النتائج 1 إلى 10 من 10

الموضوع: الحرب على أنابيب الغاز

العرض المتطور

المشاركة السابقة المشاركة السابقة   المشاركة التالية المشاركة التالية
  1. #1  
    المدير العام الصورة الرمزية طارق شفيق حقي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2003
    الدولة
    سورية
    المشاركات
    13,620
    مقالات المدونة
    174
    معدل تقييم المستوى
    10
    أسرار الدعم الروسي للنظام السوري
    الجانب الاقتصادي
    الحلقة الاولى ___________
    إن الغالبية الساحقة من التحليلات والنظريات لاسباب التمسك الروسي غير المسبوق بالنظام السوري و الذي دام منذ بداية الثورة السورية حتى الأن كانت فيه موسكو مستعدة و لو ظاهرياً على خوض الحرب من أجل سورية لم تبحث عملياً عن الدوافع غير السياسية القابعة وراء هذا الدعم المطلق ، بعد أن خاضت موسكو لاجل سورية حرباً أممية في مجلس الأمن وعطلت كل القرارات الصادرة من مجلس الأمن التي كان بامكانها إدانة النظام السوري، وخاضت أيضاً حرباً باردة إعلامية غير معهودة في تاريخ النظام الروسي الحديث، الذي لم يحارب من أجل صربيا ويوغسلافيا القديمة الحليفة التاريخية للنظام الروسي كما دافع عن النظام السوري في محافل الاعلام، بحملات مستمرة في كل وسائل الاعلام، حيث رد الروس على كل التصريحات الصادرة من المعارضة أو الدول العظمى التي كان من شأنها تهديد النظام السوري .فما هي أسرار هذا الدعم المطلق وهذا الحصن الروسي ذو الأسوار الشاهقة الذي احتمى به النظام السوري حتى الآن ؟بعد سقوط الأتحاد السوفيتي أيقن الروس أن سباق التسلح قد تركهم منهكين إقتصادياً وصرف أنظارهم عن تأمين مصادر الطاقة للمصانع الروسية في كل المجالات لتركيزهم على الحرب الباردة دون الالتفات إلى السند الأكبر لهذه الحرب وهو مصادر الطاقة، بينما كانت الولايات المتحدة قد ركزت جهودها ووجودها الدولي على السيطرة إقتصادياً على كل الدول المنتجة للطاقة في منطقة الخليج العربي وإفريقيا الوسطى و الدول المنفصلة عن الأتحاد السوفيتي .بعد خسارة الروس في الحرب الباردة ومعرفة الأسباب إتجه الروس إلى حرب الطاقة وهي حرب العصر الجديد. فخلافاً لحرب التسلح، إن الحرب على مصادر الطاقة و ممراتها الدولية ومناطق تسويقها هي حرب ذات مردود مالي كبير جداً مقارنة برأس المال المستثمر لتأسيس منابع ومحطات تجميع الطاقة إن روسيا الجديدة لم تدخل إعتباطاً ودون تحليل مسبق حرب الطاقة بل انها ايقنت أن حرب البترول لم تكن مجدية بسبب نضب هذا المنتوج في الأبار الرئيسية في العالم والسيطرة الأمريكية الحالية، ولهذا دخلت روسيا حرب الطاقة من باب الغاز الطبيعي .بدأت حرب الغاز الطبيعي في سنة 1995 عندما رسم فلادميير بوتن استراتيجية شركة غاز بروم برسم إستراتيجية تضم مناطق الغاز الروسية إلى أذربيجان و تركمانستان و إيران وسورية ومن هنا فجر فلاديميير بوتن بداية حرب الغاز الطبيعي العالمية بين روسيا وأمريكا باستناده إلى مشروع ذو قسمين هما نورث ستريم و ساوث ستريم سارع الأمريكان إلى تدشين مشروع إستراتيجي للغاز الطبيعي رداً على المشروع الروسي تحت اسم نابوكو .