مشاهدة نتائج الإستطلاع: اذا كان هناك استحقاق؟

المصوتون
0. هذا الإستطلاع مغلق
  • 3

    0 0%
  • 14

    0 0%
  • 8

    0 0%
إستطلاع متعدد الإختيارات.
النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: مراسلة

  1. #1 مراسلة 
    كاتب مسجل
    تاريخ التسجيل
    Feb 2009
    المشاركات
    3
    معدل تقييم المستوى
    0
    غريب في مزبلة


    الشمس يقلها نصف المقعد من الحافلة، ظلال الأشجار تمر، ترسم خطوطها العابرة بنفس الطريق المؤدية إلى النقطة المرسومة في وجدانه ، إطلالة من هنا ، أخرى هناك، قنينات ترقص بين أرجل الركاب، يرن هاتف أحدهم:
    ـ لماذا كل هذا الغياب ؟ أين أنت الآن؟.
    صوت غير مسموع آخر، انتظار الركاب لبقية الكلام، الهمس لم ينته بعد.
    صاحب الغياب الطويل لم يوضح كلامه.
    على الهاتف:
    ـ ماذا؟ أعد ..تكسر‼ ، كيف تكسر ؟ تعرف أنه يحمل أشياء مهمة.
    الركاب لم يفهموا ما الذي يجري.
    فضول أحدهم:
    ـ آه ...كيف تكسر ؟ هذا أحمق.
    الجميع يقهقهون، أغلق الهاتف، صوت القنينات يعود، الحافلة تصنع مسافة طويلة.
    لم يكن الوقت ليلا، نصف الشمس منغمس في الأرض، النصف الآخر عالق في السماء.
    أحدهم يدعى "أرنولد " يترقب حركات الركاب، همس ، ضحكات، مذياع منكسر الصوت.
    المترقب "ارنولد" يسمع القنينات وصاحب الهاتف، والغروب قد وصل إلى الحافلة، العين تترامى على النافذة ، ترى مزبلة كبيرة يحلق عليها غربان سود، فصاح:
    ـ إلهي، أي أرض هذه؟
    سؤاله تسكته ضحكة في المقعد الخلفي ، وفي لحظة يعود إلى السؤال فيجيب :
    ـ عظام بالية‼ غربان أخرى‼.. عفوا هناك حركة.. لا.. ليست جثة، إنها عظام بالية يكسوها لحم أسود، ترى لمن تكون؟
    مرت الحافلة لم يعد سوى الليل، صورة الأثواب البالية لن تتنازل عن ذاكرة "أرنولد" .
    ماذا تأكل العظام البالية ؟ يسقط المطر ، العظام مبتلة عن آخرها ، ترى أين توجد المزبلة ؟
    على رصيف القطار؟ ، على ضفة نهر؟ ، قرب قرية يسكنها الناس؟، أخشى أن يصيبهم الطاعون، أي طاعون المزابل لا تهم ، لكنها تعبر عن الإنسان.
    المشهد يعود به إلى المخلوق الموجود في المزبلة ورصيف القطار.
    ـ آه .. لو طلبت من السائق أن يوقف مشروع السفر، لأعرف الحقيقة، لا..لا، إنه الليل.
    ماذا ستفعل العظام في تلك الليلة، إنها مجنونة وسط الغربان.
    إنسل خيال المترقب من جسده، الحافلة تستمر بنفس العبور، نزلت بسكونه إلى المكان: أطراف المزبلة،الثوب البالي، الجسد أسود.
    ـ بماذا تقتات وسط هذه المزبلة سيدي؟.
    ـ أراك مثلهم بائسا، شخوصكم تنتهي هنا.
    يقهقه السواد في الجسد الرهيف.
    "ارنولد " يتساءل:
    ـ أي فكر؟ أية شخوص؟.
    لا أحد يجيب، صنع في ذلك الخيال صوت:
    ـ فكر...جوع...فكر ...جوع ..ع.. ع ..ع ..ع ..ع.
    وقفت الحافلة "ارنولد" يعود من خياله، يد احدهم على كتفه:
    ـ المكان مازال في مكانه، لا جوع ولا فكر.
    نظر إلى ملامحه، نفسها البادية على الأثواب البالية في مزبلة بمكان ما.

    إدريس الجرماطي
    المغرب
    رد مع اقتباس  
     

  2. #2 رد: مراسلة 
    قاص مربدي الصورة الرمزية خليد خريبش
    تاريخ التسجيل
    Oct 2006
    الدولة
    المغرب
    المشاركات
    1,114
    مقالات المدونة
    2
    معدل تقييم المستوى
    20
    وعجيب يا أخي أمر القصة القصيرة،في بعض الأحيان تصور متخيلا لا يستطيع الشعر أن يستوعبه.نص ذو حمولة خيالية كبيرة،لكن بدت لي بعض الصور منكسرة،اعتمدها الكاتب ربما بدت له كذلك.النص لا يخلو من سردية تنهل من الواقع لكن الاحتباس الذهني يجعلها تفر إلى خرقه.تحياتي.
    رد مع اقتباس  
     

  3. #3 رد: مراسلة 
    كاتب مسجل
    تاريخ التسجيل
    Feb 2009
    المشاركات
    3
    معدل تقييم المستوى
    0
    اخي خليد، اشكرك على تعليقك الموقر،
    ارجو ان تكون بخير
    رد مع اقتباس  
     

المواضيع المتشابهه

  1. مقال: بكين تطرد مراسلة قناة الجزيرة وتسحب تأشيرتها
    بواسطة طارق شفيق حقي في المنتدى مجلة المربد
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 09/05/2012, 10:01 PM
  2. مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 04/12/2011, 09:15 PM
ضوابط المشاركة
  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •