وصلت الرسالة التالية إلى المربد:
نريد همما عربية كفانا قمما عربية
عقبة البطاح
كالعيس في البيداء يقتلها الظمأ والماء فوق ظهورها محمول
هذا هو حال الأمة العربية ((خـلافـات _ نــزاعــات _ قـتل وجــرح _ اخـتلاف فـي الآراء _ شـجب _ تـنديـد _ غـزة والـقدس _ الـعراق _ رئـيس لبنـان _ دمـاء أطفـال وشيـوخ _ انتـهاكات))
وكل هذا على حساب الشعوب العربية و من رصيدها لا من حساب الساسة والدبلوماسيين والحكومات والأنظمة فخلافات مصر والسعودية والأردن لسورية بحجة لبنان تارة و بحجة إيران تارة أخرى ونزاعات فتح و حماس مع بعضها البعض وفـر على عدوهم الحقيقي والمشترك عناء القتال
والقتلى والجرحى في فلسطين والعراق إنما هم من أبناء العامة لا من أبناء الذوات (إلى رحمة الله أنهم في سبيل الأرض والوطن)
والاختلاف بالآراء الذي أفسد جميع القضايا ولم يترك للود مكان والشجب والتنديد سلاح جامعة الدول العربية ووزراء الخارجية العرب حفظهم الله ذخرا للوطن والسياسة العربية والعالمية وجميع مصالح العرب متوقفة على رئيس لبنان المرتقب
إن هذا الغيض من الفيض الذي نعيشه من المشاكل اليومية في الوطن العربي لا تصب إلا بمصالح أمريكا وإسرائيل و إن من يؤججها ما هم إلا مرتزقة من قبل النظام الأمريكي الذي يعدهم بقصور على رمال البحر لان من صالح أمريكا و حليفتها إسرائيل إن لا يحدث هدوء واستقرار في المنطقة لأنهما لا يجيدان السباحة إلا في المياه العكرة فقد وظفت أمريكا من العرب أنفسهم من يهيئ لها الجو المناسب لأغراضها في المنطقة وبدلا من الصدام وصلت إلى معرفة تكسير الفخار بالفخار وهي متفرجة تقتل القتيل في الظلام وتشيعه في النور وتنادي بالسلام وتحث على حل مشاكل لبنان و تنادي بمحاربة إيران
هذا كله ظاهرا وفي الباطن ومن وراء الكواليس تدفع الغالي والنفيس لإبقاء الخلافات و تأجيج المشاكل و دم شعور الحاكم والمحكوم في الدول العربية بالاستقرار إلا من كان لها ذنبا و حتى هؤلاء الأذناب تعطيهم من طرف اللسان حلاوة و تروغ عليهم روغ الثعالب
أما الآن و بعد إن حققت أمريكا من خلال رجالها في المنطقة العربية تحقيق مطلبها بعدم تمثيل قمة دمشق على المستوى الذي يليق بدمشق عاصمة التاريخ و مهد الحضارات الذي أرسل منها هارون الرشيد رسائله ( من هارون الرشيد أمير المؤمنين إلى كلاب الروم )
فقد حضر إلى هذه العاصمة التاريخية من حضر و تخلف من تخلف إنما الأسف على المملكة العربية السعودية فقد نسيت عاصمة بني أمية أم هؤلاء الأحفاد ليسوا أبناء هؤلاء الأجداد و المملكة الهاشمية ممثلة بملكها عبد الله الذي لم يحفظ ود أبيه
يفاخرون بأجداد لهم سلفوا نعم الجدود و بئس ما خلفوا
و مصر العروبة مصر القومية و مصنع القوميين نسيت قول أمير شعراءها في دمشق
قم ناج جلق و انشد رسم من بانوا مشت على الرسم أحداث و أزمان
كانوا ملوك سرير الشرق تحتهم هل لا سألت سرير الغرب ما كانوا
أما باقي الدول العربية المتخلفة عن القمة يبدو إن لديها أعذار شرعية ( يقوموا بالسلامة )
فقد حدثت القمة سواء حضروا أم لم يحضروا فالخير بمن حضر و الضمير الحي أبقى من الميت فالقمة قمة العرب و تعالج و تحل مشاكل العرب إن صدقت النوايا مشاكل هؤلاء المشردين و الجائعين و المعذبين من المحيط الهادر إلى الخليج الثائر و ليست قمة سوريا وحدها إنما كان مقرها دمشق و دمشق هي دار ضيافة و الأيام دول فاليوم القمة في دمشق الأمويين و غدا بغيرها من الدول الشقيقة فالقمة لم تعالج مشاكل سوريا بل مشاكلنا جميعا مطلوب معالجتها إن كان لها علاج ( فالج لا تعالج )
