أصل الجبهة

التاريخ
تأسست البوليساريو بعد أن عرفت إسبانيا انها ستخرج من الصحراء الشمال أفريقية سنة 1973 اي سنتين قبل المسيرة الخضراء التحريرية في الوقت الدي كان المغرب وموريطانيا يطالبان بخروج إسبانيا عبر المحكمة الدولية وتهدف إلى إقامة دولة مستقلة منفصلة عن المغرب في إقليم الصحراء المغربية وتشكلت في بادئ الامر من صحراويين منحهم الأسبان الأسلحة ولقبهم بالبوليس وهو أيضا من أسباب تسمية الجبهة ببوليساريو وتعني البوليس في ريو نسبة إلى واد الدهب بالإسبانية.
من جهة أخرى كان المغرب يطالب أيضا بجلاء الاحتلال الإسباني من الإقليم، ويطالب باسترجاعها في المحافل الدولية والأمم المتحدة، وقام فعليا بالمسيرة الخضراء حيث توغل متطوعون مغاربة داخل الصحراء رغم الاحتجاجات الإسبانية على المسيرة وتهديدها برد عسكري، لكن الدعم العربي والدولي ونجاح المسيرة أدى بإسبانيا إلى التفاوض والتخلي عنها لصالح المغرب وموريتانيا بموجب معاهدة مدريد. وذلك بعد اعتراف محكمة لاهاي الدولية بوجود روابط تاريخية بين سكان الصحراء والمغرب.
نظرا للحدود التي خلفها الاستعمار الأوروبي في المنطقة، حيث كانت موريتانيا تشكل جزءا من الدولة المغربية السعدية، قبل ظهورها كدولة مستقلة في أواخر الخمسينيات، نشأ التساؤل حول حدود الصحراء الغربية، حيث اعتبرها المغرب جزءا منه حسب حدود ما قبل الاستعمار (الدولة السعدية)، بينما اعتبرت موريتانيا أن للسكان تقاليد صحراوية شبيهة بتقاليد الشعب الموريتاني، وتفاديا لحدوث نزاع مسلح توصل الطرفان إلى حل يقضي بتقسيم الإقليم حيث يكون للمغرب الجزء الأكبر ويكون لموريتانيا الثلث الجنوبي. على أية حال أدى رفض البوليساريو وقيامها بحرب عصابات قتل في العديد من المدنيين من الدولتين انطلاقا من تندوف الجزائرية (الذي هو مقرها إلى هذا اليوم) إلى انسحاب موريتانيا من الصراع وبسط المغرب سيادته على مجموع الإقليم وقام بتشييد الجدار الرملي على مراحل الشيء الذي نجح في منع مقاتلي الجبهة من التسلل إلى داخل الإقليم.
يعتقد البعض أن المشكل امتداد لحرب الرمال الحدودية بين المغرب والجزائر، الاختلاف الأيديولوجي بين البلدين واستمرار الحرب الباردة بين المعسكر الاشتراكي والمعسكر الرأسمالي،
لم تزد رئاسة الولي مصطفى السيد الرقيبي لجبهة البوليساريو على ثلاث سنوات أي منذ تأسيسها عام 1973 حتى مقتله في ظروف غامضة في 9 يونيو/ حزيران 1976 خلال هجوم على العاصمة الموريتانية نواكشوط، وقد أصبح محمد عبد العزيز المزداد في مراكش أمينا عاما للجبهة ورئيسا لمجلس قيادة الثورة من أغسطس/ آب 1976 إلى اليوم.


أصول قياديي البوليساريو
الكثير ممن يشغلون مناصب حساسة ويتحدثون باسم الصحراويين في الجبهة ليسوا من الإقليم المتنازع عليه:
"محمد عبد العزيز المراكشي"(الزعيم الحالي) ولد في مراكش ودرس فيها وتنقل مع أبيه -الذي كان ضابطا في الجيش المغربي- إلى سوق الأربعاء، شفشاون، العرائش والقنيطرة. درس لم بالرباط في العلوم السياسية.
"ماء العينين الصديق" (مستشار لدى الرئاسة) من كلميم حاصل على الإجازة من مراكش.
"البشير مصطفى السيد أخ الوالي" من طانطان حاصل على الباكالوريا من أكادير.
"حبيب الله محمد الكوري" ممثل البوليزاريو بفرنسا من طانطان.
حيث أن كل من: طانطان، طرفاية، كلميم يقعان خارج الإقليم المتنازع عليه (الصحراء المغربية) أي في المناطق المغربية غير المتنازع عليها، الأمر الذي يعتبره البعض يضر بمصداقية الجبهة، غير أن هناك من يقول بانتمائهم لأصول صحراوية رغم ذلك.


