البداية كانت معركة غزةماذا فعل قطز أمام أسطورة الجيش الذي لا يقهر ؟؟معركة غزة التاريخية التي كانت فاتحة النصر على المغول
نعم إنها غزة مرة أخرى
لقد عزم قطز على الدفاع عن دين الله الحنيف أمام الجيش الذي لا يقهر " جيش المغول العظيم"
فماذا فعل ؟؟
لقد استخدم أدق الطرق العسكرية وتسلح بالإيمان
وحين بدأت ميسرة جيشه بالانهزام في المعركة الكبرى عين جالوت
زمجر كأسد هصور ورمى القلنسوة التي تحميه كناية عن الرغبة بالموت
وقفز حصانه مندفعاً كالسيل، ودخل بين جند الميسرة يضرب يميناً شمالاً
يضرب بقلبه وعقله يضرب بإيمانه قبل يده
هذا الجيش الذي لا يقهر والذي قهر المسلمين بجبروته وخبثه وغدره وكثرة عدده ، نال من يد قطز الويل والثبور، لقد سقاهم العلقم وهو يصيح
يا الله انصر عبدك قطز
لم يقل انصر الملك أو الأمير
انصر عبدك
وحين يذل ملك الأرض لملك السماء يتنزل النصر
فعاجله مغولي بسهم قتل حصانه
فترجل وأخذ يضرب ويقاتل محمساً جنوده
ترجل فارس مملوكي وأعطاه فرسه فأبى وقال والله لا أحرمك إياه
حتى قام جنده بجلب فرس احتياطي له فركبه وتابع القتال حتى النصر
ماذا فعل قطز
فكر هذا العقل المدبر وكان لا بد من نصر صغير استراتيجي يرفع معنويات الجند
فكانت معركة غزة
أعد القائد قطز قوة وانتقى أفرادها واحداً واحداً، و انتقى لهم بطلاً مغواراً وكان ركن الدين بيبرس كانت مهمة هذه الفرقة تحقيق نصر ولو صغير
دخل ركن الدين بيبرس غزة في عام 1260م
اجتازت بسرعة رفح وخان يونس ودير البلح واقتربوا جداً من غزة، ورآهم التتار هناك بعد أن اكتشفت عيونهم هذه المقدمة، وحدث ما توقعه قطز رحمه الله، ظنوا أن المقدمة هي كل الجيش، والتقت الحامية التترية التي كانت في غزة مع مقدمة الجيش المسلم في موقعة غزة، وانتصر بيبرس على حامية غزة فارتفعت المعنويات
وقسم قطز جيشه إلى الفرقة التي ذكرناها والتي كانت بالمقدمة وبقية جيشه العظيم
واختار سهل عين جالوت المحاط بالتلال والأشجار حيث يسهل نصب الكمائن و أرسل فرقة بيبرس لتقاتل جيش المغول " كتبغا " الذي حين سمع بهزيمة حامية غزة لم يصدق
وكانت مهمة فرقة بيبرس خداع المغول و استدراجهم لسهل عين جالوت
فتمت العملية بنجاح ودخل كامل جيش المغول لعين جالوت وفرقة بيبرس تتراجع شيئاً فشيئاً
وحين دخل كل الجيش المغولي لسهل عين جالوت
بدأت الحرب النفسية
قام قطز بإرسال فرقة أخرى تلبس اللباس الأحمر والأبيض لتدخل بكامل الهيبة لساحة المعركة فهاله المنظر
ثم قام قطز بالعزف على أوتار الحرب النفسية فأرسل فرقة مهيبة تلبس اللباس الأصفر
وهكذا الفرقة تلو الأخرى
واستخدم قطز الطبول بأنغام سرية يعرفها جيشه تزيد فيهم الحماس وتدلهم على التقدم والتراجع
فكان للميسرة كلمات سر
وللميمنة كلمات سر عبر الطبول
وحين أخذ جيش المسلمين بأسباب النصر المادي والمعنوي والإيماني نصرهم الله
فأطبقوا على الجيش المغول من كل حدب وصوب كما تطبق الإسوارة بالمعصم
وفتكوا به وقتلوا قائده كتبغا ولم ينجو مغولي واحد من هذه الحرب
هذه كانت صفحة مشرقة من تاريخ هذه الأمة

طارق شفيق حقي