إن الجدوى الزمنية للمشروعين الروسي والأمريكي هي 100 عام بتكلفة تعادل 20 مليار دولار تقريباً لكل أربع سنوات عدا عن رأس المال المستثمر من قبل الشركات الخاصة التابعة للقوتين والذي يفوق هذه القيمة وفقاً لشركة معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى وينب ، العقل المفكر للإببك, إن حوض البحر الأبيض المتوسط يضم أكبر مخزون غاز في العالم و في سورية حصراً يوجد المخزون الأهم في عدة نقاط. إن هذه المؤسسة اصدرت نظريات سياسية بان المعركة بين تركية و قبرص ستكون على نطاق واسع لان تركية رفضت خسارة مشروع نابكو الأمريكي علماً أن تركية كانت قد وقعت مع موسكو في دسمبر 2011 لنقل جزء مهم من الغاز الروسي من المشروع ساوث ستريم عبر الأراضي التركية إن كشف سر الغاز السوري يعطي فكرة عن الأهمية العظمى للعبة المصالح في المنطقة. من يسيطر على سورية سيسيطر على طرق نقل ومصادر الطاقة الجديدة الغير الملوثة والمتمثلة بالغاز في الشرق الأوسط، إن مشاريع سورية الحالية والتي أنجز العديد منها هي أن تصبح ممراً للغاز المصري والعراقي والإيراني والأذربيجاني إن سورية كانت بالنسبة إلى روسيا وما تزال هي حجر العثره لقطع وافشال برنامج الخط الأمريكي للغاز نابوكو وفي المحصلة تقول هذه المؤسسة الأمركية إن سورية التي يمر منها إنبوب الغاز الإيراني الذي يمر عبر العراق ثاني منتج غاز في العالم هي مفتاح عصر الطاقة الجديد مخزون البترول السوري سورية هي من أهم دولة في شرق البحر الأبيض المتوسط كمصدر للنفط الخام في 2009 سورية أنتجت 024000 برميل يومياً من النفط الخام وسوائله في 2008 أنتجت سورية 213 بليون متر مكعب من الغاز الطبيعي وكان من المتوقع أن تضاعف سورية انتاجها في 2010 وهذا ما حصل وإن كانت هذه الكميات ليست بهذه الأهمية الاستراتجية العظمى بمفردها إلى أن مخزون سورية من الغاز قد قدر ب-8,5 ترليون قدم مكعب إن معظم مخزون الغاز في سورية موجود في شرق ووسط سورية إن الشركة الصينية cnbc تستخرج وتستثمر العديد من الحقول النفطية في منطقة الفرات والجبييسة التي تنتج من 100 و 200 ألف برميل من البترول بالاضافة إلى حقول أخرى جديدة بصدد الترميم وإعادة إستخراج النفط منها بعقود مع cnpc الشركة الوطنية الصينية للبترول التي ترمم وتنقب عن النفط في الحقول العودة والغبيبة وتشرين والتي ضاعفت منتجها تقريباً بعد أن استلمت العمل فيها هذه الشركاتإن الشركة الروسية تات نفط استكشفت حقول جديدة في سورية في 2010 للبترول و اضافت إلى قدرة الانتاج اليومية في هذه الحقول 50 ألف برميل يومياً الغاز الطبيعي السوري بعد النقص في إنتاج الغاز من سنة 2004 إلى 2008 في نهاية عام 2010 بلغت كميات الغاز المنتجة في سورية ضعف الكمية المنتجة في 2008 حيث وصل إنتاج الغاز إلى 412 بليون متر مكعب و هو ضعف ماتستهلكه سورية سنوياً من الغاز الطبيعي, إن هذا الإزدياد كان بفضل الشركة الروسية ستروي ترانس غاز الشركات النفطية الرئييسيه في سورية إن شركة غلف ساندس هي شركة مساهمة تملك شركات سنو شم الصينية 50 بالمئة من اسهمها والنصف الأخر مملوك من شركات أخرى في المكسيك وغيرها وشركة تات نفط الروسية لديها إتفاقية شراكة مع الشركة السورية المسماه شركة البوكمال للبترول وبدأت اعمالها في الشهر الثالث من عام 2003 في سورية في محافظة دير الزور قرب الحدود العراقية وشركة ستروي ترانس غاز الروسية ولديها مشاريع عديدة في سورية أهمها هو خط أنابيب الغاز العربي ومصفاة الرقة وعقود صيانة وإستثمار لمصفاة أبو رباح ...