طارق شفيق حقي
ذات فكرة
ذات فكرة , ضممت يدي , شك الجميع بيَّ. ودخلت المعتقل , وجهت لي تهمة الانضمامية, وقرروا حرقي, وحين ألقوني في النار لم أحترق, لأني كنت أضمها في يدي.
ذات قسم
حلفت بالربيع , فاتهموني أني ضللت الطريق, وحين وضعت إعلان بحث عني في الصحف , وجدني قسم الشرطة.
ذات عشق
ذات عشق طاحن , مددت يدي لقلبي فما وجدته, بحثت عن فؤادي فما وجدته , بحثت عن عقلي فما وجدته, قلبت كل مشاعري لعلهم ضاعوا فيها, وبقيت أبحث وأبحث, وبعد قرن من الزمان أبصرت النور , فخرجت فرحاً وقد وجدت ذاتي.
ذات ظلام
ذات ظلام أبصرت النور, فقلت لعلي آتيكم برغيف منه, وبقيت أغرق حتى خرجت من أنفي سمكة, فحلفت أن لا أقف في طابور أبداً.
ذات موت
بقيت أعيش حتى فارقتني الحياة, وحين ولدت وجدت أن قابلتي هي الموت, وأن أمي كانت الحياة , نظرت فيها بحنان, فأخذت تبكي, فحمدت الله أني تخلصت منها
ذات حرف
ذات حرف أردت الكتابة, فجاءني الصيف والخريف وجاءني الشتاء والربيع, وحلقت من حولي الطيور والفراشات, وأزهرت شقائق النعمان والبيلسان والياسمين وتدفقت من حولي الأنهار وأزرقت السماء, واخضرت الأرض, وتفجرت الينابيع , وهبت النسمات , وعبقت الرائحة, وتطاولت الأشجار و بسقت, وتعانقت الأغصان وتمايلت, فأذنت للشمس بالانصراف , وللنور بالحضور, وللبدر بالظهور, فخفق قلبي, وضمتني مشاعري, واهتز الوجدان وأينع الفؤاد واطمأنت السريرية وصفا الذهن وقويت الذاكرة, وتبرعمت الأفكار , وأردت حينها أن أحلم لكني خشيت أن أستيقظ.
طارق شفيق حقي
17/5/2008