Page 1 of 2 1 2 LastLast
Results 1 to 12 of 1155

Thread: أدب الرحـــــــلة ...

Hybrid View

Previous Post Previous Post   Next Post Next Post
  1. #1 رد : أدب الرحـــــــلة ... 
    السندباد أبو شامة المغربي's Avatar
    Join Date
    Feb 2006
    Location
    المملكة المغربية
    Posts
    16,955
    Rep Power
    36
    فهرسة كتب الرحلات الموجودة في خزانة ابن الريف محند البخلاخي.
    رئيس ومؤسس نادي ابن بطـــوطة للرحلات بطنجـــــــــــــة.
    ـ رحلات حجازية.
    ملاحظة هامة: لكاتب هذه السطور دليل الرحلات الحجازية، وهو فصل مهم جدا في كتابه:(رحلات خالدة الى المدينة الفاضلة: المدينة المنورة)، وهو لا يزال مخطوطا لم يطبع بعد، نشرت مجلة المنهل السعودية بعض الفصول منه في عددها الخاص عن المدينة المنورة رقم499 المجلد 54 الربيعان 1412هـ/سبتمبر ـ أكتوبر1992م.
    ـ في منزل الوحي.
    ـ تأليف: محمد حسين هيكل، مطبوعات دار المعارف القاهرة ط 7/1979 في 640 صفحة.
    ـ أصفى الموارد في تهذيب نظم الرحلة الحجازية للشيخ الوالد.
    ـ تأليف محمد المختار السوسي ـ مطبعة النجاح الدار البيضاء/1380هـ/1961م.
    ـ رأيت بنفسي مدينة الرسول.
    ـ تأليف: عبد السلام الكويرة ـ مطبعة دسبريس تطوان (1397 ـ1977م).
    ـ من نفحات الحرم، تأليف: علي الطنطاوي ـ دار الفكر بدمشق ط 1/1379 ـ1960م).
    ـ رحلة في حياة قصيرة.
    ـ تأليف: مصطفى الصباغ كتاب العلم ط/1/1966م.
    ـ كتاب الدين والحج على المذاهب الأربعة مناسك الحج والعمرة وزيارة المدينة بالصور.
    ـ تأليف: الحاج عباس كرارة ط 16 (1380 ـ 1961)
    ـ في طريق مكة المكرمة.
    ـ تأليف الشيخ الداعية المعروف عمر مفتى زاده، وهران الجزائر
    (1393 ـ 1973م نشر بمبادرة وإشراف ابن الريف.
    ـ رحلاتي الحجازية ارتسامات وذكريات عن ثلاث رحلات إلى الديار المقدسة.
    ـ تأليف: أبو بكر القادري مطبعة النجاح الدار البيضاء(1408 ـ1988م.
    ـ الطريق إلى الكعبة.
    ـ تأليف: د. مصطفى محمود، دار العودة بيروت ط1/ سنة 1971م.
    ـ رحلة الحج والعمرة.
    ـ تأليف: محدث الشام الشيخ محمود ياسين دارا لهجرة للطباعة والنشر والتوزيع بيروت ط1(1408 ـ1988م).
    ـ حج وحاجة.
    ـ تأليف عبد السلام المكي بنحي ـ مطبعة دار أمل طنجة سنة 1393 /1973م.
    ـ في مهبط الوحي.
    ـ تأليف: محمد بديع شريف ـ دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع ط 2/1973م.
    ـ شفاء الفؤاد بزيارة خير العباد.
    ـ تأليف: محمد عباس المالكي الحسنى مطبعة النجاح الدار البيضاء، الطبعة الأولى بالمغرب سنة1413هـ/1993م.
    ـ رحلة العمر.
    ـ تأليف الشيخ محمد سويد، دار إحياء العلوم بيروت ط 1 سنة 1407 هـ/1987م.
    ـ الرحلة الطنجوية الممزوجة بالمناسك المالكية.
    ـ تأليف: الحسن بن محمد الغسال، تقديم ونشر: الدكتور البحاثة عبد العزيز خلوق التمسماني ط 1 شركة سليكى إخوان طنجة 1998م.
    ـ في ظلال الحرمين.
    ـ تأليف: محمد كامل حته ـ دار المعارف القاهرة/1978م.
    ـ رحلة ابن جبير.
    ـ تأليف ابن جبير الاندلسى دار صادر بيروت /1384هـ/1964م.
    ـ تاج المفرق في تحلية علماء المشرق.
    ـ تأليف خالد البلوى تحقيق الحسن السائح فى جزأين: الأول في 318 صفحة، والثاني في 168 ص مطبوعات اللجنة المشتركة لنشر التراث الإسلامي بين المملكة المغربية ودولة الإمارات العربية المتحدة مطبعة فضالة المحمدية في620 صفحة.
    ـ كسوة الكعبة المشرفة وفنون الحجاج.
    ـ تأليف: إبراهيم حلمي سلسلة كتاب اليوم العدد 320 سنة1411هـ/1991م.
    ـ معبرة الفتوة.
    ـ تأليف: عبد الباقي الحسيني الجزائري، تحقيق: ابن الريف محند البخلاخي وهران الجزائر 1973م.
    ـ رحلات للديار المباركة: مكة المكرمة ـ المدينة المنورة ـ القدس.
    ـ تأليف: قائد طيار أنس القوز، الناشر مكتبة العبيكان الرياض الطبعة الأولى/1419هـ/1998م.
    ـ المحمل.
    ـ تأليف: إبراهيم حلمي مكتبة التراث الإسلامي القاهرة 1993م.
    رحلات الملوك والأمراء
    ـ الذكرى المئوية لزيارة السلطان مولاي الحسن الأول لمدينة طنجة.
    ـ ندوة نظمتها جمعية(تنمية طنجة والمحافظة على مآثرها بالاشتراك مع مجموعة(ماروك سوار) و(الصحراء) يومي29
    و30 يونيو1990 مطبعة فضالة المحمدية 1991م.
    ـ الرحلة الملكية إلى كورسيكا ومدغشقر فبراير 1959م.
    ـ مطبوعات وزارة الإنباء والسياحة رئاسة الحكومة الرباط 1959م.
    ـ جولة في مدن الأندلس (رحلة محمد الخامس إلى الأندلس). تأليف: محمد الأممي، المطبعة المهدية تطوان - المغرب/1375 هـ1959م.
    ـ رحلة الجلالة المحمدية إلى طنجة عاصمتها الدبلوماسية.
    ـ تأليف: أحمد الكردودي الكلالي، تقديم ونشر: الدكتور عبد العزيز خلوق التمسماني، مطبوعات سليكي إخوان للطباعة والتصفيف طنجة 1997م.
    - تخليد الذكرى الثا لثة والأربعين للزيارة الملكية التاريخية التي قام بها صاحب جلالة المغفور له محمد الخامس إلى مدينة تطوان بتاريخ 9 أبريل 1956م.
    ـ إصدارات المجموعة الحضرية لتطوان، مطبعة سيلكراف طنجة 1999م.
    ـ الذكرى الذهبية للرحلة التاريخية التي قام بها بطل التحرير الملك الراحل إلى مدينة طنجة يوم 98 أبريل 1947م.
    ـ جمعية رباط الفتح ا لمطبعة الملكية الرباط 1997م.
    ـ محمد الخامس من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر الذكرى الخمسون لزيارة طنجة التاريخة1947م.
    ـ منشورات جمعية إنماء إقليم طنجة دار النشر المغربية الدار البيضاء 1996م.
    ـ خمسون سنة على الزيارة التاريخية لبطل التحرير المغفور له محمد الخامس طيب اللهثراه إلى مدينة طنجة أبريل 1947م.
    ـ إعداد: الأستاذ عبد الصمد العشاب مدير مكتبة عبد الله كنون، منشورات المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير- مطبعة فجر السعادة الدار البيضاء 1996م.
    ـ الرحلة التاريخية للسلطان المجاهد محمد الخامس إلى مدينة طنجة.
    ـ تأليف ابن الريف محند البخلاخي منشورات نادى ابن بطوطة للرحلات بطنجة سلسلة الرحلات رقم 1 صدر بمناسبة الذكرى الخمسينية لزيارة محمد الخامس لمدينة طنجة 1947هـ ـ1997م والسنة الدولية لابن بطوطة 1997 /1998م مطبعة فضالة شركة سليكي إخوان بطنجة ط 1 سنة1997م.
    ـ الرحلة الملكية إلى المملكة المتحدة البريطا نية(13ـ 18 يوليوز 1987م).
    -إعداد: عبد الوهاب بن منصور، المطبعة الملكية الرباط
    (1407 ـ1987م).
    ـ أمير مغربي في طرابلس 1143هـ/1731م أو ليبيا من خلال رحلة الوزير الإسحاقـي.
    - تحقيق: عبد الهادي التازي، منشورات جامعة محمد الخامس، المعهد الجامعي للبحث العلمي، سلسلة الرحلات مطبعة فضالة.
    ـ القول المستظرف في سفر مولانا الملك الأشرف (رحلة قايتباي إلى بلاد الشام 882هـ1477م).
    ـ تأليف: ابن الجيعان، تحقيق د. عمر عبد السلام تدمري، منشورات جروس برس ط 1 1984م.
    ـ رحلة ولي العهد إلى أفريقيا
    ـ تأليف: د. عبد الهادي التازي، نشر المعهد الجامعي للبحث العلمي، الرباط 1980م.
    ـ فيض العباب وإفادة قداح الآداب، في الحركة السعيدة إلى قسنطينة والزاب.
    ـ تأليف: ابن الحاج النميرى، تحقيق د. محمد ابن شقرون، مطبوعات دار الغرب الإسلامي، بيروت، الطبعة 1/1990م.

    د. أبو شامة المغربي


    Reply With Quote  
     

  2. #2 رد : أدب الرحـــــــلة ... 
    السندباد أبو شامة المغربي's Avatar
    Join Date
    Feb 2006
    Location
    المملكة المغربية
    Posts
    16,955
    Rep Power
    36





    بقــــــلم: أحمد محمّد محمود*

    يتجول بنا المؤلف في المجتمع المصري كما شاهده في القرن التاسع عشر، يصف الحياة الزاخرة النابضة تدب في مدينة القاهرة، حيث البيوت لها مشربيات، وفيها قاعة ومندرة يستقبل فيها الضيوف من الرجال، ومكان تقيم فيه النساء ويحرم على الغرباء دخوله، القاهرة بحماماتها العامة حيث يقوم على خدمة المستحمين اللاونجي والمكيساتي، وفي كل جولة من جولاتنا معه سنقف دائماً عند حقيقة واحدة : هي أننا في بعض مظاهر حياتنا قد تطورنا في أكثر من قرن من الزمان تطوراً يكاد يبلغ غايته، وفي نواح أخرى قد وقفت بنا عجلة التطور في عناد، الكتاب مرجع تاريخي يسجل فترة من حياة شعبنا في دقة تامة " هذا ما كتبته مترجمة كتاب الرحالة ( لين ) إلى العربية " فاطمة محجوب".

    الرحالة من كبار المستشرقين الإنجليز، تعلم العربية في بلاده وأتقنها في مصر التي قضي فيها 14 عاماً قام خلالها بثلاث رحلات إليها، وعاشر أهلها وتزيا بزيهم، وكانوا يدعونه (منصور أفندي) وقد اشتهر بوضعه معجم لين (عربي _ إنجليزي) وسماه (مد العرب) واعتبره المستشرق آبري أكبر خدمة قدمها مستشرق أوروبي للغة العربية، وله ترجمة إلى الإنجليزية لقصص ألف ليلة وليلة.

    قام برحلته الأولى إلى مصر عام 1825، وكانت وقتها تحت حكم محمد علي باشا، الذي قضى على حكم المماليك، وحافظ على روابطــــــه مع الدولة العثمانية بما يدفع لها من جـــــزية، لكنـــه فيما عدا هذا كان حاكماً مطلقاً.

    ويكتب عن مقر الباشا "القلعة، وفيها ساحة للقضاء تسمى الديوان الخديوي وخديوي كلمة تركية تعني الأمير، ويرأس المحكمة في غياب الباشا نائبه حبيب أفندي كتخدا، ويصدر رئيس الديوان الخديوي حكمه في القضايا التي لا تدخل في دائرة القاضي أو التي هي من الوضوح بحيث لا يقتضي الأمر إحالتها إليه، والأشخاص الذين يرتكبون جرائم القتل أو السرقة يرسلون بصحبة جندي إلى حرس الحامية (قره قول) في الموسكي، وهو شارع معظم سكانه من الإفرنج، وهناك تتلى قرارات الاتهام وتحرر بها محاضر قبل إرسال المتهم للمحاكمة التي تجرى بطريقة لا تراعي آداب التقاضي، وإذا لم تتوافر أدلة كافية لمن يساق للمحاكمة يمد ويضرب بالعصا على باطن القدم ، وفي الجرائم البسيطة يعترف عادة بسرعة، حيث العقوبة إرغامه على العمل في الأشغال العامة كنقل النفايات وحفر القنوات، وأصحاء الأجســــام من أصحاب الجرائم يلتحقون بالجيش".

    "ويتولى القاضي الذي يعين من الدولة العثمانية ويختار من بين علماء السلطنة، ويصل من القسطنطينية، منصبه لمدة عام، وقد جرت العادة أن يغادر القاضي القاهرة مع قافلة الحجاج إلى مكة فيقضي مناسك الحج ويبقى في مكة قاضياً لمدة سنة، وسنة أخرى بالمدينة، وهو يعتمد على (الباشترجمان) في نظره بين الخصـــوم، لأنـــه عـــــادة لا يحسن العربية".




    مشاهدات عجيبة

    "ويقدم الرحالة تفاصيل لإجراءات التقاضي ورجالاته ممن ُيحضرون المتهم والشهود، ويدفع تكاليف الدعوى من يكسب القضية من الخصمين، ويأخذ القاضي نظير حكمه في قضايا بيع الممتلكات 2% من القيمة أو إيجار سنة، و4% في قضايا الميراث، إلا إذا كان الوارث يتيماً فيخفف عنه بأخذ 2% ، وفي مدن الأقاليم يكون القاضي مصرياً ولا يكون تركياً، ويعهد للضابط آغا (رئيس البوليس) بالقبض على اللصوص وتخضع لسلطته النساء الساقطات، ويرغمهن على دفع ضريبة، ويتبعه جنود يترددون على المقاهي للتنصت إلى أحــاديث الناس ومراقبة سلوكهم، ومعظم الجنود من اللصوص الذين تم العفو عنهم، ولا يسمح لأحد بالخروج إلى الشــــارع بعد الغروب، ويعاقب من يخالف ذلك بالضرب".

    "ويفتش الأسواق (المحتسب) يطوف بها ومعه من يحمل ميزاناً كبيراً، وجلادون وجمع من الأتباع يرافقونه، فإذا وجد بائعاً لا يوفي الكيل والميزان أو يبيع بثمن عال وقع عليه العقوبة في الحال، وهي في العادة الضرب والجلد، وقد رأيته يعاقب رجلاً باع خبزاً ناقص الوزن بأن ثقب أنفه ثم علق في الثقب قرص الخبز ناقص الوزن وجرّد الرجل من ملابسه إلا ما يستر العورة وشد وثاقه إلى سارية جامع الأشرفية في الشمس الحارقة.

    "وبعد زيارتي الأولى لمصر عين محتسب جديد كان يقرض أذن من يرتكب أقل هفوة، وقد عاقب جزاراً باع لحماً ناقص وزن أوقيتين بأن قطع أوقيتين من لحم ظهره، وضرب مرة صاحب حمام حتى مات بسبب أنه لم يدخل (حصان المحتسب) لأخذ حمام في حمامات الرجال، والبائع الذي يدفع رشوة ينجو من العقاب.

    "ولكل حي (شيخ حارة) وظيفته حفظ النظام والفصل في المنازعات وطرد من يخل بالأمن، ولكل طائفة من التجار شيخ يفصل في المنازعات بين أفراد طائفته، والخدم في القاهرة لهم شيخهم فإذا احتاج أحد لخادم ذهب له فيوفره مقابل قرشين أو ثلاثة، ويكون ضامناً لسلوك الخادم، وحتى اللصوص لهم (شيخ الحرامية)، ويكلف بالبحث عن السارق والمسروقات، ويحكم مديريات مصر حكام أتراك ومصريون، تتدرج وظائفهم إلى المدن والقرى، ومنهم من اشتهر بالطغيان مثل سليمان آغا السلحدار الذي كان يحكم طنطا، وتتكون الأسرة المصرية من رب الدار، والحريم وهم نساء البيت وفي مقدمتهن الزوجة والجواري والخادمات، وليس شائعاً عندهم تعدد الزوجات، ويصحو رب البيت مبكراً وبعد صلاة الفجر يتناول فنجاناً من القهوة وبعضهم يفطر بإفطار خفيف، وأكثر الفطور شيوعاً الفول المدمس، ويتكون فطور الفقراء من الخبز والدٌّقة وهي خليط من الملح والفلفل والزعتر والنعناع والكمون وتضاف لها الكزبرة أو القرفة أو السمسم أو الحمص، وتغمس كل لقمة في ذلك الخليط ، وكثير من الرجال لا يكادون يرون بدون غليون، وهو يحتاج إلى تنظيف مستمر ولذلك يكسب كثير من الفقراء عيشهم من تنظيفه متجولين من مكان لآخر، كما يدخن البعض الشيشة ويعزى انتشار مرض الكبد في البلاد العربية إلى تدخينها ".

    "وينشأ الأطفال تنشئة دينية ويختار للطفل عند مولده اسماً من أسماء النبي محمد صلى الله عليه وسلم أو زوجاته وبناته وصحابته ويبقي الطفل في القري عارياً حتي السادسة من عمره، وعندها يحلق شعر رأسه تترك خصلة من الشعر في قمة الرأس تسمى (شوشة) وأخرى فوق الجبهة، وتسرف الطبقة الموسرة في تدليل الأولاد، أما الفقيرة فلا تعنى بهم إلا قليلاً، ولا يجلس الأبناء في حضرة أبيهم أو يأكلون ويدخنون، وهم يقومون على خدمته وخدمة ضيوفه، وليس من المناظر الغريبة أن ترى في العاصمة سيدة تمشي متثاقلة في الثوب الفضفاض نظيفة أنيقة، وإلى جوارها يسير طفلها ووجهه ملطخ بالقاذورات وعليه ثيــاب رثة، وهي تفعل ذلك خشية العين ".



    "ويقام للطفل عند ختانه احتفال وقبل الختان يخرج في زفة تطوف به الشوارع القريبة من منزله، وقلما يعتني الوالدان بتعليم أبنائهم ويكتفون بتعليمهم مبادىء الدين وما يتيسر من القرآن في الكتاتيب وما من مسجد في العاصمة أو سبيل إلإ واٌلحق به كُتاب يتعلم فيه الأطفال نظير نفقات ضئيلة، ويعطى (للفقي) الذي يعلمهم من الأوقاف ويأخذ من أولياء الأمور نصف قرش أسبوعياً، والقادرون يأتون بشيخ لمنازلهم يعلم أولادهم، وعندما فرضت الجندية على الشباب كره الفلاحون فراق أبنائهم واحتالوا لذلك بعدم أهليتهم، وفي زيارتك للقرى قلما تجد شابـاً أو فتىً لم تخلع له سن أو سنين، أو يقطع له أصبع، أو تفقأ له عين وكان الوالدان في بعض الأحيان هما اللذان يقومان بذلك فراراً من التجنيد".

    "وما دام المصري قادراً على شراء حصان أو بغل أو حمار أو استئجاره فقلما يرى خارج عتبة داره ماشياً، ويتبع الرجال وهم راكبون خادم يحمل الغليون، وأكثر ما تستخدم الحمير في الشوارع الضيقة المزدحمة، وهي أكبر وأرقى من حميرنا من جميع الوجوه، ويسير أمام راكب الحصان خادم يفسح له الطريق، ويجري إلى جانب راكب الحمار خادم يصيح في الناس أن يتجهوا إلى اليمين أو الشمال، ويقول : (يمينك _ شمالك _ وشك _ ضهرك _ جنبك رجلك _ كعبك )، وكثيرًا ما يضيف على تلك العبارات قوله : ياأفندي إذا كان السائر تركياً، أو ياشيخ إذا كان كهلاً مسلماً، أو ياصبي للشاب، أو يا شريف لصاحب العمامة الخضراء، أو يامعلم للمسيحي واليهودي، أو يا خواجه للأجنبي والإفرنجي، أو يا ست للمرأة من الطبقة العالية، أو يا بنت للمرأة من الطبقة الفقيرة ".

    موائد الطعام

    "وتتكون السفرة لدى عامة الناس من خبزوليمون وأصناف الطعام ،من يخني ولحم مسبك وبصل مقطع مع بعض البامية أو غيرها من الخضروات والقاورمة والمحشي والكباب ولحوم الطيور والسمك، وأول من يأكل رب الدار ثم يتبعه أهل بيته وضــيوفه، وهم لا يستعملون الشوك والسكاكين وإنما يأكلون بأيديهم، ومن آداب الضيافة أن ينتقي المضيف أحسن الطعام ويقدمه لضيفه بيده، وبعد الطعام يتناولون الحلوى ومنها العناب والخوخ والمشمش والكنافة بالسكر أو العسل والبطيخ الذي يقطع ليبرد في مكان مكشوف تحت المراقبة خوفاً من أن يقترب منه ثعبان ،والذي يقال إنه شديد الولع به، ويشم رائحته من مكان بعيد، ويعقب هذا طبق الأرز المفلفل، وعند الأغنياء قدح من الخشاف،وفي فصل خصصه الرحالة لحياة المرأة في مصر بادئاً بما عليه العادة "من الأمور الشائنة أن ُيعرض الرجل عن الزواج إذا بلغ سناً مناسبة وكان قادراً عليه، بل قد يسيء إعراضه عن الزواج إلى سمعته، ولما كنت أنا واقعاً في هذا الإثم (العزوبية) فقد قاسيت كثيراً ولقيت مضايقات ليس أقلها صعوبة حصولي على مكان للإيجار، فما أن يُعرف عني أني غير متــــزوج حتي يطلب إلىّ إخلاء المكان لأن ســــكان الحي معترضون على إقامتي بينــــهم، ولذلك فليس أمام الأعزب إلا الســـــكن فيما يشــــبه الفندق أو عند أقاربه ".

