كيف ينظر المفكر الغربي الى السياسة الامريكية بعد احداث11 سبتمبر و ما هي نظرته الى التفاعلات الدولية و تقيمه لهاته السياسة .إرتأيت هنا ترجمة مقالة للمثقف الفرنسي الشهير*برنارد لنغلواز* بعنوان "بوش محور الشر" و برنارد لنغلواز هو ناشط فرنسي يساري مشهور بدعمه و مساندته للقضايا العربية و خصوصا القضية الفلسطينية و في هذه المقالة يحلل فيها سيكلوجية السيد بوش و المسار الذي اخذته إدارته بعد 11 من سبتمبر
برنارد لنغلواز 07/02/2002
نهاية التاريخ
منذ قرن و المهتمون يرون في الولايات المتحدة الدولة الأكثر تهديدا للمعمورة في القرن العشرين فقد اعتمدت القوة في فرض إرادتها و هيمنتها مهما كانت الأغلبية التي تحكمها جمهوريون او ديمقراطيون ما سبب معاناة لعديد الشعوب.
و بدون أي تردد فقد كانوا سببا في حروب قضت بشعوب كاملة تحت القنابل إثارة تمردات و انقلابات ضد حكومات شرعية.دعم و تنصيب دكتاتوريات قمعية. تأهيل التعذيب .التسبب في بؤر للتوتر بتأجيج النعرات الاثنية. في مفارقة وصف نفسها بإمبراطورية الخير بعد ان شوهت القيم الروحية الأصلية للشعب الأمريكي بعد ان وسعت هيمنتها على أرجاء القارة الأمريكية لتفرضها على العالم اجمع بتحللها من (عقيدة مونرو) بالمال و الضغط الاقتصادي.المساومة والتهديد باستعمال القوة و السلاح.إلى حد استعمال القنبلة النووية و هي الدولة الوحيدة التي استعملتها مرتين على مدنيين.
فهل يؤهلها هذا أخلاقيا لقيادة حرب ضد الإرهاب.
لمرتين هرعت الولايات المتحدة لنجدة أوربا العجوز.
الأولى لإعارتها يدا قوية في حرب الصراعات الامبريالية بين القوى المتزاحمة للإمبراطوريات الاستعمارية التي كانت في رمقها الأخير(الحرب العالمية الاولى).
و الثانية لتخليصها من هوس دكتاتور(هتلر) كاد ان يضم حتى انجلترا و روسيا رغم ان الأخيرة (روسيا) أعادت توازنها دون دعم أمريكي( الحرب العالمية الثانية).
بهذا الدعم الكبير يمكن ان نشعر بالرضا نحن الأوربيين بشرط ان لا ننسى انه فقط مصالحها من كانت تدافع .لأنها كانت تعي انه فقط رابح حقيقي بين هاذين الصراعين يصبح الأقوى ما يؤهله للعب الدور الأكبر عالميا و يجعله يملي إرادته السياسية و العسكرية و المالية و الاقتصادية و الثقافية على الكل.لذا فهي لم تتوانى بعد نهاية الخرب العالمية الثانية من التصدي لأي عارض للهيمنة الأمريكية و تعميم النموذج الأمريكي مثل ذلك الذي كان يمثله الاتحاد السفيتي و التي كانت ثورة 1917 جعلت منه وحشا منافسا لمصالحها .لتسارع للعب دور الحصان الأبيض أمام المد الشيوعي ما سمي وقتها بالحرب الباردة ليعطي انطباعا ان الصراع لم يكن أكثر من صراع حول مناطق نفوذ"بؤر ساخنة" و يتجاهل دور الدولتين في المشاكل الحقيقية ذات العلاقة بالصراع و التي خلفت ملايين الضحايا .
المستنقع الفيتنامي رسم نقطة للعودة و المراجعة فبالمقاومة التي هزت وزعزعت أركان القوة العظمى كان عليها ان تستوعب الدرس .نفس الشيء كان بالنسبة للاتحاد السفيتي في أفغانستان.فالعم "سام" دعم وسلح الجاهدين الأفغان مثلما فعل الاتحاد السفيتي مع جنود العم "هو" لترمي موسكو بعدها المنديل ليخلق واقع جديد بعد سقوط الاتحاد السفيتي ترسم فيه فقط قوة واحدة وحيدة نهاية التاريخ.
في تحليله للسياسة الأمريكية يقول الفيلسوف الفرنسي*جورج لابيكا* " الحرب هي عامل وجود الولايات المتحدة.فهم يعتبرون أنفسهم دائما في حالة حرب منذ خمسين سنة .غير معلنة لكن دائمة و ضد العالم اجمع .فمنذ تفجير هيروشيما و ناغازاكي لم تحيد أي من قارات العالم عن سياستهم هاته.فليس من المدهش إطلاقا ان توظيف أحداث 11 سبتمبر لم يخرج عن نطاق الحرب.فجنون القوة بالعادة و نقس التفكير كانا السبب. لان الكثيرون يظنون ان أفعالا من نفس القبيل او أفعالا انتقامية هي المناسبة للرد على هكذا وضع ما أسس للخوف من الأسوأ وهو منطق العدو الوهمي كمنطق الدون كيشوت ووهمه اتجاه طواحين الهواء.
