بـــركاتـــك يا ســـيدي الشــــيخ اوبــامــا
ليس في الأمكان أبدع مما كان وما من شك في أن الرئيس الأمريكي "اوباما " أستحوذ علي عقول وقلوب البسطاء من الجماهيربخطابه الموجه الي العالمين العربي والإسلامي علي طريقة مسلسلات التلفزيون المكسيكية الطويلة التي تعُرض في الفترة الصباحية والتي تتعامل مع نوعية خاصة من الجمهور وهم غالبيتهم من ربات البيوت وحراس العمارات الذين يستغرقون وقتاً طويلا مشدوهين الي تفاصيل المسلسل ومتفاعلين مع أحداثه ويعيشون في تفاصيله كما لوكانوا هم أبطال المسلسل ويبكون لبكاء البطل ويتعاطفون معه الي النهاية ، لقد أستطاع النجم الأمريكي الأسمر الإستحواذ علي المشاعر العاطفية للجماهير العربية والإسلامية وهذه نقطة أيجابية في نظرة التحول نحو السياسة الامريكية الجديدة ، نحن شعوب عاطفية تتعامل بسلام وتسامح وخاصة مع من يستخدم لغة القرأن في خطابه الي العرب والمسلمين ، ولمجرد انه أورد بعض الآيات القرأنية في خطابه وجاءت في السياق فقد تم تنصيبه خليفة وإماما للمسلمين في العالم ، لقد تسلم "اوباما "منصبه وسط تحديات خطيره لا سيما الإضطرابات الأقتصادية وذيادة الإنفاق العسكري للحروب المتفجرة في كل من العراق وأفغانستان مع حرص الولايات المتحدة الأمريكية الحفاظ علي دعمها المالي والعسكري المستمر للكيان الصهيوني ، فلذا كان علي اوباما أن يجد مخرجاً للولايات المتحدة ينقذها ويخرجها من أزاماتها ولذا حاول" اوباما " في خطابه الذي القاه من القاهرة في تسويق عناوين براقة تستهدف إبراز التباين بين إدارته الحالية وإدارة بوش التي ناصب فيها العداء أغبي رئيس دولة في العالم الإسلام والمسلمين في كل بقاع الأرض وتمادي في عدائه للاسلام بإعلانه الحرب المقدسة علي كل من العراق وافغانستان خالعا عليها وصف الحروب الصليبية الجديدة مع إنحيازه الكامل والداعم للكيان الصهيوني العنصري في قتاله ضد الشعب الفلسطيني مع إيجاد شعور بالمهانة والدونية لدي الشعوب الإسلامية في تعاملها مع الأسري والمعتقلين العرب والمسلمين في سجون أمريكا المنتشرة في كل أنحاء العالم بما فيها السجون الأمريكية علي الأراضي العربية ، وعلي الرغم من ذلك أرجع اوباما العداء بين العرب وامريكا او بين المسلمين وامريكا الي أحداث الحادي عشرمن سبتمبر متجاهلا حقيقة هذه الخديعة وأسباب هذا العداء و الذي أوجدته سياسة إزدواج المعايير والكيل بمكيالين في التعامل مع كل قضايا الأمة العربية والإسلامية في داخل مؤسسسات المجتمع الدولي ومنظماته ، وعلي طريقة أنا أكذب ولكني أتجمل جاءنا مستر اوباما بوصفه مخلصاً وفاديا الأمة العربية والإسلامية طالبا مد جسور التفاهم بين أمريكا القبيحة والعالم الأسلامي عن طريق محاولة تغيير لغة الخطاب ولكن دون تغيير حقيقي في سياسات أمريكا المتعلقة بالقضايا الشائكة ورغم الأمل في ذلك إلا أن الأمر ليس كذلك لان سياسات الدول والأمم التي تدرك مصالحها لا تتغيير بتغير الأشخاص وربما تختلف الأساليب فقط والوسائل ولكن تبقي الأهداف ثابته ومحددة كما أن" اوباما " وإدارته لا يوجد لديها تصورعن كيفية التعامل مع القضايا العربية ولكن سوف يترك النهاية مفتوحة علي طريقة أفلام مخرج الروائع حسن الأمام المشاهد والمتفرج هو من يضع النهاية التي تتلائم مع أتجاهاته وظروفه وأفكاره المهم هو محاولة تغيير نظرة العرب والمسلمين نحو أمريكا اولاً وتجميل وجهها القبيح والملطخ بدماء العرب والمسلمين وليس إيجاد حلول والحقيقة كما ذكرنا أن "مولانا مستر اوباما " ليس لديه حلول وإن كان له رؤية في ذلك بصفته الشخصية ولكن ذلك سوف يجعله يصطدم بالمؤسسات التي تشارك في رسم السياسة الأمريكية وهي في الغالب سياسة اللوبي الصهيوني في واشنطن وهوحريص علي علاقاته مع اليهود ، اوباما لايبحث عن مصالح العرب والمسلمين ومخطئ من يظن ذلك لان اوباما يبحث عن مصلحة أمريكا اولاً وهذا حق الرجل بعد الآرث الثقيل الذي خلفه المجرم بوش ، وكان من الممكن أن يخاطب اوباما العالم العربي والأسلامي من أمريكا ولن نجد فرقا كبيرا في فحوي خطابه ورسالته التي ينوي إرسالها الينا سواء كان في القاهرة اومن فنزويلا ولكن هويدرك تماما ً بان الشعوب العربية سوف تتعامل معه علي طريقة الفاتحين وأستقباله باعتباره الناصر صلاح الدين او المهدي المنتظر ونجح فعلا في التاثير علي العواطف وإبداء حسن النوايا ولكن لابد من أفعال تؤكد أقواله في طي صفحة الماضي والكراهية مع أمريكا ، اوباما نجح في أن يلقي الكرة في ملعبنا العربي ولكن ما هي اللغة التي سوف يتعامل العرب معه ومع أطروحاته في المرحلة المقبلة بالطبع لاشئ سوي الحديث عن كرامات مولانا سيدي الشيخ اوباما .
الــــوعــي الــعـــربـــي- http://www.alarabi2000.blogspot.com