    احتفالات الزواج

    ويصف ما يقام في زواج البكر والمطلقة والثيب من احتفال، أكثره إثارةً زواج البكر>تتولى الأم أو الخاطبة ترشيح العروس، وتدخل الخاطبة لبيت المرشحة كأنها مجرد زائرة أو امرأة تبيع حاجات حتى يسهل عليها الانسحاب في حالة لم تعجبها المرشحة للزواج، وتصرح بالغرض من الزيارة إذا أعجبتها الفتاة، وتحسّن لعروس المستقبل وضع (العريس) المرتقب وتبالغ في محاسنه فتقول إن الرجل الذي يبغي الزواج منك شاب صغير رشيق القامة، حليق الذقن، كثير المال، حسن الهندام، يحب الطيبات، ويريد من يشاركه الاستمتاع بها، وهو رجل يحب البقاء في بيته وسيكون دائماً إلى جانبك ،وللعروس وكيل يتولى الاتفاق على تفاصيل الزواج، يذهب إليه أصدقاء العريس للاتفاق على المهر وهو لمتوسطي الحال 1000 ريال، والأغنياء يحسبونه بالأكياس، والكيس 500 قرش، وتكون هناك مساومات عليه حتى يرتضيه الطرفان، ويتلوه عقد الزواج ودفع مقدم المهر وتوزيع الشربات، وأنسب الشهور للزواج شهر شوال، وينشغل أهل العروس بشراء جهاز العروس ليوم الزفاف. ومن العادة أن يرسل (العريس) في هذه الفترة إلى بيت عروسه فواكه وربما هدية ثمينة أو يرسل شالاً، وتحدد ليلة الدخلة بين ليلتي الجمعة والاثنين في العادة، ويزين شارع (العريس) بالفوانيس والأعلام الحريرية وتقام الولائم ويرسل المدعوون من المعارف والأقارب والأصدقاء (الرفد) قبل ليلة الدـــخلة وهو يتــــكون من سكر وسمن ولبن وأرز ".

    " وفي ليلة الدخلة قد تقام ختمة للقرآن، و تعزف الموسيقى ويغني المغنون والمغنيات وترقص الراقصات، والعروس ترافقها صديقاتها إلى الحمام في موكب يسمى (زفة الحمام) يسير في طليعته جماعة من الموسيقيين بالمزمار والطبول وأمامهم رجل يحمل صينية عليها الأدوات والملابس التي تستعملها العروس في الحمام، كما يسير السقا الذي يسقي المارة في الموكب بالماء، مع رجل آخر يحمل قمعاً به (ما ورد) يرشه على أعضاء الزفة، وآخر يحمل مبخرة، وعادة ما تسير في المقدمة كذلك قريبات العروس، وخلفهم العروس تظللها مظلة من الحرير، يحملها أربعة رجال وهى محتجبة تماماً، ويسير الموكب ببطء،وفي كثير من المنعرجات حتى يراه أكثر الناس، وبعد الحمام تتناول العروس العشاء مع قريباتها، وتخضب أيدي العروس ويدفع لها النسوة النقوط،وفي اليوم التالى تذهب العروس في موكب زفة العـــــروس إلى بيت زوجها، وهي تشــــبه زفة الحـمام تماماً، ويتقدمها أحياناً رجل يقدم ألعاباً مثيرة أو يقوم بعمل مثير، مثلما حصل لابنة نقيب الأشراف السيد عمر الذي كان له فضل تنصيب محمد علي باشا على مصر، فقد سار أمام زفة ابنته شاب شق بطنه وأخرج أمعاءه وحملها أمامه في صينية من الفضة حتى إذا انتهت الزفة أعاد أمعــــاءه إلى بطـــنه، وظــل طـــــريح الفراش أياماً حتي شفي ".


    "وفي المقابل يقوم (العريس) بالذهاب للحمام هو الآخر وهناك يبدل ملابسه، ويعود لبيته لتناول العشاء ثم الصلاة في المسجد، ويذهب إليها في زفة تشبه زفة العروس، وعند عودته من الصلاة يترك أصدقاءه ويصعد إلى عروسه التي يكون معها عدد من قريباتها، ويعطي (البلانة) هدية تأخذها وتغادر الغرفة، ويبقى وحده مع عروسه وهي تغطي وجهها ولا تكشفه إلا بعد أن يعطيها (حق كشف الوش) وتتمنع امعاناً في إظهار حيائها، وبعد رفع الغطاء عن وجهها يقول: بسم الله الرحمن الرحيم، ليلة مباركة، وترد عليه: الله يبارك فيك، ويلي ليلة الدخلة (السبوع) وفيه تقام ختمة، وفي يوم الأربعين تذهب العروس إلى الحمام ويعقب عودتها منه وليمة، وليس من الشائع تعدد الزوجات في مصر، ولا يعد التدخين أمراً يشين المرأة مهما علا قدرها، والغليون الذي تستخدمه أرشق من غليون الرجل، ويتعاطين مستحضرات للسمنة حتي يبلغ امتلاء الجسم الحد المرغوب، وبعض المستحضرات عبارة عن خنافس مهروسة، مع أن المصريين عكس المغاربة والأفارقة لا تعجبهم المرأة السمينة، وتقضــــي المرأة أوقات فراغها في أعمال شغـــل الإبرة وخاصة تطريز المناديل، والطرح ".



    "وحين تخرج نساء الطبقة العالية أو المتوسطة للزيارة لا يفعلن ذلك سيراً على الأقدام، بل يركبن الحمير، ويسير مع المرأة خادمان على جانب الحمار، وتخرج النساء عادة مع بعضهن فيسير الحمار خلف الحمار فيصبح منظرهن فريداً من نوعه والرجل المهذب لا يحدق فيهن بل يغض طرفه،وطعام الفلاحين في غالبه من الخبز واللبن والبيض والفسيخ والقثاء والبطيخ والقرع والبصل والكراث والفول والترمس والعدس واالتمر والمخلل، وكان الأرز غالياً ثمنه لا يأكلونه واللحم عسير المنال على الغالبية، وليس عندهم من متع إلا تدخين التبغ الرخيص، ومما يثير العجب والدهشة أن يكون طعام الفلاحين على هذه الدرجة من الجدب والهزال وهم مع ذلك أصحاء الأجسام أقوياء قادرون على أداء أشق الأعمال،ونساء الطبقة الفقيرة قلما يعرفن الفراغ وبعضهن يشقين أكثر مما يشـــــقى الرجال، وقلما يســـــمح للمرأة بالأكل مع زوجها، وهي التي تحمل (الحاجيات ) بينــما زوجها لا يحمل سوى غليونه ".

    مواهب المصريين

    وقد أعجب الرحالة لين أيما إعجاب بأخلاق المصريين " وهبهم الله مواهب عقلية ممتازة أهمها سرعة الفهم وحضور البديهة وقوة الذاكرة، واعتزازهم بدينهم، وتوقير نبيهم محمد صلى الله عليه وسلم، وإذا نزلت بأحدهم نازلة صبر لها صبراً يعد مثالاً يحتذى، وحب الخير والإحسان فضيلتان يتميز بهما المصريون، وقد أثلج صدري أن رأيتهم يعطفون على الحيوان الأعجم، وإن وجد في أخلاقهم غلظة أو فظاظة فذلك راجع إلى سوء معاملة الأجانب لهم، ولم أشهد مصرياً يضرب حيواناً إلا في المدن التي يتردد عليها الإفرنج مثل القاهرة والإسكندرية وطيبة،وكرم الضيافة من صفات المصريين العامة، وهي صفة جديرة بالإعجاب، ومن عادة الطبقة العامة أن يتناولوا عشاءهم أمام منازلهم ويدعون كل من يمر لمشاركتهم، وهم يحافظون على الخبز محافظة شديدة وهو لذلك يسمي) عيش (ولا يفرطون في كسرة منه ما استطاعوا إلى ذلك سبيلاً، وهم حريصون على النظافة ويرجع ذلك إلى حث الدين على النظافة، ويتميزون بالعناد من قديم الزمان حتى إنهم كانوا أيام الرومان لا يدفعون الضرائب إلا بعد أن يضربوا ضرباً مبرحاً، ويتباهون بعدد الجلدات التي يتلقاها الواحد منهم،وهم يميلون إلى التهكم والسخرية ولغتهم العربية غنية بذلك، وأثناء زيارتي الأولى لمصر انتشرت أغنية بمنــــاسبة زيادة ضــــريبة الدخل التي تعرف بالفردة: (ياللي مفيش حيلتك غيـــر لبدة .. روح بيعها وادفع الفردة).

    المواسم والأعياد

    ويتحدث الرحالة بالتفصيل عن المواسم والأعياد في مصر وما يجري فيها، عاشوراء، و نزلة الحج في أواخر شهر صفر حيث تعود قافلة الحجاج المصريين من مكة المكرمة وفيها تحتفي الأسر بأقاربهم ممن أدوا فريضة الحج وعادوا سالمين، وفي الىوم التالي لعودة القافلة تحتفل البلاد بعودة المحمل، ويسير موكبه من الحصوة إلى القلعة مخترقاً شوارع العاصمة ، وفي ربيع الأول تبدأ الاستعدادات للمولد النبوي الشريف، وفي ربيع الثاني يقام مولد الحسين رضي الله عنه، وليلة التحري لرؤية هلال رمضان وليالي رمضان ، وعيد الفطر، واحتفالات بزيادة ماء النيل وفيضانه، وبالرغم من استشفاء الناس بالقرآن الكريم، إلا أن هناك الكثير من معتقدات الخرافات ومن ذلك نبات الصبر الذي يعلقونه على أبواب البيوت الجديدة كتعويذة لحياة سعيدة، ومنها أن يكسروا قلة خلف الشخص الذي يخشون أذاه، ويستخدمون حجر البنزهير ترياقاً للسموم، ويعالج الىرقان من مياه بئر تملكه عجوز يقال له بئر الىرقان" ويتبعون طريقة مضحكة في علاج الدمل الذي يظهر على حافة العين ويسمونه - شحاته - بأن يربط المصاب قطعة من القطن حول طرف عصا ثم يغمسها في أحد الأحواض المعدة لشرب الكلاب، والحكمة في العصا أن يتجنب وضع يده في الماء النجس".

    ويختم الرحالة رحلته بالفنون الشعبية في مصر: "ويقوم بأكثرها الدراويش في مناسبات عديدة، فأفراد من طائفتي السعدية والرفاعية يطوفون بالبيوت ويعرضون إخراج ما فيها من الأفاعي، مقابل أجر لا يكاد يقيم أودهم، وهناك الحواة الذين يقومون بألعابهم في الأماكن العامة، ويعرض بعضهم خدعاً معيبة، ومنهم من يخرج من فمه عدداً هائلاً من الأقمشة الحريرية المتعددة الألوان ويدخل في فمه قطناً ويخرجه ناراً، ومعظم ألعابهم تعتمد على خفة الىد، وهناك القرداتي الذي يبعث التسلية والمرح في قلوب العامة بما يقدمه من ألعاب يشترك فيها قرد وحمار وكلب وجدي"، ويتسلى الناس بمشاهدة تمثيليات فكاهية وهناك (لقراجوز) وقد أدخله الأتراك إلى مصر ولذلك تتكلم الدمي بالتركية، ويسمي بالعربية خيال الظل، وهناك وسيلة للتسلية أرقى مما ذكرنا وهي: رواة الحكايات الشعبية وأكبرهم (الأبو زيدية) الذين يروون سيرة أبي زيد الهلالى، والعناترة الذين يروون سيرة عنترة بن شداد، وآخرون يروون سيرة الظاهر بيبرس يسمون الظاهرية وسيرة دلهمة (ذي الهمة) وســــيف بن ذي يزن، وقصـــص ألف ليلة وليلة.

    ----------------------------------------

    المرجــــع:

    إنجليزي يتحدث عن مصر ـ تألىف: أ.و. لين ـ ترجمة: فاطمة محجوب من منشورات دار التحرير للطباعة والنشر ـ سلسلة كتاب للجميع ـ سبتمبر عام 1957م.

    المصدر





    د. أبو شامة المغربي

    kalimates@maktoob.com





    Reply With Quote  
     

  3. #3 رد : أدب الرحـــــــلة ... 
    السندباد أبو شامة المغربي's Avatar
    Join Date
    Feb 2006
    Location
    المملكة المغربية
    Posts
    16,955
    Rep Power
    36
    آتت هذه الرحلات من كبار علماء مكة العالمة إلى البلاد الإسلامية ثمارها ونتائجها الطيبة على الرغم من تعدد أسبابها، تتلخص هذه الآثار في الآتي:


