وتلك قصة أخرى ...عندما يوفق الكاتب إلى التعبير عن لحظة عزيزة في حياة الإنسان ...
عندما تصير الكلمة زورقا، ويصير الحبر بحرا ...
عندما يمسك الأديب القلم بيمناه، ويستقبل بحبره صفحة جديدة ينثر فيها صدى أعماقه أو ينشد من خلالها تجلياته ...
ألا يعني هذا شيئا ..؟ ألا يدل على شيء ..؟
عندما يحكي الناثر للصفحات ما يحكي، ويحكي لغيره من خلالها ما يحكي ...
عندما يهتدي إلى ما تفيض به روحه من أنوار، وإلى ما تختزنه نفسه من جواهر ونفائس ...
عندما تجتمع له في مائدة واحدة كبيرة أطباقا من نعم الحكم والمعاني، وألوانا من أطاييب الفكر وسحر البيان ...
ألا يعني هذا شيئا ..؟ ألا يدل على شيء ..؟
حدث نفسه قائلا: أرأيت إن حالفك التوفيق، وكنت صاحب ريشة، فرسمت لوحة تجمع بين ما للأنامل والقلم .. بين ما للحبر والصفحة البيضاء .. بين ما للحروف وبريق العينين، وخفقان القلب من ظلال جميلة ...
هو واثق من أن سر اللوحة ستبوح به الحياة، وأن سر الحياة ستبوح به اللوحة .. هو جد واثق من أن اللوحة ستهمس في العيون بأسرار الإنسان .. لكنه يخشى أن يقف هذا الإنسان بعد أن ينتهي من رسم لوحته عاجزا أمام سر اللوحة ...
وتلك قصة أخرى ...