المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ناجي حسين
وينأى الرحيلْ..
وتذوي العيونُ.. على هدأةٍ
في ضمير الخُيُولْ.
وتنأى الخطى..
وأرمي بكأسي.
على وجعِ الليلِ..
قَلبيْ هُو امرأةٌ في فضاءٍ طويَلْ
ومنذُ الطفولةِ..
مازلتُ أكتبُ عن ناهديها
وعن رعشةِ الكفّ....
بين الطبُوُلْ.
وتنأى الخطى...
ويرحلُ هذا الكلامُ المحَّرمُ
عن مقتلِ النهرِ بين الشواطيْ
يقولونَ.. إنَ الكلام الجميل
ستسْحَبُهُ الريحُ نحوَ البلاطِ
ونحْنُ.. هُنا.. هكذا..
نُسلمُ للقادمينَ نخيَلَ العراقِ
ونرفعُ للعابثينَ يَديْنا
ونَحْرِفُ لَونَ أتجاهِ الصراطِ
وتنأى الخطا...
فلا أَحَدٌ يعرِفُ الدَرْبَ نحوَ العراقِ
وَقْد ضَيّعَ القادمُونَ الطَريقْ.
وحين تفرُّ الأغانيَّ من القَلْبِ
ويكثرُ فينا الشقاقْ...
تموُتَ على الدَرْبِ أسماؤُنا
وتَذْهَبُ هَدرْاً..
حكايا الرفاقْ.
وتنأى الخطا..
دَعونا.. لنَكْتُبَ ما نشتَهْي فوقَ
جلدِ الهزيمَةْ..
دَعُونا نَسُبَ عجيج النضالِ
وزَيفَ المواجهةِ المُستْحيَلةِ
والاّنفِصالْ..
دَعُونا..
سنفضَحُكُم واحداً.. واحداً
يا ظِلالَ الرجالْ...
* * *
وحينَ التفّتُ..
أدَرْتُ إلى الزيفِ ظَهريْ...
وأبتسمتُ إلى العشْقِ..
ساعتها.. قلْتُ ليس سوايَ
يحبُّ الفراشةَ والقادمينَ
ونَخْلَ الوَطَنْ.
أحُبُّكِ..
أنَتِْ هنا.. أصَدْقَ القائلينَ
بِأن الوَطَنْ..
أساطيرُ أَرضٍْ تلُّفُ عباءَتَها
موكبٌ أبيضُ الأفَقْ مثل الكفَنْ.
لماذا نشُّدُ خيُولَ النشيد إلى
خرقةٍ من ثيابِ المَحنْ.
سألقنُ عُمريْ.. وكُل السنينَ
التي دفَنَتْ سرّهَا في
زوايا الشَجَنْ.
وألْعَنُ.. كُلَ الصخور التي حولَّتنيْ
إلى ذكرياتٍ بلونِ العَفَنْ!
تعالي..
ضَعي كُلَ عطرِ النساءِ ولا تَخجَليْ
من زعيقِ النضالِ.. فأنتِ أنا يا ضَميرَ الوَطنْ.
أخي ناجي حسن
مساء الوطن الجميل
قصيدة محلقة جدا
لا ينقصها السرد الشعري المطبوع
ولا الصور العميقة المعبرة
ولا الإيقاع المنهمر
تقرأها فتحب أن تستزيد
فتعيد قراءاتها فلا تمل
تقطر حنينا ولوعة
وتضج بالوطن في كل زاوية من زوايا أحرفها المتزهجة
وهل يمكن أن نكتب عن العراق
أقل من هذا أبدا
للعراق أجنل الشعر وأبلغ الشعر
وللعراق أصدق الشعر
فيكفي أنه العراق
ويكفي أنك شاعر منه
سلم العراق ومبدعيه
تحياتي