كم ذا يهيج نوح الورق من ألمي
وكم يقطع قلبي بارق الظلم
ألوث بردي على صدري مخافة أن
يسيل في دمعي القاني على قلمي
وكم أذاب الجوى حب القلوب كما
تراه من حر انفاسي ومن كلمي
أهفو غراما لأرامِ بذي سلمٍ
وكل واد لذي المشتاقِ ذي سلمِ
وكل حاد بذكرى الحب يزعجني
ويلهب الشوق من قرني إلى قدمي
إلى مراح الدمى اشتد الهوى وإلى
مرعى المنى عبرتي ممزوجة بدمي
وكلما مر ذكر البين طأطأ من
أشراف نفسي وحط اليأس من هممي
كأنني طائر حصت قوادمه
يذوده مضرحيّ فاغرُ بفمِ
يرجو ويخشى فما زالت جوانحه
من إعتلاج الرجا والخوف في ضرم
أن حز في صدره ضعف الجناح رأى
بيض الأماني تجلو ثغر مبتسمِ
فهل تبلغه يوماً عزائمهُ
لمطلع اليُمن والإيمان والكرمِ



اللهم صلي على محمد وعلى آله
بلاد أمن تشق الليل بهجتها
كما يشق أديم الشاء بالجُلم
مهابط الوحي ميدان الملائك
مرتاد المراحم ملجأ كل معتصم
منازل عرفها روح النفوس كما
في مالها وثرائها البرء للسقم
فالكحل من تربة مدبوغة بحذاء
خير النبين شافي ضر كل عمي

اللهم صلي على محمد وعلى وآله
متى أمرغ خدي في جوانبها
فأرتوي ان قلبي بالبعاد ظمي
واقصد المسجد الميمون في زمر
من وافدي دار خير العرب والعجم
وأنثني بعد تسبيح الأله إلى
ضريح خير الورى في جملة الخدم
وأقول أن لم يخني بالنشيج بكاً
عليك مني الثناء ياكاشف الأزم
عليك مني صلاة الله ماحسرت
قناعها الشهب في داج من الظلم
عليك مني صلاة الله ماكشفت
جلبابها الشمس في ذيل الدجى الهرم
عليك مني صلاة الله ماسجعت
حمامة بشجي النوح والنغم
عليك مني صلاة الله ما خفرت
ريح الجنوب الطّها فارفضّ بالديم
عليك مني صلاة الله مانقلت
عنك النسائم ريحانا لملتثم
عليك مني صلاة لاانتهاء لها
ملء الزمان وملء السهلِ والأكمِ
ما صعد الشوق من صدر امرئ نفسا
وضجر الدمع خد الصبّ بالعنمِ

...............

قصيدة طويلة على نهج البردة بلغت ابياتها171بيتا
للعلامة مفتي حضرموت
السيد عبدالرحمن عبيدالله السقاف