حكي عن بعض من دخل الى دير هرقل يقول :
دخلنا الدير فنظرنا الى مجنون في شباك وهو ينشد
شعرا فقلنا له أحسنت ، فأومأ الى حجر يرمينا بــــه
وقال : ألمثلي يقال أحسنت ، ففررنا منه ، فقـــــال :
أقسمت عليكم اِلا ما رجعتم حتى انشدكم فإن أنا
أحسنت قولو :أحسنت وأن أنا أسأت قولو : أسأت
فرجعنا اليه فأنشد يقول :

لما أناخوا قبيل الصبح عيسهمو
وحملوها وسارت بالدمى الابــل

وقلبت بخلال السجف ناظرهــــا
ينوا اليّ ودمع العين ينهمــــــــل

وودعت ببنــان زانـــه عنـــــــــــم
نادت لا حملت رجلاك ياجمـــــــل

ياحادي العيس عرّج كي أودعهـم
ياحادي العيس في ترحالك الأجـل

إني على العهد لم أنقض مودتهم
ياليت شعري لطول البعد مافعلوا

فقلنا له : انهم ماتوا فقال : والله وأنا أموت بعدهم
ثم شهق فأذا هو ميت رحمه الله تعالى ....
فكتب أحد الشعراء بعده هذه الابيات :

لما علمت بأن القوم قد رحلــــــــــوا
وراهب الدير بالناقوس مشتغـــــــــل

شبكت عشري على رأسي وقلت له
ياراهب الدير هل مرت بك الابــــــــــل

فحن لي وبكى بل رق لي ورثـــــــى
وقال لي يافتى : ضاقت بك الحيـــــل

إن الخيام التي جئت تطلبهــــــــــــــم
بالأمس كانوا هنا والان قــــد رحلــــوا