(4)سأنقل مما قاله الأستاذ أحمد محمد صقر موقفين قبل الرسالة وموقفين بعد الرسالة:
(أ)ص51 وص52 على طوله، ولن أعلق عليه ولن أشير إلى عدمية دليل كون سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم كان من أساطين مكة:"قالت خديجة في جد:- ... فلك في مكة من العمل ما لا يدع وقتا للرحيل.فسألها محمد باسما:- أي عمل تعنين يا بنة العم؟قالت في رفق وحنان:- مكة كلها تتطلع إلى رأيك ومشورتك، ومكان الرياسة فيها يناديك، ويفتح ذراعيه لك، ورجال مكة سيفسحون لك؛ لتأخذ ذلك المكان الذي خلقت له.- سأفكر يا بنة العم، وإن كان الأوان لم يحن، فما زلنا في أول الطريق يا خديجة.... وقد أفسح رجال مكة لمحمد مكانا بينهم، وأصبحوا يستشيرونه في أشد أمورهم تعقيدا ثقة بذكائه وحكمته وبعد نظره، ويجعلونه موطن أسرارهم ومستودع أماناتهم.إذا جلسوا للأمر العظيم دعوه، وإذا قاموا إلى مكرمة لم يفتهم رأيه، وكلما انفسح له مكان في وسط الرؤساء أحست خديجة بالعزة، وتمنت أن يفسح له مكان أرفع منه حتى يكون سيد مكة كلها". (ب)وسأنقل من ص56 مشهد ما بعد موت القاسم.يقول الأستاذ أحمد محمد صقر:"فانفلق قلب خديجة نصفين، ودارت بها الأرض، وتذكرت زوجها فتجلدت ليتجلد، وحبست دموعها في عينيها وقلبها يشتعل، لكنها رأت عينيه تدمعان فدمعت عيناها، وقالت وهي تنظر إليه في إشفاق:- قضاء الله يا محمد، ولا راد لما قضى الله! ما بخلنا بجهد ولا مال، وهل في كان في أيدينا أن نرد القاسم وقد اختاره ربه إلى جواره؟
(أ)ورد ص107 زمن الحصار:"وزاد نشاط أبي جهل المشرف على الحصار، ولم يعد يهدأ أبدا، يدور صارخا مهددا، يقول بأعلى صوته محذرا:- سوف أفسد على خديجة كل تدبير! سوف أحكم حلقات هذا الحصار عليها قبل سواها، ولن يستطيع أحد من أقاربها أو أتباعها أن يخترق هذا الحصار".
(ب)ثم أكد هذا المعنى ص 109 بعد ضبط أبي جهل حكيم بن حزام، فقال: "وأبو جهل يصرخ ويحاول التتخلص من قبضته، ويصيح في في رعدة قائلا:- خديجة! خديجة!- خديجة من وراء كل تدبير، سنقتل خديجة وآل خديجة!".(ج)
ثم أكد ذلك على لسان أبي لهب ص117 وص118، ولن أورد النص لأنه يؤكد السابق.