مشروع خط أنابيب الغاز الذي ينقل الغاز الطبيعي من مصر إلى تركية بالاضافة إلى شركات سيينوبك cnbc مشروع التخزين الجوفي للغاز الطبيعيي المستخرج في سورية في سنة 2005 ستروي ترانس غاز تدير حقول أبو رباح و شمال الفايد و قمقم وهناك حقول أخرى هي غرب توينان و توينان الجور و شرق الأكرم و الحارث مشروع أنابيب الغاز العربي هذا الخط يوصل مصر بالاردن وسورية ولبنان بالغاز الطبيعي وينتهي في تركية، في سنة 2011 اثر عقد موقع مع الأتراك في سنة 2009 في الخط الذي يمر من حلب إلى كييليس في تركية والذي إنتهى إنجازه في 2011 هذا الخط سيتم وصله بطرق أساسية يجلب الغاز العراقي من محافظة الأنبار إلى الأراضي السورية ومنها إلى الموانئ السورية وهذا الخط له رافد إيراني يمر عبر الأراضي العراقية لتصدير الغاز الطبيعي الايراني لاوروبا إن جميع هذه الخطوط تستعمل نفس مناطق التجميع وهي محطة الريان الحمصية ومحطة بانياس طول المشروع 320 كم من أنابيب قطرها 36 إنش يمر من الحدود السورية الاردنية محافظة درعا و يجمع الغاز في محطة غاز الريان في حمص وبانياس شركات cnbcالصينية تنشئ محطة تجميع للغاز ومصافي بترولية جديدة في دير الزور بمعدل إنتاج مئة ألف برميل يومي من النفط في منطقة أبو الخشب و مئة و أربعين ألف برميل يومياً في مشروع مصفاة حمص حيث يشارك في توسعته فنزويلا إيران وشركات ماليزيه الهدف الاستراتيجي الروسي الصيني في سورية إن موسكو عملت بالتعاون مع الصين على محاوله السيطرة على مصادر وطرق التوزيع و محطات التجميع للغاز الطبيعي في العالم فتم رسم إستراتيجية منبثقة عن عصبة شنجهاي الاقتصادية للسيطرة على مصادر الغاز الطبيعي وتأسست فيها قواعد المشروعين الضخمين ساوث ستريم ونورث ستريم ويشير إلى مكان منبع ومسلك ومستقر السوق للغاز الطبيعي لروسيا و الجمهوريات الحليفة لها مثل تركمانستان ويعتمد على تحالفات مع أذربيجان وإيران بشركات إستراتيجية في هذا المشروع انظرو الصورة المرفقة للايضاح النورث ستريم يوصل روسيا مع ألمانية عبر بحر البلطيق أما ساوث ستريم يبدأ في روسيا ويعبر البحر الأسود حتى بلغاريا و ينقسم ليمر من جنوب إيطاليا هنغاريا و النمسا هذا المشروع بقسميه بالتحالف مع الصين انشئ ليفشل مشروع نابوكو الأمريكيي للغاز الطبيعي الذي اشرفت عليه الولايات المتحدة والذي سينتهي العمل عليه في سنة 2017 والذي ينطلق من منطقة أذربيجان ويمر عبر الأراضي التركية في أنقرة ويستقر في سوق الاستهلاك العظمى في أوربا تضارب المصالح الأمريكية والروسية للسيطرة على الغاز العالمي هناك صراع شديد بين المشروعين الأمريكي و(الروسي -الصيني) على ضم دول منتجة للغاز ودول ممررة للغازليمر عبر اراضيها و محطات التجميع فيها مثل إيران وسورية في شهر 7 /2011 وقعت إيران عدة عقود لأنشاء خط أنابيب متكامل يخرج من اراضيها عبر العراق إلى سورية ومنها إلى أوربا إن الضغوط الأمريكية على إيران بسبب مفاعلاتها النووية جعل إيران تنظر بشغف إلى الانضمام للمشروع الصيني الروسي العالمي للغاز الطبيعي إن إيران هي ثاني منتج للغاز في العالم وإنضمام إيران ( مع سورية ولبنان ) إلى المشروع الصيني هو ضربة قاصمه لمشروع الغاز الامريكي الذي سيكلف أكثر من 20 مليار دولار على أقل معدل حتى يتم انتهائه مع الانتباه إلى أن المشروع الصيني الروسي أصبح متقدماً في كل خطواته على المشروع الأميركي لأن روسيا دأبت على توقيع عقود إستسثمار للغاز ومحطات التجميع في اسيا الوسطى حتى تقطع مصادر ومنابع خط نابكو الأمريكي. ذراع روسيا لانجاز هذه المهمة هو شركة غاز بروم الروسية الكبرى التي عرضت خدماتها في الاستثمار والترميم والتنقيب على كل الدول المتعاقدة مسبقاً مع مشروع نابوكو الأمريكي …………..