    أولاً: إشاعة الوعي الإسلامي وتأسيس المدارس
    تجرد كثير من علماء مكة العالمة للدعوة إلى الله عز وجل، ونشر الإسلام، فكانت هذه غايتهم، وفي سبيل تحقيقها رحلوا إلى عدد من الأقطار الإسلامية في آسيا، وأفريقيا، السبيل إلى هذا هو التدريس، وتأسيس المدارس الدينية، فقد كان هذا ديدنهم إذا حلوا في البلاد التي رحلوا إليها.
    اضطلع بهذه المهمة عدد كبير من العلماء ومن هؤلاء:
    العلامة الفقيه الشيخ سعيد يماني رحمه الله (1265- 1352هـ):
    قام رحمه الله برحلة إلى أندونيسيا عام 1344هـ يرافقه أبناؤه العلماء: الشيخ حسن، وصالح، ومحمد علي رحمهم الله تعالى، فكانوا لا ينزلون بلداً إلا وتقام لهم حفلات التكريم، والتقدير من طلابهم المنتشرين في تلك الجهات، والذين قاموا بنشر الدين بين أبناء وطنهم.
    ● العلامة الشيخ محمد علي بن حسين المالكي رحمه الله تعالى (1287 - ألف وثلاثمائة وثمان وستين):
    "قام برحلة إلى أندونيسيا عام 1343 هـ ومكث به ثمانية عشر شهراً زار أثناءها سومطرة، ثم رجع إلى مكة وواصل تدريسه بالمسجد الحرام.
    وفي عام 1345 هـ، قام برحلة إلى أندونيسيا أيضاً وأقام بها ستة أشهر، مر في طريقه بملايا، وقابل السلطان إسكندر شاه بن سلطان إدريس شاه فأكرمه، وشمله بعطفة وإحسانه تقديراً لعلمه، ومكانته".
    رافق الأستاذ عمر عبد الجبار فضيلة الشيخ محمد على بن حسين المالكي في إحدي هذه الرحلات قائلا:
    "ولما قدم رحمه الله إلى أندونيسيا قابلت فضيلته في بنجر ماسين، ورافقته في زيارة طلابه العلماء المنتشرين في كل من (مرتفور، وكندا، وهليبو، وراباي، وأمنتاي)، وكانت تقام له في كل بلد ينزل فيها حفلات، تغص بطلاب العلم، فيدرسهم، ويعظهم، ويرشدهم إلى ما فيه خير الدنيا والآخرة، فيقوم بترجمة دروسه أحد طلابه، ثم سافر إلى سربايا، وصولو، وجاكرتا، وغيرها من مدن أندونيسيا، فيكرم في كل بلد ينزل فيها"
    ● العلامة القاضي الشيخ أحمد بن عبد الله القاري (1309 - 1359 هـ): "سافر إلى الهند عام 1343 هـ، وأقام بها حوالي عامين.
    ● العلامة القاضي الشيخ حامد بن عبد الله القاري: رحل إلى الهند، وأندونيسيا، وسنغافورة حيث درس هناك، ثم سافر إلى بورنيو حيث عين مديراً للمدرسة الإسلامية هناك".
    ● العلامة المربي القدير الشيخ محمود عبد الله القاري رحمه الله
    (1320 - 1397):
    يتحدث الأديب الكبير الأستاذ أحمد عبد الغفور عطار عن أستاذه الشيخ محمود عبد الله القاري وآثاره التي تركها في البلاد التي ارتحل إليها سنوات عديدة قائلا:
    "وكان يحسن بعض اللغات مثل اللغة الأندونيسية، والأردية، وله طلاب ينتشرون في آسيا، وأفريقيا، وبخاصة في أندونيسيا، وليست كثرتهم، لأنه قضى بها أربع سنوات من سنة 1344هـ إلى 1348هـ، بل لأنه كان بين طلبته بمكة في مدارسها وطلبته بالمسجد الحرام كثير من الأندونيسيين، ويعد الشيخ محمود قاري من بناة نهضة التعليم الإسلامي في أندونيسيا، فهو من واضعي المنهج، ومن أعظم من نشروا العلم فيها، حتى انتشر تلامذته في ذلك الأرخبيل"، يضيف الأديب الكبير الأستاذ عبد الغفور عطار قائلا:ً
    "وجيل شيخنا من الأساتذة جيل النابغين العباقرة، فكل مشائخنا، وأساتذتنا كانوا عظماء، كباراً في العلم، والفضل، والنبل، والأخــــلاق وهم الذين بنوا العلم، ونهضوا به..."
    ثانياً: شغل المناصب الدينية الرفيعة:
    شغل عدد من علماء مكة العالمة الذين رحلوا إلى بعض البلاد الإسلامية مناصب دينية وعلمية رفيعة مثل: مشيخة الإسلام، والإفتاء، والقضاء، وإدارة المؤسسات العلمية، فمن العلماء المكيين الذين تولوا مشيخة الإسلام:
    العلامة السيد عبد الله بن صدقة بن زيني دحلان، وذلك ببلدة قدح، وممن تولى الإفتاء في بلاد الملايو فضيلة العلامة الفقيه السيد عبد الله زواوي المكي، فقد ظل مفتياً للبلاد لمدة طويلة، كما تولى الإفتاء بولاية ترنقانو العــلامة الفقيه الشيخ حسن يماني رحمه الله تعالى.
    ثالثاً: تنمية حس الفقه الاستدلالي المقارن:
    كثيرا ما يستضاف علماء مكة العالمة في مجالس علماء البلاد التي رحلوا إليها، فتجرى في تلك المجالس بعض مذاكرات في المسائل الفقهية ولما كان المجتمع العلمي المكي منفتحاً على كل المذاهب، وللفقه الاستدلالي، والمقارن رواج بين فقهائه، في معرض ذكر آراء المجتهدين، يذكر استدلال كل فريق من المختلفين، ثم ترجيح واحد من تلك الآراء.
    هذا المنهج العلمي الفقهي لم تروض عليه بعض المدارس الفقهية في بعض البلاد الإسلامية، ولم يأخذ فقهاؤها أنفسهم بذلك، فيكون منهم موضع استنكار لو سلك فقيه غير مسلكهم.
    مع علماء السودان
    يــــذكر العلامــة الفقيه فضيلة الشيخ حسن بن محمد المشاط رحمه الله تعالى عندما رحل إلى السودان، وقد وجد من أهلها كل حب وتقدير وإكرام، كان حديثه عن بلاد السودان، وكرم أهله، وسماحة علمائه سبحة لسانه عندما تأتي المناسبة للحديث عن أهل السودان، يذكر أنه "أقام بالسودان خمسة أشهر عام 1364هـ، واجتمع بعلمائها ووجهائها، قابل الزعيم الديني السيد علي ميرغني، وكان محل الحفاوة والتقدير من أهلها، زار معاهدهم العلمية، وحاضر بالمساجد، وأحيا ندوات ومذاكرات علمية مع العلماء وطلاب العلم، وقد ذكر رحمه الله قصة طريفة لها مدلولها القريب والبعيد في مذكراته عن رحلته وانطباعاته عن السودان ذلك أنه:
    حضر دعوة الأستاذ الشيخ الفاتح بن قريب الله الذي جمع له كثيراً من العلماء بداره بالخرطوم "وجرت بيني وبين علمائهم مذاكرات جمة في العلم، وظهر أنهم جامدون على مسائل الفقه المجردة، ولا يرضون بذكر الأدلة، حتى إن بعضهم نصحني بعد أن ذكر أنه يحبني، وما حمله على النصح إلا الحب الخالص، ونصيحته: أنه شعر مني إذا ذكرت مسألة في الفقه ربما أذكر آية، أو حديثاً يصلح أن يكون دليلاً للمسألة، فأفادني ذلك العالم بأن هذه وظيفة المجتهد ونحن بعيدون عنها، فأفهمته بأن مرتبة المجتهد فوق ذلك بمراحل، ونحن إنما نذكر المسائل والاستنباطات نقلاً عنهم، لا من عند أنفسنا، وبذلك يبدو لنا اتساع دائرة الفقه، واتساع علوم أساتذتنا ومشايخنا في الفهم والاستنباط إلخ. فما رضي في ذلك ورأيت أن الأوفق التسليم".
    ويعقب فضيلته على هذا بقوله:"وهنا يناسب أن أذكر فائدة وقفت عليها في لواقح الأنوار القدسية في بيان العهود المحمدية أثناء كلامه في فضل العلم والعلماء، وما جاء في ذلك من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية قال رضي الله عنه ج 1، ص 26:(كان سفيان الثوري، وابن عيينة، وعبد الله بن سنان يقولون: لو كان أحدنا قاضياً لضربنا بالجريد فقيهاً لا يتعلم الحديث، ومحدثاً لا يتعلم الفقه".
    مع علماء مصر
    ثم رحل منها إلى مصر وكانت له لقاءات علمية مع كبار علمائها وتبادل معهم الإجازات العلمية على عادة المحدثين والعلماء، لقي من كبار علمائها العلامة محمد زاهد الكوثري وكيل المشيخة الإسلامية سابقاًً بالدولة العثمانية، والعلامة الشيخ سلامة العزامي القضاعي، والشيخ محمد الخضر حسين، والشيخ مصطفى الحمامي، والشيخ أحمد عبد الرحمن الساعاتي شارح مسند الإمام أحمد، والشيخ عبد الله العربي المصري الذي بلغ من العمر مائة وأربعين عاماً، وقد أخبر الشيخ المشاط أنه أدرك الشيخ إبراهيم الباجوري.
    وقد كان موضع حفاوة الأوساط العلمية وتقديرهم، وألقى محاضرات ودروساً ببعض الجمعيات، والجوامع في القاهرة، ثم قام برحلة إلى الشام، لقي ببيروت العلامة محمد العربي العزوزي أمين الفتوى بالجمهورية اللبنانية، والشيخ عبد العزيز عيون السود أمين الفتوى بحمص، والشيخ عبد الفتاح أبو غدة بحلب، والشيخ صالح فرفور، والشيخ عبد الوهاب الصلاحي، والشيخ محمد الكافي، والسيد زين العابدين بن الحسين شقيق السيد محمد الخضر حسين، والشيخ جميل الشطي وغيرهم من علماء الشام ممن كانت له معهم لقاءات علمية مفيدة، فأمضى بينهم ليالي وأياماً حافلة بالكرم والمناقشات والمذاكرات، وكانت مناسبة لزيارة كثير من الآثار والمعالم الإسلامية في تلك البلاد.
    ومنها توجه إلى مصر وأقام بها ما يقرب من الشهر، عاد بعدها إلى مكة المكرمة وقد صحب معه نوادر المؤلفات والكتب.
    رابعاً:التأليف في المناهج الدراسية:
    كان من ثمار رحلات علماء مكة العالمة أن اضطلع بعضهم بالتأليف في المناهج الدراسية التي تتلاءم مع بيئة البلاد التي رحلوا إليها، يبرز في مقدمة هؤلاء:
    * المربي الكبير الأستاذ عمر يحيى عبد الجبار رحمه الله (1318 - 1391هـ):
    يحكي الأستاذ عمر عبد الجبار تجربته في وضع المناهج لمدارس أندونيسيا أثناء إقامته بها:"وكنت... عام 1350هـ وضعت كتباً مدرسية للمدارس العربية في أندونيسيا تتمشى مع رغبتهم، وبيئتهم فلقيت من تشجيع (السيد محمد طاهر الدباغ) رحمه الله ما حفزني إلى متابعة التأليف والنشر والطبع، ومثله من يقدر، ويشجع على ما فيه الصالح العام".
    يتحدث الأديب الكبير الأستاذ عبد القدوس الأنصاري تنويهاً بنشاط الأستاذ عمر عبد الجبار في هذا المجال العلمي، وإعجاباً بكفاءته، وتقديراً لإنجازاته في مجال العلم والمعرفة قائلاً:
    "الأستاذ عمر عبد الجبار بدأ حياته العلمية بالمسجد الحرام، ثم بدراسة الفنون العسكرية في زمن الدولة الهاشمية... فدخل المدرسة الحربية بمكة المكرمة، وهي أول مدرسة حربية أنشئت في بلاد العرب، وتخرج منها ضابطاً، وزاول الحياة العسكرية القاسية في تمريناتها، وأعمالها المرهقة، فلما دالت الدولة الهاشمية رأيناه ينتقل إلى أندونيسيا، فإذا بذلك الشاب الذي نشأ نشأة عسكرية في أول حياته يصبح بعدها مؤلفاً ومدرساً، بل أول مؤلف للكتب الدراسية للأطفال باللغة العربية في تلك الديار النائية التي كانت تتمخض تحت وطأة الاستعمار الهولندي الغارب بنهضتها المرتقبة.
    وقد أقام عشر سنوات هنالك يمارس التأليف، ثم عاد إلى وطنه فافتتح مكتبة علمية في باب السلام عامرة بذخائر الكتب المفيدة".
    خامساً: التأليف في البلاد التي رحلوا إليها
    ألف بعض علماء مكة العالمة في القرن الرابع عشر مؤلفات في البلاد التي رحلوا إليها، فأصبحت مصادر يرجع إليها، من أبرز هؤلاء:
    * العلامة الشيخ محمد بن العلامة الشيخ خليفة النبهاني رحمهما الله تعالى (1301 - 1370هـ): "قام برحلة إلى البحرين عام 1331 هـ فاتسعت مداركه، وزادت علومه، وكان يدرس في كل بلد ينزل فيها إلى أن وصل في رحلته إلى العراق فنزل البصرة فعين قاضياً فيها، ولما نشبت الحرب العالمية الأولى اعتقله الإنجليز، وســلبوا كتـــبه وأوراقه، ولما أفرج عنه عام 1334 هـ لم يــــؤذن له بمغادرة البصرة فظـــــل فـــيها إلى أن أدركته المنية عام 1370 هـ".
    كان من نتاج رحلة هذا العالم المكي أن ألف كتاب:
    (التحفة النبهانية في تاريخ الجزيرة العربية)، وهي اثنا عشر جزءاً مزينة بالرسوم، وقد أصبح هذا أحد المصادر المهمة لكتاب (إفادة الأنام بذكر أخبار البلد الحرام) من تأليف العلامة المحدث الشيخ عبد الله غازي المكي رحمه الله تعالى.
    يعلق الأستاذ عمر عبد الجبار رحمه الله على النشاط التأليفي للشيخ محمد بن خليفة النبهاني وما تمخضت عنه رحلاته من كتب مفيدة قائلا: "أرأيت كيف يكون النشاط في سبيل نشر العلم، ومحاربة الجهل؟ أرأيت كيف تستغل الرحلات لما فيه نفع الناس، وتخليد الذكر الطيب.
    لقد هاجر الشيخ محمد بن العلامة الشيخ خليفة النبهاني من وطنه (مكة المكرمة) مسقط رأسه إلى جزر الخليج العربي، والعراق فلم يستعذب الراحة، ويركن إلى الدعة، ويندفع وراء الترف وملذاته، وإنما كان يحمل في يده بذور العلم فيخفيها في كل أرض نزل فيها، ويتعهدها بسقيه حتى تنمو، وتؤتي أكلها، وتتسع لها العقول، وتتفتح أمامها الآفاق.
    ولئن فاتني الاستماع إلى درسه بالمسجد الحرام لم يفتني دراسة كتبه والانتفاع بذخائرها..."
    سادساً: توفير المصادر العلمية وتبادل المطبوعات:
    كان من دأب بعض علماء مكة العالمة الارتحال إلى بعض البلاد الإسلامية الشهيرة بمطابعها كالهند، وتركيا، ومصر، وبلاد الشام، وغيرها، وكان من أهداف رحلاتهم إحضار المطبوع من الكتب التي يحتاجونها شخصياً، وبعضهم اتخذ من الرحلة سبباً للتكسب في الكتب، يأخذون معهم مؤلفات علماء مكة لبيعها، وإذاعتها في البلاد التي يرحلون إليها.
    من أشهر هؤلاء العلامة المحدث، مسند الشرق العلامة الشيخ أبو الخير أحمد بن عثمان العطار (1277 - 1335هـ) فقد جاء في ترجمته أنه: كان يتجر بكتب الحديث فيجلب من الهند غريبها إلى الحجاز، ويحمل إلى الهند الغريب من كتب الحجاز، استمر على هذا المنوال حوالي خمسة عشر عاماً، حتى كون له مكتبة عامرة بصنوف كتب الحديث، فأكب على التأليف.
    سابعاً: التوسط بالإصلاح بين الجماعات
    من الأعمال التي اضطلع بها بعض علماء مكة العالمة تطوعاً في رحلاتهم إلى البلاد الإسلامية الإصلاح بين الجماعات الإسلامية المتنازعة، فقد قام العلامة السيد محمد طاهر الدباغ رحمه الله بفض النزاع، والتوفيق بين جماعة السادة العلويين والإرشاديين في سنغافورة، يحكي هذه الوساطة الأستاذ عمر عبد الجبار قائلاً: "وفي عام 1531هـ تسلمت من سيادة السيد محمد طاهر الدباغ رحمه الله رسالة يستعجلني فيها بالسفر إلى سنغافورة، ونزلت بدار السيد عبد الواحد الجيلاني صاحب صحيفتي (الهدى) و(القصاص)، وكان من ألد أعداء السيد طاهر، والناقمين عليه فاستقبلني، وهو يقول: سافر الزعيم، سافر البطل، السيد طاهر الدباغ إلى عدن، بعد أن أمتلك قلوب أعدائه وأزال من نفوسهم ما علق فيها من بغض وكراهية، ثم استطرد قائلاً:
    (لقد أقام العلويون للسيد طاهر الدباغ حفلة تكريم، فحضرت إليها وفي نفسي من الشر وإثارة النفوس ضد السيد طاهر الدباغ أكثر مما نشرته (بالهدى والقصاص) من سباب وشتائم، ولكن لم يكد يصعد السيد طاهر على المنصة ويلقي كلمته حتى أزال من صدور أمثالي المتهورين المغرورين الناقمين على الرجل المصلح، والزعيم الحكيم ما نكنه له، فصرنا نصفق لكل كلمة ينطق بها، لقد قال في خطابه الخالد:
    إن الخلاف بين العلويين والإرشاديين يرجع إلى قشور لا قيمة لها بجانب رابطتهم الدينية والوطنية، ولقد درست أسباب هذا الخلاف فلم أجد مبرراً لخروج الفريقين عن جادة الاعتدال، وإني أشفق على المندفعين لتوسيع الخرق، وقطع روابط الإخاء، وسيأتي يوم يثوب فيه الشباب إلى رشده فيحملون مشاعل الإصلاح في المهجر، والوطن، لا فرق بين علوي، وإرشادي ما دامت كلمة التوحيد تجمع بينهما.
    ثم استطرد السيد عبد الواحد الجيلاني يصف دماثة أخلاق السيد طاهر، ومقابلته له بوجه باش، وابتسامة أخجلته، فاعتذر منه على كل ما نشر بالهدى، القصاص، فقال رحمه الله: لولا ما كتبته عني لما تعارفنا، وتصافينا فجزاك الله خيراً على فتح باب التعارف بنقدك اللاذع".
    يعلق الأستاذ عمر عبد الجبار رحمه الله على هذه القصة قائلا: "وهكذا استطاع السيد طاهر الدباغ أن يحول قلوب أعدائه إلى أصدقاء مخلصين"
    ثامناً: نشاط متنوع:
    سجل التاريخ نشاطاً متنوعاً لبعض علماء مكة العالمة بالدعوة إلى الله، ونشر المعارف، وتأسيس المدارس، والجمعيات المختلفة في عدد من البلاد الإسلامية، وفض بعض النزاعات القديمة، وتأسيس صحافة إسلامية، يمثل هذا التنوع عدد من العلماء المكيين يقتصر البحث على عرض تاريخ عالمين جليلين:
    الأول: العلامة الفلكي السيد عبد الله بن صدفة بن زيني دحلان:
    (1288 - 1363هـ).
    الثاني: العلامة الفقيه القاضي الشيخ عبد الله بن أحمد المغربي رحمه الله (1311 - 1395هـ).
    وفيما يلي نبذة عن جهودهما المخلصة رحمهما الله:
    ● جاء في ترجمة العلامة الفلكي السيد عبد الله بن صدقة بن زيني دحلان.
    ● أما فضيلة الفقيه القاضي الشيخ عبد الله بن أحمد المغربي رحمه الله فقد قام بنشاط متعدد ومتنوع في بلاد الملايو: في التعليم، والقضاء، والدفاع عن الإسلام بصد افتراءات المبشرين، وإنشاء مطبعة خاصة بالمصحف الشريف، وغير ذلك مما جاء مفصلاً في مذكرة أعدتها حفيدته المصون سوسن بنت جابر عبد الله المغربي ملخصها أنه:
    ● في سنة 1340هـ (1921م) تولى إدارة مدرسة مشهور الإسلامية التي تعد النواة الأولى للنهضة الدينية والعلمية في الملايو.
    ● وفي سنة 1342هـ (1923م) تولى القضاء بجزيرة (فيننج) واستطاع أن يصلح بين فريقين متخاصمين اشتد العداء بينهما فأطفأ نار الخلاف والخصومة بينهما بعد أن تفاقم الأمر واشتد العداء بين الفريقين، وقد عرفت هذه القضية باسم (لبي موسى).
    ● عام 1347هـ أسندت إليه إدارة المدرسة السلطانية المسماة (المدرسة الإدريسية) في سلطنة فيرق.
    ● في سنة 1341هـ (1922م) استطاع بجهوده أن يعيد إلى جادة الإسلام فرقة (متهاري) المنحرفة الاعتقاد، فقد أعلنت توبتها على يديه.
    ● في أواخر سنة 2531 هـ (3391 م) قام بحملة صحفية ضد المبشرين، فنشر سلسلة من المقالات القوية كان من نتائجها تأسيس حركة إسلامية منظمة دخل بسببها كثير من سكان ساكي إلى الإسلام.
    ● في سنة 2431 هـ (3291 م) غادرت البلاد أول بعثة تعليمية إلى مصر، ثم تتابعت البعثات إلى مدارس مصر، والجامع الأزهر، ومدارس الهند.
    ● أسس في عام 1350هـ (1931م) مدرسة الهدى الدينية للبنين والبنات، وقد تمكن الشيخ عبد الله المغربي في سنة 1353هـ من شراء مطبعة، أطلق عليها اسم (مطبعة الهدى الدينية)، وكان من أهم إنجازاتها طباعة مصحف شريف عن نسخة تركية عرفت بالمصحف السلطاني الحميدي، وقد أشرف الشيخ على تصحيحه بنفسه، إلى غير ذلك من النشاط العلمي والاجتماعي الذي بذل نفسه له رحمه الله.
    تاسعاً: مهمات رسمية
    آخراً، وليس أخيرًا فإن من جملة رحلات علماء مكة العالمة ما اضطلع به بعضهم في القرن الرابع عشر الهجري من مهمات رسمية انتدبهم لها الوالي على البلاد مثل:
    القيام بالوساطة لإيقاف الحرب التي كانت دائرة بين الدولة التركية والمملكة اليمنية في وفد برئاسة العلامة عبد الله بن عباس بن صديق (1270 - 1353هـ):
    "انتدبه الشريف علي والي مكة المكرمة إلى صنعاء مع هيئة يرأسها من كبار علماء مكة المكرمة للتوسط بين الترك والإمام، فتوفي بصنعاء وكان من أعضاء الوفد العلامة الشيخ علي بن محمد سعيد بابصيل (1273 - 1353 هـ): رافق والده في الهيئة العلمية. سنة 1325 هـ للتوسط.. لإيقاف القتال، وإزالة سوء التفاهم بينهما. يقول الشيخ عمر عبد الجبار رحمه الله:
    "حدثني أحد أعضاء هذه الهيئة وهو الشيخ محمد فاضل كابلي المتوفى عام 1375هـ بقوله:
    رافقت الهيئة - يا ولدي - وكان رئيسها الشيخ عبد الله بن صديق مفتي الأحناف ابن الشيخ عباس بن صديق مفتي أحناف عصره، ومن أعضائها الشيخ محمد صالح كمال، والشيخ محمد سعيد بابصيل، وولده الشيخ علي بابصيل، والشيخ عمر باجنيد، والشيخ جعفر لبني، فلما وصلنا صنعاء سمح لنا قائد الجيش التركي بالمرور، فكتبنا للإمام يحيى نشعره بمهمتنا، فبعث وفداً من كبار علماء اليمن لاستقبالنا، فلما وصلنا القصر الملكي خف الإمام فعانق كل واحد منا وهو يقول: مرحباً بعلماء بيت الله الحرام (مرحباً بوفد مهبط الوحي والنور، مرحباً بوفد أقدس البلدان، مرحباً برسل السلام، أهلاً وسهلاً بكم في بلادكم، والله ما (نشتي) للنزاع، (ولا نشتي) سفك الدماء إنما (نشتي) دين الله، وإقامة حدود الله.
    فكان في كلامه جواب لمهمتنا، إذ ألمح فيه عن أسباب قتاله للترك، ولكن الهيئة رأت أن تكتب له ليكون جوابه مستنداً في مخابراتها مع أمير مكة الشريف علي بن عبد الله، فأجابهم رحمه الله ورحمهم...." يعلق الأستاذ عمر عبد الجبار على هذه القصة قائلاً: "هذه قصة إن دلت على شيء فإنما تدل على نشاط علماء العهد الماضي، واشتراكهم في جميع الميادين غير مبالين بمشاق الأسفار إلى بلاد بعيدة، حيث لا توجد في عصرهم من وسائل النقل غير الجمال، والبغال، والحمير، رائدهم الإصلاح، وفض النزاع بين المسلمين، توحيداً لكلمتهم، وجمعاً لشملهم".
    ومن المهام التي قام بها علماء مكة العالمة في رحلاتهم: ما يذكر عن السيد عباس ابن عبد العزيز المالكي (1270 - 1353هـ) انتدبه الشريف حسين بن علي إلى الحبشة لبناء مسجد للمسلمين فيها، ثم إلى بيت المقدس لبناء قبة الصخرة والمسجد الأقصى، وحمل معه الأموال التي تجمعت من الاكتتاب لهذا الغرض"
    هذه نبذة موجزة عن بعض النتائج لرحلات علماء مكة العالمة في القرن الرابع عشر الهجري استشهاداً، وتمثيلاً وليست استقصاء، تصب جميعها في خدمة الإسلام والمسلمين، فمن ثم استحقوا الدعاء بالرحمة، والرضوان، والثناء الجميل من الأجيال اللاحقة.
    خلاصة علمية
    تبين من العرض السريع الموجز لنشاط علماء مكة العالمة الأجلاء في القرن الرابع عشر الهجري، بأن نشاط علمائه هو امتداد للمد العلمي في تاريخ مكة العالمة خلال القرون الماضية، يقول الأديب الكبير الشيخ عبد الله بلخير رحمه الله:
    "كان الحجاز (بعامة، ومكة المكرمة بخاصة) مباءة للعلم والمعارف، كل هذا خلال أربعة عشر قرناً، علماء ما وراء النهر في أفغانستان، وجنوب شرقي روسيا، وأطراف الصين الغربية، وأقطارها بما فيها إيران كانوا كعلماء المغرب والأندلس شهداء على هذه المسيرة العلمية المنقطعة النظير في تاريخ الحضارة البشرية، بما لا مقارنة معها مع أي جهد، أو بذل، أو دراسة، بل إنها أصبحت في جميع الأصقاع النائية المترامية الأطراف مدرسة سلوك، ونمطاً من أنماط الاقتداء والاقتفاء" والذين غادروا البلاد المقدسة، ورحلوا إلى بعض أقطار العالم الإسلامي، وبخاصة بلاد جنوب شرق آسيا، حافزهم إلى ذلك أسباب عديدة، تم ذكر عدد منها:
    ● الرغبة في القيام بواجب الدعوة إلى الله عز وجل ونشر العلم والمعرفة.
    ● الظروف السياسية والأمنية.
    ● التخلص من المناصب الحكومية، وبخاصة القضاء.
    ● الحصول على الأسانيد العالية من كبار علماء العالم الإسلامي.
    ● العمل على توفير المصادر والكتب بين مكة وبقية العالم الإسلامي.
    ● دعوة الطلاب الوافدين مشايخهم المكيين لزيارة بلادهم.
    ● القيام بالوساطة بين الدول والجماعات لإصلاح ذات البين.
    وبرغم اختلاف الأسباب التي دفعتهم إلى ذلك فقد أسهم جميعهم اسهاماً كبيراً في بث الوعي الديني في البلاد التي رحلوا إليها، وسعيهم الحثيث لتثقيف الأمة الإسلامية، ونشر الوعي العلمي، وكان من ضمن ما اضطلعوا به القيام بعدد من الوظائف الدينية الرفيعة: مثل مشيخة الإسلام، القضاء، والافتاء، وإدارات المدارس الدينية، وتأسيس المؤسسات العلمية، وكان لهؤلاء العلماء رحمهم الله الدور الكبير في وطنهم مكة المكرمة وخارج بلادهم.
    إن مناسبة (مكة عاصمة الثقافة)، وإعلان هذا عالمياً من المنظمة الإسلامية للعلوم والفنون (الإسيسكو) حافز كبير لأبناء مكة خصوصاً، وأبناء المملكة العربية السعودية عموماً أن تظل مكة العالمة في مقدمة عواصم الثقافة في العلوم والمعارف، وأن يكون حاضرها ومستقبلها في نمو وازدهار دائم، وأن لا يدخر أبناؤها في جميع مواقعهم وسعاً في النهوض بها علمياً، واجتماعياً، وثقافياً، والله الموفق، والهادي إلى سواء السبيل، وصلى الله على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

    د. أبو شامة المغربي


    Reply With Quote  
     

  4. #4 رد : أدب الرحـــــــلة ... 
    السندباد أبو شامة المغربي's Avatar
    Join Date
    Feb 2006
    Location
    المملكة المغربية
    Posts
    16,955
    Rep Power
    36
    سحر الرحيل إلى الشرق
    محمود قاسم

    ولسنا هنا فقط بصدد عرض هذا الكتاب، وتقديمه الى القاريء العربي، ولكن من المهم أن نشير الى أن هذه الرحلات قد اقتصرت فقط على الدول الاسلامية ومنها فلسطين، وسوريا، ومصر وتركيا والجزيرة العربية، اذن فكما رأينا، فليس كل ما ضمه هذا الكتاب الضخم عن رحلات الى كل دول الشرق العربي. بل الى بعضها. فقد خلا تماما من رحلات الى دول المغرب العربي على سبيل المثال.

