اذهبا الى باذام وقولوا له ان ربي قد قتل الليلة ربكما
في قصره الابيض كان جالسا على كرسي عرشه يلعب براس الاسد الصغير الذهبي الذي كان في قمة صولجانه دخل عليه كبير حراسة وقال مولاي في الباب رسول حاملا معه رسالة جاء بها من عند رجل بجزيرة العرب يزعم بها انه نبي بعث يبشر بدين جديد قال ادخلوه لاارى من يكون هذا النبي
دخل الرسول وبدا في فتح كتابه وقراء بسم الله الرحمن الرحيم من محمد رسول الله الى كسرى عظيم الفرس سلام على من اتبع الهدى اما بعد فاسلم تسلم واخذ يمضي في القراءة ولم يكد يصل الى نهايتها حتى انتفض كسرى كمن ثعبان لدغة في التو وغضب وازبد وارعد وقال كيف يجروء كيف
كيف يجروا ان يبدا اسمة قبل اسم كسرى ملك الفرس العظيم
واخذا الكتاب ومزقه قبل ان يكمل نهايتة وطرد الرسول وقال له لولا ان الرسل لا تقتل لقتلك شر قتلة وطرده وبعث بكتاب الى عامله في اليمن وكان اسمة باذام وهو يحكم بلنيابة عن كسرى في اليمن وقال له في كتابة اما بعد ياباذام فاذا جاءك كتابي هذا فابعث من قبلك اميرا الى هذا الرجل الذي بجزيرة العرب الذي يزعم انه نبي فابعثة الي من جامعه
فلما وصل الكتاب الى باذام اخذ يقراءه ويفكر بمن سيرسل الى جزيرة العرب لتبيان صدق هذا الرجل الذي يصر كسرى على حمله الية ومهما تكن النتائج لذلك
اختار اميرين عاقلين من جماعتة وقال اذهبا فانظرا امر الرجل ماهو ؟
فاذا كان كاذبا فخذاه من جامعه حتى تذهبان به الى كسرى كما امرنا وان كان غير ذلك فارجعا الي فاخبروني ماهو حتى انظر في امره ؟
اخذا الاميرين عدتهما بلسفر الى المدينة لمعرفة الامر والتحقق منه وتخفيا في زيهما على شاكلة تاجرين يرومان التجارة والشراء من هناك ودخلا المدينة ورايا من الرسول ص امورا عجيبة لا يعقلانها ابد ومكثا فيها شهرا كاملا ورايا العجب في هذا الدين الجديد وفي الناس الذين ياتون افواج افواج للدخول به لعظمتة وبساطة ولين نبية المصطفى ص حتى بلغا ماجاء له من مهمة للتجسس والمعرفة الحقة وقبل رحيلهما بيوم استدعاهما الرسول المصطفى ص بين يدية فذهبا الى لقائة وهما في حيرة وخوف من امر الاستدعاء هذا خوفا من افتضاحا امرهما ومعرفة سرهما والمهمة التي ارسلهما بها كسرى لمعرفة صدق اوكذب رسول الله محمد ص دخلا بين يدية فقال لهما ارجعا الى صاحبكما ملك اليمن باذام فااخبراه ان ربي قد قتل الليلة ربكما
اصابتهما الدهشة والحيرة كيف عرف بسرهما وعرف باسم الملك وماهي حكاية ربهما الذي قتل الليلة هذة فارخا ذلك عندهما ثم رجعا سريعا الى اليمن فاخبرا الملك باذام بما قال لهما فقال لهما
احصوا تلك الليلة فان ظهر الامر كما قال فهو نبي حقا
فجاءت الكتب من عند ملكهم انه قد قتل كسرى في ليلة كذا وكذا لتلك الليلة تلك الليلة ذاتها التي ذكرها محمد ص فقد سلط الله عليه ولده فقتلة فاسلما الرسولين اللذان ارسلهما حاكم اليمن واسلم معهما حاكم اليمن باذام واهل اليمن اجمعين