وطني الغالي
** ** ** **
أظلمَ الليلُ
وبدا كلُّ ما في الوجودِ كئيبا
امتشقَ العاشقُ سلاحَهُ
يبحثُ عن شمعة
تحَّسس خطواتِه بحذرِ الجائعِ للفجرِ
يلتمسُ طعامًا وسطَ حقولِ الألغامِ
لنباتِ القرعِ الأصفرِ
معذرةً أخضر
مثلُ خضارِ الغابِ العربيِّ
صافحَ بعيونِ القلبِ
آهاتِ الجدةِ في الزعتر
دمعاتِ العمةِ في يافا
طارَ بذاكرتِه نحوَ الأجدادِ
من دير ياسينِ إلى اقبية
وجنينِ القسّام
لم يركعْ ركعةَ في حِلكةِ ليلٍ
ويصلي صلاةَ مودع
يتذللُ بين يدي جبار
تمردَ ولن يركع
ونساءُ الليلِ على الطرقاتِ
وقفنَ يبعن العهر
ولم يسمع
** ** ** **
آهٍ منكم ثعالبةَ العصر
تؤذنُ لصلاةِ الفجر
وتصافحُ أيدي امتدت
من تحتِ ركامِ جماجمِ أجدادي
وتعانق أقنعةً
تسيلُ بأوديةٍ من دم
فلم ييأس .
ولن ييأس
** ** ** **
آهات الغنجِ العربية انفعلت .
بطبولِ الرقصِ الغربية
وطرابيشُ تُهامةِ
تشهدُ أن النصرَ مع الصبرِ
وقبورُ الموتى
تحتَ ترابِ البعثِ
تحكي قصةَ حاكورةِ جِدِّي
تروي شِعرا
تنثرُ حباتِ النثرِ الأبيضِ
الهابطِ من فوقِ سماءِ العشقِ
تروي الأرضَ
وتقصُّ بمنشارِ الجَدِّ
سحابَ الليلِ الأسودِ
من تحتِ الأرضِ
** ** ** **
ما ذنبُ الطفلةِ في المهدِ يا بقرَ الوحشِ
ووحيدِ القرنِ البشرية
الكل ينادي العهرَ
وخفافيشُ الليلِ البشرية
كم تغرق !
وسنابلُ ضوءِ الفجرِ
لمعةُ سكينٍ لم تصدأ ياخونة
وطني
باعوك بثمنٍ بخسٍ
وبسوقٍ نخسٍ
ساعةَ شهوة
وبسُترةِ ثوبٍ
لعاريةٍ جاريةٍ عاهرة
وأشعةُ شمسٍ
تقرعُ
وتدقُّ قلبَ الحجرِ الأسود
في أرضِ الكعبة
ويطوفون
فوق كؤوسِ نخبِ العزِّ الأبدي
فلن نجترَّ الماضي
ولن نركع
ولن نركع
وطني :
قردُ الغابةِ ملكٌ في مملكتِه
إلاّ أنتم
وكذا الأفعى
ترقصُ طرباً للمزمارِ
إلا أنتم
والذئبُ أمينُ الغنمِ
والثعلبُ يطربُ
من تحتِ رنينِ النفطِ العربيِّ
لن أركعَ
ما دامت في الأرضِ عظامي
من بينِ الكأسِ الطافحِ في الخمرِ
وثيابِ امرأةٍ عاريةٍ
لن نتقابلَ
يا خونة
** ** ** **
إنا من فوقِ ومن تحتِ الجبلِ الصافي تعارفنا
ومن عرفاتِ الخُلد
تعانَقنا
وتحالَفنا
وتبايَعنا
أن الجرحَ النازفَ
نورٌ يسطع
لا عولمةَ العصرِ الزائفِ تجمع
صبراً أهلَ الكهفِ فموعدُكم فجراً
ومن جبلِ المروةِ قالت لي مروةُ
جَدّي انظر
جَدّي انظر
من بين سنابلِ قمحِ بلادي
تبكي فرحاً
يومَ حصادٍ
نحصدُ أرواحَ الأعداءِ
نحصدُ أرواحَ الأعداءِ
نحصدُكم يا خونَ بلادي
** ** ** **