    السؤال الملح.. لماذا هذه الجاذبية، ولماذا الرحيل الى الشرق بالذات..؟

    بدأت الأسباب الدينية من خلال رحلات التبشير، لكنها ما لبثت أن أصبحت سياسية تبعا للعلاقات التي ربطت بين العالمين. وقد تولد عن هذا الاحتكاك وتلك العلاقات حالة من التمازج الثقافي، فأبدى الغرب اعجابه بحكايات الشرق، خاصة الموجود منها في "الف ليلة وليلة" فحاول أن يزور الأرض التي حدثت فيها تلك الحكايات الجذابة.

    وعندما نطالع ما كتبه الرحالة الغربيون عن الشرق، سوف نلاحظ أن أغلب هؤلاء الرحالة الذين كتبوا من الأدباء، خاصة في القرن التاسع عشر، على سبيل المثال، مثل شاتو بريان، وجوستاف فلوبير ولامارتين.

    هؤلاء الرحالة كانوا ينظرون الى رحلاتهم بمثابة اكتشاف، أو تخيل، بمعنى أنهم كانوا طلائع المسافرين المحدثين الى الشرق. ولذا فسوف نرى أن كلمة الشرق قد تغيرت مفاهيمها في الموسوعات الأوروبية على مدى السنين، ففي بداية الأمر كانت أقرب الى معنى "الفضاء" الذي نقصده الآن. وفي بداية القرن التاسع عشر، ذكرت كلمة الشرق مرات قليلة في كتب الرحلات. ولعل الذي أرساها بالمعنى الأدبي هو الشاعر لامارتين في قصيدته "ذكريات، ومشاعر، وأفكار ومشاهد أثناء رحلة الى الشرق" عام 1835.

    ومع بداية القرن التاسع عشر، كانت الرحلات الاستكشافية للشرق بمثابة حالات واجتهادات فردية، يقوم بها أشخاص فوق أحصنة، متجهين الى شرق أوروبا، فتركيا، ثم سوريا وفلسطين، ومصر. واذا كانت الحملة الفرنسية قد جاءت بحرا الى مصر. فان شاتوبريان قد وصل فوق حصانه الى أثينا، ثم الى مدينة القدس. ثم جاء الى القاهرة، وآثر أن يعود الى بلاده بحرا عن طريق الإسكندرية في شهر نوفمبر 1806. وليته ما فعل، فقد فاجأت السفينة التي يستقلها عاصفة بحرية شديدة جعلت السفينة تجنح الى تونس.

    ولم يكن السفر الى الشرق سهلا في تلك الآونة، فهو يتطلب تفرغا، ومشقة، وأهوالا كثيرة. ومساندة دبلوماسية. وقد تكلف الكثير في رحلة الشاعر لامارتين الى الشرق عامي 1832، 1833. ولم يطق أن يبتعد طويلا عن الشرق، فعاد مرة أخرى الى أسطنبول عام 1850 أي بعد الثورة التي شهدتها فرنسا عام 1848. فراح يبحث عن السلام في الشرق.

    وقد ساعد زيادة الرحيل الى الشرق التقدم التقني، واختراع القطارات البخارية، وتطور الملاحة البخارية، وجعل هناك حركة بريدية متميزة، وجاء محمد علي بالفرنسيين من أجل صناعة نهضة في الشرق على المستوى التقني. وبظهور الخطوط الملاحية المتطورة زاد عدد الرحلات، وكثر الرحالة، هؤلاء الذين لم يسعوا الى التعرف على المواني، والمدن الكبرى. ففي مصر على سبيل المثال، ربطت السكك الحديدية بين القاهرة والإسكندرية في خمسينات القرن التاسع عشر ثم امتدت هذه الخطوط الى صعيد البلاد. وما لبثت أن انتشرت في سوريا. فربطت بين دمشق وبيروت ويافا والقدس. ثم بين بغداد وتركيا وجبال الألب عابرة سلسلة جبال طوروس.

    وهكذا أصبح الرحيل الى الشرق عملية سهلة وسريعة في أقل من نصف قرن، فقد تمكن نرفال من الوصول الى الإسكندرية في اسبوعين لا أكثر في عام 1843. أما رحلة فلوبير، بعد أقل من ستة أعوام فد استغرقت ثمانية أيام. وهكذا بدأت السياحة الحديثة بصورتها التي تطورت الى ما نواه اليوم. هذه السياحة التي بدأها وبرع فيها الانجليز، وازدهرت بعد حفر قناة السويس. حيث بدأت سياحة "المجموعات". ورغم أن هذه السياحة بدأت دينية، الا أنها كانت من أجل التعرف على حضارات الاقدمين، في المقام الأول، وقد تتبع ذلك ظهور أدب الرحلات الى الشرق. وعندما بدأت الصراعات العسكرية بين دول أوروبا، خاصة بريطانيا، وفرنسا، فإن السائحين كانوا يلتقون لأول مرة في شوارع مدن الشرق، وفي فنادقها. وأيضا في دروب الصحراء. وقد بدا هؤلاء الغربيون مشدوهين بشكل الحياة في الشرق، في تلك الآونة، خاصة الجمال التي ترمز الى الصبر، وأشجار النخيل، والكثبان الرملية الغريبة الألوان.

    وقد تطلب وجود هذه الأفواج المتدفقة من السائحين، والعلماء، توفير الكثير من الخدمات الفندقية، والسياحية. وظهرت وظائف جديدة مثل الارشاد السياحي. وموظفي الفنادق الراقية.

    وعاد هؤلاء السائحون الى بلادهم ليعبروا عن سعادتهم بما شاهدوه، وعن دهشتهم لما عاشوا فيه ولا يمكن لشخص أن يؤلف كتابا عن رحلته الى الشرق في 1100 صفحة مثل الدكتور رافيل ايزامبير الا اذا كان قد شاهد في هذا الشرق ما يستحق الكتابة عنه في كل هذه الصفحات. ولم يكن كتابه "الشرق" هو الوحيد من نوعه، وحجمه، فقد ظهرت كتب عديدة لاشخاص شهدوا الرحيل الى الشرق. وشجع هذا الكثيرين للسفر نحو بلاد أخرى ليس من بينها دول البحر الأبيض المتوسط. بل اتجه الرحيل الى الجزيرة العربية.. ووجد أدب الرحلات الى الشرق مجالات جديدة، وموضوعات متنوعة. وأصبح الرحيل الى الشرق مرتبطا في الكثير من أشكاله بالكتابة عنه، وازدهر علم الاستشراق وأدب الكتابة عن السفر الى الشرق مثلما كتب الكونت فوريان: "قضينا الليل نائمين فوق الرمال. نشعر بدفء هذه الرمال التي امتصت أشعة الشمس طيلة النهار. ولم نحمى بأي برودة منتظرة. هكذا كانت الصحراء".

    ويقول الكاتب الروائي اندريه جيد الذي فاز بجائزة نوبل عام 1947 في كتابه عن "رحلاته": "أنا الآن عرفت أن حضارتنا الغربية ليست فقط أجمل الحضارات، كنت أعتقد أنها الوحيدة.الآن اكتشفنا أننا ميراث هذه الحضارات الشرقية. أما الشاعر لامارتين فيقول عن رحلاته الى الشرق: "أحسست أن جسدي وروحي هما أبناء ضوء الشمس.وأنهما في حاجة الى شعاع الحياة الذي يأتي من هناك".

    وقد أعلن لامارتين سخطه الشديد على حضارات الغرب التي ملأت الجو بالأدخنة، والغارات السامة. والعرق، والأوحال. وعلل كثرة السفر الى الشرق بأنه حالة فروبية الى أماكن أكثر نقاء وبراءة. وأطلق على هذه البلاد "أرض المعجزات". ويعترف لامارتين أن كلمة الشرق لا تعني أبدا التخلف، عند كل الأوروبيين بل هي تعني نهضة الروح، أنها قفزة نحو الامام، فنحن أمام طبيعة تقوم على أمس ثلاثة من مخلوقات الله عز وجل وهي الجبال والبحار والصحراء. ففيها تتوحد الكائنات بخالقها. "لم نكن نشعر بالملل قط من هذه الصباحات المنعشة، ولا من النوم في أحضان الشمس". ويعترف لامارتين، وهو من أهم الشعراء قاطبة في القرن التاسع عشر، أن وجود المرء في الشرق يحرره من خطيئته المرتبطة بالمتع المادية: "هكذا قضينا أغلب أوقاتنا. الرموش نصف مفتوحة. والأفكار شاردة. وترنيمات الصلاة على الشفاه. لم أعرف أي عطر يفوح من هذا العالم الشرقي الذي كان يغزونا، لا أعرف أي شيء كان يلمع ويشع فينا". هذه الرحلات ساعدت في تدبير منظور الغرب نحو الشرق، فهو لم يعد ذلك المكان الساحر الذي تدور فيه أحداث ألف ليلة وليلة، كما يقول جان كلود بريخت، والذي يعترف أن بعض الكتابات عن الشرق لم تكن صادقة مثلما فعل مونتسكيو. ولذا فليس من الكافي أبدا أن نقرأ الكتب كي نتعرف على الشرق. ولكن من المهم الاتصال به. لقد اكتشفنا أن هناك أخوة لنا يعيشون هناك. وعرفنا أنه ليس مجتمعا قائما على المتع الحسية. فقد أخطأ مونتسكيو عندما تصور أن حكام الشرق أشبه بنيرون. أما فولتير فقد أخطأ بدوره في كتابه "مقال في العادات" عندما نظر الى حكومات الشرق على أنها عبثية.

    ويهمنا هنا أن نقتبس الكثير مما كتبه أدباه مشهورون، ومقروءون، ورحالة موثوق بهم. فبعد لامارتين ونرفال جاء فلوبير مؤلف رواية "مدام بوفاري" واندريه جيد. فقد تغيرت نظرة فلوبير قليلا، لكنها لم تكن سيئة، فهو يرى أن الشرق يعيش في سبات، وسكون، وذلك تبعا لدرجة حرارة الجو التي قد تبعث على الكسل.

    ولم يخف الكاتب الرحالة نوشيه أن اكتشاف الشرق قد فتح عيون رجال الغرب على خصوبة الأرض، والكنوز المحفورة هنا في الشرق، فقال: "لدينا قوم أذكياء، وشجعان يطلبون هذه الأرض من أجل زراعتها، يجب أن ندوس على هذه الكنوز كي نستكشفها".

    مثل هذه المفاهيم عكست رؤية الغرب للشرق، وفسرت الأسباب التي دفعت الجيوش للتأهب من أجل القدوم الى الشرق، عند أي بادرة، وربما بلا سبب، مثلما حدث في مصر عام 1881. وذلك للبقاء فيه فترة طويلة. وقد بدا هذا المنظور في الدليل السياحي الذي أعدته الباحثة جوان عام 1878 حيث قالت: "ان هذا الشرق قد تجاوز السكون. وهو يتغير بسرعة".

    الجدير بالذكر أن عدد الرحالة الذين جاءوا الى الشرق كما ورد بيانهم في كتاب الرحيل الى الشرق، كبير ومتنوع. ويهمنا هنا أن نذكر الأدباء منهم، باعتبار أنهم الأكثر انتشارا بين الناس. منهم على سبيل المثال فرا نسوا دوشاتوبريان 1768 - 1848. والذي قام برحلة طويلة من باريس، مارا بأثينا واسطنبول. ووصل الى يافا في أول اكتوبر عام 1806 ثم وصل الى القاهرة ورحل منها الى تونس. وحول هذه الرحلة التي استغرقت قرابة عشرة أشهر ألف كتابا يحمل عنوان "رحلة من باريس الى القدس".

    أما جوستاف فلوبير ( 1821 - 1880) فقد رافق زميله ماكسيم عام 1849 الى الشرق وجاء ذكر رحلته الى الشرق في الجزء الثاني من "رحلاته" التي نشرت عقب وفاته. وقد عرف الفونس دولامارتين المجد في صباه وشبابه كشاعر متميز. ولا ينسى له العالم قصيدته التي يقول فيها: من العار أن يغني المرء بينما روما تحترق.

    ولامارتين عاش بين عامي 1790و1869. وقد رحل الى الشرق في وفد من المغامرين هم خمسة عشر رجلا في يوليو 1832. فزار دمشق وبيروت. والقدس. وقد اضطر للعودة الى باريس بسبب وفاة ابنته. ثم عاد في العام التالي الى الشرق ونشر كتابه عن "رحلة الى الشرق" في أربعة أجزه عام 1835.

    أما الأديب بيبر لوتي، فانه لا تأتى سيرته، الا وتذكر الناس الشرق، فهو لم يرحل فقط الى مدنه، بل عاش فيها وارتبط بها. واعتنق الاسلام، عاش بين عامي 1850 و1932. وتنقل بين مدن الشرق مثل دمشق، وبعلبك، والإسكندرية، والقاهرة، والجزيرة العربية، وله العديد من الكتب منها: "الزيادة".1879. و "اسطنبول" 1892. و"الصحراء" و"القدس" و"الجليل" عام 1895. ثم "الموت في فيله" عام 1908.

    كما جاءت شهرة جيرار دونرفال (1808-1995) أيضا من رحيله الى الشرق. حيث سافر من باريس في ديسمبر 1842. وركب سفينة رست به في الأسكندرية، وظل يتجول على ضفاف النيل وظل هناك لمدة عام بأكمله، وقد ذاق نرفال طعم السفر الى الشرق، فلم ينقطع عنه، ولا عن الكتابة حول "مشاهد من الحياة الشرقية".

    أما المؤرخ والفيلسوف ارنست رفيان (1823-1892) فقد سافر الى الشرق مع أخته هنرييت بناء على اقتراح من نابليون الثالث في مايو عام 1860. وأرخ لهذه الرحلة في كتابه الضخم "ذكريات الطفولة والشباب".

    الكتابة عن الشرق أشبه بالفرص في محيط جميل، واسع، مزدهر والتوغل في هذا البحر، الخضم، يجعل المرء يكتشف بسهولة أن الذين أعجبوا بالشرق وأحبوه، أكثر بكثير من الذين حاولوا انتقاده، ولعل هذا يفسر سبب تلك الزحمات المتدفقة من الزائرين لبلادنا، مهما كانت الأجواء، ومهما بدت الأزمات.. فالحياة تتدفق، ولا تتوقف عن الدوران، والسريان.

    د. أبو شامة المغربي

    kalimates@maktoob.com

    Reply With Quote  
     

  5. #5 رد : أدب الرحـــــــلة ... 
    السندباد أبو شامة المغربي's Avatar
    Join Date
    Feb 2006
    Location
    المملكة المغربية
    Posts
    16,955
    Rep Power
    36



