ضفاف النور
مستوحاة
من مدينة العين الجميلة التي زرتها هذا العام عندما دعيت لأشارك في مهرجان أمير الشعراء , وقد سمعت عن جمالها الكثير حتى رأيتها , فكان كلُّ ماقيل لي قليلاً أمام محرابها
.

تفجّـري مــن دمـي لحنـــاً يبعثـرني
مثــل الفراشـات في أحــداق نيســانِ

ولتملئي مــن رحيـق الوقـــت أوردتي
ثم اســكبينيَ بركــــاناً ببركــــانِ

تأزَّري الصبــح ولتستنطقـــي قــدراً
أردْتِــــهِ بلهيب الــبرد يلقــــاني

أضـرمتُ فيك عنــاقيد اللظــى بدمـي
لتستحمِّي علــى أعتـــاب شـريــاني

توضَّئـي بمــداد العشـق فـي جــزري
ثم ارحــلي لتصلِّــي بــين أجفــاني

أنـا كتبتك مـــن نـاري فهـل علمتْ
حـروفـك الشُّقـر مــا عـانتـه نيراني

أنـا غمستك في قمـح البحـــار فــلا
ترضـــي بغير حقــولي أو بشطــآني

أنـا مدينــة جــرحٍ مــا درتْ طـرقي
أنِّـي نزفْـتُ حريقـي فــوق جـدراني

قديســـةٌ أنت في محــرابهــا سكـرتْ
بأحــــرفي , فانثنتْ بحـــراً بأوزانِي

مـــدِّي حـروفـك نحـو الغيب أجنحـةً
واسترهفـي السَّمـعَ في ســرٍّ وإعــلانِ

فإن أتــاك شهــابٌ من لظـــى حممـي
وعتَّقَ الليل في أحضـــانِ أشجــــاني

فجــدِّفي في فضــاء الــروح ظــامئةً
إلى المــدى الطَّلْق في طيَّــاتِ وجـداني

ثم اعـبري لضفــاف النُّــور واغتســلي
بمائِــهِ العــذب في شرْفـات حرمـاني

وســدتك الظـلَّ في أغصــان ذاكــرتي
فحلِّقــي في فضــاءاتي وأكـــواني

* " حفيت" ينثـــر لي في أفقــه حلمــاً
أراه مـــدَّ الهــوى في وهـــم ألواني

عبِّـي سنـا الفجـر مـن أردان قــــافيتي
وأترعــي مـن شظــايا الحلـم فنجـاني

تيهـــي بحسنـك إعجــــازاً بروعتــه
كـــآيةٍ نطقتْ في وحـــي قـــرآنِ

لمِّـــي حطـــامــيَ عند البـاب أغنيـةً
وعــانقــي بـرهــةً تسبيحَ ألحــاني

يــا عينُ هـــذي يــدي ممدودةٌ فخـذي
كــلَّ الشحــارير التي مـرَّتْ بخلجـاني

خــذي جـنى الحـرف من صبوات أشـرعتي
ورتّلــي مـن جنون البحـر أحـــزاني

قصيــدةٌ أنت في ثغــر السمـــــاء ألا
فزلزلي مـــن سُعـــال الـبرق قيعاني

إني أردتك معـــنى فــــوق أخيلـــتي
حــتى تكـــوني مــدى الأيام عنواني


شعر : علي صالح الجاسم
* - حفيت : جبل في مدينة العين .