حواء يا أم العزائم ينهل = من صبرك الصبر الجميل ويذهلُ
أنت المدامع في المخاض ولوعة = والصبر أحلام بعطفك اكملُ
عجز الخيال وجف حبري حائرا = في وصف أم في الولادة تنزلُ
لله درك حين طفلك حابيا ً= بين الحشى والرحم كونا ينقلُ
ساعات آلام كأن دبيبها = جبل له ماء المفاصل محملُ
تأتين كالسكران حالك مؤلم = لكن جرحك في الهداية يدملُ
ألم وأخطار ودمعة حالم = هذا المخاض فكبوه لا يمهلُ
يا صبر تصغرُ في المخاض كأنما = أنت الضجور وعزمها لا يكسلُ
يا صبر هل دارت عليك مواجع = مثل المخاض وأنت منه أسفلُ
إعجاز ربي قد تمثل شاخصا = عند الولادة حيث رب يكفلُ
لم يعرف الآلام مثلك صابر= حبلى وقلبك في النواَئب مثقلُ
طفل من الأحشاء جاء بصرخة = فكأن أوصال الدما تتحللُ
ما كان من ألم وربك راحلا = حين الجنين من المواجع ينزلُ
ويزيد بشراها صريخ وليدها = فالقلب يطرب للوليد وينحلُ
تبكين آلاما ونبضك باسم = والعزم من هدي السماء مكمّلُ
من شدة الآلام تصرخ داويا = لا حمل بعد اليوم قلبي يجفلُ
لكنها تأتي بعزم بعدها = للوضع في شوق , أهذا يعقلُ !
عجبا فبعد الوضع تنسى أنها = كانت بآلام كجلد يفصلُ
لو أن آلام المخاض بكفة ٍ= ما كان في الدنيا لها ما يعدلُ
الحمل هون والولادة دمعة = لكنها من أجل طفل تقبلُ
الصبر آلاء وربك واهب = لولاك ربي لم تلد من تحملُ
حقاً وصدقا فالولادة لهفة = فيها المواجع للسما تتوسلُ
تبكين من وجع وقلبك ناطرا = ضيفا له صدر العواطف يحملُ
في بطن أمي كان قلبي يرتوي = من دمها دفء الحنان ويغسلُ
تزهو بمشيتها وتفخر أنها = أم , لها أفق الجنان يظلل
عامان من بعد الولادة كوثر = من صدرها يروي الرضيع ويوصل
عامان من سهر وصدق مشاعر= وعطاء شمس لا تزول وتأفل
عامان في حجر ينام وليدها = عامان وهن , والرضيع مدلل
قبلتُ رأسك واليدين بلهفة = وكبوت تحتك والشفاه تنهلُ