط الغاز و يبدأ بالتصعيد تجاه سوريا…….
    6-الأسد يصدر عفو عام عن محكومين من الإخوان المسلمين. فشل الأمريكي و الناتو في سوريا و إستدعى حلفائه
    [3]الخطة التركية
    تبدأ الخطة البديلة فتخرج لأول مرة مظاهرات في حماه و جسر الشغور, و طبعا المتظاهرين هم الإخوان المسلمين,فكانت الخطة التركية, يقوم مسلحون بإحتلال جسر الشغور كون عدد رجال الأمن فيها لا يزيد عن 80, فيضطر الجيش للتدخل , يغرق في حرب شوارع و عبوات ناسفة و يهاجر الأهالي الى تركيا فيتدخل الجيش التركي.
    و بعد أن طلب عبد الحليم خدام علنا على التلفزيون الإسرائيلي تدخل القوات التركية أعلن أردوغان علنا أن كل الخيارات متاحة تجاه سوريا بما فيها الحل العسكري, و طبعا تهديد إيران لتركيا بقصف القواعد العسكرية الأمريكية ليس الا رسالة للأمريكيين, و لكن اردوغان كان مصمما على الخوض في المغامرة, لان مستقبله كامل متعلق بالغاز.
    جسر الشغور:- بدأ التنفيذ و قام 400مسلح بالبدء بشن هجوم على مراكز الأمن و الشرطة و حين جائت تعزيزيات نصب لهم كمين و قتل كل من فيها و حاولت مروحية التدخل فاصيبت , و نجحت العصابات بإحتلال جسر الشغور, فبنى أردوغان مخيمات بإنتظار دخول الجيش,بعد أن إستشهد 120 رجل شرطة و أمن, بدأت الجزيرة و لمدة أكثر من إسبوع تكرر خبر مفاده نزوح بالعشرات من جسر الشغور تخوفا من دخول الجيش, و سيدخل الجيش بسبب مقتل 120 شرطي يقول نشاطون أن الجيش قتلهم حسب الجزيرة, و لكن لم يدخل الجيش بل إنتظر كثيراً في كل يوم كان يشعر المسلحون أن الجيش سيدخل , فأعلنت سوريا أن الجيش سيدخل و لكن لم يتحرك الجيش و بعدها مظاهرات تطالب بتدخل الجيش في جسر الشغور, و إستمر الأمر أكثر من أربعة أيام حتى تمركزت قوات من الجيش على مدخل المدينة و لم تدخل.
    و بعد عدة أيام أعلن التلفزيون السوري بشكل مفاجيء أن الجيش سيطر على المشفى الوطني في جسر الشغور, و تركيا تدرك أن المشفى الوطني هو مقر القيادة و السيطرة و بالتالي تم القبض على كل قيادات المسلحين, و مع ذلك طلب أردوغان من الجيش التركي دخول سوريا, و لكن الجيش التركي تفاجأ بوجود قوات سورية على الحدود ظهرت فجأة و لم يعد بمقدرة الجيش التركي الوصول الى جسر الشغور الا بأمر حرب على سوريا, و لم يتجرأ أردوغان على التوقيع على قرار حرب, فسوريا كانت تدرك اللعبة فقامت قبل أن تدخل الى المدينة بنشر قوات بشكل سري على الحدود و مع بدأ تنفيذ عملية تطهير جسر الشغور ظهرت القوات السورية للعلن, و عوضا عن دخول القوات التركية مع كاميرا الجزيرة دخلت القوات السورية مع 25 وسيلة إعلامية عالمية, و أمامهم بدأت بتنظيف المدينة من الكمائن و العبوات الناسفة, و إستخراج جثث الجنود السوريين من المقابر الجماعية.
    حماه و اللاذقية:- كانت الخطة البديلة عند الأتراك هي مفاوضة سوريا على رأس حزب الله أو تصفية القضية الفلسطينية مقابل الهدوء و تم إشعال حماه التي كانت تشهد أصلا إضراب بالقوة تحول الى إحتلال عسكري و تم قتل معظم رجال الأمن في المدينة, و منطقة الرمل في اللاذقية, على أمل أن يصل داوود أوغلوا ليفاوض سوريا بهم, و لكن سوريا طلبت تأجيل الزيارة ثلاث أيام, و حين وصل لم يكن بيده اي ورقة فقد دخل الجيش الى حماه قبض على العصابات المسحلة و خرج و في اللاذقية حسمت المعركة.