    اتحاد الاحرار السوريين فيسبوك
    رد مع اقتباس  
     

  2. #2  
    المدير العام الصورة الرمزية طارق شفيق حقي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2003
    الدولة
    سورية
    المشاركات
    13,620
    مقالات المدونة
    174
    معدل تقييم المستوى
    10
    الحياة-لندن - 15 ديسمبر , 2011


    في وقت بدا فيه أن ثمة تداعياً في دول اليورو وسط أزمة اقتصادية أميركية بالغة الدقة أوصلت أميركا إلى حجم دين عام مقداره 14.94 تريليون دولار، أي بنسبة 99.6 في المئة من الناتج الإجمالي (GDP) في وقت وصل فيه النفوذ الأميركي العالمي إلى حد ضعيف جداً في مواجهة قوى صاعدة كالصين والهند والبرازيل، بات واضحاً أن البحث عن مكمن القوة لم يعد في الترسانات العسكرية النووية وغير النووية، إنما هناك ... حيث توجد الطاقة. وهنا بدأ الصراع الروسي – الأميركي يتجلى في أبرز عناصره.


    لقد تلمس الروس بعد سقوط الاتحاد السوفياتي أن الصراع على التسلح قد أنهكهم وسط غياب عن عوالم الطاقة الضرورية لأي دولة صناعية، فيما كان الأميركيون يتحركون في مناطق النفط عبر عقود عدة مكنتهم من النمو ومن السيطرة على القرار السياسي الدولي بلا منازعات كبيرة. ولهذا تحرك الروس باتجاه مكامن الطاقة (النفط والغاز). وعلى اعتبار أن القسمة الدولية لا تحتمل المنافسة في قطاعات النفط كثيراً، عملت موسكو على السعي إلى ما يشبه (احتكار) الغاز في مناطق إنتاجها أو نقلها وتسويقها على نطاق واسع.


    كانت البداية عام 1995 حين رسم الرئيس فلاديمير بوتين إستراتيجية شركة «غاز بروم» لتتحرك في نطاق وجود الغاز من روسيا فأذربيجان فتركمانستان فإيران (للتسويق) وصولاً إل منطقة الشرق الأوسط (مؤخراً)، وكان من المؤكد أن مشروعي السـيـل الشمـالي والـسـيل الـجنوبي سيكونان وسـام الاسـتحقاق التاريخي على صدر بـوتـين من أجـل عـودة روسيا إلى المسرح العالمي ومن أجل اســتعـادة دورهـا كدولة أولى أو ثانية في الترتيب الدولي ومن أجل إحكام السيطرة على الاقتصاد الأوروبي الذي سيعتمد لعقود على الغاز بديلاً من النفط أو بالتوازي معه ولكن بأولوية أكبر لمصلحة الأول. وهنا كان على واشـنـطن أن تـسارع إلى تـصـميم مـشـروعها الموازي (نابكو) لينافس المشروع الروسي على قسمة دولية على أساسها سيتعين القرن المقبل سياسياً واستراتيجياً.


    يشكل الغاز فعلياً مادة الطاقة الرئيسة في القرن الواحد والعشرين سواء من حيث البديل الطاقي لتراجع احتياطي النفط عالمياً أو من حيث الطاقة النظيفة. ولهذا، فإن السيطرة على مناطق الاحتياطي (الغازي) في العالم يعتبر بالنسبة للقوى القديمة والحديثة أساس الصراع الدولي في تجلياته الإقليمية.


    واضح أن روسيا قد قرأت الخريطة وتعلمت الدرس جيداً. فسقوط الاتحاد السوفياتي حصل بسبب غياب موارد الطاقة العالمية عن سيطرته، لتضخ إلى البنى الصناعية المال والطاقة، وبالتالي البقاء، ولذلك تعلمت أن لغة الطاقة القادمة إلى القرن الواحد والعشرين على الأقل هي لغة الغاز.


    بقراءة أولية لخريطة الغاز نراها تتموضع في المناطق التالية من حيث الكم والقدرة على الوصول إلى مناطق الاستهلاك:


    1- روسيا انطلاقاً من فيبرغ (Vyborg) وبيري غوفيا )


    Beregovya)


    2- الملحق الروسي: تركمانستان.


    3- المحيط الروسي القريب والأبعد: أذربيجان وإيران.


    4- «المقنوص» من روسيا: جورجيا.


    5- منطقة شرق المتوسط (سورية، لبنان)


    6- قطر ومصر ...


    على هذا سارعت موسكو للعمل على خطين استراتيجيين، الأول التأسيس لقرن روسي-صيني (شنغهاييّ) يقوم على أساس النمو الاقتصادي لكتلة شنغهاي من ناحية، والسيطرة على منابع الغاز من ناحية أخرى.


