وزير التربية السوري ينقل 1200 منقبة من سلك التربية
تناقلت وسائل الإعلام المحلية والعالمية هذا الخبر مؤخراً
والحقيقة الخبر يعتبر مفاجئاً ومحبطاً في آن واحد ، رغم أن وزير التربية يحمل صفات علمية عالية أشاد الكثيرون
أربط هذا الخبر بشائعات محلية - لم يصدقها أحد سابقاً - في نوايا وزير التربية السوري بالغاء مادة التربية الدينية
فيما أقدم عليه اليوم وزير التربية اليوم
فإذا كنا في المواقع العربية نقاتل لابراز الوجه الحقيقي للغرب في مضايقته للمسلمين بحجة وبدون حجة
وفي منع النقاب ومنع المحجبات من التعليم - فكيف سندير ظهرنا في المعركة الشرسة لنشعر بكم من الاحباط جراء مثل هذه التصرفات العربية في بلادنا العربية
خاصة أنه لم يبقى لنا غير الدول الإسلامية كتركيا وإيران ، بعد أن وقفت دول عربية ضد سوريا في معارك مصيرية ماضية نجحت فيها سوريا بتحقيق أهدافها وتماسك مجتمعها الداخلي ونجاح سياستها الخارجية أمام الهجمة الصهيو أمريكة
وقد شهدت سوريا مؤخراً بدعم من السيد الرئيس الدكتور بشار الأسد دعماً لمعاهد الأسد لتحفيظ القرآن الكريم
وفي ذات الوقت ضربت بيد من حديد كل مظاهر شاذة رفضها المجتمع السوري قبل أي أحد آخر
الشعب احتضن كل توجه في كل معركة شرسة مرت بها البلاد
واليوم يحبط الشعب لهذا القرار الغريب عن توجه سوريا في المرحلة المصيرية التي تمر بها المنطقة
تم نقل 1200 منقبة من سلك التربية إلى وزارة الإدارة المحلية - كدوائر البلديات والكهرباء وحتى مدافن الموتى
والحجة كما يقول وزير التربية :"إن إبعاد 1000 منقبة من السلك التربوي نصفهن من المتعاقدات بساعات خارج الملاك كان أمراً لا بد منه لأن العملية التعليمية تسير نحو العمل العلماني الممنهج والموضوعي ". ورأى الوزير سعد أن هذا الأمر لا يتوافق مع متطلبات الواقع التربوي، الذي يتطلب تكامل الإيماءات والحركات وتعابير الوجه وإيصال المعلومة للطلبة .
و أوضح أنه سيتم النظر بجميع الاعتراضات المقدمة من المعلمات مع حفظ الحقوق لهن , مبينا في الوقت ذاته أن بقية الوزارات ستقوم بنفس الاجراء ."
لماذا لم تنقل هذه المنقبات مثلاً لمدارس خاصة بالبنات أو المرحلة الابتدائية
فهل يعقل أن تتنقب المدرسة أمام البنات أو أمام أطفال الابتدائية ، وإذا كانت كذلك فهي تستحق العقوبة والتحقيق الداخلي التربوي لا النقل
وهل على المدرسة المنقبة أن تكشف وجهها أمام المدير حتى تتكامل العملية التعليمية العلمية الموضوعية
ويمكن تطبيق شكل من أشكال الرقابة فتدخل فجأة معلمات لترى هل تتنقب المعلمة في صفها أمام البنات فعلاً
ولتعاقب مسلكياً وفق النظام الداخلي التربوي حتى الفصل من السلك التروبي إذا رفضت ذلك
وعلى ذكر النظام الداخلي
هل هناك قانون يمنع ذلك فعلاً ؟؟!!
رغم أني شخصياً قد لا أوافق النقاب للمرأة المسلمة
ولا اعتبر الحجاب الخارجي أمراً كافياً لعفة المرأة بل الحجاب الداخلي لا بد أن يتلازم مع الحجاب الخارجي
لكن أعتقد أننا كمجتمع شرقي محافظ على الأقل لا بد أن نحافظ على الحريات الدينية ، ونستطيع بالعقل الوصول للغايات التعليمية الموضوعية الممننهجة
يقول الدكتور عبد الوهاب المسيري رحمه الله إن أوربا استطاعت أن تذيب كل الأقليات والديانات والمذاهب في بوتقة العلمانية ، بينما يعتبر الشرق كمتحف غني بكل المذاهب والأديان السماوية واللاسماوية - وكيف ولو عرفنا أن ذلك خصلة قديمة فالديانة المانوية - ديانة الزنادقة - كانت موجودة ومنتشرة في عصر الخلافة الأموية والعباسية ولم يقربها أحد
والأمثلة أكثر من أن تحصى وتعد.
هذا القرار لا بد أن يصحح ،لا أقول تلغى نوايا الوزير في التعليم الصحيح والتواصل المباشر بين الطلبة والمعلمة لكن حله بألف طريقة أليق وأذكى
ولا يجب أن نسمح للقنوات الناطقة بالعربية أن تتلقف هذا الخبر لتفعله كملف من ملفات الفتنة الداخلية