فان حققت قمت دمشق بعض ما هو مطلوب منها فأجره مردود على من حضر و إن لم تحقق شيء فوزره برقاب من تخلف
و المطلوب أو الذي أصبحنا نرجوه من القمم العربية ليس أكثر من تضامن عربي أما القومية العربية و الوحدة العربية فمن الجنون إن ننادي بهما و نحن غير قادرين على جمع عشرين زعيما لمدة سويعات كيف ننادي بالوحدة و لا نستطيع توحيد فتح و حماس في فلسطين كيف ننادي بالوحدة العربية و لا نستطيع توحيد الصفوف بين الشيعة و السنة و الأكراد في العراق
ففكرة القمم العربية و الجامعة العربية لا تلبي النداء ليس لأنها لا تبذل جهودا بل لان كلا يغني على ليلاه
لنا أكثر من نصف قرن ننتظر القمة وراء القمة و اجتماع الجامعة وراء الآخر و نحن نطالب و ننادي و لكن
سمعت لو ناديت حيا و لكن لا حياة لمن تنادي
فإذا كنا و خلال هذه الفترات الماضية لم تستطع إن نفعل قمة عربية بشكلها الصحيح فيجب على الدول العربية أن تعي أن هذه القمم عقيمة فلتمضي كل دولة من الدول العربية إلى القطرية بدلا من القومية و تعزف على وتر الإصلاح الداخلي وتقام قمم بين محافظات الدولة الواحدة , لان الوحدة والقومية العربية قد ماتت منذ ستينات القرن الماضي فلنشغل أنفسنا بما هو حي فهو أبقى وأفضل من الميت , أما إن كان هناك أمل في إحياء الموتى أو بنظر بعض المتفائلين إن الوحدة العربية والقومية لم تمت إنما خيل إلينا , فجميعنا ننتظر بشوق ظهور الوحدة قادمة على طبق من ذهب , ولنتوجه إلى الله بالدعاء كي يحدث خلل في الاقتصاد العالمي ليهبط سعر الذهب ليكون بإمكان الدول العربية الفقيرة المساهمة في طبق الوحدة العربية والاشتراك به كي لا يكون حكرا على الوحدة الخليجية والوحدة الإفريقية التي ينادي بها الزعيم القذافي وتبقى أسيا عليها ومنها السلام
ولكن القمم العربية في تحسن فلنكن متفائلين فقبل سنوات كانت القمة العربية تعالج القضية الفلسطينية , أما الآن فتعالج القضية الفلسطينية والعراقية واللبنانية والسودانية , فهناك تناسب طردي بين المطالبة بالدول العربية والزمن إذا القمة العربية في قمتها الخمسين على ابعد تقدير وإذا كنا متفائلين ستطالب بوجود مخيمات في الصحراء الكبرى وتطالب بتصريح من أميركا وإسرائيل لدخول الأماكن المقدسة لأداء فريضة الحج والعمرة
أيها السادة الخطر القادم والتاريخ لا يرحم أحدا تنبهوا يا حكام هذه الأمة , فالأمانة في أعناقكم حسابها عظيم , لقد تنازلت هذه الأمة بسبب ما أصابنا من الهوان بجميع حقوقها , بقي الحق الوحيد الذي نطالب به و هو حق الكرامة في الأرض التي إن ذهبت لم ولن تقوم لكم قائمة إلى يوم الدين إن لم يكن بالسلام العادل والشامل فبالحديد والنار (من مات دون أرضه فهو شهيد، ومن دون عرضه فهو شهيد)
أما الاعتراف بإسرائيل كدولة على الأرض الفلسطينية كما اسمها الزعيم القذافي، اسراطين فكلامه مردود عليه، إذا كان يرغب في حل المشكلة العربية الإسرائيلية كزعيم عربي وقائد ثوري وفاتح فليصالح هو ويقيم دولة هي (ليبيا طين)، أما الشعب الفلسطيني فقد قدم ملايين الشهداء قرابين على مذبح الحرية حتى المياه الجوفية في أرض فلسطين أصبحت دماء لا ماء، فمن يرغب في أن يتاجر فليتاجر بسلعته لا بسلع الآخرين.