    دخول القطري على الخط:- بعد الفشل الثاني لأردوغان تدخل القطري بينما كان أردوغان يطلق تصريحات نارية تعبر عن الهسيتريا التي أصابته, و بطلب قطر تم تأسيس مجلس إنتقالي سوري, ترأسه برهان غليون دون أن يعلم , و قبض لاحقاً عشرين مليون يورو لقبول المنصب, و سمي الهرموش زعيماً للجيش السوري الحرب الذي واجبه إحتلال و لو 100 متر على الحدود لكي تقوم قطر و تركيا بالإعتراف بالمجلس الإنتقالي السوري كممثل شرعي لسوريا, و في هذه الأثناء كان من المفترض أن ينقل نبيل العربي رسالة الى دمشق و لكن دمشق كذلك طلبت تأجيل الزيارة أربع أيام و فعلا تم ذلك, فقام الأمير القطري بإطلاق تصريحه الشهير بإن الإحتجاجات في سوريا لن تتوقف حتى يتم تلبية شروط المتظاهرين, اي الشروط الأمريكية, و كان من المفترض عند وصول نبيل العربي و بعد تصريحات الأمير أن تكون هناك منطقة عازلة شمال سوريا , و لكن عوضا عن تحرك المجموعات المسلحة ظهر الهرموش على التلفزيون السوري. و من نتائج هذه المرحلة:-
    1-إقالة وضاح خنفر من قناة الجزيرة…..
    2-عودة البرامج الحوارية ليدخل فيصل القاسم على خط الحرب ضد سوريا…..
    3-أردوغان يصاب بهستيريا التصريحات النارية و يطلب فرض السلام بالقوة على إسرائيل, معلنا فشله في إسقاط سوريا, و فقدان الأمل من خط نابوكو……
    4-بوادر التخلي عن الإخوان المسلمين, حيث في مصر يظهر رئيس المجلس العسكري بلباس مدني و كأنه سيصبح مرشح رئاسي, و من جهة ثانية يترشح أحمد شفيق للإنتخابات……
    5-في مصر يتم تحديد موعد للإنتخابات النيابية….
    6-التلميح بإستهداف الجزائر كونها عقدة بوجه أمريكيا……
    7-نجاح سوريا في حل مشاكلها الداخلية دون إستعمال أي من أوراق الضغط و لهذا شهدت سوريا هدوء في آخر إسبوعين, و بل هدوء غير مسبوق……
    8-ظهور تسريبات عن حرب إستخباراتية يقصد بها سياسة الإغتيالات , و فعلا حدثت عدة حوادث في سوريا….
    9-ظهور جاسوس صهيوني على التلفزيون السوري بشكل مفاجيء يعتقد أنه بداية الرد السوري ليؤسس لمرحلة الإنتقال من الدفاع الى الهجوم. فماذا تحمل الأيام القادمة لسورية, هو ما سيظهر, و لكن أصبح من المؤكد أن واشنطن و حلفائها هزموا شر هزيمة في سوريا,لدرجة أن الإتحاد الآوروبي الذي يتشدق بحرية الإعلام يفرض عقوبات على قناة الدنيا
    [4] ماذا تحضر واشنطن ؟
    معادلة إما سقوط سوريا أو سقوط الولايات المتحدة:-لفهم نتائج ما يحدث على الأرض و خطره على مستقبل واشنطن ذكرت سابقا عن تزايد النفوذ الروسي في آوروبا, و إفريقيا مع تصاعد الدول الناشئة كالبرازيل و جنوب إفريقيا و الهند و الصين و تأثيرهم على مصالح واشنطن, و على وحدة حلف الناتو, و لكن هناك مخاطر أخرى أكثر كارثية على واشنطن في حال لم تستطيع وضع اليد على مصادر الغاز.
    منذ العام 1976 سحبت الولايات المتحدة ذهبها من حماية الدولار و باعته لتنقذ نفسها على حساب العالم, و اصبح العملة الوحيدة في العالم التي لا ترتبط بالذهب و من تاريخها اذا صعد الذهب هبط الدولار و اذا هبط الدولار صعد الذهب, و طبعا قامت واشنطن بهذه الخطوة بعد أن كادت تصل الى الإفلاس فسرقت العالم بخطوة إحادية الجانب.
