مصطفى الحمداوي : روائي وشاعر مغربي
حماقة جميلة
إلى حنان ، عيد ميلادي الذي احتفلنا فيه بالحزن
حين تستحمين بالعطر والمطر
بنكهة الشاي
بنسيم الصبح النائم
أجدني بعيدا عنك
بعيدا عن خيط الريح
وصوت الناي
وصوت الوتر
حين تستحمين بعيوني
بدهشة نظراتي
تحت شجر اللبلاب المورق
تحت رشة شعاع من قمر
حين تستحمين
بضوء الظل
بنبضات قلبي النائمة
أجدك بين أحضاني في خطر
حين تلتهمينني كعاصفة حمراء
عاصفة مجنونة
عاصفة من سفر
أعجز أن أكون أنا
أنا المضمخ بالجرح
المضمخ بالتيه
أعلق ذاكرتي
ثم ألجأ كعصفور حزين بين أوراق الشجر
جميلة أنت يا حنان
كالتفاحة
كالحمامة
كبكاء الثلج والضباب
جميلة أنت
كرشفة نبيذ أبيض
كشريط قوس قزح معلق بالسحاب
كقارب يتيه في النور
يتيه في الغياب
جميلة كفصل ربيع سريع
كليل لا ينتهي
كإكليل معفر بالألوان
معفر بورد العتاب
حين تستحمين في بحيرة الجان
عارية إلا منك
إلا مني
إلا من فراشة بين يديك
فراشة صغيرة ، نزقة
وكأس رحيق يختزل بهاء الأقحوان
حين تستحمين
تتدلى من أغصان صدرك عناقيد من ذهب
يتدلى مشمش
اجاص
فاكهة تين أخضر
تتدلى حماقة جميلة تشبه العنب
حين تستحمين في مروج خيالي
أجدني مفقودا في صحراء الليل
مفقودا بك
مفقودا فيك
مفقودا في حرقة اللهب
حين تستحمين
في موجة من زنابق البخار
أموت
أموت
أموت ألف مرة
وأكون أنا السبب .
عذرا
تلك الدمعة تعذبني
ترسم على جلدي وشما من نار
عذرا
لحقل الشوك العبق بالحزن
العبق بشجر أسود
عبق بورد حار
عذرا
كنا معا في الطريق
في نفس المسار
نمضغ كالأكذوبة ككتل الظلام
نمضغ خميلة الحياة
نمضغ الأقدار
عذرا
ابتعدت المسافة بيننا
ضاعت الضحكة
ضاعت الابتسامة
سقطنا في شرك الالتباس
سقطنا حتى القرار
عذرا
ملاك أنت
عروس بحر تعانق المحيط
جنوبية
كئيبة كنورسة وحيدة
عصفورة
فراشة ترفرف بين الأزهار
عذرا
إلهة إغريقية أنت
ساندريلا أنت
هاربة من الأسطورة والخرافة
هاربة من وقع خفقان قلبي
هاربة من المرآة
مستحوذة على كل الأسرار
عذرا
تهشمت الصورة
تهشمت اللوحة المعلقة بخيط حرير
معلقة كالتعويذة
كأيقونة نادرة
معلقة على الجدار
عذرا
لليل لون واحد
للنهار لون واحد
ولكن
حبنا يا حبيبتي
له ألف وجه
ألف لوعة بمثل لون الانهيار
عذرا
حبيبتي
يا نسمة الروح
ورجع الصدى البعيد
اختارك قلبي
ولم يكن لي أي دور في هذا الاختيار .