    وبناء عليه، فقد أسست لمشروعين، أولهما، مشروع السيل الجنوبي، وثانيهما مشروع السيل الشمالي. وذلك في مواجهة مشروع أميركي لاقتناص غاز البحر الأسود وغاز أذربيجان، وهو مشروع نابوكو (Nabucco).


    سباق استراتيجي بين مشروعين للسيطرة على أوروبا من ناحية وعلى مصادر الغاز من ناحية أخرى.


    مشروع نابوكو مركزه آسيا الوسطى والبحر الأسود ومحيطه، وموقعه المُخزِّن هو (تركيا) ومساره منها إلى بلغاريا فرومانيا ثم هنغاريا فالتشيك وكرواتيا وسلوفينيا فإيطاليا. وكان من المقرر أن يمر باليونان، وهذا تم غض الطرف عنه كُرمى لتركيا.


    المشروع الروسي في شقيه الشمالي والجنوبي يقطع الطريق عبر الآتي:


    أ- السيل الشمالي (Nord Stream) وينتقل من روسيا إلى ألمانيا مباشرة ومن فاينبرغ إلى ساسنيتز عبر بحر البلطيق دون المرور ببيلاروسيا، وهو ما خفف الضغط الأميركي عليها.


    ب- السيل الجنوبي (South Stream): ويمر من روسيا إلى البحر الأسود فبلغاريا ويتفرع إلى اليونان فجنوب إيطاليا وإلى هنغاريا فالنمسا.


    المفروض أن يسابق مشروع (نابوكو) المشروعين الروسيين إلا أن الأوضاع التقنية أخرته إلى عام 2017 بعد أن كان مقرراً عام 2014، ما جعل السباق محسوماً لمصلحة روسيا، في هذه المرحلة بالذات، ما يستدعي البحث عن مناطق دعم رديفة لكل من المشروعين وتتمثل في:


    1- الغاز الإيراني الذي تصرّ الولايات المتحدة على أن يكون رديفاً لغاز نابوكو ليمر في خط مواز لغاز جورجيا (وإن أمكن أذربيجان) إلى نقطة التجمع في (Erzurum) ارضروم في تركيا.


    2- غاز منطقة شرق المتوسط (إسرائيل ولبنان وسورية).


    وبالقرار الذي اتخذته إيران ووقعت اتفاقياته لنقل الغاز عبر العراق إلى سورية في تموز(يوليو) 2011 تصبح سورية بؤرة منطقة التجميع والإنتاج بالتضافر مع الاحتياطي اللبناني، وهو فضاء جيوستراتيجي – طاقي يُفتح لأول مرة جغرافياً من إيران إلى العراق إلى سورية فلبنان، وهو ما كان من الممنوعات وغير المسموح بها لسنين طويلة خلت؛ الأمر الذي يفسر حجم الصراع على سورية ولبنان في هذه المرحلة وبروز دور لفرنسا التي تعتبر منطقة شرق المتوسط منطقة نفوذ تاريخية ومصالح (لا تموت!!)، وهو دور لا ينسجم مع طبيعة الغياب الفرنسي منذ الحرب العالمية الثانية. ما يعني أن فرنسا تريد أن يكون لها دور في عالم (الغاز) حيث اقتطعت لنفسها بوليصة تأمين بخصوصه في ليبيا، وتريد بوليصة تأمين على الحياة به في كل من سورية ولبنان.


    في هذا الوقت تشعر تركيا أنها ستضيع في بحر صراع الغاز طالما أن مشروع نابوكو متأخر ومشروعي السيل الشمالي والجنوبي يستبعدانها وفيما غاز شرق المتوسط بات بعيداً من نفوذ نابوكو وبالتالي تركيا.


    تاريخ اللعبة


    من أجل مشروع السيل الشمالي والسيل الجنوبي أسست موسكو شركة «غاز بروم» في أوائل النصف الأول من تسعينات القرن العشرين. واللافت أن ألمانيا التي تريد أن تخلع عنها أسوار ما بعد الحرب العالمية الثانية هيأت نفسها لتكون طرفاً وشريكاً في هذا المشروع؛ إن من حيث التأسيس أو من حيث مآل الأنبوب الشمالي أو من حيث مخازن السيل الجنوبي التي تقع في المحيط الجرماني وتحديداً النمسا.


