عبد المنعم جابر الموسوي
إني نويتُ الإقتصاصَ من القتيلْ !
أناْ مقبِلٌ ويدي الضَمادةُ والخليلْ
وكعادتي أوصدتُ جذوةَ مَوقدي
في وجهِ عابرَةِ السبيلْ
متتبِّعا ً حَمَلي كفأر ٍ ضنَّهُ الصيادُ عُصفورَ النخيلْ
ليس لي سَوطٌ سوى الجلاّدِ هذا الحِبر
ينويْ الإقتصاصَ من القتيل !
أناْ مَن فَرشتُ لحَربَةِ الحرباءِ أحضاني
وأسكنتُ بنَ آوى كهفَ أجفاني
وأسرجتُ الأناملَ ضامئاتَ النبع ِ فاحترق الفتيلْ
أناْ موقِرٌ غثَيانَ موج البحر ِ
والمَرسى على كَتِفي رسى !
شِبهُ السنابِل وهْيَ حانِيَة الرقابْ
قِبلتي أُفُقٌ تمادى في الشرابِ مَداهُ
وريقَ كالقمر ِ المُذابِ
على خُطاهُ دمُ الأصيلْ
وما تداعى من قطافِ أرومتي ترتادُها لمّا تزل
ذُلُ البلابل ِ أو لُهاثُ الريحْ
أو همسُ الجنابذِ وهيَ خجلى عند أعتابِ الضريحْ
إني وضعتُ يدي معْ رَبَّةِ السُنطور ِ والدرباكِ
مُنكَبّا ً على الرَقَصاتِ ..
لا الطَعَناتِ في الجسدِ الهزيلْ !
وشرِبتُ مِلحَ الأطلَسِيِّ تداويا ً كالزنجبيلْ
عدَّ بَيض النَمل ِ ..
عدَّ الرمل ِ..
عدَّ سجائر ِ المفجوع ِ
وهيَ تموتُ حرقا ً
وسطَ فُوَّهَةِ الضلوع ِ
ورقدَةِ الليل ِ الطويلْ
*******************