د.سلمان العودة: أحداث سبتمبر كانت بمثابة دافع لمراجعة الخطاب الدعوي الإسلامي
(ثقافة اليوم) - بدر الراشد:
ضمن فعاليات مهرجان الجنادرية الثالث والعشرين للتراث والثقافة، أقيمت مساء أمس ندوة حول الخطاب الدعوي الإسلامي في قاعة الملك فيصل للمؤتمرات، قدم أوراقها الدكتور رضوان السيد، والدكتور أبو زيد المقرئ الإدريسي، والدكتور منتصر الزيات، والشيخ سلمان العودة، وقدمها الدكتور عبدالرحمن الزنيدي. بداية قام الدكتور رضوان السيد بالحديث عن التيارات الإسلامية التي نشأت للإجابة على سؤال طغيان الكفر على العالم الإسلامي، وانقسمت التيارات تجاه هذا الوعي لثلاثة أقسام، الأول هو تيار الإنكار المباشر، والتيار الثاني هو تيار الاعتزال، كالتيارات الصوفية، وثالثاً التيارات الجهادية.
ثم حدد السيد طرقا يجب على الدعاة إتباعها لتغيير عالمهم، يمكن اختصارها بعبارة واحدة، هي فهم الدين وبناء الدنيا. أما الدكتور منتصر الزيات فأكد على وضوح منهج الاعتدال في القرآن، وذكر عدة نقاط في هذا الإطار، أبرزها، التعلم من التجارب، والتفكير قبل الفعل، ثم تحدث عن تجارب الحركات الإسلامية، ووجوب البناء عليها وعدم البناء من الصفر.
وتحدث الدكتور أبو زيد المقرئ الإدريسي عن تحليل الخطاب الدعوي، حيث يتحدث بعض المسلمون في المجتمعات الغربية دون فهمهم لمنطق اللغة التي يتحدثون بها ويصيغون خطاباتهم عبر قوالبها، ودون إدراك لما يحدث جراء خطابهم الضعيف والسلبي، واستشهد بعدة استشهادات منها التصريح الشهير لمفتي المسلمين في أستراليا، والذي أقيل بسببه، حين شبه النساء غير المحجبات باللحم المكشوف، كما شدد على غفلة المتباهون بالسلف البعيدون عن بلاغتهم وحكمتهم، وختم حديثه بالدعوة لعدم الإغراق في التراث، وعدم الذهاب شطر التغريب، وأن يكون الخطاب الدعوي مراعيا للثقافات المختلفة. أما الشيخ سلمان العودة فأكد على أن أحداث سبتمبر كانت بمثابة دافع لمراجعة الخطاب الدعوي الإسلامي، وأكد على أهمية الفصل بين النص الشرعي من ناحية وبين الفعل البشري، فالنص الشرعي منه ما هو قطعي ومنه ما هو ظني في دلالته وثبوته، والفعل البشري يتعدد بين تصحيح النص، واستنباط لدلالة النص، أو إلحاق بالنص كما يحدث بالقياس، وبعد تطور الخطاب الدعوي يتم الخلط بين هذه المستويات، بين ما هو نص مقدس، وبين ما هو فعل بشري واجتهاد قابل للصواب والخطأ.
ثم اختتم اللقاء بعدد من المداخلات والأسئلة من مجموعة من ضيوف الجنادرية.
المصدر