إلى أُمِي
*****
قـَـالُوا قدِيمـاً بأَنَّ الأُمَ مَدْرسَــةٌ
فقُـلْـتُ أُمي هـي الأخــــلاقُ والأدبُ
وعِـيدُ أُمـي له في النفـسِ مَنْـزِلَةٌ
تَسْمُو عن الوصفِ مهما قالت العَربُ
حَبيــبةَ القلبِ يا ُأمَــاهُ في زمـنٍ
ينمُـــو على أرضـِه الأغـــراءُ والكَذِبُ
وأَنتِ أولُ مَنْ أَوصَــى النـبيُ بهـَا
(فــقــال أُمُـــكَ).. مهــمــا شـانَها سَببُ
يا قُـرَةَ العَـينِ ما شِِّـعري لشَـاعِرةٍٍٍ
فالقلــبُ شَـــاكِ وفِى أحـــداقِــــها طَرَبُ
وصبرُهَا مَثلُ هذِى الأرض كم عبرتْ
علـى ثَراهـــا جـيــــــــوشُ وهى تلتـهبُ
كَـفاكِ حَمْلاً ..وإرضاعاً ..وتَربيـةً
كَفــــاكِ وَهْـنَــــــاً على وَهْــنٍ بهِ العَجَبُ
رَيْحـانَةَ القلبِ دمـعي خَـطَّهُ قلمي
وجــئـتُ مُنكَّـســــراً أشكُــــو وانَتـحِـــــبُ
فسـامحيني إذا ماكنـتُ في غَـــضـبٍ
وعـــانقـيني فـقـد أودَى بـِىَ الغضبُ
وقـبِّلـيـــني لألقــــَى اللهَ مبــتســــمـاً
بدونِ حُـزنٍ ويمضى الخوفُ والتـعبُ
إن كُنتُ عاصٍ ..فلـي ودٌ ومغفـــــرةٌ
وإنــني لكِ يا أُمَــــــــــــاهُ ..اَنتســـــبُ
جَـنَّاتُ عَدْنٍ على كَفَّـيكِ اَدخُـــلُـــــهَا
وفـــوقَ رأسي يَطُـــــوفُ التينُ والعِنبُ
وتحتَ إقدامِكِ الفردوسُ مُنْبَـسِــــــطٌ
وتلكَ دَارٌ هي المـــــرغــــــوبُ والطـلبُ
يا أُمُ : أوصىَ بك (الهادي) وَعلَّمني
مهــمــــا كتبــتُ عن الأخـــــلاقِ أوكَتَبُوا
فليـسَ لي من يَـدٍ عُليَا أَجُـــــودُ بها
عــلـيـكِِ بـل أنتِ أنتِ الجُـــودُ والحَسَبُ
ففي رِضاكِ رأيتَ الشَّمـسَ سَاطعـةً
وفـى رِضــاكِ يُغــنى الطــــيرُ والسُّحُبُ
ثروت سليم