سبق وأن انعقدت يومي24-25/2/2004 ندوة مغاربية حول: "ابن بطوطة، إسهام مغاربي في الحضارة الإنسانية والتواصل الثقافي"، نظمتها الأكاديمية المغاربية للعلوم، وبالتعاون مع الأمانة العامة للاتحاد المغاربي، وجامعة الفاتح - قسم التاريخ، وقد حضر الندوة 37 باحثا مغاربيا من الدول الخمس باستثناء موريتانيا التي غابت مشاركتها باستثناء حضور قليل من خارجها، ومن بينهم كاتب هذه السطور.
وقد حرصت الدول المغاربية من خلال هذه الندوة أن تكرم أحد الأعلام المغاربين البارزين، وهو الرحالة الشهير ابن بطوطة، وذلك بمناسبة مرور 7 قرون على رحلته الشهيرة، التي جاب فيها أغلب عالمه الذي عاصره من أفريقيا إلى أوروبا وآسيا حتى الصين والهند شرقا.
ولذلك ليس غريبا ما قدمه للإنسانية هذا الرحالة المغربي الذي استغرق 30 عاما من عمره يجوب الصحاري والمدن ويزور مدنا وقرى، ويخالط شعوبا وقوميات متباينة الأديان والثقافات والأعراق...
حيث ظلت بلاد شنقيط بفقهائها وأدوارهم حاضرة في الأذهان ، وهي التي زار ابن بطوطة أغلب مدنها المعروفة حينها في عصره مثل ولاتة التي أسماها "إيولاتن"، كما زار عاصمة مملكة غانا كومبي صالح، التي توجد أطلالها اليوم جنوب مدينة تمبدغة 60 كم، وشرح بتفاصيل طبيعة سكانها ومجتمعها وحياتهم بجميع دقائقها...
وقد حضر الندوة جمع مغاربي مميز كان في طليعتهم العلامة المغربي الدكتور عبد الهادي التازي الذي حقق رحلة ابن بطوطة، وهو صاحب سلسلة التاريخ الدبلوماسي للبلاد المغربية.
أحمده ولد نافع

باحث موريتاني مقيم في طرابلس

د. أبو شامة المغربي