    و لكن اليوم هذه الخطوة لا تتكرر, علماً بأن ديون الولايات المتحدة الفيدرالية تعادل 14200 مليار دولار بعد حربيها في العراق و أفغانستان, و ما رفع سقف الدين الأمريكي الا تأجيل للازمة التي قد تدمر الإقتصاد الأمريكي. في السابق كانت واشنطن تسترجع عملتها الخضراء, و مع هذا الإسترجاع كان الدولار يحافظ على قيمته, رغم انه ليس الا ورقة بلا معادل ذهبي, و خصوصا حين كانت تسيطر على معظم منابع النفط و بشكل خاص في الخليج العربي, الذي لا يسعر النفط بالدولار و يربط عملته بالدولار فقط, بل كل الدولارات التي يقبضها يعيدها الى واشنطن لشراء بضائع امريكية, و اسلحة, و كإيداعات فمثلا دولة عربية واحدة لها إيداعات في الولايات المتحدة بقيمة 3400 مليار دولار, و لكن في السنوات الماضية و بعد أن أصبح الغاز ينافس النفط, و بعد كلفة الحروب التي شنتها واشنطن و لم تحصل على ثمنها , و التقارب الروسي الصيني الذي جعل من الصين قوة ترفض شراء سندات الخزينة الأمريكية, و لا تخضع للضغوط الأمريكية برفع قيمة عملتها, فإن مستقبل العملة الخضراء أصبح في خطر, و ما تضاعف سعر الذهب خلال السنوات السابقة الا مؤشر إنهيار العملة الخضراء, و بالتالي الأمل الوحيد لواشنطن هو ضمان بيع الطاقة بالدولار الأمريكي حتى لو لم تسيطر عليه , فجزء من حرب الغاز و تحدثنا عنه يتعلق بالنفوذ و الجزء الآخر و هو الأخطر على واشنطن يتعلق بالعملة الأمريكية نفسها, و لفهم شدة الخطر على واشنطن في حال فشلت في مد خط نابوكو لنأخذ الإحتمالات:-
    اولا أن تسيطر واشنطن على غاز المنطقة و البدء بعزل الغاز الروسي عن آوروبا فإن واشنطن كما أسلفت في الجزء الأول من هذه الدراسة فإن النفوذ الأمريكي سيمتد الى وسط آسيا و بالتالي ستصبح واشنطن كذلك شريك في نفط و ثروات بحر قزوين……
    ثانيا أن تفشل واشنطن في تغذية خط نابوكو و إسقاط الجزائر و بالتالي هناك ست أنابيب غاز ستغذي آوروبا بدون نفوذ الأمريكيين و بالتالي يصبح الإتحاد الآوروبي تحت رحمة روسيا و حلفائها, و عملة بيع هذا الغاز بيد روسيا و بالتالي قد لا تكون الدولار و بل من المؤكد أن البيع سيكون بسلة عملات الدولار المتهاوي ليس ضمنها, و يضمن لموسكو نفوذ على ثروات بحر قزوين, و هذا يعني تهاوي النفوذ الأمريكي من إفريقيا الى آسيا الى آوروبا و معه تهاوي العملة الأمريكية. فواشنطن حين شنت عدوانها على سوريا كانت تدرك أن عدم سقوط سوريا قد يعني سقوط الولايات المتحدة الأمريكية, و لهذا من الواضح أنها كانت تملك خطط بديلة فماهي الخطط البديلة.
    1-توجيه ضربة عسكرية لإيران, و لكن مثل هذه الضربة قد تدمر الإقتصاد العالمي كون أكثر من نصف بترول العالم سيكون تحت الرحمة الإيرانية, فكانت تحاول واشنطن إستخراج النفط من خليج المكسيك لعلها تؤمن بديلا للنفط خلال فترة الحرب و مع التسرب النفطي فشلت في إستخراج النفط, و بدأ الوقت يداهمها….
    2-إسقاط سوريا فشل تماماً و لم تتمكن من وضع يدها على المنطقة
    3-يمكن تلمس الخطط البديلة من خلال دخول القطري على خط إنقاذ اليونان التي كانت كبش الفداء الأمريكي لأردوغان فيما لو نجحت واشنطن بإسقاط سوريا, فمن الواضح أن واشنطن بعد أن خسرت مخطط ضخم جداً ستعود لسياسة العصا و الجزرة, فبعد أن كانت تتآمر مع التركي على اليوناني الآن واشنطن تؤيد اليوناني ضد التركي و قطر تستثمر في اليونان , و اليونان هي البلد المتوقع أن يدخله خط الغاز الإيراني, فهل واشنطن ستحرك عملية السلام و تعيد محاولة جر الغاز بالطرق السلمية, أو ستقوم بالإنتقال الى تصعيد جديد تجازف فيه بكل ما تملك. من المؤكد أن سوريا إنتصرت في هذه المعركة و لكن من المؤكد أن معارك قادمة ستبدأ.
    ثوابتنا