    غازبروم


    تأسست شركة «غازبروم» بالتعاون مع صديق ألماني لموسكو يدعى (هانز جوشيم غوينغ) الذي شغل منصب نائب رئيس سابق لشركة صناعة الغاز والنفط الألماني وهو الذي أشرف على بناء شبكة خطوط الأنابيب التابعة لشركة (GDR). وقد ترأس غاز بروم (حتى تشرين الأول/أكتوبر عام 2011) فلاديمير كوتينيف (وهو سفير روسي سابق في ألمانيا).


    وقعت الشركة صفقات نوعية ومريحة جداً مع شركات ألمانية وعلى رأسها الشركات المتعاونة مع السيل الشمالي كشركة (E.ON) العملاقة للطاقة وشركة (BASF) العملاقة للكيماويات، حيث تأخذ شركة (E.ON) تفضيلات لشراء كمية من الغاز على حساب شركة غازبروم، عندما ترتفع أسعار الغاز ما يعتبر مثابة دعم (سياسي) لشركات الطاقة الألمانية.


    واستفادت موسكو من تحرر أسواق الغاز الأوروبية من الاحتكار لإرغام تلك الأسواق على فك الارتباط بين شبكات التوزيع ومنشآت الإنتاج.


    هذا الاشتباك بين روسيا وبرلين يطوي صفحة من العداء التاريخي ليرسم صفحة أخرى من التعاون على أساس الاقتصاد والتنصّل من ثقل تنوء به ألمانيا وهو ثقل أوروبا المتخمة بالديون والتابعة للولايات المتحدة، فيما ترى ألمانيا أن المجموعة الجرمانية (ألمانيا والنمسا والتشيك وسويسرا) هي الأولى بأن تشكل نواة أوروبا، لا أن تتحمل النتائج المترتبة على قارة عجوز وعملاق آخر يتهاوى.


    وواقع الحال أن الصلات الاستراتيجية عبر الغاز تجعل الصلات أكثر إستراتيجية في قطاعات السياسة حيث يمتد تأثير موسكو على الحزب الاجتماعي الديموقراطي الألماني في ويستفاليا شمالي نهر الراين حيث توجد القاعدة الصناعية الرئيسة لفرعي شركتي (RWE) للكهرباء المرتبطة مع روسيا بوثاقة (E.ON).


    في كل مرة يعاند فيها الأوروبيون ألمانيا وسياستها مع روسيا (الطاقية) تؤكد برلين أن خطط أوروبا (يوتوبية) غير قابلة للتنفيذ وقد تدفع روسيا لبيع غازها في آسيا وهذا سيطيح الأمن الطاقي في أوروبا.


    وواقع الحال أن هذا الاشتباك الروسي – الألماني لم يكن من النوع الساذج عندما استثمر (بوتين) تراث الحرب الباردة من وجود روسي للناطقين بالروسية في ألمانيا والبالغ عددهم ثلاثة ملايين، وهم يشكلون ثاني أكبر جماعة بعد الأتراك، إضافة إلى شبكة من المسؤولين الألمان الشرقيين الذين تم توظيفهم لرعاية الشركات الروسية في ألمانيا ومصالحها، فضلاً عن عدد من عملاء جهاز أمن الدولة الألماني الشرقي السابق ومنهم على سبيل المثال مدير جرمانيا غازبروم لشؤون الموظفين وشؤون التمويل، ومدير اتحاد (السيل) المالي هاينس وورينغ، وهو ضابط سابق في جهاز أمن الدولة الألماني الشرقي والذي نقلت «وول ستريت جورنال» أنه قدم لبوتين حين كان في جهاز الأمن الروسي (KGB) المساعدة لتوظيف جواسيس في مدينة دريسدن في ألمانيا الشرقية.


    ولكن وللإنصاف، فإن واقع الحال يقول: إن استثمار روسيا (للعلاقات) السابقة لم يكن فجاً بل كان لمصلحة ألمانيا ككل، الأمر الذي يمنع الصدام باعتبار أن المصلحة بين الطرفين متحققة، دون هيمنة.


    السيل الشمالي: يشكل مشروع السيل الشمالي عنصر الربط الرئيس بين روسيا وألمانيا. وتبلغ تكلفة خط الأنابيب 4.7 مليار يورو وقد تم تدشينه مؤخراً. وعلى الرغم من أنه يصل روسيا بألمانيا إلا أن إدراك الأوروبيين أن هذا المشروع سيكون جزءاً من الأمن الطاقي، جعل هولندا وفرنسا تسارعان لإعلانه مشروعاً أوروبياً.