    بقــــــلم
    أحمد محمّد محمود*
    اشتهر عهد السلطان سيدي محمد بن عبد اللّه، سلطان المغرب 1757-1790م بإصلاحات اقتصادية وسياسية في بلاده، في مقدمتها وصل ما انقطع من علاقات مع جيرانه الأوروبيين، وإخوانه من سلاطين وأمراء العالم الإسلامي، واشتهرت معها سفارة أوفدها في النصف الثاني من القرن الثامن عشر الميلادي، وتحديداً أول محرم من عام 1200هـ، إلى السلطان العثماني في اسطنبول، وتولاها وزيره وسفيره "محمد بن عبدالوهاب المكناسي عام 1785م، وحفظ لنا الرحالة السفير- المتوفى عام 1789م وقائع تفاصيل رحلته في سفر كبير بعنوان "إحراز المعلى والرقيب في حج بيت اللّه الحرام، وزيارة القدس الشريف، والخليل، وقبر الحبيب".
    وقد شملت رحلة المكناسي شمال المغرب اليوم وجزءاً من الأراضي الإسبانية عن طريق البحر، وتوقف في جزيرة صقلية بإيطاليا اليوم، ومنها بحراً إلى جزائر بحر إيجه، قبل أن تتوقف سفينته في اسطنبول فيســــتقبل فيــــها أحسن اســتقبال، ويــكرم الســــلطان عبدالحميد خان (1725-1789م) وفادته.
    وكما قرر محقق الرحلة "محمد بوكبوط" بأن رحلة المكناسي وسفارته إلى السلطان العثماني تســــاهم في تصحــيح كثير من المقولات التي علقت بتـــاريخ العثمانيين، من جــــراء اعتــماد شبه مطلق في تناول تاريخهم على كتـــابات وتقارير الأوروبيين".
    وبعد انتهاء تقديم رسالة سلطان المغرب وهداياه إلى السلطان العثماني، انطلق الرحالة المكناسي ضمن ركب الحج العثماني إلى الديار المقدسة بعد أكثر من ستة شهور من مغادرته المغرب، قاطعاً الأراضي العثمانية التركية في خمس مراحل كبيرة يتوقف الركب في كل مرحلة لأيام للراحة، وراحة الدواب وشراء المؤن وكراء ما يحتاجون من الدواب، حتى وصل إلى دمشق، فأقام بها 38 يوماً، حيث انضم الرحالة مجدداً إلى الركب الشامي، وقد قدمنا تفصيلاً لهذه المرحلة من رحلة المكناسي في عدد يناير لعام 2006م من مجلة أهلاً وسهلاً.
    ونواصل مع الرحالة تنقلاته من دمشق حتى عودته لوطنه، وهو يذكر لنا في كتاب رحلته كيف يتولى الحاج في دمشق واستعداداً للحج "كراء الدواب بالاتفاق مع (المقومين) الذين يقومون بأمر الحجاج ويحملونهم، ويقومون بأكلهم وشربهم، مقابل قدر من المال معلوم".
    وقبل خروج ركب الحج الشامي ومعه ركب الحج العثماني إلى الحج، يخرج قائد الركب الوزير في حاشيته قبل سفر الركب بثلاثة أيام رافعاً عَلَم الرسول صلى اللّه عليه وسلم ويوم خروج العلم من القلعة يوم مشهود، فيدخل قائد القلعة ومعه جمع من الحجاج ويفتحون الصندوق الذي بداخله العلم، فيغسلون مقبضه بماء الورد، ويبخرونه، ويضعونه على حامله، ثم يرفعونه خارجين به من القلعة وسط أصوات الطبول، ويسلم العلم لقائد ركب الحج (الوزيـــــر) بحضور القاضي والمفتي، وتخرج مدافع كثيرة في مهرجان عظيم إيذاناً بخروج الوزير والعلم.
    ويتقدم الوزير بحاشيته ومعه العلم فيقضي في "مزيريب" ثلاثة أيام، قبل أن يتحرك ركب الحج الشامي والعثماني، وقبل التحاقه برئيس الركب في مزيريب يمر الرحالة بالصالحية والربوة غربي دمشق، وهي المذكورة في القرآن الكريم {وآويناهما إلى ربوة ذات قرار ومعين} "سورة المؤمنون من الآية 50" ثم بعد صلاة العشاء وطلوع القمر حملنا وركبنا الأتخات تحملها الإبل، وسرنا في المدينة العامرة بالناس الذين جاءوا لتوديع الحجاج، وخرجنا من "بوابة اللّه" ووصلنا إلى التمثالين (من أعمال حوران) فأقمنا بها حتى انكسر الحر وتحركت الرياح، وواصلنا السير حتى مزيريب حيث كان في استقبال ركب الحجيج الشامي، قائد الركب الوزير الباشا الذي ســـبقنا إلى هناك، كما سبقت الإشارة.
    إلى الديار المقدسة
    في 72 شوال من عام 1200هـ- 1785م، أخرج الوزير، قائد ركب الحجيج المدافع في مزيريب إيذاناً ببدء انطلاق الركب إلى الديار المقدسة "وسرنا في أرض منفسحة، ولكن بعد نصف ميل من مغادرتنا مزيريب رأينا أحمال الباشا قائد الركب ملقاة على الطريق، وفر أصحاب الدواب عنها بالكراء، وفي نصف الليل أشرفنا على الخيام في قرية يقال لها "الرمثا" والتي منها يتزود الحجيج بالمؤن، وكنا سننزل في "المفرق" بعدها لولا أن ثبطنا ما حصل للأحمال التي رماها المقومون في الطريق، وحتى يتسنى لقائد الركب تدبر كراء دواب جديدة تحملها".
    "أقمنا في المدينة التي تقع في منطقة صحراوية والحر شديد، وواصلنا السير حتى "الزرقا" فأقمنا بواديها، وغسل الناس ثيابهم واستراحوا واستراحت الإبل، وواصلنا إلى "خان الزبيب" والذي اكتسب اسمه من تلقي أهل الشام للحجاج في العودة يبيعونهم الفواكه الطازجة، وسرنا في النهار لأن الطريق ذات حجارة كثيرة، وصعود وهبوط، ففيه مشقة على الإبل لاسيما بالليل، فمن أجل ذلك ساروا نهاراً متحملين مشقة الحر".
    "ومنها إلى البلقاء وبنيت هناك قلعة على بئر ماء، ومنها إلى وادي النسور وهو منخفض من الأرض، ومنه إلى قرية "قطرانة" مبنية على بركة ماء لشرب الحجاج، وهنا وضع قائد الركب في قلعة القرية أثقالهم التي لا يحتاجون إليها حتى رجوعهم من الحج، ويجعل كل واحد متاعه في بيت من بيوتها، أو ناحية من نواحيها، وبها أناس ساكنون بها يحرسون، ومنها وصل ركب الحجيج إلى "بغاز الحسا" بها قلعة وبركة ماء، ولما كان ماؤها لا يكفي الحجاج فقد تركها قائد الركب لحين السقيا منها في عودة الحجيج، وهذا البغاز طوله بين الجبال مسيرة أربع ساعات، وهو مخيف، وقبل أن نصل إليه تقدم العسكر المرافقون لركب الحجيج فسيطروا عليه، وتفرقوا فوق قمم جباله عن اليمين والشمال مشرفين على الوادي، وراياتهم وعلاماتهم مركوزة في الأرض، خشية أن يسبق إليه قطاع الطرق فلا يتركون الحجاج يسيرون مواصلين سفرهم حتى يرضوهم بالمال".
    وبعد هذا الوادي نزل ركب الحجيج على "بركة ماء يقال لها عنزة وتحمل اسم قبيلة عربية هذه ديارها، يحمون المنطقة، فنزل بها الركب وشرب الناس، واستقت الدواب، وطبخ الناس غداءهم وعشاءهم، ومنها إلى "معان" وفيها عيون وبساتين، ووجدنا بها عنباً ورماناً، إلا أنها خراب، وقد أباد أهلها الجوع والقحط، فلم يبق منهم إلا قليل، وقد كانت من قبل على أحسن حال وأكمله، من العمارة والتجارة وتيسر الأشياء فيها، أما اليوم فيكفيك من الشر سماعه".
    وفيها أقام ركب الحجيج يومين للراحة، لأن "معان" تشكل انتهاء أولى مراحل الطريق التي يتوقف فيها الركب للراحة وإراحة الدواب، واستكمال شراء التموين اللازم للمرحلة القادمة "ومنها سار ركب الحجيج إلى العقبة، وقد كانت من قبل صعبة، يمر فيها الجمل الواحد في إثر جمل، وفي زمن عثمان باشا أمير الشام فتح العقبة بالمعاول ووسعها وسواها، فهي اليوم يمر بها الستة والسبعة من الإبل، وبعد تجاوز العقبة انحدرنا إلى رمل، ومن هنا إلى مكة كله رمل، وهذا أول الحجاز".
    وواصل الركب سيره إلى المدورة وفيها قلعة و"ينبع الماء من عمق قريب، منه يستقي الحجاج ويشربون، وقد أداروا على منابعه سوراً يرد عنه الرمل لئلا يغطيها، ومنها إلى ذات حج وماؤها كثير إلا أن رائحته كريهة، وكنا نشرب ونتوضأ من الماء الذي حملناه من المدورة، ووصلنا "القاع" ويقال له قاع البزو وهو أرض منبسطة مستوية عرية من النبات، ليس بها ماء، وواصلنا سيرنا منها في حر كأنه لهيب النار حتى وصلنا إلى تبوك".
    "وبتبوك قلعة وبركة ماء، وبساتين، وجاء أهلها يبيعون ما عندهم من العنب والرمان، ومنها واصل الركب سيره فنزل في "ظهر مغر" حيث لا ماء، لأن التوقف المفترض كان في محطة الأخضر والتي يقال إن بها بئراً وجدت محفورة وليس بينها وبين مدائن صالح مواقع مياه، مما دفع رئيس الركب للتوقف للتزود بما يكفي من الماء للأيام الثلاثة القادمة من السفر".
    ومرّ ركب الحجيج في أرض "كثيرة الحجارة بها مضيق تمت حراسته حتى تجاوزه الركب خوفاً على الحجاج من قطاع الطرق، وقد وسع هذا المضيق عثمان باشا حاكم الشام حتى أصبح يمر بها ستة جمال في وقت واحد، بعد أن كان لا يستطيع اجتيازه إلا جمل في إثر جمل، ووصل الركب إلى الأخضرومنها إلى قلعة المعظم وماؤها فاسد، ومنها إلى الحمراء، فمدائن صالح".
    آثار مبهرة
    ولأن هذه منطقة آثار الأمم الغابرة التي سكنتها، فقد انبهر الرحالة المكناسي"لشكل الجبال فيها، المقلوب عاليها سافلها والعياذ باللّه، والسير في أراضيها صعب وأكثرها حجارة وصخور، وقد بلغناها على آخر رمق، فقد نفد الماء وكثر الحر والعطش بين الركب، فاستقى الناس لأنفسهم وللدواب، وحملوا منها الماء للمرحلة التالية، بعد أن اختار قائد الركب طريقاً مختصراً، لكن لا ماء فيه، ووصل الركب إلى "البير الجديد" ومنها شرب الناس والدواب وواصل الركب ،ومات في هذا اليوم 175 من الآدميين، ومنهم من رأيناه على قارعة الطريق، ومنهم من أخبــــرنا عنــه، أما الإبل فمات منها الشيء الكثير".
    "وماء هدية قريب على عمق ذراع بعد الحفر في الأرض، وهو ليس بعذب، لكنه يسبب الإسهال لشاربه بسبب كثرة ما ينبت في المنطقة من السنا، ومنها وصل الركب إلى "الفحلتين" وكانت تسمى حصن عنتر ومنها إلى "آبار ناصف" وماؤها أحسن من سابقه، ومنها نزلنا بظاهر المدينة على ساكنها أفضل الصلاة والسلام، وبتنا في الخيام بسفح جبل سلع".
    "وأول ما فعلنا، أن اغتسلنا ولبسنا الثياب البيض، وتطيبنا، وتوجهنا لمسجد رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم للصلاة فيه والسلام عليه صلى اللّه عليه وسلم وعلى صاحبيه عليهم رضوان اللّه، توجهنا على أرجلنا وصلينا في محراب رسول اللّه بالروضة الشريفة".
    "وخرجنا للبقيع، فزرنا آل البيت رضي اللّه عنهم، وجماعة من الصحابة ممن دفنوا بالبقيع".
    "وكان مقامنا بالمدينة ثلاثة أيام، وتوجهنا في الثالث إلى ذي الحليفة فنزل الناس وابتنوا الخيام، واستقوا لتلك الليلة واليوم بعدها لعدم وجود الماء في الطريق، وتهيأ من تعين عليه الإحرام من هذا الميقات، وسرنا الليل كله إلى "الشهداء" والبلاد إلى هذا الموضع كلها جبال وأرضها كثيرة الحجارة، كثيرة الحر، ومنها نزلنا "الجديدة" وتسمى بالخيف، ليس هناك بين مكة والمدينة أفضل من مائها، ووجدناها خربة فقد خربها سلطان مكة الشريف سرور بن مساعد بن سعيد وبعدها مررنا "بالصفراء" وهي قرى ذات بساتين ونخيل كثير، فكان أهلها يبيعون بالليل على قارعة الطريق التمر والليم على ضوء جريد النخل، وتلاقينا في الطريق مع حجاج المغرب فجددنا العهد بخبرهم، وناولونا رسائل حملوها من المغرب لنا، ووصلنا إلى "القاع" ومن الغد نزلنا رابغ".
    "ومن رابغ أحرم الناس وأحرمتُ معهم، فرابغ هي ميقاتنا، ونزلنا من الغد في قديد وبها قرى ونخيل لكنها خربة، وتوجه الناس لسقي الماء من مكان بعيد، وبعدها وصلنا إلى "خليص" وماؤها عذب وتزودنا بحاجتنا منه، ثم مررنا بعقبة السكر وهي شرف من الأرض في غاية الصعوبة، تدخل فيه أرجل الإبل والبهائم إلى سيقانها، فوصلنا "سبيل الجواخي" وفي السابع من شهر ذي الحجة نزلنا بظاهر مكة، واغتسلنا فيها للطواف، لأنه لم يمكن لنا الاغتسال بذي طوى لعدم مرورنا عليه".
    في المسجد الحرام
    واكترى الرحالة داراً بمكة قريبة من المسجد الحرام، فكان يقضي معظم الوقت في المسجد ،وخطب الخطيب في اليوم السابع إحدى خطب الحج، ويوم التروية خرج الناس إلى منى، ولم ينزلوا بها ولا باتوا فيها، فقد أميتت هذه السنة، وصار الناس في هذا الزمان يخرجون مباشرة إلى عرفات يوم الثامن وفعلنا مثلهم، وقد عمرت عرفات بسوق عظيم، وخرج الناس إليها بجميع المأكولات والمشروبات والأمتعة، والأعناب والرمان من الطائف، وخطب الخطيب الخطبة الثانية للحج في مسجد نمرة".
    "وكان المسجد (نمرة) مليئاً ببعر الغنم، حيث يدخله الرعاة بمواشيهم، يقيلون فيه، ووقف الخطيب في عرفة على ناقته قريباً من الجبال يلقي خطبته، واستمر فيها حتى غربت الشمس، ودفع الناس من عرفة إلى مزدلفة فنزلنا بها بغير خيام، ووقفنا بعد الصبح بالمشعر الحرام، ومنه نفرنا إلى منى فرمينا العقبة، وتحللنا، وتوجهنا بعد لبس ثيابنا إلى مكة لطواف الإفاضة، وأكملنا النسك يومي التشريق، وكان يقع فيهما مهرجان عظيم ليلاً يبيت الناس ليلتهم يترامون بالمحاريق، وتعجلنا وتعجل الناس كلهم، ولم يبت أحد ليلة الرابع في منى، وقد أميتت أيضاً سنة التحصيب فلم ينزل به أحد".
    "توجهنا للتنعيم وأحرمنا منه بعمرة، وفيه بركة ماء، لكن بها بعض الخراب فليس بها ماء، وبعد إكمال العمرة بقينا مدة مقامنا ملازمين البيت الحرام للصلاة فيه حتى جاء موعد الرحيل، فطفنا طواف الوداع، وسألت عن كدي لأخرج منه فلم يعرفه من كان حاضراً معنا، فخرجنا من مكة وقلوبنا منكسرة وأنفسنا من الفراق متحسرة، لا حرمنا اللّه من رؤيتها".
    وعاد الرحالة المكناسي مع الحج الشامي كما جاء ماراً بالمدينة، ومنها إلى الشام آخذين طريقهم الذي سلكوه للحج، وخلال غيبة الرحالة أصاب دمشق وباء مات فيه خلق كثير حتى قيل "إنهم كانوا يدفنون نحو الخمسمائة كل يوم ممن ماتوا بسببه".
    في القدس الشريف
    ومن دمشق توجه الرحالة في زيارة لعكا يوم 9 ربيع الأول عام 1202هـ "ولما قربنا منها أرسلنا من يكتري لنا داراً ننزل بها، فطاف البلاد كلها فلم يجد منزلاً، فسمع بذلك الوزير صاحب البلد (أحمد باشا الجزار) فعين لنا منزلاً مشرفاً على البحر في أحسن حال، ولهذا الوزير أثر كبير بهذه المدينة، وهو الذي شهرها وبه اشتهرت، وأهل البلد يثنون عليه كثيراً، وله جرايات على الضعفاء والفقراء ورواتب للذين لا يسألون الناس إلحافاً".
    وقضى الرحالة تسعة أيام بعكا، رتب خلالها رحلة العودة إلى المغرب على سفينة، بينما كان صاحب السفينة يجهزها للسفر، انصرف الرحالة لزيارة بعض مدن فلسطين وفي مقدمتها القدس الشريف فزار نابلس "وهي متوسطة بين جبال مرآها حسن، وبناؤها كله بالحجارة المنحوتة وماؤها كثير وذات بساتين، إلا أن أزقتها كثيرة العفونات والطريق إليها من قلعتها في صعود وهبوط وحجارة".
    وزار القدس "ولها سور حصين، مبني بالحجارة في غاية الإتقان، وأبوابه حصينة الإغلاق ستة هي (العمود، الزاهرة، الأسباط، المغاربة، النبي داود والخليل) وكان أول ما فعلناه أن توجهنا للمسجد الأقصى، فدخلنا أولاً إلى قبة الصخرة" وقدم الرحالة وصفاً وافياً لبنائها، وقبتها وأعمدتها" والمكان تحت الصخرة كثير الأنس، يجد الإنسان فيه نشاطاً وخفة، وانشراحاً لعبادة اللّه" كما قدم وصفاً وافياً للمسجد الأقصى:محرابه، بناؤه، مكسو من داخله بألواح من الرخام عددها 17، ثمانية بيض وحمر ترمز إلى صلاتي الظهر والعصر، وثلاثة سود ترمز إلى صلاة المغرب، واثنتان خضروان ترمزان لصلاة الصبح، وأبوابه 11 باباً، والمسجد مسور "ولأهل بيت المقدس بشاشة وطلاقة وأخلاق حسنة، وميل إلى مؤانسة الغريب، ومسامرته والمحادثة معه".
    ومن بعد هذه الزيارة توجه الرحالة المكناسي لزيارة طور سيناء "ومن جبل الطور يظهر بيت المقدس في غاية البهاء والابتهاج وحسن المنظر، وكذا من جهة القبلة "ومنها توجه لزيارة الخليل "وهي في قبلة القدس، أشبه شيء بمكة عند أول نظرة، مبنية على جبال، فزرنا خليل الرحمن عليه السلام وزوجته أم الأنبياء سارة".
    وفي 27 ربيع الثاني بدأت رحلة العودة، من عكا إلى قبرس (قبرص) وبقي فيها 10 أيام "وهي جزيرة كثيرة الخصب والرخاء والخير، فنزلنا إلى برها فاسترحنا من دوار البحر، وهي خفيفة العمارة، ومنها توجهنا بحراً إلى مرسيليا من أرض (الفرانصيص) آخر الشتاء ووقت هيجان البحر وطغيانه، فلاقينا من شدة أهواله ما يئسنا به من الحياة، فإن كان الريح مواتياً أتانا وهو عاصف، وأثار أمواجاً لا يصفها لعظمها واصف، وإن كان الريح غير موافق ترجحت البوائق، وتطلعت لولا فضل اللّه بأعناقها العوائق، وبلغت الروح التراقي، مع الإخلال بأركان الصلاة، فالغالب نصليها جلوساً، وربما صلينا إيماءً وبالتيمم لعدم القدرة على استخدام الماء".
    وقد دفع هذا الرحالة إلى أن يطلب من قائد السفينة لما واجهت الشواطئ التونسية أن يتوقف في مينائها، لينزل فيها ويعود منها براً إلى بلاده، متنازلاً لقائد السفينة عن بقية الأجر إلى مرسيليا، وأرسل من يكتري له داراً في تونس مع رفاقه "ولما علم أمير البلد بذلك خصص لهم سكناً من أفضل دور البلد، وعين لهم قيماً يتولى الطعام والمؤنة، وبعد ستة أيام استدعانا الأمير لملاقاته" "ومدينة تونس كبيرة، مقصودة للمراكب البحرية، كثيرة الزيتون، تصدر منه إلى بر النصارى طول العام، وفيها 300 معصرة للزيتون، ولأهلها رفاهية، وتأنق في الملبس، واعتناء بالطيب وجامع الزيتونة معمور بقراءة القرآن والتدريس متصلاً ذلك بياض النهار، وقد مات من علمائها وطلبتها كثيرون بالوباء (الطاعون) الذي اجتاحها عام 1200هـ وما بعدها، وتمادى إلى قرب وصولنا، فوجدناه انقطع".
    وأقام الرحالة في تونس 22 يوماً، وغادرها في ثاني رجب من عام 1202هـ، ولقي من الإكرام من ولاة المدن التي مر بها في تونس الكثير بسبب توصية أميرها، وكمثال على ذلك ما لقيه عندما مر بـ(تستر) "فخرج أهلها بطبولهم كباراً وصغاراً،
    وبالغوا في الترحيب والفرح وإبداء البشاشة، وبنيت الخيام وأتونا بالأطعمة الكثيرة، وبالعلف للدواب، وبالغوا في الإكرام، وأكثر سكانها من الأندلس وهم ممن يطلق عليهم المورسكيين.
    ومنها وصل إلى الجزائر، ماراً بقسنطينة، وسماها الرحالة (قصمطينة) "مبنية على ربوة عالية يمر بأصلها الوادي ومنه يشربون، يحمل منه الماء في القرب الكبار على الدواب للمدينة كلها وحماماتها ومساجدها، يسقفون أسطحة بيوتهم بالقرميد ولعله من أجل الثلج، لا يكاد الإنسان يمشي فيها من ازدحام الناس، ما رأيت بلداً أكثر وارداً منها، وهي منبع البغال، ومنها تفرق في البلاد، قضينا فيها سبعة أيام وتوجهنا منها إلى الجزائر".
    ولما وصل الرحالة إلى الجزائر نصب خيامه خارجها بسبب انتشار الوباء (الطاعون) بها، وقد "خف أمره، فكان يموت في اليوم نحو العشرة، فيما كان يموت عند اشتداده قبلُ 300 يومياً" ،ومنها توجه إلى تلمسان "وهي كبيرة مشهورة، كثيرة المياه والبساتين والزيتون والحدائق، إلا أن الخراب استولى على كثير من أطرافها، فلم يبق إلا رسومها، وزادها عمال الجور والظلم، فقد استولوا على ما بأيدي الناس، حتى لجأ الناس إلى مقايضة الأشياء التي يحتاجونها من السوق بالزروع، ونال الظلم الحجاج المارين بالبلدة حيث يؤخذ منهم المال على أمتعتهم وحوائجهم".
    ومــــن تلمسان دخل الرحالة حدود الأراضي المغــــربية، بادئاً "بوجدة، >فبتنا عند عامل الســـلطان، وهي من أول أهل طاعته، ومنها إلى "فاس" فتلقانا الإخوان والأحباب عند وادي سبو، فجمع اللّه شملنا برؤيتهم، واســــتعد بعض الأحــباب بطـــــعام كثير أحضره على ضـــفة الوادي، ونزلنــــا فــــاس في آخــر يوم من شعبان 1202هـ".
    وكان السلطان في "مكناس" فأرسل إلى الرحالة المكناسي الذي توجه لملاقاته، ليقدم تقريره عن المهمة التي أوفده إليها في عاصمة الدولة العثمانية، وفي الحرمين الشريفين "فدخلنا عليه في منطقة وادي العطشان، فيما بين فاس ومكناس، ثم تعاطينا معه أخبار الحرمين الشريفين والمشرق والشام والقسطنطينية، وغيرها من البلدان التي رأيناها ومررنا بها" ولم يطل به المقام في فاس حتى استدعاه السلطان للقيام بمهمة في الجزائر، فقد كان "عظيم الإصبنيول أرسل لسلطان المغرب على سبيل الإهداء أسارى مسلمين كانوا في الأسر في معارك إسبانية جزائرية، وبعد الصلح بينهما تقرر فداء أسرى الجانبين على ما تقتضيه قوانين الصلح لكن أمير الجزائر امتنع عن إعطاء المال في هؤلاء الأسرى ولم يقبل أن يفديهم ، فغضب عظيم الإصبنيول وقرر إرسال الأسرى من المسلمين إلى سلطان المغرب على سبيل الهدية" وتوجه الرحالة إلى السلطان في مكان إقامته في الحيانية "فناداني وقال: هؤلاء أسارى المسلمين أنقذهم اللّه على أيدينا وللّه الحمد، أردنا إيصالهم إلى بلادهم، فأردنا أن تغتنم ثوابهم وأجرهم، فتتوجه معهم وترعاهم في تنقلهم وأكلهم وشربهم، حتى توصلهم إلى تلمسان وتسلمهم إلى واليها، وتفرق عليهم صلة (خصصها لهم السلطان) هناك، بحساب 01 مثاقيل من الذهب لكل أسير".
    وقد قام المكناسي بالمهمة خير قيام، وعاد إلى مكان وجود السلطان في حصن دار دبيبغ المشهور "فتلاقينا معه أيده اللّه ونصره في أسعد الأوقات، ملقىً جميلاً أنسى النفس مشقة الطرقات، وتهادينا معه أكرمه اللّه وأعزه خبر تلك النواحي، وعشائر تلك الضواحي". وبعد ذلك وجه السلطان بأن يقضي الصيف في المنطقة، قبل أن يأذن له بالتوجه إلى مكناسة حيث الأهل والولدان والإخوان والأخدان والعشائر والأصحاب، والأصدقاء والأحباب.
    بلاد بها نيطت عليّ تمائمي*
    وأول أرض مس جلدي ترابها
    ولابد أن يخصص الرحالة المكناسي لبلدته مساحة وافرة من مشاعره وفي وصفها "بلد خيرها كثير وماؤها عذب نمير، وهواؤها صحيح، وحوزها فسيح"
    يكفيك من مكناسة أرجاؤها*
    والأطيبان هواؤها والماء
    ومع ذلك فلم يكن الرحالة راضـــياً عما آل إليه حال مدينته "دخلت مكناسة هذه مراراً عديدة، وقد أبلى الدهر محاسنها التي كانت جديدة، واستولى عليها الخراب، وتكدر منها بالفتن الشراب، واللّه يجبر حالها، ويعقب بالخصب أمحالها، وهي الآن على ماذكر من الأوصاف، مع تهدم الأطراف، وكان دخولنا إليها ضحى يوم الثلاثاء لست بقين من شوال من عام 1202هـ فكانت مدة الغيبة عنها ثلاث سنين تنقص شهراً ونصفاً".
    وألقت عصاها واستقر بها النوى*
    كما قرّ عيناً بالإياب المسافر


    -----------------------
    *كاتب سعودي
    المرجع:
    1- رحلة المكناسي ـ إحراز المعلى والرقيب في حج بيت الله الحرام، حققها وقدم لها: محمد بوكبوط ـ الناشر: دار السويدي للنشر والتوزيع ـ أبو ظبي ـ الإمارات العربية المتحدة ـ والمؤسسة العربية للدراسات والنشر ـ بيروت لبنان ـ ط أولى عام 2003 م.
    2- الأعلام ـ خير الدين الزركلي.



    د. أبو شامة المغربي


    Reply With Quote  
     

  6. #6 رد : أدب الرحـــــــلة ... 
    السندباد أبو شامة المغربي's Avatar
    Join Date
    Feb 2006
    Location
    المملكة المغربية
    Posts
    16,955
    Rep Power
    36




    القدس في كتابات رحالة غربيين

    حظيت القدس بما لم تحظ به مدينة أخرى من كتابات الرحالة الغربيين، وتملأ هذه الكتابات مجلدات عديدة، نختار هنا فقرات صغيرة منها.
    في القرن الخامس عشر الميلادي، زار الرحالة فيلكس فابري مدينة بيت المقدس، وكتب في وصف أحد الكتاتيب فيها:
    بينما كنت نازلا من جبل صهيون في طريقي إلى الكنيسة للصلاة، سمعت أولادا يقرأون بصوت مرتفع، فاقتربت من باب المدرسة، ونظرت إليهم، فرأيت صبيانا جالسين على الأرض في صفوف، وكانوا كلهم يرددون مجتمعين نفس الكلمات بصوت واحد، ويهزون رؤؤسهم أماما وخلفا.
    وقد استطعت أن أحفظ الكلمات التي رددوها مع موسيقاها، وهي أول ما يعلمون صبيانهم لأنها أصول عقيدتهم.
    وفي القرن السادس عشر، زار عالم النبات الفرنسي بيربيلون مدينة القدس، وقال في وصفها: أصبح لها منذ فترة قريبة أسوار عالية جديدة ولكنها ضعيفة البنية، والبيوت فيها مغطاة بشرفات على الأسطح، والمخازن في الأسواق الرئيسية مقببة كالإسكندرية، مع فارق أن قبب القدس، مبنية من حجارة منحوتة، كما أن الأسواق فيها مقببة.