    2011/11/17 مركز الرافدين
    رد مع اقتباس  
     

  8. #8  
    المدير العام الصورة الرمزية طارق شفيق حقي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2003
    الدولة
    سورية
    المشاركات
    13,619
    مقالات المدونة
    174
    معدل تقييم المستوى
    10
    التسابق على الغاز في البحر المتوسط (الجزء الأول)
    حوض المشرق وإسرائيل..... هل هناك توزيع جغرافي سياسي جديد؟

    بقلم ف. ويليام إنغداهل
    إن الاكتشاف المؤخر لطبقات كبيرة من الغاز والبترول في البحر الأبيض المتوسط الشرقي, قد غير بشكل جذري المعادلة الجيو سياسية في المنطقة وفي ماوراء البحار على السواء. فالفرصة متاحة لإسرائيل من أجل الانتقال من التبعية إلى السيادة في مجال الطاقة في الوقت الذي تطالب لبنان بدعم من واشنطن بجزء من هذا الغاز الموجود في مياهها الإقليمية. يبحث ويليام انغدال تعقيدات هذا التطور المفتاحي الذي هو بمثابة أحد الأسباب الأساسية لزعزعة الاستقرار في سورية من قبل قطر والدول الغربية.




    بداية استثمار حقل الغاز الطبيعي في تامار حيث يتوجب عليه تأمين امداد اسرائيل بالغاز ابتداء من العام 2012إن الاكتشافات الجديدة لطبقات من النفط والبترول ليست مهمة ولكنها واسعة النطاق فهي موجودة في جزء قلما استثمر سابقاً في البحر الأبيض المتوسط (بين اليونان وتركيا وقبرص وإسرائيل وسورية ولبنان). من شأن هذه الاكتشافات أن تتمكن المنطقة من أن تصبح "خليج فارسي جديد". كما كان هو الحال بالنسبة للخليج الفارسي "الآخر" فإن اكتشاف هذه الثروات من الهيدرو كاربور يمكن أن يشكل رديفاً جميلاً وجيداً لفتنة جيو سياسية رهيبة في المنطقة.يمكن أن يتم استبدال الصراعات التاريخية في الشرق الأوسط بمعارك جديدة بهدف الحصول على موارد النفط والغاز في البحر المتوسط الشرقي وفي الحوض الشرقي وفي بحر إيجة, سندرس في بادئ الأمر نتائج ااكتشاف طبقة عملاقة بعيدة عن الساحل من الغاز والبترول على عرض إسرائيل . وفي مقال ثان سنرى التعقيدات الناجمة عن اكتشافات الغاز والبترول في بحر إيجة وبين قبرص وسورية وتركيا واليونان ولبنان.ليفياتان إسرائيلي:ما قلب الأمور رأساً على عقب, هو اكتشاف مذهل في منطقة يسميها علماء الجيولوجيا "حوض المشرق". ففي تشرين الأول من عام 2010 وجدت إسرائيل "طبقة عملاقة بعيدة عن الشاطئ من الغاز الطبيعي وذلك في منطقة تعتبرها منطقتها الاقتصادية الحصرية ZEE". يوجد هذا الاكتشاف على بعد 135 كلم غربي ميناء حيفا وعلى عمق 5 كم. يسمى هذا المخزون "ليفياتان" استناداً إلى الوحش البحري المذكور في التوراة. أعلنت ثلاث شركات أسرائيلية متخصصة بالطاقة و بالتعاون مع شركة من تكساس اسمها Noble Energy, أعلنوا عن التقديرات الأولى على ارتفاع مليارات من الأمتار المكعبة وذلك يجعل منه الاكتشاف الأهم للغاز في المياه العميقة في السنوات العشرة الأخيرة. هذه الاكتشافات شككت قليلاً في 450 نظرية لمالتوس حول "نقاس البترول" التي تدعي أن الكوكب على وشك أن يشهد نقصاً حاداً وأساسياً في مادة البترول والغاز والكربون. نستنتج من ذلك أن طبقة غاز ليفياتان ستشكل احتياطاً يكفي لتموين إسرائيل بالغاز لقرن من الزمن. [1]لم يكن بالإمكان تصور أن تحظى الدولة الإسرائيلية باكتفاء ذاتي في الطاقة وذلك منذ تأسيسها عام 1948. أجريت عمليات بحث مهمة عن البترول والغاز ولمرات عديدة ولكنها لم تحقق أية نتائج. وعلى عكس جيرانها العرب الأغنياء بمصادر الطاقة, فإن إسرائيل ترى هذه الفرصة تضيع منها ولكن في عام 2009 اكتشفت شركة Noble Energy شريكة إسرائيل في التنقيب, اكتشفت في الحوض الشرقي طبقة تامار على بعد 80 كلم غربي ميناء حيفا و حوت قرابة 238 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي ذي الجودة العالية وبهذا فإن تامار هو بمثابة أكبر اكتشاف عالمي للغاز في عام 2009.