محور الشر
ليس فقط وهمه بطواحين الهواء في جنونه ما دفع بالرئيس الأمريكي *جورج دبليو بوش* الرئيس الأكثر غباء منيت به الولايات المتحدة و الأكثر شرا في تاريخها ليأخذ بالدون كيشوت ديلامنشا كمثال بل بالدكتور فلامور Dr. Strangelove.
فقط نيرون او كاليغولا كانا ليقولا ما قاله عشية الثلاثاء 29 من جانفي في خطابه للاتحاد و الذي بلباقة مدهشة قال"إن الحرب على الإرهاب لا تزال في بدايتها " فشرطي الكوكب و ضع في قائمته السوداء المليئة( في خلط وإطار جامع ..اليمن.وسوريا.الفلبين و الصومال.وكوريا الشمالية) كأهداف مرشحة.ليس بنسبة اقل إيران التي لم تألو جهدا في إدانة إحداث سبتمبر بل وضعها في محور للشر يضم (العراق و كوريا الشمالية) مصنفا الثلاثة كخطر يهدد السلام العالمي و لسنا ندري كيف يتفق العدوان اللدودان اللذان ينفر منهما الآخر في محور واحد الا في فلسفة السيد بوش و تصوره الجيوسياسي في كل الأحوال قد قال أيضا "ان بعض الحكومات تبدي تعاونا محتشما في محاربة الإرهاب لكن عليهم ان لا يخطئوا لان أمريكا لن تتسامح و ستتصرف"..و سيكون لديها الموارد بعد ان رفعت نفقات الدفاع بنسبة %15 و هذا شيء مطمئن برأي لان هذا الرجل سيشعل العالم هباء.
جسد الحرية
إضافة الى حماقاته( السيد بوش لم يتوانى عن اتهام السعودية النشطة حسب زعمه في دعم المجموعات الإسلامية) و هذا الخطاب الذي كان بمثابة إعلان حرب بدد أي وهم لنا و خاصة بعد التصريحات الغير متعقلة التي تلت أحداث نيويورك منبئة بتراجع الرئيس الأمريكي عن أي دبلوماسية متعقلة او إدخال إصلاحات على السياسة الخارجية الأمريكية او *نهاية الأحادية القطبية*.بل تقول بعجرفة أكثر من أي وقت مضى من ان الولايات المتحدة لن تألو أي بد من التعدي على كل الأعراف و القوانين الدولية(طريقة معاملة السجناء في غوانتانامو و احتجازهم) و بأن يعالج السيد بوش على طريقته مشاكل العلم و باختياره.اي ان الحلفاء لن يستشاروا بعد الآن بل حتى الحليف الطيع *المملكة المتحدة* فما عليهم الا التبعة بدون مجادلة فالسيد بوش يدعوهم الى الالتحاق بركب الحرية*؟؟؟؟
جسد روبوكوب( Robocoop شخصية الشرطي الآلي) ورأس بوش ليكتمل المشهد.
غزل سيء
كثير من الدروس نستطيع استخلاصها من منطق حقوق الإنسان عند البت الأبيض. كواجهة الصراع حول مركزية الجذب في الإدارة الأمريكية*تتبين بوضوح جناحا من المعتدلين يعرفون ب *الحمائم* على رأسهم وزير الخارجية *كولين باول* ومعسكرا ل*الصقور* بقيادة وزير الدفاع *دونالد رمسفيلد* الأول يدفع بالسياسة الأمريكية الى عدم مجاوزة الخطوط الحمر أما المعسكر الثاني فهو بدون شك الخطر الأكبر. فمساندتهم المطلقة و الغير مشروطة لشارون و أعماله الإجرامية اتجاه الشعب الفلسطيني بل حتى ضد شعبه مثل *ان حماس و حزب الله منظمات إرهابية تماما مثلها مثل جهادي القاعدة في حين عملياتهم اقتصرت فقط على مقاومة الاحتلال الإسرائيلي و توظيف الأمر قبل ستة أشهر من الانتخابات النصفية للتجديد للكونغرس و مجلس النواب هو اعتبار شديد الدلالة.
وكقليل خبرة معلقة عليه الآمال.مبلل مثل فقمة بتركة فضيحة*إنرون* و بدون نتائج ملموسة في وضع اقتصادي في تراجع دائما لدولة قلما انقسامات أخرى لعبت على اهتزاز وتر الوطنية و بؤر الأخطار الداخلية.*الاتحاد المقدس*وصفة قديمة داوموا على تأكيدها.فالأمور على ما يرام.و كاتبو الافتتاحيات يجتهدون في وضع الأكاليل على زعيم الحرب الجديد و صبر الآراء يعطيه تقدما بنسبة 83% على الطريقة السفياتية.
فالظاهر ان هذه البلاد الكبرى تتجه بقرارها نحو الغزل السيئ...
المقال الاصلي
http://www.politis.fr/article77.html
برنارد لنغلواز
http://www.hcci.gouv.fr/composition/...vlanglois.html