أقام عبد الرحمان اشويخ وليمة ، دعا إليها شيخ القبيلة السيد أحمد الجزيري ، والمقدم اضريبو
وعددا كبيرا من سكان القرية ، وكانت المناسبة تخلد دكرى وفاة زوجته ،فاكرم الحاضرين
وقد لهم ما لد من الأطعمة والأشربة .ولم نكن متواجدين رغم أننا كنا مدعوين فكانت هناك ظروف
منعتنا من الحضور. وفي مساء دلك اليوم أعلن و في وقت متأخر ،على أمواج الإداعة الوطنية
أنه ثبتت رؤية هلال شهر رمضان بواد أمليل قرب تازة.فأيقظنا أحد الجيران وأطلعنا على الخبر .
أيقظت صديقي أحمد وتناولنا وجبة السحور ونوينا الصيام .
في الصباح ،أدخلت التلاميد على الساعة الثامنة صباحا ،وتركت صاحبي يغط في نومه .
لقد قضي الشيخ والمقدم الليلة في الأكل ونسيا تتبع نبأ رؤية الهلال.
وفي الصباح تناولا وجبة الفطور ، وودعا المضيف وفي طريقهما كانا يمران بالسكان ويسألان
عن وجبة الفطور فيتعجب السكان ويرد عليهما أحدهم....
اليوم فاتح رمضان ونحن صائمون بحول الله وقوته.
فيضحك المقدم اضريبو ويقاطعه مستهزئا ....أأنتم تعرفون أكثر من الشيخ السي أحمد،فقد ظل
الليلة كلها والمدياع لم يفارق أدنه..
تبسم الشيخ وقال...انظروا .... وبدأ يلتهم حبات اللوز .
وبحكم بساطة السكان راح أغلبهم للأكل .ولم يسلم رفيقي أحمد بدوره ،فقد تناول فطوره
وأشعل سيجارته.
حاولا التأثير علي ، وطالباني بترك التلاميد لحظة حتى أتناول فطوري .لم أوافقهما الرأي
وبقيت صائما...
وتابعا سيرهما ولم يسلم من جهلهما إلا من رحم الله..
وصل الشيخ السي أحمد إلى بيته وحاول التأثير على أبنائه وزوجته ،فواجهوه
وأكدو ا له أن اليوم هو فاتح رمضان . ثار شيخنا ، وأدار مفتاح المدياع ،ها قد طأطأ رأسه لما سمع
المديع يردد .... اليوم فاتح......
احمر وجه شيخنا خجلا ولم نر وجهه لأزيد من شهر ،أما صديقي أحمد فندم على
التعجيل في الإفطار ، وأعاد صيام دلك اليوم بعد شهر رمضان.