    وفي الفترة نفسها تقريبا، زار القدس جان شزنو الفرنسي، وكتب يقول:
    إن القدس محاطة بسور بناه الأتراك، ولكن لا يوجد لها خندق. والمدينة متوسطة الحجم، وليست مكتظة بالسكان، وشوارعها ضيقة يصعب السير فيها بسبب مرتفعاتها.
    لوران دارفيو، زار القدس في القرن السابع عشر، وكتب هذا الرحالة الفرنسي واصفا موقع القدس الجبلي: "إن المرء يصعد باستمرار للوصول إليها، ثم ينحدر فيها بشدة حين مغادرتها، وأطرافها جرداء باستثناء الجبهة المؤدية إلى بيت لحم حيث الأرض خصبة.
    والقدس أكثر طولا من الشرق إلى الغرب، منها من الجنوب إلى الشمال، وتحيط بها أسوار قوية ذات أبراج مربعة بناها السلطان العثماني سليمان القانوني. ويبلغ سمك الأسوار حوالي مترين، ومحيطها أربعة آلاف وخمسمائة خطوة، وحولها خندق دون مياه، يمتد من باب دمشق إلى باب بيت لحم حيث القلعة.
    وفي الأبراج، ثلاثون مدفعا، وحامية من ثلاثين انكشا ريا بقيادة آغا، ويعيش هؤلاء مع أسرهم في القلعة.
    ويذكر دارفيو أن معظم الدور في القدس تضم طابقا واحدا، يعلو الطابق الأرضي، وهي معقودة بالحجر المنحوت والمسوى، ولها شرفات وخزانات لحفظ مياه الأمطار الضرورية، لأنه لا توجد في المدينة آبار أو ينابيع..
    وفي القرن الثامن عشر، زار الرحالة الإنكليزي ريشارد بوكوك بيت المقدس، ووصفها بأنها تقوم على أربع تلال، ويبلغ محيطها ستة كليو مترات، وقال إنه سار في واد كثير الكروم وسط بساتين وأشجار الزيتون والتين والمشمش و اللوز لمسافة ثلاثة كليو مترات، معتبرا أن هذا هو أجمل ما شاهده في القدس.
    وفي نهايات القرن الثامن عشر زار بين المقدس الرحالة المشهور المعروف بلقب كونت دوفولني. وقد كتب فولني عن القدس آنذاك فأشار إلى تهدم أجزاء من أسوارها وامتلاء خندقها بالأنقاض حتى أن المرء يكاد لا يعرف هذه المدينة ذات الأمجاد التي ناضلت ضد إمبراطوريات قوية.
    يقدر فولني عدد سكان القدس آنذاك، بأربعة عشر ألف نسمة، ويذكر أن صناعة الأدوات التذكارية الدينية في المدينة تشكل الصناعة الأهم، وهي تصدر إلى الخارج، ويعتاش منها معظم المسيحيين والمسلمين على حد سواء، ومصدر الدخل الآخر، هو ما ينفقه الحجاج في القدس.
    عشية الحملة الفرنسية، زار الرحالة الإنكليزي بروان مدينة بيت المقدس، فلاحظ على عكس فولني أن أسوار القدس في حالة جيدة وهي مبنية من حجارة تميل إلى الحمرة.. ودهش من إهمال كنيسة القيامة، وسقوط الثلج داخلها بسبب انهيار بعض الجسور الخشبية المصنوعة من خشب الأرز وتهدم السقف في حين أن دير الأرمن كان في أحسن بناء ويتسع لألف حاج على ما يقول براون الذي قدر عدد سكان القدس بنحو عشرين ألفا يتكلمون اللغة العربية، وأكد مثل سابقه على أن صناعة الأدوات التذكارية كانت ناشطة.
    المصدر


    د. أبو شامة المغربي

    kalimates@maktoob.com

    Reply With Quote  
     

  7. #7 رد : أدب الرحـــــــلة ... 
    السندباد أبو شامة المغربي's Avatar
    Join Date
    Feb 2006
    Location
    المملكة المغربية
    Posts
    16,955
    Rep Power
    36




    رحالة زاروا بيروت
    على الرابط التالي:
    الرحلة إلى بيروت


    د. أبو شامة المغربي

    kalimates@maktoob.com

    Reply With Quote  
     

  8. #8 رد: رد : أدب الرحـــــــلة ... 
    كاتب مسجل
    Join Date
    Oct 2007
    Posts
    7
    Rep Power
    0
    Quote Originally Posted by أبو شامة المغربي View Post




    فهرسة كتب الرحلات الموجودة في خزانة ابن الريف محند البخلاخي.
    رئيس ومؤسس نادي ابن بطـــوطة للرحلات بطنجـــــــــــــة.

    ـ رحلات حجازية.
    ملاحظة هامة: لكاتب هذه السطور دليل الرحلات الحجازية، وهو فصل مهم جدا في كتابه:(رحلات خالدة الى المدينة الفاضلة: المدينة المنورة)، وهو لا يزال مخطوطا لم يطبع بعد، نشرت مجلة المنهل السعودية بعض الفصول منه في عددها الخاص عن المدينة المنورة رقم499 المجلد 54 الربيعان 1412هـ/سبتمبر ـ أكتوبر1992م.
    ـ في منزل الوحي.
    ـ تأليف: محمد حسين هيكل، مطبوعات دار المعارف القاهرة ط 7/1979 في 640 صفحة.
    ـ أصفى الموارد في تهذيب نظم الرحلة الحجازية للشيخ الوالد.
    ـ تأليف محمد المختار السوسي ـ مطبعة النجاح الدار البيضاء/1380هـ/1961م.
    ـ رأيت بنفسي مدينة الرسول.
    ـ تأليف: عبد السلام الكويرة ـ مطبعة دسبريس تطوان (1397 ـ1977م).
    ـ من نفحات الحرم، تأليف: علي الطنطاوي ـ دار الفكر بدمشق ط 1/1379 ـ1960م).
    ـ رحلة في حياة قصيرة.
    ـ تأليف: مصطفى الصباغ كتاب العلم ط/1/1966م.
    ـ كتاب الدين والحج على المذاهب الأربعة مناسك الحج والعمرة وزيارة المدينة بالصور.
    ـ تأليف: الحاج عباس كرارة ط 16 (1380 ـ 1961)
    ـ في طريق مكة المكرمة.
    ـ تأليف الشيخ الداعية المعروف عمر مفتى زاده، وهران الجزائر
    (1393 ـ 1973م نشر بمبادرة وإشراف ابن الريف.
    ـ رحلاتي الحجازية ارتسامات وذكريات عن ثلاث رحلات إلى الديار المقدسة.
    ـ تأليف: أبو بكر القادري مطبعة النجاح الدار البيضاء(1408 ـ1988م.
    ـ الطريق إلى الكعبة.
    ـ تأليف: د. مصطفى محمود، دار العودة بيروت ط1/ سنة 1971م.
    ـ رحلة الحج والعمرة.
    ـ تأليف: محدث الشام الشيخ محمود ياسين دارا لهجرة للطباعة والنشر والتوزيع بيروت ط1(1408 ـ1988م).
    ـ حج وحاجة.
    ـ تأليف عبد السلام المكي بنحي ـ مطبعة دار أمل طنجة سنة 1393 /1973م.
    ـ في مهبط الوحي.
    ـ تأليف: محمد بديع شريف ـ دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع ط 2/1973م.
    ـ شفاء الفؤاد بزيارة خير العباد.
    ـ تأليف: محمد عباس المالكي الحسنى مطبعة النجاح الدار البيضاء، الطبعة الأولى بالمغرب سنة1413هـ/1993م.
    ـ رحلة العمر.
    ـ تأليف الشيخ محمد سويد، دار إحياء العلوم بيروت ط 1 سنة 1407 هـ/1987م.
    ـ الرحلة الطنجوية الممزوجة بالمناسك المالكية.
    ـ تأليف: الحسن بن محمد الغسال، تقديم ونشر: الدكتور البحاثة عبد العزيز خلوق التمسماني ط 1 شركة سليكى إخوان طنجة 1998م.
    ـ في ظلال الحرمين.
    ـ تأليف: محمد كامل حته ـ دار المعارف القاهرة/1978م.
    ـ رحلة ابن جبير.
    ـ تأليف ابن جبير الاندلسى دار صادر بيروت /1384هـ/1964م.
    ـ تاج المفرق في تحلية علماء المشرق.
    ـ تأليف خالد البلوى تحقيق الحسن السائح فى جزأين: الأول في 318 صفحة، والثاني في 168 ص مطبوعات اللجنة المشتركة لنشر التراث الإسلامي بين المملكة المغربية ودولة الإمارات العربية المتحدة مطبعة فضالة المحمدية في620 صفحة.
    ـ كسوة الكعبة المشرفة وفنون الحجاج.
    ـ تأليف: إبراهيم حلمي سلسلة كتاب اليوم العدد 320 سنة1411هـ/1991م.
    ـ معبرة الفتوة.
    ـ تأليف: عبد الباقي الحسيني الجزائري، تحقيق: ابن الريف محند البخلاخي وهران الجزائر 1973م.
    ـ رحلات للديار المباركة: مكة المكرمة ـ المدينة المنورة ـ القدس.
    ـ تأليف: قائد طيار أنس القوز، الناشر مكتبة العبيكان الرياض الطبعة الأولى/1419هـ/1998م.
    ـ المحمل.
    ـ تأليف: إبراهيم حلمي مكتبة التراث الإسلامي القاهرة 1993م.
    رحلات الملوك والأمراء
    ـ الذكرى المئوية لزيارة السلطان مولاي الحسن الأول لمدينة طنجة.
    ـ ندوة نظمتها جمعية(تنمية طنجة والمحافظة على مآثرها بالاشتراك مع مجموعة(ماروك سوار) و(الصحراء) يومي29
    و30 يونيو1990 مطبعة فضالة المحمدية 1991م.
    ـ الرحلة الملكية إلى كورسيكا ومدغشقر فبراير 1959م.
    ـ مطبوعات وزارة الإنباء والسياحة رئاسة الحكومة الرباط 1959م.
    ـ جولة في مدن الأندلس (رحلة محمد الخامس إلى الأندلس). تأليف: محمد الأممي، المطبعة المهدية تطوان - المغرب/1375 هـ1959م.
    ـ رحلة الجلالة المحمدية إلى طنجة عاصمتها الدبلوماسية.
    ـ تأليف: أحمد الكردودي الكلالي، تقديم ونشر: الدكتور عبد العزيز خلوق التمسماني، مطبوعات سليكي إخوان للطباعة والتصفيف طنجة 1997م.
    - تخليد الذكرى الثا لثة والأربعين للزيارة الملكية التاريخية التي قام بها صاحب جلالة المغفور له محمد الخامس إلى مدينة تطوان بتاريخ 9 أبريل 1956م.
    ـ إصدارات المجموعة الحضرية لتطوان، مطبعة سيلكراف طنجة 1999م.
    ـ الذكرى الذهبية للرحلة التاريخية التي قام بها بطل التحرير الملك الراحل إلى مدينة طنجة يوم 98 أبريل 1947م.
    ـ جمعية رباط الفتح ا لمطبعة الملكية الرباط 1997م.
    ـ محمد الخامس من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر الذكرى الخمسون لزيارة طنجة التاريخة1947م.
    ـ منشورات جمعية إنماء إقليم طنجة دار النشر المغربية الدار البيضاء 1996م.
    ـ خمسون سنة على الزيارة التاريخية لبطل التحرير المغفور له محمد الخامس طيب اللهثراه إلى مدينة طنجة أبريل 1947م.
    ـ إعداد: الأستاذ عبد الصمد العشاب مدير مكتبة عبد الله كنون، منشورات المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير- مطبعة فجر السعادة الدار البيضاء 1996م.
    ـ الرحلة التاريخية للسلطان المجاهد محمد الخامس إلى مدينة طنجة.
    ـ تأليف ابن الريف محند البخلاخي منشورات نادى ابن بطوطة للرحلات بطنجة سلسلة الرحلات رقم 1 صدر بمناسبة الذكرى الخمسينية لزيارة محمد الخامس لمدينة طنجة 1947هـ ـ1997م والسنة الدولية لابن بطوطة 1997 /1998م مطبعة فضالة شركة سليكي إخوان بطنجة ط 1 سنة1997م.
    ـ الرحلة الملكية إلى المملكة المتحدة البريطا نية(13ـ 18 يوليوز 1987م).
    -إعداد: عبد الوهاب بن منصور، المطبعة الملكية الرباط
    (1407 ـ1987م).
    ـ أمير مغربي في طرابلس 1143هـ/1731م أو ليبيا من خلال رحلة الوزير الإسحاقـي.
    - تحقيق: عبد الهادي التازي، منشورات جامعة محمد الخامس، المعهد الجامعي للبحث العلمي، سلسلة الرحلات مطبعة فضالة.
    ـ القول المستظرف في سفر مولانا الملك الأشرف (رحلة قايتباي إلى بلاد الشام 882هـ1477م).
    ـ تأليف: ابن الجيعان، تحقيق د. عمر عبد السلام تدمري، منشورات جروس برس ط 1 1984م.
    ـ رحلة ولي العهد إلى أفريقيا
    ـ تأليف: د. عبد الهادي التازي، نشر المعهد الجامعي للبحث العلمي، الرباط 1980م.
    ـ فيض العباب وإفادة قداح الآداب، في الحركة السعيدة إلى قسنطينة والزاب.
    ـ تأليف: ابن الحاج النميرى، تحقيق د. محمد ابن شقرون، مطبوعات دار الغرب الإسلامي، بيروت، الطبعة 1/1990م.
    المصدر




    د. أبو شامة المغربي

    kalimates@maktoob.com
    تكملة لما نشره الآخ البحاثة الدكتور ابو شامة المغربي هذه قائمة اخرى من كتب الرحلات الموجودة فى مكتبتي( ابن الريف )


    رحلات ابن بطوطة :
    ـ رحلة ابن بطوطة المسماة تحفة النظارفي غرائب الامصاروعجائب الأسفار ـ تأليف ابن بطوطة تحقيق الدكتور عبد الهادى التازي فى خمسة مجلدات: المجلد الأول فى 427 ص والثانى فى 260 ص والثالث فى 249 ص والرابع فى 328 ص والخامس خاص بالفهارس فى 286 ص مطبعة المعارف الجديدة الرباط 1417 ـ1997 م
    ( هدية من المؤلف )
    ـ مغامرات ابن بطوطة ـ إعداد راجي عنايت ، رسوم بهجت عثمان ، منشورات المؤسسة العربية للدراسات والنشر بيروت ط 1 سنة 1988 م
    ـ رحلة ابن بطوطة ـ ط 2 طبعت بمصر سنة 1322 هجرية على نفقة الشريف احمد بن عبد الكريم القادري الحسني المغربي الفاسي وهى أقدم نسخة طبعت لرحلة ابن بطوطة عمرها اكثر من مائة سنة وجدت في منزل شريف بقالى متوفى بطنجة.( هدية من صديقنا المرحوم المختار البقالي )
    ـ ابن بطوطة ـ أعمال الندوة العالمية التى نظمتها مدرسة الملك فهد للترجمة بطنجة أيام 27 ـ 28 ـ 29 أكتوبر 1993 م منشورات الملك فهد العليا للترجمة بطنجة فى 450 ص
    ( هدية من معهد فهد للترجمة )
    ـ رحلات ابن بطوطة ـ سيناريو واعداد فاطمة بعلبكي رسوم وتنفيذ نبيل قدوح الأشراف الفنى سرمد جنيد، منشورات بساط الريح بيروت فى مجلدين.
    ـ مهذب رحلة ابن بطوطة ـ هذبه وضبط غريبه واعلامه : احمد العوامرى ومحمد جاد المولى قدم له احمد عبيدلي ط 2 دار الحداثة بيروت 1985 فى جزئين يوجد فى مكتبتى الجزء الاول والجزء الثاني سرقه بعض اللصوص بعد عرضه فى إحدى المعارض المنظمة في مجال أدب الرحلات بالخزانة العامة بطنجة.
    ـ الرحالة الدؤوب ابن بطوطة ـ تأليف أليف كبير مولوا ستاينو ـ كابيط ترجمة محمد على البوركى( الرحمانى ) مطبعة المضيق طنجة ط 1 سنة 1989 م .
    ـ المختار من رحلات ابن بطوطة ـ تأليف . حسين مؤنس المصري مكتبة الآسرة سلسلة روائع التراث، مطبوعات الهيئة المصرية العامة للكتاب مهرجان القراءة للجميع طبع سنة 1996 م.
    ـ ابن بطوطة الرجل والرحلة ـ تأليف زهير القيسى السلسلة التاريخية دائرة ثقافة الأطفال 6 مكتبة الطفل وزارة الأعلام ـ العراق.
    ـ ملتقيات بن بطوطة الدولية للتواصل بين الثقافات ـ الحلقة الأولى ابن بطوطة طنجة أيام 27 ـ28ـ29 أكتوبر 1993 م.
    ـ رحلة ابن بطوطة ـ تأليف عبد الله كنون سلسلة ذكريات مشاهير المغرب رقم 23 دار الكتاب اللبناني بيروت.
    ـ رحلة ابن بطوطة ـ تحقيق محمد عبد الرحيم فى جزئين فى مجلد، دار الفكر بيروت لبنان ط 1 سنة 1423 هـ ـ 2003 م( وهو آخر ماطبع عن ابن بطوطة)
    رحلات لمشاهدة البلدان والآفاق:

    ـ شرق وغرب رحلات ـ د. محمد حسين هيكل، سلسلة كتاب الهلال صدر سنة 1994
    ـ قابس جنة الدنيا ـ لمحمد المر زوقي، مطبعة لجنة التأليف والترجمة والنشر القاهرة 1962 منشورات مكتبة الخانجي بمصر ، ومكتبة المثنى ببغداد.
    ـ نفاضة الجراب ، وعلالة الاغتراب ـ للسان الدين الخطيب تحقيق الدكتورة السعدية فاغية ، الجزء الثالث الطبعة الأولى مطبعة النجاح الدار البيضاء 1989 م.
    ـ المنازل المحاسنية، فى الرحلة الطرابلسية ـ لابن الصفا المعروف بابن محاسن ، تحقيق عدنان البخيث دار الآفاق الجديدة بيروت لبنان الطبعة الاولى 1981 م.
    ـ التحفة الطرابلسية ـ لعبد الغنى النابلسي، تحقيق هريبرت بوسه ، مكتبة الثقافة الدينية، المركز الاسلامي للطباعة والنشر الأهرام القاهرة.
    ـ أعمدة الحكمة السبعة ( رحلة لورانس فى الجزيرة العربية ) الطبعة الثالثة سنة1997 م.
    ـ الكويت قبل ربع قرن ـ لعبد الهادى التازي، مطبعة حكومة الكويت سنة 1986 م.
    ـ رحلات الى الشرق: غزة القاهرة كابادوكيا ـ لاخوان نيسكو ، ترجمة من الاسبانية كاظم جهاد ـ مطبوعات افريقيا الشرق 1981 م.
    ـ مقاهى الشرق ــ لجيرا جورج ليميز ، ترجمة عبد المنعم جلال ، كتاب الهلال القاهرة 1981 م.
    ـ أسبوعان في المغرب الأقصى ـ لابى الحسن علىالندوى مطبعة الرسالة الرباط 1981 م
    ـ الطريق إلى الله ـ تأليف كاترين دولوم ، ترجمة فريدة حمادي، مطبوعات الفنك الدار البيضاء مطبعة النجاح 1989 م.
    ـ جولة في الاقليم الشمالى ـ ليوسف عمارة ، سلسلة اقرأ مطبعة المعارف القاهرة 1973
    ـ امريكا الحلم والواقع ـ لعلى شلش سلسلة اقرأ
    ـ سكة سفرـ لمحمد عفيفى سلسلة كتاب الهلال سنة 1985 م.
    ـ أيام وليالي السندباد ـ للفرريد الفرج ـ سلسلة كتاب الهلال سنة 1985 م.
    ـ سندباد دبلوماسي ـ لاحمد عبد المجيد ، سلسلة اقرأ مطبعة المعارف 1973 م.
    ـ سندباد فى رحلة الحياة ـ لحسين فوزي سلسلة اقرأ 1968 م .
    ـ رحلاتى حول العالم ـ لنوال السعداوى سلسلة كتاب الهلال في جزئين الأول صدر فى فبرا ير 1986 والثانى صدر فى مارس 1986 .
    ـ الغابة ـ د . مصطفى محمود ، منشورات دار العودة بيروت.
    ـ مغامرة في الغابة ـ د مصطفى محمود ، منشورات دار العودة بيروت 1971 م .
    ـ غريب في بلاد غريبة ـ د انيس منصور ، ط 6 دار الشروق(1409 ـ1988 م)
    ـ رحلات إلي الشرق والغرب ـ لعبد الله بن حمد الحقيل، الطبعة الاولى مطبوعات دار اضواء المعرفة والنشر والتوزيع الرياض 1993 م .( هدية من المؤلف )
    ـ صور من الغرب ـ لعبد الله بن حمد الحقيل ،الطبعة الاولى(1409 ـ 1989 )( هدية من المؤلف )
    ـ ثلاث رحلات جزائرية الى باريس ـ تحقيق خالد زيادة ، الطبعة الاولى بيروت لبنان 1979 م.
    ـ المغرب الاقصي ـ لامين الريحاني ، مطبوعات دار الثقافة مؤسسة الريحانى الطبعة الثانية بيروت لبنان 1975 م.
    ـ مختصر رحلة الشهاب، الى لقاء الأحباب ـ لاحمد بن قاسم الاندلسي( أفوقاي ) تحقيق محمد زروق مطبوعات كلية الآداب والعلوم الإنسانية الدار البيضاء الطبعة الاولى 1987 م .
    ـ تخليص الأبريز الى تلخيص باريز ـ لرفاعة الطهطاوىـ مطبعة دار ابن زيدون ، بيروت ، ومكتبة اللبان الأزهرية القاهرة الطبعة الأولى.
    ـ الطريق إلى الإسلام أو إلى مكة ـ لمحمد أسد، ترجمة عفيف البعلبكي الطبعة الخامسة مطبوعات دار العلم للملايين بيروت لبنان.
    ـ الرحلة المحضارية ـ لجعفر علوي المحضار ، دار الحاوي(1415 ـ1995 ) .
    ـ رحلة الى الفردوس المفقود الأندلس ـ لاحمد عبد الرحمن السماوي مطبوعات دار الفكر المعاصر لبنان ودار الفكر بدمشق سوريا، الطبعة الثانية 1988 م الطبعة الأولى صدرت سنة 1983 م.
    ـ رسالة ابن فضلان في وصف الرحلة الى بلاد الترك والخزر والروس والصقالبة ـ تحقيق د . سامى الدهان ، سلسلة المختار من التراث العربيى رقم3 منشورات مجمع اللغة العربية بدمشق سنة 1959 م.
    ـ جولات فى مغرب امس (1872 ) للطبيب لؤثر لبؤد، ترجمة عبد المجيد بن جلون . مطبوعات دار المعارف الرباط الطبعة الأولى 1974 م.
    ـ جولات فى مغرب أمس(1901 ) للانجليزية فرنسيس منكب نفس المطبعة والتاريخ.
    ـ جولات فى مغرب امس( قبل الحماية ) للكاتب الأمريكي جورج اوموند هولت ترجمة نفس المترجم والمطبعة والتاريخ.
    ـ جولات فى مغرب أمس( بعد الحماية ) للكاتب الإنجليزي سكوت لوكتور نفس المترجم والمطبعة والتاريخ.
    ـ رحلة الصفار الى فرنسا (1845 ـ1846 ) لسوزان ميلادر ، ترجمة خالد بن الصغير ، مطبوعات كلية الآداب والعلوم الإنسانية الرباط سلسلة اعمال مترجمة رقم 2 مطبعة النجاح الجديدة الدار البيضاء 1995 م.
    ـ خمسة فى سيارة ـ وهى رحلة الى جزء غير صغير من أوروبا، لسامى الجريدني مطبعة المقتطف القاهرة 1930 م.
    ـ العالم كما رأيته ـ جولة فى فى ربوع آسياـ للرحالة المصرى محمد ثابت، مكتبة النهضة المصرية القاهرة، مطبعة لجنة التأليف والترجمة والنشر(1354 ـ1936 ) .
    ـ ملتقط الرحلة من المغرب الى حضر موت ـ للفقيه يوسف بؤن عابد الإدريسي الحسيني الفاسي، تحقيق.د . توفيق الطيبي شركة النشر والتوزيع الدار البيضاء 1988 م.
    ـ رحلة الربيع والصيف ـ لطه حسين ، دار العلم للملايين بيروت الطبعة 11 سنة 1987 .
    ـ رحلة السنوت الى تيدلى ووادى تفنوت ـ باقليم ورزازات ـ للمهدى الصالحى ط1(1416 ـ19954 م ( هدية من المؤلف )
    ـ أوربا فى مرآة الرحلة ـ صورة للآخر فى أدب الرحلة المغربية
    المعا صرة ـ لسعيد بنسعيد العلوي منشورات كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط سلسلة بحوث ودراسات رقم 12 مطبعة النجاح الجديدة الدار البيضاء (1451 ـ1995 )ـ حول العالم على دراجة ـ للرحالة العربي السوري عدنان حسنى تللو ، قطع فيها على دراجته النارية 153 كيلو متر ، فى مدة 7 سنوات زار فيها 64 عاصمة من عواصم العالم وعاشا فيها حياة عجيبة، مليئة بالمغامرات فيها عبر طريفة ، ودروس مفيدة ، طبعت بمطبعة المعارف بالقاهرة سنة 1972 م.
    ـ الحماية الفرنسية بدءها ـ نهايتها حسب إفادات معاصرة ـ تعريب د عبد الهادى التازي دار الرش\اد الحديثة الدار البيضاء الطبعة الأولى(1401 ـ 1980 م )
    ـ يحي بن الحكم الغزال أمير شعراء الأندلس في القرن الثالث عشر الهجرى وسفير الأندلس لدي إمبراطور القسطنطينية وملك النورمان 150 ـ250 هـ(770 ـ864 م ) لمحمد صادق البنداق، منشورات دار الآفاق الجديدة بيروت لبنان الطبعة الأولى 1979 م.
    ـ عشرة أيام فى مراكش ـ لعبد الله الجرارى تحقيق د عبد المجيد بنجلالي، منشورات النادى الجراري 25 مطبعة بنى يزناسن سلا ط 1 ـ2002 م( هدية من الرحالة السعودىمحمد بن سعود الحمد خلال زيارته لى فى منزلى بطنجة بتاريخ 27 رمضان 1424 هجرية)
    ـ الغرب بعيون عربية ـ الجزء الأول بقلم نخبة من الكتاب سلسلة كتاب العربي رقم 59 الصادر في 15 يناير 2005 م.
    ـ رحلة صحفية مع الصلب والعلم فى الصين ـ لصلاح جلال ، منشورات دار المعارف القاهرة بمصر 1974 م.
    ـ رحلتي مع محمد صلى الله عليه وسلم البعثة وانطلاق الدعوة ـ لاحمد عبد الجيد السلمي مطبوعات دار الإيمان للطبع والنشر إسكندرية بمصر 1974 م.
    ـ أعجب الرحلات في التاريخ ـ لانيس منصورـ منشورات نهضة مصر للطباعة والنشر والتوزيع مصر يناير 2004 فى 463 ص.
    ـ الرحالة الأوربيون في مملكة بيت المقدس الصليبية ـ1099 ـ1187 ميلادية ـ لمحمد مؤنس احمد عوض ، مكتبة مد بولي القاهرة 1992 م.
    ـ رحلة ابن خلدون ـ تحقيق محمد بن تاويت الطنجي ، منشورات محمد على بيضون دار الكتب العلمية بيروت لبنان الطبعة الأولى 1425 هـ ـ2004 م.
    ـ الترجمانة الكبرى فى أخبار المعمور برا وبحرا ـ لابى القاسم الزيانى تحقيق عبد الكريم الفيلالي منشوران وزارة الانباء المغربية سنة 13387 ـ 1967 م.
    ـ رحلة طافور فى القرن الخامس عشر الهجرى ـ ترجمة وتقديم د حسن حبشي الناشر مكمتبة الثقافة الدينية بور سعيدج مصر 2002 م.

    رحلات علمية :

    ـ رحلة فى الجهاز الهضمي ـ د على مؤنس سلسلة كتاب اليوم الطبي (1402 ـ1982 )
    ـ رحلة فى جسم الانسان ـ د . سارة يسرى ، مطبوعات دار الطلائع القاهرة 1996 م.
    ـ روضة الاس العاطرة الأنفاس فى ذكر من لقيته من أعلام الحضرتين مراكش وفاس ـ لاحمد المقرى ط 2 تحقيق عبد الوهاب بن منصور ن المطبعة الملكية الرباط (1403 ـ1983 )
    ـ أنفس الذخائر، وأطيب المآثر فى أهم ما اتفق لي في الماضي والحاضر ـ للطيب المهاجي مطبوعات الشركة الجزائرية للطبع والأوراق بوهران الجزائر نسخة اهداها لى ابن المؤلف لما كنت اشتغل فى نفس الشركة المذكورة وهى مصححة من طرف مؤلفها الذى وجدته لما حللت بوهران سنة 1973 قد مات منذ سنة تقريبا.
    ـ حفريات تاريخية ـ لعلى الريسونى مدير ورئيس تحرير جريدة الوحدة الكبرى بتطوان، مطبوعات دار الشويخ للطباعة 1988( هدية من المؤلف )
    ـ مذكرتي عن سفرتى الى فاس لاجل الدراسة سنة 1338 هـ/1919 م لامحمد بنونة منشورات جمعية تطاون اسمير ساسلة تراث رقم 2 (1417 ـ1996 )

    رحلات خيالية :

    ـ أم القرى ـ لعبد الرحمن الكواكبي، منشورات دار الشروق العربي بيروت لبنان ط 4 سنة 1411 ـ 1991 م
    ـ رسالة التوابع والزوابع ـ لابن شهيد الأندلسي ـ تحقيق وتعليق بطرس البستاني، مطبوعات دار صادر بيروت لبنان (1400 ـ1980م )
    ـ رسالة الغفران ـ لابى العلاء المعري ، حققها محمد عزت نصر الله المكتبة الثقافية بيروت لبنان.
    ـ زيارة للجنة والنار ـ د . محمود صالح ، كتاب اليوم عدد نوفمبر 1996 م.
    ـ التوهم رحلة الإنسان الى عالم الآخرة ـ للحارث المحاسبي( ت 243 هـ ) دراسة وتحقيق محمد عثمان الخشت ، مكتبة القرآن القاهرة1980 م.
    ـ رحلة الى الجنة ـ للطف الله حاتم مطبوعات شركة المدينة المنورة للطباعة والنشر بجدة (1413 ـ1992 م )

    رحلات العجا ئب والغرائب :

    ـ أكلة الموتي ـ لما يكل كرايتون ترجمة تيسير كامل الهلال 1985 م.
    ـ خريدة العجائب، وفريدة الغرائب ـ لسراج الدين الوردي ط 11 مطبعة الجمالة الحديثة.
    ـ عجائب المخلوقات ، وغرائب الموجودات ـ لزكريا القزويني، تحقيق فاروق سعد ن دار الآفاق الجديدة بيروت لبنان ط 1 سنة 1973 م.
    ـ تحفة الأ لباب ، ونخبة الإعجاب ـ لابي حامد الغرناطي ، تحقيق د اسماعيل العربي ، منشورات دار الآفاق الجديدة المغرب (1413 ـ1993 م )
    ـ غرائب البدائع، وعجائب الوقائع ـ لحسن الشهير بابن الصديق تحقيق د يوشف نعيسة ، دار المعرفة دم
    شق ط 1 سنة 1409 ـ1988 م )ـ
    ـ فنون العجائب، فى أخبار الماضين من بنى إسرائيل وغيرهم من العباد والزهاد ـ للحافظ ابى سعيد النقاش الحنبلي ( ت 414 هـ ) تحقيق طارق الطنطاوي ، مكتبة القرآن 1992 م.
    رحلات اكتشافية :

    ـ رحلات رع ـ لتورهايردال تلخيص ميشيل تكلا ن سلسلة اقرا العدد 362 منشورات دار المعارف القاهرة يناير 1973 م.
    ـ ابن ماجد الملاح ـ د انور عبد الحليم ن سلسلة اعلام العرب منشورات دار الكتاب العربي للطباعة والنشر مارس سنة 1967 م.
    ـ قصة إكتشاف ليبيا فى العصر الحديث ـ لنجم الدين غالب الكيب ، دار مكتبة الفكر طرابلس ليبيا الطبعة الاولى يونيو 1968 م.
    ـ ريادة الأعماق ـ لريتشارد بوردن ترجمة احمد حاكي سلسلةليديرد الانجليزية الحضارية طبع فى انكلتراالطبعة الاولي 1974 م.
    ـ فاسكو دى جاما ـ لمحمد عبد الغنى حسن ، قصص الرحالة والمكمتشفين دار المعارف القاهرة.
    ـ مغامرات نيشال ستراغون ـ لجون فرن ، دار الكتاب العربي 1982 من.
    ـ من الأرض الى القمرـ لجوم فبلرن دار الكتاب العربي 1982 م.
    ـ تسلق قمة افرست( سلسلة مكدوند مغامرات )
    ـ رحلة لمورتون ستانلي للبحث عن ليفنجستون ـ نغس السلسلة
    ـ رحلة لغزو القطب الجنوبي ـ نفس السلسلة
    ـ رحلة كنتى البحرية ـ نفس السلسلة
    ـ لعنة الفراعنة ـ نفس السلسلة
    ـ إ اكتشافات واستكشافات ـ نفس السلسلة
    ـ أطلس الرحلات البحر الشرق العربي الكبيرـ رقم 2
    ــ أطلس الرحلات طريق التوابل ـ رقم 3
    ـ أ طلس الرحلات : عن الجزر والقارات ـ رقم 4
    ـ أطلس الرحلات: حول الامريكتين وآسيا ـ رقم 5
    ـ أطلس الرحلات : نحو افريقيا واستراليا ـ رقم 6
    ـ أطلس الرحلات : عن صحاري الجليد ـ رقم 7
    ـ أطلس الرحلات : فهرس الرحالة والرحلات ـ رقم 7
    ـ أهل الكهف وظهور المعجزة القرآنية الكبرى ـ لمحمد تيسير ظبيان، دار الاعتصام القاهرة 1978 م .
    ـ رحلات القبطان كوك ـ دوغارد بيتس ترجمة بهجت كرم مكتبة لبنان 1980 م .
    رحلات تاريخية وجغرافية :

    ـ أحسن التقاسيم، فى معرفة الأقاليم ـ لمحمد المقدسي، إعداد وتعليق غازي طليمات ن سلسلة المختار من التراث العربي رقم 13 مطبوعات وزارة الثقافة والارشاد القومي السوري دمشق 1980 م.
    ـ تاريخ الفيوم ـ لابن عثمان النابلسي الصفدي ، منشورات دار الجيل بيروت لبنان.
    ـ أخبار الزمان ـ للمسعودى مطبوعات دار الأندلس تحقيق عبد الله الصاوي، بيروت لبنان 1978 م.
    ـ تاريخ غزوات العرب فى فرنسا وسويسرا وجزائر البحر المتوسط ـ لشكيب ارسلان .
    ـ اليمن شماله وجنوبه ، تاريخه وعلاقته الدولية ـ لمحمود كامل المحامي ، منشورات دار بيروت للطباعة والبنشر 1968م.
    ـ مسالك الأبصار فى ممالك الأمصار ـ لاحمد فضل الله العمري ، تحقيق د ابو ضيف ، مطبعة النجاح الجديدة الدار البيضاء 1988 م.
    ـ الجغرافيا عند المسلمين ـ لجمال الفندي، منشورات لجنة دائرة المعارف الإسلامية دار الكتاب اللبناني ط 1 سنة 1982 م.

    رحلات ادبية:

    ـ لقاءان في طنجة تاريخ وفكر وشعر ـ لمحمد بهاء الدين الأميري مؤسسة بنشرة للطباعة والنشر الدار البيضاء 1985 م.
    ـ مدارس سوس العتيقة نظامها أساتذتها ـ لمحمد المختار السوسي ن مؤسسة التغليف والطباعة والنشر والتوزيع للشمال 1987 م.
    ـ بنت الشاطئ رحلة فى أمواج الحياة ـ لوفاء الغزالي، سلسلة كتاب اليوم عدد مايو 1994 م.
    ـ زيارة الأمير شكيب ارسلان للمغرب أسبابها نتائجها ـ لمحمد بن عزوز حكيم، مؤسسة عبد الخالق الطريس للثقافة والفكر تطوان 1980 م.
    ـ رحلتى مع الكتب ـ د مصطفى الشافيـ الطباعة دار الوفاء لدنيا الطباعة والنشراسكندرية مصر 2000 م.
    رحلات الدعوة الى الله :

    ـ الدعوة إلى الله في أقطار مختلفة ـ لتقي الدين الهلالي ، منشورات دار الطباعة الحديثة بالدار البيضاء.
    ـ الرحلة المراكشية، أو مرءاة المساوئ الوقتية ـ لمحمد المؤقت المراكشي، دار الرشاد الحديثة.
    رحلات فلسفية :

    ـ المنقذ قراءة لقلب افلاطون ـ لعبد العقار مكاوي كتاب الهلال 1970 م.
    ـ حي بن يقظان ـ لابن طفيل ـ مطبوعات افريقيا الشرق ط 1 /1992 م.
    رحلات من الشك إلى الايمان :

    ـ رحلتى من الشك الى الايمان ـ لمحمود مصطفى ، دار المعارف ط 4 / 1985 م.
    ـ رحلتى من الظلمات الى النور ـ لشمس البارودي اعداد عزة الجرف.

    أبحاث ودراسات حول الرحلات :

    ـ رحلة ابن رشد السبتى ابي عبد الله محمد بن عمرـ دراسة وتحليل د احمد حدادي فى جزئين ، منشورات وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية المملكة المغربية ط 1 /1424 هـ/2003 م الجزء الأول في 415 ص والجزء الثانى فى 532 ص.
    ـ أدب الرحلات ـ د حسين محمد فهيم سلسلة عالم المعرفة رقم 138 منشورات المجلس الوطني للثقافة والفنون والاداب الكزيت يونيو م1989 م.
    ـ أدب الرحلة بالمغرب فى العصر المريني ـ للحسن الشاهدي فى جزئين ، منشورات عكاظ الرباط 1990 الجزء الأول في 310 ص والثاني في 374 ص.
    ـ الرحالون العرب وحضارة الغرب فى النهضة العربية الحديثة ـ لنازك سابايارد، منشورات مؤسسة نوفل بيروت لبنان ط1 /1979 م.
    ـ أدب الرحلة تاريخه وأعلامه ـ المسعودي ، ابن بطوطة، الريحاني ـ لخورج غريب ، سلسلة الموسوع في الأدب العربي رقم 7 دار الثقافة ط 3 سنة 1979 م.
    Reply With Quote  
     

  9. #9 رد: أدب الرحـــــــلة ... 
    السندباد أبو شامة المغربي's Avatar
    Join Date
    Feb 2006
    Location
    المملكة المغربية
    Posts
    16,955
    Rep Power
    36


    أخي الكريم
    ابن الريف امحند البخلاخي
    لك غيث الشكر وعطره، وفيض التقدير وزهره على جميل المتابعة وحسن الإضافة ...
    ثم إن أدب الرحلة العربية الإسلامية تحديدا، وأدب الرحلة عموما، لجدير باهتمام الباحثين والدارسين، والمنتظر المرتقب أن تساهم هذه الحروف في بعث ذوي الهمم السامقة على بذل الجهود المتواصلة، وربط جسور التعاون العلمي في سبيل الغوص عميقا طلبا لكنوز ولآلئ هذا الضرب من الأدب الأصيل ...
    دائما في انتظار الجديد

    حياك الله


    د. أبو شامة المغربي

    kalimates@maktoob.com

    Reply With Quote  
     

  10. #10 رد: أدب الرحـــــــلة ... 
    السندباد أبو شامة المغربي's Avatar
    Join Date
    Feb 2006
    Location
    المملكة المغربية
    Posts
    16,955
    Rep Power
    36


    "الحقيقة والخيال في رحلة بلاد الشام ومصر والحجاز"
    المؤلف: عبد الغني النابلسي
    تحقيق: رياض عبد الحميد مراد

    للحفظ على الرابط التالي:
    الرحلة

    حياكم الله


    د. أبو شامة المغربي

    kalimates@maktoob.com


    Reply With Quote  
     

  11. #11 رد: أدب الرحـــــــلة ... 
    السندباد أبو شامة المغربي's Avatar
    Join Date
    Feb 2006
    Location
    المملكة المغربية
    Posts
    16,955
    Rep Power
    36


    الرحلة العربية

    1761-1767
    Author: Stig T. Rasmussen
    نص من مقال ستي. ت. راسموسن حول ( رحلات في بلاد فارس والجزيرة العربية في القرن الثامن عشر و التاسع عشر- تتبع الإستكشافات العلمية للعالم الإسلامي"، نشر في الرحلة العربية: الروابط الدانماركية بالعالم الإسلامي عبر ألف عام. موسكورد،1996.
    شروط واستعدادات الرحلة
    تضاعفت خلال القرن السابع عشر والجزء الأكبر من القرن الثامن عشر معرفة أوربا بشأن البلدان والثقافات النائية، وذلك نتيجة لجهود البلدان التي تعتمد في تجارتها على الملاحة من أجل إيجاد طرق ومراكز تجارية جديدة، كما بدا واضحا في الفصل الذي كتبه كل من Adam Olearius و Frederik Ludvig Norden. وكذلك بدا جليا واضحا أيضا في وصف العديد من الرحلات التي نشرت من قبل الإنكليز، الهولنديين، والفرنسيين. خلال القرن الثامن عشر زادت الحاجة إلى المعرفة النظرية أكثر من المعرفة النفعية الجاهزة للعالم. الانتقائية العشوائية والمشاهدات الشخصية الملونة أدت أيضا إلى البحث العقلاني والوصف المنظم.
    في منتصف القرن الثامن عشر تمتع الملك فريديريك الخامس Frederik V ووزيره بسمعة وسط أوربا بأنهم رعاة فن، وكان هذا في البال عندما اقترح البروفسور Johann David Michaëlis في Göttingen، ألمانيا على Johann Hartwig Ernst von Bernstorff في Tydske Kancelli ( ما يطلق عليه وزارة الخارجية أنذاك)، إن على الملك أن يرسل ببعثة استكشافية إلى البلدان المجهولة، ما كان يزعم في التاريخ القديم بالعربية السعيدة.
    لقد عزز Michaëlis طلبه بالنظر إلى المقترح وفق ما جاء في الإنجيل بهذا الخصوص: "طبيعة هذه البلدان ما زالت غنية بإمكانياتها التي نجهلها نحن": هذه القصة تعود إلى عهد قديم جدا، اللهجة فيها تختلف عن العربية الغربية التي نعرفها.