بفضل تامار تحسنت الإمكانيات بشكل كبير فبعد عام فقط قامت Noble Energy بأكبر اكتشاف لها منذ تأسيها قبل عشرات السنين مع ليفياتان في نفس الحوض الجيولوجي الشرقي. [2] وبهذا انتقلت إسرائيل بالنسبة لحاجتها لمادة الغاز من الفقر المدقع إلى الغنى الفاحش وذلك خلال أشهر قليلة.مع اكتشاف كل من تامار أولاً ومن ثم ليفياتان بدأت إسرائيل بالتساؤل كيف ستصبح أمة تتصدر قائمة الدول المستخرجة للغاز الطبيعي. كما بدأت بالتساؤل كيف ستتمكن من حصد الضرائب على عائدات إنتاج النفط والغاز وذلك من أجل أن تشكل قاعدة متينة تستثمر مستقبلاً وعلى المدى البعيد. ( في الاقتصاد القومي على غرار الصين والعديد من البلاد العربية في منظمة الأوبيب). [3]أشار الناطق الرسمي لبرنامج موارد الطاقة في معهد الدراسات الجيولوجية في الولايات المتحدة USGS قائلاً: "توازي منطقة حوض المشرق كبرى مناطق الاستثمار حول العالم فمنابع الغاز فيها أضخم من كل ما تم اكتشافه في الولايات المتحدة ” [4]ربما قد شعر هذا المعهد بأن هذه الاكتشافات الهائلة من الهيدرو كاربور يمكن أن تقلب رأساً على عقب المعادلات الجيو سياسية في المنطقة بأسرها, ولهذا فقد قدم تقدير أولي لاحتياطي النفط والغاز في منطقة البحر المتوسط الشرقي (يشمل حوض بحر إيجة الممتد على شواطئ اليونان وتركيا وقبرص وحوض المشرق الممتد على شواطئ لبنان وإسرائيل وسوريا وحوض النيل الممتد على الشواطئ المصرية). إنه لمن التلميح أن نقول أن نتائجهم مهمة.باستناده إلى معطيات عمليات التنقيب السابقة وإلى الدراسات الجيولوجية في المنطقة, خلص المعهدUSGS إلى أنه " تقدر مصادر النفط والغاز في الحوض الشرقي ب 1.68 مليار برميل بترول وب 3450 مليار متر مكعب من الغاز". إلا أنه وبحسب التقديرات فإن "المنابع غير المكتشفة بعد من النفط والغاز في إقليم حوض النيل (يحده جزء صغير من النيل غرباً ومن الشمال بأجزاء ضيقة من بيتوس وقبرص من الشرق ويحده حوض الشرق من الجنوب), قدرت هذه الثروات بحوالي 1.76 مليار برميل من النفط و 6850 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي" .” [5]قيم معهد USGS إجمالي البحر المتوسط الشرقي ب 9700 مليار متر مكعب من الغاز وب 3.4 مليار برميل من البترول وفجأة واجهت المنطقة جميع الصراعات الجديدة الممكنة وجميع التحديات الجيو سياسية.لوضع هذه الأرقام في منظور مستقبلي يعتبر ال USGS فإن حوض سيبيريا الغربي وهو الحوض الأكبر من نوعه من الغاز, أنه يحوي 18200 مليار متر مكعب من الغاز. إضافة لذلك يمتلك كل من الشرق الأدنى و شمال أفريقيا عدة مناطق غنية بالغاز الطبيعي ويشمل ذلك حوض الربع الخالي الذي يحوي( 12062 مليار متر مكعب من الغاز) في الجنوب الغربي من السعودية وفي شمال اليمن وحول الغور شرقي السعودية (6427 مليار متر مكعب) وفي السلسلة المتموجة من زاكروس (6003 مليار متر