تفكك الجبهة
يرى البعض أن الجبهة "البوليساريو" تلقت ضربة قاضية ومدمرة بعد قرار مجموعة من الأطر والمنشقين عن هذه القيادة إنشاء حركة بديلة عنها (بوليساريو خط الشهيد) والتي اتهمت الجبهة بالفساد والمتاجرة في معاناة الصحراويين وقبلت بالتفاوض على الحكم الذاتي الذي اقترحه المغرب لإنهاء النزاع. واعتبرت يومية (لو ريبوبليكان) أن تأسيس جبهة جديدة يشكل ضربة قاضية ل"البوليساريو"، مشيرة إلى أن الحركة الجديدة تتبنى التفاوض كسبيل لحل قضية الصحراء. وأضافت الصحيفة أن تأسيس هذه الحركة يعكس الانقسامات والمعارضات التي تلغم جبهة "البوليساريو"، مذكرة بأن جبهة "البوليساريو" شهدت في السنوات الماضية عدة تصدعات وانقسامات.
كما يذكر أن عدة ضباط وأطر عليا ووزراء وكذا عدة وجهاء قد فروا من الحركة من أجل الالتحاق بالمغرب.


المفاوضات مع المغرب
طرحت الأمم المتحدة عدة حلول في إطار جهودها لتسوية النزاع بين المغرب والبوليساريو ولم يكن أي حل منها موضع اتفاق بين الطرفين المغرب والبوليساريو حيث لا يقبل المغرب أي حل يضع وحدته الترابية عرضة للتقسيم بينما لا تريد البوليساريو أي حل لا يؤدي إلى انفصال الصحراء.
فالاستفتاء‏ الذي كان مطروحا خلال عقد الثمانينات سيؤول حتما إلى خيارين، الأول الانضمام للمغرب‏ وهو أمر ترفضه البوليساريو جملة وتفصيلا، والثاني الانفصال عنه وتكوين دولة الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية المستقلة وهو ما يستبعده المغرب رافضا أي حل يضع وحدته الترابية محل استفتاء.
ورغم تباعد وجهات نظر الطرفين فإن الأمم المتحدة قامت بوضع الترتيبات الكاملة لتنظيم عملية الاستفتاء في الصحراء الغربية‏، بدءا بإقرار وقف إطلاق النار بين الجانبين، لكن عملية الاستفتاء تعطلت بسبب عدم الاتفاق على من يحق له المشاركة في الاستفتاء.
وجاء خيار الحل الثالث‏ المقترح من جيمس بيكر‏ والقائم على منح الصحراء الغربية حكما ذاتيا واسعا تحت الإدارة المغربية، فرفضت البوليساريو الاقتراح‏‏ وتضامنت معها الجزائر في حين وافق عليها المغرب واعتبرها آخر ما يمكن أن يقبل به في سبيل حل "النزاع المفتعل حول أراضيه".
وطرح كوفي أنان خيار التقسيم حلا رابعا عام ‏2002 على أن يكون للمغرب الثلثان وللبوليساريو الثلث، فسارع المغرب إلى الرفض القاطع، بينما قبلت كل من البوليساريو والجزائر، واتهم‏ المغرب الجزائر المرحبة بهذا الحل بأنها بهذا قد كشفت بوضوح سبب دعمها اللامحدود لجبهة البوليساريو وفسره بأن الجزائر تريد أن تستحوذ على جزء من الصحراء.


التمثيل الدولي
رغم دعم الجزائر للجبهة فإن دورها على الصعيد العالمي في تناقص مستمر، حيث اعترفت عند نشأة الجبهة 75 دولة بما يعرف بالجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية، وانخفض العدد إلى 40 بعد سحب الكثير من الدول اعترافها بالجمهورية المعلنة من طرف واحد. واليوم وتحت ضغط الدول الكبرى تتفاوض البوليساريو مع المغرب على حل مقبول بعد 30 عاما من رفض أي مبادرة للتفاوض.


المؤتمر 12 للبوليساريو
أقيم في 16 ديسمبر 2007 بتفاريتي الواقعة ضمن الأراضي التي تركها المغرب كشريط عازل بينه وبين الجزائر ودام 7 أيام حضره كل رموز جبهة البوليساريو. من بين قرارات المؤتمر:
إعادة انتخاب محمد عبد العزيز كأمين عام للجبهة ورئيسا للجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية متحصلا على 85% من الأصوات.
في حالة عدم نجاح الدورة الثالثة للمفاوضات بطرق سلمية بين المغرب والبوليساريو (مفاوضات مانهاست) بضواحي نيويورك، 7 يناير 2008، فإن اللجوء للنزاع المسلح هو الحل الوحيد، وهو حل اعتبره الكوركاس لن يؤدي إلى أي نتيجة.