    هذا كان أهم الأدوات حتى الآن التي مكنتنا من فهم العبرية. أية إضاءة لا نتوقعها تُلقى على الإنجيل، أهم كتب العهد القديم، والتي علمتنا اللهجة الشرقية للجزيرة العربية كما عرفنا الغربية.
    الإقتراح الأصلي كان بإرسال رجل إلى اليمن من ترانكابار في الهند، ولكن خلال أربعة أعوام تطورت الفكرة إلى رحلة استكشافية علمية متكونة من خمسة رجال جذبوا اهتمام كل عالم العلم الأوربي.

    بدأت الأسئلة التي كان يجب الإجابة عليها بالتدفق، كذلك المقترحات للمشاهدات التي يجب أن تُتخذ. Michëlis هيأ قائمة بالأسئلة العلمية التي كان يأمل أن يجاب عليها خلال الرحلة، وتم نشرها في Fragen an eine Gesellschaft gelehrter Männer , die auf Befehl Ihro Majestät des Königes von Dännemark nach Arabien reisen, Franfurt a. M.1762. هذا الوصف شمل سلسلة طويلة من الأسئلة المختلفة بما يخص التاريخ، التاريخ الطبيعي، وفقه اللغة ( وزود بكتالوج جميل يضم ما لم يكن معروفا أنذاك).
    الأعضاء المشاركون في الرحلة
    شارك في الرحلة ستة أعضاء
     العالم السويدي في العلوم الطبيعية Peter Forskål تلميذ Carl von Linné : أحد الأهداف الرئيسية لبحوث بيتر فورسكول كان إيجاد إثباتات مدعمة لسلسة من النقاط التي جاء بها لينيه.
     عالم اللغة Frederik Christian von Haven والذي كانت مهمته شراء مخطوطات شرقية للمكتبة الملكية في كوبنهاجن، ونسخ الكتابات التي يعثر عليها في طريقه، وتسجيل مشاهدات حول استخدامات اللغة العربية- الهدف الرئيسي فيها إلقاء الضوء على بعض الجوانب الغامضة في الكتاب المقدس.
     الخرائطي Carsten Niebuhr الذي كانت مهمته هي المشاهدة وأخذ القياسات لغرض رسم الخرائط للمناطق الجغرافية المكتشفة وغير المكتشفة.
     الطبيب Christian Carl Kramer الذي كانت لديه العديد من المهمات الطبية الملقاة على عاتقه، سواء العلمية أو على المستوى التطبيق العملي- بين العرب أيضا.
     الفنان والرسام Georg Wilhelm Baurenfeind الذي كانت مهمته رسم ما يجده الآخرين، بالأخص بحوث بيتر فورسكول حول النباتات والحيوانات من التي يسهل ضياعها.
     وأخيرا اشترك معهم الجندي السويدي من سلاح الفرسان المدعو Berggren لضبط النظام.
    الأوامر الملكية
    في كوبنهاجن عمل جملة من البروفيسورية في الجامعة مخطط بالأمر الملكي الذي يقضي الملك فريدريك الخامس بموجبه إرسال البعثة في 15/12/ 1760.
    "بأمرنا نحن، فريدريك الخامس، بنعمة الله ملك الدانمارك، النرويج، الوَنديّين، القوطيين، دوق سلسفي وهولستين، مارن العظمى و ديتماريكسن، نبيل أولدنبورج و ديلمينهورست الخ. أراد أرحم الراحمين بأمرنا وعهدتنا أن يسافر العبيد الأذلاء (هنا تذكر أسماء المشاركين في الرحلة) إلى العربية السعيدة، ليقوموا بما يلي:
    كل المسافرين من ذكروا أعلاه يتوجهون إلى العربية السعيدة ويبقوا مجتمعين معا، أمام أرحم راحمينا أن يضعوا الهدف نصب أعينهم بجمع أكبر كمية ممكنة من الاكتشافات العلمية.
     الفقرة 43 التي يضمها الأمر الملكي هناك تفاصيل تعليمات واجبات الرحلة.
     الفقرات 2-9 ثبت مسار الرحلة، التنظيم (كتقليد جديد فالمشاركون متساوون بالحقوق)، وضع التقارير كان على شكل يوميات.
     الفقرة 10 إشارة واضحة حول كيفية تعامل المشاركون مع الدين الإسلامي:
    " على كل المشاركين أن يظهروا أدبا ولطفا شديدين اتجاه السكان العرب. عليهم ألا يبدو أي اعتراض لدينهم. علاوة على ذلك ألا يعطوا انطباع وإن كان غير مباشر حول ازدرائهم للدين. عليهم الإحجام عن كل ما يثير بغيضة السكان العرب. ومن الضروري أيضا من خلال مهمتهم أن يحرصوا قدر الإمكان على عدم إثارة الشبهات، أو إثارة شك المحمديين الجاهلين حول تصور تجسسهم، أو بحثهم عن كنوز، أو ممارسة السحر والشعوذة أو إيذائهم للبلد. يجب عليهم ألا يثيروا حفيظة وغيرة وانتقام العرب عبر طرح النموذج الليبرالي الأوربي بالتعامل مع المرأة أو الإتيان بما يشابه ذلك، وكما هو الهدف أيضا من التعليمات تذكيرهم بالالتزام الأخلاقي وعدم توجيه الاهتمام لأي شكل من أشكال الحب الذي في غير محله للأشخاص المتزوجين أو غير المتزوجين الذي من الممكن أن يدعو إلى إثارة الرغبة الشرقية بالانتقام. يجب عليهم حتى في أقصى حالات التعرض للمضايقة الشديدة أو الشتيمة وإن كانوا في حماية السلطات المدنية عدم الدفاع عن أنفسهم باللجوء إلى العراك. التجربة في هذه البلدان التي يحكمها "الدين الإسلامي" تبين مدى خطورة هذه الأمور، حيث إهانة المسلم يثأر لها بقتل المتعدي.

    إزاء ذلك الذي من الممكن أن يؤدي إلى تعرض المسافرين الآخرين إلى المضايقة لا نحذر بجدية فقط، بل نمنع هذه الأفعال الطائشة منعا باتا. هذا الذي يخالف التعليمات ويجلب لنفسه المتاعب، نتركه لقدره ولا نجبر الآخرين من المسافرين من المجموعة حمايته حتى لا يعرضوا حياتهم للخطر.
     الفقرات 11 و 12 تتناول اقتناء المخطوطات ونسخ النقوش في سيناء ، الفقرة 13 يحتم على المشاركين البقاء معا، الفقرة 14 يؤكد على المشاركين في الرحلة الاستكشافية واجب بذل الجهود من أجل البحث عن إجابة للأسئلة الموضوعة والمرسلة لاحقا من قبل J. D.Michaëlis والعلماء الآخرين، وفي الفقرة 15 تأكيد على ضرورة إرسال كل المواد التي يتم العثور عليها بالحال إلى البلاط الملكي. الإجابة وقبل أن ترسل إلى أية جهة في أوربا يجب أن تنسخ في كوبنهاجن.
     الفقرات 16-22 تحديد أطر البحوث العلمية والتي تحتوي على الأساس الذي يبدو إنه كان أول خطة علمية عرفت للبحث البيولوجي البحري ( وضعت من قبل البروفسور C. G. Kratzenstein ) من كوبنهاجن.
     الفقرات 23-26 تصف واجبات الطبيب في بحوثه وتطبيقاته الطبية: والأخيرة تطبق على العرب البارزين و المشاركين في الرحلة على السواء.
     الفقرات 27-34 يثبّت واجبات الرياضيين بما يخص الموقع الجغرافي ووضع الخرائط، بالإضافة إلى الجو وأحوال السكان (هنا حالة تعدد الزوجات واحتمالية علاقة ذلك باللاتوازن إحصائيا بين الجنسين).
     الفقرات 35-42 تصف المشاريع اللغوية التاريخية بينما تتناول الفقرة الخاتمة 43 عمل الرسام، بالأساس دعم عمل عالم التاريخ الطبيعي برسم الحيوانات والنباتات التي لا يمكن نقلها في رحلة العودة، ومن ثم مساعدة الآخرين. وأخيرا مناشدة العلماء في الرحلة بمساعدة الرسام في عمله والاتفاق معه والتحلي بالصبر.
    مجريات الرحلة الاستكشافية
    انطلقت الرحلة في الرابع من كانون الثاني عام 1761. خط مسار الرحلة كان عبر القسطنطينية والإسكندرية إلى القاهرة والمواصلة على طول ساحل البحر الأحمر حتى اليمن حيث أقاموا هناك من شهر كانون الأول 1762 إلى أواخر شهر آب 1763. في اليمن توفي اثنان من المشاركين von Haven, Forskål بسبب الإصابة بالملاريا على ما يبدو.
    الأربعة الآخرون أبحروا إلى بومباي، وبعدها توفي اثنان آخران هما Baurenfeind , Berggren خلال الرحلة. وفي بومباي توفي الخامس Kramer وحيث الوحيد الحي الذي بقي هو Carsten Niebuhr. أكمل رحلته إلى عمان وإيران ومن ثم عبر العراق و سورية إلى فلسطين مرورا بقبرص.

    من ثم من القدس إلى القسطنطينية وإلى أوربا الشرقية ومن ثم كوبنهاجن التي وصلها في العشرين من شهر تشرين الثاني عام 1767.
    منحى الرحلة كان تراجيديا. ولكن الرحلة رغم ذلك نجحت في حصولها على مجاميع تعد ذات أهمية. المجاميع تضم نباتات، حيوانات، مشاهدات، خرائط، رسومات ومخطوطات شرقية.
    جزء كبير من المجاميع هذه ما يزال موجود لحد الآن، وموجود في المتحف النباتي ( معشبة فورسكول- وتضم حوالي 1800 عينة)، في متحف الحيوانات ( 99 سمكة في معشبة الأسماك كما أطلق عليها (لأن فورسكول حنط الأسماك بدون أحشاءها، بجانب واحد فقط من جلدها وضغطها كالأعشاب عندما تجفف)، في المتحف الوطني (في قسم الأنتيك، الإثنوغرافيا، العملات ومجموعة الميداليات)، وفي المكتبة الملكية (قسم الدراسات الشرقية واليهودية).
    اليوميات ووصف الرحلة
    من جملة ما جاء في المرسوم وفق الفقرة 8 بأن على المشتركين كتابة يومياتهم وفورسكول، فون هاون ونيبور نفذوا هذا الواجب، ولهذا فلنا معرفة جيدة من خلال ذلك بهم وبشكل أفضل بنيبور الذي أتيحت له الفرصة لأنه الوحيد الذي بقي من الطاقم بأن بعيد كتابة مادته.
    بيتر فورسكول P.Forskål
    كانت هناك خطة لطبع يوميات فورسكول في السبعينات من القرن الثامن عشر ولكن ذلك لم يحصل قبل عام 1950. الكتاب صغير ولكن مصور (في الإسكندرية):
    "إلى جانب هذه الرحلات التاريخية كان جانب البحث النباتي هو الأفضل، لقد شاهدت الأزهار الخالدة بنفس ازدهارها ونشاطها لذات النوع والشكل كما لو كانت من قبل ثلاث أو أربعة آلاف سنة مضت.
    النبات في هذا البلد يدعو عالم الطبيعة للقيام بالكثير من المهام، بالرغم من إن عدد النباتات ليس كبير كما هو عليه في مناطق أوربا.
    اليوم الذي وصلت فيه إلى الاسكندرية قمت بزيارة إلى أقرب الحدائق. حتى وإن لم يكن لدي الاهتمام أو أية رغبة خاصة في إلقاء نظرة على هذا العالم وأزهاره، لاستطاعت هذه الطبيعة الغير عادية بالرغم من هذا أن تثير اهتمام أي شخص غريب، مهما كان غير متأثر. جدران الحدائق كانت عالية وبالرغم من ذلك علت أشجار النخيل فوقها وبانت كأنها غابة كثيفة. من أول لحظة دخلت فيها كنت مأخوذا لمرأى هذه الأشجار التي خلقتها الطبيعة كأجمل صفوف أعمدة، ولكي لا يخلو الخيال من قاعدة لتلك الأعمدة اعتاد الناس أن يسوروا هذه الأشجار بحائط منخفض ليدعّمها. تزرع الأشجار في صفوف بالطول والعرض: 8 ألين (ألين يساوي قدمين) بين كل ثلاث نخلات.
    من صفات فورسكول البارزة هو إصراره ومثابرته المتميزة وهي الميزة الإيجابية التي كانت خلف جهوده العلمية في ظل الظروف الصعبة التي مر بها، ولكن بالطبع تؤدي هذه الصفة في شخصه إلى نتائج سلبية بما يخص الآخرين. ولم يكن من قبيل الصدفة أن أطلق لينيه على نبتة الـ " القراّص" بـ" pertenacissime adhærens" والتي تعني المثابر الصامد.
    فون هاون F.C. von Haven
    يوميات فون هاون محفوظة في المكتبة الملكية، قسم المخطوطات. يتكون من مطويتين كبيرتين. في أحدهما يوجد الوصف الفعلي للرحلة، وفي الثاني مقاطع من وثائق ذات علاقة ومراجع استخدمت بالرحلة: كتالوج بالمخطوطات التي وضعها، مخططات للمخطوطات والكثير من قوائم بالمفردات العربية الدانماركية، وخصوصا العربية الإيطالية (قضى فون هاون قبل الرحلة وعلى نفقة الملك سنتين في روما يدرس عند العرب الموارنة). هذه اليوميات لم تطبع نهائيا بالرغم مما تزخر به من وصوفات حية يدخل فيها فون هاون كبطل رئيسي. لقد كان - كما كان الأرستقراطيون عليه في تلك الفترة – مغرورا ومكتف بنفسه إلى حد الحمق.
    كارستن نيبور C. Niebuhr
    نيبور لعب دور الوسيط لهذه المجموعة، ووظيفته هذه لم تكن سهلة بأي شكل من الأشكال بسبب إن كل من فورسكول و فون هاون طمحوا بدون نجاح بالحصول على منصب قائد الرحلة. وبالذات لهذا السبب لم يتم تعيين أحد لمنصب قائد، و نصب نيبور أمين صندوق الرحلة.
    في مقدمته Beschreibung von Arabien "وصف الجزيرة العربية " بسط نيبور أفكاره بشأن الأسباب التي أدت إلى حدوث أخطاء في تلك الرحلة:
    " أعتقد بأننا كنا السبب في الأمراض التي أصابتنا، بينما كان من السهل على الآخرين وقاية أنفسهم منها. تجمعنا كان من الكبر الذي حال دون تهيؤنا للمعيشة إلى جانب السكان المحليين. لأشهر عديدة لم نتمكن من الحصول على أي مشروب كحولي كنا معتادين على تناوله، وبالرغم من هذا تناولنا كميات كبيرة من اللحوم الأمر الذي يعتبر غير صحيا في البلدان الحارة. بعد الأيام الحارة كان هواء الليالي البارد مريح لنا الأمر الذي كان يولد إحساسا بالترف.
    كان يجب علينا أيضا أن ننتبه للفرق في درجات الحرارة بين المناطق الجبلية والسهول المنخفضة. كنا على عجلة من أمرنا في الرحلة بحيث لم يتاح لنا التعرف على دواخل المدن.
    لم تكن معرفتنا كافية بالبلدان وسكانها مما سبب لنا متاعب وطرق وعرة مع السكان، ونحن مرارا ولربما بلا حق اعتقدنا بأن لدينا الحق بالشكوى من غير أن نتذكر بأن حتى سفرنا داخل أوربا لم يكن يخلو من متاعب.

    لقد كنت أنا بنفسي مريضا جدا، عندما كان مرافقي ما يزالوا على قيد الحياة، لأنني تمنيت كما تمنوا هم، أن أعيش كما لو كنت في أوربا، ولكن ومنذ ذلك الوقت عشت فقط بين الشرقيين، تعلمت طريقتهم في مواصلة الحياة في تلك البلدان. تباعا سافرت إلى بلاد فارس قادما من البصرة وبرا إلى كوبنهاجن بدون تعرضي، ولو لمرة واحدة لوعكة صحية أو تعرضي لمشاكل كثيرة مع السكان.
    أبعاد ونتائج الرحلة
    كان للعديد من اكتشافات هذه الرحلة صدى حيث:
    مساهمات نيبور في مجال رسم الخرائط، والتي من ضمنها صار من الممكن مثلا بالنسبة للسفن الأوربية أن تبحر عبر البحر الميت وحتى السويس. نسخ مخطوطات الكتابة المسمارية والتي كانت الأساس في فك أسرارها في عام 1802، ونشر اثنين من أهم الأعمال الإستشراقية في القرن الثامن عشر.
    مساهمات فورسكول في مجال علم الحيوان والتي شملت عمله الرائد في حقل بيولوجيا البحريات ودراسة الطيور المهاجرة. أيضا في مجال علم النبات والذي بالإضافة إلى جمعه لمايقارب الـ 1800 نمودج من النباتات في معشبة لازالت موجودة ليومنا هذا، كان أيضا من الأوائل في علم بيولوجيا النبات وجغرافيا النبات. من المؤسف إن ملاحظاته و وشروحاته التي تركها قد جمعت وحضرت للنشر من قبل عالم نباتي كان أقل كفاءة، وهكذا لم تعط أعمال فورسكول الأصلية وغنى أفكاره في مجال علم النبات قيمتها الفعلية وكان يجب الانتظار لكي يعاد العمل مجددا في الكثير من اكتشافاته من قبل الأجيال التي جاءت بعده.
    رسومات بورينفايند Baurenfeind أعطت تجسيد صادق للنباتات والحيوانات التي لم تكن معروفة حتى ذلك الوقت. نشرت بمجلد فورسكول المصور مرافقة لشروحاته حول الحيوانات والنباتات. رسوماته لقنديل البحر من أجمل الرسومات من نوعها. وصوّر في أعمال نيبور مختلف جوانب وأشكال الحياة في مصر واليمن.
    مكتسبات فون هاون شكلت الجوهر الجديد لمجاميع المكتبة الملكية من مخطوطات الشرق الأدنى، إذ لم يكن بحوزة المكتبة قبل ذاك الوقت إلا هدايا متفرقة ومقتنيات.
    المرسوم الملكي يعكس النظرة العلمية الأساسية للفترة التنويرية. القناعات كانت بأن العالم يمكن تنظيمه ووصفه بشكل مفروغ منه في عمل شامل- مشروع العصر المركزي وصف بالتأكيد بالموسوعة العظمى. نتائج الرحلة الاستكشافية تعزى إلى التطبيق الناجح للمبدأ العقلاني في حقيقة البحث المنهجي. المشاهدات ذات الدقة الرياضية، الجمع والمعالجة المنظمة، الأولوية المعطاة للمعلومات المستحصلة بطريقة مباشرة والتمحيص الدقيق للمعلومات المستحصلة بطريقة غير مباشرة وبنفس الوقت نظرة انسانية، بدون تحامل، وانفتاح اتجاه كل ما هو جديد، يكملها الاحترام للطرق الأخرى بالتفكير، وهكذا تتميز الفترة التنويرية بشكل أساسي عن القرن السابع عشر، بأنها أرست القاعدة الموضوعية للعلم المعاصر.
    القرن التاسع عشر
    الإقرار بأن الطبيعة غير جامدة وإنما مرت بمراحل تطور. القرن التاسع عشر كان قرن التطور وبناء الإمبراطوريات. الاعتقاد بأن العالم الغير أوربي أقل تطور حضاريا استغل لمصلحة أوربا في طور توسعها. درس الإسلام من قبل المستعمرين لغرض استخدامه في السيطرة على المستعمرات. زمن الرحلات الطويلة قد ولى، فقد تم إرساء المصالح الأوربية في الخارج، وفي ذلك الوقت كان كبار موظفي المستعمرات تلك والدبلوماسيين
    (القنصلية الدانماركية في تونس 1820-1833) هم الذين يجلبون المخطوطات والمواد الأخرى ذات القيمة.
    من المبادرات الدانماركية المبكرة هي الرحلات الفردية لعالم اللغة راسموس راسكس - رحلة الهند الكبرى 1816-1823 والتي أعطت نتائج ذات أهمية. علم اللغة تطور من وصف للمفردات والقواعد إلى إثبات أصل اللغات وعلاقتها ببعضها وتقديم لتاريخ تطور اللغات على أساس البحوث المقارنة، خصوصا اللغات الهندوأوربية.
    بما يخص الشرق الأدنى فقد اتسم النصف الثاني من القرن التاسع عشر بجلب طبعات نصوص جادة لكلاسيكيي العالم الإسلامي كأساس لمواصلة العمل العلمي عن طريق فهم أقرب أصولنا في العالم الإسلامي بمنظور ثقافي كوني.

    المصدر

    حياكم الله


    د. أبو شامة المغربي

    kalimates@maktoob.com

    Reply With Quote  
     

  12. #12 رد: أدب الرحـــــــلة ... 
    السندباد أبو شامة المغربي's Avatar
    Join Date
    Feb 2006
    Location
    المملكة المغربية
    Posts
    16,955
    Rep Power
    36


    "رحلة إلى مدينة هانتشو في الصين"
    محمود البدوي

    للحفظ على الرابط التالي:

    "رحلة إلى أوروبا الشرقية"
    محمود البدوي

    للحفظ على الرابط التالي:


    حياكم الله


    د. أبو شامة المغربي

    kalimates@maktoob.com

    Reply With Quote  
     

Posting Permissions
  • You may not post new threads
  • You may not post replies
  • You may not post attachments
  • You may not edit your posts
  •