مكعب) وعلى طول الخليج الفارسي في العراق وإيران. [6]قبل بضعة أشهر كان الأمن القومي في إسرائيل يتركز على ضمان تموينها الخارجي وبالتالي على الانخفاض المقلق في انتاجها للغاز المنزلي. أضيفت إلى أزمة الطاقة تلك مظاهر ما يدعون أنه "الربيع العربي" الذي هز مصر وليبيا في بداية 2011 وسبب بسقوط الرئيس مبارك الذي كان نظامه يؤمن قرابة 40% من الغاز الطبيعي الإسرائيلي. يقترن هذا الأمر بازدياد منع تصدير الغاز من الأحزاب الإسلامية في مصر وبخاصة الأخوان المسلمين والحزب السلفي الأصولي "النور", إضافة إلى أن أنابيب الغاز التي تنقل الغاز المصري إلى إسرائيل باتت هدفاً لمحاولات عرقلة ومقاطعة مستمرة وآخر محاولة كانت في شهر شباط من العام الحالي في شمال سيناء. في هذه الظروف لا يسع إسرائيل إلا أن تكون متوترة بخصوص مستقبل أمنها في مجال الطاقة. . [7]رد الفعل اللبناني يشحن توترات جديدة:إن اكتشاف إسرائيل لمخزون ليفياتان على شواطئها فتح المجال مباشرة أمام صراع جيو سياسي جديد فقد أعلنت لبنان أن جزءً من حقل الغاز يقع في المياه الإقليمية لمنطقتها الاقتصادية الحصرية. أرسلت لبنان مطالبتها إلى الأمم المتحدة للحصول على دعمها وعلى هذا رد وزير الخارجية الإسرائيلي ليبرمان فقال: "لن نتخلى عن قطرة"ما يهم في مشهد الطاقة في المتوسط هو أن إسرائيل حذت حذو الولايات المتحدة ولم تصادق إطلاقاً على معاهدة الأمم المتحدة في عام 1982 حول حق البحر الذي يمنح الحقوق العالمية بالثروات الكامنة تحت البحار. إن آبار استخراج إسرائيل لغاز منبع ليفياتان يوجد بوضوح في الأراضي الإسرائيلية وهو أمر لا تنكره لبنان ولكنها تعتبر أن الطبقة تمتد أيضاً تحت مياهها الإقليمية الخاصة بها. أكد حزب الله أن حقل الغاز تامار الذي سيبدأ بتأمين الغاز من الآن حتى نهاية العام, هو حقل ملك للبنان.لم تضيع واشنطن وقتها لتلعب ورقتها السياسية والمتعلقة بالطاقة بخصوص النزاع على الغاز الطبيعي بين لبنان وإسرائيل. ففي تموز 2011 في الوقت الذي كانت إسرائيل تتحضر لرفع اقتراحها إلى الأمم المتحدة بخصوص الخط البحري الفاصل بين لبنان وإسرائيل, صرح فريديريك هوف, وهو ديبلوماسي أمريكي مكلف بملف سورية ولبنان, أن إدارته تدعم الملف اللبناني مضيفاً أن التوترات المتنامية ظهرت منذ بداية "الربيع العربي" بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بينيامين نتنياهو والرئيس أوباما . [8]تحذير شيلدون أديلسون من قبل بينيامين نتنياهو بتمويل الجمهوريين ولعرقلة ولاية ثانية لباراك أوباما.قام نتنياهو مؤخراً بتحريض الرجل الثامن الأكثر ثراء في الولايات المتحدة وهو صديقه المقرب ملياردير الملاهي الليلية في لاس فيغاس شيلدون أديلسون, حرضه على ضخ مباشر لملايين الدولارات في حملات الجمهوريين الانتخابية بمن فيهم نوت جينغريش وميت رومني. هذا الأمر يمثل تدخلاً إسرائيلياً غير مسبوق في حملة الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة وكل هذا بهدف محاولة منع ولاية ثانية يحصل عليها باراك أوباما. [9] ترتبط القضايا الجديدة بالتحكم بالاحتياطي الواسع من الطاقة المكتشفة على شواطئ إسرائيل ولبنان إضافة إلى شواطئ قبرص واليونان وتركيا الذي سيلعبون دوراً متنامياً في منطقة هي أصلاً إحدى أكثر المناطق تعقيداً في الكرة الأرضية على الصعيد السياسي. (يتبع...)
    ف. ويليام إنغداهل

