تعليم العربية في الغرب
كتبها: فيصل الملوحي
أعلم أن مشكلة العربية في ديار الغرب ( أمريكة وأوربة ) عموما عويصة عويصة،
سببها الأولهو أن المهاجرين الأولين رغبوا قبل كل شيء في الاستفادة مادياً من حياة الغرب - ليست القضية أني ألومهم -، ولكن عليهم الآن أن يفكروا بالحفاظ على أنفسهم وعلى الأجيال القادمة، عليهم أن يتعاونوا ويخلصوا النية.
الصعوبات كثيرة كثيرة، ولكنها تذلل شيئاً فشيئا بالعزم الصادق، عندما تتحول دراسة العربية من أحلام إلى واقع وحياة، من ترف فكري إلى تكليف القادرين بوضع الخطط ودعمهم بالجهود الصادقة والمال، بأن تخصص أوقات مريحة لهذه الجهود، لا أن تكون كلمات في أوقات لا ندري أنعالج فيها المشكلة، أم نريد أن نرتاح من عناء عمل الأسبوع!!
لا تتعللوا بكثرة الأعباء، هذا التعبير نابع من شيء واحد هوأن الأصل هو العمل أي تحصيل القوت المادي – إن المشكلة أننا نفكّر في الحصول على ما هو أكثر من الحاجات، التفكير في البدء بفائض عن الحاجة، ثم يتطوّر إلى بذل كل طاقاتنا لجمع ثروة!!-، انظروا إلى الغربيين يعملون وينفقون، وهم لا يخافون المستقبل، فالتقاعد يكفيهم للحياة، ولكننا نحن – أهل المشرق- يغيب عن بالنا ما يميزنا عن أهل الغرب وهو الإيمان أننا لن نموت جوعا، بل يسيطر علينا مانشأنا عليه في أن الموظف لا يكفيه تقاعده، وندّعي أننا نبذل كل جهودنا لتوفير المستقبل المادي لأولادنا، فالحياة لا ترحم!!
علينا أن نبذل ما في وسعنا لتعليم أطفالنا العربية بكل الوسائل التربوية المتاحة، أن تكون لغة لعب الأطفال، بل أن تكون أكثر مرحا عند تعليمها من لغة البلد، لأننا نحتاج إلى مقاومة هذه التحديات الرهيبة، أن يكون الأطفال في بيوتهم أقدر على العيش مع العربية، لا تنساقوا مع الذين يطلبون أن تتكلموا لغة البلد مع أولادكم في بيوتكم، الخوف ليس على لغة البلد ، خوفنا على اللغة العربية أن تُنسىّّ. علينا أن نبذل كل طاقاتنا كيلا يشعر الأطفال بالملل من العربية لأنها تدرس يومي السبت والأحد- يومي الراحة- ، يجب أن نبذل قصارى جهودنا لينتظروا يومي السبت والأحد بفارغ الصبر لأنهم سوف يلقون أشياء ممتعة... حاولوا أن يكون يوما السبت والأحد لقاء مفروضاً بينكم و بين أطفالكم يجمعون فيه بين العلم وحب هذا اللقاء.
و المشكلة الأكبر أن تعليم العربية في الغرب يقوم عليه من استطاع أن يؤسس معهداً، استطاع أن يكون له بناء و رخصة رسمية وهو لا يعرف من العربية إلا لغة دارجة وشيئاً من الفصحى درسها في المرحلة الثانوية يدعي لنفسه القدرة على تعليمها – وفاقد الشيء لا يعطيه، و لاننس القدرات التربوية الضرورية الحديثة التي لا يعلم عنها سوى ما عرفه من قراءات متسرعة، ولم يدرسها في معهد متخصص!! إنما هم تجار، رفعوا شعار(تعلم العربية في سبعة أيام!!)
هذا ملخص سريع، و التفصيل عند المخلصين أهل الغيرة على عربيتهم.