لو تحدثنا عن "اقتصاد الفودو "فيما حولنا من منتجات مادية ثم سحبنا ذلك على المنتجات الثقافية لكانت النتائج واحدة
فمنتج " الشامبو" اليوم لم يعد للتنظيف الجيد لفروة الرأس فحسب ، بل أصبح وفق فتوحات الإعلانات ، الخطابة التي ستوفر العرسان
وعالم الخيال الرائع الذي تحلم به كل فتاة ، وهو اليوم لكل الأمزجة- لم يعد فقط للدهني والجاف- بل للكئيب والمغتم و الحزين والضائع والحالم والولهان
الطبقة التي تتوجه له الرأسمالية بشكل عام في طورها ما بعد الحداثة هي للمراهقين والنساء بشكل خاص
أذكر مجاميع شعرية لشعراء كبار لم يعرفوا من الشعر غير جسد المرأة ، وكل قصائدهم تدور حول المرأة ، وهذه المرأة هي المرأة المادونا المرأة المجمدة بعد البلوغ وقبل الزواج
إنتاج الصورة في الاقتصاد الرأسمالي أمر له بالغ الأهمية ، وهناك زخم كبير في بناء الصورة الثابتة والمتحركة
كذلك اقتصد الشعر الحديث كل الشاعرية وكل وسائل الشعر في الصورة
فصرنا نقرأ في الشعر قصائد مجانية الصور لا دلالة لها ولا معنى
وهذا وفق رأسمال الشاعر فهو ايهام بالشاعرية فيما يوازي في الاقتصاد " رأس المال الوهمي"
فهذه الشعرية هي شعرية وهمية
وهذا الشاعر هو شاعر يوهم بالشاعرية
لا شك أن هناك من الشعراء من خلط ماءً بلبن
فيما أسميهم اليوم
أدباء الفودو
وأدب الفودو
وهو مدخل لمقالة عن أدب الفودو