    شبكة فولتير


    رد مع اقتباس  
     

  9. #9  
    المدير العام الصورة الرمزية طارق شفيق حقي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2003
    الدولة
    سورية
    المشاركات
    13,619
    مقالات المدونة
    174
    معدل تقييم المستوى
    10
    أعلنت أذربيجان في 26 حزيران-يونيو 2013 عن انسحابها من مشروع خط أنابيب غاز نابوكو-غرب الذي يضم كلا من ( تركيا, بلغاريا, رومانيا, هنغاريا). وقد قرر البلد تصدير منتجاته النفطية إلى أوروبا من خلال خط أنابيب عبر البحر الأدرياتيكي الذي يشمل ( اليونان, ألبانيا, ايطاليا).عبر البحر الأدرياتو يكي, هو مشروع آكسبو حصة (سويسرا منه 42,5%),ستات أويل (النرويج 42,5%) اي أون رورغاز (ألمانيا 15%).أصبح منذ شهر ديسمبر 2011 من المستبعد إلى حد كبير بناء الجزء الشرقي من من خط أنابيب نابوكو. وقد أتى انسحاب أذربيجان من الجزء الغربي ليغلق, على ما يبدو, بشكل نهائي المشروع الأمريكي
    رد مع اقتباس  
     

  10. #10  
    المدير العام الصورة الرمزية طارق شفيق حقي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2003
    الدولة
    سورية
    المشاركات
    13,619
    مقالات المدونة
    174
    معدل تقييم المستوى
    10
    أولئك الذين أفسدوا خط انبوب الغاز ساوث ستريم

