وينأى الرحيلْ..‏
وتذوي العيونُ.. على هدأةٍ‏
في ضمير الخُيُولْ.‏
وتنأى الخطى..‏
وأرمي بكأسي.‏
على وجعِ الليلِ..‏
قَلبيْ هُو امرأةٌ في فضاءٍ طويَلْ‏
ومنذُ الطفولةِ..‏
مازلتُ أكتبُ عن ناهديها‏
وعن رعشةِ الكفّ....‏
بين الطبُوُلْ.‏
وتنأى الخطى...‏
ويرحلُ هذا الكلامُ المحَّرمُ‏
عن مقتلِ النهرِ بين الشواطيْ‏
يقولونَ.. إنَ الكلام الجميل‏
ستسْحَبُهُ الريحُ نحوَ البلاطِ‏
ونحْنُ.. هُنا.. هكذا..‏
نُسلمُ للقادمينَ نخيَلَ العراقِ‏
ونرفعُ للعابثينَ يَديْنا‏
ونَحْرِفُ لَونَ أتجاهِ الصراطِ‏
وتنأى الخطا...‏
فلا أَحَدٌ يعرِفُ الدَرْبَ نحوَ العراقِ‏
وَقْد ضَيّعَ القادمُونَ الطَريقْ.‏
وحين تفرُّ الأغانيَّ من القَلْبِ‏
ويكثرُ فينا الشقاقْ...‏
تموُتَ على الدَرْبِ أسماؤُنا‏
وتَذْهَبُ هَدرْاً..‏
حكايا الرفاقْ.‏
وتنأى الخطا..‏
دَعونا.. لنَكْتُبَ ما نشتَهْي فوقَ‏
جلدِ الهزيمَةْ..‏
دَعُونا نَسُبَ عجيج النضالِ‏
وزَيفَ المواجهةِ المُستْحيَلةِ‏
والاّنفِصالْ..‏
دَعُونا..‏
سنفضَحُكُم واحداً.. واحداً‏
يا ظِلالَ الرجالْ...‏
* * *‏
وحينَ التفّتُ..‏
أدَرْتُ إلى الزيفِ ظَهريْ...‏
وأبتسمتُ إلى العشْقِ..‏
ساعتها.. قلْتُ ليس سوايَ‏
يحبُّ الفراشةَ والقادمينَ‏
ونَخْلَ الوَطَنْ.‏
أحُبُّكِ..‏
أنَتِْ هنا.. أصَدْقَ القائلينَ‏
بِأن الوَطَنْ..‏
أساطيرُ أَرضٍْ تلُّفُ عباءَتَها‏
موكبٌ أبيضُ الأفَقْ مثل الكفَنْ.‏
لماذا نشُّدُ خيُولَ النشيد إلى‏
خرقةٍ من ثيابِ المَحنْ.‏
سألقنُ عُمريْ.. وكُل السنينَ‏
التي دفَنَتْ سرّهَا في‏
زوايا الشَجَنْ.‏
وألْعَنُ.. كُلَ الصخور التي حولَّتنيْ‏
إلى ذكرياتٍ بلونِ العَفَنْ!‏
تعالي..‏
ضَعي كُلَ عطرِ النساءِ ولا تَخجَليْ‏
من زعيقِ النضالِ.. فأنتِ أنا يا ضَميرَ الوَطنْ.‏