    في سياق كل ما سبق، تشغّل غازبروم منشآت للغاز في النمسا في المحيط الاستراتيجي الجرماني، كما أنها تؤجر منشآت في بريطانيا وفرنسا. إلا أن منشآت التخزين المتزايدة في النمسا ستكون محوراً لرسم الخريطة الطاقية لأوروبا في جزء مهم إذ أنها ستزود الأسواق السلوفينية والسلوفاكية والكرواتية والهنغارية والإيطالية وبعضاً من الألمانية بالتضافر مع مخزن أُعِدَّ حديثاً يدعى (كاترينا) تقوم شركة غازبروم ببنائه بالشراكة مع ألمانيا لتوريد الغاز إلى مراكز أوروبا الغربية.


    وقد أقامت شركة غازبروم مشروع منشأة تخزين مشترك مع صربيا لتصدير الغاز إلى البوسنة والهرسك وجزءٍ من النمسا فضلاً عن صربيا نفسها، وقد أجريت دراسات لجدوى اقتصادية لعدد من مشاريع التخزين المماثلة في جمهورية التشيك ورومانيا وبلجيكا وبريطانيا وسلوفاكيا وتركيا واليونان وحتى فرنسا. وبهذا ستحصن موسكو موقعها كمزود لـ 41 في المئة من احتياجات أوروبا للغاز، ما يعني تغييراً جوهرانياً في علاقات الشرق بالغرب على المديين القريب والمتوسط أولاً ثم البعيد ثانياً، وهو ما يعني تراجعاً للنفوذ الأميركي أو صداماً يُهيَّأ له في أحد جوانبه بالتضافر مع اعتبارات الدرع الصاروخية لتأسيس نظام عالمي جديد سيكون (الغاز) في صلب عوامل تشكيله. وهذا ما يفسر حجم الصراع في منطقة شرق المتوسط على الغاز الجديد.


    نابوكو في مأزق


    صممت نابوكو لنقل الغاز من تركيا إلى النمسا عبر 3900 كم ولتمرير 31 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي سنوياً من منطقة (الشرق الأوسط) وقزوين إلى الأسواق في أوروبا. ولعل اللهاث الأميركي-الفرنسي (الناتوي) وراء حسم الأمور في منطقة شرق المتوسط وتحديداً (سورية ولبنان) يكمن في ضرورة تأمين أوضاع هادئة وموالية لاستثمار ونقل الغاز، وهو ما ردت عليه سورية بتوقيع عقد لتمرير الغاز من إيران إلى سورية عبر العراق، والغاز اللبناني والسوري هو محور الصراع من أجل إما إلحاق هذا الاحتياطي بغاز نابوكو أو بغازبروم وبالتالي السيل الجنوبي.


    ولعل أكثر ما يشكل خطراً على نابوكو هو أن تقوم روسيا بقتل ودفن الأخير من خلال التفاوض على عقود أكثر أفضلية وتنافسية لإمدادات الغاز لتصب في غازبروم بسيليها الشمالي والجنوبي، وقطع الطرق عن أي نفوذ (طاقي) وسياسي في كل من إيران وشرق المتوسط، فضلاً عن أن تكون غازبروم من أهم مستثمري أو مشغّلي حقول الغاز الحديثة العهد في كل من سورية ولبنان، إذ لم يكن اختيار التوقيت في 16/8/2011 عابراً كي تعلن وزارة النفط السورية عن اكتشاف بئر غاز في منطقة قارة وسط سورية وقرب حمص بما يحقق إنتاجية بقدرة 400 ألف متر مكعب يومياً أي ما يعادل 146 مليون متر مكعب سنوياً، دون أي حديث عن غاز البحر الأبيض المتوسط.


    لقد خفف مشروعا السيل الشمالي والجنوبي من أهمية السياسة الأميركية التي بدا أنها تتراجع إلى الخلف، فيما تراجعت آثار الكُره الكامنة بين دول أوروبا الوسطى وروسيا، إلا أن بولندا لا يبدو أنها ستخرج من اللعبة سريعاً.


    ولا يبدو أن الولايات المتحدة مستعدة للتراجع، إذ أعلنت في أواخر تشرين الأول(أكتوبر) 2011 عن التحول المتـمـثل في سياسات الطاقة بسبب اكتــشـاف مـناجـم الغاز الحجري في أوروبا لتـقـليل الاعـتمـاد على روسيا... والـشـرق الأوسط. ولـكن يبدو أن هذا أملاً بعيد المنال أو المدى، إذ ثمة العديد من الإجراءات قبل الوصول إلى الإنتاج التجاري من مصادر غير تقليـدية كـمناجم الغاز الحجري الموجود في الـصخور على عمق آلاف الأقدام تحت الأرض.