    بقلم مانيلو دينوتشي, توماسو دي فرانشيسكو


    SHABAKAT VOLTAIRE | 16 حزيران (يونيو) 2014


    أعلنت الحكومة البلغارية الاحد انها أوقفت بناء خط أنابيب ساوث ستريم، الخط الذي يتوقع أن ينقل الغاز الروسي الى الاتحاد الأوروبي دون المرور على أوكرانيا. "لقد أمرت بوقف الأشغال –حسب ما أعلم رئيس الوزراء بلامن أوريسارسكي- سنقرر تطورات الوضع بعد مشاورات سنجريها مع بروكسل". في الأيام الأخيرة، أعلن رئيس المفوضية الأوروبية، خوسي مانويل باروسو، افتتاح إجراء أروبي ضد بلغاريا لمخالفة مزعومة في مناقصات ساوث ستريم.بالكاد قبل ثلاثة أيام، في 5 جوان، أكدت مديرية الحزب الاشتراكي البلغاري، الذي يدعم حكومة اوريسارسكي، على أن القسم البلغاري من خط الأنابيب قد أنجز رغم طلب من بروكسل بوقف المشروع. وقد أشار نائب رئيس اللجنة البرلمانية للطاقة، كويومجييف قائلا: "بالنسبة إلينا فإنه ذو أهمية حيوية". وصرح رئيس غرفة المصنعين أن "ساوث ستريم هو نفس من الأوكسجين بالنسبة الى الشركات البلغارية".ماذا حدث؟ لقد ولد المشروع عندما وقعت -في نوفمبر 2006 (خلال حكومة برودي الثانية)- شركة غازبروم الروسية وإيني الايطالية اتفاقية شراكة استراتيجية. في جوان 2007 وقع وزير التنمية الاقتصادية بييرلويجي بيرساني مع وزير الصناعة والطاقة الروسي مذكرة تفاهم لتنفيذ ساوث ستريم. ووفقا للمشروع، فإن خط الأنابيب سيتألف من قسم تحت الماء بطول930 كلم عبر البحر الأسود (في المياه الإقليمية الروسية، البلغارية، والتركية) وقسم أرضي عبر بلغاريا وصربيا والمجر وسلوفينيا وإيطاليا حتى تارفيزيو (مقاطعة أوديني).بين 2008 إلى 2011 تم توقيع جميع الاتفاقات الحكومية مع البلدان التي يجتازها ساوث ستريم. في عام 2012 كذلك دخلت كل من شركتي "وينترشال" الألمانية والفرنسية "إي.دي.أف" في الشركة التي تمول تنفيذ القسم التحت-مائي بنسبة 15بالمئة لكل منهما، في حين أن إيني (التي تنازلت عن 30بالمئة) تملك 20 بالمئة، وشركة غازبروم 50 بالمئة من الأسهم. وقد بدأ بناء خط الأنابيب في ديسمبر 2012 مع هدف إطلاق التزويد بالغاز بحلول 2015. في مارس عام 2014، ناقصت سايبم (ايني) على عقد بقيمة ملياري اورو لبناء الخط الأول من خط الأنابيب التحت-ارضي.في الوقت نفسه، اندلعت الأزمة الأوكرانية وفرضت الولايات المتحدة ضغوطا على حلفائها الاوروبيين لتقليص وارداتهم من الغاز والنفط الروسي، التي تشكل قرابة ثلث واردات الطاقة في الاتحاد الأوروبي. هدف الولايات المتحدة الاول (كما كتبنا يوم 26 مارس [1]): منع إنجاز ساوث ستريم. لذلك، تمارس واشنطن ضغوطا متزايدة على الحكومة البلغارية. في البدء انتقدتها لأنها عهدت ببناء القسم البلغاري من خط الأنابيب إلى الكونسورتيوم الذي يضم شركة روسية "سترويترانسغاز"، تخضع لعقوبات أمريكية.وفي لهجة ابتزاز، صرحت السفيرة الأمريكية في صوفيا، مارسي ريس: "نحذر رجال الأعمال البلغار: عليهم تجنب العمل مع شركات تخضع لعقوبات من الولايات المتحدة". وحانت اللحظة الحاسمة الأحد الماضي في صوفيا، عندما التقى السيناتور الأمريكي جون ماكين مصحوبا بـ"كريس ميرفي" و"رون جونسون" رئيس الوزراء البلغاري ناقلا إليه أوامر واشنطن. وعلى الفور أعلن بلامين اوريسارسكي تعطيل أشغال ساوث ستريم.قضية رمزية: مشروع ذو أهمية اقتصادية كبيرة بالنسبة إلى الاتحاد الأوروبي تمت عرقلته، ليس فقط على يد واشنطن ولكن أيضا من قبل بروكسل، بل بيد رئيس المفوضية الأوروبية. نود أن نعلم ما الذي تفكر الحكومة رينزي بشأنه، بالنظر إلى أن إيطاليا سوف تخسر -كما حذر باولو سكاروني، الرجل الأول في "إيني"- عقودا بمليارات الأورو إذا تم تدمير مشروع ساوث ستريم.
    مانيلو دينوتشي
    توماسو دي فرانشيسكو


    شبكة فولتير



    رد مع اقتباس  
     

المواضيع المتشابهه

  1. مقال: وراء الإرهاب.. حرب الغاز
    بواسطة طارق شفيق حقي في المنتدى مجلة المربد
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 14/10/2014, 03:45 PM
  2. مقال: غزة، عين على الغاز - مانيلو دينوتشي
    بواسطة طارق شفيق حقي في المنتدى مجلة المربد
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 30/07/2014, 11:08 PM
  3. مقال: الحرب على الغاز في سوريا - د غادة اليافي
    بواسطة طارق شفيق حقي في المنتدى مجلة المربد
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 26/12/2013, 12:39 AM
  4. الحرب على الحرب على الإرهاب
    بواسطة محمد محمد البقاش في المنتدى فسيفساء المربد
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 27/12/2007, 01:31 PM
  5. الحرب مع سوريا ستكون أسوا عشرات المرات من تلك الحرب مع حزب الله
    بواسطة طارق شفيق حقي في المنتدى قبة المربد
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 04/08/2007, 01:24 PM
ضوابط المشاركة
  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •