بسم الله الرحمن الرحيم
ماذا عساي أقول في أشعاري
إذ كلما أقدمت قيل : حذار ِ
هذي حدودك قفْ بشعرك عندها
ودِّعْ بنات الحس و الأفكار ِ
أ رأيتَ لو أبدعتَ ألف قصيدةٍ
أتصير يوما سابقَ المضمار ؟ِ
و أضفت فى عقد المعاني دُرَّةً
أيُقَالُ : أنكَ سَيِّدُ الأشعارِ ؟
ماذا تريدُ من القوافي بعدما
فُضّتْ بكارتها بقولٍ سار ؟
و الشعرُ قد حيزت إمارته لمن
غنّى هوى لأوانس و جواري !
لو أن كل الشعر يُعرض سلعة
بخساً لبيعَ بأرخص الأسعار ِ
فأجبتـُهم و القلبُ يملؤه الأسى
كيف استطعتم مقتة الأنوار ِ؟
كم كان للشعراء ناطق قومهم
في ردِّ جور أو مجال فخار ِ
فالشعرُ يعطي للحياة جمالها
و يكون فيها شاهدَ الأقدار ِ
الشعرُ منطوقُ الزمانِ و صوته
و مؤرخٌ لحوادث الأخبار ِ
لو أنّ للشعراء ِ سوقاً ترتجي
فيه المعاني كنت أولَ شار ِ
لأقيمَ عاصمةَ القوافي قبلة ً
يرنو إليها كل نجم ٍ سار ِ
تهفو إليها كل روح ٍ شاقها
ألقُ القصيد بمهبط الأسرار ِ
يَسْتَصْبِحُون بضوئه فى سعيهم
و يجاوبون هواتفَ الأسحار ِ
لبيكِ يا حرمَ البيان ِ و كعبة ٌ
سجدتْ لديها صبغة ُ الأشعار ِ
نسعى لمشهدها نقبّل ركنها
ظمأى لمنهلِ زمزم ِ الأفكار ِ
و أنا ببابكِ محْرِمٌ فتقبلي
هدْىَ البيان ِ و منطقى و حواري
هيّا افتحي بابَ البلاغةِ و اكتبي
اسمي بأنـّي أولُ الـــزوار ِ
قالت : عليكَ بأيّ أبوابي ائتها
فالشعرُ مملكة ٌ بلا أسوار ِ