    الصين على الخط


    يُشكل التعاون الروسي – الصيني في مجال الطاقة القوة الموجهة للشراكة الاستراتيجية الصينية – الروسية، وهو ما يراه الخبراء رائزاً يقف وراء الفيتو المشترك لمصلحة سورية في مجلس الأمن.


    إن التعاون في مجال الطاقة هو (شحم) تسريع الشراكة بين العملاقين، والأمر يتعدى إمداد الغاز بأفضليات للصين إلى المشاركة في توزيعه عبر (بيع الأصول والمنشآت الجديدة) ومحاولات السيطرة المشتركة على الإدارات التنفيذية لشبكات توزيع الغاز، حيث تقدم موسكو حالياً عرضاً بالمرونة في أسعار إمدادات الغاز شريطة أن يسمح لها بالدخول إلى الأسواق الصينية المحلية لأن الأرباح تكمن في الداخل الصيني. ولهذا تم الاتفاق على أن الخبراء الروس والصينيين يستطيعون العمل معاً في الاتجاهات الآتية: «تنسيق استراتيجيات الطاقة في البلدين، والتنبؤ، ورسم السيناريوات المستقبلية، وتنمية البنية التحتية للسوق، وفعالية الطاقة، ومصادر الطاقة البديلة.


    وهنالك فضلاً عن التعاون في الطاقة مصالح إستراتيجية أخرى تتمثل في التصور المشترك الروسي – الصيني في مخاطر المشروع الأميركي المسمى بالدرع الصاروخية، ذلك أن واشنطن تشرك اليابان وكوريا الجنوبية في ذلك المشروع. ولا تكتفي بذلك، بل إنها وجهت دعوة إلى الهند في أوائل أيلول( سبتمبر) 2011 من أجل أن تصبح شريكاً في البرنامج نفسه. كما تتقاطع مخاوف موسكو وبكين من تحرك واشنطن لإعادة إحياء إستراتيجية آسيا الوسطى (طريق الحرير)، وهو نفس توجه مشروع آسيا الوسطى الكبير الذي طرحه جورج بوش الأب لدحر النفوذ الروسي والصيني بالتعاون مع تركيا لحسم الموقف في أفغانستان عام 2014 وترتيب النفوذ (الناتوي) هناك والإشارات المتزايدة لرغبة أوزبكستان للقيام بدور المضيف للناتو في هذا المشروع. وهنا يقدِّر بوتين بأن ما يمكن أن يحبط غزو الغرب في شكل أساسي للرواق الخلفي الروسي لأسيا الوسطى هو اتساع الفضاء الاقتصادي الروسي المشترك مع كازاخستان وبيلاروسيا بالتعاون مع بكين بالنسبة لكازاخستان، وهو مشروعه الرئيس في رئاسته المتوقعة ربيع عام 2012. هذه الصورة لآليات الصراع الدولي تفسح في المجال أمام رؤية جانب من عملية تشكيل النظام العالمي الجديد على أرضية الصراع على النفوذ العسكري وعلى أرضية (القبض) على روح العصر: الطاقة وعلى رأسها الغاز.
    رد مع اقتباس  
     

المواضيع المتشابهه

  1. مقال: وراء الإرهاب.. حرب الغاز
    بواسطة طارق شفيق حقي في المنتدى مجلة المربد
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 14/10/2014, 03:45 PM
  2. مقال: غزة، عين على الغاز - مانيلو دينوتشي
    بواسطة طارق شفيق حقي في المنتدى مجلة المربد
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 30/07/2014, 11:08 PM
  3. مقال: الحرب على الغاز في سوريا - د غادة اليافي
    بواسطة طارق شفيق حقي في المنتدى مجلة المربد
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 26/12/2013, 12:39 AM
  4. الحرب على الحرب على الإرهاب
    بواسطة محمد محمد البقاش في المنتدى فسيفساء المربد
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 27/12/2007, 01:31 PM
  5. الحرب مع سوريا ستكون أسوا عشرات المرات من تلك الحرب مع حزب الله
    بواسطة طارق شفيق حقي في المنتدى قبة المربد
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 04/08/2007, 01:24 PM
ضوابط المشاركة
  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •